المجموع : 316
أبن لي عن نهارك كيف ظلا
أبن لي عن نهارك كيف ظلا / أوبلاً كان أم صادفت طلا
وخمراً صافياً فيهون عتبي / على الهجران أم صادفت خلا
أنهي إليك من خفي حالي
أنهي إليك من خفي حالي / ومن أمور قد أكلن بالي
أغصني الزمان بالزلال / أصبحت والشكوى لذي الجلال
ثم إلى العصمة والثمال / أبي علي كاشف الأهوال
أبا بنات وقليل المال / لا أرقد الليل من السعال
مفكراً في كثرة العيال / وغفلة الأيام عن أمثالي
قدك مثل الغصن في اعتداله
قدك مثل الغصن في اعتداله / لولا نسيم هب من عذاله
وكيف لا يميل غصن ناعم / بين شمول العذل أو شماله
ترنحت منك القناة بالذي / جرى على سمعك من جرياله
في كل جسم من هواك علة / صحتها طرفك باعتلاله
وبين أزرارك جيد جؤذر / تغز لي وقف على غزاله
يتسع المجال في وشاحه / لا يزول الضيق من خلخاله
قد كتب الحسن على دلاله / هذا الذي يدعو إلى إدلاله
وعلمتني نزقات صده / أن أطلب الأمان من ملاله
تسلط الوجد على جوانحي / مذ سلط الهجر على وصاله
قال الغرام داره وواله / فقد يرق للفؤاد الواله
وبين جنبي ضمير لا يرى التخفي / ف بالإبلال عن بلباله
كأنما إساءتي تسره / والطبع لا يطمع في انتقاله
هانت جنايات الزمان بعدما / تمرن الجنب على حباله
وآثرت في مارني أرسانه / واعتاد ظهري العري من جلاله
كأنني من رقة أو دقة / أول ما يسقط من غرباله
أحوجني إلى المديح باخل / سلاسل البخل على سلساله
أوقات فكري كلها مشغولة / بمدحه ولست من أشغاله
لما غدت خسارتي لربحه / أفسدت حالي بصلاح حاله
وفاز من عمري بما أنفقته / في وصفه ولم أفز بماله
ظن نبال الذم تخطي عرضه / ليست كما فوق من نباله
وما درى بأنها إما قذى / أو ميسم يبقى على قذاله
ومن جنايات اللئام بعض ما / لا يقدر الشعر على احتماله
أصبحت استجدي جهاماً ليس في / عارضه وبل سوى وباله
وأهتدي بحائر ولم يكن / نور الهدى يقدح من ضلاله
حط على المبارك بن كامل / تمام ما ينقص من كماله
أعلى على الميمون من مناره / أضعاف ما أعلاه من مناله
مولى وإن قلت خليل لم تخف / من عهده بوائق اختلاله
لا تنحت الأيام طول عمره / ما يشبه الخلال من خلاله
قد جانس الإحسان بالحسن فهل / جميله يشتق من جماله
المرشدي المنقذي المتنمي / في المجد بين آله وآله
من معشر ما منهم إلا امرؤ / تنصل الدهر إلى نصاله
مجد بنيت فرعه لأصله / متبعاً تحذو على مثاله
يتبع فيه كامل مقلداً / أبا علي وهو من أقياله
أسنده نصر إلى مقلد / عن منقذ وهو أبو أشباله
مطردون كاطراد جدول / زال القذى عن مرتمى زلاله
وكاطراد من كعوب ذابل / يجلو دجى الليل سنا ذباله
بيت إذا حدثت عن بنيهم / لم يرد الإسناد عن إرساله
قد شد مجد الدين أزر عقده / فالدهر لا يطمع في انحلاله
وأصبحت صفحة مجد قومه / لا صدئت تلمع من صقاله
أبلج لا يخجل راجي فضله / ولا يرى الوصمة في سؤاله
ما في الغمام من ندى ومن ردى / فمن سجاياه ومن سجاله
داني قليب المستقى قصيرة / أرشية الحاجات من نواله
فضيلتي ترعف من مقالتي / وفضله يعرف من فعاله
صنت به شعراً له بذلته / وصون بيت الله في ابتذاله
خصائص ذكرت منها بعض ما / تعشقه الأشعار من خصاله
ولو صغى فكري إلى مثوبة / ومال ما نفقت من آماله
