القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 504
الفكرُ في الرزقِ كيف يأتي
الفكرُ في الرزقِ كيف يأتي / شيءٌ به تتعبُ القلوبُ
وحاملُ الهمّ ذو دُعاءٍ / في علم ما تحجُبُ الغيوبُ
فإنْ ألمّتْ بك الرّزايا / أو قرعَتْ بابَك الخطوبُ
فجانبِ الناسَ وادْعُ منْ لا / تُكشَفُ إلا به الكروبُ
منْ يسألِ الناسَ يحرموهُ / وسائلُ الله لا يَخيبُ
إنْ كنت يوماً مُعيني عند نازلةٍ
إنْ كنت يوماً مُعيني عند نازلةٍ / فاليوم إني بين الظّفْرِ والنّابِ
ما زلتُ أملكُ أسلابَ الملوكِ الى / أن مُلِّكَتْ سوقُه الأقوام أسلابي
وكم فتًى بات محرابَ الوَغى فغدَا / بغارةِ اللصِّ محروباً بمحرابِ
قالوا الثوابَ عن الأثوابِ قلتُ لهم / خُذوا ثوابي وردّوني لأثوابي
وا ضيعةَ العَضْبِ لا جفنٌ يُصانُ به / وأيّ جفنٍ لماضي الحدّ قِرْضابِ
وقد دعوتُك والأسماعُ مصغيةٌ / الى استماعِ جوابٍ منك جوّابِ
وسوف أكسوكَ من نسجِ الثنا حُلَلاً / مطرّزاتِ بتصنيعٍ وآدابِ
فجُدْ بها عِمّةً كالتاجِ باهيةً / ودعْ سواكَ لإحرامٍ وجلبابِ
وهذه قسمةٌ بالحقّ ناطقةٌ / روسٌ لروسٍ وأذنابٌ لأذنابِ
كم واصل الدهر منْ همّ وأوصله / وكم فتًى من بَني الجبّابِ جبّابِ
كتبتُ ومَنْ لي أن تكونَ أناملي
كتبتُ ومَنْ لي أن تكونَ أناملي / تصوّرُني حَرفاً يُوافيكَ في كُتْبي
فأهدى ببدرٍ من جَبينكَ في الدُجى / وأنْدى بقَطْرٍ من يَمينك في الجدْبِ
وأنظُر من أخلاقكَ الغُرِّ منزَهاً / تقسّم بين الروض والسلْسلِ العَذْبِ
سقى الله أكنافَ القصورِ بما سقى / وحسبيَ سُقيا أن يكونَ بها حَسْبي
منازلَ أمثالُ المنازل رفعةً / فيا بدرَها ماذا لقيتَ من السُحْبِ
وخفّفَ ما ألقى من البعدِ أنني / أراك بطرْفِ الودّ ما زلتَ في قربي
وإنْ كنتُ في عيشٍ رطيبٍ فإنما / يفرِّجُ عن عينيّ ويفرِج عن قلبي
ولولا عليّ يا عليّ فإنه / حياتي لكان الشوقُ قد ساقَ لي نَحبي
هنياً فزاد اللهُ ضبّةَ سُؤدُداً / وضيّةُ من لا يرضي شيمةَ الضّبِ
وأعني أبا عبد الإله فإنه / أبرُّ وأوفى في الأصادِق والصّحْبِ
أخٌ راح في الآدابِ ربّ فضيلةٍ / تعالَتْ على القولِ المُعارضِ والحَجْبِ
حفظَ اليتيمةَ كلُّ مَنْ
حفظَ اليتيمةَ كلُّ مَنْ / في شرقها والمَغربِ
فشدَوْتُ من عجبٍ بها / كم لليتيمةِ من أبِ
نسخَ الجدُّ مقالَ اللعبِ
نسخَ الجدُّ مقالَ اللعبِ / ومحا السيفُ حديثَ الكتبِ
وأبان الفضلُ عن أربابِه / فقضى للمجد أوفى أربِ
ومقاديرُ الفتى معروفةٌ / بجدُود لا بجدٍّ وأبِ
وإذا مُدّ لشخصٍ عُمرُه / أبصرَتْ عيناهُ كلَّ العجبِ
ما عهِدْنا النّخلَ لولا هذه / باسقات بثمار اللهب
