القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 899
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ / بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ
لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ / وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ
وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ / لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ
قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل / قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ / جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ
بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ / رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ
فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني / هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ
سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً / هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً / بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ
وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ / ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ
ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا / مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ
فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ / تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ
رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ / وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ
راقَني مِن لَفظِكَ المُستَطابِ
راقَني مِن لَفظِكَ المُستَطابِ / حِكمَةٌ فيهِ وَفَصلُ الخِطابِ
وَمَعانٍ مُشرِقاتٌ حِسانٌ / ما تَوارَت شَمسُها في حِجابِ
هِيَ لِلوارِدينَ ماءٌ زُلالٌ / وَسِواها لامِعٌ كَالسَرابِ
جالَ ماءُ الحُسنِ فيها كَما قَد / جالَ في الحَسناءِ ماءُ الشَبابِ
ما رَأَينا قَبلَها عِقدَ دُرٍّ ضَم / مَهُ في الطِرسِ سَطرُ كِتابِ
صَدَرَت عَنِ لَفظِ صاحِبِ فَضلٍ / هُوَ عِندي مِن أَكبَرِ الأَصحابِ
فَتَأَمَّلتُ وَأَمَّلتُ مِنهُ جَم / عَ شَملي في عاجِلٍ وَاِقتِرابِ
ثُمَّ قابَلتُ أَيادي ثَناهُ / بِدُعاءٍ صالِحٍ مُستَجابِ
يا أُهَيلَ الوُدِّ أَنتِم مُرادي / وَإِلَيكُم في العَلاءِ اِنتِسابي
ذِكرُكُم لي شاغِلٌ في حُضوري / وَثَناكُم مُؤنِسي في اِغتِرابي
نِلتُ مِن وُدِّكَ الجَميلِ اِنتِصافي
نِلتُ مِن وُدِّكَ الجَميلِ اِنتِصافي / حَيثُ مِن سائِرِ القَذى أَنتَ صافي
وَتَيَقَّنتُ مُذ أَذِنتَ لِكُتبي / أَن تُوافي بِأَنَّ لي أَنتَ وافي
حَمَلَتها قَوادِمٌ مِن وَفاءٍ / وَخَوافٍ لِلوُدِّ غَيرُ خَوافِ
أَيُّها الصاحِبُ المُعَظَّمُ تاجُ ال / دينِ رَبُّ الإِسعادِ وَالإِسعافِ
لا تَظُنَّ اِنقِطاعَ كُتبي بِأَنّي / لَكَ جافٍ كَلّا وَلا مُتَجافِ
