القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 315
وَلَقَد شَقِيت بِأَحدَبٍ مِن بَعدِ ما
وَلَقَد شَقِيت بِأَحدَبٍ مِن بَعدِ ما / قَد نلت بِالظَبيِ الغريرِ نَعيما
فَأَبو الغُصونِ مُنادِمٌ لَكَ بَعدَما / قَد كُنتَ للغُصنِ الرَطيبِ نَديما
يَظُنُّ الغمرُ أَنَّ الكُتبَ تجدي
يَظُنُّ الغمرُ أَنَّ الكُتبَ تجدي / أَخا ذِهنٍ لإِدراكِ العُلومِ
وَما يَدري الجَهولُ بِأَنَّ فيها / غَوامِضَ حَيَّرت عَقلَ الحَليمِ
إِذا رُمتَ العُلومَ بِغَيرِ شَيخٍ / ضَلَلتَ عَن الصراطِ المُستَقيمِ
وَتلتَبِسُ الأُمورُ عَلَيكَ حَتّى / تَصيرَ أَضلَّ من تُوما الحَكيمِ
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى
إِنّي لأَسمَعُ مِن خُلدٍ وَحينَ أَرى / حُبِّي يحدِّثُني أصغي عَلى صَمِمِ
كَيما تَلَذّ بِتكرارِ الكَلامِ مَعي / أُذني وَتلفِظ مِنهُ الدُرَّ في الكَلِمِ
ما لِدَمعي ساجِماً كَالغَمام
ما لِدَمعي ساجِماً كَالغَمام / وَلجسمي ناحِلاً بالسقام
صابَني مِن شادِنٍ سَهم لَحظٍ / فَفُؤادي دائمُ القَرحِ دام
وَصَديقي لائِمي في هَواهُ / لَستُ فيهِ سامِعاً للملام
قالَ مَوتٌ عاجِلٌ لِمُحِبٍّ / قُلتُ إِنّي راغِبٌ في الحِمام
قُلتُ يا صاحِ الهَوى مُستلذٌ / لذَّ فيهِ مَع غرام
غَرَّ حِلمي ناهِدٌ ذاتُ وَجهٍ / قَمريٍّ غَرَّ بَدرَ التَمام
وَسَباني فاتنٌ فاتِكٌ بِي / ساحِرٌ لي ساخِرٌ بِالأَنام
وَرَماني ذابلُ اللحظِ ساجٍ / مَع سَطاهُ خائِفٌ كُلّ رامِ
أَمُحتَمِياً بِالدِينِ عَن لَثمِ مَبسمٍ
أَمُحتَمِياً بِالدِينِ عَن لَثمِ مَبسمٍ / وَما لَثمُهُ إِلا يَسيرٌ مِن اللَمَم
وَقَد أَعقَبَ الرَحمَنُ ذاكَ بِوسعِهِ / لِغُفرانِهِ فاسمَح بلقيا فَمٍ لِفَم
جُبلَ النساءُ عَلى التَكَتُّمِ فَاحتَرز
جُبلَ النساءُ عَلى التَكَتُّمِ فَاحتَرز / مِن كَيدِهِنَّ فَإِنَّهُ لَعَظيمُ
فَمَتى تَعِفُّ فَرُبَّما عَفَّت فَإِن / تُهمَل فَكَشحٌ يُستَباحُ هَضيمُ
وَكَذا الصَبِيُّ إِذا عَرَتهُ خَصاصَةٌ / يَبدو لَهُ لَفظٌ يُعدُّ رَخيمُ
وَتَراهُ يَسمَحُ بِالَّذي هُوَ باخِلٌ / وَيَعودُ بَعدَ الحَمدِ وَهوَ ذَميمُ
قَد مَسَّ ظهرَ الأَرضِ حُرُّ جَبينهِ / فَيَقومُ وَهوَ مِن الحَياءِ عَديمُ
طوراً نَديمٌ للقِحابِ وَتارَةً / لِلائِطينَ الفاسِقينَ نَديمُ
وِإِذا التَحى فَفَقيرٌ أَو لصٌ وَفي / بابِ القُضاةِ أَو الوُلاةِ خَديمُ
