المجموع : 347
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني / يدٌ على القلبِ والأخرى على الكبدِ
ومرَّ ليلُ هوىً ما كانَ أهنأَهُ / لو أنني لم أقمْ منهُ إلى الأبدِ
وحينَ أيقظتُ عيني في الصباحِ بكتْ / وعاقبتنيَ في جفنيَّ بالرمدِ
يا من تباعدَ عني
يا من تباعدَ عني / حفظتُ في البعدِ عهدكْ
فكيفَ حالكَ بعدي / قد ساءَ حاليَ بعدكْ
يا ليتني كنتُ خالاً / وكنتُ ألثمُ خدَّكْ
وليتني كنتُ ثوباُ / وكنتُ ألمسُ قدَّكْ
وليتَ طيفكَ عندي / وليتَ طيفيَ عندكْ
إن كنتَ ترضى فهبني / يا سيدَ الناسِ عبدكْ
فما ليَ الحبُّ وحدي / لكنْ لكَ الحسنُ وحدكْ
جرحتني بالقولِ لكنني
جرحتني بالقولِ لكنني / أرى شفاهَ الجرحِ في الجرحِ
فكم سبابٍ بينَ أهلِ الهوى / يكونُ تنبيهاً إلى الصلحِ
قاسوكِ يا شمسَ الضُّحى
قاسوكِ يا شمسَ الضُّحى / بالبدرِ ظلماً والهلالِ
ورأوا عيونكِ فاستها / موا بالغزالةِ والغزالِ
يأبى جمالكِ أن يقا / سَ وأنتِ مقياسُ الجمالِ
عذرتُ فؤاداً رآكِ فطارا / كذا الطيرُ إما لمحنَ النهارا
ودماً على نفخِ ذكراكِ يهمي / كما هاجتِ النسماتُ الشرارا
نثرتِ على الليلِ منهُ شعاعاً / كما تنثرُ الشمسُ منها النضارا
تداعتْ ضلوعي وعندَ الحريق / يهدمُ أهلِ الديارِ الديارا
ولما أحستْ بذاكَ الدموع / أبينَ من الرعبِ إلا فرارا
وأبصرها العقلُ مُستَنفرات / فمدَّ جناحيهِ خوفاً وطارا
ولا عجبٌ أن تراني على / تقلبِ هندٍ عدمتُ القرارا
فلو أنَّ للأرضِ قلباً يحب / لما أبصرَ الناسُ فيها جدارا
وهندٌ على ما بنا لا تبالي / وحبكِ يا هندُ ليسَ اختيارا
إذا ما هجرتِ عذرنا الدلال / فليسَ دلالكِ إلا اعتذارا
وفي الحبِّ شيءٌ يسمونهُ / نفاراً وما تتركينَ النفارا
كأنَّ الجمالَ بأعمارنا / يطولُ ليصبحنَ منهُ قصارا
وما يربحُ الحسنُ إنْ لم يكن / مُحبُّوهُ يرضونَ منهُ الخسارا
لماذا تجافينَ يا هندُ عني / هبيني ظلاً وراءَكِ سارا
هبيني نسيماً تلطفَ يوماً / فحركَ من جانبيكِ الإزارا
هبيني أشعةَ شمسِ الأصيل / نورٌ يغادرُ خديكِ نارا
هبيني من قَطَرَاتِ الندى / إذا ما انتشرنَ عليكِ انتثارا
هبيني أخاً وهبيني طفلاً / هبيني فتىً وهبيني جارا
هبينيَ من بعدِ هاذا وذاك / غباراً على قدميكِ استثارا
وأقسمُ أني لأطهرُ نفساً / وأصفى غراماً وأسمى وقارا
اتقّي اللهَ إني رأيتُ الجفون / تعلمُ نفسي لديكِ انكسارا
وعودتني أن أخافَ الأنام / وما كنتُ أحذرُ إلا الحذارا
وحملتني من خطوبِ الزمان / بما لمْ يدرِ فلكٌ حيثُ دارا
