القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
سَقى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا
سَقى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا / وَلا بَرِحا مُسْتَنَّ راعٍ وَرائِدِ
وَلي أَدْمُعٌ إِنْ أَمْسَكَ المُزْنُ دَرَّهُ / كَفَلْنَ بِصوْبِ البارِقاتِ الرَّواعِدِ
فَقد أَوْطَنَتْها مِنْ أُمَيَّةَ عُصْبَةٌ / غُذُوا بِالمَعالي في حُجورِ المَحامِدِ
أَبُوهُمْ مُعاويُّ النِّجارِ وَأُمُّهُمْ / مُقابَلَةُ الأَعْراقِ في آلِ غامِدِ
وَكَمْ وَلَدا مِنْ صَائِبِ الرَّأْيِ حَازِمٍ / وَمِنْ أَرْيَحِيٍّ وافِرِ العِرْضِ ماجِدِ
وَكانُوا بِها وَالْعِزُّ في غُلَوائِهِ / مَطاعِينَ في الهَيْجا طِوالَ السَّواعِدِ
وَجُودُهُمُ يَكْسو الرِّقابَ قَلائِداً / وَبَأْسُهُمُ يَفْري مَناطَ القَلائِدِ
وَقَدْ قَايَضَتْهُمْ إِذْ أُتِيحَ بَوارُها / بِشِرْذِمَةٍ يَنْميهمُ شَرُّ والِدِ
هُمُ أَفْسَدوا إِذْ صَاهَرُونا أُصُولَنا / وَكَمْ صَالِحٍ شَانَتْهُ صُحْبَةُ فَاسِدِ
أَراذِلُ مِنْ أَوْباشِ مَنْ تَجْمَعُ القُرى / يَرومُونَ شَأْوي وَهْوَ عِنْدَ الفَراقِدِ
وَلَوْ شَاءَ قَوْمِي لَمْ يَبُلَّ عَدُوُّهُمْ / غَليلَ الصَّدى إِلَّا بِسُؤرِ المَوارِدِ
وَحاطُوا حِماهُمْ بِي وَما اسْتَشْرَفَتْ لَهُمْ / غَوائِلُهُ تَسْري خِلالَ المَكائِدِ
وَلكِنَّني أَعْرَضْتُ عَنْهُمْ فَكُلُّهُمْ / يَلُفُّ عَلى الشَحْناءِ أَضْلاعَ حاسِدِ
وَأَنْفَعُ مِنْ وَصْلِ الأَقَارِبِ لِلْفَتى / إِذَا زَهِدوا فِيهِ جِوارُ الأَباعِدِ
إِلى الأَمْنِ يُفْضِي بِالفَتى مَا يُحاذِرُ
إِلى الأَمْنِ يُفْضِي بِالفَتى مَا يُحاذِرُ / فَلِلْكَلْمِ مِنْ يَأْسُو وَلِلْكَسْرِ جابِرُ
وَكَمْ أَنْفُسٍ لَمْ تَنْتَفِعْ بِموارِدٍ / وَرَوَّى صَداها بَعْدَ يَأْسٍ مَصادِرُ
فَلا تَعْذُلِينا يَا بْنَةَ القَوْمِ إِنَّنا / بِمَنْزلَةٍ تُمتاحُ مِنْها المَفاقِرُ
وَلَولا انْتِكاسُ الدَّهْرِ زِينَتْ أَسِرَّةٌ / بِنا حَيْثُ أَلْقَيْنا العَصا وَمَنابِرُ
وَنَحْنُ سَراةُ النّاسِ في كُلِّ مَوْطِنٍ / فَلا تُلْزمينا ما جَنَتْهُ المَقادِرُ
وَلَلْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ غِنىً في مَذَلَّةٍ / إِذا أَخَذَتْ مِنّا الجُدودُ العَواثِرُ
وَعاداتُنا أَلّا نَرُومَ سِوى العُلا / وَأُمُّ المعالي في زَمانِكِ عاقِرُ
صَدَّتْ أُمَيْمَةُ حينَ لاحَ بِمَفْرِقي
