المجموع : 899
يا بَياضَ البَياضِ أَنتَ مِنَ الأَع
يا بَياضَ البَياضِ أَنتَ مِنَ الأَع / يُنِ وَالقَلبِ في سَوادِ السَوادِ
طالَ شَوقي إِلَيكَ وَالسِرُّ خافٍ / عَن جَميعِ الأَنامِ وَالشَوقُ بادِ
فَلَئِن سِرتُ عَن حِماكَ وَحالَ ال / شَوقُ ما بَينَنا بِغَيرِ مُرادِ
ما تَزَوَّدتُ مُذ رَحَلتُ سِوى الهَم / مِ فَلا تَجعَلَنهُ آخِرَ زادي
إِذا ما تَراءَت لي مَحاسِنُ شَخصِكُم
إِذا ما تَراءَت لي مَحاسِنُ شَخصِكُم / يُطالِبُني قَلبي وَيَمطُلُني صَبري
فَأُحجِمُ لا خَلٌّ يُعَوِّضُ عَنكُمُ / لَدَيَّ وَلا وَعدٌ يَقومُ بِهِ عُذري
فَإِن سَمَحَ الدَهرُ المُشِتُّ بِقُربِكُم / وَأَصلَحَ ما قَد أَفسَدَتهُ يَدُ الهَجرِ
أَخَذتُ بِثَأرِ الدَهرِ مِن كُلِّ كاشِحٍ / يَقولُ بِأَنَّ الغَدرَ مِن شِيَمِ الدَهرِ
لَئِن حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
لَئِن حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي / وَراعَتنا بِبُعدٍ بَعدَ قُربِ
فَشَخصُكَ لا يَزاكُ جَليسَ عَيني / وَذِكرُكَ لا يَزاكُ أَنيسَ قَلبي
لَستُ يَوماً أَنسى مَوَدَّةَ مَولا
لَستُ يَوماً أَنسى مَوَدَّةَ مَولا / يَ وَإِن كانَ لِلمَوَدَّةِ أُنسي
كَيفَ أَنسى مَن كانَ راحَةَ قَلبي / وَصَفا عيشَتي وَجامِعَ أُنسي
الشَوقُ أَعظَمُ جُملَةً يا سَيِّدي
الشَوقُ أَعظَمُ جُملَةً يا سَيِّدي / مِن أَن يُحَدَّ يَسيرُهُ بِكِتابِ
وَلَواعِجُ البُرَحاءِ أَعظَمُ كَثرَةً / مِن أَن يُحيطَ بِها بَلِيغُ خِطابي
لا بِنتَ يا إِنسانَ أَعيُنِ حِبَّتي / عَنّي وَبَيتَ قَصيدَةِ الأَصحابِ
لَو لَم يَكُن شُربُ الدِماءِ مُحَرَّماً / صَيَّرتُ بَعدَكُمُ الدُموعَ شَرابي
أَشكو إِلَيكَ اِشتِياقاً لَستَ تُنكِرُهُ
أَشكو إِلَيكَ اِشتِياقاً لَستَ تُنكِرُهُ / مِنّي وَأُبدي اِرتِياحاً أَنتَ تَعرِفُهُ
وَأَرتَجيكَ لِعَينٍ أَنتَ مانِعُها / طيبَ الرَقادِ وَقَلبٍ أَنتَ مُتلِفُهُ
فَكُلَّ يَومٍ مَقالي حينَ يُقلِقُني / قَلبٌ لِبُعدِكَ بِاللُقيا أُسَوِّفُهُ
لا أوحِشَ اللَهُ مِمَّن لا أَرى أَحَداً / مِنَ الأَنامِ إِذا ما غابَ يَخلُفُهُ
وَمِن عَجَبي أَنّي أَحِنُّ إِلَيكُمُ
وَمِن عَجَبي أَنّي أَحِنُّ إِلَيكُمُ / وَلَم يَخلُ طَرفي مِن سَناكُم وَلا قَلبي
وَأَطلُبُ قُرباً مِن حِماكُم وَأَنتُمُ / إِلى ناظِري وَالقَلبُ في غايَةِ القُربِ
أَفدي الَّذينَ قَضَت لَهُم أَيدي النَوى
أَفدي الَّذينَ قَضَت لَهُم أَيدي النَوى / بِالبُعدِ عَن أَوطانِهِم فَتَغَرَّبوا
غابوا وَمَثَّلَ شَخصَهُم لِنَواظِري / ذِكري لَهُم فَهُمُ الحُضورُ الغُيَّبُ
أَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري
أَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري / وَصَبري بَينَ إِعراضٍ وَبَينِ
أَراكَ مُمَثّلاً بِسَوادِ قَلبي / فَمَن لِيَ أَن يَراكَ سَوادُ عَيني
قَد كُنتُ أَصبِرُ وَالدِيارُ بَعيدَةٌ
قَد كُنتُ أَصبِرُ وَالدِيارُ بَعيدَةٌ / فَاليَومَ قَد قَرُبَت وَصَبرِيَ فَاني
ما ذاكَ مِن عَكسِ القِياسِ وَإِنَّما / لِتَضاعُفِ الحَسَراتِ بِالحِرمانِ
وَما زادَني قُربُ الدِيارِ تَلَهُّفاً
وَما زادَني قُربُ الدِيارِ تَلَهُّفاً / عَلَيكُم لِأَنَّ التُربَ شَرٌّ مِنَ البُعدِ
