القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 380
الآن لما بدا في وجهك الشعرُ
الآن لما بدا في وجهك الشعرُ / رأيتُ فيك الذي قد كنتُ أنتظرُ
شبَّهتُ وجهك من نور ومن ظلم / بُرجاً تلاقي به التنين والقمَرُ
لا تخدعنّا بأردافٍ تُرجرِجُها / فليس من بعد عينٍ يُبتغى أثَرُ
لم ينبت الشوكُ في أرضٍ يسارُ بها / إلا وقد نبتت في الغامضِ الإبَرُ
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى / فوق خديك منكرٌ ونكيرُ
إن يكن موضعَ اللثام قليلاً / فهو في موضع المنال كثيرُ
وكذاك الكتاب عنوانه سط / رٌ وفي طَيِّه الخفِيِّ سطورُ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ / بعساكرٍ للزهر والأنوارِ
فتناثرت لقدومها بتفصحٍ / بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ
وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا / إقبالُ مسحور من الأسحار
ومضى الشتاء بقرِّه فتسربلت / بعد التجمُّد حَيَّةُ الأنهارِ
خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت / خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ
فيها رُفُوضٌ كالعيون تفتَّحت / بعد الغُموض كليلةَ الأبصارِ
وكأنَّما للأُقحوانة مُقلةٌ / حَبّات دُرٍّ طُفنَ بالدِّينارِ
ترنو إلى ساقٍ لها من حالِقٍ / سمحٍ يجود بواكفٍ مدرارِ
ومُدير كأسٍ ديره في خصره / خَصرٌ يحاكي دقَّةَ الزُّنّارِ
وكأنَّ إبريقاً يصبُّ بكأسه / بازٌ يصبُّ دماً من المنقارِ
وتُخال إذ سُكبت لصفو مزاجها / ذوبَ اللجينِ على مُذاب نُضارِ
فانفِ الهمومَ عن الفؤاد بقهوةٍ / عذراء صافيةٍ كلون النارِ
يسقيكها حلو اللِّثام مُقَرَّطٌ / خَدَاه مصبوغٌ كصبغ عُقَار
والعندليب مُغَرِّدٌ بصَفيره / يحكي معاني رنَّة الأوتارِ
وكَرِينَةٌ عَذراءُ يونانيَّةٌ / كالبدر غُرَّتها لذي إقمار
والعودُ يبكي كالحنين بحجرها / وتلفُّ أُذنَيه كفعل صِرارِ
والشاهجان فما ألذَّ بكاءه / يحكي أَغاني ساكن الأشجارِ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ / وكذاك تأثيرُ الخطيرِ خَطيرُ
يا زينةَ الأعياد عِش لتزينها / أبداً فعيشك للزمان حَبِيرُ
باليمن والبركات ظَلتَ مُعَيِّداً / وظِلالُ عيدِك غبطةٌ وسرورُ
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري
أتجرؤ في تلبيس ذكرك في ذكري / وتطمع في تدليس قدرك في قدري
وإنك إذ تزري عليَّ مغدَّرٌ / لأني أرى التنينَ يزري على البَدرِ
فيا زارياً ما زال تمصيعُ لفظه / اذا قرأ القرآنَ يدعو الى الكُفر
يقول له الشيطانُ عند قِرائه / أجَدتَ بما حَرَّفتَ من محكم الذِّكرِ
لو اَنَّ رسول اللَه يسمع درسَه / إذن قال ذا غير المنزَّل في صدري
إذا ما قرا حرفاً لتنفيس حفظه / فمقصوده أن نختم الحمدَ في شهرِ
يمدُّ لنا سين السراط كأنه / يُجَرّي صبيّاً فهو يَجري إذا أُمري
يُكذِّب يُسراً بالقِران قِرانه / لما قد نقاسي في القراءة من عُسرِ
يُنازع في والنازعاتِ إذا قرا / ويعصر منه العين في عَينِ والعَصرِ
اذا ما قرا والفجرِ في عتماتِهِ / تراه يقاسيها إلى مطلع الفجرِ
قرا الحشرَ يوماً بالغداة مصلياً / فطوَّل حتى خِلتها وقفةَ الحَشرِ
يُزَهِّد في الإسلام قُبحُ قِرائه / فيكسب فينا الإثمَ من موضع الأجرِ
ويحسب من جهلٍ وعُجبٍ بأنه / كعاصمٍ المقري أو كأبي عمرو
عميت أبا الحسن ثم عميتَ عن / عماك كما قد قيل في سالف الدهرِ
