القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 275
أَبِقْتُ لِصَحْوِي مِن عَلاقَتِها نَشْوَى
أَبِقْتُ لِصَحْوِي مِن عَلاقَتِها نَشْوَى / رَمَتنِي بِسَهْمِ اللَّحْظِ عَمْداً فَما أَشْوَى
وَهمْتُ بِوادٍ يُنْبِتُ السِّدْرَ وَالغَضَى / سُلُوّا لِرَوْض يُنْبِتُ الرَّنْدَا والسَّروَا
إِذَا لاعَبَتْ فيهِ المِيَاهُ ظِلالَهُ / تَبَدَّتْ لآلِي الدَّوِّ فيهِنَّ وَالرّوَا
لَجاجَةُ مَنْ خاضَ الصَّبَابَة لُجَّةً / فَخَلَّتْهُ إِلا منْ تَباريحه خِلْوَا
وَلا غَرْو أنْ أَصْبَحْتُ مُغْرَى فَإنَّهُ / بِأُخْتِ بَلِيٍّ فِي الهَوَى عَمَّت البَلْوَى
بَدَوْتُ ولَكِنْ مَا جَفَوْتُ وَرُبَّما / تَجَافَى عَن الآدابِ مَنْ سَكَن البَدْوَا
وَعلّقتُ أَعْرابِيَّة دارُها الفَلا / تَصيفُ علَى نَجْدٍ وَتَشْتُو علَى حُزْوَى
مُعَوَّدَةً سَبْيَ النفُوسِ وَقَتْلَها / وَمَا عَرَضَتْ جَيْشاً وَلا عَرَفَتْ غَزْوَا
خَلا أَنَّها مِنْ أُسْرَةٍ مُضَرِيَّةٍ / تَهاب الدَّياجِي صُبْحَ غَارَتِها الشَّعْوَى
إِذا طَلَعَتْ مِنْ خِدْرِها أَو تَلَفَّتَت / فَمَا القَمَرُ الأَبْهَى وَما الرَّشَأُ الأَحْوَى
تُطِيعُ شِغافاتُ القُلوبِ جُفُونَها / كَأنَّ لَها مُلكاً عَلَى مِلكِها يَقوَى
ضَلالاً لِحادِيها ظَعائِنُ أَسْلَمَتْ / بإِرْشادِهِ الخَلْصاءَ واسْتَقبَلتْ قَوَا
مَرَرْتُ بِأَطْلالِ الأَحِبَّة باكِياً / فَدَهْدَهَ مَطْلُولُ الدُّمُوعِ بِها المَرْوَا
وَقَدْ كانَ أَخْوَى النَّجْمُ واحتَبَسَ الحَيا / فَشَكْواً لِسَيْلٍ مِنهُ يُرعِبُ مَنْ أَخْوَى
وَلَو أَنَّ لِلسُحْبِ السِّفاحِ مَدامِعِي / لَما أَبْصَرُوا مِنْها جَهَاماً وَلا نَجْوَا
كأَنَّ دِلاءً مِنْ جُفونِيَ أُفْرِغَتْ / فَلا نُكْرَ إِنْ لَمْ يَعْرِفُوا الفَرْغَ وَالدَّلوَا
سَقَى الغَيْثُ أَكْنَافَ العُذَيْبِ وَبارِقٍ / وَرَوَّى بِهَامِي صَوْبه حَيْثُما أَرْوَى
مَعَاهِدُ أَهْوَى أَنْ تَكُرَّ عُهُودُها / وأَنَّى وَقَدْ شَطَّ المَزَارُ بِمَنْ أَهوَى
قَدَرْتُ الصِّبَا فيها مَعَ الشَّيْبِ قَدْرَهُ / ويَا رُبَّ عَمْدٍ في السُّجودِ تَلا السَّهْوَا
وَمِمَّا شَجَانِي ساجِعٌ فَوقَ سَرْحَة / أَطَلَّتْ إلَى أَلْحَانِهِ في الدُّجَى صَغْوَا
يُرَاجِعُنِي تَحتَ الظَّلامِ مُرَاجِعاً / فَيُسْمِعُنِي شَدْواً وأُسْمِعُهُ شَجْوَا
وَإنِّي لَمِقْدَامٌ إِذَا الحَرْبُ سَعَّرَتْ / لَظَاهَا وَمِجْزَاعٌ مِنَ البَيْنِ إِذْ يُنْوَى
وَيُعْجِبُنِي عَذْلُ العَواذِلِ فِي التِي / أَخِفُّ لَهَا شَوْقاً بِمَا ثَقُلَتْ خَطْوَا
فَأَسْتَعْذِبُ الهِجْرَانَ أدْهَى مِنَ الرَّدى / وَأَسْتَفْظِعُ السُّلوَانَ أَشْهَى مِنَ السَّلْوَى
حَبِيبٌ إِليَّ اللَّوْمُ فِيمَنْ أُحِبُهُ / لِيَمْتَازَ صِدْقُ العِشْقِ فِيهِ مِنَ الدَّعْوَى
وَحَتْمٌ عَلَيَّ الحَمْدُ لِلْجُودِ وَالنَّدَى / فَمَازَالَ يَغْذُونِي الرِّضَى بِهِمَا غَذْوَا
أَيَادٍ كَفَتْ مَا أَتَّقِي وَاكِفَاتُه / فَلا أَرْتَضِي حَدَّ الثَنَاءِ لَهَا كُفْوَا
سَمَا بِي خِبَاباً وَهي تَطْفَحُ أَبْحُراً / فَأَغْرَقَنِي تَيَّارُهُنَّ وَلا غُرْوَى
كَذَلِكَ مَنْ رَامَ السَّمَاءَ سَفَاهَةً / عَدَاهُ عَنِ المَرْقَى إِلَى نَيْلِهَا المَهْوَى
لَقَدْ صَلدَ الزَّنْدُ الذِي أنَا قَادِحٌ / مِنَ الفِكْرِ فِي تَقْرِيظِ جَدْوَى عَلَى جَدْوَى
أَتَى وَفْدُهَا عَفْواً فَصَانَ عُفَاتَها / وَأَحْلى الأَيَادِي مَوْقِعاً ما أَتَى عَفْوَا
وَسَوَّغَ صَفْوَ العَيْشِ غِبَّ تَكَدُّرٍ / وَقَدْ تُحْدِثُ الأَيَّامُ فِي الكَدَرِ الصَّفْوَا
فَمِنْ صاهِلٍ ضَافِي السَّبِيبِ مُطَهَّم / وَسَابِحَةٍ تَرْدِي عَلَى إثْرِه سَفْوَا