وَلَكِن إِذا الظَمآنُ شاهَدَ مَنهَلاً / عَلى قُربِهِ زادَ الحَنينُ إِلى الوِردِ
دَنَوتُم فَزادَ الشَوقُ عَمّا عَهِدتُه
دَنَوتُم فَزادَ الشَوقُ عَمّا عَهِدتُه / وَزِدتُ لِقُربِ الدارِ كَرباً عَلى كَربِ
وَكُنتُ أَظُنُّ الشَوقَ في البُعدِ وَحدَه / وَلَم أَدرِ أَنَّ الشَوقَ في البُعدِ وَالقُربِ
شَوقي إِلَيكُم وَالدِيارُ قَريبَةٌ
شَوقي إِلَيكُم وَالدِيارُ قَريبَةٌ / إِن قُلتُ زالَ مَعَ التَقَرُّبِ عادا
دَنَتِ الدِيارُ بِكُم وَعَزَّ مَزارُكُم / حَتّى تَوَهَّمتُ الدُنُوِّ بُعادا
وَكُنّا سَأَلنا اللَهَ يَجمَعُ بَينَنا
وَكُنّا سَأَلنا اللَهَ يَجمَعُ بَينَنا / وَيَقضي لَنا بِالقُربِ مِنكُم وَيَحكُمُ
وَنَجلو بِأَيّامِ السُرورِ وَنورِها / لَيالِيَ أَحزانٍ بِها العَيشُ مُظلِمُ
فَلَمّا أَنِسنا مِنكُمُ بِخَلائِقٍ / تُصَدِّقُ ما تَروي الخَلائِقُ عَنكُمُ
تَباعَدتُمُ لا أَبعَدَ اللَهُ دارَكُم / وَأَوحَشتُمُ وَلا أَوحَشَ اللَهُ مِنكُمُ
نَفسي الفِداءُ لَقادِمٍ
نَفسي الفِداءُ لَقادِمٍ / جَذَبَ الفِراقَ بِباعِه
وَهَبَ الزَمانُ لَنا اللِقا / وَدَعاهُ في اِستِرجاعِه
عانَقتُهُ عِندَ القُدو / مِ وَجَدَّ في إِسراعِه
فَهوَ اِعتِناقُ لِقائِهِ / وَهوَ اِعتِناقُ وَداعِه
لَيسَ كُلَّ الأَوقاتِ يَجتَمِعُ الشَم
لَيسَ كُلَّ الأَوقاتِ يَجتَمِعُ الشَم / لُ ولا راجِعٌ لَنا ما يَفوتُ
فَاِغتَنِم ساعَةَ اللِقاءِ فَما تَع / لَمُ نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ
لَقَد جُزتَ في الصَدِّ حَدَّ الزِيادَه
لَقَد جُزتَ في الصَدِّ حَدَّ الزِيادَه / فَلا تَجعَلِ الهَجرَ خُلقاً وَعادَه
فَعِندي اِشتِياقٌ شَديدٌ إِلَيكَ / وَقَلبُكَ يَشهَدُ هَذي الشَهادَه
وَعَوَّدتَني مِنكَ حُسنَ الوَدادِ / وَما يَطلُبُ القَلبُ إِلّا اِعتِيادَه
وَإِنّي عَهِدتُكَ نَجلَ الجِيادِ / لِذَلِكَ أَطلُبُ مِنكَ الإِجادَه
فَإِن أَنتَ أَتحَفتَني بِالحُضورِ / فَمِن أَينَ لِلعَبدِ هَذي السَعادَه
ما جاءَ عَبدَكَ مَسطورٌ بَعَثتَ بِهِ
ما جاءَ عَبدَكَ مَسطورٌ بَعَثتَ بِهِ / إِلّا تَقَبَّلَهُ حُبّاً وَقَبَّلَهُ
وَلا سَمَحتَ بِوَعدٍ فيهِ مُرتَقَبٍ / إِلّا تَأَمَّلَهُ عَشراً وَأَمَّلَهُ
وَلا أُتيتَ بِعُذرٍ عَن تَأَخُّرِهِ / إِلّا تَعَلَّلَ بِاللُقيا وَعَلَّلَهُ
ما ضَرَّ مَولايَ لَو زادَ الخِطابُ بِهِ / وَلَو تَطَوَّلَ بِالحُسنى وَطَوَّلَهُ
أَتاني كِتابٌ مِنكَ أَحسُبُ أَنَّهُ
أَتاني كِتابٌ مِنكَ أَحسُبُ أَنَّهُ / هُوَ السِحرُ لا بَل دونَ مَوقَعَهُ السِحرُ
بِنَثرٍ يَظَلُّ النَظمُ يَحسُدُ رَصفَهُ / وَنَظمٍ لِلُطفِ السَبكِ يَحسُدُهُ النَثرُ
لَهُ رِقَّةُ الخَنساءِ في حالِ نَوحِها / وَلَكِنَّ مَعناهُ لِقُوَّتِهِ صَخرُ
إِذا شَنَّفَ الأَسماعَ دُرُّ نِظامِهِ / تَيَقَّنَ كُلٌّ أَنَّ مُرسِلَهُ البَحرُ
كَتَبتُ فَما عَلِمتُ أَخَطُّ نَقشٍ
كَتَبتُ فَما عَلِمتُ أَخَطُّ نَقشٍ / يَلوحُ لِناظِري أَم حَظُّ نَفسي
فَتَمَّ بِهِ عَليَّ سُرورِ يَومي / وَكادَ بِأَن يُعيدَ سُرورَ أَمسي
وَقالوا قَد وَجَدتَ بِهِ سُروراً / فَقُلتُ مُصَرِّحاً مِن غَيرِ لَبسِ
غَرَستُ بِصَدرِ مُرسِلِهِ وِداداً / فَما أَنا قَد جَنَيتُ ثِمارَ غَرسي