القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
بَكُرَ الخَليطُ وَفي العيونِ مِنَ الجَوى
بَكُرَ الخَليطُ وَفي العيونِ مِنَ الجَوى / دُفَعُ النَّجيعِ وَبِالقُلوبِ شُواظُ
وَالرَّكْبُ مِنْ دَهَشِ النَّوَى في حَيْرَةٍ / لا راقِدُونَ وَلا هُمُ أَيْقاظُ
وَبَدَتْ لنا هَيْفاءُ مُخْطَفَةُ الحَشى / فَتَنَاهَبَتْ وَجَناتِها الأَلْحاظُ
في نِسْوَةٍ رَقَّتْ خُدوداً أُشْرِبَتْ / ماءَ الشبيبَةِ وَالقُلوبُ غِلاظُ
فَكأَنّما أَلْفاظُها عَبَراتُها / وَكأنَّما عَبَراتُها الألْفاظُ
زارَتْ أُمَيْمَةُ وَالظَّلْماءُ تَعْتَكِرُ
زارَتْ أُمَيْمَةُ وَالظَّلْماءُ تَعْتَكِرُ / وَالنَّجْمُ يَخْطِرُ في أَلحاظِهِ السَّهَرُ
فَبِتُّ وَالوَجْدُ يَطْويني وَيَنْشُرُني / حَتّى رَأَيْتُ فُروعَ الصُّبْحِ تَنْتَشِرُ
أُلْقي إِلَيْها أَحَادِيثاً تَلينُ لَنا / مُتونُها وَدُموعُ العَيْنِ تَبْتَدِرُ
وَلي إِذا خَالسَتْنِي القَوْلَ أَوْ سَفَرَتْ / عَنْ وَجْهِها ما اشْتَهاه السَّمْعُ وَالبَصَرُ
فَلَسْتُ أَدْري وَذَيْلُ اللَّيْلِ يَسْتُرَنا / أَتِلْكَ في حُسْنِها أَبْهى أَمِ القَمرُ
أَمَا وَالخَيْلِ تَعْثُرُ في العَجاجِ
أَمَا وَالخَيْلِ تَعْثُرُ في العَجاجِ / وَآسادٍ تَهَشُّ إِلى الهِياجِ
وَضَرْبٍ لا يُنَهْنِهُهُ تَريكٌ / يُطابِقُ خِلْسَةَ الطَّعْنِ الخِلاجِ
إِذا لَقِحَتْ بِهِ حَرْبٌ عَقيمٌ / تَمَخَّضَتِ المَنايا لِلنِّتاجِ
لَأَرْتَدينَّ بِالظَّلْماءِ حَتّى / تَشُقَّ عَزائِمي ثُغَرَ الدَّياجِي
وَتَعْتَرِكُ الفَوارِسُ في مَكَرٍّ / يُريكَ السُّمْرَ دامِيَةَ الزِّجاجِ
فَكمْ أُغْضي الجُفونَ على قَذاهَا / بِحَيْثُ الأَرْضُ ضَيِّقَةُ الفِجاجِ
أَلَسْتُ ابْنَ المُلوكِ وَهَلْ كقَوْمِي / ذَراً لِمُرَوَّعٍ وَحَياً لِراجِ
وَكَمْ مُتَخَمِّطٍ فيهِمْ أَبِيٍّ / وَخَرّاجٍ مِنَ الغَمَراتِ ناجِ
وَأرْوَعَ تَحْتَ أَخْمَصِهِ الثُّرَيَّا / وَفَوْقَ جَبينِهِ خَرَزاتُ تاجِ
نَموْني لِلْعُلا فَحَلَلْتُ مِنْها / بِحيْثُ يُرَى مِنَ الأُذُنِ المُناجِي
وَلي شِيمٌ أَوابِدُ آنِساتٌ / يُشابُ العَذْبُ مِنْها بِالأُجَاجِ
مَتى يَطْلُبْ مُعانَدَتي لَئيمٌ / فَدُونَ سَجاجَتي غَلْقُ الرِّتاجِ
أَيَا عَقِدات الرَّمْلِ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ
أَيَا عَقِدات الرَّمْلِ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ / سَقَاكُنَّ رَجَّافُ العَشِّي هَتونُ