صَدَّتْ أُمَيْمَةُ حينَ لاحَ بِمَفْرِقي / شَيْبٌ يُبَرِّحُ بِالمُحِبِّ الوامِقِ
لا تُعْرِضِي عَنِّي فَأَنْتِ جَنَيْتِهِ / وَهَواكِ قَنَّعَ بِالمَشيبِ مَفارِقي
ولقد خَلَعْتُ عَلَيْكِ ما اسْتَحْسَنْتُهُ / وَهُوَ الشَّبابُ وَذاكَ جُهْدُ العاشِقِ
وَتَرَكْتِني أَرْعَى النُّجومَ بِناظِرٍ / يَشْكو الغَرامَ إِلى فُؤادٍ خَافِقِ
فَسَمَحْتُ حَتّى بِالْحُشاشَةِ في الهوى / وَبَخِلْتِ حَتّى بِالخَيالِ الطارِقِ
أَنا المُعاويُّ أَعْمامِي خَلائِفُ مِنْ
أَنا المُعاويُّ أَعْمامِي خَلائِفُ مِنْ / أَبْناءِ عَدْنانَ وَالأَخْوالُ مِنْ سَبإِ
فَما لجدِّي وَلا لِي في العُلا شَبَهٌ / وَأَيْنَ شِبْهُ أَبي سُفيانَ في مَلإِ
سَادَ الأَنامَ فَلَمْ يُعْدَلْ بِهِ أَحَدٌ / وَكُلُّ صَيْدٍ كَما قد قيلَ في الفَرَإِ
لَكِنّني في زَمانٍ أَهْلُهُ هَمَجٌ / وَكُلُّهُمْ حِينَ تُطْريهِ أَبو لَجإِ
يا دَهْرُ حَتّامَ تَجْفو مَنْ تُزانُ بِهِ / أَمَا لَدَيْكَ بِما يَلْقاهُ مِنْ نَبَإِ
تُدْني اللِّئامَ وَتُقْصِي كُلَّ ذِي حَسَبٍ / وَهَلْ يُقاسُ نَميرُ المَاءِ بِالْحَمإِ
فَالعَبْدُ رَيّانُ مِنْ نُعْمى يَجودُ بِها / وَالحُرُّ مُلْتَهِبُ الأَحْشاءِ مِنْ ظَمإِ
وَالفَقْرُ تُطْفَأُ أَنْوارُ الكِرامِ بِهِ / كَما يَقِلُّ وَميضُ السَّيْفِ بِالصَّدَإِ
أَقولُ لِسُعْدى وَهْي تُذْري دُموعَها
أَقولُ لِسُعْدى وَهْي تُذْري دُموعَها / وَقَدْ شَافَهَ الغَرْبَ النُّجومُ الشَّوابِكُ
ذَرِيني أُراعِ النَّجْمَ في مُدْلَهِمَّةٍ / تَخوضُ دَياجيها المَطِيُّ الأَوارِكُ
فَمِثْلي إِذا ما هَمَّ لَمْ يَثْنِ عَزْمَهُ / بُكاءُ الغَوانِي وَالدُّموعُ السَّوافِكُ
أَلَمْ تَعْلَمي أَنّي إِذا أَخَذَ الكَرى / مَآخِذَهُ في العَيْنِ لِلنَّوْمِ تارِكُ
وَمَوْطِيءُ عِيسي صَفْحَةُ اللَّيْلِ وَالسُّرى / كَرِيهٌ إِذا ضاقَتْ عَلَيْها المَبارِكُ
فَإِنّي ابْنُ بَيْتٍ خَيَّمَتْ عِنْدَهُ العُلا / وَناشَتْ ذُيولَ الرُّسْلِ فِيهِ المَلائِكُ
لَهُ الرَّبَواتُ الشم مِنْ فَرْعِ خِنْدِفٍ / وَمِنْ يَعْرُبٍ فيهِ سِنامٌ وَحارِكُ
إِذا الأُمَوِيُّ انْحَطَّ عَنْ خُيَلائِهِ / شَكاهُ إِلى العَلْياءِ فِهْرٌ وَمالِكُ
رَأَتْنِي فَتاةُ الحَيِّ أَغْبَرَ شاحِباً
رَأَتْنِي فَتاةُ الحَيِّ أَغْبَرَ شاحِباً / فَأَذْرَتْ دُموعاً كَالجُمانِ تُريقُها
وَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مُسْتَهامٌ بِرُتْبَةٍ / مِنَ المَجْدِ لَمْ يَنْهَجِ لِغَيْري طَريقُها