تُدِلُّ بِهَذِي فِي النَّجابَةِ دُلْدُلٌ / وَتَعْلُو بِهَذَا فِي عَتَاقَتِهِ عَلوَى
لَهَا شِيَةٌ مَا شِئت حُسْناً وَمِشْيَةً / تَبُذُّ الجِيادَ السَّابِقَاتِ بِهَا عَدْوَا
سَرَى نَوْعُها فِي سَرْوِ حِمْيَرَ بُرْهَةً / وَذاكَ خُصُوصٌ طالَمَا عَمَّهَا سَرْوَا
أَبَتْ خُيلاءُ الخَيْلِ بَأْواً بِذَاتِها / عَنِ الكِبْرِ لَمْ يَتْرُكْ لِرَاكِبِها بَأْوَا
وَجَلَّتْ عَنِ الأَغيَارِ فَهْيَ وَسِيطَةٌ / مُنَاسِبَةٌ تَسْمُو وَأَكْرِمْ بِهَا عِلْوَا
وَفِي صِلَةِ الإقْطَاعِ مَا آدَ كاهِلِي / حَبَاءً فَهذَا الشكْرُ يَسْعَى لَهُ حَبْوَا
وَكَمْ بَدْرَةٍ بادَرَتْ بِالغِنَى يَدِي / إِلَى إِمَّةٍ قَدْ يَمَّمَتْ كَنَفِي مَثْوَى
رَغَائِبُ يُسْدِيهَا السَّماحُ غَوَائِبٌ / أَكَلَّتْ جِيادَ الشِّعْرِ إِذْ رَحُبَتْ شَأْوَا
وَقَتْنِيَ مِنْ شَكْوَى الزَّمَانِ وَذَمِّهِ / فَمَا لي غَيْر العَجْزِ عَنْ شُكْرِهَا شَكْوَى
إلَى الغَايَةِ القُصْوَى سَمَتْ بِيَ أَسْعدِي / وَحَضْرَةُ يَحْيَى المُرْتَضَى الغَايَةُ القُصْوَى
رَكِبْتُ إِلَيْها البَحْرَ يَزْخَرُ مَوْجُهُ / طُمُوحاً وَلَكِنْ عادَ فِي قَصْدِها رَهْوَا
فَسُوِّغْتُ فِيها السَّلْسَبِيلَ عَوَارِفاً / وَبُوِّئْتُ مِنْها مَنْزِلاً جَنّةَ المَأْوَى
بِهَا اخْضَرَّ عَيْشِي وَاسْتَهَلَّ نَبَاتُهُ / فَلَمْ يُبْلِهِ إِعْصَارُ عَصْرٍ وَلا أَذْوَى
وأَنْجَزَتِ الأَيَّامُ دَيْناً لَوَتْ بِهِ / وَدَيْنُ المُنَى فِي مَقطَعِ الحَقِّ لا يُلْوَى
إمَامٌ تَلا سَبْقاً أباهُ وَجَدَّهُ / فكُلُّ إِمَامٍ لا يَزَالُ لَهُ تِلْوَا
تَوَاضَعَ إِخْبَاتاً وَعَزَّ جَلالةً / فَإِنْ يَكُ مَلْكٌ فِي حُلَى مَلَكٍ فَهْوَا
لَهُ الدِّينُ والدُّنْيا لَهُ المَجْدُ والعُلَى / لَهُ الصُّحُ وَالبُقيا لَهُ البر والتَقْوَى
يُسَرُّ سُرُوراً بِالجُنَاةِ وَمَا جَنَوا / لِيُسْرِف عَفْواً كُلَّما أَسْرَفُوا هَفْوَا
وَإِنْ تُنْتَهَكْ للدِّينِ فِي الأَرْضِ حُرْمَةٌ / يَطُلْ سَيْفُهُ المَاضِي بِمَنْ ضَامَهُ سَطْوَا
بِهِ كَرُم الدِّينُ الذِي سَادَ وَاعْتَلَى / فَما تبْصِرُ الدّهمَاءَ فيهِ وَلا الحَشْوَا
مُبارَكُ مَا يُخْفِي وَيُعْلِنُ قَائِمٌ / بِأَعباء أَمْرِ اللَّهِ فِي الجَّهرِ وَالنَّجْوَى
بَدِيهَتُهُ فيما يُدارُ مُلِمَّةٌ / بِإِبطَالِ مَا أَمْلَى سِواهُ وَمَا رَوَّى
وَقَدْ ضَمِنَ المِقْدَارُ نَصْرَ لِوَائِهِ / فَلَوْ شَاءَ لَمْ يَسْتَتْبِع الفَيْلقَ الجَأْوَى
وَلا حَمَلَتْ عَلْيَاؤُهُ وَتَقَلَّدَتْ / لَها الأَسمَر الخَطَّار وَالأَبْيَضَ المَهْوَا
كَفِيلٌ بِقَهْرِ العُرْبِ وَالعُجْمِ بَأْسُهُ / وَلا عَجَبٌ أَن يَقْنِصَ الأَجْدَلُ الصَّعْوَا
تَجَلَّى بِأُفْقِ المُلْكِ بَدْراً بَهَاؤُهُ / وأُبَّهَةُ السُّلْطَانِ قَدْ نَوَّرَ البَهْوَا
مُطِلاً عَلَى الأَمْلاكِ يَرْقُبُ كَسْرَها / كَمَا أَشْرَفَتْ مِنْ مَرْقَبٍ كَاسِرٌ شَغْوَا
أَقَامَ صَغَا التَّوحيدِ صِدْقَ عَزِيمَةٍ / وَبَاشَرَ مُرَّ المَوْتِ فِي نَصْرِهِ حُلْوَا
عَلَى حِينِ باتَ النَّجْمُ يُرعَدُ خِيفَةً / وَهَمَّتْ بأَنْ تَنْهَدَّ مِنْ خَشْيَة رَضْوَى
إِذا خَطَّتِ الهَيْجَاءُ أَسْطُرَ جَيشِها / خَطا نَحْوَها حَتَّى يُقَوِّضَها مَحْوَا
ويُلوِي إلَى اللاوَاءِ أَجْيَادَ جُودِهِ / فَتَنْكُص مِنْ ذُعرٍ عَلَى العَقِبِ اللأْوَا
كَأَنَّ عَطَايَاهُ أُسَاةٌ تَكَفَّلَت / بِمَنْ تَكْلُمُ البَأْسَاءُ تُوسِعُهُ أَسْوَا
يُصَرِّفُ صَرْفَ الدَّهْرِ فِي النَّاسِ حُكْمُهُ / فَإِنْ عَصَمَ الأَهْدَى لَقَدْ قَصَمَ الأَغْوَى
وَيُزْوَى لَهُ شَرْقُ البِلادِ وَغَرْبُها / لِيَبْلُغَ مِنْهَا مُلْكُهُ كُلَّ ما يُزوَى
