المجموع : 899
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ / بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ
لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ / وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ
وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ / لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ
قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل / قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ / جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ
بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ / رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ
فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني / هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ
سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً / هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً / بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ
وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ / ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ
ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا / مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ
فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ / تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ
رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ / وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ
راقَني مِن لَفظِكَ المُستَطابِ
راقَني مِن لَفظِكَ المُستَطابِ / حِكمَةٌ فيهِ وَفَصلُ الخِطابِ
وَمَعانٍ مُشرِقاتٌ حِسانٌ / ما تَوارَت شَمسُها في حِجابِ
هِيَ لِلوارِدينَ ماءٌ زُلالٌ / وَسِواها لامِعٌ كَالسَرابِ
جالَ ماءُ الحُسنِ فيها كَما قَد / جالَ في الحَسناءِ ماءُ الشَبابِ
ما رَأَينا قَبلَها عِقدَ دُرٍّ ضَم / مَهُ في الطِرسِ سَطرُ كِتابِ
صَدَرَت عَنِ لَفظِ صاحِبِ فَضلٍ / هُوَ عِندي مِن أَكبَرِ الأَصحابِ
فَتَأَمَّلتُ وَأَمَّلتُ مِنهُ جَم / عَ شَملي في عاجِلٍ وَاِقتِرابِ
ثُمَّ قابَلتُ أَيادي ثَناهُ / بِدُعاءٍ صالِحٍ مُستَجابِ
يا أُهَيلَ الوُدِّ أَنتِم مُرادي / وَإِلَيكُم في العَلاءِ اِنتِسابي
ذِكرُكُم لي شاغِلٌ في حُضوري / وَثَناكُم مُؤنِسي في اِغتِرابي
نِلتُ مِن وُدِّكَ الجَميلِ اِنتِصافي
نِلتُ مِن وُدِّكَ الجَميلِ اِنتِصافي / حَيثُ مِن سائِرِ القَذى أَنتَ صافي
وَتَيَقَّنتُ مُذ أَذِنتَ لِكُتبي / أَن تُوافي بِأَنَّ لي أَنتَ وافي
حَمَلَتها قَوادِمٌ مِن وَفاءٍ / وَخَوافٍ لِلوُدِّ غَيرُ خَوافِ
أَيُّها الصاحِبُ المُعَظَّمُ تاجُ ال / دينِ رَبُّ الإِسعادِ وَالإِسعافِ
لا تَظُنَّ اِنقِطاعَ كُتبي بِأَنّي / لَكَ جافٍ كَلّا وَلا مُتَجافِ
ذِكرُكُم مِلءُ مَسمَعي وَسَنا وَج / هِكَ تِلقاءِ ناظِري وَالهَوى في
