القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 334
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا / فَأَرْقَدَ عَيْنِي واسْتَزَارَ خَيالا
وَسَاءَلَني عَنْ حَالَتي وَسَأَلْتُهُ / فَكانَ جَوابِي لِلْحَبِيبِ سُؤَالا
وَأَيْقَظَنا رَيْبُ الزَّمانِ لِزَعْمِهِ / بِأَنَّا سَرَقْنا في المَنَامِ وِصَالا
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ / مِنْهُ اللَّواحِظُ شَيْئاً رَدَّهُ الخَجَلُ
مَاذا يَضُرُّكَ أَنْ تَجْنِي وَقَدْ ضَمِنَتْ / أَضْعافَ مَا تَجْتَنِي مِنْ لَحْظِها المُقَلُ
هَذا لَعَمْرُكَ مَاعُونٌ بَخِلْتَ بِهِ / عَلى العُيُونِ وَبِئْسَ الخِلَّةُ البخَلُ
وَمَا أَبْقَى الهَوى وَالشَّوْقُ مِنِّي
وَمَا أَبْقَى الهَوى وَالشَّوْقُ مِنِّي / سِوى رُوحٍ ترَدّدُ في خيَالِ
خَفِيتُ عَنِ النَّوائِبِ أَنْ تَراني / كأنَّ الرُّوحَ مِنِّي في مُحَالِ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ / وَالحُكْمُ في طُرقِ الهَوى جَهلُ
نَطَقَ الجَمالُ بِعُذرِ عَاشِقِها / لِلعاذِلينَ فَأُخْرِسَ العَذْلُ
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما / وَعَلَّمَ السُّقْمُ مِنْ أَجْفَانِهِ السَّقَما
وَلَمْ أرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ / إِلا سَقى ناظِرِي مِنْ رِيِّهِ بِظَما
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْري ثَرى جَلَدِي / فَماتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْلَمْ بِما عَلِما
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ / إِلا وَدَيَّمَ دَمْعي فَوْقَهُ دِيمَا
أَمَا وَأَحْمَر دَمْعي فَوْقَ أَبْيَضِهِ / وَمَا بَنى الشَّوْقُ مِنْ صَبْري وَما هَدَما
لا رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُنِي / وَلا حَكَمْتُ عَلَيْهِ بِالَّذي حَكَما
يَا رُبَّ يَوْمٍ حَجَرْنا في مَحاجِرِنا / مَاءَ العُيُونِ وَأَمْطَرْنا الخُدودَ دَمَا
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ / فَما يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَما
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوى إِلَيْكَ وَقَدْ / أَقْسَمْتُ فِيهِ عَلَى ما قُلْتُهُ قَسَما
هَذانِ طَرْفانِ لا واللَهِ ما عَزَمَا / إِلا عَلَى سَقَمِي أَوْ لا فَلِمْ سَقِما
وَيَوْمِ دَجْنٍ أَرَاقَ الغَيْمُ رَائِقَهُ / كَأنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَةٌ بِعَمَى
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ / وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْها فِيهِ حِينَ هَمَى
بَكى عَلَيْهِ النَّدى لَيلاً فَعَبَّسَ لِي / مَا كَانَ لِي فِي نَهارٍ مِنْهُ مُبْتَسِما
لا زَالَ مُنْقَطِعاً ما كانَ مُتَّصِلاً / مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كانَ مُنْتَظِما
كَمْ لي بِمَحْواهُ رَسْمٌ قَدْ مَحَوْتُ بِهِ / بِغَيْرِ كَفِّ البِلى رَسْماً وَما رَسَمَا
أَجْرَيْتُ مُذْهَبَ دَمْعِي فَوْقَ مَذْهَبِهِ / حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَمَا
لا أَجَّلَ اللَهُ آجالَ الدُّمُوعِ إِذا / مَا لَمْ يَكنَّ لأَبْنَاءِ الهَوى خَدَمَا
