القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 347
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني / يدٌ على القلبِ والأخرى على الكبدِ
ومرَّ ليلُ هوىً ما كانَ أهنأَهُ / لو أنني لم أقمْ منهُ إلى الأبدِ
وحينَ أيقظتُ عيني في الصباحِ بكتْ / وعاقبتنيَ في جفنيَّ بالرمدِ
يا من تباعدَ عني
يا من تباعدَ عني / حفظتُ في البعدِ عهدكْ
فكيفَ حالكَ بعدي / قد ساءَ حاليَ بعدكْ
يا ليتني كنتُ خالاً / وكنتُ ألثمُ خدَّكْ
وليتني كنتُ ثوباُ / وكنتُ ألمسُ قدَّكْ
وليتَ طيفكَ عندي / وليتَ طيفيَ عندكْ
إن كنتَ ترضى فهبني / يا سيدَ الناسِ عبدكْ
فما ليَ الحبُّ وحدي / لكنْ لكَ الحسنُ وحدكْ
جرحتني بالقولِ لكنني
جرحتني بالقولِ لكنني / أرى شفاهَ الجرحِ في الجرحِ
فكم سبابٍ بينَ أهلِ الهوى / يكونُ تنبيهاً إلى الصلحِ
قاسوكِ يا شمسَ الضُّحى
قاسوكِ يا شمسَ الضُّحى / بالبدرِ ظلماً والهلالِ
ورأوا عيونكِ فاستها / موا بالغزالةِ والغزالِ
يأبى جمالكِ أن يقا / سَ وأنتِ مقياسُ الجمالِ
عذرتُ فؤاداً رآكِ فطارا / كذا الطيرُ إما لمحنَ النهارا
ودماً على نفخِ ذكراكِ يهمي / كما هاجتِ النسماتُ الشرارا
نثرتِ على الليلِ منهُ شعاعاً / كما تنثرُ الشمسُ منها النضارا
تداعتْ ضلوعي وعندَ الحريق / يهدمُ أهلِ الديارِ الديارا
ولما أحستْ بذاكَ الدموع / أبينَ من الرعبِ إلا فرارا
وأبصرها العقلُ مُستَنفرات / فمدَّ جناحيهِ خوفاً وطارا
ولا عجبٌ أن تراني على / تقلبِ هندٍ عدمتُ القرارا
فلو أنَّ للأرضِ قلباً يحب / لما أبصرَ الناسُ فيها جدارا
وهندٌ على ما بنا لا تبالي / وحبكِ يا هندُ ليسَ اختيارا
إذا ما هجرتِ عذرنا الدلال / فليسَ دلالكِ إلا اعتذارا
وفي الحبِّ شيءٌ يسمونهُ / نفاراً وما تتركينَ النفارا
كأنَّ الجمالَ بأعمارنا / يطولُ ليصبحنَ منهُ قصارا
وما يربحُ الحسنُ إنْ لم يكن / مُحبُّوهُ يرضونَ منهُ الخسارا
لماذا تجافينَ يا هندُ عني / هبيني ظلاً وراءَكِ سارا
هبيني نسيماً تلطفَ يوماً / فحركَ من جانبيكِ الإزارا
هبيني أشعةَ شمسِ الأصيل / نورٌ يغادرُ خديكِ نارا
هبيني من قَطَرَاتِ الندى / إذا ما انتشرنَ عليكِ انتثارا
هبيني أخاً وهبيني طفلاً / هبيني فتىً وهبيني جارا
هبينيَ من بعدِ هاذا وذاك / غباراً على قدميكِ استثارا
وأقسمُ أني لأطهرُ نفساً / وأصفى غراماً وأسمى وقارا
اتقّي اللهَ إني رأيتُ الجفون / تعلمُ نفسي لديكِ انكسارا
وعودتني أن أخافَ الأنام / وما كنتُ أحذرُ إلا الحذارا
وحملتني من خطوبِ الزمان / بما لمْ يدرِ فلكٌ حيثُ دارا