أُذيلُ لذكْراكُنَّ دَمْعِي وفي الحَشَى / هَوىً لِسَيالاتٍ بِكُنَّ مَصونُ
إِذَا حَدَّثَ الرُّكْبانُ عَنْكُنَّ هَيَّجُوا / تَباريحَ وَجْدٍ والحَديثُ شُجونُ
فَجُنَّ بِكُنَّ اللُّبُّ مِنّي عَلى النَّوى / وَمَا بِيَ لولا حُبُّكنَّ جُنُونُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ / وَتَأْخُذُ مِنْها النّائِباتُ وَتَتْرُكُ
فَلا الطَّمَعُ المُزْري بِها يَسْتَفِزُّنِي / وَلا الضَّيْمُ مُذْ عَزَّتْ بِجَنْبَيَّ يُعْرَكُ
وَأَسْعى فَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ مَآربي / إِذَا سَاعَدَ المِقْدارُ بِالسَّعْي تُدْرَكُ
وَلي عَزَماتٌ يَعْلَمُ القِرْنُ أَنَّها / بِهِ قَبْلَ تَجْريدِ الصَّوارِمِ تَفْتكُ
سَأَجْني حُروباً تُتَقَّى غَمَراتُها / وَتُحْقَنُ فيهنَّ الدِّماءِ وَتُسْفَكُ
وَأَسْكُنُ وَالأقْدامُ بَعْدَ ثُبُوتِها / تَزِلُّ وَأَطْرافُ القنا تَتَحَرَّكُ
وَفي كُلِّ فَوْدٍ للسُّرَيْجيِّ مَضْرِبٌ / وَكُلُّ فُؤادٍ لِلرُّدَيْنيِّ مَسْلَكُ
بِحَيثُ تَغِيبُ الخَيْلُ في رَهَجِ الْوَغَى / وَتَبْدو وَبِيضُ الهِنْدِ تَبْكي وَتَضْحَكُ
أَيَمضِي الشَّبابُ الغَضُّ قَبْلَ وَقَائِعٍ / يَكادُ حِجابُ الشَّمسِ فيهنَّ يُهْتَكُ
فَلَسْتُ ابْنَ أُمِّ المَجدِ إِنْ أُغْمدِ الظُّبا / وَغَيْري بِأَذْيالِ العُلا يَتَمَسَّكُ
يا صاحِبيَّ أَثيراها على عَجَلٍ
يا صاحِبيَّ أَثيراها على عَجَلٍ / هُوجاً إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ تَسْتَبقُ
اللَّيْلُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي أَضالِعهُ / مِنّي وَيُبْدِيهِ مِنْ أَحْشائِهِ الفلَقُ
أَسْري وَلا أَتَأَرَّى في مُغَمِّضَةٍ / يَعْيَى بِأَمْثالِها الهَيّابَةُ الفَرِقُ
وَأَرْكَبُ الأَمْرَ تَسْتَوْشي عَواقِبُهُ / خَطْباً يُصافِحُ فيهِ الأَعْيُنَ الأَرَقُ
فَلْلِعُلا قُحَمٌ يَغْشَى مَصاعِبَها / ثَبْتُ المَقارمِ في أَسْيافِهِ قَلَقُ
أَغَرُّ لا يَتَقَرّى عُودَهُ خَوَرٌ / وَلا يَرِفُّ على أَخْلاقِهِ مَلَقُ
إِذا انْجَلَى النَّقْعُ عَنْهُ عِنْدَ مَعْرَكَةٍ / تَقاسَمَتْهُ على أَرْجائِها الحَدَقُ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ / سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
دَلَّ فيهَا الذِّهْنُ الجَلِيُّ بِأَلْفا / ظٍ رِقاقٍ على مَعانٍ دِقاقِ