أصيخي إلى الحلي إني أرىالسوا / رَ يناجي بأمري السوارا
متى ما سمعتِ رنينَ الحليّ / فإنَّ لهنَّ بشأني سِرارا
ولا تفزعي من حفيفِ الثياب / يناديني إذ مللنَ انتظارا
على أنَّ قلبي لها حاسدٌ / فيا ليتهُ كانَ فيها زرارا
ويا ليتني وأنا كالخيوط / نُسجتُ لهذا القومِ إزارا
متى قلتُ يا ليتني مرةً / لأمرٍ توجعتُ منها مرارا
علمتُ من الثديِ ما تضمرين / فقد وقفَ الثديُ حتى أشارا
فحسبي البعادُ وحسبُ النجوم / إذا ما بدا صحبها أن توارى
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني / فليتَ لي بينَ أبناءِ الهوى فادي
أهكذا ظبيةُ الوادي التي ذكروا / أمِ الظباءُ في وادٍ وهي في وادي
رحماكَ يا ربِّ عجلْ بالمماتِ إذا / قدرتَ أن لهذا كانَ ميلادي
لا تعجبي إن تري
لا تعجبي إن تري / جسمي نحيلاً يشفّ
وكانَ ماءُ الصبا / عن سقيهِ لا يكفّ
عرضتهُ للهواى / فما لهُ لا يجفّ
لا تلوميني على السق
لا تلوميني على السق / مِ فذا طرفكِ أسقمُ
أنتِ علمتِ فؤادي / فيكِ كيفَ يتألمُ
فرحمتِ الحبَّ مني / وأراهُ ليسَ يرحمُ
إن هذا الحبّ ضيفٌ / وقراهُ اللحمُ والدمُ
قرَّحَ الجفن وادمى كبدي
قرَّحَ الجفن وادمى كبدي / أن شمليَ في الهوى قد شتّتا
فإذا أثبت أني عاشقٌ / لم يفدني عندها ان أثبتا
ويلتا مما جنى الحبُّ وكم / من يقولونَ معي يا ويلتا
إن لم يكن عندكِ ما عندنا
إن لم يكن عندكِ ما عندنا / فمن رَمى الخَصْرَ بهذا الضَّنَى
ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى / يقولُ في عينيكِ لي ها أنا
وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ / وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا
حسبيَ ذا الوجهُ وألوانهُ / وما دليلُ الشمسِ إلا السَّنا
كُفي ظنونَ الناسِ واستنكفي / أن تجري الألسنُ يوماً بنا
الا تَرَيْنَ الطيرَ في راحةٍ / من يومِ أمسى بالهوى معلنا
وما كتمنا إذ كتمنا الجوى / إلا كما تخفي الغصونُ الجنى
والحبُّ في الصدرِ بخارٌ إذا / حسبتهُ هنا جرى من هُنا
كلا فؤادينا امتلا بالهوى / وفاضَ حتى ملا الأعينا
وأيُّ ذنبٍ للإناءِ الذي / يفيضُ إن أنتَ ملأتَ الإنا
لا تعجبي مما يُمنّي الهوى / ما في يدِ العشاقِ إلا المنى
قد نالَ بعدَ العشقِ أطماعهُ / من نالَ بعدَ الكيمياِء الغنى
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ / وقصارى إبائهنَّ الرِّضاءُ
وذواتُ الهوى يصلنَ ولكنْ / من حقوقِ الوصالِ هذا الجفاءُ
فتأبِّي وإنما لذّةُ الحبِّ / إذا كانَ في الحبيبِ إباءُ