هطل الغيث لها من فضة / فهي في قنواتها من ذهَب
وكساها الروضُ نوارَ الذُكا / فتثنّتْ ذات بُرد أشقب
كقضيب الملك إلا أنها / قلّدوها بعُقود الشُهُب
تلعبُ السُرْجُ على أرجائها / فتحاكى أنملَ المُرتَعب
بندى آل فُراتٍ غرسَتْ / فسقَوْها بفراتٍ عذِبِ
ولقد أحسَبها ألسنة / هزّها للسّكر خمرُ الطّربِ
ولعَمري لو رأتْها مريم / شغلَتْها عن جِناء الرُطب
وحماها معشرٌ إيمانُهم / فاتكات بضُروب النُوَب
شهدوا بالعدل حتى عُرِفوا / دون ذِكر لهمُ أو لقب
وكل ماضي الخط والحظّ لدى / معرَك خَطب ندا أو خطَب
يا بني كندة أنتم دُرَرٌ / قُلِّدَتْ تيجان صيدِ العربِ
أنا من لخمٍ ولكنْ جارُكم / وحقوقُ الجارِ فوقَ النّسبِ
ولنا أصلٌ نما في يمَن / باسِقُ الفرعِ زكيّ المنصب
وكفاكُم شرفاً أنكُمُ / عندكم ينفَقُ سوقُ الأدب
ولكُمْ في الحرب أفعالُ الظبى / ولكُم في السِّلْم جودُ السُحُبِ
وبسيفِ الدولة البدرِ غدا / مدحُكُم مفتَرضاً في مذهبي
أنطقَ الودّ لساني فيكُم / لقضاء الحقّ لا للطّلبِ
أبتِ النفسُ التي ألزمْتها / ليَ أن أجعل شِعري مكسبي
والقرافات وأنتمْ فخرُها / حملَتْ أغربَ ما في الحقب
أهلاً ببيتِ خميلةٍ
أهلاً ببيتِ خميلةٍ / شكرَتْ صنيعَ ابنِ السّحابِ
أبدَتْ بَهاراً كالعيو / نِ على شَقيقٍ كالشباب
وتأودتْ أعطافُها / فزرَتْ بأعطافِ الكَعابِ
حتى إذا لعِبَ النّسيمُ / ببَردِها النّضْرِ الإهابِ
نثرَتْ عقودَ حُليِّها / نثْرَ العقودِ عن الرقابِ
وسرى لنا عن مِسكِها / مِسكٌ أتى من كلّ بابِ
ولو لمْ أشاهدْ منهُ جودَ يمينِه
ولو لمْ أشاهدْ منهُ جودَ يمينِه / وحُدِّثْتُ عن إفراطِها خِلتُه كِذْبا
خِصالاً رأيناها نجوماً مُنيرةً / عُلاهُ لها شرقٌ فلا عدِمَتْ غربا
وقد نطقَتْ بالفعلِ لي عرَصاتُه / لأني وجدتُ الأهل فيهنّ والرّحْبا
أبعد شَيْبي لشبابي إيابْ
أبعد شَيْبي لشبابي إيابْ / هيهاتَ لا يرجع شرخُ الشبابْ
أم هلْ لمن عرّضني للعِتابْ / وهل يُرجّى بعد ذا الاجتنابْ
فالقلبُ مني في أليمِ العذابْ / ودمعُ عينيّ كقطرِ السّحابْ
وظبيةٍ مثلِ ظِباءِ الشِّعابْ / رقيقةِ الخدّيْن مثل الشّرابْ
في ثغرها الشّهْدُ لعمري مُذابْ / طُوبى لمنْ يرشُفُ ذاك الرُضابْ
في كفّها حمراء مثلُ الشِّهابْ / صافيةٌ رقّتْ كمِثلِ السّراب
تذهبُ بالحقدِ معا والضِّباب / لها بشخصين ربوعٌ خراب
ومنزلٍ بالجزعِ منهم يَبابْ / كنتُ به مع زينبٍ والرَّباب
وهلْ مع الدهرِ يدومُ اصطحابْ / أُصبحُ في ظُفْرٍ له ثمّ نابْ
درّتْ عليه غادياتُ الرّبابْ / فأظهرَتْ بُرْداً بلونٍ عُجابْ
قد رقمَتْهُ ثم أيدي السّحابْ / ومَهْمهٍ قفرٍ كثير الهضابْ