فَتِلْكَ تِلِمْسَانٌ وَمَلْيَانَةٌ إلَى / طَرَابُلْسٍ رُوعاً مجَدَّدَةً رَعْوَى
بِلادٌ سَقَتْ فِيهَا الطُغَاةَ سُعُودُهُ / كُؤُوسَ مَنَايَاهَا جَزَاءً عَلَى الطَّغْوَى
لَقَدْ سَعِدَتْ فِي لَفْظِهَا أَشْقِياؤُها / وَقَرَّتْ عَلَى التَّمْهِيدِ أَرْجَاؤُها دَحْوَا
هَنِيئاً إِمَامَ العَدْلِ إِقْبَالُ دَوْلَةٍ / تَهُزُّ لَها الأَيَّامُ أَعْطَافَها زَهْوَا
وَعامٌ جَدِيدٌ بِالمَيَامِنِ طَالِعٌ / تُنَشَّرُ صُحفُ الفَتْحِ فَيهِ وَلا تُطْوَى
ودَامَ وَلِيُّ العَهْدِ يُرْضِيكَ نائِباً / كَمَا نَابَ عَنْ شَمْسِ الضُّحَى القَمَرُ الأَهْوَى
فَلَولاكُما لَمْ يُعْصَمِ الرشْدُ وَالهُدَى / وَلَولاكُما لَمْ يَعْلَمِ النَّصُّ وَالفَحْوَى
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ / أَتَى يُروِي البَسِيطَةَ كَالأَتِيِّ
وَغُرَّتُهُ المُنِيرَةُ ما تَجَلَّى / لَنَا أَمْ غُرَّةُ الصُّبْحِ الجَلِيِّ
أَلا سِرُّ الهِدَايَةِ فيهِ بادٍ / لسَبَّاقِ العِنَايَةِ في البَدِيِّ
فَمَا أَحْبَبتَ مِنْ خُلُقٍ رَضِيّ / ومَا أحْبَبتَ مِنْ خَلْقٍ وَضِيِّ
عَلَى نَفَحاتِهِ تُبْنَى الأَمانِي / كَمَا يُبْنَى القَريضُ عَلَى الرَوِيِّ
تَطَلَّعَ مِنْ سَمَاحٍ واتِّضَاحٍ / بِنُورِ البَدْرِ فِي جُودِ الحَبِيِّ
وأَمّ ذَرى الإِمامَةِ نَحْوَ مَولىً / بِمِلْءِ الأَرْضِ مَعْدلةً مَلِيِّ
تَخَيَّرَهُ حِمىً لِلْمُلْكِ لَمَّا / جَلاهُ أَجَلَّ ذَا أَنْفٍ حَمِيِّ
وَأَبْصَرَهُ علَى التَّوْفِيقِ وَقْفاً / يُقَرْطِسُ حينَ يَنْزَعُ فِي الرَّمِيِّ
وَلَمْ يُؤْثِرْهُ بالتَّأْمِيرِ لكِنْ / بِهِ مُسْتَأثِرُ الأَمْرِ العَلِيِّ
تَسَنَّنَ ما اقْتَضَتْهُ لَهُ الْمَعَالِي / بِمَنْصِبِهِ ومَنْسِبِهِ السَّنِيِّ
وَنَادَى الْحَقُّ حَيْعَلا بِشَهْمٍ / تَحَقَّقَ بِالكَمَالِ اليَحْيَوِيِّ
إلَى الفارُوقِ تَنْمِيهِ السَّجَايَا / سَمِيُّ أَبِيهِ يَا لَكَ مِنْ سَمِيِّ
وَحَسْبُكَ ما هَداهُ مِنْ الوَصَايا / عَنِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ الوَصِيِّ
أَغَرُّ مِنَ الخِلافَةِ فِي مَحَلٍّ / تَبَحْبَحَ فِي الإنَافَةِ والرُّقِيِّ
كَفَى التَّوحيد ما أَنْحَى فَأَضْحَى / وَحِيداً فِي المُلوكِ بِلا كَفِيِّ
وَلَمْ يَكُ مَنْ أَبُو حَفْصٍ أَبُوهُ / لِيُلْفَى غَيْرَ شَيْحَانٍ أَبِيِّ
تَأَخَّرَ مَنْ تَقَدَّمَ حِينَ أَجْرَى / مِنَ العَلْيَا إِلَى الأَمَدِ القَصِيِّ
وَأَشْرَقَتِ الليَالِي مِنْ حُلاهُ / فَلاحَتْ كَالحَلائِلِ فِي الحُلِيِّ
مُبَارَكُ مَولِدٍ مَيْمُونُ سَعْي / مُؤَيَّدُ عزْمَةٍ مَعْدُومُ سِيِّ
وَمَا طِيبُ الأَرُومَةِ مِنْهُ بِدْعاً / زَكَاةُ الفَرْعِ لِلأَصْلِ الزَّكِيِّ
تَفُوزُ قِدَاحُ مَنْ يَأْوِي إِلَيْهِ / فَسيَّان المَرِيشُ مَعَ النَّضِيِّ
أَجَدَّ بَشَاشَةَ الأَيَّامِ نُصْبٌ / لأَوْحَدَ فِي النِّصابِ الأَوْحَدِيِّ
بِكَ الليل استَنَار سَناً وَطِيباً / وَمِنْ وَرْدِ الضُّحَى وَرْسُ العَشِيِّ
نَتَائِجُ نَضْرَةٍ لِمُقَدّماتٍ / مُمَوَّهَةٍ بِمَنْظَرِهِ البَهِيِّ
تَخَالُ الأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ جِنَاناً / بِمَا الْتَحَفَتْ مِنَ الزَّهْرِ الجَنِيِّ
وَتَحْسَبُها إِذا يَغْزُو بِحَاراً / زَواخِرَ بِالخُيُولِ وبِالمَطِيِّ
يَضِيقُ الرَّحْبُ عَنهَا مِنْ هِضابٍ / لأَعْوَجَ أَو لأَحْدَبَ أَرْحَبِيِّ
حَياةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِكَفَّيْ / أَبِي يَحْيَى الهِزَبْرِ الهِبْرِزِيِّ
تَقَسَّمَتَا العُلا صَوْلاً وَطَوْلاً / أُعِدَّا لِلْعَدُوِّ وَلِلْوَلِيِّ
يُخافُ ويُرْتَجَى أَثْنَاءَ بَأسٍ / خُزيْمِيٍّ وبَذْلٍ خَازِمِيِّ