ما كنت والسحر الحرام صنعتي / أحرزتها الحرام عن حلاله
فكيف والأيام تدري أنني / هذا مقام لست من رجاله
قد ستر الماضي من العمر وما / ينست من ستر على استقباله
كم فرج من حرج جرى به / برد الهوى من جمرتي أهواله
والبدر بعد تمه فلم يزل / محاقه يخبر عن هلاله
خذ حديثي فإنه معسول
خذ حديثي فإنه معسول / ورجال حديثهم مغسول
بت حيث التفت شاهدت روضاً / وغديراً وقابلتني قبول
غير أن القدود لم أك أدري / قبل هذا من أي شيء تميل
وغصون الحدائق الخضر جار / بينهن العناق والتقبيل
فجرى من رويحة الفجر فيها / نفس خافت النسيم عليل
فأثارت بعد السكون حراكاً / هزها منه شمأل وشمول
فإذا القد مال بعد اعتدال / فتيقن أن النسيم عذول
حبذا جور غادة تتثنى / باعتدال وفي هواها عدول
لم يزل سحرها إلى الوصل باباً / منه نحو الرضى يكون الوصول
أنا في أسرها وأسري عليها / فكلانا هو العزيز الذليل
كلما قلت أستطيل عليها / حكم الحب أنها تستطيل
غزلي من قرينة الحال لا من / غزل صدق أهله مستحيل
ولا سلو ولا علو ولكن / لي طلوع مع الهوى ونزول
وإذا جر مقودي لم أجاذب / فيه والعاشق الحرون ثقيل
ومتى قلت تقطع الهجر قالت / لا يجوز الخروج عما تقول
ولها شافعان خلق وخلق / كل ما شئت منهما فجميل
غير أن الدلال شأن الغواني / والمبرا من العيوب قليل
وبنو منقذ إذا الشعر لم يو / سم بأسمائهم عراه الخمول
وإذا أثنت القوافي عليهم / شرفوها فحظهن جزيل
سبقت مولد الزمان علاهم / فهو جار ما بينهم ونزيل
فإذا كنت للمبارك خلاً / فلك الدهر خادم وخليل
الكريم الذي إذا فاض جوداً / فله البحر والغمام رسيل
ملك يحتمي بحدي ظباه / وسطاه رعية ورعيل
الكبير الأخص لم ينعتوه / باختصاص وقدره مجهول
إنما النعت في معاليه فضل / وهو في نعت آخرين فضول
لم يفارق أهل الصعيدين إلا / ولمن فيهما عليه عويل
أفسدتهم عوائد لك فيهم / ضل عنها الحادي وحار الدليل
ولو أن النجوم رامت مساعيك / لسدت في وجههن السبيل
أنت بالسيف واليراعة أدرى / ولك البيض واليراع قبيل
لست ممن يزداد إن قلدوه / عملاً قدرك الجليل جليل
ولا ولا أنت من رجال إذا ما / عزلوهم بمجدهم مهزول
وإذا كنت والياً بالسجايا / والعطايا فغيرك المعزول
لك في كل ناظر وضمير / إمرة أمر حكمها لا يزول
ومكان مخيم حيث وجه الب / در تاج والمشتري إكليل
وأواخي رياسة يتوخى العزم / فيها والصارم المسلول
وإذا المنقذ حاول نصراً / للقوافي فغيرها المخذول
يستمد المديح من حسنات / مجدها واسع الرداء صقيل
نسب صار في البسيطة عنه / حسب فخره عري طويل
هذه خدمة القدوم دعاها / سائق مزعج وحاد عجول
فتقبل لطائفاً ليس عنها / من ثواب يجوز إلا القبول
كلمات تأتي الحزون وتمشي / حيث لانت أباطح وسهول
وإذا ما أردت نحت صخور / فلساني بنحتهن كفيل
أخلفت ميعادك يا أفعل
أخلفت ميعادك يا أفعل / وغير هذا بالوفا أجمل
لا تعتقدها هفوة سهلة / ما كل ذنب ثقله أحمل
أعداك حجاج بأخلاقه / حاشاك أن تعمل ما يعمل
أقسم لا يسمعها غيره / وعندها المذموم والمهمل
ويلاه إن غنت قفا نبك من / ذكرى حبيب داره حومل
جناية منه وجرح على / مودة الأحباب لا يدمل
هذا عتاب لزمت ميمه / مع لامه فاسمع لما أعمل
