المجموع : 228
لا تُتبِعِ الدُنيا وَأَيّامَها
لا تُتبِعِ الدُنيا وَأَيّامَها / ذَمّاً وَإِن دارَت بِكَ الدائِرَه
مِن شَرَفِ الدُنيا وَمِن فَضلِها / أَنَّ بِها تُستَدرَكُ الآخِرَه
سَأَمنَحُ مالي كُلَّ مَن جاءَ عافِياً
سَأَمنَحُ مالي كُلَّ مَن جاءَ عافِياً / وَأَجعَلُهُ وَقفاً عَلى القَرضِ وَالفَرضِ
فَإِمّا كَريمٌ صُنتُ بِالجودِ عِرضَهُ / وَإِمّا لَئيمٌ صُنتُ عَن لُؤمِهِ عِرضي
كُن مَعَ اللَهِ يَكُن لَك
كُن مَعَ اللَهِ يَكُن لَك / وَاِتَّقِ اللَهَ لَعَلَّك
لا تَكُن إِلّا مُعِدّاً / لِلمَنايا فَكَأَنَّك
إِنَّ لِلمَوتِ لَسَهماً / واقِعاً دونَكَ أَو بِك
نَحنُ نَجري في أَفاني / نِ سُكونٍ وَتَحَرُّك
فَعَلى اللَهِ تَوَكَّل / وَبِتَقواهُ تَمَسَّك
قائِدُ الغَفلَةِ الأَمَل
قائِدُ الغَفلَةِ الأَمَل / وَالهَوى قائِدُ الزَلَل
قَتَلَ الجَهلُ أَهلَهُ / وَنَجا كُلُّ مَن عَقَل
فَاِغتَنِم دَولَةَ السَلا / مَةِ وَاِستَأنِفِ العَمَل
أَيُّها المُبتَني القُصو / رَ وَقَد شابَ وَاِكتَهَل
أَخبَرَ الشَيبُ عَنك أَن / نَك في آخِرِ الأَجَل
فَعَلامَ الوُقوفُ في / عَرصَةِ العَجزِ وَالكَسَل
أَنتَ في مَنزِل إِذا / حَلَّهُ نازِلٌ رَحَل
مَنزِلٍ لَم يَزَل يَضي / قُ وَيَنبو بِمَن نَزَل
فَتَأَهَّب لِرِحلَةٍ / لَيسَ يَسعى بِها جَمَل
رِحلَةٍ لَم تَزَل عَلى / الدَهرِ مَكروهَةَ القَفَل
يا أَيُّها المُتعِبُ بزل الجِمال
يا أَيُّها المُتعِبُ بزل الجِمال / وَطالب الحاجاتِ مِن ذي النَوال
لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلى / فَإِنَّما المَوتُ سُؤالُ الرِجال
كِلاهُما مَوتٌ وَلَكِنَّ ذا / أَشَدُّ مِن ذاكَ لِذُلِّ السُؤال
نَهيمُ بِالدُنيا وَنَلهو بِها / وَإِنَّما الدُنيا كَفَيِّ الظِلال
بَينا تَرى الفَيءَ عَلى حالِهِ / مُعتَدِلاً إِذا مالَ بَعدَ اِعتِدال
كَذَلِكَ الدُنيا وَتَصريفُها / تَميلُ بِالإِنسانِ حالاً فَحال
سَأَترُكُ هَذا البابَ مادامَ إِذنُهُ
سَأَترُكُ هَذا البابَ مادامَ إِذنُهُ / كَعَهدي بِهِ حَتّى يَخِفَّ قَليلا
وَما خابَ مَن لَم يَأَتِهِ مُتَعَمِّداً / وَلا فازَ مَن قَد نالَ مِنهُ وُصولا
وَما جُعِلَت أَرزاقُنا بِيَدِ اِمرِئٍ / حَمى بابَهُ مِن أَن يُنالَ دُخولا
إِذا لَم أَجِد يَوماً إِلى الإِذنِ سُلَّماً / وَجَدتُ إِلى تَركِ المَجيءِ سَبيلا
لَعَمرُكَ ما بِالعَقلِ يُكتَسَبُ الغِنى
لَعَمرُكَ ما بِالعَقلِ يُكتَسَبُ الغِنى / وَلا بِاِكتِسابِ المالِ يُكتَسَبُ العَقلُ
وَكَم مِن قَليلِ المالِ يحمَد فَضلُهُ / وَآخرَ ذي مال وَلَيسَ لَهُ فَضلُ
وَما سَبَقَت مِن جاهِلٍ قَطُّ نِعمَةٌ / إِلى أَحَدٍ إِلّا أَضَرَّ بِها الجَهلُ
وَذو اللُبِّ إِن لَم يُعطِ أحمدتَ عَقلَهُ / وَإِن هُوَ أَعطى زانَهُ القَولُ وَالفِعلُ
وَما يَبلُغُ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً
وَما يَبلُغُ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً / عَلى المَرءِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ
وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً / مِنَ الطولِ إِلّا بسطَةُ الشُكرِ أَطولُ
وَلا رَجَحَت في الوَزنِ يَوماً صَنيعَةً / عَلى المَرءِ إِلّا وَهيَ بِالشُكرِ أَثقَلُ
وَلا بَذَلَ الشُكرَ اِمرُؤٌ حَقَّ بَذلِهِ / عَلى العُرفِ إِلّا وَهوَ لِلمالِ أَبذلُ
فَمن شكر المَعروفَ يَوماً فَقَد أَتى / أَخا العُرف مِن حسن المُكافاة من عَلُ