ذِكرُكُم مِلءُ مَسمَعي وَسَنا وَج / هِكَ تِلقاءِ ناظِري وَالهَوى في
وَرَدَت عَبدَكَ المُقَصِّرِ أَبيا / تٌ فَأَغنَتهُ عَن كُؤوسِ السُلافِ
بِقَوافٍ قَد رُصَّعَت بِالمَعاني / وَمَعانٍ قَد فُصِّلَت بِالقَوافي
فَتَخَيَّرتُ ما أَقولُ وَأُهدي / نَحوَ تِلكَ الأَخلاقِ وَالأَلطافِ
غَيرَ أَنّي لَفَّقتُ نَذرَ جَوابٍ / لِيَ شافٍ وَإِن غَدا غَيرَ شافِ
فَاِسخُ لي مُنعِماً بِتَمهيدِ عُذري / إِنَّها مِن خَلائِقِ الأَشرافِ
قَد شَرَحتُ المَبسوطَ مِن قِصرِ عُذري / فَاِعتَبِرهُ مِن رَأيِكَ الكَشّافِ
مِن غَرسِ نِعمَتِهِ وَتُربِ سَماحِهِ
مِن غَرسِ نِعمَتِهِ وَتُربِ سَماحِهِ / وَرَبيبِ دَولَتِهِ وَراضِعِ جودِه
عَبدٌ يَوَدُّ بَقاءَ مالِكِ رِقِّهِ / عِلماً بِأَنَّ وُجودَهُ بِوُجودِه
يَطوي المَفاوِزَ وَهوَ يَنشُرُ فَضلَهُ / وَوِدادُهُ مِنهُ كَحَبلِ وَريدِه
لا يَستَطيعُ جُحودَ شامِلِ بِرِّهِ / عَبدٌ قَلائِدُ جودِهِ في جيدِه
يُقَبَّلُ الأَرضَ عَبدٌ تَحتَ ظِلِّكُمُ
يُقَبَّلُ الأَرضَ عَبدٌ تَحتَ ظِلِّكُمُ / عَليكُمُ بَعدَ فَضلِ اللَهِ يَعتَمِدُ
ما دارُ مَيَّةَ مِن أَقصى مَطالِبِهِ / يَوماً وَأَنتُم لَهُ العَلياءُ وَالسَنَدُ
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما / أُوَدَّعُ رَوحاً بَينَ لَحمي وَأَعظُمي
وَقُلتُ لِقَلبي حينَ فارَقتُ مَجدَهُ / فِراقٌ وَمَن فارَقتَ غَيرَ مُذَمَّمِ
يا سادَةً مُذ سَعَت عَن بابِهِم قَدَمي
يا سادَةً مُذ سَعَت عَن بابِهِم قَدَمي / زَلَّت وَضاقَت بِيَ الأَمصارُ وَالطُرُقُ
قَد حارَبَ الصَبرَ وَالسَلوانَ بَعدَكُمُ / قَلبي وَصالِحَ طَرفي الدَمعُ وَالأَرَقُ
وَدَوحَةُ الشِعرِ مُذ فارَقتُ مَجدَكُمُ / قَد أَصبَحَت بِهَجيرِ الهَجرِ تَحتَرِقُ
فَإِن أَرَدتُم لَها البُقيا بِقُربِكُمُ / تَدارَكوها وَفي أَغصانِها وَرَقُ
أَقولُ لِسارٍ يَطلُبُ الرِزقَ ساقِياً
أَقولُ لِسارٍ يَطلُبُ الرِزقَ ساقِياً / سَوامَ الأَماني مِن حِياضِ المَطامِعِ
هَلُمَّ إِلى رَبعِ الجَوادِ الَّذي بَدَت / مَناقِبُهُ مِثلَ النُجومِ الطَوالِعِ
وَرُبَّ دَليلٍ لي إِلَيهِ أَجَبتُهُ / كَفاني دَليلاً ما لَهُ مِن صَنائِعِ
وَمُستَشفِعٍ بي عِندَهُ قُلتُ إِنَّهُ / كَريمٌ نَداهُ عِندَهُ خَيرُ شافِعِ
فَوَاللَهِ ما اِشتَقتُ الحِمى لِحَدائِقٍ
فَوَاللَهِ ما اِشتَقتُ الحِمى لِحَدائِقٍ / بِها الدَوحُ يَزهى غُصنُهُ وَوَريقُهُ
بَلِ اِشتَقتُ لَمّا قيلَ إِنَّكَ بِالحِمى / وَمَن ذا الَّذي ذِكرُ الحِمى لا يَشوقُهُ
سَقى اللَهُ أَرضاً نورُ وَجهِكَ شَمسُها
سَقى اللَهُ أَرضاً نورُ وَجهِكَ شَمسُها / وَحَيّا سَماءً أَنتَ في أُفقِها بَدرُ
وَرَوى بِلاداً جودُ كَفِّكَ غَيثُها / فَفي كُلِّ قُطرٍ مِن نَداكَ بِها قَطرُ
يا سادَةً حُمِّلتُ مِن بَعدِهِم
يا سادَةً حُمِّلتُ مِن بَعدِهِم / أَكثَرَ مِن عَهدي وَمِن طَوقي
أَصبَحتُ كَالوَرقاءِ في مَدحِكُم / لَمّا غَدا إِنعامُكُم طَوقي
إِنَّ حَواسي الخَمسَ مُذ غِبتُمُ / إِلَيكُمُ في غايَةِ الشَوقِ
