المجموع : 228
يُمَثِّلُ ذو اللُبِّ في نَفسِهِ
يُمَثِّلُ ذو اللُبِّ في نَفسِهِ / مَصائِبَهُ قَبلَ أَن تَنزِلا
فَإِن نَزَلَت بَغتَةً لَم تُرِعهُ / لِما كانَ في نَفسِهِ مَثَلا
رَأى الهَمَّ يُفضي إِلى آخر / فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوَّلا
وَذو الجَهلِ يَأمَنُ أَيّامَهُ / وَيَنسى مَصارِعَ مَن قَد خَلا
فَإِن بَدَهَتهُ صُروفُ الزَمانِ / بِبَعضِ مَصائِبِهِ أَعوَلا
وَلَو قَدَّمَ الحَزمَ في أَمرِهِ / لَعَلَّمَهُ الصَبرَ عِندَ البَلا
أَبقَيتَ مالَكَ ميراثاً لِوارِثِه
أَبقَيتَ مالَكَ ميراثاً لِوارِثِه / يا لَيتَ شِعرِيَ ما أَبقى لَكَ المالُ
القَومُ بَعدَكَ في حالٍ تَسُرُّهُمُ / فَكَيفَ بَعدَهُمُ دارَت بِكَ الحالُ
مَلّوا البُكاءَ فَما يُبكيكَ مِن أَحَدٍ / وَاِستَحكَمَ القيلُ في الميراثِ وَالقالُ
مالَت بِهِم عَنكَ دُنيا أَقبَلَت لَهُم / وَأَدبَرَت عَنكَ وَالأَيّامُ أَحوالُ
هاكَ الدَليلَ لِمَن أَرا
هاكَ الدَليلَ لِمَن أَرا / دَ غِنىً يَدومُ بِغَيرِ مالِ
وَأَرادَ عِزّاً لَم تُوَط / طِدهُ العَشائِرُ بِالقِتالِ
وَمَهابَةً مِن غَيرِ سُل / طانٍ وَجاهاً في الرِجالِ
فَليَعتَصِم بِدُخولِهِ / في عِزِّ طاعَةِ ذي الجَلالِ
وَخُروجِهِ مِن ذِلَّةِ ال / عاصي لَهُ في كُلِّ حالِ
إِذا كُنتَ في بَلدَةٍ جاهِلاً
إِذا كُنتَ في بَلدَةٍ جاهِلاً / وَلِلعِلمِ مُلتَمِساً فَاِسأَلِ
فَإِنَّ السُؤالَ شِفاءُ العَمى / كَذا قيلَ في الزَمَنِ الأَوَّلِ
فَلا تَجزَع وَإِن أَعسَرتَ يَوماً
فَلا تَجزَع وَإِن أَعسَرتَ يَوماً / فَقَد أَيسَرتَ في الزَمَنِ الطَويلِ
وَلا تَيأَس فَإِنَّ اليَأسَ كُفرٌ / لَعَلَّ اللَهَ يُغني عَن قَليلِ
وَلا تَظنُن بِرَبِّكَ ظَنَّ سَوءٍ / فَإِنَّ اللَهَ أَولى بِالجَميلِ
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب / وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة / شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ / وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن / مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا / تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ
إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي
إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي / وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلى عِلمِ
وَرَأَيتُه أَسدى إِلَيَّ يَداً / لَمّا أَبانَ بِجَهلِهِ حِلمي
رَجَعَت إِساءتُهُ عَلَيهِ وَإِح / ساني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرمِ
وَغَدَوتُ ذا أَجرٍ وَمَحمَدَة / وَغَدا بِكَسبِ الظُلمِ وَالإِثمِ
فَكَأَنَّما الإِحسانُ كانَ لَهُ / وَأَنا المُسيءُ إِلَيهِ في الحُكمِ
مازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُه / حَتّى بَكَيتُ لَهُ مِنَ الظُلمِ
تَصَوَّفَ فَاِزدَهى بِالصوفِ جَهلاً
تَصَوَّفَ فَاِزدَهى بِالصوفِ جَهلاً / وَبَعضُ الناسِ يَلبَسُهُ مَجانَه
يُريكَ مَهانَةً وَيُجِنُّ كِبراً / وَلَيسَ الكِبرُ مِن شَكلِ المَهانَه
تَصَنَّع كَي يُقالَ لَهُ أَمينٌ / وَما مَعنى التَصَنُّعِ لِلأَمانَه
وَلَم يُرِدِ الإِلَهَ بِهِ وَلَكِن / أَرادَ بِهِ الطَريقَ إِلى الخِيانَه
أَلَيسَ عَجيباً بِأَنَّ الفَتى
أَلَيسَ عَجيباً بِأَنَّ الفَتى / يُصابُ بِبَعضِ الَّذي في يَدَيهِ
فَمِن بَينِ باكٍ لَهُ موجعٍ / وَبَينَ مُعَزٍّ مُغِذٍّ إِلَيهِ
وَيَسلُبُهُ الشَيبُ شَرخَ الشَبابِ / فَلَيسَ يُعزّيهِ خَلقٌ عَلَيهِ
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما / مَضى نَفَسٌ مِنها اِنتَقَصت بِهِ جُزءا