يا هذِهِ هَذِهِ رُوحي مَتَى أَلِمَتْ / مِنَ المَلامِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبي مِنْ دِيارِكُمُ / دَاراً فَما سَئِمَتْ مِنْهُ وَلا سَئِمَا
ثَنَيْتُهُ وَعِنَانُ الشَّوْقِ يَجْمَحُ بِي / إِلَى الَّذي رَاحَتَاهُ تُنْبِتُ النِّعَمَا
إِلى ابْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ / وَبِالصَّلاةِ عَلَى آبائِهِ خُتِما
إِلى الَّذي افْتَخَرَتْ أَرْضُ العَقِيقِ بِهِ / وَمَنْ بِهِ أَصْبَحت بَطْحاؤُها حَرَمَا
إِلى فَتَىً تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ / فَما تَرى باكِياً فيها إِذا ابْتَسَما
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ / مُخَيِّمَاً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلى خِيَما
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وَقابَلَها / بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا
أَزْرَى عَلى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ / فِي رَوْضَةِ الشُّكْرِ لمَا بَخَّلَ الدِّيمَا
مَا إِنْ دَجَا لَيْلُ نَقْعٍ في نهارِ وَغىً / إِلا وَأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما
تَأتِي المَنَايا إِلَى أَسْيافِهِ فِرَقاً / كَأَنَّمَا تَجْتَدِي مِنْ خَوْفِهِ سَلَمَا
لا يَخْطُرُ الفَرُّ فِي كَرٍّ بِخاطِرِهِ / وَلا يُؤَخِّرُ عَنْ إِقدَامِهِ قَدَمَا
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدى فِيمَا يُنَازِلُهُ / هَذا الَّذِي لَوْ رُمِي بِالدَّهْرِ مَا انْهَزَمَا
صَبٌّ إِلى شُرْبِ مَاءِ الطَّعْنِ فِيهِ فَمَا / نَراهُ إِلا بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا
هَذا ابْنُ خَيْرِ الوَرى مِنْ بَعْدِ خَيْرِهِمُ / هَذا الَّذي كَتَبَتْ لا كَفُّهُ نَعَما
هَذا الَّذي لا يُرى في جِيدِ مَكْرُمَةٍ / عِقدٌ مِنَ المَجْدِ إِلا بِاسْمِهِ نُظِما
يا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْري بَعْدَ فُرْقَتِهِ / مَا إِن عَلى مُجْرِمٍ جُرْمٌ إِذا اجْتَرَمَا
ذَرِ الصَّوارِمَ فِي أَغْمادِهَا فَلَقَدْ / أَمْسَتْ نُفُوسُ المَنَايا في حِمَاهُ حِمىَ
قُلْ لِلَّتي وَدَّعَتْ بِالْجِزْعِ مِنْ جَزَعٍ / مَا إِنْ ظَلَمْتِ بَلِ البَيْنُ الَّذي ظَلَمَا
لا وَالهَوى وَحَياةِ الشَّوقِ مَا تَرَكَتْ / لِيَ النَّوى مِنْ فُؤَادي غَيْرَ مَا ثَلِمَا
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُواصَلَتِي / جَعَلْتُ أَحْمَدَ فِيما بَيْنَنَا حَكَما
يَا مُعْلِماً بِطِرازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ / وَمَنْ غَدا بَيْنَ أَبْنَاءِ العُلى عَلَمَا
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ فِي أُفْقٍ بِلا فَلَكٍ / وَمَنْ هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا
هذِي يَمِينُكَ في الآجالِ صائِلَةٌ / فَاقْتُلْ بِسَيْفِ رَدَاها الخَوْفَ وَالعَدَمَا
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ / يا مَنْ بِحُرْمَةِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
أَسْلَمْتَنِي لِلْوَجْدِ في دَارِ الأَسى / لَمَّا سَلِمْتَ وَخِلْتَ أَنِي أَسْلَمُ
