المجموع : 228
تَراضَينا بِحُكمِ اللَهِ فينا
تَراضَينا بِحُكمِ اللَهِ فينا / لَنا أَدَبٌ وَلِلثَقَفِيِّ مالُ
وَما الثَقَفِيُّ إِن جادَت كُساهُ / وَراعَكَ شَخصُهُ إِلّا خَيالُ
كَفاكَ بِالشَيبِ ذَنباً عِندَ غانِيَة
كَفاكَ بِالشَيبِ ذَنباً عِندَ غانِيَة / وَبِالشَبابِ شَفيعاً أَيُّها الرَجُلُ
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ النعَم
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ النعَم / أَأَنظمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَم
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ / فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم
فَإِن يَسَّرَ اللَهُ الكَريمُ بِلُطفِهِ / وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَه / وَإِلّا فَمَخزونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتَم
فَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَه / وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم
خَنازيرُ ناموا عَنِ المَكرُماتِ
خَنازيرُ ناموا عَنِ المَكرُماتِ / فَأَنبَهَهُم قَدَرٌ لَم يَنَم
فَيا قُبحَهُم في الَّذي خُوِّلوا / وَيا حُسنَهُم في زَوالِ النِعَم
اللَيلُ شَيبٌ وَالنَهارُ كِلاهُما
اللَيلُ شَيبٌ وَالنَهارُ كِلاهُما / رَأسي بِكَثرَةِ ما تَدورُ رَحاهُما
فَأَنا النَذيرُ لِذي الشَبيبَةِ مِنهُما / لا يَأمَنَنَّهُما فَإِنَّهُما هُما
يَتَناهَبانِ نُفوسَنا وِدِماءَنا / وَلُحومَنا عَمداً وَنَحنُ نَراهُما
وَالشَيبُ إِحدى الميتَتَينِ تَقَدَّمَت / أولاهُما وَتَأَخَّرَت أُخراهُما
وَكَأَنَّ مَن حَلَّت بِهِ صُغراهُما / يَوماً فَقَد حَلَّت بِهِ كُبراهُما
شَمِّر ثِيابَكَ وَاِستَعِدَّ لِقائِل
شَمِّر ثِيابَكَ وَاِستَعِدَّ لِقائِل / وَاِحكُك جَبينَكَ لِلقَضاءِ بِثومِ
وَعَلَيكَ بِالغَنَوِيِّ فَاِجلِس عِندَه / حَتّى تُصيبَ وَديعَةً لِيَتيمِ
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها / لَيسَ التَرَفُّعُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ
إِذا أَرَدتَ شَريفَ القَومِ كُلّهم / فَاِنظُر إِلى ملكٍ في زِيِّ مِسكينِ
لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع / فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ
وَاِسترزق اللَه مِمّا في خَزائِنِه / فَإِنَّ ذاكَ بَينَ الكافِ وَالنونِ
أَلا تَرى كُلَّ مَن تَرجو وَتَأملُه / مِنَ البَرِيَّةِ مسكينَ اِبنَ مِسكينِ
أَرى أُناساً بِأَدنى الدينِ قَد قَنِعوا / وَلا أَراهُمُ رَضوا في العَيشِ بِالدونِ
فَاِستَغنِ بِالدينِ عَن دُنيا المُلوكِ كَما / اِستَغنى المُلوكُ بِدُنياهُم عَن الدينِ
لَولا شَماتَةُ أَعداءٍ ذَوي حَسَدٍ / وَإِن أَتاكَ بِنَقص مَن يُرَجّيني
فَما خَطَبتُ إِلى الدُنيا مَطالِبَها / وَلا بَذَلتُ لَها عِرضي وَلا ديني
لَكِن مُنافَسَة الأَكفاءِ تَحمِلُني / عَلى أُمور أَراها سَوفَ تُرديني
وَقَد حَسِبتُ بِأَن أَبقى بِمَنزِلَةٍ / لا دينَ عِندي وَلا دُنيا تُواتيني
دَبَّ فِيَّ السِقامُ سُفلاً وَعُلوا
دَبَّ فِيَّ السِقامُ سُفلاً وَعُلوا / وَأَراني أَموتُ غُضواً فَعُضوا
لَيسَ تَمضي مِن ساعَةٍ بِيَ إِلّا / نَقَصَتني بِمرِّها بِيَ جُزوا
لَهفَ نَفسي عَلى لَيالٍ وَأَيّا / مَ تَمَلَّيتُهُنَّ لِعباً وَلَهوا
بَلِيَت جِدَّتي بِطاعَةِ نَفسي / وَتَذَكَّرتُ طاعَةَ اللَهِ نِضوا
قَد أَسَأنا كُلَّ الإِساءةِ فَاللَ / هُمَّ صَفحاً عَنّا وَغَفراً وَعَفوا