عطية إن صادفت روح محمد
عطية إن صادفت روح محمد / أخيك وصنويك العليين من قبل
فسلم عليهم لا شقيت وقل لهم / سقيت أباكم بعدكم جرعة الثكل
وأقسم لهم أني ورحمة فقدهم / أبرد أحزاني ومرجلها تغلي
وإن انجراح الثكل عند اندمالها / وليس لمقذوف مدى الدهر من دمل
وأني أرى أولاد غيري حسرة / فأبكي على نسلي وفقدان ما يسلي
وما في بني ذا الجيل من هو مثلكم / كما ليس في آبائهم أحد مثلي
سقى الله عهد الشمل منكم ولا سقى / نوائب أيام بكم صدعت شملي
فيا فرقتي منكم ويا حرقتي لكم / لقد أطلقا دمعي وقد أعقلا عقلي
عسى رحمة الرحمن تجمع بيننا / فأما على قرب وأما على مهل
أزور القرافة لا عن هوى
أزور القرافة لا عن هوى / وأمنحها الصد لا عن قلى
وفي القلب من قطعها والوصال / جهاد يحرك جهد البلا
رسوم مواثل في طيها / جسوم تحكم فيها البلى
فديت من لم ينقشع بره
فديت من لم ينقشع بره / عني في قول ولا فعل
بيتك لا يصدا له جوهر / يوماً فيحتاج إلى الصقل
قد جاءني الصحن الذي لم يكن / فيه نجوم الأفق من أكلي
قطائف يقطف من عرقها / مالك من عرف ومن فضل
هذا ارتجال لم يكن قبله / روية تعرف ما تملي
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا / والمالكون لقلبي كيفما فعلوا
فليعلموا أن ودي لا يغيره / تغير من سجاياهم ولا ملل
وليقبضوا اللوم عن قلبي ببسطتهم / فقد طويت بساطاً مده العذل
أجلهم أن يزور الغيث ساحتهم / وأن أقول لهم يا قاطعين صلوا
فكلما لاح ضوء البرق قلت له / أقصر فقلبي ببرق النيل مشتغل
فما ألام على شيء سوى كلفي / بحب من ليس في الدنيا له بدل
أحبة لهم في القلب منزلة / أضحت وفردوس أخلاقي لها نزل
يقوم بالعذر عني في محبتهم / عذر يقدسه التشبيب والغزل
رجونا قطع هجرك بالوصال
رجونا قطع هجرك بالوصال / فأخرجك الدلال إلى الملال
وهب نسيم عاذلك المعنى / فمال وغصن قدك في الميال
رحلت إلى الصبا فنزلت منه / بمجتمع المحاسن والجمال
فجودي قبل رحلته وعودي / فقاطنه سريع الانتقال
وهذا الورد يذبل في خدود / تناهى مثل شعشعة الذبال
وما ظل الشباب وإن تمادت / لياليه بمأمون الزوال
عذرتك في جفائك لي فإني / رأيت الغدر من خلق الليالي
طرقن بشيب رأسي منك طرقاً / كأن قذاء لحظك من قذالي
يقلقلني سواد في فؤادي / فبالي من سواد الهم بالي
ولو حمل الزمان ثقيل همي / على متنيه ضج من الكلال
وكم لي في بنيه من خليل / يراودني بعين الاحتيال
أهيب إلى الوفاء به فيأبى / ويعدل عن طريق الاعتدال
صبرت عليه محتملاً إلى أن / تعلم حسن صبري واحتمالي
وقلت له أرحها من مراح / يؤول به السمين إلى الهزال
وأمطيها وأنشطها فإنا / مللنا من عقال واعتقال
أبارك في مباركها بياتاً / تبيت عراصه ملقى الرحال
ومن عمر عمارة كل ظن / خراب ألحقته كل تال
ومن لم يغن ملجؤه فإني / إلى عمر بن لاجين مآلي
رميت يا دهر كف المجد بالشلل
رميت يا دهر كف المجد بالشلل / وجيده بعد حسن الحلي بالعطل
سعيت في منهج الرأي العثور فإن / قدرت من عثرات الدهر فاستقل
جدعت مارنك الأقنى فأنفك لا / ينفك ما بين أمر الشين والخجل
هدمت قاعدة المعروف عن عجل / سقيت مهلاً أما تمشي على مهل
لهفي ولهف بني الآمال قاطبة / على فجيعتها في أكرم الدول
