المجموع : 393
بَكُرَ الخَليطُ وَفي العيونِ مِنَ الجَوى
بَكُرَ الخَليطُ وَفي العيونِ مِنَ الجَوى / دُفَعُ النَّجيعِ وَبِالقُلوبِ شُواظُ
وَالرَّكْبُ مِنْ دَهَشِ النَّوَى في حَيْرَةٍ / لا راقِدُونَ وَلا هُمُ أَيْقاظُ
وَبَدَتْ لنا هَيْفاءُ مُخْطَفَةُ الحَشى / فَتَنَاهَبَتْ وَجَناتِها الأَلْحاظُ
في نِسْوَةٍ رَقَّتْ خُدوداً أُشْرِبَتْ / ماءَ الشبيبَةِ وَالقُلوبُ غِلاظُ
فَكأَنّما أَلْفاظُها عَبَراتُها / وَكأنَّما عَبَراتُها الألْفاظُ
زارَتْ أُمَيْمَةُ وَالظَّلْماءُ تَعْتَكِرُ
زارَتْ أُمَيْمَةُ وَالظَّلْماءُ تَعْتَكِرُ / وَالنَّجْمُ يَخْطِرُ في أَلحاظِهِ السَّهَرُ
فَبِتُّ وَالوَجْدُ يَطْويني وَيَنْشُرُني / حَتّى رَأَيْتُ فُروعَ الصُّبْحِ تَنْتَشِرُ
أُلْقي إِلَيْها أَحَادِيثاً تَلينُ لَنا / مُتونُها وَدُموعُ العَيْنِ تَبْتَدِرُ
وَلي إِذا خَالسَتْنِي القَوْلَ أَوْ سَفَرَتْ / عَنْ وَجْهِها ما اشْتَهاه السَّمْعُ وَالبَصَرُ
فَلَسْتُ أَدْري وَذَيْلُ اللَّيْلِ يَسْتُرَنا / أَتِلْكَ في حُسْنِها أَبْهى أَمِ القَمرُ
أَمَا وَالخَيْلِ تَعْثُرُ في العَجاجِ
أَمَا وَالخَيْلِ تَعْثُرُ في العَجاجِ / وَآسادٍ تَهَشُّ إِلى الهِياجِ
وَضَرْبٍ لا يُنَهْنِهُهُ تَريكٌ / يُطابِقُ خِلْسَةَ الطَّعْنِ الخِلاجِ
إِذا لَقِحَتْ بِهِ حَرْبٌ عَقيمٌ / تَمَخَّضَتِ المَنايا لِلنِّتاجِ
لَأَرْتَدينَّ بِالظَّلْماءِ حَتّى / تَشُقَّ عَزائِمي ثُغَرَ الدَّياجِي
وَتَعْتَرِكُ الفَوارِسُ في مَكَرٍّ / يُريكَ السُّمْرَ دامِيَةَ الزِّجاجِ
فَكمْ أُغْضي الجُفونَ على قَذاهَا / بِحَيْثُ الأَرْضُ ضَيِّقَةُ الفِجاجِ
أَلَسْتُ ابْنَ المُلوكِ وَهَلْ كقَوْمِي / ذَراً لِمُرَوَّعٍ وَحَياً لِراجِ
وَكَمْ مُتَخَمِّطٍ فيهِمْ أَبِيٍّ / وَخَرّاجٍ مِنَ الغَمَراتِ ناجِ
وَأرْوَعَ تَحْتَ أَخْمَصِهِ الثُّرَيَّا / وَفَوْقَ جَبينِهِ خَرَزاتُ تاجِ
نَموْني لِلْعُلا فَحَلَلْتُ مِنْها / بِحيْثُ يُرَى مِنَ الأُذُنِ المُناجِي
وَلي شِيمٌ أَوابِدُ آنِساتٌ / يُشابُ العَذْبُ مِنْها بِالأُجَاجِ
مَتى يَطْلُبْ مُعانَدَتي لَئيمٌ / فَدُونَ سَجاجَتي غَلْقُ الرِّتاجِ
أَيَا عَقِدات الرَّمْلِ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ
أَيَا عَقِدات الرَّمْلِ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ / سَقَاكُنَّ رَجَّافُ العَشِّي هَتونُ
