المجموع : 380
الآن لما بدا في وجهك الشعرُ
الآن لما بدا في وجهك الشعرُ / رأيتُ فيك الذي قد كنتُ أنتظرُ
شبَّهتُ وجهك من نور ومن ظلم / بُرجاً تلاقي به التنين والقمَرُ
لا تخدعنّا بأردافٍ تُرجرِجُها / فليس من بعد عينٍ يُبتغى أثَرُ
لم ينبت الشوكُ في أرضٍ يسارُ بها / إلا وقد نبتت في الغامضِ الإبَرُ
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى / فوق خديك منكرٌ ونكيرُ
إن يكن موضعَ اللثام قليلاً / فهو في موضع المنال كثيرُ
وكذاك الكتاب عنوانه سط / رٌ وفي طَيِّه الخفِيِّ سطورُ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ / بعساكرٍ للزهر والأنوارِ
فتناثرت لقدومها بتفصحٍ / بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ
وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا / إقبالُ مسحور من الأسحار
ومضى الشتاء بقرِّه فتسربلت / بعد التجمُّد حَيَّةُ الأنهارِ
خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت / خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ
فيها رُفُوضٌ كالعيون تفتَّحت / بعد الغُموض كليلةَ الأبصارِ
وكأنَّما للأُقحوانة مُقلةٌ / حَبّات دُرٍّ طُفنَ بالدِّينارِ
ترنو إلى ساقٍ لها من حالِقٍ / سمحٍ يجود بواكفٍ مدرارِ
ومُدير كأسٍ ديره في خصره / خَصرٌ يحاكي دقَّةَ الزُّنّارِ
وكأنَّ إبريقاً يصبُّ بكأسه / بازٌ يصبُّ دماً من المنقارِ
وتُخال إذ سُكبت لصفو مزاجها / ذوبَ اللجينِ على مُذاب نُضارِ
فانفِ الهمومَ عن الفؤاد بقهوةٍ / عذراء صافيةٍ كلون النارِ
يسقيكها حلو اللِّثام مُقَرَّطٌ / خَدَاه مصبوغٌ كصبغ عُقَار
والعندليب مُغَرِّدٌ بصَفيره / يحكي معاني رنَّة الأوتارِ
وكَرِينَةٌ عَذراءُ يونانيَّةٌ / كالبدر غُرَّتها لذي إقمار
والعودُ يبكي كالحنين بحجرها / وتلفُّ أُذنَيه كفعل صِرارِ
والشاهجان فما ألذَّ بكاءه / يحكي أَغاني ساكن الأشجارِ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ / وكذاك تأثيرُ الخطيرِ خَطيرُ
يا زينةَ الأعياد عِش لتزينها / أبداً فعيشك للزمان حَبِيرُ
باليمن والبركات ظَلتَ مُعَيِّداً / وظِلالُ عيدِك غبطةٌ وسرورُ
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري / وتطمع في تدليس قدرك في قدري
وإنك إذ تزري عليَّ مغدَّرٌ / لأني أرى التنينَ يزري على البَدرِ
فيا زارياً ما زال تمصيعُ لفظه / اذا قرأ القرآنَ يدعو الى الكُفر
يقول له الشيطانُ عند قِرائه / أجَدتَ بما حَرَّفتَ من محكم الذِّكرِ
لو اَنَّ رسول اللَه يسمع درسَه / إذن قال ذا غير المنزَّل في صدري
إذا ما قرا حرفاً لتنفيس حفظه / فمقصوده أن نختم الحمدَ في شهرِ
يمدُّ لنا سين السراط كأنه / يُجَرّي صبيّاً فهو يَجري إذا أُمري
يُكذِّب يُسراً بالقِران قِرانه / لما قد نقاسي في القراءة من عُسرِ
يُنازع في والنازعاتِ إذا قرا / ويعصر منه العين في عَينِ والعَصرِ
اذا ما قرا والفجرِ في عتماتِهِ / تراه يقاسيها إلى مطلع الفجرِ
قرا الحشرَ يوماً بالغداة مصلياً / فطوَّل حتى خِلتها وقفةَ الحَشرِ
يُزَهِّد في الإسلام قُبحُ قِرائه / فيكسب فينا الإثمَ من موضع الأجرِ
ويحسب من جهلٍ وعُجبٍ بأنه / كعاصمٍ المقري أو كأبي عمرو
عميت أبا الحسن ثم عميتَ عن / عماك كما قد قيل في سالف الدهرِ