أَرومُ العُلا وَالعُدْمُ عَنْهُنَّ حاجِزٌ / فَتِلْكَ لَعَمْري خُطَّةٌ لا أُطيقُها
قَضَتْ وَطَراً مِنِّي اللَّيالي فَلم أَبُحْ
قَضَتْ وَطَراً مِنِّي اللَّيالي فَلم أَبُحْ / بِشَكْوَى وَلَمْ يَدْنَسْ عَلَيَّ قَميصُ
أُغالي بِعِرْضي وَالنَّوائِبُ تَعْتَري / وَغَيْري يَبيعُ العِرْضَ وَهْوَ رَخيصُ
وَقَدْ عَلِمَتْ عُلْيا كِنانَةَ أَنَّني / عَلى ما يزينُ الأَكْرَمِينَ حَريصُ
أَصونُ عَلى الأَطْماعِ وَجْهاً لِبِشْرِهِ / إِذا عَبَسَ الدَّهْرُ الخَؤونُ وَبيصُ
فَظَهْرِي بِأَعْباءِ الخَصاصَةِ مُثْقَلٌ / وَبَطْنِيَ مِنْ زادِ اللِّئامِ خَميصُ
تَرَكْتُ العُلا وَالعِيسُ يَنْفُخْنَ في البُرَى
تَرَكْتُ العُلا وَالعِيسُ يَنْفُخْنَ في البُرَى / لِمُتَّشِحٍ بِالذُّلِّ إِذْ قَلَّ مالُهُ
وَقَدْ كُنْتُ أُزْجِي الأَرْحَبِيَّ على الوَجَى / فَأَنْزِلُ عَنْهُ وَالكَلالُ عِقالُهُ
فَأَلْقَيْتُ إِذْ لَمْ يَبْقَ في الأَرْضِ مَسْرَحٌ / رِحالي فَقُلْ في الطَّرْفِ ضاقَ مَجالُهُ
وَإِنِّي لَأَرْضَى مِنْ زَماني بِبُلْغَةٍ / وَعِرْضِي مَصُونٌ لَمْ يَشِنْهُ ابْتِذالُهُ
بِشُرْبٍ كَوَلْغِ الذِّئْبِ راعَتْهُ نَبْأَةٌ / وَأَكْلٍ كَنَوْشِ الصَّقْرِ مِمّا يَنالُهُ
أَقولُ وَالفَخْرُ ما اهْتَزَّ النَّدِيُّ لَهُ
أَقولُ وَالفَخْرُ ما اهْتَزَّ النَّدِيُّ لَهُ / وَلَمْ يُنَشِّرْهُ مَطْوِيٌّ عَلى فَنَدِ
نَحْنُ الأُلى مَلَكَ الدُّنْيا أوَائِلُنا / فَمَجْدُهُمْ يَسِمُ الأَعْناقَ بِالصَّيَدِ
وَما سَعى والِدٌ مِنّا لِمَكْرُمَةٍ / لَمْ تَحْتَضِنْ مِثْلَها المَسْعَاةُ مِنْ وَلَدِ
فَظَلَّ تَالِدَةً فينا وَطارِفَةً / عُلاً تَرِفُّ حَواشيها عَلى الحَسَدِ
إِذا انْتَسَبْنا أَحَبَّ النّاسُ أَنَّهُمُ / مِنّا وَلَمْ نَرْضَ أَنْ نُعْزَى إِلى أَحَدِ
وَمُدَجَّجٍ نازَلْتُهُ في مَأْزِقٍ
وَمُدَجَّجٍ نازَلْتُهُ في مَأْزِقٍ / يَضْفو عَلَيْهِ مِنَ العَجاجِ رِداءُ
فَشَفَيْتُ مِنْهُ النَّفْسَ حينَ اعْتَادَهُ / سَفَهاً عَلَيَّ مِنَ المَخيلَةِ داءُ
بِصَفيحَةٍ بَيْضاءَ لَمّا شِمْتُها / دَلَفَتْ إِليْهِ مَنِيَّةٌ سَوْدَاءُ
وَفِتْيَةٍ مِنْ بَني سَعْدٍ طَرَقْتُهُمُ
وَفِتْيَةٍ مِنْ بَني سَعْدٍ طَرَقْتُهُمُ / فَبِتُّ أَلْبِسُ بِالْأَبْطالِ أَبْطالا
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَجُرْدُ الخَيْلِ دامِيَةٌ / صُدورهُنَّ وَلَمْ يُكْلَمْنَ أَكْفالا