أَعَنْ سَدْويكِشٍ تَنْبَو ظُبَاهُ / وَمِنْ عَادَاتِها فَرْيُ الفَرِيِّ
إِذَا غَرِيَتْ وَقَدْ عَرِيَتْ بِحَيٍّ / تَجدَّفَ نَحْوَ مَصْرَعِهِ الدَّمِيِّ
عِبِدَّى غَرَّها حِلْمُ المَوالِي / فَعَرَّضتِ البِشَارَةَ للنَّعِيِّ
أَرَاغَتْ ضِلَّةً مَا عَنْهُ زَاغَتْ / وَزَأْرُ الليْثِ لَيْسَ مِنَ الصَّبِيِّ
وَعاذَتْ بِالذَّرَى تَأْوِي إِلَيْها / فَهَلْ وَجَدَتْ عَن السَّنَنِ السَّوِيِّ
وَلَمْ تَدَع التَّهَالُكَ في شَقَاهَا / لِتَهْلُكَةِ ابنِ إِسْحاقَ الشَّقِيِّ
تَحَرَّشَ بِالوَغَى دَهْراً فَدَهْراً / لِجَاحِمِها المُؤَجَّجِ فِي صُلِيِّ
وَأَحسَنُها ابتِدَاءً وانتِهاءً / كَسَاهُ الدِّرْعُ دُونَ الأَتْحَمِيِّ
ضَحُوكاً وَالحُسامُ العَضْبُ يَبْكِي / نَجِيعاً لانْقِصادِ السَّمْهَرِيِّ
وَقَدْ خَبأَتْ لهُ الأَقْدَارُ مِنْهُ / فَتىً وافَاهُ بالحَيْنِ الجَنِيِّ
فَمَا أَغْنَى ابنُ غَانِيَةٍ فَتِيلاً / وَمَا أَجْدَى ذوُوهُ بَنُو عَلِيِّ
وَأَحكَامُ الليالِي جَارِيَاتٌ / عَلَى المَنْخُوبِ قَلباً والجَرِيِّ
فَإِنْ كانَتْ لَهُ الهَيْجَاءُ شِرْباً / فَقَدْ ذادَتْهُ أَطرَافُ العَصِيِّ
وَإِنْ تَكُنِ الشَّقاوَةُ أَنْسَأَتْهُ / فَلَمْ يَكُ لِلسعَادَةِ بِالنَّسِيِّ
وَكَيْفَ رَجَا ابْنُ سَوَّاقٍ نَجَاةً / ولَيسَ لِما عَنَاهُ بِالنَّجِيِّ
إِذَا الإِقْصافُ بِالعِيدانِ أَوْدَى / فَمَا يَعْدُوهُ عَن قَصفِ الوَدِيِّ
أُحِيطَ بِهِ فَأَذْعَنَ عَن صغارٍ / يَذُمُّ عَواقِبَ المَرْعَى الوَبِيِّ
وأَلْحَفَ فِي الأَمانِ عَلَى اهْتِداءٍ / إِلَى اسْتِنقاذِ مَعْشَرِهِ الغَوِيِّ
وَهَانَ عَلَيْهِ أَنْ وَهَنَتْ قِوَاهُ / ليُمْسِكَ مِنْهُ بِالسَّبَبِ القَوِيِّ
أَفَاقَ وَكَانَ لا يَصْحُو فُوَاقاً / رُكُوناً مِنْ هَواهُ إِلَى الرَبِيِّ
وَخَوَّلَهُ الرِّضَى ما لَمْ يَخَلْهُ / وَكَمْ نَطِفٍ لهُ فَلَجُ البَرِيِّ
وَلَوْلا الصَّفْحُ أَسْقَتْهُ المَنَايَا / صِفَاحُ الهِنْدِ في يَوْمٍ قَسِيِّ
إِذا حَفَّ الحِمامُ بِمُستَمِيتٍ / فَلا يَيْأَسْ مِنَ اللطْفِ الخَفِيِّ
أَلا للَّهِ أَوَّاه مُطِيعٌ / يُدَوِّخُ كُلَّ جَبَّارٍ عَصِيِّ
تَسَامَى فِي مَراقِي الفَضْلِ حَتَّى / أَبَرَّ حُلىً مِنَ البَرِّ التَقِيِّ
وَأَقْسَمَ لا يُرَى إِلا مُكِبَّا / عَلَى الإِحْسَانِ لِلرَّجُلِ المُسِيِّ
وَمَا عَدِمَ اكْتِهَالاً واكْتِمَالاً / حِجَاهُ وهْوَ في حِجَجِ الصَّبِيِّ
رَبِيءُ الحَرْبِ أَوْسَعَها غَناءً / فأَغْنَتْهُ الخِزَامَةُ عَنْ رَبِيِّ
يَبينُ عَلَيْهِ مَيْلٌ لِلْعَوالِي / إِذَا لَحِظتهُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيِّ
وَيَسْتَدْعِي مُغَازَلَة المَوَاضِي / مُقنَّأةً كأَعْطافِ القِسِيِّ
وَلا يَدَعُ اقْتِنَاءَ العِلْمِ وَقْتاً / فَهَا هُوَ مِنهُ فِي شِبَعٍ وَرِيِّ
سَما لِلمَجْدِ فِي كَدْحٍ وَقَدْحٍ / بِزَنْدٍ مِنْ قَرِيحَتِهِ وَرِيِّ
وَأَحْرَزَ فِي المَعَالِي وَالمَعَانِي / وِرَاثَتَها عَنِ السَّلَفِ الرَّضِيِّ
تَسَلَّمَها بِحَقٍّ أَلْمَعِيّاً / نِقَاباً عَنْ نِقابٍ أَلْمَعِيِّ
يُشَرِّفُ ما تُصَرِّفُ راحَتاهُ / فَلِلْقَلَمِ افْتِخَارُ المَشْرَفِيِّ
ولايَتُهُ لَنا غَوثٌ وَغَيثٌ / عَلَى الوَسمِيِّ سامٍ والوَلِيِّ
وَمَثْواهُ بِدَارِ المُلْكِ فَوْزٌ / بِصَفْوِ العَيْشِ وَالبالِ الرَّخِيِّ
فَرِدْ بَحْرَ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً / وَطَالِعْ ناهِداً بَدْرَ النَّدِيِّ
وَفَيْتُ بِما استَطَعْتُ مِن امْتِدَاحٍ / فَهَلْ لِلْحُرِّ مَعْذِرَةُ الوَفِيِّ
وَأَرْجُو أَنْ يُسَوِّغَنِي قَبُولاً / بِهِ أُهْدِي المَدِيحَةَ كالهَدِيِّ