أصيخي إلى الحلي إني أرىالسوا / رَ يناجي بأمري السوارا
متى ما سمعتِ رنينَ الحليّ / فإنَّ لهنَّ بشأني سِرارا
ولا تفزعي من حفيفِ الثياب / يناديني إذ مللنَ انتظارا
على أنَّ قلبي لها حاسدٌ / فيا ليتهُ كانَ فيها زرارا
ويا ليتني وأنا كالخيوط / نُسجتُ لهذا القومِ إزارا
متى قلتُ يا ليتني مرةً / لأمرٍ توجعتُ منها مرارا
علمتُ من الثديِ ما تضمرين / فقد وقفَ الثديُ حتى أشارا
فحسبي البعادُ وحسبُ النجوم / إذا ما بدا صحبها أن توارى
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني / فليتَ لي بينَ أبناءِ الهوى فادي
أهكذا ظبيةُ الوادي التي ذكروا / أمِ الظباءُ في وادٍ وهي في وادي
رحماكَ يا ربِّ عجلْ بالمماتِ إذا / قدرتَ أن لهذا كانَ ميلادي
لا تعجبي إن تري
لا تعجبي إن تري / جسمي نحيلاً يشفّ
وكانَ ماءُ الصبا / عن سقيهِ لا يكفّ
عرضتهُ للهواى / فما لهُ لا يجفّ
لا تلوميني على السق
لا تلوميني على السق / مِ فذا طرفكِ أسقمُ
أنتِ علمتِ فؤادي / فيكِ كيفَ يتألمُ
فرحمتِ الحبَّ مني / وأراهُ ليسَ يرحمُ
إن هذا الحبّ ضيفٌ / وقراهُ اللحمُ والدمُ
قرَّحَ الجفن وادمى كبدي
قرَّحَ الجفن وادمى كبدي / أن شمليَ في الهوى قد شتّتا
فإذا أثبت أني عاشقٌ / لم يفدني عندها ان أثبتا
ويلتا مما جنى الحبُّ وكم / من يقولونَ معي يا ويلتا
إن لم يكن عندكِ ما عندنا
إن لم يكن عندكِ ما عندنا / فمن رَمى الخَصْرَ بهذا الضَّنَى
ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى / يقولُ في عينيكِ لي ها أنا
وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ / وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا
حسبيَ ذا الوجهُ وألوانهُ / وما دليلُ الشمسِ إلا السَّنا
كُفي ظنونَ الناسِ واستنكفي / أن تجري الألسنُ يوماً بنا
الا تَرَيْنَ الطيرَ في راحةٍ / من يومِ أمسى بالهوى معلنا
وما كتمنا إذ كتمنا الجوى / إلا كما تخفي الغصونُ الجنى
والحبُّ في الصدرِ بخارٌ إذا / حسبتهُ هنا جرى من هُنا
كلا فؤادينا امتلا بالهوى / وفاضَ حتى ملا الأعينا
وأيُّ ذنبٍ للإناءِ الذي / يفيضُ إن أنتَ ملأتَ الإنا
لا تعجبي مما يُمنّي الهوى / ما في يدِ العشاقِ إلا المنى
قد نالَ بعدَ العشقِ أطماعهُ / من نالَ بعدَ الكيمياِء الغنى
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ / وقصارى إبائهنَّ الرِّضاءُ
وذواتُ الهوى يصلنَ ولكنْ / من حقوقِ الوصالِ هذا الجفاءُ
فتأبِّي وإنما لذّةُ الحبِّ / إذا كانَ في الحبيبِ إباءُ