أُذيلُ لذكْراكُنَّ دَمْعِي وفي الحَشَى / هَوىً لِسَيالاتٍ بِكُنَّ مَصونُ
إِذَا حَدَّثَ الرُّكْبانُ عَنْكُنَّ هَيَّجُوا / تَباريحَ وَجْدٍ والحَديثُ شُجونُ
فَجُنَّ بِكُنَّ اللُّبُّ مِنّي عَلى النَّوى / وَمَا بِيَ لولا حُبُّكنَّ جُنُونُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ / وَتَأْخُذُ مِنْها النّائِباتُ وَتَتْرُكُ
فَلا الطَّمَعُ المُزْري بِها يَسْتَفِزُّنِي / وَلا الضَّيْمُ مُذْ عَزَّتْ بِجَنْبَيَّ يُعْرَكُ
وَأَسْعى فَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ مَآربي / إِذَا سَاعَدَ المِقْدارُ بِالسَّعْي تُدْرَكُ
وَلي عَزَماتٌ يَعْلَمُ القِرْنُ أَنَّها / بِهِ قَبْلَ تَجْريدِ الصَّوارِمِ تَفْتكُ
سَأَجْني حُروباً تُتَقَّى غَمَراتُها / وَتُحْقَنُ فيهنَّ الدِّماءِ وَتُسْفَكُ
وَأَسْكُنُ وَالأقْدامُ بَعْدَ ثُبُوتِها / تَزِلُّ وَأَطْرافُ القنا تَتَحَرَّكُ
وَفي كُلِّ فَوْدٍ للسُّرَيْجيِّ مَضْرِبٌ / وَكُلُّ فُؤادٍ لِلرُّدَيْنيِّ مَسْلَكُ
بِحَيثُ تَغِيبُ الخَيْلُ في رَهَجِ الْوَغَى / وَتَبْدو وَبِيضُ الهِنْدِ تَبْكي وَتَضْحَكُ
أَيَمضِي الشَّبابُ الغَضُّ قَبْلَ وَقَائِعٍ / يَكادُ حِجابُ الشَّمسِ فيهنَّ يُهْتَكُ
فَلَسْتُ ابْنَ أُمِّ المَجدِ إِنْ أُغْمدِ الظُّبا / وَغَيْري بِأَذْيالِ العُلا يَتَمَسَّكُ
يا صاحِبيَّ أَثيراها على عَجَلٍ
يا صاحِبيَّ أَثيراها على عَجَلٍ / هُوجاً إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ تَسْتَبقُ
اللَّيْلُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي أَضالِعهُ / مِنّي وَيُبْدِيهِ مِنْ أَحْشائِهِ الفلَقُ
أَسْري وَلا أَتَأَرَّى في مُغَمِّضَةٍ / يَعْيَى بِأَمْثالِها الهَيّابَةُ الفَرِقُ
وَأَرْكَبُ الأَمْرَ تَسْتَوْشي عَواقِبُهُ / خَطْباً يُصافِحُ فيهِ الأَعْيُنَ الأَرَقُ
فَلْلِعُلا قُحَمٌ يَغْشَى مَصاعِبَها / ثَبْتُ المَقارمِ في أَسْيافِهِ قَلَقُ
أَغَرُّ لا يَتَقَرّى عُودَهُ خَوَرٌ / وَلا يَرِفُّ على أَخْلاقِهِ مَلَقُ
إِذا انْجَلَى النَّقْعُ عَنْهُ عِنْدَ مَعْرَكَةٍ / تَقاسَمَتْهُ على أَرْجائِها الحَدَقُ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ / سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
دَلَّ فيهَا الذِّهْنُ الجَلِيُّ بِأَلْفا / ظٍ رِقاقٍ على مَعانٍ دِقاقِ