فَقَريضِي يَراهُ مَنْ يَنْقُدُ الأَشْ / عارَ سَهْلَ المَرامِ صَعْبَ المَراقي
لَمْ يَشِنْهُ المَعْنى العَويصُ وَلا لَفْ / ظٌ يَكِدُّ الأَسْماعَ مُرُّ المَذاقِ
وَهْوَ في مَنْجَمِ الفَصاحَةِ مِنْ فَرْ / عَيْ نِزارٍ مُقابَلُ الأَعْراقِ
وَإِلَيْهِ يَصْبو الرُّواةُ وَفيهِ / مَعَ شِكْل الحِجازِ ظَرْفُ العِراقِ
مُؤْيِسٌ مُطْمِعٌ قَريبٌ بَعيدٌ / فَهْوَ أُنْسُ المُقيمِ زادُ الرِّفاقِ
وَفِتْيانِ صِدْقٍ إِنْ يُهِبْ بِهِمُ العِدا
وَفِتْيانِ صِدْقٍ إِنْ يُهِبْ بِهِمُ العِدا / إِلى غَمَراتٍ لا يَرُعْهُمْ وُرودُها
إِذا احْتَضَنوا بِيضَ الصَّوارِمِ أَوْمَضَتْ / بِحُمْرِ المَنايَا وَالرُّؤوسُ غُمودُها
عَلى أَعْوَجِيّاتٍ تَهَشُّ إِلى الوَغَى / وَيَلْقَى تَكالِيفَ الأَذَى مَنْ يَذُودُها
وَفَوْقَ مَطاهَا كُلُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ / يَقُودُ نِزاراً كُلَّها وَيَسُودُها
وَتُعْبِقُ رَيّا كَفِّهِ يَزَنِيَّةً / إِذَا لَمَسَتْها كادَ يَخْضَرُّ عُودُها
وَقَدْ حَارَبَتْهُ مِنْ مَعَدِّ وَغَيْرِها / قَبائِلُ تَبْغِي المُلْكَ صُعْراً خُدُودُها
فَخايَلَ في ثِنْي المُفاضَةِ ظِلَّهُ / وَسُلّتْ بِأَطْرافِ العَوالي حُقُودُها
وَنَحْنُ مَلَكْنا الأَرْضَ فَانْتَعَشَ الوَرَى / بِأَيْدٍ سِباطٍ شيبَ بِالبأَسِ جُودها
وَسُقْناهُمُ وَالخَيْرُ فينا سَجِيَّةٌ / إِلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاعُ جُحودُها
فَإِنْ يَحْسُدونا لا نَلُمْهُمْ وَهذِهِ / مَآثِرُ تَأْبَى أَنْ يُلامَ حَسَودُها
وَمُهَفْهَفٍ أَشْكو فَظاظَةَ عاذِلٍ
وَمُهَفْهَفٍ أَشْكو فَظاظَةَ عاذِلٍ / يُزْري عَلَيَّ إِلى لَطافَةِ خَصْرِهِ
أَسْرى فَجابَ سَناهُ أَرْدِيَةَ الدُّجَى / حَتّى اسْتَجارَ اللَّيلُ مِنْهُ بِشَعْرِهِ
والخَدُّ مِنْ عَرَقٍ يَفيضُ جُمانُهُ / كَالوَرْدِ قَرَّطَهُ الغَمامُ بِقَطْرِهِ
وَبِكَفِّهِ القَدَحُ الرَّوِيُّ وَمِنْهُ ما / أَلْتَذُّهُ وَيَروقُني مِنْ خَمْرِهِ
هِيَ لَوْنُها مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَطَعْمُها / مِنْ رِيقِهِ وَحَبابُها مِنْ ثَغْرِهِ
أَرُوحُ بِأَشْجانٍ عَلى مِثْلِها أَغْدو
أَرُوحُ بِأَشْجانٍ عَلى مِثْلِها أَغْدو / فَحَتَّى مَتى يُزْري بِيَ الزَّمَنُ الوَغْدُ
أَفي كُلِّ يَومٍ دَوْلَةٌ مُسْتَجَدَّةٌ / يَذِلُّ بِها حُرٌّ وَيَسْمو لَها عَبْدُ