أَمَرَّ حَياتي يا نُضارُ سَقامُكِ
أَمَرَّ حَياتي يا نُضارُ سَقامُكِ / وَكَونُكِ لا يَسري إِليكِ مَنامُكِ
أَقَمتِ شُهوراً لا يَبُلُّ لَك اللُهى / شَرابٌ وَلا يَغذوك يَوماً طَعامُكِ
تَواتَرَت الأَسقامُ نَفخٌ وَسَعلَةٌ / وَقَيءٌ وَإسهالٌ فعزَ مَرامُكِ
وَعَمّا قَليلٍ يَذهبُ البُؤسُ كُلَّهُ / وَيَبدو عَلى إثرِ العُبوسِ ابتسامكِ
فنُصبح في أنسٍ وَخَيرٍ وَصحةٍ / وَحسنِ شَبابٍ طالَ فيهِ دَوامكِ
غَذيت بِدَرِّ الفَضلِ مُذ كُنتِ طفلَةً / وَكان بِتعليمِ القُرآن فِطامكِ
قَرَأتِ كِتابَ اللَهِ وَالسُنَن الَّتي / أَتَت عَن رَسولِ اللَهِ فَهوَ إِمامُكِ
وَدارَستِ علمَ النَحوِ حَتّى لَقَد غَدا / فَصيحاً بَليغاً في البَيانِ كَلامُكِ
وَأتقنتِ خَطّاً بارِعاً يَبهَرُ الحِجا / ففتَّحَ عَن زَهرِ الرِياضِ كِمامُكِ
وَبِالكَعبةِ الغَرّاءِ طُفتِ بِمَكَّةٍ / وَللحجر المسوَدِّ كانَ التثامُكِ
وَجاوَرتِ أَيّاماً بِها وَلَيالياً / وَكانَ كَثيراً بِالمَقامِ مُقامُكِ
وَزُرتِ رَسولَ اللَهِ أَفضلَ من مَشى / عَلى الأَرضِ وَاحتلَّت هُناكَ خِيامُكِ
فَكانَ بِبَيتِ اللَهِ برؤُكِ أَوَّلاً / وَزورة خَيرِ الخَلقِ كانَ اِختِتامُكِ
نُضيرةُ ما إِن في البَنات نَظيرةٌ / لَك اليَومَ فَخراً ما لَهُنَّ اِحتِشامُكِ
فَهمَّةُ بنتٍ في لِباسٍ وَزِينَةٍ / وَأنت بِتَحصيلِ العُلومِ اِهتمامُكِ
فَلو أَنَّ أُنثى لِلسَماءِ قَد اِرتَقَت / لَكانَ بِأَعنانِ السَماءِ مُقامُكِ
إِذا اِنتَظَمَ الرِبّابَ عِقدُ نفاسةٍ / فَفي وَسَطِ العِقدِ النَفيسِ اِنتِظامُكِ
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَعيشَ وَالآن قَد / أَتاكِ مِن اللَهِ الكَريمِ حِمامُكِ
أُقَبِّلُهُ فَيُرشِفُني رضاباً
أُقَبِّلُهُ فَيُرشِفُني رضاباً / تَبَقَّت فيهِ آثارُ المُدامِ
سَقانِيها الحَبيبُ وَلَستُ أَدري / لِذَلِكَ قَد خَلَصتُ مِن الأَثامِ
وَلَما أَبى إِلا جَفاءً مُعذِّبي
وَلَما أَبى إِلا جَفاءً مُعذِّبي / دَعوتُ لَهُ أَن يُبتَلى بِهِيامِ
وَكانَ دُعائي اللَهَ وَقتَ إِجابَةٍ / فَها هُوَ ذا في لَوعَةٍ وَغَرامِ
يَذوقُ مِن الهِجرانِ ما قَد أَذاقَني / وَيَسقَمُ مِنهُ الجسمُ مِثلَ سَقامي
وَكانَ بَخيلاً بِالوِصالِ فَحُبُّهُ / غَدا باخِلاً حَتّى بِطَيفِ مَنامِ
وَعُلِّقتهُ رِيماً وَعُلِّقَ آخَرا / هَوى آخَراً يَهذِي بِبَدرِ تمامِ