أَشِدْ بِالقَوَافِي ذِكْرَ علْوَةَ أَوْ عَلْيَا
أَشِدْ بِالقَوَافِي ذِكْرَ علْوَةَ أَوْ عَلْيَا / وَدَعْ لِلسَّوافِي دارَ مَيَّةَ بِالعَلْيَا
لِكُلٍّ مِنَ العُشَّاقِ رَأْيٌ يُجِلُّهُ / وَإِنْ جَالَ فِي الأَحدَاقِ مَا يُبْطِلُ الرَّأْيَا
أَلَمْ تَرَها عَيَّتْ جَواباً ولَمْ يَجِدْ / مُسائِلُها إِلا الأَوارِيَّ وَالنُّؤْيَا
بِحَسْبِ زيادٍ نَدْبُهُ طَلَلاً عَفَا / وَحَسْبِي اقْتِدَاحٌ للغَرامِ زَكَا وَرْيَا
إِذَا الأَثَرُ اسْتَهوَى فَما العَيْنُ صانِعٌ / بِمَنْ عَقْدُهُ لا يَقْبَلُ الوَهْنَ والوَهْيَا
أَوَيْتُ إلَى عَلْيَاءَ غَيْرَ مُنَهْنِهٍ / فُؤَاداً عَلَى الإِخفَاقِ يَسْتَنجِزُ الوَأْيَا
وَلَمْ أَرَ كَالأَحْيَاءِ تَزْحَف دُونَها / فَتُكْثِرُ في أَكْفَائِها القَتْل والسَّبْيَا
كَفَانِي بِهَا رِيَّا بِرَامَةَ شَدَّ ما / جَفَانِي فَلا بُقْيا عَلَيَّ وَلا لُقْيَا
جَزَتْنِي جَزَاء الوَشْيِ والحَلْيِ إذْ أَبَتْ / مَحَاسِنُهَا أَنْ تَلْبَسَ الوَشْيَ وَالحَلْيَا
كَأَنِّيَ ما نازَلْتُ آسَادَ قَوْمِها / وَغَازَلتُ مِنْها وَسْطَ أَخْيامِها ظَبْيَا
وَلَمْ أَدْرِ فِي هَصْرِي لِميَّادِ قَدِّها / أَرُمَّانَةً فِي النَّحْرِ أَقْطِفُ أَمْ ثَدْيَا
سَجَايَا الغَوَانِي مَا دَرَيْتُ فَشَأْنها / وَهجرَانها لا أُدرِك الهَجْر وَالنأْيَا
أَجِدَّكَ لا أَنْفَكُّ بِالغِيدِ مُغْرَماً / فَمَا أَنَا لِلأُخْرَى وَمَا أَنَا لِلدُّنْيَا
لقَلْبِيَ أوْحَى بالتَّصَابِي تَقَلُّبٌ / مِنَ الغُصْنِ مُخْضلاً ثَنَتْهُ الصَّبا ثَنْيَا
وَلا بُدَّ لِلْوَافِي النُّهَى مِن نِهَايَةٍ / يُوَفِّي ارْعِواءً عِنْدَها الأَمْرَ وَالنَّهْيَا
أَلَيْسَ مَشِيبِي مُنْذِراً وَمُبَشِّراً / فَمَا لِيَ وَيلِي أُشْبِهُ الصُّمَّ وَالعُمْيَا
وَشُكْرُ أَبِي يَحْيَى الأَميرِ أَحَقُّ بِي / وَإِنْ عَزَّنِي شُكْرُ الأَميرِ أَبِي يَحْيَى
هُمام إِذَا ابتَاعَ الثَّناءَ بِمَا حَوَتْ / يَدَاهُ فَمَا يَخْشَى مُبَايعُه ثُنْيَا
تَرَعْرَعَ بَيْنَ البَأْسِ والجُودِ مِثْلَما / تَبَحْبَحَ فِي المَجْدِ المُؤَثَّلِ وَالعَلْيَا
مُجِيلاً قِداحَ الفَوْزِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ / بِما يُقْتَضَى سَعْداً وَمَا يُرتَضَى سَعْيَا
بِرَاحَتِهِ زَنْدُ المَكَارِمِ كُلَّما / أَرَانا بِهِ قَدْحاً رَأَينَا لَهُ وَرْيَا
أَعَدَّ لأَدْواءِ الليالِي دَوَاءَها / وَهَلْ يُخْطِئُ الإصَمَاءَ مَنْ يُحْسِنُ الرَّمْيَا
مَسَاعِيهِ في أعْدَائِهِ وَوُلاتِهِ / تَمرُّ لَهُمْ شَرْياً وَتَحْلُو لَنَا أَرْيَا
يُديرُ مِن الحَرْبِ الضَّروسِ حَدِيقَةً / وَإِنْ لَم يَرِدْ فِيها سِوَى لامَةٍ مَهْيَا
ويَحْسبُ أَجْنَاسَ القَوَافِي عُفَاتهُ / فيَحيَا لَها مَن هامَ أَقْتَالَهَا حَيَّا
تَأَلَّى هُدَاه لا تَأَتَّى مُناجِزاً / صُنوفَ العِدَى أَو يَمْحُوَ الغَيَّ والبَغْيا
فَلا شَكَّ أَنَّ السُّمْرَ شَكّاً تُبيتُهُم / وَلا رَيْبَ أَنَّ البِيضَ تُفْنِيهِمُ بَرْيَا
كَأَنَّ عَلَيهِ لِلقِرَاعِ ولِلْقِوَى / نُذُوراً فَلا صُبْحاً تُضَاعُ وَلا مَسْيَا
يَرُوحُ وَيَغدُو مَنزِلاً وَمُنازِلاً / فَمِن مُعتَدٍ يردَى وَمِن معتفٍ يَحْيَا
هُوَ المُقْتَفِي مَا سنَّ للناسِ آلَه / وَهَلْ يَقْتَفِي إِلا السَّكِينَةَ وَالهَدْيَا
أَئِمَةُ عَدلٍ يَمَّمَ الحَقُّ نَصْرَهُم / فَمَا عَدَلُوا عَنهُ دِفاعاً وَلا حَمْيَا
هُمُ فَرَّجُوا غَمَّ الدَّواهِي وَضِيقَها / بِمَا وَسِعَ الدُّنْيَا وأَبْنَاءَها دَهْيَا
وَهُمْ نَصَرُوا الدينَ الحَنيفَ وَبَصَّروا / مَعَالِمَهُ والنَّاسُ فِي فِتْنَة عَمْيَا