إِذا أَقْبَلَتْ أَلْقَتْ عَلى الذَّمِّ بَرْكَها / وَإِنْ أَدْبَرَتْ لَمْ يَتْلُ أَرْبابَها الحَمْدُ
فَذُو النَّقْصِ في عَيْشٍ وَريقٍ غُصونُهُ / وَلَيْسَ لِذي فَضْلٍ بِها عِيشَةٌ رَغْدُ
أَيَا دَهْرُ كَفْكِفْ مِنْ جماحِكَ إِنَّني / إِذَا الخَطْبُ أَمْهى نابَهُ أَسَدٌ وَرْدُ
وَلَسْتُ أَشِيمُ البرقَ فَلْيَدْعُ لِلْحَيا / سِوايَ وَلا يَرْفَعْ عَقيرتَهُ الرَّعْدُ
وَتَخْطِرُ أَحْيانَاً بِبالي مَطامِعٌ / فَيَمْنَعُ عِرْضِي أَنْ يُلابِسَها المَجْدُ
تَبِعْتُ أَضَالِيلَ المُنى في شَبيبَتي / فَحَلَّ مَشيبي وَهيَ تَخْدَعُني بَعْدُ
رَأَتْ أُمَيْمَةُ أَطْمارِي وَناظِرُهَا
رَأَتْ أُمَيْمَةُ أَطْمارِي وَناظِرُهَا / يَعومُ بالدَّمْعِ مُنْهَلَّاً بَوادِرُهُ
وَما دَرَتْ أَنَّ في أَثْنائِها رَجُلاً / تُرْخَى على الأَسدِ الضّارِي غَدائِرُهُ
أَغَرُّ في مُلْتَقى أَوْداجِهِ صَيَدٌ / حُمْرٌ مَناصِلُهُ بِيضٌ عَشائِرُهُ
إِنْ رَثَّ بُرْدِي فَلَيْسِ السَّيْفُ مُحْتَفِلاً / بِالغِمْدِ وَهْوَ رَميضُ الغَرْبِ باتِرُهُ
وَهِمَّتي في ضَمير الدَّهْرِ كامِنَةٌ / وَسَوْفَ يَظْهَرُ ما تُخْفِي ضَمائِرُهُ
وَهَلْ لَهُ غَيْرَ قَوْمِي مَنْ يَهُزُّ بِهِ / عِطْفَيْهِ تِيهاً وبي تَمَّتْ مَفاخِرُهُ
كانَتْ أَوائِلُهُ تُزْهَى بِأَوَّلِهِمْ / كَما بِآخِرِهِمْ زِينَتْ أَواخِرُهُ
تَقولُ ابْنَةُ السَّعْدِيِّ وَهِيَ تَلومُني
تَقولُ ابْنَةُ السَّعْدِيِّ وَهِيَ تَلومُني / أَمَا لَكَ عَن دارِ الهَوانِ رَحيلُ
فَإِنَّ عَناءَ المُسْتَنيمِ إِلى الأذى / بِحيْثُ يَذِلُّ الأكْرَمونَ طَويلُ
وَما في الوَرى إِلَّا لَكَ البَدْرُ والِدٌ / وَلا لِسواكَ النَّيِّراتُ قَبيلُ
وَعِنْدَكَ مَحْبوكُ السَّراةِ مُطهَّمٌ / وَفي الكَفِّ مَطْرورُ الشَّباةِ صَقيلُ
فَثِبْ وَثْبَةً فَيها المَنايَا أَوِ المُنى / فكلُّ مُحِبٍّ لِلْحَياةِ ذَليلُ
وَإِنْ لَمْ تُطِقْها فَاعْتَصِمْ بِابْنِ حُرَّةٍ / لِهِمَّتِهِ فَوْقَ السِّماكِ مَقيلُ
يَعينُ على الجُلَّى وَيُسْتَمْطَرُ الندى / عَلى سَاعَةٍ فيها النَّوالُ قَليلُ
فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْفَتى مِنْ ضَراعَةٍ / تَرُدُّ إِلَيْهِ الطَّرْفَ وَهْوَ كَلِيلُ
وَما عَلِمتْ أَنَّ العَفافَ سَجيَّتي / وَصَبْري على رَيْبِ الزَّمانِ جَميلُ
أَبَى لِيَ أَنْ أَغْشَى المَطامِعَ مَنْصِبي / وَرَبٌّ بِأَرْزاقِ العِبادِ كَفيلُ
وَمَقيلِ عُفْرٍ زُرْتُهُ وَيَدُ الرَّدى