ما يشينُ الوصالَ أن التجافي / في حواشيهِ نقطةٌ سوداءُ
وإذا الخالُ كانَ في الخدِّ حسناً / فتمامُ الملاحةِ الخُيلاءُ
غضبٌ بعدهُ الرضا وكلما مرّ / مذاقُ السقامِ يحلو الشفاءُ
إنَّ في الحسنِ للحسانِ لعذرا / فاسلبوا المالَ يسمح البخلاءُ
أوَ لا يُعذر الجمالُ إذ ما / نظرتْ في مرآتِها الحسناءُ
سائليها يا ربَّةَ الحلي عني / ألداءِ الفؤادِ منها دواءُ
واذكري أننا على اليأسِ نرجو / ومن اليأسِ قد يكونُ الرجاءُ
أو ليسَ السماءُ يأتي عليها / كل يومٍ صبحٌ ويأتي مساءُ
وضياء النهار فيها ابتسامٌ / وظلام المساء فيها بكاء
فتكتْ في الناسِ أعينها
فتكتْ في الناسِ أعينها / وعيونُ الناسِ تنهبُها
ما يناجي أُذنها نفسٌ / صاعدٌ إلا ويطربُها
وانثنت عُجباً فلستَ ترى / عاشقاً إلا ويعجُبها
كلُّ رجلٍ في تنقلها / تحتها قلبٌ يُقَلبها
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها
قالوا جفتك ولا تنفكُّ تذكرها / إن النصيحةَ سلوانٌ بسلوانِ
فقلتُ عينيَ مني وهْيَ إنْ رمدتْ / فلا يكونُ دواها كحلُ عميانِ
نأَتْ دنَتْ وصلَتْ ضمتْ نفتْ هجرتْ / في كلِّ ذلك أهواها وتهواني
أبيتُ وجنبي ليسَ يحويهِ مضجعُ
أبيتُ وجنبي ليسَ يحويهِ مضجعُ / وبعضُ الذي ألقى من النومِ يُمنعُ
تقلبني الأشواقُ وخزاً كأنني / بكفِّ الهوى ثوبٌ رديمٌ يُرقَّعُ
ولي حاجةٌ في السهدِ والسهدُ قاتلي / بدمعي وبعضُ الموتِ في الماءِ ينقعُ
فيا أيها النُّوَّامُ ما لذةُ الكرى / أما لكم مثلي فؤادٌ وأضلعُ
وكيفِ تنامُ العينُ والقلبُ موجعٌ / وأنّى يصحُّ القلبُ والحسُّ يوجعُ
كأنَّ الهوى نورٌ كأنَّ بني الهوى / كواكبٌ إمَّا جنَّها الليلُ تلمعُ
وما انفكَّ نورُ الحبِّ في كلِّ كائنٍ / ولكن لأمرٍ بعضهُ ليسَ يسطعُ
وما كلُّ مصباحٍ بذي كرباءةٍ / ولا كلُّ إنسانٍ يرى الشمسَ يُوشعُ
ويا شدَّ ما ألقى من الحبِّ وحدهُ / فكيفَ وفي طبعِ الحبيبِ التمنعُ
هل الحبُّ إلا ما ترى من فضيحةٍ / وما المسكُ لولا أنهُ يتضوَّعُ
كأنَّ فؤادي شعلةٌ قد تعلقتْ / بجسمي وطبعُ النارِ في العودِ تسرعُ
وما أنا وحدي من يقولونَ عاشقٌ / ولكنني وحدي الذي يتوجَّعُ
وفي كلِّ عينٍ أدمعٌ غيرَ أنني / لعينيَّ من دونِ المساكينِ أدمعُ
أعينيَ ما دمعي عليَّ بهيِّنٍ / فكم ذا وكم ذا تجزعينَ وأجزعُ
كأنكِ في كلِّ القلوبِ فمن بكى / بكيتِ لهُ والحرُّ بالناسِ يُخدَعُ
أحاطتْ بيَ الأرزاءُ من كلِّ جانبٍ / كأنَّ الرزايا تحتَ جنبيَّ مصرعُ
كأنيَ في الآمالِ زورقُ لجَّةٍ / إذا احتملتهُ كانَ للخفضِ يرفعُ