وَكُنْتُ أُعْلِمُهُمْ أَنِّي مُجالِدُهُمْ / بِصارِمِي فَوَفى حُرٌّ بِما قالا
يا رِيمُ ما لِيَ إِلّا بالهَوى شُغُلُ
يا رِيمُ ما لِيَ إِلّا بالهَوى شُغُلُ / فَمُنْيةُ النَّفْسِ حَيْثُ الأَعْيُنُ النُّجُلُ
لَولاكَ ما غَرِقَتْ في الدَّمْعِ إِذْ أَرِقَتْ / مَدامِعٌ لَمْ يُغازِلْها الكَرى هُطُلُ
وَبِالفُؤادِ أَناةٌ حينَ أَجْذِبُهُ / إِلى السُّلوِّ وَلكنْ أَدْمُعي عُجُلُ
فَمَنْ لِصَبٍّ بَكى شَوْقاً إِلى بَلَدٍ / أَقَمْتُ فيهِ وَسُدَّتْ دُونَهُ السُّبُلُ
إِذا الصَّبا نَسَمَتْ فَاقْرَأْ تَحِيَّتَهُ / فَما لَهُ غَيْرُ أَنْفاسِ الصَّبا رُسُلُ
لَحَى اللهُ مَنْ يَرْنُو إِلى أَمَدِ العُلا
لَحَى اللهُ مَنْ يَرْنُو إِلى أَمَدِ العُلا / بِعَيْنٍ مَتى تَلْحَظْ شَبا السَّيْفِ تَشْخَصِ
وَغَيْري إِذا رِيعَ اسْتَكانَ وَإِنْ يُشِدْ / بِذِكْرِ مَساعي قَوْمِهِ يَتَخَرَّصِ
وَلِي بِرِباعٍ تُنْبِتُ الذُّلَّ رُبْصَةٌ / وَلَولا انْتِكاسُ الدَّهْرِ لَمْ أَتَرَبَّصِ
سَأُلْحِفُ أَهْلَ الأَرْضِ ظِلَّ عَجاجَةٍ / إِذا لَبِسَتْهُ الخَيْلُ لَمْ يَتَقَلَّصِ
وَفِي أُمِّ رَأْسِي نَخْوَةٌ أُمَويَّةٌ / ضَمِنْتُ لَها أَنْ يَلْثِمَ النَّجْمُ أَخْمَصي
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ / فَيهِمْ وَكَمْ مَحْتِدٍ لَهُمْ سَنِمِ
وَباسِمٍ وَالجِيادُ عابِسَةٌ / وَالبِيضُ مُحْمَرَّةُ الظُّبا بِدَمِ
لَمْ يَتَوَسَّدْ ذِراعَ هِمَّتِهِ / إِلّا رَأى النَّجْمَ مَوْطِئَ القَدَمِ
وَإِنْ أَضاءَتْ فِي اللَّيْلِ غُرَّتُهُ / أَرَتْكَ صُبْحاً في حِنْدِسِ الظُّلَمِ
مِنْ أَيِّ أَقْطارِهِ أَتَيْتَ ثَنى / إِلَيْكَ أَعْطافَهُ مِنَ الكَرَمِ
طَرَقْتُ أَبا عَمْروٍ فَراعَ مَطِيَّتِي
طَرَقْتُ أَبا عَمْروٍ فَراعَ مَطِيَّتِي / بِوادِيهِ كَلْبٌ يُنْكِرُ الضَّيْفَ نابِحُ
وَأَعْرَضَ عَنْها وَهْيَ دامٍ أَظَلُّها / عَلى لَغَبٍ دَمّىَ وَرِيدَيْهِ ذابِحُ
وَوَغْدٍ حَديثٍ بِالخَصاصَةِ عَهْدُهُ
وَوَغْدٍ حَديثٍ بِالخَصاصَةِ عَهْدُهُ / أَلَظَّ بِهِ الإِثْراءُ حَتَّى تَبَذَّخا
وَعاشَ أَبُوهُ دَهْرَهُ لِلْخَنى أَباً / وَمُلِّيَ جَدّي عُمْرَهُ لِلْعُلا أَخا
وَما كانَ عِرْنينُ امْرِئٍ هُوَ مِثْلُهُ / لِتَنْفُخَ فيهِ الكِبْرِياءُ وَيَشْمَخا
وَأَيُّ لَئيمٍ لا يُصَعِّرُ خَدَّهُ / إِذا افْتَرَّ عَمَّا زَحْزَحَ الشِّدَّةُ الرَّخا
فَطَأْطأَ بِيضُ الهِنْدِ مِنْ نَخَواتِهِ / وَبي يُخْطَم الأَنْفُ الأَشَمُّ إِذا انْتَخى