ما يشينُ الوصالَ أن التجافي / في حواشيهِ نقطةٌ سوداءُ
وإذا الخالُ كانَ في الخدِّ حسناً / فتمامُ الملاحةِ الخُيلاءُ
غضبٌ بعدهُ الرضا وكلما مرّ / مذاقُ السقامِ يحلو الشفاءُ
إنَّ في الحسنِ للحسانِ لعذرا / فاسلبوا المالَ يسمح البخلاءُ
أوَ لا يُعذر الجمالُ إذ ما / نظرتْ في مرآتِها الحسناءُ
سائليها يا ربَّةَ الحلي عني / ألداءِ الفؤادِ منها دواءُ
واذكري أننا على اليأسِ نرجو / ومن اليأسِ قد يكونُ الرجاءُ
أو ليسَ السماءُ يأتي عليها / كل يومٍ صبحٌ ويأتي مساءُ
وضياء النهار فيها ابتسامٌ / وظلام المساء فيها بكاء
فتكتْ في الناسِ أعينها
فتكتْ في الناسِ أعينها / وعيونُ الناسِ تنهبُها
ما يناجي أُذنها نفسٌ / صاعدٌ إلا ويطربُها
وانثنت عُجباً فلستَ ترى / عاشقاً إلا ويعجُبها
كلُّ رجلٍ في تنقلها / تحتها قلبٌ يُقَلبها
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها / إن النصيحةَ سلوانٌ بسلوانِ
فقلتُ عينيَ مني وهْيَ إنْ رمدتْ / فلا يكونُ دواها كحلُ عميانِ
نأَتْ دنَتْ وصلَتْ ضمتْ نفتْ هجرتْ / في كلِّ ذلك أهواها وتهواني
أبيتُ وجنبي ليسَ يحويهِ مضجعُ
أبيتُ وجنبي ليسَ يحويهِ مضجعُ / وبعضُ الذي ألقى من النومِ يُمنعُ
تقلبني الأشواقُ وخزاً كأنني / بكفِّ الهوى ثوبٌ رديمٌ يُرقَّعُ
ولي حاجةٌ في السهدِ والسهدُ قاتلي / بدمعي وبعضُ الموتِ في الماءِ ينقعُ
فيا أيها النُّوَّامُ ما لذةُ الكرى / أما لكم مثلي فؤادٌ وأضلعُ
وكيفِ تنامُ العينُ والقلبُ موجعٌ / وأنّى يصحُّ القلبُ والحسُّ يوجعُ
كأنَّ الهوى نورٌ كأنَّ بني الهوى / كواكبٌ إمَّا جنَّها الليلُ تلمعُ
وما انفكَّ نورُ الحبِّ في كلِّ كائنٍ / ولكن لأمرٍ بعضهُ ليسَ يسطعُ
وما كلُّ مصباحٍ بذي كرباءةٍ / ولا كلُّ إنسانٍ يرى الشمسَ يُوشعُ
ويا شدَّ ما ألقى من الحبِّ وحدهُ / فكيفَ وفي طبعِ الحبيبِ التمنعُ
هل الحبُّ إلا ما ترى من فضيحةٍ / وما المسكُ لولا أنهُ يتضوَّعُ
كأنَّ فؤادي شعلةٌ قد تعلقتْ / بجسمي وطبعُ النارِ في العودِ تسرعُ
وما أنا وحدي من يقولونَ عاشقٌ / ولكنني وحدي الذي يتوجَّعُ
وفي كلِّ عينٍ أدمعٌ غيرَ أنني / لعينيَّ من دونِ المساكينِ أدمعُ
أعينيَ ما دمعي عليَّ بهيِّنٍ / فكم ذا وكم ذا تجزعينَ وأجزعُ
كأنكِ في كلِّ القلوبِ فمن بكى / بكيتِ لهُ والحرُّ بالناسِ يُخدَعُ
أحاطتْ بيَ الأرزاءُ من كلِّ جانبٍ / كأنَّ الرزايا تحتَ جنبيَّ مصرعُ
كأنيَ في الآمالِ زورقُ لجَّةٍ / إذا احتملتهُ كانَ للخفضِ يرفعُ
وما كلُّ من تحنو على الطفلِ أمهُ / ولا كلُّ من تدنيهِ من للثديِ مُرضعُ