فيه الشماريخُ وصُمُّ الصِّلاب / به المها والعِينُ ثمّ الذئابْ
قطعْتُه إبّان عصر الشّبابْ / والشمسُ إذ ذلك تحت الحجابْ
والليلُ من فوقِ الرُبى كالخِضابْ / بمُنطوي الأحشاءِ طيّ الكتابْ
أقَبّ شاطٍ أسودٍ كالغراب / تراه كالأجدلِ في الانتِصابْ
وحين ينقَضُّ كمثلِ العُقابْ / أو فكلَمْحِ البرقِ أو كالشِّهابْ
وكان فيما قد فعلْتُ الصّواب / حتى أتينا مَن إليه الرِّكابْ
نَبغي إماماً ظلّ فوق الرِّقابْ / لأن جدواهُ كماءِ السَّحابْ
خُذْها كلونِ التِّبْرِ ذائب
خُذْها كلونِ التِّبْرِ ذائب / حَمراءَ بيضاءَ الذّوائبْ
عذراءَ شائبةً وما اعْ / تلقَتْ بها أيدي النّوائبْ
كالنارِ إلا أنها / إذ تصطَلي نار الحُباحِبْ
حُجِبَتْ بفرطِ الضوءِ عنْ / أبصارِنا والضوءُ حاجِبْ
واستوطَنَتْ بشُعاعها / بيتاً ولا بيتَ العناكِبْ
حتى إذا انتشر الحَبا / بُ بها لينتظمَ الحَبائبْ
طافَتْ بها الآرامُ في ال / كاساتِ حاليةَ التّرائبْ
في كفِّ كاعِبَ من تور / دِها كما في خدِّ كاعِبْ
جُليَتْ على شمسِ النها / رِ فنقّطتْها بالكواكِبْ
لكنها جلتِ الغَيا / هِبَ والكواكبَ في الغياهب
أوَ ما تراها قد رمَتْ / عن صدرِه بِصدارِ راهِبْ
فالبدرُ والمرّيخُ يت / بَعهُ بسيفِ النورِ ضارب
كالفارسِ الرِّعْديدِ قد / جرّ القناةَ ومرّ هارب
وتطايرتْ في الجوّ شُهْ / بانٌ لها نبْلٌ صوائبْ
حتى كأن منَ المشا / رق عسكراً تغزو المَغارب
وهي الكتائبُ جُهِّزَتْ / من منطِق ابن أبي الكتائب
وكأنما طلعَتْ تُبا / هي ما لديهِ من المناقِب
لولاهُ لم نحكمْ بأنّ / عُطارداً في شكلِ كاتِب
نظمَ الحسابَ بأنمُلٍ / نثرَتْه بَرْقاً عن سَحائب
واستخدم الأعلام لل / أقلامِ والصّمْصامِ غالِب
فيمينُه تسْطو بقا / ضٍ لا يُقاسُ إليه قاضِبْ
أيْمٌ بقطّةِ نابِهٍ / قُطّتْ عن المُلكِ النّوائبْ
يُصْبيكَ موشيُّ القرا / منه وموشيُّ المساحِب
ببلاغةٍ لا ترتضي / بالصّاحبِ المنعوتِ صاحبْ
يقتادُ في سهلِ الكلا / مِ أزمّةَ الحُكم المصاعِبْ
في أسطُرٍ لو أنّها / خيلٌ لكانت كالجنائبْ
حملَتْ مفضّضةُ المكا / بحِ سُفعَ مُذهبةِ المراكب
يا مَنْ به بعدَ المها / لِك قد وقعْتُ على المطالب
لك ناظرٌ باللُطْفِ فيّ / فلا أُضيفَ إليه حاجب
أدنيتَني حتى حلَلْ / تُ الجنبَ منك وكنتُ جانب
ورأيتَني وأنا الغري / بُ لديك من إحدى الغرائب
ومن العجائب أن أرا / كَ وليس أنطِقُ بالعجائب
وثناكَ قد نطقَتْ به ال / أحقابُ من قبلِ الحقائب
شكري سواك تطوّعٌ / فإذا أرادك فهو واجِب
أُثْني عليكَ ثناءَ مؤْ / تنَق تفتّح إثْر ساكب