وما كلُّ من تحنو على الطفلِ أمهُ / ولا كلُّ من تدنيهِ من للثديِ مُرضعُ
فهل ترجعِ الدنيا كما قد عهدتُها / وهل ما مضى من سالفِ العمرِ يرجعُ
ولي في الهوى شمسٌ إذا هيَ اشرقتْ / رأيتُ بها سحبَ الأسى كيفَ تُقشعُ
ولكنْ لحظي أنَّ حظيَ ليلها / ومن ذا يخالُ الشمسَ في الليلِ تطلعُ
كلانا بهِ وجدٌ ولكنهُ الهوى / دلالٌ وهجرانٌ ويأس ومطمعُ
فإن أستبنْ ما أصنعُ اليومَ يأتني / غدٌ بالذي لم أستبنْ كيفَ أصنعُ
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم / يعيشونَ موتى بأرماسهمْ
سكارى بكأسٍ سقتْ مغرماً / وما انقصَ الدهرُ من كاسِهمْ
كأنَّ الهمومَ بانفاسهم / تكونُ ويا حرَّ أنفاسهمْ
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي / لعلي أرى الحقَّ كالباطلِ
فعيني قد انصبغتْ بالفؤاد / كمثلِ الزجاجةِ والسائلِ
كلانا يراها وهيهاتَ ما / تَوَجَّعَ بالثكلِ كالثاكلِ
ولو كانَ للصيدِ عينُ الذي / يصيدُ لما اغترَّ بالحابلِ
هويت وأطعمتَ جسمي النحول / فَويْلاهُ من شَرَهِ الآكلِ
كأني ثيابي عليَّ الربيع / كسا جانبَي بلدٍ ماحلِ
كأنَّ عيوني بموجِ الدموع / خِضَمٌّ لهُ الجفنُ كالساحلِ
كأني ودمعي في مقلتي / أرى كفني في يدِ الغاسلِ
ليَ اللهُ هل أنا إلا فتىً / أجدُّ ودهريَ كالهازلِ
ومن سادَ في قومهِ الجاهلون / أضرَّتْ بهِ شيمةُ العاقلِ
كأنَّ الزمانَ بقايا دُجىً / أنا فيهِ كالقمرِ الآفلِ
نزلتُ على حكمهِ طاعةً / لوحي على مهجتي نازلِ
ومن كانَ قاضيهِ من يحب / رأى جائرَ الحكمِ كالعادلِ
يعيبونَ فيها نحولي فَلمْ / يُرى النجمُ في الأُفْقِ كالناحلِ
وكيفَ يُعابُ الحسامُ الصقيل / أرقَّتْ شَباهُ يدُ الصاقلِ
مُهَفْهَفَةٌ فكانَ الهوى / يحاربنا بالقنا الذابلِ
وأعجبُ من أملي وصلها / وبعضُ المنى قاتلُ الأملِ
لها مهجتانِ تحبُّ وتسلو / وما تحتَ ضدينِ من طائلِ
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً / لعلكَ تروي عندها بعضَ ما بيا
مكانكَ يا بدرٌ لأشكوَ حبّها / وتشهدُ عندَ اللهِ عن كنتَ رائيا
مكانكَ لا تعجلْ لتحضرَ ساعتي / فإني أرى ساعاتِ عمري ثوانيا
ويا بدرُ خذ عيني فذاكَ سريرُها / وتلكَ وإن لمْ أدعُها باسمِها هيا
أغارُ عليها أن تقابلَ وجهها / فتنقلَ عنهُ للوشاةِ معانيا
وأخشى عليها من شعاعكَ مثلما / يخافُ على النفسِ الجبانُ المواضيا
فإني أرى جسماً لو أن مدامعي / جرينَ عليهِ أصبحَ الجسمُ داميا
وما عجبي إلا من البدرِ يدعي / تمنع ليلى ثمَّ ألقاهُ عاريا
فيا بدرُ إني موضعُ الصنعِ فاتخذْ / يداً لكَ عندي تلقني الخيرَ جازيا