وَمَقيلِ عُفْرٍ زُرْتُهُ وَيَدُ الرَّدى / بَسَطَتْ أَنَامِلَها لِكي تَجْتاحَها
وَلَدَيَّ مَرْقومُ القَميصِ قَدِ احْتَمتْ / مِنْهُ بِأَكْثِبَةِ الحِمى فَأَبَاحَها
وَفَلَلْتُ عَنْ بَقَرِ الصَّريمَةِ غَرْبَهُ / وَالرُّعْبُ أَقْمَأَ بِاللِّوى أَشْباحَها
فَكَأَنَّها خَلَعَتْ عَلَيْهِ إِذْ نَجَتْ / مِنْهُ نَواظِرَ لا تَكُفُّ طِماحَها
وَتَحَوَّلَتْ نُقَطاً بِضاحِي جِلْدِهِ / حَتَّى وَقَتْ بِعُيونِها أَرْواحَها
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ / أَيُسْفَحُ ماءُ الوَجْهِ مِنّي أَو الدَّمُ
يَعُمُّ الوَرى جَدْواي إِنْ راشَني الغِنى / وَأَسْتُرُ عَنْهُمْ خَلَّتِي حينَ أُعْدِمُ
وَلَمّا رَأَتْني العامِرِيَّةُ مُقْتِراً / جَرَى بِأَعالي خَدِّها الدَّمْعُ يَسْجُمُ
فَقالَتْ وَأَحْداثُ اللَّيالي تَنوشُني / مَنِ الأُمَوِيُّ الماجِدُ المُتَهَضَّمُ
يَزيدُ عَلى لُؤْمِ الزَّمانِ تَكَرُّماً / وَيَرْنو إِليهِ عابِساً وَهْوَ يَبْسِمُ
واهاً لِجائِلَةِ الوِشاحِ سَرَتْ
واهاً لِجائِلَةِ الوِشاحِ سَرَتْ / وَنَواشِيءُ الظَّلْماءِ تَعْتَرِضُ
وَمَلَأْتُ مَسْحَبَ ذَيْلِها قُبَلاً / وَلَدَيَّ حَقُّ الزَّوْرِ مُفْتَرَضُ
فَنَأَتْ وَثَغْرُ الصُّبْحِ مُبْتَسِمٌ / وَدَنَتْ وَطَرْفُ النَّجْمِ مُغْتَمِضُ
وَالجِسْمُ مِنّي مُشْعِرٌ مَرَضاً / مُذْ دَبَّ في أَلْحاظِها المَرَضُ
وَسِهامُها نَحْوي مُفَوَّقَةٌ / أُرْمَى بِها وَفُؤادِيَ الغَرَضُ
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ / فَاحْرِصْ على المَوْتِ في كَسْبِ العُلا تَعِشِ
وَلا تَرُمْ شَأْوَها إِلّا بِذِي شَطَبٍ / كَأَنَّ مَتْنَيْهِ يَفْتَرّانِ عَنْ نَمَشِ
فَلا لَعاً لِفَتىً ناءَتْ مَطِيَّتُهُ / بِكَلْكَلٍ لِمُناخِ السَّوْءِ مُفْتَرِشِ
تَرْنو بِخَوْصاءَ قَدْ أَلْقى الكَلالُ يَداً / فيها كَماوِيَةٍ في كَفِّ مُرْتَعِشِ
فَكَمْ تُقيمُ بِأَرْضٍ في خَمائِلِها / مَرْعىً يَضيقُ على مَهْرِيَّةٍ نَفَشِ
إِذا تَكَفَّأْتَ في حِضْنِ الهَوانِ بِها / لَمْ يَأْلَفِ المَشْرَفِيُّ الغِمْدَ مِنْ دَهَشِ
وَلَسْتَ مِنْ صَرْعَةٍ لَمّا مُنِيتَ بِها / خَلَّيْتَ جَنْبَيْكَ لِلرّامي بمُنْتَعِشِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ / مِنَ الحَرِّ وَالبَيْضاءُ شُبَّتْ لَظاتُها
وَظَلَّتْ تُناجينا صَباً مَشْرِقِيَّةٌ / تُزيلُ تَباريحَ الجَوى نَسَماتُها