فَقَريضِي يَراهُ مَنْ يَنْقُدُ الأَشْ / عارَ سَهْلَ المَرامِ صَعْبَ المَراقي
لَمْ يَشِنْهُ المَعْنى العَويصُ وَلا لَفْ / ظٌ يَكِدُّ الأَسْماعَ مُرُّ المَذاقِ
وَهْوَ في مَنْجَمِ الفَصاحَةِ مِنْ فَرْ / عَيْ نِزارٍ مُقابَلُ الأَعْراقِ
وَإِلَيْهِ يَصْبو الرُّواةُ وَفيهِ / مَعَ شِكْل الحِجازِ ظَرْفُ العِراقِ
مُؤْيِسٌ مُطْمِعٌ قَريبٌ بَعيدٌ / فَهْوَ أُنْسُ المُقيمِ زادُ الرِّفاقِ
وَفِتْيانِ صِدْقٍ إِنْ يُهِبْ بِهِمُ العِدا
وَفِتْيانِ صِدْقٍ إِنْ يُهِبْ بِهِمُ العِدا / إِلى غَمَراتٍ لا يَرُعْهُمْ وُرودُها
إِذا احْتَضَنوا بِيضَ الصَّوارِمِ أَوْمَضَتْ / بِحُمْرِ المَنايَا وَالرُّؤوسُ غُمودُها
عَلى أَعْوَجِيّاتٍ تَهَشُّ إِلى الوَغَى / وَيَلْقَى تَكالِيفَ الأَذَى مَنْ يَذُودُها
وَفَوْقَ مَطاهَا كُلُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ / يَقُودُ نِزاراً كُلَّها وَيَسُودُها
وَتُعْبِقُ رَيّا كَفِّهِ يَزَنِيَّةً / إِذَا لَمَسَتْها كادَ يَخْضَرُّ عُودُها
وَقَدْ حَارَبَتْهُ مِنْ مَعَدِّ وَغَيْرِها / قَبائِلُ تَبْغِي المُلْكَ صُعْراً خُدُودُها
فَخايَلَ في ثِنْي المُفاضَةِ ظِلَّهُ / وَسُلّتْ بِأَطْرافِ العَوالي حُقُودُها
وَنَحْنُ مَلَكْنا الأَرْضَ فَانْتَعَشَ الوَرَى / بِأَيْدٍ سِباطٍ شيبَ بِالبأَسِ جُودها
وَسُقْناهُمُ وَالخَيْرُ فينا سَجِيَّةٌ / إِلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاعُ جُحودُها
فَإِنْ يَحْسُدونا لا نَلُمْهُمْ وَهذِهِ / مَآثِرُ تَأْبَى أَنْ يُلامَ حَسَودُها
وَمُهَفْهَفٍ أَشْكو فَظاظَةَ عاذِلٍ
وَمُهَفْهَفٍ أَشْكو فَظاظَةَ عاذِلٍ / يُزْري عَلَيَّ إِلى لَطافَةِ خَصْرِهِ
أَسْرى فَجابَ سَناهُ أَرْدِيَةَ الدُّجَى / حَتّى اسْتَجارَ اللَّيلُ مِنْهُ بِشَعْرِهِ
والخَدُّ مِنْ عَرَقٍ يَفيضُ جُمانُهُ / كَالوَرْدِ قَرَّطَهُ الغَمامُ بِقَطْرِهِ
وَبِكَفِّهِ القَدَحُ الرَّوِيُّ وَمِنْهُ ما / أَلْتَذُّهُ وَيَروقُني مِنْ خَمْرِهِ
هِيَ لَوْنُها مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَطَعْمُها / مِنْ رِيقِهِ وَحَبابُها مِنْ ثَغْرِهِ
أَرُوحُ بِأَشْجانٍ عَلى مِثْلِها أَغْدو
أَرُوحُ بِأَشْجانٍ عَلى مِثْلِها أَغْدو / فَحَتَّى مَتى يُزْري بِيَ الزَّمَنُ الوَغْدُ
أَفي كُلِّ يَومٍ دَوْلَةٌ مُسْتَجَدَّةٌ / يَذِلُّ بِها حُرٌّ وَيَسْمو لَها عَبْدُ