وَعلّقَ أُخرى حَبَّها آخَرٌ هَوى / أُخيرى غَدَت تَهذِي بآخرَ رامِ
فَيا لَكَ مِن حُبٍّ تَسَلسَلَ كُلُّنا / حَليفُ أَسىً هامِي المَدامِعِ دامِ
أَقَمنا بِكَهفِ الحُبِّ عِدَّةُ صُحبَةٍ / وَأَوَّلُنا بِالبابِ شَرُ مُقامِ
تصَعّدُ أَنفاسُ المُحبين في الهَوى / إِلَيهِ فَيَبقى في أَليمِ أوامِ
فَيا لَيتَ أَنّا قَد جُمِعنا فَنَشتَكي / اليمَ الهَوى أَو نَشتَفي بِكَلامِ
كَفانا وِصالاً أَن يُكَلِّمَ بَعضُنا / لِبَعضٍ وَلَو كَلما برجعِ سَلامِ
وَعُلِّقتُهُ وَالسَيفُ بَيني وَبَينَهُ
وَعُلِّقتُهُ وَالسَيفُ بَيني وَبَينَهُ / غَزالاً وَلَكن قاتِلٌ لِلضراغمِ
مِن التُركِ إِمّا حُسنُهُ فَهوَ فاتِن / وَإما سَطاهُ فَهوَ فتكُ الضَبارِمِ
غَيورٌ عَلى الحُسنِ الَّذي هُوَ حُسنُهُ / كَأنَّ بِهِ عشقَ المُحبِّ الملازِمِ
فَيا لَيتَ شِعري كَيفَ حالةُ عاشِقٍ / رَمى نَفسَهُ في المُهلِكات العَظائِمِ
فَلا وَصلَ إِلا باختلاسَةِ ناظِرٍ / عَلى غَفلَةٍ مِنهُ وَليسَ بِعالِمِ
وَلو أَنَّهُ يَدري الَّذي هُوَ ناظِرٌ / إِلى حُسنِهِ جازى بجرِّ الغَلاصِمِ
سَأَصبِرُ أَو تَأتي المَنيةُ أَو يُرى / يَلينُ لصَبٍّ ذاهبِ الحِسِّ هائِمِ
وَعَزَّيتُ نَفسي أَنَّهُ سَوفَ يَنقَضي / هَواها وَأَن يَسلو سلُوَّ البَهائِمِ
فَكُلُّ جَمالٍ للزَوالِ مآلُهُ / وَكُلُّ ظَلومٍ سَوفَ يُبلى بِظالِمِ
سَيظلِمُهُ شَعرٌ يَحلُّ بِخَدِّهِ / سَريعاً فَيَبقى في سَوادِ المَظالِمِ
وَيَركَبُ أَقوامٌ مَطايا نَفيسةً
وَيَركَبُ أَقوامٌ مَطايا نَفيسةً / وَنَحنُ مَطايانا أَخامِصُ أَقدامِ
وَيلبس أَقوام حَريراً لزينةٍ / وَمَلبوسُنا ما شانَ مِن وَبرِ أَنعامِ
وَيَشرَبُ أَقوامٌ رَحيقاً بِأَكؤسٍ / وَمَشروبُنا ماءٌ بإشفافِ خَتّامِ
وَيَأكُلُ أَقوام شواءً وَجَردَقاً / وَمَأكولُنا خُبزٌ مَشوبٌ بآلامِ
وَيَلتذُّ أَقوامٌ بِأبناءِ يافِثٍ / وسامٍ وَموطوآتُنا مِن بَني حامِ
يَقضُونَ مِن دُنياهُمُ شَهواتِهِم / وَنَحنُ لَهُم في الدَهرِ أَطوَعُ خُدامِ
إِذا جاءَهُم مِنّا فَقيرٌ لحاجَةٍ / لَوَوا جيدَهم زَهواً وَنَخوةَ إِعظامِ
وَما اللَهُ عَمّا يَعملون بِغافلٍ / وَلَكنما يملي زِيادَةَ آثامِ
كَذَلِكَ تَأتيهم بَلايا عَظيمَةٌ / مِن الحَبسِ وَالتَعذيبِ وَالضَربِ وِالسامِ
غَدوا عِبرةً يَرثي لَهُم كُلُّ شامِتٍ / بِهِم وَكَذا الملتذ يَشقى بإِجرامِ
لَقَد عجِبُوا مِن لُؤلُؤٍ مُتَناثِرٍ