وَلِلطَّيْرِ أَسْرابٌ تَناغَى بِأَلْسُنٍ / على عَذَبِ الأَغْصانِ شَتَّى لُغاتُها
فَتِلْكَ قُدودٌ مِنْ قِيانٍ لِهذِهِ / عَلَيها إِذا ما غَرَّدَتْ نَغَماتُها
وَمِمَّا شَجاني بَعْد وُرْقٍ تَجاوَبَتْ / مُطَوَّقَةٌ تُطْلَى بِوَرْسٍ سَراتُها
وَتَبْكي بِعَيْنٍ لا تَجُودُ بِعَبْرَةٍ / وَأَبْكِي بِعَيْنٍ جَمَّةٍ عَبَراتُها
وَلَولا الهَوى لَمْ أُرْعِها سَمْعَ آلِفٍ / صَليلَ السُّرَيْجِيّاِت حُمْراً ظُباتُها
وَلا مَلَكَتْ ظَمْياءُ نَفْساً أَبِيَّةً / قَليلٌ إِلى دارِ الهَوانِ الْتِفاتُها
بِها تَقْصُرُ الأَعْمَارُ في حَوْمَةِ الوَغى / وَتَهْوَى المَعالي أَنْ تَطُولَ حَياتُها
أَبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حَقَّهُ
أَبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حَقَّهُ / فَتَقْتَصَّ مِنْكَ الشّارِداتُ الأَوابِدُ
وَإِنْ خِفْتَ هَجْواً وَاتَّقَيْتَ بِنائِلٍ / قَوارِصَ تَأْباها النُّفوسُ المَواجِدُ
فَمِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلى الفِكْرِ وَحْيُهُ / وَتَمْلَأَ أَفْواهَ الرُّواةِ القَصائِدُ
أَغَرَّكَ أَنّي لِلِّسانِ عَنِ الخَنى / بِحِلْمي وَمِنْ أَخْلاقِنا الحِلْمُ ذائِدُ
فَما الظَّنُّ وَالمَغْرُورُ مَنْ لا يَهابُني / بِصِلٍّ عَلى أَنْيابِهِ السُّمُّ راكِدُ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ / حَامَتْ عَلى ما ضَمَّهُ البُرْقُعُ
وَفَوَّقَتْ عَيْنُكِ لي أَسْهماً / لَمْ تَمتَنِعْ مِنْ وَقْعِها الأَدْرُعُ
هَبِي المَطايَا فَرَّقَتْ بَيْنَنَا / لا فَارَقَتْها أَبَداً أَنْسُعُ
وَنَمَّ ما تُظْهِرُهُ أَعْيُنٌ / مِنَّا بِما تُضْمِرُهُ أَضْلُعُ
فَلِمْ قَسا قَلْبُكِ في مَوْقفٍ / رَقَّتْ بِهِ الأَلْفاظُ وَالأَدْمُعُ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ / يُعانِي بِهِ الرُّوّادُ رَعْيَ هَشيمِ
وَخَيَّمْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ مُثْرٍ مُبَخَّلٍ / وَأَرْوَعَ طَلْقِ الرّاحَتَيْنِ عَديمِ
وَشَرُّ بِلادِ اللهِ ما سَادَ أَهْلَهُ / أَراَذِلُ لا يَرْعَوْنَ حَقّ كريمِ
وَمَنْ كانَ مَغْمورَ النِّجارِ فَإِنَّني / مِنَ الشَّرَفِ الوضَّاحِ قُدَّ أَديمي
أَعُدُّ أَبَاً لَوْ أَنَّهُ وَلَدَ الوَرى / لَما الْتَحَقَتْ أَعْراقُهُمْ بِلَئيمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025