فهل ترجعِ الدنيا كما قد عهدتُها / وهل ما مضى من سالفِ العمرِ يرجعُ
ولي في الهوى شمسٌ إذا هيَ اشرقتْ / رأيتُ بها سحبَ الأسى كيفَ تُقشعُ
ولكنْ لحظي أنَّ حظيَ ليلها / ومن ذا يخالُ الشمسَ في الليلِ تطلعُ
كلانا بهِ وجدٌ ولكنهُ الهوى / دلالٌ وهجرانٌ ويأس ومطمعُ
فإن أستبنْ ما أصنعُ اليومَ يأتني / غدٌ بالذي لم أستبنْ كيفَ أصنعُ
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم / يعيشونَ موتى بأرماسهمْ
سكارى بكأسٍ سقتْ مغرماً / وما انقصَ الدهرُ من كاسِهمْ
كأنَّ الهمومَ بانفاسهم / تكونُ ويا حرَّ أنفاسهمْ
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي / لعلي أرى الحقَّ كالباطلِ
فعيني قد انصبغتْ بالفؤاد / كمثلِ الزجاجةِ والسائلِ
كلانا يراها وهيهاتَ ما / تَوَجَّعَ بالثكلِ كالثاكلِ
ولو كانَ للصيدِ عينُ الذي / يصيدُ لما اغترَّ بالحابلِ
هويت وأطعمتَ جسمي النحول / فَويْلاهُ من شَرَهِ الآكلِ
كأني ثيابي عليَّ الربيع / كسا جانبَي بلدٍ ماحلِ
كأنَّ عيوني بموجِ الدموع / خِضَمٌّ لهُ الجفنُ كالساحلِ
كأني ودمعي في مقلتي / أرى كفني في يدِ الغاسلِ
ليَ اللهُ هل أنا إلا فتىً / أجدُّ ودهريَ كالهازلِ
ومن سادَ في قومهِ الجاهلون / أضرَّتْ بهِ شيمةُ العاقلِ
كأنَّ الزمانَ بقايا دُجىً / أنا فيهِ كالقمرِ الآفلِ
نزلتُ على حكمهِ طاعةً / لوحي على مهجتي نازلِ
ومن كانَ قاضيهِ من يحب / رأى جائرَ الحكمِ كالعادلِ
يعيبونَ فيها نحولي فَلمْ / يُرى النجمُ في الأُفْقِ كالناحلِ
وكيفَ يُعابُ الحسامُ الصقيل / أرقَّتْ شَباهُ يدُ الصاقلِ
مُهَفْهَفَةٌ فكانَ الهوى / يحاربنا بالقنا الذابلِ
وأعجبُ من أملي وصلها / وبعضُ المنى قاتلُ الأملِ
لها مهجتانِ تحبُّ وتسلو / وما تحتَ ضدينِ من طائلِ
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً / لعلكَ تروي عندها بعضَ ما بيا
مكانكَ يا بدرٌ لأشكوَ حبّها / وتشهدُ عندَ اللهِ عن كنتَ رائيا
مكانكَ لا تعجلْ لتحضرَ ساعتي / فإني أرى ساعاتِ عمري ثوانيا
ويا بدرُ خذ عيني فذاكَ سريرُها / وتلكَ وإن لمْ أدعُها باسمِها هيا
أغارُ عليها أن تقابلَ وجهها / فتنقلَ عنهُ للوشاةِ معانيا
وأخشى عليها من شعاعكَ مثلما / يخافُ على النفسِ الجبانُ المواضيا
فإني أرى جسماً لو أن مدامعي / جرينَ عليهِ أصبحَ الجسمُ داميا
وما عجبي إلا من البدرِ يدعي / تمنع ليلى ثمَّ ألقاهُ عاريا
فيا بدرُ إني موضعُ الصنعِ فاتخذْ / يداً لكَ عندي تلقني الخيرَ جازيا