جهلتَ ولم تعلم بأنك جاهلٌ / فمَن لي بأن تدري بأنك لا تدري
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ / وللحُرِّ أن يشكو هواه إلى الحرِّ
ومَن لم يُجانب شهوةً لمروءةٍ / كذلك لا يحظى بحمدٍ ولا أجرِ
بديع حُسنٍ غريب وصفٍ
بديع حُسنٍ غريب وصفٍ / بلا مثالٍ ولا نظيرِ
فمن منيرٍ على مُطيبٍ / ومن هضيمٍ على وَثيرِ
يضحك عن لؤلؤٍ نظيمٍ / ينطق عن لؤلؤٍ نَثيرِ
مُدير كأسٍ حكت وحاكى / شهابَ نارٍ وشخصَ نُورِ
فأسكَرَ القومَ دَورُ كأسٍ / وكان سكري من المُديرِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقِدِ الأزرارِ
وإذا تَنَزَّه ناظري في روضةٍ / حَنَّ الفؤادُ إلى جَنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهَداً عن غامض الأسرارِ
قد يُستَدَل بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدُّخان فثَمَّ موقد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاءُ كلِّ مُهَتَّك الأستارِ
فتجنّبِ الأشرارَ تُكفى شرَّهم / واختر لنفسك صحبةَ الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّارِ يُدعى فاجراً / ومُبَرَّراً مَن لاذَ بالأبرارِ
لازال مَدعوراً أبوه وأُمُّه / مَن لا يزال مُحالفَ الدُّعّارِ
ولأهله شَرَطٌ أذاه وعيبُه / مَن أعجَبَته مذاهبُ الشُّطّارِ
بَهرَجتَ نفسَك والعيون بهارجٌ / عكفت عليك وأنت كالدِّينارِ
ما بال ذكرِكَ للمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمّن يُعَرِّض عرضَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حُرّاً فدونك صحبة الأحرار
عجبتُ من صبري ومن هَجرِهِ
عجبتُ من صبري ومن هَجرِهِ / ومن تجنّيه ومن كِبرِهِ
كيف احتيالي والهوى مالكٌ / والقلب مُنقادٌ إلى أمرِهِ
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري / ما كان يُخشى عليك من نظري
هل كان في نظرةٍ أعيش بها / يا سُؤلَ قلبي عليك من ضَرَرِ
قرَّة عيني متى تعلله / منك فقلبي في أعظم الحَذَرِ
لا كان مَن يصنع السُّتور فكم / يُحجَب تحت الستور من قَمَرِ
يا طِيبَ أيّامِنا التي سلفت / ما كان أحلى محبّة الصِّغَرِ
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ / وبنور خدِّك واحمِرارِهْ
وضياء عارِضِكَ الذي / فيه ظلامٌ من عِذارِهْ
وعُقَار ثغرِك إنَّ بي / طَلَباً يطول إلى عُقَارِهْ
وبحسن قَدٍّ راعني / فاق القضيب لدى اخضِرارِهْ
لا تُبلِ قلبي بالفرا / قِ ولا تُعَذِّبه بنارِهْ
لولاك لم يحسنِ السرورُ
لولاك لم يحسنِ السرورُ / ولم يكن للبلاد نُورُ
هذا محبٌّ إليك يشكو / وبالرضا منك يستجيرُ
إن آبَ في حبِّكم أسيراً / فهو على غيركم أميرُ
اذا ملكتُم فلا تتيهوا / وإن حكمتم فلا تجوروا
تعطّفوا وارحموا محبّاً / قليلُكم عنده كثيرُ
يا مَن يجلُّ عن المقدار والخَطَرِ
يا مَن يجلُّ عن المقدار والخَطَرِ / ومَن يدقُّ عن الأوهام والفِكَرِ
ومَن له صورة في حسن صنعتها / دقائقٌ لطفت عن سائر الصُّوَرِ
فيها ملاحات أنواعٍ مؤلفةٍ / بحسنها بانَ عن كيفيّة البَشَرِ
على شمائل في تركيبها بِدَعٌ / صِيغت من النور والآيات للعِبَرِ
إن قلت غصنٌ على عليائه قمرٌ / فإنما رُمت مدحَ الغصن والقمرِ
سقانيَ الحبَّ كأساً كنتُ أحذرها / والمرء يُؤتى إذا يُؤتى من الحَذَرِ
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا / يلين له لحظُ العيونِ الغوامِزِ