كَمْ قَدْ شَرِقْتُ بِماءِ ذِكْرِكَ مَرَّةً / فَنَسِيتُ مِنْ ذِكْرِ الهَوى مَا أَفْهَمُ
يا دارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً / فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكلَّمُ
هَا نَحْنُ أَبْناءُ الغَرامِ وَهذِهِ / أَجْسامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
وَكأنَّما اشْتَمَلَتْ رِدَاءً مِنْ بِلىً / وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْني مُعْلَمُ
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُباكِ يا دَارَ الهَوى / مِنْ عَبْرَتي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
تَاللَهِ لا عَلِمَ السًّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ / أَنا في هَواهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
وَحَيَاةِ مَا أَبْقى الهَوى مِنْ مُهْجَتي / لاَ قُلْتُ إِنِّي فِي هَواهُ مُسَلَّمُ
لَوْ بَيْنَ أَجْفَاني تَجَافاهُ الكَرى / مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
يا نازِحاً لَعِبَ القِلى بِعُهُودِهِ / مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
لِي وَالهَوى مَا بَيْنَ أَجْنِحَةِ الكَرى / لَيْلانِ نَوْمُهُما عَلَيَّ مُحَرَّمُ
مَا الليْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوي الهَوى / لكِن بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
وَاهاً لأَيَّامِي الَّتي في ظِلِّها / ظَلَّتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ فينَا تَحكُمُ
أَيَّامَ أيقَظَنا الهَوى لمَواقِفٍ / فيها عُيونُ الدَّهرِ عَنَّا نُوَّمُ
حالَت وَمَا حُلْنا لَها عَنْ حَالِها / فَكأَنَّها بِشَقَائِنا تَتَنَعَّمُ
ثُمَّ انْثَنَتْ تَثْنِي إِلَيْنا عِطْفَها / فَكَأَنَّهُ مِنْ ظُلْمِها يَتَظَلَّمُ
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذِكْرِ تَفَرُّقٍ / فَابْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِراقِ لَهُ الدَّمُ
قَالتْ وَقَدْ شَرِبت مُدامَ جُفُونِها / وَلِسانُها مِنْها فَصِيحٌ أَعْجَمُ
يَا ناعِياً رُوحي إِلَيَّ بِبَيْنِهِ / بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ
أَشَغَلْتَ قَلْبَكَ بِالغَرامِ عَنِ الَّذي / في كلِّ عُضْوٍ مِنْهُ قَلْبٌ مُغْرَمُ
جَهْدُ الشِّكايَةِ أَنَّ أَلْسُنَنا بِها / خَرِسَتْ وَأَنَّ جُفُونَنا تَتَكَلَّمُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوى / يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لا يُكْتَمُ
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما / وَلا انْتَضى سَيْفَهُ إِلا أَراقَ دَما
يا دَارَهُمْ خَبِّرِينا مَا الَّذي صَنَعُوا / فَرُبَّما جَهِلَ المُشْتَاقُ مَا عُلِما
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمِي / فَازْدَدْتُ كَيْما يُسَرُّوا بِالضَّنى سَقَما
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي يَوْمَ بَيْنِهِمُ / نَدِمْتُ إِذْ لَمْ أَمُتْ فِي إِثْرِهِمْ نَدَمَا
أَسْتَرْزِقُ اللَهَ لي صَبْراً أَعِيشُ بِهِ / يَكُونُ مَوْجُودُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ عَدَمَا
سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ
سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ / هَاجَرَني مُذ هَوِيتُهُ النَّوْمُ
أَأَفْطَرَ النَّاسُ قالَ مُبْتَسِماً / زِيدَ عَلَيْهِمْ في صَوْمِهِمْ يَوْمُ
فَقُلْتُ يا مَنْ خَسِرْتُ آخِرَتي / فيهِ وَلَمْ يُغْنِ عَنِّيَ الْلَّوْمُ
إِنْ لَمْ أَكُنْ مُفْطِراً عَلَى قُبَلٍ / مِنْكَ فَدَهْرِي بِأَصْلِهِ صَوْمُ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ / قُمْ دَاوِني مِنْها بِجَامِ
فَالصُّبْحُ يَنْتَهِبُ الدُّجى / وَالبَدْرُ يَضْحَكُ في الظَّلامِ
قُمْ فَاسْقِني بَرْقَ الثُّغُو / رِ فَقَدْ مَضى بَرْقُ الغَمامِ
بادِرْ إِلَى شُرْبِ الحُمَيَّا / قَبْلَ بادِرَةِ الحِمَامِ
وَتَغَنَّمِ الغَفَلاتِ مِنْ / دَهْرٍ يَجُورُ عَلى الكِرَامِ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ / بِالرَّاحِ إِذْ ضَحِكَ الظَّلامُ
وَجَلا الثُّرَيَّا في مُلا / ءةِ نُورِهِ البَدْرُ التَّمامُ
فَكَأَنَّها كَأسٌ يُدي / رُ بِها الدُّجى وَالبَدْرُ جَامُ
وَكأنَّ زُرْقَ نُجُومِها / حَدَقٌ مُفَتَّحَةٌ نِيَامُ
وَأَظُنُّها مِنْ صِحَّةٍ / مَرِضَتْ وَلَيْسَ بِها سَقَامُ
فَكأَنَّها وَكأَنَّهُ / إِذْ حَانَ بَيْنَهُما انْصِرامُ
وَهَوَتْ لِتغْرِبَ فَانْثَنى / عَنْها بِمَغْرِبِها ابْتِسامُ
خَوْدٌ هَوى مِنْ أُذْنِها / قُرْطٌ فَقَبَّلَهُ غُلامُ
وَالفَجْرُ في غَسَقِ الدُّجى / كالمَاءِ خَالَطَهُ المُدامُ
لَمْ يَدَعْ سُكْرُ الغَرامِ
لَمْ يَدَعْ سُكْرُ الغَرامِ / فِيَّ حَظّاً لِلْمُدامِ
أَمَرَتْ عَيْناكَ عَيْنَيَّ / بِهِجْرانِ المَنامِ
أَيُّها البَدْرُ الَّذي يَحْ / سُدُهُ بَدْرُ التَّمامِ
هَلْ يُطِيقُ الهَجْرُ أَنْ يَبْ / لُغَ بِي فَوْقَ الحِمَامِ
بَاحَ بِما قَدْ كَتَما
بَاحَ بِما قَدْ كَتَما / لَمَّا جَرى الدَّمْعُ دَمَا
رَمَاهُ رِيمٌ فَأَصَا / بَ القَلْبَ مِنْهُ إِذْ رَمَى
وَاحْتَجَّ في قَتْلَتِهِ / بِأَنَّهُ مَا عَلِمَا
يا مَعْشَرَ النَّاسِ أَمَا / يُنْصِفُني مَنْ ظَلَمَا
عَلَّمَ سُقْمُ طَرْفِهِ / جِسْمِيَ مِنْهُ سَقَمَا
فَسُقْمُ جِسْمِي في الهَوى / مِنْ طَرْفِهِ تَعَلَّمَا
لَوْ قِيلَ لِي ما تَشْتَهِي / مُخَيَّراً مُحَكَّما
لَقُلْتُ أَنْ أَلْثِمَهُ / نَحْراً وَخَدّاً وَفَمَا
قَالوا لَهُ بِأَنَّهُ / فِي هَجْرِهِ قَدْ أَثِمَا
حَلَّلَ في هِجْرانِهِ / لِي في الهَوى ما حُرِّمَا
كَمْ عَاشِقٍ قَابَلَهُ / يَبْكِي عَلَيْهِ نَدَمَا
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ / عَلَيَّ ثَوْبانِ مِنْ ضُرٍّ وَمِنْ سَقَمِ
وَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا كانَ مِنْ زَلَلي / وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ يُرْجى مِنَ الأُمَمِ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ يا مَوْلايَ زَلَّتَهُ / أَوْ لاَ فَحُكْمُكَ فِينا غَيْرُ مُحْتَكِمِ
وَلَمَّا غَدا وَرْدُ الخُدُودِ بَنَفْسَجاً
وَلَمَّا غَدا وَرْدُ الخُدُودِ بَنَفْسَجاً / وَرَاحَ عَقِيقُ الخَدِّ في الدَّمْعِ يَنْهَمِي
تَصَدَّتْ لَنا والبَيْنُ عَنَّا يَصُدُّها / بِإِقْبالِ ودٍّ دُونَ إِعْراضِ لُوَّمِ