وذي قبلةُ مني إليها فألقها / على فمها وارجعْ بأنفاسها لِيا
وإن لم يكن في الحسنِ إلا عواذلٌ / فيا بدرُ كنْ خيراً عذولاً وواشيا
أذِع حسنَها في كلِّ أفقٍ تنيرُهُ / وأحصِ علينا ما حيينا اللياليا
كأنَّ الهوى قد خُطّ قبل وجودنا / كتاباً على ما يلبثُ الكونُ باقيا
لهُ البدرُ عنوانٌ وقد امستِ السما / صحائفُ فيهِ والحروفُ الدراريا
وإني قسمتُ الروعَ شطرينِ واحدٍ / بجسمي وشطرٍ عندها لا يرانيا
ولا بدَّ من يومٍ تعودُ لأصلها / فإمَّا بوصلٍ بيننا أو فنائيا
ولم أرَ غيري بعضُهُ خانَ بعضَهُ / فأصبحَ مشغولاً واصبحَ خاليا
بربّكِ يا نفسي وربُّكِ شاهدٌ / أتهنئةٌ كانَ الهوى أم تعازيا
وهلْ ذكرتني هندُ يوماً فأشفقتْ / لما بي وحاكتني بكا أو تباكيا
وهلْ حدثتها نفسُها أنني بها / شديدُ الهوى أو أنني بتُّ ساليا
يكادُ يفيضُ القلبُ من ذكرها دماً / لأكتبَ منهُ في هواها القوافيا
وتذهبُ نفسي حسرةً إن رأيتُها / وأُصرعُ وجداً كلما قالتْ آه يا
ولو أنني أرجو لهانتْ مصائبي / ولكن منها أنني لستُ راجيا
فيا من تجير النومَ مني جفونُها / أجيري إذنْ من ذي الجفونِ فؤاديا
تحرمُ عيني ما لعينيكِ مثلما / تَجَنَّبُ مولاها العبيدُ تحاشيا
وأقسمُ لو تبكينَ يوماً من الهوى / لما كنتُ إجلالاً لجفنيكِ باكيا
أما لي عذرُ في الغرامِ وأعيني / ترى كلَّ شيءٍ فيكِ للحبِّ داعيا
وقد رفعتكِ الناسُ حتى ظننتهم / لأجلكِ يدعونَ النجومَ جواريا
وكم أتصابى فيك حتى كأنما / وجدتكِ حسناً قد تحلتْ تصابيا
فلو سألوني عن أمانيَّ لم أزد / على أن تميتني وأخلقُ ثانيا
الصبرُ لا يجدي
الصبرُ لا يجدي / من بعدِ ذا البعدِ
معَ الملالْ /
وليسَ للصدِّ / وحرقةِ الوجدِ
سوى الوصالْ /
من الهوى يا ما أشدَّ الهوى /
وذا الجوى يا ما أمضَّ الجوى /
قلتُ نفسي والغرامُ انطوى /
مذ نقضوا عهدي / وأخلفوا وعدي
بذا المطال /
وكنتُ ذا حدِّ / فصرتُ كالغمدِ
لدى النضالْ /
وبي ظما ويلاهُ من ذا الظما /
وقد أرى الماءَ ولكنما /
قوليَ يا ليت ويا ليتما /
مُسَعَّرٌ كبدي / فلم أنلْ قصدي
ولا أنالْ /
وحفرةُ اللحدِ / أنزلها وحدي
بكلُّ حال /
أنحلوني وأسقموا
أنحلوني وأسقموا / حسبيَ اللهُ منهمُ
أي ذنبٍ جنيتُ ح / تى بهِ اليومَ أُعدمُ
أنا يا حسرتي أنا / لم أكن قبلُ أعلمُ
كانتِ العينُ تأخذُ ل / سرَّ والقلبُ يكتمُ
وتوخمُ كلَّ شي / ءٍ فساءَ التوهمُ
يا فؤادي أبعد ما / قُضِيَ الأمرُ تندمُ
مقلةٌ تبعثُ العتا / بَ وأخرى تسلمُ
في محيا غدا يشي / رُ إلى خدهِ الفمُ