بِأَبي ريمٌ تَبَلَّجَ لي
بِأَبي ريمٌ تَبَلَّجَ لي / عَنْ رِضىً في طَيِّهِ غَضَبُ
وَأَراني صُبْحَ وَجْنَتِهِ / بِظَلامِ الصُّدْغِ يَنْتَقِبُ
وَسَعى بِالْكَأْسِ مُتْرَعَةً / كَضِرامِ النَّارِ تَلْتَهِبُ
فَهْيَ شَمْسٌ بِيَدَيْ قَمَرٍ / وَكِلا عِقْدَيْهِما الشُّهُبُ
وَلَها مِنْ ذاتِها طَرَبٌ / فَلِهذا يَرْقُصُ الحَبَبُ
لَعَمْرُ أَبي وَهْوَ ابْنُ مَنْ تَعْرِفونَهُ
لَعَمْرُ أَبي وَهْوَ ابْنُ مَنْ تَعْرِفونَهُ / لقَدْ ذَلَّ عِرْضٌ لَمْ يَصُنْهُ إِباءُ
أَيَقْتَادُني نَحْوَ الدَّنِيَّةِ مَطْمَعٌ / عَلَيَّ إِذاً إِنْ لَمْ أَذَرْهُ عَفَاءُ
لَوَتْ طَرَفَيْ حَبْلي عَنِ الذُّلِّ هِمَّةٌ / لَها بِمَناطِ الشِّعْرَيَيْنِ ثَواءُ
وَحَيٌّ إِذا الأَنْسابُ أَظْلَمَ لَيْلُها / تَبَلَّجَ عَنهمْ صُبْحُها فَأَضاؤوا
نَمانِيَ مِنْهُمْ كُلُّ أَبْيَضَ ماجِدٍ / على صَفْحَتَيْهِ بَهْجَةٌ وَحَياءُ
أَغَرُّ كَماءِ المُزْنِ أُخْلِصَ نَجْرُهُ / وَلَمْ يتَوَّركْ والِدَيْهِ إِماءُ
يَخوضُ إِذَا ما الحَرْبُ بَزَّتْ قِناعَها / حِياضَ الرَّدى وَالمَشْرَفِيُّ رِداءُ
وَيَعْتادُهُ عِنْدَ الندى أَرْيَحِيَّةٌ / كَما هَزَّ أَعْطافَ الخَليعِ طِلاءُ
وَيَرْوَى إِذا ما أَمْكَنَ الوِرْدُ جارُنا / وَأذْوادُنا صُعْرُ الخُدودِ ظِماءُ
وَيَحْلُبُ فينا العَيْشَ وُسْعَ إِنائِهِ / وَيُرْضِعُهُ دَرَّ النَّعيمِ ثَراءُ
وَيَرْعَى حِمانَا مُطْمَئِناً جَنانُهُ / لَهُ مِنْ ظُبا أَسْيافِنا خُفَراءُ
وَنَحْنُ إِلى الدّاعِي سِراعٌ وفي الخَنى / يَهُزُّ مَقاريفَ الرِّجالِ بِطاءُ
فَما سَكَّنَتْنا لِلْهوانِ خَصاصَةٌ / وَلا حَرَّكَتْنا في الغِنى خُيَلاءُ
أَبا خَالِدٍ كَمْ تَدَّعِي لِي مَودَّةً
أَبا خَالِدٍ كَمْ تَدَّعِي لِي مَودَّةً / أَرى النَّظَراتِ الشُّوسَ تُبْدي نَقيضَها
إِذَا اضْطَرَمَتْ في القَلْبِ نارُ عَداوَةٍ / لَمحْتُ بِعَيْنَيْ مُصْطَلِيها وَمِيضَها
وَمُعَرَّسٍ لِلَّهْوِ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ
وَمُعَرَّسٍ لِلَّهْوِ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ / فِيهِ السَّحابُ وَطَيْرُهُ يَتَرنَّمُ
زُرْنا الرِّياضَ بهِ وَقَدْ بَسطَ الخُطا / فِيها الصَّبا وَشَقيقُها يَتَبَسَّمُ
فَكَأنّما نُشِرَتْ بِهِنَّ غَلائِلٌ / خُضْرٌ أُريقَ على حَواشِيها الدَّمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025