لَقَد عجِبُوا مِن لُؤلُؤٍ مُتَناثِرٍ / مِن الكَلِمِ الأَعلى فُرادى وَتَوأَمِ
وَما بِعَجيبٍ لُؤلؤٌ كانَ قَد مَلا / بِهِ مَسمَعي شَيخي تَناثَرَ مِن فَمِ
وَبَينَ فَمِ الإِنسانِ وَالسَمعِ نِسبَةٌ / أَلم تَرَ أَنَّ السَمعَ بابُ التَكَلُّمِ
ما سَلامُ الغُيّابِ هَذا السَلامُ
ما سَلامُ الغُيّابِ هَذا السَلامُ / بَل عِناقٌ مُواصَلٌ وَالتزامُ
وَاصطكاكُ الشِفاهِ باللَثمِ حَتّى / يَشفي الصبَّ من صَداهُ التِثامُ
أَتَظُنُّ الكَلامَ يُبري كِلاماً / ما بِكلمِ الحَبيبِ تَبرا الكلامُ
إِن تَكُن عِفتَ قُبلَةً وَعِناقا / فَلَقد عِفتَ ما يُبيحُ الكِرامُ
أَيُّهذا الَّذي نَوى الحَجَّ مَهلا / أَنتَ مَحجوجُ مَن بَراهُ السَقامُ
قَد غَدا مُحرِماً مُلَبّي حُسنٍ / مِنكَ لَمّا دَعاه زادَ الهِيامُ
شاحِبُ اللَونِ غائِرُ العَينِ ممّا / شَفَّهُ الحبُّ والهٌ مُستَهامُ
معملُ الفِكرِ في مَهامِهِ شَوقٍ / بِمطِيٍّ يَحُثُّهُنَّ الغَرامُ
سائِرٌ نَحوَ مَكَّة الحُسن مِنكُم / فَأَتاها وَقَد بَدَت أَعلامُ
كَعبة الحُسنِ مِن مُحيّاكَ تُجلى / فَبِها دائِماً يَطُوفُ الأَنامُ
كُلُّ أَركانِها يَمانِيُّ يُمنٍ / فَبِكُلٍّ مِنها يَكونُ اِستلامُ
قَد صَفا وَقتُهُم بِسَعيِ نُفُوسٍ / لِحِماكُم وَعَرَّفوا وَاِستَقاموا
وَمُناهم أَن قَد رَمَوا جمراتٍ / بِمناكُم يَشُبُّهُنَّ ضِرامُ
لا تَخَف مِن صَدىً يغرّ وَمن قو / تِ مَكانٍ يَلَذُّ فيهِ المُقامُ
فَعُيونٌ كَزَمزمٍ إِن وَرَدتُم / وَقُلوبٌ لَكُم بِهِنَّ مُقامُ
وَأَفاضُوا لَمّا أَفاضُوا إلَيكُم / أَدمُعاً كُلُّها رِهامٌ سِجامُ
عَمَروا أَنفُساً بِوُدٍّ صَحيحٍ / مِن هَواهُم فَما عَلَيهم ملامُ
وَطَوافُ الوَداعِ قاضٍ عَلَيهم / فَعَلى الوَصلِ وَالحَياةِ السَلامُ
أَتراهُم يَوماً يَزُورون مَيتاً / قَصَدوا هَجرَهُ فَزادَ الحِمامُ
عَدِّ للرَوضةِ الَّتي قَد تَجَلَّت
عَدِّ للرَوضةِ الَّتي قَد تَجَلَّت / كَعَروسٍ وَنقَّطَتها الغُيومُ
فَاِكتَسى أَيكُها مِن الزَهرِ زُهراً / فَكَأنَّ الغُصونَ فيها النُجُومُ
جَنَّةٌ أَهلُها يَسيلونَ لُطفاً / خُلُقٌ طَيِّبٌ وَخَلقٌ وَسيمُ
وَنَدامى يُسعى عَلَيهم بِكَأسٍ / من حُميا مِزاجها تَسنيمُ
ناغِشُ الطَرفِ ناعِسٌ بذبُولٍ / مُفعَمُ الرِدفِ كَشحُهُ مَهضومُ
كُلَّما دارَ قَبَّلُوهُ فَيحمَر / ر حَياءً كَأنَّهُ مَذمومُ
يَتَساقَونَ أَكؤُساً للتَصابي / في مَقاصيرَ حَلَّ فيها النَعيمُ