فأتى بأزهارِ الرُبى / حُفّتْ بأمواءِ المذانِب
من كلِّ قافيةٍ ترو / قُ مطالِعاً وتَروعُ طالِب
فتري المناصبَ تحت خَفْ / ضِ العجزِ عن شرفِ المناصب
وأنا المُقاربُ إن بعُدْ / تَ وليس من باب المقارب
إن المودّة من حُضور ال / قلبِ حيثُ الجسمُ غائبْ
فاسْرُرْ أغربَ عزّةٍ / طلعَتْ بحيٍّ غير غارِب
فنَداك ممنوحُ الحَيا / ومداكَ ممنوعُ الجوانِب
وما كنتُ أخشى من زمانيَ نبْوةً
وما كنتُ أخشى من زمانيَ نبْوةً / ولي منك عزمٌ لا يُفلُّ له غرْبُ
كهامٌ إذا كان الموالي ضريبةً / لديه ولكن في نُحورِ العِدى عضْب
وهل أنت إلا مُزنةً سحّ وبْلُها / بحزْنٍ وسهلٍ فالجميعُ به خصْبُ
وما زِلتَ تعفو عن إساءةِ مُذنبٍ / وإن عظُمَتْ حتى لقد حسُن الذّنْبُ
فيا حافظ الدّين الذي عزّ شبهُه / فغُرتُه شمسٌ وألفاظُه شُهْبُ
سحبْتَ ثِيابَ الفضلِ مفتخِراً بها / ومثلكَ شَغافٌ أنت داخِلهُ قلب
أبثّكَ يا بَحر النّدى أنّ مورِدي / ومَرعايَ ذا غيضٌ لديّ وذا جَدْبُ
ومثلُك لا يرضى بكوني ظامئاً / ومنهلُ جدواهُ هو الباردُ العذبُ
جاءنا يحملُ ذقْناً
جاءنا يحملُ ذقْناً / حسبُك اللهُ وحسْبي
شعرُها لو كان شِعراً / كان مثلَ المتنبي
تركتْ صُدرتَهُ السوْ / داءَ منها تحت قَبِّ
وهي فوقَ الصّدرِ قد سد / تْهُ من شرقٍ لغَرْبِ
لحيةٌ ردّتْهُ في النا / سِ ولا ضرطةَ وهْبِ
حاشا مكارمكَ الهتونُ سحابُها
حاشا مكارمكَ الهتونُ سحابُها / أن أنثني قد سُدّ دوني بابُها
إن يجمُدِ الجاري فكم من صخرةٍ / بيديْك سالتْ للعفاةِ شِعابُها
أشكو ولو أشكو الذي أنا رهنُه / كلّت يدي عنه وضاقَ كتابُها
فادْمَعْ خُطوبَ الدهرِ عمّن نفسُه / قد أولِعَتْ في ضيمِها أنيابُها
هي رُقعةٌ رُفعَتْ إليك وخاطري / متيقّنٌ أنّ النوالَ جوابُها
أتمنحُنا أوطانهُنّ الكواكبُ
أتمنحُنا أوطانهُنّ الكواكبُ / وتصدُقُنا الأيامُ وهْيَ كواذِبُ
إذا أنتَ سلّمتَ الزمانَ ضراعةً / وأهليه حيناً فاختلِقْ من يُحاربُ
فإنْ أنت أغضيتَ الجفونَ على القذى / وقادَتْكَ أطماعُ المُنى والمطالبُ
ففي أيّ بُرْدى فخرِها أنت رافِلٌ / وفي أي عيشٍ بعدَها أنت راغبُ
يذودُ حمى الأعراضِ عن كلِّ موقفِ / سَواءٌ به أُسْدُ الشّرى والثّعالبُ
يا بْنَ من شابَ في ممارسةِ الكَع
يا بْنَ من شابَ في ممارسةِ الكَع / كِ على أخذِه لها في الشّبابِ
قوّمَتْه في شُغلِه حسبُنا الل / هُ مخافاتُ دِرّة الاحتسابِ
فهو لا ينتقِيه إلا لُباباً / وبَنوهُ موتى بحُبِّ اللُبابِ
فكأني بقدّه يحملُ التا / جَ ولكنه منَ الأخشابِ
ينظِمُ الكعكَ فيه نظمَكَ للسلْ / كِ على لَبّةِ الفتاةِ الكعابِ