إِذا أَقْبَلَتْ أَلْقَتْ عَلى الذَّمِّ بَرْكَها / وَإِنْ أَدْبَرَتْ لَمْ يَتْلُ أَرْبابَها الحَمْدُ
فَذُو النَّقْصِ في عَيْشٍ وَريقٍ غُصونُهُ / وَلَيْسَ لِذي فَضْلٍ بِها عِيشَةٌ رَغْدُ
أَيَا دَهْرُ كَفْكِفْ مِنْ جماحِكَ إِنَّني / إِذَا الخَطْبُ أَمْهى نابَهُ أَسَدٌ وَرْدُ
وَلَسْتُ أَشِيمُ البرقَ فَلْيَدْعُ لِلْحَيا / سِوايَ وَلا يَرْفَعْ عَقيرتَهُ الرَّعْدُ
وَتَخْطِرُ أَحْيانَاً بِبالي مَطامِعٌ / فَيَمْنَعُ عِرْضِي أَنْ يُلابِسَها المَجْدُ
تَبِعْتُ أَضَالِيلَ المُنى في شَبيبَتي / فَحَلَّ مَشيبي وَهيَ تَخْدَعُني بَعْدُ
رَأَتْ أُمَيْمَةُ أَطْمارِي وَناظِرُهَا
رَأَتْ أُمَيْمَةُ أَطْمارِي وَناظِرُهَا / يَعومُ بالدَّمْعِ مُنْهَلَّاً بَوادِرُهُ
وَما دَرَتْ أَنَّ في أَثْنائِها رَجُلاً / تُرْخَى على الأَسدِ الضّارِي غَدائِرُهُ
أَغَرُّ في مُلْتَقى أَوْداجِهِ صَيَدٌ / حُمْرٌ مَناصِلُهُ بِيضٌ عَشائِرُهُ
إِنْ رَثَّ بُرْدِي فَلَيْسِ السَّيْفُ مُحْتَفِلاً / بِالغِمْدِ وَهْوَ رَميضُ الغَرْبِ باتِرُهُ
وَهِمَّتي في ضَمير الدَّهْرِ كامِنَةٌ / وَسَوْفَ يَظْهَرُ ما تُخْفِي ضَمائِرُهُ
وَهَلْ لَهُ غَيْرَ قَوْمِي مَنْ يَهُزُّ بِهِ / عِطْفَيْهِ تِيهاً وبي تَمَّتْ مَفاخِرُهُ
كانَتْ أَوائِلُهُ تُزْهَى بِأَوَّلِهِمْ / كَما بِآخِرِهِمْ زِينَتْ أَواخِرُهُ
تَقولُ ابْنَةُ السَّعْدِيِّ وَهِيَ تَلومُني
تَقولُ ابْنَةُ السَّعْدِيِّ وَهِيَ تَلومُني / أَمَا لَكَ عَن دارِ الهَوانِ رَحيلُ
فَإِنَّ عَناءَ المُسْتَنيمِ إِلى الأذى / بِحيْثُ يَذِلُّ الأكْرَمونَ طَويلُ
وَما في الوَرى إِلَّا لَكَ البَدْرُ والِدٌ / وَلا لِسواكَ النَّيِّراتُ قَبيلُ
وَعِنْدَكَ مَحْبوكُ السَّراةِ مُطهَّمٌ / وَفي الكَفِّ مَطْرورُ الشَّباةِ صَقيلُ
فَثِبْ وَثْبَةً فَيها المَنايَا أَوِ المُنى / فكلُّ مُحِبٍّ لِلْحَياةِ ذَليلُ
وَإِنْ لَمْ تُطِقْها فَاعْتَصِمْ بِابْنِ حُرَّةٍ / لِهِمَّتِهِ فَوْقَ السِّماكِ مَقيلُ
يَعينُ على الجُلَّى وَيُسْتَمْطَرُ الندى / عَلى سَاعَةٍ فيها النَّوالُ قَليلُ
فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْفَتى مِنْ ضَراعَةٍ / تَرُدُّ إِلَيْهِ الطَّرْفَ وَهْوَ كَلِيلُ
وَما عَلِمتْ أَنَّ العَفافَ سَجيَّتي / وَصَبْري على رَيْبِ الزَّمانِ جَميلُ
أَبَى لِيَ أَنْ أَغْشَى المَطامِعَ مَنْصِبي / وَرَبٌّ بِأَرْزاقِ العِبادِ كَفيلُ