وَهُمْ أَحْرَزُوا دُونَ المُلوكِ مَنَاقِباً / مَتَى مَا وَلوا إِخفاءَها بَهَرَتْ خَفْيَا
تَنَاهَوا مِنَ العَلْيَا إلَى غايَةٍ نَأَتْ / فَقَصَّرَ عَنْها كُلُّ مَدْحٍ وَإنْ أَعْيَا
أَعِدْ نَظَراً لِلدَّهْرِ تُبْصِرهُ ناضِراً / وَمَا رُؤْيَةُ الأَشْياءِ حَقّاً مِن الرُّؤْيَا
فَلا يَوْمَ إِلا إِضْحِيانٌ بِنُورِهم / وَلا لَيْلَة إِلا بِأَسْعُدِهِمْ ضَحْيَا
لآلِ أَبِي حَفْصٍ وَسائِلُ نُصْرَةٍ / إلَى الدِّينِ وَالدنْيا هيَ النّسْبَةُ الدُّنْيَا
فَبُشْرَى لِمَنْ لَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ حُبِّهِم / عَتاداً وزَاداً لِلمَمَاتِ وَلِلحَيَا
لَقَدْ أَعْرَقُوا فِي المُلكِ لَكِنْ تَعدَّدُوا / فيَا رُشْدَهُم رَأْياً وَيا حُسْنَهُم رُؤْيَا
أَعَزُّ المَبانِي مَا أَقامُوا علَى القَنَى / لَدَيْهم وَخَيرُ الخَيْلِ مَا رَكَضُوا عُرْيَا
كَفَاهُمْ مِنَ القَصرِ السُّرادِقُ بِالفَلا / وَأَنْساهُمُ اليَنْبُوعَ ذِكْرُهُمُ الحِسْيَا
قَدِ اخْشَوشَنُوا إِلا حَواشِيَ أُرْهِفَتْ / رِقاقاً وآداباً صَغَتْ نَحْوَهُم صَغْيَا
وَقَدْ هَجَرُوا حتَّى اليَراعَ فَإِنَّمَا / يَخُطُّون بِالخَطِيِّ مَا يَفْضَحُ الوَشْيَا
تَحَلَّى وَلِيُّ العَهْدِ زُهْرَ حُلاهُمُ / فَحِلْمٌ إلَى بُقْيَا وَعِلْمٌ إلَى فُتْيَا
سَمَتْ دَعْوَةُ التَّوحِيدِ مِنْهُ بِأَوْحَدٍ / مآثِرَ أَعْيَتْ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ العلْيَا
تَرَى الفَلكَ الدَّوَّارَ مِنْ خدَمَائِهِ / فَمَا لا يَرَى إيجَابُهُ سامَهُ نَفْيَا
مُجِيرٌ علَى الأَيَّامِ مِنْ جَوْرِ بُؤْسِها / بِنُعْمَى علَى نُعْمَى وَحُذْيَا علَى حُذْيَا
لَهُ اللُّهُ ما نَدَّى يَميناً بِمِنَّةٍ / وَإِنْ هِيَ ذَاعَتْ فِي النَّدَيِّ فَمَا أَعْيَا
كَأَنَّ لُهاهُ لِلثُّرَيَّا وَيَوْمِهِ / فَعُودِي بِها نَضْرٌ وَأَرْضِي بِها ثَرْيَا
سَقَانِيَ رِيّاً بَعْدَ رِيٍّ سَمَاحُهُ / فَيَا حَبَّذا السَّاقِي وَيَا حَبَّذَا السُقْيَا
وَصَيَّرَ لِلتَّجوِيدِ جَدْوَاهُ مبدَأ / وَقَدْ بَلَغَ الإفحَامُ غَايَتَهُ القُصْيَا
وَخَوَّلَنِي رُعْياً بِها وَكلاءةً / فَخَوَّلَهُ اللَّهُ الكَفاءةَ وَالرَّعْيَا
بَدَا المُشْتَرِي بِالأُفْقِ لِلبَدْرِ تَالِياً
بَدَا المُشْتَرِي بِالأُفْقِ لِلبَدْرِ تَالِياً / فَأَشْرَقَ مِنْ نُورَيْهِما فَلَكُ الدُّنْيَا
وَلاحَا كَما قامَ الأَمِيرُ وَنَجْلُهُ / تَقَدَّمَ يَحْيَى واقْتَفَاهُ أَبو يَحْيَى
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ / تُدافِعُ بِالإِنَابَةِ مَا يَنُوبُ
وَهَبَّتْ أَعْيُنٌ في اللَّهِ تَبْكِي / خَطَاياهَا وَقَدْ عُدِمَ الهُبُوبُ
يُغَازِلُها الكَرَى فَتَصُدُّ عَنْهُ / كَمَا صَدَّتْ عَن الفَرَجِ الكُرُوبُ
مُواصلةَ انْهِلالٍ بِانْهِمَالٍ / كَمَا حَيَّتكَ مِدْرَارٌ سَكُوبُ
أَلا إِنَّ السَّراةَ أنَاسُ نُسْكٍ / لَهُم أَبَداً عَلَى الحُسْنَى دؤُوبُ
مَحَبَّتُكُمْ إلَى الرَّحمَانِ زُلْفَى / وَحبُّ سِوَاكُمُ إثْمٌ وحُوبُ
وَلَوْلا أَنَّهُمْ فِينَا جِبالٌ / هَفَتْ بِالأَرْضِ والنَّاسِ الذنُوبُ
عَلَيهِم مِنْ شُحُوبِهمُ سِمَاتٌ / كَذا سِيمَا المُحِبِّينَ الشُّحوبُ
يَخَافُونَ البَيَاتَ وَمَا أَخَافُوا / فَقَدْ جَعَلَتْ جَوَانِحُهمْ تَذُوبُ
هُمُ انْتُدِبُوا إلَى الأَوْرَادِ لَيْلاً / فَملْءُ قُلوبِهِمْ مِنْها نُدُوبُ
وَقَدْ طَهُرَتْ خَلائِقُهُمْ صَفاءً / فَلَمْ تَعْلقْ بِعِرْضِهِم العُيوبُ
كأَنَّهُمْ بِما يُلْقَى إِلَيْهِمْ / تكاشِفُهُمْ بِخَافِيها الغُيوبُ
لا تَعِيبُوا السَّوادَ فَهُوَ مُناكُمْ
لا تَعِيبُوا السَّوادَ فَهُوَ مُناكُمْ / فِي فُرُوعٍ وأَعْيُنٍ وَحَواجِبْ