صَحَّ فيها الهَواءُ مَدّاً وَقَصراً / لِمُحِبٍّ واعتَلَّ فيها النَسيمُ
جَرَّ ذَيلاً لَهُ عَلى الدَوحِ هَونا / فَكَأنَّ النَسيمَ فيها سَقيمُ
حامِلاً في الرُبى لَطيمَةَ مِسكٍ / فَلَنا ذَلِكَ الأَريجُ شَمِيمُ
وَتَغَنَّت أَطيارُها فَسَمِعنا / نَغَماتٍ يَهفُو إِلَيها الحَليمُ
إِنَّها في إِنشائِها عَجَبٌ قَد / حارَ في وَصفِها هُناكَ الحَكيمُ
بَينَ بَحرَي شَهدٍ وَدارا عَلَيها / كَسُوارٍ بِمِعصَمٍ لا يَريمُ
جَمَعَت نادِرَينِ بَرّاً وَبَحراً / ذاكَ يَعدُو قَفزاً وَهَذا يَعومُ
فَبِنَفحِ الرِياضِ يَسبَحُ نُونٌ / وَبِسَفحِ الغِياضِ يَسنحُ ريمُ
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها / حِذارُها وَجَفَت بِاللَيلِ أَجفانا
تَظُنُّ أَهدابُها أَشراكَ مُحتَبِلٍ / لا سِيّما إِذ رَأت مَعهُنَّ إِنسانا
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها / فِرّي عَن الناسِ ما مِنهُم تَرَي حَسَنا
سِوى ثَقيلينِ تُؤذي القَلبَ صُحبَتُهُم / وَتُتعِبُ الأَشرَفَينِ الطَرفَ وَالأُذُنا
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى / ما تحتَهُ من فِطنَةٍ وَبَيانِ
ذِهنٌ كَأنَّ النارَ منهَ أُشعِلَت / وَفَصاحَةٌ تربى عَلى سحبانِ
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً / له ما أَحبَّ المرءُ لَيلى وَلا لُبنى
وَلكن جَهِلنا فاستراحَت نُفُوسُنا / وما تلكَ إِلا راحةٌ تَعقبُ الحُزنا
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني / أُقسِّمُ اللَحظَ بَينَ البَدرِ وَالغُصُنِ
بَدرٌ أَضاءَ لَنا في شِبهِ وَفرتِهِ / حَتّى بَدا الصُبحُ مثل الصارِمِ اليَمَني
كَأَنَّما الليلُ حُبشانٌ قَد اِنهَزَموا / وَالصُبح في إِثرِهِ سَيفُ ابن ذي يزنِ
يا صُبحُ فَرَّقتَ شَملاً كانَ مجتمعاً / يا صُبحُ فرَّقتَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا / فَبُحتُ بِسرٍّ طالَ كَتمي لَهُ صَونا
وَما نَظَرت عَيني إِلى غير واحدٍ / تَصرَّف في كُلٍّ فَلونٌ يرى لَونا
وَما أَدرَكَ الأَشياءَ غَير منطّقٍ / أخي لُطُفٍ يَمشي عَلى أَرضِهِ هَونا
فَكَم بَينَ ذي علمٍ وَآخرَ جاهِلٍ / وَكَم بَينَ ذي نورٍ وَعادِمِهِ بَونا
هِيَ النَفسُ يَجلُوها فَتَبدو حَقائِقٌ / بِها وَصَداها الجون يُظهرهُ جَونا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025