قدمت مصر فأولتني خلائفها / من المكارم ما أربى على الأمل
قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن / كمالها أنها جاءت ولم أسل
وكنت من وزراء الدست حيث سما / رأس الحصان بهاديه على الكفل
ونلت من عظماء الجيش تكرمة / وخلة حرست من عارض الخلل
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة / لك الملامة إن قصرت في عذلي
بالله زر ساحة القصرين وابك معي / عليهما لا على صفين والجمل
وقل لأهليهما والله ما التحمت / فيكم جروحي ولا قرحي بمندمل
ماذا ترى كانت الإفرنج فاعلة / في نسل آل أمير المؤمنين علي
هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما / ملكتمو بين حكم السبي والنفل
وقد حصلتم عليها واسم جدكم / محمد وأبوكم خير منتعل
مررت بالقصر والأركان خالية / من الوفود وكانت قبلة القبل
فملت عنه بوجهي خوف منتقد / من الأعادي ووجه الود لم يمل
أسبلت من أسفي دمعي غداة خلت / رحابكم وعدت مهجورة السبل
أبكي على ما تراءت من مكارمكم / حال الزمان عليها وهي لم تحل
دار الضيافة كانت أنس وافدكم / واليوم أوحش من رسم ومن طلل
وفطرة الصوم إن أصغت مكارمكم / تشكو من الدهر حيفاً غير محتمل
وكسوة الناس في الفصلين قد درست / ورث منها جديد عندهم وبلي
وموسم كان في يوم الخليج لكم / يأتي تجملكم فيه على الجمل
وأول العام والعيدين كم لكم / فيهن من وبل جود ليس بالوشل
والأرض تهتز في يوم الغدير لما / يهتز ما بين قصريكم من الأسل
والخيل تعرض في وشي وفي شية / مثل العرائس في حلي وفي حلل
ولا حملتم قرى الأضياف من سعة ال / أطباق إلا على الأكتاف والعجل
ولا خصصتم ببر أهل ملتكم / حتى عممتم بها الأقصى من الملل
كانت رواتبكم للذمتين وللضيف / المقيم وللطاري من الرسل
ثم الطراز بتنيس التي عظمت / منه الصلات لأهل الأرض والدول
وللجوامع من أحباسكم نعم / لمن تصدر في علم وفي عمل
وربما عادت الدنيا بمعقلها / منكم وعادت بكم محلولة العقل
والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم / ولا نجا من عذاب الله غير ولي
ولا استقى الماء من حر ومن ظمأ / من كف خير البرايا سيد الرسل
ولا رأى جنة الله التي خلفت / من خان عهد الإمام العاضد بن علي
أئمتي وهداتي والذخيرة لي / إذا ارتهنت بما قدمت من عملي
تالله لم أوفهم في المد حقهم / لأن فضلهم كالوابل الهطل
ولو تضاعفت الأقوال واستبقت / ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل
باب النجاة هم دنيا وآخرة / وحبهم فهو أصل الدين والعمل
نور الهدى ومصابيح الدجى / ومحل الغيث إن ونت الأنواء في المحل
أئمة خلقوا نوراً فنورهم / من محض خالص نور الله لم يفل
والله لا زلت في حبي لهم أبداً / ما أخر الله لي في مدة الأجل
عمارة قالها المسكين وهو على / خوف من القتل لا خوف من الزلل
الدمع يهمل والفؤاد عليل
الدمع يهمل والفؤاد عليل / والقلب في غمراته متبول
ولقد أبيت وفي الحشاشة جمرة / بتأجج حمراء ليس تزول
من فقد طفل كان يؤنس وحشتي / وبه على الأيام كنت أصول
فتكت به أيدي المنايا بغتة / فالحزن لي حتى الممات طويل
حار الطبيب بما يداوي سقمه / ودواؤه مالي إليه سبيل
مازلت أحذر موته ومصابه / حتى دنا لحمامه تعجيل