وَقَدْ حُلِّيَتْ أَجْفانُها مِنْ دُمُوعِها / كَما حُلِّيَتْ لَيْلاً سَمَاءٌ بِأَنْجُمِ
فَقُلْتُ لأَصْحابٍ عَلَيَّ أَعِزَّةٍ / يَعِزُّ عَلَيْنا مَا بِكُمْ مِنْ تَأَلُّمِ
خُذُوا بِدَمي ذَاتَ الوِشَاحِ فَإِنَّني / رَأَيْتُ بِعَيْنِي في أَنامِلِها دَمِي
وَسَاقٍ حَكَى البَدْر وَالغُصْن لِي
وَسَاقٍ حَكَى البَدْر وَالغُصْن لِي / فَذَا بِالتَّمامِ وَذَا بِالقَوامْ
سَقَاني بِكأْسَيْنِ في مَجْلِسٍ / بِكأسِ المُدامِ وَكأسِ الغَرامْ
بَطِيءِ الإِفَاقَةِ مِثْلِي وَقَدْ / شَرِبْتُ المُدَامَيْنِ شُرْبَ اغْتِنامْ
أَنا أَفْدي مَكْتُومَةً لا تُسَمَّى
أَنا أَفْدي مَكْتُومَةً لا تُسَمَّى / هَامَ قَلْبي بِها هُياماً وَهَمَّا
حُلْوَةُ الخَلْقِ مُرَّةُ الخُلْقِ قَدْ أَصْ / بَحْتُ مِنْها فِي الحُبِّ أَعْمى أَصَمَّا
أَقْبَلَتْ في تَمامِها فَنَسِينا / حُسْنَ بَدْرِ التَّمامِ سَاعَةَ تَمَّا
تَتَمَشَّى وَثِقْلُ رَانِفَتَيْها / قَدَّمَتْ صَدْرَها مِنَ المَشْيِ قُدْما
ثُمَّ طَالَ العِتابُ والعَضُّ وَالقَر / صُ ومَصُّ اللسانِ مِنها فَلَمَّا
مَنَعَتنِي مِنْ تِكَّةٍ ثُمَّ قَالتْ / تِهْ عَلَى الفَدْمِ مَا ظَنَنْتُكَ فَدْمَا
قُلْتُ جُودي بِحَلِّها لِي وَإِلا / قَطْعُها هَيِّنٌ كَما أَشْرَبُ الْمَا
فَهْيَ وَقْفٌ مَا بَيْنَ حَلٍّ وَقَطْعٍ / وَإِلَيْكِ الخِيارُ إِمَّا وَإِمَّا
قَالَتِ احْلُمْ فَقُلْتُ لِلْحِلْمِ وَقْتٌ / أَنا لا أَسْتَطيعُ في الحُبِّ حِلْما
قُلْتُ لا بُدَّ أَنْ يُدَمَّى غَزَالٌ / ثُمَّ يُكْفى مِنَ الغَزالِ المُدَمَّى
فَتَلَقَّيْتُها بِرُوحي وَقَلْبِي / لا بِجِسْمِي مِنْ أَيْنَ أَمْلِكُ جِسْما
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ / وَأَظْهَرَتْ لِلنَّوى وَالْبَيْنِ مَا كُتِما
بانُوا فَلَمْ يَبْقَ لِي في يَوْمِ بَيْنِهِمُ / قَلْبٌ أُحَمِّلُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ أَلَمَا
فَالْبَيْنُ يَعْشَقُهُمْ وَالشَّوْقُ يَعْشَقُني / وَالجِسْمُ مُذْ فَارَقُوني يَعْشَقُ السَّقَما
يا لَيْتَني كُنْتُ أَعمى يَوْمَ صَاحَ بِهِمْ / حَادِي الرَّحِيلِ فَما لِلْبَيْنِ مَا رَحِمَا
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي / يُنْبِيكُمُ اليَوْمَ عَنْ شَوْقي وَعَنْ سَقَمِي
أَجْلَلْتُ ذِكْرَكُمُ عَنْ أَنْ يُدَنِّسَهُ / لَوْنُ المِدَادِ فَقَدْ حَبَّرْتُهُ بِدَمِي
وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى جَفْني لأَجْعَلَهُ / طِرْسِي وَأبْرِي عِظامِي مَوْضِعَ القَلَمِ
لَكانَ ذَاكَ قَلِيلاً في مَحَبَّتِكُمْ / وَمَا وَجَدْتُ لَهُ واللَهِ مِنْ أَلَمِ
لا تَلُمْهُ فَلَيْسَ فِيهِ مَلامُ
لا تَلُمْهُ فَلَيْسَ فِيهِ مَلامُ / لَوْمُهُ في الهَوى عَلَيْكَ حَرامُ
لَمْ يَعِشْ أَنَّهُ جَلِيدٌ وَلكِنْ / دَقَّ حَتَّى مَا إِنْ يَرَاهُ الحِمَامُ
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا / وَأَرَقُّ طَبْعاً مِنْ نَسِيمِ
مَاءُ الدَّلالِ شَرابُهُ / وَغِذَاؤُهُ تَرَفُ النَّعِيمِ
أَضْحى غَرَامِي في هَوَا / هُ عَلَى مَحَبَّتِهِ غَرِيمِي
وَوَصَفْتُ نِعْمَةَ جِسْمِهِ / فَنَعِمْتُ في صِفَةِ النَّعِيمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025