وَرَدَت عَبدَكَ المُقَصِّرِ أَبيا / تٌ فَأَغنَتهُ عَن كُؤوسِ السُلافِ
بِقَوافٍ قَد رُصَّعَت بِالمَعاني / وَمَعانٍ قَد فُصِّلَت بِالقَوافي
فَتَخَيَّرتُ ما أَقولُ وَأُهدي / نَحوَ تِلكَ الأَخلاقِ وَالأَلطافِ
غَيرَ أَنّي لَفَّقتُ نَذرَ جَوابٍ / لِيَ شافٍ وَإِن غَدا غَيرَ شافِ
فَاِسخُ لي مُنعِماً بِتَمهيدِ عُذري / إِنَّها مِن خَلائِقِ الأَشرافِ
قَد شَرَحتُ المَبسوطَ مِن قِصرِ عُذري / فَاِعتَبِرهُ مِن رَأيِكَ الكَشّافِ
مِن غَرسِ نِعمَتِهِ وَتُربِ سَماحِهِ
مِن غَرسِ نِعمَتِهِ وَتُربِ سَماحِهِ / وَرَبيبِ دَولَتِهِ وَراضِعِ جودِه
عَبدٌ يَوَدُّ بَقاءَ مالِكِ رِقِّهِ / عِلماً بِأَنَّ وُجودَهُ بِوُجودِه
يَطوي المَفاوِزَ وَهوَ يَنشُرُ فَضلَهُ / وَوِدادُهُ مِنهُ كَحَبلِ وَريدِه
لا يَستَطيعُ جُحودَ شامِلِ بِرِّهِ / عَبدٌ قَلائِدُ جودِهِ في جيدِه
يُقَبَّلُ الأَرضَ عَبدٌ تَحتَ ظِلِّكُمُ
يُقَبَّلُ الأَرضَ عَبدٌ تَحتَ ظِلِّكُمُ / عَليكُمُ بَعدَ فَضلِ اللَهِ يَعتَمِدُ
ما دارُ مَيَّةَ مِن أَقصى مَطالِبِهِ / يَوماً وَأَنتُم لَهُ العَلياءُ وَالسَنَدُ
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما / أُوَدَّعُ رَوحاً بَينَ لَحمي وَأَعظُمي
وَقُلتُ لِقَلبي حينَ فارَقتُ مَجدَهُ / فِراقٌ وَمَن فارَقتَ غَيرَ مُذَمَّمِ
يا سادَةً مُذ سَعَت عَن بابِهِم قَدَمي
يا سادَةً مُذ سَعَت عَن بابِهِم قَدَمي / زَلَّت وَضاقَت بِيَ الأَمصارُ وَالطُرُقُ
قَد حارَبَ الصَبرَ وَالسَلوانَ بَعدَكُمُ / قَلبي وَصالِحَ طَرفي الدَمعُ وَالأَرَقُ
وَدَوحَةُ الشِعرِ مُذ فارَقتُ مَجدَكُمُ / قَد أَصبَحَت بِهَجيرِ الهَجرِ تَحتَرِقُ
فَإِن أَرَدتُم لَها البُقيا بِقُربِكُمُ / تَدارَكوها وَفي أَغصانِها وَرَقُ
أَقولُ لِسارٍ يَطلُبُ الرِزقَ ساقِياً
أَقولُ لِسارٍ يَطلُبُ الرِزقَ ساقِياً / سَوامَ الأَماني مِن حِياضِ المَطامِعِ
هَلُمَّ إِلى رَبعِ الجَوادِ الَّذي بَدَت / مَناقِبُهُ مِثلَ النُجومِ الطَوالِعِ
وَرُبَّ دَليلٍ لي إِلَيهِ أَجَبتُهُ / كَفاني دَليلاً ما لَهُ مِن صَنائِعِ
وَمُستَشفِعٍ بي عِندَهُ قُلتُ إِنَّهُ / كَريمٌ نَداهُ عِندَهُ خَيرُ شافِعِ
فَوَاللَهِ ما اِشتَقتُ الحِمى لِحَدائِقٍ
فَوَاللَهِ ما اِشتَقتُ الحِمى لِحَدائِقٍ / بِها الدَوحُ يَزهى غُصنُهُ وَوَريقُهُ
بَلِ اِشتَقتُ لَمّا قيلَ إِنَّكَ بِالحِمى / وَمَن ذا الَّذي ذِكرُ الحِمى لا يَشوقُهُ
سَقى اللَهُ أَرضاً نورُ وَجهِكَ شَمسُها
سَقى اللَهُ أَرضاً نورُ وَجهِكَ شَمسُها / وَحَيّا سَماءً أَنتَ في أُفقِها بَدرُ
وَرَوى بِلاداً جودُ كَفِّكَ غَيثُها / فَفي كُلِّ قُطرٍ مِن نَداكَ بِها قَطرُ
يا سادَةً حُمِّلتُ مِن بَعدِهِم
يا سادَةً حُمِّلتُ مِن بَعدِهِم / أَكثَرَ مِن عَهدي وَمِن طَوقي
أَصبَحتُ كَالوَرقاءِ في مَدحِكُم / لَمّا غَدا إِنعامُكُم طَوقي
إِنَّ حَواسي الخَمسَ مُذ غِبتُمُ / إِلَيكُمُ في غايَةِ الشَوقِ