وذي قبلةُ مني إليها فألقها / على فمها وارجعْ بأنفاسها لِيا
وإن لم يكن في الحسنِ إلا عواذلٌ / فيا بدرُ كنْ خيراً عذولاً وواشيا
أذِع حسنَها في كلِّ أفقٍ تنيرُهُ / وأحصِ علينا ما حيينا اللياليا
كأنَّ الهوى قد خُطّ قبل وجودنا / كتاباً على ما يلبثُ الكونُ باقيا
لهُ البدرُ عنوانٌ وقد امستِ السما / صحائفُ فيهِ والحروفُ الدراريا
وإني قسمتُ الروعَ شطرينِ واحدٍ / بجسمي وشطرٍ عندها لا يرانيا
ولا بدَّ من يومٍ تعودُ لأصلها / فإمَّا بوصلٍ بيننا أو فنائيا
ولم أرَ غيري بعضُهُ خانَ بعضَهُ / فأصبحَ مشغولاً واصبحَ خاليا
بربّكِ يا نفسي وربُّكِ شاهدٌ / أتهنئةٌ كانَ الهوى أم تعازيا
وهلْ ذكرتني هندُ يوماً فأشفقتْ / لما بي وحاكتني بكا أو تباكيا
وهلْ حدثتها نفسُها أنني بها / شديدُ الهوى أو أنني بتُّ ساليا
يكادُ يفيضُ القلبُ من ذكرها دماً / لأكتبَ منهُ في هواها القوافيا
وتذهبُ نفسي حسرةً إن رأيتُها / وأُصرعُ وجداً كلما قالتْ آه يا
ولو أنني أرجو لهانتْ مصائبي / ولكن منها أنني لستُ راجيا
فيا من تجير النومَ مني جفونُها / أجيري إذنْ من ذي الجفونِ فؤاديا
تحرمُ عيني ما لعينيكِ مثلما / تَجَنَّبُ مولاها العبيدُ تحاشيا
وأقسمُ لو تبكينَ يوماً من الهوى / لما كنتُ إجلالاً لجفنيكِ باكيا
أما لي عذرُ في الغرامِ وأعيني / ترى كلَّ شيءٍ فيكِ للحبِّ داعيا
وقد رفعتكِ الناسُ حتى ظننتهم / لأجلكِ يدعونَ النجومَ جواريا
وكم أتصابى فيك حتى كأنما / وجدتكِ حسناً قد تحلتْ تصابيا
فلو سألوني عن أمانيَّ لم أزد / على أن تميتني وأخلقُ ثانيا
الصبرُ لا يجدي
الصبرُ لا يجدي / من بعدِ ذا البعدِ
معَ الملالْ /
وليسَ للصدِّ / وحرقةِ الوجدِ
سوى الوصالْ /
من الهوى يا ما أشدَّ الهوى /
وذا الجوى يا ما أمضَّ الجوى /
قلتُ نفسي والغرامُ انطوى /
مذ نقضوا عهدي / وأخلفوا وعدي
بذا المطال /
وكنتُ ذا حدِّ / فصرتُ كالغمدِ
لدى النضالْ /
وبي ظما ويلاهُ من ذا الظما /
وقد أرى الماءَ ولكنما /
قوليَ يا ليت ويا ليتما /
مُسَعَّرٌ كبدي / فلم أنلْ قصدي
ولا أنالْ /
وحفرةُ اللحدِ / أنزلها وحدي
بكلُّ حال /
أنحلوني وأسقموا
أنحلوني وأسقموا / حسبيَ اللهُ منهمُ
أي ذنبٍ جنيتُ ح / تى بهِ اليومَ أُعدمُ
أنا يا حسرتي أنا / لم أكن قبلُ أعلمُ
كانتِ العينُ تأخذُ ل / سرَّ والقلبُ يكتمُ
وتوخمُ كلَّ شي / ءٍ فساءَ التوهمُ
يا فؤادي أبعد ما / قُضِيَ الأمرُ تندمُ
مقلةٌ تبعثُ العتا / بَ وأخرى تسلمُ
في محيا غدا يشي / رُ إلى خدهِ الفمُ
وَلكم يحجبُ الذي / في القلوبِ التبسمُ