جهلتَ ولم تعلم بأنك جاهلٌ / فمَن لي بأن تدري بأنك لا تدري
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ / وللحُرِّ أن يشكو هواه إلى الحرِّ
ومَن لم يُجانب شهوةً لمروءةٍ / كذلك لا يحظى بحمدٍ ولا أجرِ
بديع حُسنٍ غريب وصفٍ
بديع حُسنٍ غريب وصفٍ / بلا مثالٍ ولا نظيرِ
فمن منيرٍ على مُطيبٍ / ومن هضيمٍ على وَثيرِ
يضحك عن لؤلؤٍ نظيمٍ / ينطق عن لؤلؤٍ نَثيرِ
مُدير كأسٍ حكت وحاكى / شهابَ نارٍ وشخصَ نُورِ
فأسكَرَ القومَ دَورُ كأسٍ / وكان سكري من المُديرِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقِدِ الأزرارِ
وإذا تَنَزَّه ناظري في روضةٍ / حَنَّ الفؤادُ إلى جَنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهَداً عن غامض الأسرارِ
قد يُستَدَل بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدُّخان فثَمَّ موقد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاءُ كلِّ مُهَتَّك الأستارِ
فتجنّبِ الأشرارَ تُكفى شرَّهم / واختر لنفسك صحبةَ الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّارِ يُدعى فاجراً / ومُبَرَّراً مَن لاذَ بالأبرارِ
لازال مَدعوراً أبوه وأُمُّه / مَن لا يزال مُحالفَ الدُّعّارِ
ولأهله شَرَطٌ أذاه وعيبُه / مَن أعجَبَته مذاهبُ الشُّطّارِ
بَهرَجتَ نفسَك والعيون بهارجٌ / عكفت عليك وأنت كالدِّينارِ
ما بال ذكرِكَ للمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمّن يُعَرِّض عرضَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حُرّاً فدونك صحبة الأحرار
عجبتُ من صبري ومن هَجرِهِ
عجبتُ من صبري ومن هَجرِهِ / ومن تجنّيه ومن كِبرِهِ
كيف احتيالي والهوى مالكٌ / والقلب مُنقادٌ إلى أمرِهِ
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري / ما كان يُخشى عليك من نظري
هل كان في نظرةٍ أعيش بها / يا سُؤلَ قلبي عليك من ضَرَرِ
قرَّة عيني متى تعلله / منك فقلبي في أعظم الحَذَرِ
لا كان مَن يصنع السُّتور فكم / يُحجَب تحت الستور من قَمَرِ
يا طِيبَ أيّامِنا التي سلفت / ما كان أحلى محبّة الصِّغَرِ
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ / وبنور خدِّك واحمِرارِهْ
وضياء عارِضِكَ الذي / فيه ظلامٌ من عِذارِهْ
وعُقَار ثغرِك إنَّ بي / طَلَباً يطول إلى عُقَارِهْ
وبحسن قَدٍّ راعني / فاق القضيب لدى اخضِرارِهْ
لا تُبلِ قلبي بالفرا / قِ ولا تُعَذِّبه بنارِهْ
لولاك لم يحسنِ السرورُ
لولاك لم يحسنِ السرورُ / ولم يكن للبلاد نُورُ
هذا محبٌّ إليك يشكو / وبالرضا منك يستجيرُ
إن آبَ في حبِّكم أسيراً / فهو على غيركم أميرُ
اذا ملكتُم فلا تتيهوا / وإن حكمتم فلا تجوروا
تعطّفوا وارحموا محبّاً / قليلُكم عنده كثيرُ
يا مَن يجلُّ عن المقدار والخَطَرِ
يا مَن يجلُّ عن المقدار والخَطَرِ / ومَن يدقُّ عن الأوهام والفِكَرِ
ومَن له صورة في حسن صنعتها / دقائقٌ لطفت عن سائر الصُّوَرِ
فيها ملاحات أنواعٍ مؤلفةٍ / بحسنها بانَ عن كيفيّة البَشَرِ
على شمائل في تركيبها بِدَعٌ / صِيغت من النور والآيات للعِبَرِ
إن قلت غصنٌ على عليائه قمرٌ / فإنما رُمت مدحَ الغصن والقمرِ
سقانيَ الحبَّ كأساً كنتُ أحذرها / والمرء يُؤتى إذا يُؤتى من الحَذَرِ
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا / يلين له لحظُ العيونِ الغوامِزِ