فمن لم تفز عيناه منه بنظرةٍ / فليس بخيرٍ في الحياة بفائزِ
إذا ما انتضى سيفَ الملاحة طرفُهُ / ونادى قلوبَ الناس هل من مُبارِزِ
عجزتُ وألقى السلمَ قلبي لطرفِهِ / على أنه عن غيره غير عاجِزِ
مليح في الملاحة ما يُوازي
مليح في الملاحة ما يُوازي / تملك مهجتي ودمي وحازا
بذلتُ له المودَّةَ من فؤادي / فجازاني بأحسن ما يُجازي
عروسُ ملاحةٍ جُلِيت علينا / وقد نُفِل الجمالُ لها جهازا
غلائل خدِّها صُبِغَت بوَردٍ / وقد جُعِل النهارُ لها طِرازا
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي / ولو قلتما لي كان أطيبَ للنفسِ
وما جازَ ما جاوزتماه ولم يكن / ليذهب تلبيسٌ على معدن اللُّبسِ
توحشتما مني لأنسي إليكما / فلم تُنصفاني في التوحُّش من أنسي
ولولا انبساطي لم تكونا انقبضتما / فكافأتُماني في المودة بالعكس
ومن يبخس الإخوانَ بعض حقوقهم / فذاك حقيق أن يكافوه بالبخس
ولولا حيائي منكما كنتُ واصفاً / فعالكما وصفاً يُخلَّد في الطرس
ولكن إذا جيشٌ من الكيد راعني / جثوت له من محكم الصبر في تُرسِ
فقل لحبيبٍ لا أُحب جفاءه / عين الشمس يا مُشبه الشمس
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ / ومقاسٍ في الحبِّ ما لا تقاسي
فإذا أنت لم تُوَاسِ محبّاً / مخلصاً في الهوى فمن ذا يواسي
أيها اللابس الجمال أتستح / سنُ أن تجعل السقامَ لباسي
أنت في رقَّة الشمائل والنع / مة بِدعٌ فما لقلبك قاسي
فبحسن الدلال أسَّرت قلبي / وبسوء الفعال شيبت راسي
لم أزل أحرز اللسان على الكت / مان حتّى تكلَّمت أنفاسي
هام قلبي بمعدن الحسن حتى / صار فيه معادنُ الوسواس
أنا كاسٍ من الصبابة والوج / دِ لظبي من الملاحة كاسِ
بين أجفانه إذا مرض اللح / ظُ سيوفٌ لا تتقَى بتراس
مطمعٌ مخلفٌ قريب بعيدٌ / مازجٌ في الهوى رجاءً بياسِ
فجزى اللَه أهله كل خيرٍ / إنهم أحسنوا اشتقاقَ القياسِ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ / بقضيب آسٍ ليس ذا بقياسِ
جسمٌ شمائله تضاهي لؤلؤاً / رطباً يقاس إلى قضيب الآسِ
بدرٌ يكاد يذوب من تمريعه / لولا تماسكه وقلبٌ قاسِ
ذكراك أسلمني إلى الوسواسِ / يا سيدي وهواك شيّبَ راسي
وحديثك الحَسَنُ المُقَطّع إنه / أهدى إليَّ تقطُّعَ الأنفاسِ
ماذا يضرُّك لو رثيتَ لعاشقٍ / متحيِّرٍ بين الرَّجا والياس
مولاي عبدك صار مذ فارقته / ممّا به أحدوثةً للناسِ
لو مات كان الموتُ أيسرَ عنده / مما يكابد في الهوى ويقاسي
ما إن يقضِّي ليلَه ونهاره / إلا بذكرك يا أبا العباسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ / بعدما غرَّني بكم وسواسي
خدعتني أبوَّةٌ لك سارت / وظننتُ الفروعَ كالآساس
فرجونا بك القياسَ ولكن / فسد النسجُ من فساد القياسِ
ما توهمتُ أنَّ معدنَ تبرٍ / كائنٌ منه بُرَّة من نحاس
إن نسبنا إلى الكرام سجايا / ك رَقَعنا الحريرَ بالكِرباس
قد غرسنا لك المَلامة في الأن / فُس إذ حُلتَ عن كريم الغِراسِ
إن تناسيتَ أو نسيتَ فلا عُذ / ر فإنَّ المُهتمَّ ليس بناسِ
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ / بنيتَ البناءَ بآساسِه
ولو لم تُرِد وصلَه لم تَذِلَّ / لأخدانِهِ أو لحُلاسِهِ
وممّا تمثّله الفارسيُّ / وأودَعَه بطنَ قرطاسِهِ
اذا كنتَ تطلب عفوَ الأميرِ / فخُذ في مداراة جُلّاسِهِ