بخِلتُ وَلَيسَ البُخلُ مِنّي سَجِيَّةً
بخِلتُ وَلَيسَ البُخلُ مِنّي سَجِيَّةً / وَلَكِن رَأَيتُ الفَقرَ شَرَّ سَبيلِ
لَمَوتُ الفَتى خَيرٌ مِنَ البُخلِ لِلفَتى / وَلَلبُخلُ خَيرٌ مِن سُؤال بَخيلِ
فَلا تَسأَلَن مَن كانَ يَسأَلُ مَرَّة / فَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن سُؤالِ سَؤولِ
لَعَمرُكَ ما شَيءٌ لِوَجهِكَ قيمَةٌ / فَلا تَلقَ إِنساناً بِوَجه ذَليلِ
دَعِ الرِياءَ لِمَن لَجَّ الرِياءُ بِهِ
دَعِ الرِياءَ لِمَن لَجَّ الرِياءُ بِهِ / في الأَمرِ بِالبَذلِ وَاِذكُر ذِلَّةَ العَدَمِ
وَمُت عَلى الدِرهَمِ المَنقوشِ مَوتَ فَتىً / رَأى المَماتَ عَلَيهِ أَكرَمَ الكَرَمِ
وَعَدّ عَن ذا وَعَن هَذا وَقَولِهِمُ / الذِكرُ يَبقى وَتَفنى لذَّةُ النِعَمِ
لَولا غِناكَ لَكُنتَ الكَلبَ عِندَهُمُ / فَإِن أَبَيتَ فَجَرِّب وَاِشقَ بِالنَدَمِ
أَسرَعَ في نَقصِ اِمرِئٍ تَمامُهُ
أَسرَعَ في نَقصِ اِمرِئٍ تَمامُهُ / تُدبِرُ في إِقبالِهِ أَيّامُهُ
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ / سَأُنبيكَ عَن تَأويلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِصطِبارٌ وَبُلغَةٌ / وَإِرشادُ أُستاذٍ وَطيبُ زَمانِ
تَحَرَّ مِنَ الطُرقِ أَوساطَها
تَحَرَّ مِنَ الطُرقِ أَوساطَها / وَعَدِّ عَنِ الجانِبِ المُشتَبِه
وَسَمعَكَ صُن عَن سَماعِ القَبيحِ / كَصَونِ اللِسانِ عَنِ النُطقِ بِه
فَإِنَّكَ عِندَ اِستِماعِ القَبيحِ / شَريكٌ لِقائِلِهِ فَاِنتَبِه
فَكَم أَزعَجَ الحِرصُ مِن طالِبٍ / فَوافى المَنِيَّةَ في مَطلَبِه
مَن يَشتَري قُبَّةً في الخُلدِ عالِيَة
مَن يَشتَري قُبَّةً في الخُلدِ عالِيَة / في ظِلِّ طوبى رَفيعاتٍ مَبانيها
دَلّالُها المُصطَفى وَاللَهُ بائِعُها / مِمَّن أَرادَ وَجِبريلٌ مُناديها
أراني في اِنتِقاص كُلّ يَوم
أراني في اِنتِقاص كُلّ يَوم / وَلا يَبقى مَعَ النُقصانِ شَيُّ
طَوى العَصرانِ ما نَشَراهُ مِنّي / فَأَخلَقَ جِدَّتي نَشرٌ وَطَيُّ
فَإِن أَكُ قَد فَنيتُ وَماتَ بَعضي / فَإِنَّ الحِرصَ باقٍ فِيَّ حَيُّ
عَصيتُ الرُشدَ إِذ أُدعى إِلَيهِ / وَمُلِّكَ طاعَتي ضَعفٌ وَعَيُّ
إِذا ما دَعَوتَ الشَيخَ شَيخاً هَجَوتَهُ
إِذا ما دَعَوتَ الشَيخَ شَيخاً هَجَوتَهُ / وَحَسبُكَ مَدحاً لِلفَتى قَولُ يا فَتى
أُشَبِّهُ أَيّامَ الشَبابِ الَّتي مَضَت / وَأَيّامَنا في الشَيبِ بِالفَقرِ وَالغِنى
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ / فَكُلُّهُمُ يَصيرُ إِلى ذهابِ
أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ أَقسى / أَبَيتَ فَما تَحيفُ وَما تُحابي
كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي / كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي
وَعائِبٍ عابَني بِشَيبٍ
وَعائِبٍ عابَني بِشَيبٍ / لَم يَعدُ لَمّا أَلَمَّ وَقتَه
فَقُلتُ لِلعائِبي بِشَيبي / يا عائِبَ الشَيبِ لا بَلَغتَه
أَيا عَجَباً كَيفَ يَعصي الإِلَ
أَيا عَجَباً كَيفَ يَعصي الإِلَ / هَ أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ
وَلِلَهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ / وَتَسكينَةٍ أَبَداً شاهِدُ
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ / تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ
إِنّي أُحِبُّك حُبّاً لا لِفاحِشَةٍ
إِنّي أُحِبُّك حُبّاً لا لِفاحِشَةٍ / وَالحُبُّ لَيسَ بِهِ في اللَهِ مِن باسِ