وَمَقيلِ عُفْرٍ زُرْتُهُ وَيَدُ الرَّدى
وَمَقيلِ عُفْرٍ زُرْتُهُ وَيَدُ الرَّدى / بَسَطَتْ أَنَامِلَها لِكي تَجْتاحَها
وَلَدَيَّ مَرْقومُ القَميصِ قَدِ احْتَمتْ / مِنْهُ بِأَكْثِبَةِ الحِمى فَأَبَاحَها
وَفَلَلْتُ عَنْ بَقَرِ الصَّريمَةِ غَرْبَهُ / وَالرُّعْبُ أَقْمَأَ بِاللِّوى أَشْباحَها
فَكَأَنَّها خَلَعَتْ عَلَيْهِ إِذْ نَجَتْ / مِنْهُ نَواظِرَ لا تَكُفُّ طِماحَها
وَتَحَوَّلَتْ نُقَطاً بِضاحِي جِلْدِهِ / حَتَّى وَقَتْ بِعُيونِها أَرْواحَها
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ / أَيُسْفَحُ ماءُ الوَجْهِ مِنّي أَو الدَّمُ
يَعُمُّ الوَرى جَدْواي إِنْ راشَني الغِنى / وَأَسْتُرُ عَنْهُمْ خَلَّتِي حينَ أُعْدِمُ
وَلَمّا رَأَتْني العامِرِيَّةُ مُقْتِراً / جَرَى بِأَعالي خَدِّها الدَّمْعُ يَسْجُمُ
فَقالَتْ وَأَحْداثُ اللَّيالي تَنوشُني / مَنِ الأُمَوِيُّ الماجِدُ المُتَهَضَّمُ
يَزيدُ عَلى لُؤْمِ الزَّمانِ تَكَرُّماً / وَيَرْنو إِليهِ عابِساً وَهْوَ يَبْسِمُ
واهاً لِجائِلَةِ الوِشاحِ سَرَتْ
واهاً لِجائِلَةِ الوِشاحِ سَرَتْ / وَنَواشِيءُ الظَّلْماءِ تَعْتَرِضُ
وَمَلَأْتُ مَسْحَبَ ذَيْلِها قُبَلاً / وَلَدَيَّ حَقُّ الزَّوْرِ مُفْتَرَضُ
فَنَأَتْ وَثَغْرُ الصُّبْحِ مُبْتَسِمٌ / وَدَنَتْ وَطَرْفُ النَّجْمِ مُغْتَمِضُ
وَالجِسْمُ مِنّي مُشْعِرٌ مَرَضاً / مُذْ دَبَّ في أَلْحاظِها المَرَضُ
وَسِهامُها نَحْوي مُفَوَّقَةٌ / أُرْمَى بِها وَفُؤادِيَ الغَرَضُ
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ
إِذا رَمى النَّقْعُ عَيْنَ الشَّمْسِ بالعَمَشِ / فَاحْرِصْ على المَوْتِ في كَسْبِ العُلا تَعِشِ
وَلا تَرُمْ شَأْوَها إِلّا بِذِي شَطَبٍ / كَأَنَّ مَتْنَيْهِ يَفْتَرّانِ عَنْ نَمَشِ
فَلا لَعاً لِفَتىً ناءَتْ مَطِيَّتُهُ / بِكَلْكَلٍ لِمُناخِ السَّوْءِ مُفْتَرِشِ
تَرْنو بِخَوْصاءَ قَدْ أَلْقى الكَلالُ يَداً / فيها كَماوِيَةٍ في كَفِّ مُرْتَعِشِ
فَكَمْ تُقيمُ بِأَرْضٍ في خَمائِلِها / مَرْعىً يَضيقُ على مَهْرِيَّةٍ نَفَشِ
إِذا تَكَفَّأْتَ في حِضْنِ الهَوانِ بِها / لَمْ يَأْلَفِ المَشْرَفِيُّ الغِمْدَ مِنْ دَهَشِ
وَلَسْتَ مِنْ صَرْعَةٍ لَمّا مُنِيتَ بِها / خَلَّيْتَ جَنْبَيْكَ لِلرّامي بمُنْتَعِشِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ / مِنَ الحَرِّ وَالبَيْضاءُ شُبَّتْ لَظاتُها