ولَقَدْ تَجْعَلُونَ مِنْهُ رُقُوشاً / وَنُقُوشاً عَلَى خُدُودِ الكَوَاعِبْ
وَأَرَى الليلَ عِنْدَكُمْ مُسْتَحَبّاً / وَأَرَى الصبْحَ عابَهُ كُلُّ عائِبْ
وَسَلِ المِسْكَ وَالغَوَالِيَ عَنْهُ / وَسَلِ الحِبْرَ في صَحِيفَةِ كاتِبْ
وَعِذَاراً إِذَا أَلَمَّ بِخَدٍّ / دَبَّ فيهِ كَما تَدِبُّ العَقَارِبْ
وَكَفَى أنَّهُ لِحَبَّةِ قَلْبِي / وَلِعَيْنِي وللشبابِ مُناسِبْ
وَإِما رأَيتَ الرُّسُومَ امَّحت
وَإِما رأَيتَ الرُّسُومَ امَّحت / وَلَمْ يُرع حَقٌّ لِذِي مَطلَبِ
فَخُذْ فِي الترحلِ عَنْ تُونُسٍ / وَفارق مَغانيهَا وَاذْهَبِ
فَسَوْفَ تَكُونُ بِها فِتْنَةٌ / تُضِيفُ البَرِيءَ إِلَى المُذْنِبِ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ لَنا غياثٌ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ لَنا غياثٌ / فَعِنْدَ المَحْلِ تُسْتَسْقَى الغُيوثُ
فَلا جُوعٌ وَيُمْناهُ الغَوادِي / وَلا خَوْفٌ وَقَتْلاهُ الليوثُ
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها / إِذا سَلَكَت شِعْباً ركابِيَ أَو فَجّا
أَشَادَ بِها الدَّاعِي المُهيبُ إلَى الرُّشْدِ
أَشَادَ بِها الدَّاعِي المُهيبُ إلَى الرُّشْدِ / فَهَبَّ لَها أَهلُ السعَادَة بِالخُلْدِ
وِلايَةُ عَهْدٍ أنْجَزَ الحَقُّ وَعْدَه / بِتَقْلِيدِها مِنْ أهْلِهِ الصادِق الوَعْدِ
وبَيْعَة رضْوانٍ تَبَلَّجَ صُبْحُها / عَنِ القَمَرِ الوَضَّاحِ فِي أُفُقِ المَجْدِ
تَجَلتْ وَجَلَّتْ عِزّةً فَليَوْمها / مِنَ الدَّهْرِ تَفْويفُ الطّرازِ مِنَ البُرْدِ
وَحَلَّتْ بِسَعْدِ الأَسْعدِ الشَّمسُ عِنْدَها / فَأيِّدَ فِي أَثْنائِها السَّعْدُ بِالسَّعْدِ
وَلَمَّا أَتَتْ بَيْنَ التَّهانِي فَريدَةً / تَخيَّرَها التَّوفيقُ فِي رَجَبِ الفَرْدِ
أَبَى الدِّين والدُّنيا وُلاةً سِوَى بَنِي / أَبِي حَفْص الأَقْمَار وَالسُّحْبِ والأُسْدِ
وَإِنْ ضَايَقَتْ فيهَا المُلُوك وَعَدَّدَتْ / مَنَاقِبَ تَحْكِي الشُّهبَ فِي الظُّلَمِ الرُّبْدِ
فَإِنَّ كِتابَ اللَّهِ يَفْضُلُ كُلُّهُ / وَقَدْ فَضَلَتْهُ بَيْنَها سُورَةُ الحَمْدِ
وَفِي شَجَراتِ الرَّوْضِ طيبٌ مُعَطَّرٌ / صَباهُ وَلِلأُتْرُجِّ مَا لَيْسَ لِلرَّنْدِ
وَكُلُّ سِلاحِ الحَرْبِ بَادٍ غَناؤُهُ / ولَكِنْ لِمَعْنىً أُوثِرَ الصارِمُ الهِنْدِي
عَلى زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى التقى الرِّضَى / كَما التَقَتِ الأَنْداءُ صُبْحاً عَلَى الوَرْدِ
عَلَى المُرْتَضَى بنِ المُرْتَضَى فِي أَرُومَةٍ / نَمَتْ صُعداً بالنَّجْلِ والأَبِ والجَدِّ
عَلَى المُكْتَفِي والمُقْتَفِي نَهْجَ قَصْدِهِ / وَمُشْبِهِه في البَأْسِ وَالجُودِ وَالجَدِّ
نَسَبٌ كأنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُّحَى
نَسَبٌ كأنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُّحَى / نُوراً وَمِنْ فَلَقِ الصباحِ عَمودَا
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَسْنَى وَليدِ
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَسْنَى وَليدِ / زِيدَ مِنْ آلِ خَالِدِ بنِ الْوَليدِ
لِلَّهِ قَلْعَةُ بِيرانٍ وَعِزَّتهَا
لِلَّهِ قَلْعَةُ بِيرانٍ وَعِزَّتهَا / عَلَى الأَعَاصِيرِ فِي ماضِي الأَعَاصِيرِ
عَنَتْ وَدَانَتْ عَلَى حُكْمِ المُنَى فَرَقاً / مِنْ سَيِّد قَدْ هَوَتْ مِنْ أَرْفَعِ السُّورِ
وَأَذْعَنَتْ وَهيَ الشمَّاءُ ذُرْوَتُها / عَلَى حجَاجٍ لهَا مِنْ قَبْلُ مَذْكورِ
وَلَوْ أَصَرَّتْ عَلَى الإعْراضِ ثَانِيَةً / لأَصْبَحَتْ بَيْنَ تَخْريبٍ وَتَدْميرِ
مَدَّتْ إِلَيكَ أَبَا زَيْدٍ بِطَاعَتِها / يَداً مَخَافَةَ صَوْلٍ مِنكَ مَشْهُورِ