فَتُصبِحُ في نَقصٍ وَتُمسي بِمِثلِه / وَمالُكَ مَعقولٌ تُحِسُّ بِهِ رُزءا
يُميتُكَ ما يُحييكَ في كُلِّ ساعَةٍ / وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهُزءا
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى / وَلا بِالشَيبِ إِذ طَرَدَ الشَبابا
شَبابٌ بانَ مَحموداً وَشَيبٌ / ذَميمٌ لَم نَجِد لَهُما اِصطِحابا
فَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ / إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا
وَما يَرجو الكَبيرُ مِنَ الغَواني / إِذا ذَهَبَت شَبيبَتُهُ وَشابا
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما / عَيناكَ حَتّى يُؤذِنا بِذَهابِ
لَم يَبلُغا المِعشارَ مِن حَقَّيهِما / فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا / قِلُ إِلّا وَفيهِ شَيءٌ يُريبُه
فَأَخو العَقلِ مُمسِكٌ يَتَوَقّى / وَيَخافُ الدُخولَ فيما يَعيبُه
وَأَخو الجَهلِ لا يُقَدِّرُ في الأَم / رِ وَإِن أَشكَلَت عَلَيهِ ضُروبُه
راكِبٌ رَدعَهُ كَحاطِبِ لَيلٍ / يُخطِئُ الأَمرَ كُلَّهُ أَو يُصيبُه
تَتَأَتّى لَهُ الأُمورُ عَلى الجَه / لِ إِذا ما أَرادَها وَتُجيبُه
وَأَخو العَقلِ بَعد يَنتَتِجُ الرَأ / يَ فَيَرضى وَمَرَّةً يَستَريبُه
وَإِذا صَيَّرَ البَعيدَ قَريباً / عادَ فيهِ فَاِزدادَ بُعداً قَريبُه
فَهوَ الدَهرَ شاخِصُ القَلبِ فِكراً / ما تَقَضّى هُمومُهُ وَكُروبُه
وَذي ثِقَةٍ تَبَدَّلَ حينَ أَثرى
وَذي ثِقَةٍ تَبَدَّلَ حينَ أَثرى / وَما شِيَمي مُوافَقَةُ الثِقاتِ
فَقُلتُ لَهُ عَتبتَ عَلَيَّ ظُلماً / فَراراً مِن مَؤوناتِ العُداةِ
فَعُد لِمَوَدَّتي وَعَلَيَّ نَذرٌ / سُؤالُكَ حاجَةً حَتّى المَماتِ
اِشتَعَلَ الشَيبُ فَأَفنَيتُهُ
اِشتَعَلَ الشَيبُ فَأَفنَيتُهُ / وَكلَّ مِقراضي فَأَعتَقتُهُ
كُنتُ إِذا اِستَقصَيتُ قَصّي لَهُ / وَقُلتُ في نَفسِيَ أَفنَيتُهُ
عارَضَني مِن جانِبٍ آخَرٍ / كَأَنَّني قَد كُنتُ زَمَّلتُهُ
الشَيبُ ما لَيسَت لَهُ حيلَةٌ / أَعيانِيَ الشَيبُ فَخَلَّيتُهُ
مَضى أَمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً
مَضى أَمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً / وَأَعقَبَهُ يَومٌ عَلَيكَ جَديدُ
فَإن كُنتَ بِالأَمسِ اِقتَرَفتَ إِساءةً / فَثَنِّ بِإِحسانٍ وَأَنتَ حَميدُ
فَيَومُكَ إِن أَغنَيتَهُ عادَ نَفعه / عَلَيكَ وَماضي الأَمسِ لَيسَ يَعودُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ يَوماً إِلى غَدٍ / لَعَلَّ غَداً يَأتي وَأَنتَ فَقيدُ
إِذا ما المَنايا أَخطَأَتكَ وَصادَفَت / حَميمَكَ فَاِعلَم أَنَّها سَتَعودُ
اِبيَضَّ مِنّي الرَأسُ بَعدَ سَوادِهِ
اِبيَضَّ مِنّي الرَأسُ بَعدَ سَوادِهِ / وَدعا المَشيبُ شَبيبَتي لِنَفادِ
وَاِستُحصِدَ القَومُ الَّذي أَنا مِنهُمُ / وَكَفى بِذاكَ عَلامَةً لِحَصادي
قَدَرُ اللَهِ كائِنٌ
قَدَرُ اللَهِ كائِنٌ / حينَ يُقضى وُرودُهُ
قَد مَضى فيكَ عِلمُه / وَاِنتَهى ما يُريدُهُ
وَأَخو الحَزمِ حَزمُه / لَيسَ مِمّا يَزيدُهُ
فَأَرِد ما يَكونُ إِن / لَم يَكُن ما تُريدُهُ
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم / عِمادٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ
فَما بِكَثير أَلفُ خِلٍّ وَصاحِب / وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ
أَظَهَروا لِلنّاسِ نُسكاً
أَظَهَروا لِلنّاسِ نُسكاً / وَعَلى المَنقوشِ داروا
وَلَهُ صاموا وَصَلّوا / وَلَهُ حَجّوا وَزاروا
وَلَهُ قاموا وَقالوا / وَلَهُ حَلّوا وساروا
لَو غَدا فَوقَ الثُرَيّا / وَلَهُم ريشٌ لَطاروا