تَحلونَ في عَيني وَسَمعي وَفي / لَمسي وَفي شَمّي وَفي ذَوقي
كَذا جِهاتي السِتُّ مِن بَعدِكُم / مَملوءَةٌ مِن لا عِجِ الشَوقِ
خَلفي وَقُدّامي وَيُمنايَ وَيُس / رايَ وَمِن تَحتي وَمِن فَوقي
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ / إِذا حُدَّ لا يُلفى لِضابِطِهِ أَصلُ
وَكَيفَ يُحَدُّ الشَوقُ عِندي بِضابِطٍ / وَليسَ لَهُ جِنسٌ قَريبٌ وَلا فَصلُ
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري / وَقالَ لِطِرسي سَوفَ أَمحوكَ بِالهَطلِ
كِلانا سَوادٌ في بَياضِ فَما الَّذي / تَمُنُّ بِهِ حَتّى تُشاهَدَهُم قَبلي
لا غَروَ أَن يَصلى الفُؤادُ لِبُعدِكُم
لا غَروَ أَن يَصلى الفُؤادُ لِبُعدِكُم / ناراً تُؤَجِّجُها يَدُ التِذكارِ
قَلبي إِذا غِبتُم يَصَوِّرُ شَخصَكُم / فيهِ وَكُلُّ مُصَوِّرٍ في النارِ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ / وَيَشتاقُ قَلبي كُلَّما مَرَّ خاطِفُ
وَأَهتَزَّ مِن خَفقِ النَسيمِ إِذا سَرى / وَلَولاكُمُ ما حَرَّكَتني العَواصِفُ
رَعى اللَهُ مَن فارَقتُ يَومَ فِراقِهِم
رَعى اللَهُ مَن فارَقتُ يَومَ فِراقِهِم / حُشاشَةَ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
وَمَن ظَعَنَت رَوحي وَقَد سارَ ظَعنُهُم / فَلَم أَدرِ أَيُّ الظاعِنينَ أُشَيّعُ
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لِحظُ عَيني
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لِحظُ عَيني / وَقَريباً مَحَلُّهُ في فُؤادي
تَشتَهي العَينُ أَن تَراكَ وَلَو بِت / تُ مَريضاً وَأَنتَ مِن عُوّادي
وَتَمَنَّيتُ لَو كَتَبتُ كِتابي / أَنَّ إِنسانَها مَكانَ المِدادِ
لا تَظُنَّ البُعادَ يُخلِقُ عَهدي / أَو تَحُلَّ الأَيامُ عَقدَ وِدادي
أَنتَ مِن مُهجَتي مَكانَ السُوَيدا / ءِ وَمِن مُقلَتَي مَكانَ السَوادِ
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري / في حالِ تَسهادي وَحينَ أَنامُ
فَبِطيبِ ذِكرٍ مِنكَ تَبدَأُ يَقظَتي / وَبِشَخصِ طَيفِكَ تُختَمُ الأَحلامُ
وَاللَهِ ما سَهِرَت عَيني لِبُعدِكُم
وَاللَهِ ما سَهِرَت عَيني لِبُعدِكُم / لِعِلمِها أَنَّ طيبَ الوَصلِ في الحُلُمِ
وَلا صَبَوتُ إِلى ذِكرِ الجَليسِ لَكُم / لِأَنَّ ذِكرَكُمُ في خاطِري وَفَمي
سَلامٌ عَلَيكُم مِن مُحِبٍّ مُتَيَّمٍ
سَلامٌ عَلَيكُم مِن مُحِبٍّ مُتَيَّمٍ / مَشوقٍ إِذا جَنَّ الظَلامُ لَهُ حُنّا
سَلامٌ عَلَيكُم مِن شَجٍ كُلَّما هَدَت / مِنَ اللَيلِ آناءُ الظَلامِ لَهُ أَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم مِن غَرِيٍّ بِذِكرِكُم / إِذا هَبَّ خَفّاقُ النَسيمِ لَهُ حَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم لا فُجِعنا بِقُربِكُم / وَلا قَدَّرَ الرَحمَنُ بُعدَكُمُ عَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم ما حَيينا وَإِن نَمُت / عَلَيكُم سَلامُ اللَهِ مِن بَعدِنا مِنّا