وَلكم يحجبُ الذي / في القلوبِ التبسمُ
وعلى البحرِ يضحكُ ال / موجُ والقاعُ مظلمُ
أهِ هيهاتَ ما لما / تجرحُ العينَ مرهمُ
لم يُصبْ قَطُّ بالهوى / عاشقٌ ثم يسلمُ
يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ
يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ / لمَ لا يذلُّ فتى الهوى لفتاتهِ
خُلقتْ ذكاءُ منيرةً والبدرُ لو / لاها لظلَّ الدهرَ في ظلماتهِ
وبنو الغرامِ اثنانِ تلكَ حياتُها / ثمرٌ تعلقَ في الهوى بحياتهِ
كالزهرِ في أغصانهِ والنجمِ في / آفاقهِ والدرُّ في صدفاتهِ
إن القلوبَ كأهلها ذكرٌ وأن / ثى كلُّ قلبٍ فيهِ من شهواتهِ
وإذا تزاوجتِ القلوبُ رأيتها / مثلَ الأنامِ تئنُّ من حسراتهِ
والقلبُ يحملُ في النساءِ وإنما / ولدُ الفؤادِ يكونُ بعضَ صفاتهِ
ولذا تفاوتتِ الحسانُ فهذهِ / أختُ الوفا والغدرُ شيمة هاتهِ
والحبُّ أشهى ما يكون إذا الحبي / بُ أبي عليكَ القطفَ من ثمراتِهِ
إنَّ النفوسَ لما منعنَ شديدة / ظمأً وينسى الماءُ عندَ فُراتهِ
يا مريَ زيديني هوىً فهواكِ نو / رٌ لم أزل أسري على مشكاتهِ
وأرى الحياةَ عليَّ ليلاً دامساً / ضلتْ نجومُ السعدِ في طرقاتهِ
واهاً لهذا الحبِّ لو عرفَ الولي / دُ الحبَّ لاستعصىعلى داياتهِ
شيءٌ يحارُ المرءُ فيهِ لأنهُ / من ذاتهِ جلبَ الشقاءَ لذاتهِ
ما كانَ أبعدني وقولي في الذي / آتيهِ يوماً ليتني لم آتِهِ
لكنَّ حالاتِ القضاءِ على الورى / شتَّى وهذي الحالُ من حالاتهِ
أترى المريضَ اشتاقَ وجهَ أساتهِ / أم كانَ يشجي الموتَ صوتُ نعاتهِ
يا قومُ مالي حيلةٌ واليومَ قد / دَنَفَ الهوى والطيرُ عندَ شتاتهِ
هيهاتَ أبصرها وأبقى بعدها / فالنجمُ نورُ الشمسِ من آفاتهِ
ولأنْ ترى ذا الصبِّ في الأمواتِ خي / رٌ أن يراها الصبُّ بينَ وشاتهِ
بليتُ بهذا الحبِّ أحملهُ وحدي
بليتُ بهذا الحبِّ أحملهُ وحدي / وكلٌّ لهُ وجدُ المحبِّ ولا وجدي
هي الحسنُ في تمثالها وأنا الهوى / فلا عاشقٌ قبلي ولا عاشقٌ بعدي
وفي كلِّ وادٍ للغرامِ بشاشةٌ / فشأني في باريسَ شأني في نجدِ
ولم أنسَ يوماً جئتها ذاتَ صبحة / عليلاً كما هبَّ النسيمُ بلا وعدِ
وكنتَ وكانت والدلالُ يصدُّها / فتبدي الذي أخفي وتخفي الذي أبدي
وما زلتُ حتى كاتمتني قبلةً / على حذرٍ حتى من الحليْ والعقدِ
وكنا كمثلِ الزهرِ يلثمُ بعضهُ / ولا صوتَ للنسرينِ في شفةِ الوردِ
وكانَ فمي فيهِ إليها رسالةً / فسلمها فاها وحمِّلض بالردِ
إذا لم يكنْ عندَ الحبيبةِ لي جوىً / فقولوا لماذا لا يكونُ الجوى عندي