وَأَكَّدَتْ في الرِّضَى والصَّفحِ رَغْبَتَها / كَمَا تَقَدَّمَ تَأييدُ الْمَقَادِيرِ
فَجُدْتَ جُودَكَ بِالنُعْمَى بِمَا سَأَلَتْ / مِنَ الأَمَانِ لَهَا طَلْقُ الأَسَارِيرِ
بِنَفْسِي مُثلِجَاتٍ لِلصدُورِ
بِنَفْسِي مُثلِجَاتٍ لِلصدُورِ / لَهَا سِمَتانِ مِنْ نارٍ وَنُورِ
حَوامِلُ وَهْيَ أَبْكَارٌ عَذَارَى / تُزَفُّ عَلَى الأَكُفِّ مَعَ البُكُورِ
بَياضُ الطَّلحِ ما تَنْشَقُّ عَنْهُ / وَفَوْقَ أَدِيمِها صَهَبُ الخُمُورِ
كَبَرْدِ الطَّلِّ حِينَ تُذَاقُ طَعماً / وَفِي أَحْشَائِها وَهَجُ الحَرورِ
لَها حالان بَيْنَ فَمٍ وَكَفٍّ / إِذَا وَافَتكَ رائِقَةَ السُّفُورِ
فَتَغْرُبُ كَالأَهِلَّةِ فِي لَهَاةٍ / وتَطْلعُ في يَمينٍ كالبُدورِ
لِمِثَالِ نَعْلِ المُصْطَفَى أُصْفِي الهَوَى
لِمِثَالِ نَعْلِ المُصْطَفَى أُصْفِي الهَوَى / وَأَرَى السُلُوَّ خَطِيئَةً لَنْ تُغْفَرا
وَإِذَا أُصَافِحُهُ وأَمْسَحُ لاثِماً / أَرْكانَهُ فَمُعزِّزاً وَمُوَقِّرا
سِرُّ اعْتِزَازِي في جَهارِ تَذَلُّلِي / لِجَلالِهِ أَثَراً بِقَلْبِي أَثَّرا
إِنْ شَاقَنِي ذَاكَ المِثالُ فَطَالَما / شَاقَ المُحِبَّ الطيْفُ يَطْرُقُ فِي الكَرى
لِي أُسْوَةٌ فِي العاشِقِينَ وَقَصْدِهِمْ / لَثْمَ الطُلولِ لأَهْلِهِنَّ تَذكُّرا
وَبُكائِهِمْ تِلْكَ المَعَاهِدَ ضِلَّةً / تَحْتَ الظَّلامِ عَلَى الغَرامِ تَوَفَّرا
أَفَلا أُمَرِّغُ فيهِ شَيْبِي رَاشِداً / وأُريقُ دَمْعِي وَسْطَه مُسْتَبْصِرا
ثِقَةً بِإِثْرائِي مِنَ الخَيْراتِ فِي / شَغَفِي بِنَعْلَيْ خَيْر منْ وَطِئَ الثَّرى
لَوْ عَنَّ لِي عَوْنٌ مِنَ الِمْقدَارِ
لَوْ عَنَّ لِي عَوْنٌ مِنَ الِمْقدَارِ / لَهَجَرْتُ لِلدَّارِ الكَرِيمَةِ دَارِي
وَحَلَلْتُ أَطْيَبَ طِينَةٍ مِنْ طِيبَة / جَاراً لِمَنْ أَوْصَى بِحِفْظِ الجَارِ
وَرَكَعْتُ فِي صَحْنٍ هُنالِكَ طَاهِراً / وَكَرَعْتُ فِي مَعْنٍ هُنالِكَ جارِي
حَيْثُ اسْتَنَارَ الحَق لِلأَبْصَارِ / لمِّا اسْتَثَارَ حَفائِظَ الأَنْصارِ
لَكِنْ عَلَيَّ لَها أَدَاءُ الفَرْضِ مِنْ / طُولِ النِّزاعِ وَشِدَّةِ التّذْكارِ
يا زَائِرينَ القَبْرَ قَبْرَ مُحَمَّدٍ / بُشْرَى لَكُمْ بِالسَّبْقِ فِي الزُّوَّارِ
أَوْضَعْتُمُ لِنَجاتِكُمُ فَوَضَعْتُم / ما آدَكمْ منْ فَادِحِ الأَوْزَارِ
فُوزُوا بِسَبْقِكُمُ وَفُوهُوا بِالذِي / حَمَّلْتُكُمْ شَوْقاً إِلَى المُخْتَارِ
أَدُّوا السَّلامَ سَلِمْتُمُ وَبِرَدِّهِ / أَرْجُو الإجارَةَ مِنْ وُرُودِ النَّارِ
ثُم اشْفَعُوا لِي فَالشَّفاعَةُ عِنْدَهُ / فِيهَا أُبَوَّأُ رُتبَة الأَبْرَارِ
أَمْرِي عَجِيبٌ في الأُمورِ
أَمْرِي عَجِيبٌ في الأُمورِ / بَينَ التَّوارِي والظُّهورِ
مُسْتَعْمَلٌ عِنْدَ المَغي / بِ وَمُهْمَلٌ عِنْدَ الحُضُورِ
قُلْ لابْنِ شَلبُونٍ مَقالَ تَنَزُّهٍ
قُلْ لابْنِ شَلبُونٍ مَقالَ تَنَزُّهٍ / غَيرِي يُجاريك الهِجَاءَ فَجَارِ
إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا / فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
أَلا اسْمَعْ فِي الأَميرِ مَقَالَ صدْقٍ
أَلا اسْمَعْ فِي الأَميرِ مَقَالَ صدْقٍ / وَخُذْهُ عَنِ امْرِئٍ خدَم الأَمِيرا
مَتَى يَكْتُبْ تَرِدْ وَشَلاً أُجَاجاً / وَإِنْ يَرْكَبْ تَرِدْ عَذْباً نَمِيرا
وَقَالوا ألفْتَ الكَرَى نُطْفَةً
وَقَالوا ألفْتَ الكَرَى نُطْفَةً / وَبتَّ عَلَى ظَمَإٍ لِلكَرَى
فَقُلتُ الهَوَى ضَافَنِي طَاوِياً / إِليَّ المَراحِلَ يَشْكُو السُّرَى
فَبَوَّأتُه مُقلَتِي مَنزِلاً / وَقَدَّمتُ نَوْمِي إِلَيهِ قِرَى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025