فمن لم تفز عيناه منه بنظرةٍ / فليس بخيرٍ في الحياة بفائزِ
إذا ما انتضى سيفَ الملاحة طرفُهُ / ونادى قلوبَ الناس هل من مُبارِزِ
عجزتُ وألقى السلمَ قلبي لطرفِهِ / على أنه عن غيره غير عاجِزِ
مليح في الملاحة ما يُوازي
مليح في الملاحة ما يُوازي / تملك مهجتي ودمي وحازا
بذلتُ له المودَّةَ من فؤادي / فجازاني بأحسن ما يُجازي
عروسُ ملاحةٍ جُلِيت علينا / وقد نُفِل الجمالُ لها جهازا
غلائل خدِّها صُبِغَت بوَردٍ / وقد جُعِل النهارُ لها طِرازا
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي / ولو قلتما لي كان أطيبَ للنفسِ
وما جازَ ما جاوزتماه ولم يكن / ليذهب تلبيسٌ على معدن اللُّبسِ
توحشتما مني لأنسي إليكما / فلم تُنصفاني في التوحُّش من أنسي
ولولا انبساطي لم تكونا انقبضتما / فكافأتُماني في المودة بالعكس
ومن يبخس الإخوانَ بعض حقوقهم / فذاك حقيق أن يكافوه بالبخس
ولولا حيائي منكما كنتُ واصفاً / فعالكما وصفاً يُخلَّد في الطرس
ولكن إذا جيشٌ من الكيد راعني / جثوت له من محكم الصبر في تُرسِ
فقل لحبيبٍ لا أُحب جفاءه / عين الشمس يا مُشبه الشمس
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ / ومقاسٍ في الحبِّ ما لا تقاسي
فإذا أنت لم تُوَاسِ محبّاً / مخلصاً في الهوى فمن ذا يواسي
أيها اللابس الجمال أتستح / سنُ أن تجعل السقامَ لباسي
أنت في رقَّة الشمائل والنع / مة بِدعٌ فما لقلبك قاسي
فبحسن الدلال أسَّرت قلبي / وبسوء الفعال شيبت راسي
لم أزل أحرز اللسان على الكت / مان حتّى تكلَّمت أنفاسي
هام قلبي بمعدن الحسن حتى / صار فيه معادنُ الوسواس
أنا كاسٍ من الصبابة والوج / دِ لظبي من الملاحة كاسِ
بين أجفانه إذا مرض اللح / ظُ سيوفٌ لا تتقَى بتراس
مطمعٌ مخلفٌ قريب بعيدٌ / مازجٌ في الهوى رجاءً بياسِ
فجزى اللَه أهله كل خيرٍ / إنهم أحسنوا اشتقاقَ القياسِ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ / بقضيب آسٍ ليس ذا بقياسِ
جسمٌ شمائله تضاهي لؤلؤاً / رطباً يقاس إلى قضيب الآسِ
بدرٌ يكاد يذوب من تمريعه / لولا تماسكه وقلبٌ قاسِ
ذكراك أسلمني إلى الوسواسِ / يا سيدي وهواك شيّبَ راسي
وحديثك الحَسَنُ المُقَطّع إنه / أهدى إليَّ تقطُّعَ الأنفاسِ
ماذا يضرُّك لو رثيتَ لعاشقٍ / متحيِّرٍ بين الرَّجا والياس
مولاي عبدك صار مذ فارقته / ممّا به أحدوثةً للناسِ
لو مات كان الموتُ أيسرَ عنده / مما يكابد في الهوى ويقاسي
ما إن يقضِّي ليلَه ونهاره / إلا بذكرك يا أبا العباسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ / بعدما غرَّني بكم وسواسي
خدعتني أبوَّةٌ لك سارت / وظننتُ الفروعَ كالآساس
فرجونا بك القياسَ ولكن / فسد النسجُ من فساد القياسِ
ما توهمتُ أنَّ معدنَ تبرٍ / كائنٌ منه بُرَّة من نحاس
إن نسبنا إلى الكرام سجايا / ك رَقَعنا الحريرَ بالكِرباس
قد غرسنا لك المَلامة في الأن / فُس إذ حُلتَ عن كريم الغِراسِ
إن تناسيتَ أو نسيتَ فلا عُذ / ر فإنَّ المُهتمَّ ليس بناسِ
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ / بنيتَ البناءَ بآساسِه
ولو لم تُرِد وصلَه لم تَذِلَّ / لأخدانِهِ أو لحُلاسِهِ
وممّا تمثّله الفارسيُّ / وأودَعَه بطنَ قرطاسِهِ
اذا كنتَ تطلب عفوَ الأميرِ / فخُذ في مداراة جُلّاسِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025