وله مقعدٌ بقارعةِ السو / قِ وثانٍ في ظلِّ واهٍ ببابِ
كلما أبصرَتْهُ لحيتُه البيْ / ضاءُ داني الخرابِ تدعو الخَرابي
وتطوفُ الكلابُ إخوتُك السو / قةُ من حولِه طَوافَ الكِلاب
فإذا ما بَدا لعينيهِ صيدٌ / دخلوا لاقتناصِ من كلِّ باب
بين مُعطٍ قيادَه لطعامٍ / ومولٍّ عِنانَه لشرابِ
وهو يشدوهُمُ من الطّربِ الخا / رجِ عن حدّه الى الاضطرابِ
لم يضيّقْ مخارجَ الرِّزْقِ قومٌ / وسّعوا في مَداخِلِ الأربابِ
ضمّ منه التُرابُ من لم يزلْ قطّ / وما كان عائداً في التُرابِ
فسقى التُربةَ الشريفةَ غيثٌ / تجعلُ الوحلَ في هناءِ التُرابِ
سقاني بعينيه كأسَ الهَوى
سقاني بعينيه كأسَ الهَوى / وثنّى وثلّث بالحاجِبِ
كأنّ العذارَ على خدّه / فذالكُ من مشقةِ الكاتبِ
وأبيك إنّ الحُرّ يمنعُه
وأبيك إنّ الحُرّ يمنعُه / من أنْ يذلَّ شريفُ منصبِه
وأخوكَ لو أيقظْتَه لِنَدى / أيقَظْتَ منه غير مُنتبِه
فاجْعَلْ وسيلتَك الإله تُفِدْ / فاللهُ أنجحُ ما طلبْتَ به
جرى في عودِه ماءُ الشبابِ
جرى في عودِه ماءُ الشبابِ / وأسكرهُ الصِّبا قبل التّصابي
ويخطُر كالقضيبِ اهتزّ رِيّا / وجُرّ عليه ذيلٌ من سَحابِ
هتفْتُ به وبُرْدُ الليلِ بالٍ / ونجمُ الصُبحِ ورديُّ النِّقابِ
ومرّ بنا النسيمُ فرقّ حتى / كأني قد شكوْتُ إليه ما بي
ولفّ الليلُ شملتَهُ بحاءٍ / وبلّ الصُبْحُ أذيالَ الرّوابي
قالوا احتجبْتَ ولا عجَبْ
قالوا احتجبْتَ ولا عجَبْ / مَنْ طاولَ النّجْمَ احتجَبْ
سحبَ الوشاةُ ذيولَهُم / وجرَرْتَ أذيالَ السُحُبْ
أملٌ تنفّسَ طولُه / فكأنّه ليلُ المحِب
لا يوحشنّكَ إن عُجِرْ / تَ فرُبّ محبوسٍ مُحَبْ
فالسهمُ لو لم ينجُ منْ / شرَكِ الحنيّة لم يُصِبْ
والرُمْحُ أقربُ ما يكو / نُ من السّدادِ إذا اضطربْ
متعتّبٌ من غيرِ ما سببِ
متعتّبٌ من غيرِ ما سببِ / راضٍ به مسٌّ من الغضبِ
أشْمتّ بي من لا خلاقَ له / وقدحْتَ بين الجلدِ والعصَبِ
فاحبسْ لساني عن معايبِهمْ / لا تولعنّ النارَ بالحطَبِ
أرسلتَني والريحُ في طلَقٍ / لكنها خابَتْ ولم أخِبِ
وليلةٍ أطلعْتَ في جِنْحِها
وليلةٍ أطلعْتَ في جِنْحِها / شمساً من الصهباءِ لم تحتجِبْ
أنشأتَ حرباً بين فُرسانِها / تجري بنا فيها خيولُ الطّرَبْ
أرماحُها الشمعُ وأسيافها / نارُ الغَضى والدمُ ماءُ العِنَبْ
نسمحُ للرّاحِ بأرواحِنا / لكننا نرجعُ فيما نهبْ
تحت سماءٍ من دُخانٍ لها / وثْبُ شَرار كانقِضاضِ الشُهُبْ
إذا النّسيمُ اشتقّ أغصانَها / حسبْتَها ألسنةً تصطخِبْ
وانتصبَ الشمْعُ فكلّفتَهُ / أن يُطلعَ الأترُجّ فوقَ الذّهبْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025