وعلى البحرِ يضحكُ ال / موجُ والقاعُ مظلمُ
أهِ هيهاتَ ما لما / تجرحُ العينَ مرهمُ
لم يُصبْ قَطُّ بالهوى / عاشقٌ ثم يسلمُ
يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ
يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ / لمَ لا يذلُّ فتى الهوى لفتاتهِ
خُلقتْ ذكاءُ منيرةً والبدرُ لو / لاها لظلَّ الدهرَ في ظلماتهِ
وبنو الغرامِ اثنانِ تلكَ حياتُها / ثمرٌ تعلقَ في الهوى بحياتهِ
كالزهرِ في أغصانهِ والنجمِ في / آفاقهِ والدرُّ في صدفاتهِ
إن القلوبَ كأهلها ذكرٌ وأن / ثى كلُّ قلبٍ فيهِ من شهواتهِ
وإذا تزاوجتِ القلوبُ رأيتها / مثلَ الأنامِ تئنُّ من حسراتهِ
والقلبُ يحملُ في النساءِ وإنما / ولدُ الفؤادِ يكونُ بعضَ صفاتهِ
ولذا تفاوتتِ الحسانُ فهذهِ / أختُ الوفا والغدرُ شيمة هاتهِ
والحبُّ أشهى ما يكون إذا الحبي / بُ أبي عليكَ القطفَ من ثمراتِهِ
إنَّ النفوسَ لما منعنَ شديدة / ظمأً وينسى الماءُ عندَ فُراتهِ
يا مريَ زيديني هوىً فهواكِ نو / رٌ لم أزل أسري على مشكاتهِ
وأرى الحياةَ عليَّ ليلاً دامساً / ضلتْ نجومُ السعدِ في طرقاتهِ
واهاً لهذا الحبِّ لو عرفَ الولي / دُ الحبَّ لاستعصىعلى داياتهِ
شيءٌ يحارُ المرءُ فيهِ لأنهُ / من ذاتهِ جلبَ الشقاءَ لذاتهِ
ما كانَ أبعدني وقولي في الذي / آتيهِ يوماً ليتني لم آتِهِ
لكنَّ حالاتِ القضاءِ على الورى / شتَّى وهذي الحالُ من حالاتهِ
أترى المريضَ اشتاقَ وجهَ أساتهِ / أم كانَ يشجي الموتَ صوتُ نعاتهِ
يا قومُ مالي حيلةٌ واليومَ قد / دَنَفَ الهوى والطيرُ عندَ شتاتهِ
هيهاتَ أبصرها وأبقى بعدها / فالنجمُ نورُ الشمسِ من آفاتهِ
ولأنْ ترى ذا الصبِّ في الأمواتِ خي / رٌ أن يراها الصبُّ بينَ وشاتهِ
بليتُ بهذا الحبِّ أحملهُ وحدي
بليتُ بهذا الحبِّ أحملهُ وحدي / وكلٌّ لهُ وجدُ المحبِّ ولا وجدي
هي الحسنُ في تمثالها وأنا الهوى / فلا عاشقٌ قبلي ولا عاشقٌ بعدي
وفي كلِّ وادٍ للغرامِ بشاشةٌ / فشأني في باريسَ شأني في نجدِ
ولم أنسَ يوماً جئتها ذاتَ صبحة / عليلاً كما هبَّ النسيمُ بلا وعدِ
وكنتَ وكانت والدلالُ يصدُّها / فتبدي الذي أخفي وتخفي الذي أبدي
وما زلتُ حتى كاتمتني قبلةً / على حذرٍ حتى من الحليْ والعقدِ
وكنا كمثلِ الزهرِ يلثمُ بعضهُ / ولا صوتَ للنسرينِ في شفةِ الوردِ
وكانَ فمي فيهِ إليها رسالةً / فسلمها فاها وحمِّلض بالردِ
إذا لم يكنْ عندَ الحبيبةِ لي جوىً / فقولوا لماذا لا يكونُ الجوى عندي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025