تَحلونَ في عَيني وَسَمعي وَفي / لَمسي وَفي شَمّي وَفي ذَوقي
كَذا جِهاتي السِتُّ مِن بَعدِكُم / مَملوءَةٌ مِن لا عِجِ الشَوقِ
خَلفي وَقُدّامي وَيُمنايَ وَيُس / رايَ وَمِن تَحتي وَمِن فَوقي
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ / إِذا حُدَّ لا يُلفى لِضابِطِهِ أَصلُ
وَكَيفَ يُحَدُّ الشَوقُ عِندي بِضابِطٍ / وَليسَ لَهُ جِنسٌ قَريبٌ وَلا فَصلُ
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري / وَقالَ لِطِرسي سَوفَ أَمحوكَ بِالهَطلِ
كِلانا سَوادٌ في بَياضِ فَما الَّذي / تَمُنُّ بِهِ حَتّى تُشاهَدَهُم قَبلي
لا غَروَ أَن يَصلى الفُؤادُ لِبُعدِكُم
لا غَروَ أَن يَصلى الفُؤادُ لِبُعدِكُم / ناراً تُؤَجِّجُها يَدُ التِذكارِ
قَلبي إِذا غِبتُم يَصَوِّرُ شَخصَكُم / فيهِ وَكُلُّ مُصَوِّرٍ في النارِ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ / وَيَشتاقُ قَلبي كُلَّما مَرَّ خاطِفُ
وَأَهتَزَّ مِن خَفقِ النَسيمِ إِذا سَرى / وَلَولاكُمُ ما حَرَّكَتني العَواصِفُ
رَعى اللَهُ مَن فارَقتُ يَومَ فِراقِهِم
رَعى اللَهُ مَن فارَقتُ يَومَ فِراقِهِم / حُشاشَةَ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
وَمَن ظَعَنَت رَوحي وَقَد سارَ ظَعنُهُم / فَلَم أَدرِ أَيُّ الظاعِنينَ أُشَيّعُ
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لِحظُ عَيني
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لِحظُ عَيني / وَقَريباً مَحَلُّهُ في فُؤادي
تَشتَهي العَينُ أَن تَراكَ وَلَو بِت / تُ مَريضاً وَأَنتَ مِن عُوّادي
وَتَمَنَّيتُ لَو كَتَبتُ كِتابي / أَنَّ إِنسانَها مَكانَ المِدادِ
لا تَظُنَّ البُعادَ يُخلِقُ عَهدي / أَو تَحُلَّ الأَيامُ عَقدَ وِدادي
أَنتَ مِن مُهجَتي مَكانَ السُوَيدا / ءِ وَمِن مُقلَتَي مَكانَ السَوادِ
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري / في حالِ تَسهادي وَحينَ أَنامُ
فَبِطيبِ ذِكرٍ مِنكَ تَبدَأُ يَقظَتي / وَبِشَخصِ طَيفِكَ تُختَمُ الأَحلامُ
وَاللَهِ ما سَهِرَت عَيني لِبُعدِكُم
وَاللَهِ ما سَهِرَت عَيني لِبُعدِكُم / لِعِلمِها أَنَّ طيبَ الوَصلِ في الحُلُمِ
وَلا صَبَوتُ إِلى ذِكرِ الجَليسِ لَكُم / لِأَنَّ ذِكرَكُمُ في خاطِري وَفَمي
سَلامٌ عَلَيكُم مِن مُحِبٍّ مُتَيَّمٍ
سَلامٌ عَلَيكُم مِن مُحِبٍّ مُتَيَّمٍ / مَشوقٍ إِذا جَنَّ الظَلامُ لَهُ حُنّا
سَلامٌ عَلَيكُم مِن شَجٍ كُلَّما هَدَت / مِنَ اللَيلِ آناءُ الظَلامِ لَهُ أَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم مِن غَرِيٍّ بِذِكرِكُم / إِذا هَبَّ خَفّاقُ النَسيمِ لَهُ حَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم لا فُجِعنا بِقُربِكُم / وَلا قَدَّرَ الرَحمَنُ بُعدَكُمُ عَنّا
سَلامٌ عَلَيكُم ما حَيينا وَإِن نَمُت / عَلَيكُم سَلامُ اللَهِ مِن بَعدِنا مِنّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025