أحسين ماذا أرتجي من حيرتي / من بعد فقدك أم عساي أقول
أمعفراً في الترب رهناً للبلى / حزني عليك مع الزمان طويل
أودعت جسمك في الثرى رغماً فما / لي بعد موتك ما حييت خليل
إن كنت طفلاً إن همك خطبه / خطب كبير في النفوس جليل
جاورت لحدا ثم جاور مهجتي / هم وآفات علي تجول
قد كنت آمل أن أكون لك الفدى / فأبى علي الدهر وهو بخيل
فعدمت صبري عند توديعي له / ووددت أني حين ذاك قتيل
يا سيداً ساحة أبوابه
يا سيداً ساحة أبوابه / لكل من لاذ بها قبله
قد استنبت الطرس في لثمه / كفك واستودعته قبله
فامدد إليه راحة لم يزل / معروفها يخجل من قبله
الناس في بلوى وفي بلبال
الناس في بلوى وفي بلبال / بالصقر وابن قضاعة الغربال
يا مسلمين ويا نصارى فانظروا / كتابنا وكفاة بيت المال
غلط الأثير بذا وذلك غلطة / جلبت إليه بضائع العذال
ألا قل لكتاب الصناعة كلهم
ألا قل لكتاب الصناعة كلهم / وخص أبا النقص المكنى أبا الفضل
على أم من لا يعتني بحوائجي / أيور التي يُركبن في سورة النحل
لم يبق لابن دخان عند خالقه
لم يبق لابن دخان عند خالقه / أمنية يتمناها ويأملها
لأن حوصلة الملعون لو فتحت / لأغنت الناس في مصر حواصلها
وإنما فاته والله يلعنه / أن الأزبة لم تعظم فياشلها
وسوف تنتبه الأيام من سنة / حتى يسمى أبا النقصان غافلها
فاشرب عليها وكل يابن الخبيث فما / يخطيك عاجل أقوالي وآجلها
واعلم بأن قوافي الشعر ما غضبت / إلا وسود وجه الحق باطلها
هذي مقدمة يأتي أواخرها / بما كرهت كما جاءت أوائلها
ولو لم يكن يدري بما جهل الورى
ولو لم يكن يدري بما جهل الورى / من الفضل لم تنفق عليه الفضائل
لئن كان منا قاب قوس فبيننا / فراسخ من إجلاله ومراحل
كلما رمت سلمه رام حربي
كلما رمت سلمه رام حربي / ما لهذا الوضيع قولوا ومالي
أجرب العرض يشتفي بهجائي / وهو عرض بالذم ليس يبالي
أفصح الناس في ثلاث حروف / وهو في غيرها قليل المجال
مولع في الكلام بالزاي / والقاف معنى بباء بظر العيال
أراد علو منزلة وقدر
أراد علو منزلة وقدر / فأصبح فوق جذع وهو عالي
ومد على صليب الجذع منه / يميناً لا تطول على الشمال
ونكس رأسه لعتاب قلب / دعاه إلى الغواية والضلال
هم الزمان بها فمنذ كفلتها
هم الزمان بها فمنذ كفلتها / أضحى يوالي نصرها ويوالي
وأجبت داعية الفرنج بديهة / قبل الروية بارتجال رجال
أطفأت جمرتها بإخوتك الألى / يتسنمون غوارب الأهوال
لم أدر والتشبيه يقصر عندهم / أغيوث نزل أم ليوث نزال
طالت بأيديهم قصار صوارم / باتت بها الأعمار غير طوال
وخلطتم أنصاركم بنفوسكم / والناس من مولى لكم وموالي
يا صاحبي وفي السؤال شفاء ما اس / تخبرت عنه إن أجيب سؤالي
هل للوزارة حاجة أو حجة / ترجو تتمة بعضها بكمال
هذا الذي ما زال طرفك دائماً / يرنو إليه في الزمان الخالي
هذا الذي عضلوك عنه لتخرجي / من عزة حرمت ومن إجلال
وأحق من وزر الخلافة من مشى / في حضرة الإعظام والإجلال
واختص بالخلفاء وانكشفت له / أسرارها بقرائن الأحوال
وتصرف الوزراء عن آرائه / كتصرف الأسماء بالأفعال
يا ابن الأئمة والثناء عليكم / يختال بين مفصل وطوال
ما تخجل الدنيا وأنت إمامها / ووزيرك الهادي أبو الشبال