وَظَلَّتْ تُناجينا صَباً مَشْرِقِيَّةٌ / تُزيلُ تَباريحَ الجَوى نَسَماتُها
وَلِلطَّيْرِ أَسْرابٌ تَناغَى بِأَلْسُنٍ / على عَذَبِ الأَغْصانِ شَتَّى لُغاتُها
فَتِلْكَ قُدودٌ مِنْ قِيانٍ لِهذِهِ / عَلَيها إِذا ما غَرَّدَتْ نَغَماتُها
وَمِمَّا شَجاني بَعْد وُرْقٍ تَجاوَبَتْ / مُطَوَّقَةٌ تُطْلَى بِوَرْسٍ سَراتُها
وَتَبْكي بِعَيْنٍ لا تَجُودُ بِعَبْرَةٍ / وَأَبْكِي بِعَيْنٍ جَمَّةٍ عَبَراتُها
وَلَولا الهَوى لَمْ أُرْعِها سَمْعَ آلِفٍ / صَليلَ السُّرَيْجِيّاِت حُمْراً ظُباتُها
وَلا مَلَكَتْ ظَمْياءُ نَفْساً أَبِيَّةً / قَليلٌ إِلى دارِ الهَوانِ الْتِفاتُها
بِها تَقْصُرُ الأَعْمَارُ في حَوْمَةِ الوَغى / وَتَهْوَى المَعالي أَنْ تَطُولَ حَياتُها
أَبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حَقَّهُ
أَبا خالِدٍ لا تَبْخَسِ الشِّعْرَ حَقَّهُ / فَتَقْتَصَّ مِنْكَ الشّارِداتُ الأَوابِدُ
وَإِنْ خِفْتَ هَجْواً وَاتَّقَيْتَ بِنائِلٍ / قَوارِصَ تَأْباها النُّفوسُ المَواجِدُ
فَمِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلى الفِكْرِ وَحْيُهُ / وَتَمْلَأَ أَفْواهَ الرُّواةِ القَصائِدُ
أَغَرَّكَ أَنّي لِلِّسانِ عَنِ الخَنى / بِحِلْمي وَمِنْ أَخْلاقِنا الحِلْمُ ذائِدُ
فَما الظَّنُّ وَالمَغْرُورُ مَنْ لا يَهابُني / بِصِلٍّ عَلى أَنْيابِهِ السُّمُّ راكِدُ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ / حَامَتْ عَلى ما ضَمَّهُ البُرْقُعُ
وَفَوَّقَتْ عَيْنُكِ لي أَسْهماً / لَمْ تَمتَنِعْ مِنْ وَقْعِها الأَدْرُعُ
هَبِي المَطايَا فَرَّقَتْ بَيْنَنَا / لا فَارَقَتْها أَبَداً أَنْسُعُ
وَنَمَّ ما تُظْهِرُهُ أَعْيُنٌ / مِنَّا بِما تُضْمِرُهُ أَضْلُعُ
فَلِمْ قَسا قَلْبُكِ في مَوْقفٍ / رَقَّتْ بِهِ الأَلْفاظُ وَالأَدْمُعُ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ / يُعانِي بِهِ الرُّوّادُ رَعْيَ هَشيمِ
وَخَيَّمْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ مُثْرٍ مُبَخَّلٍ / وَأَرْوَعَ طَلْقِ الرّاحَتَيْنِ عَديمِ
وَشَرُّ بِلادِ اللهِ ما سَادَ أَهْلَهُ / أَراَذِلُ لا يَرْعَوْنَ حَقّ كريمِ
وَمَنْ كانَ مَغْمورَ النِّجارِ فَإِنَّني / مِنَ الشَّرَفِ الوضَّاحِ قُدَّ أَديمي
أَعُدُّ أَبَاً لَوْ أَنَّهُ وَلَدَ الوَرى / لَما الْتَحَقَتْ أَعْراقُهُمْ بِلَئيمِ