القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 293
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ / وَتُبْ فَرَبُ العرشِ غَفّارُ
ما عايَنَتْ قبَلكَ عَيني امرأ / يَدخُلُ في ثُقبَتهِ الفارُ
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون / متَيّمٌ في الهوى العُذري مَحزونُ
وما كَلِفْتُ بِحُبي عزَّة سَفَعاً / إلاَّ وعِزِّيَ في أمر الهوى هونُ
بيضاءُ مصقولةُ الخدَّينِ ناعِمةٌ / كأنّها لؤلؤٌ في الخدر مَكنونُ
حُسنٌ جرى قَلَمُ الباري فابَدَعهُ / خَطّاً تَحارُ لَمِرآهُ الدَّواوينُ
وَقَدُّها ألفٌ حُسناً وَمَبْسِمُها / ميمٌ وحاجِبُها في شَكْله نونُ
وَصَدْغُها عِطفُه واوٌ وَمُقْلَتُها / صادٌ وَطُرَِّتُها من شَعِرها سين
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها / فَحُسْنُها لم يَحزهُ قطُّ تَحسين
فالخدُّ والصّدغُ إذ تبدو وَمَبْسمُها / وردٌ وآس وريحانٌ وَنَسرينُ
الغُصنُ يُعْهَدُ في البُستان مَغْرِسُه / وهذه غُصُنٌ فيه بَساتينُ
راشت لواحِظُها نَبلاً فَحاجِبُها / قوسٌ على أنّهُ بالموت مَقرونُ
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً / بينَ الخلائقِ عَدْلاً وهو مأمونُ
قد طالَ جامعُ طولونَ بذلكَ أو / نَسى به إذ نشا للِحُسْنِ طولونُ
أينَ المناظِرُ منْ تلكَ المنائر إذْ / للدِّينِ تِلكَ وللهْوِ المَيادينُ
صَعِدتُها فَغَدت أصدافَ جوْهرةٍ / وكانَ أشباهَها قبلُ الحلازينُ
فانظُرْ إليَّ بِعيْنٍ منكَ مُغنية / فَلَيْسَى عِندِيَ لاأقجاولا الطونُ
زَعَمتَ أنَّ كتاباً
زَعَمتَ أنَّ كتاباً / بَعَثته مَعْ رَسولِ
مَلأتَه مِنكَ طيباً / فَضاعَ قبلَ الوصولِ
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي / وَقَدْ بَهرَجَ النّقد المماحِك ضيعَني
أُحَمُل شّيبي صِبغةً بعدَ صبُغَةٍ / وَصُبغَة ربُ العَرْش أَحسن صُبغَةِ
وإذْ شَابَ رأسي شاب عَيشي شآيبٌ / رَمى بفُؤادي مُنيَتي بِمنيّتي
وحاوَلت أنْ يَخفَى مَشيبي فَما اختَفَى / ويكفيكَ أنّي كاذِبٌ وَسطَ لِحيتيْ
وَسُمِّتُ طاووسَ الملائِكِ إذْ بَدَتْ / مطوَّسَةً كالرّيش ريشي بِكَونتي
وَما شِبتُ حتّى شابَ قلبي منَ الهوى / وَقَد نَفّرَتْ عنِّي الخرائدَ شَيبتي
بَيَاضٌ بهِ تجري دموعي كأنَه / لِذاكَ دموعُ العَين صاحبُ دَمعَةِ
وَتشمِلُه بالنّيلِ منّي أصابِعٌ / مُخَلّفَةٌ عنَدَ الوفاءِ بِزُرقَةِ
فواعَجباً منهُ بَياضاً تَوَسّخَتْ / بهِ عندَ مَنْ أهوى مطارفْ صَبوتي
وَهَبني لها بالغشِّ والنّيل سائراً / فأينَ نُهوضي للنّكاح وَهِمّتي
ولي صاحِبٌ طلقُ المحيّا بِصُبغَةٍ / بَهِيُّ المحيّا نَحوهُ النّفسُ حنّت
تَقَمّصَ منْ قُمصِ الخلاعة حلّةً / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / تَعَرّى شباباً كانَ أحسنَ حلّة
أراني غراباً في الكهولةِ أبقعاً / على رأسهِ ينعاهُ في كُلِّ صَيْحَة
وقالَ لَئنْ أصبحتُ من آلِ شيبةٍ / فَلا أنا من طَيءْ ولا القومُ عِترتَي
وما تابَ لمّا شابَ من كُلِّ رِيبةٍ / وأقلَعَ إلاَ باللّتيا وبالّتي
إذا قام في الحمام مثلي محرّساً / مُسَخمّ وجه ثمَّ نامَ كَمَيِّتِ
فيا قُبحَهُ إذ سالَ منهُ صَديدُه / وَقَد مُدَّ مثلَ المركَب المَتَزفِّتِ
وَقَد ضاقَ بالحمّامِ ذَرْعاً وَضيقتْ / مَنافِسُه منْ كَربة بعدَ كَربةِ
وَكَم مَصَّ منْ صفّارةٍ حالةَ الظّما / منَ الماءِ ما روَّى به بعضَ غُلّةِ
وساخٌ كأمواهِ المبلاّةِ ماؤهاه / فَصادَتْ أنوفَ الحاضرينَ بِعَطسةِ
فأصبَحَ للمِقراضِ في جَنَباتِها / فِعالَ المدى في صوف فرو مُسَلّت
على قَلَحِ في فيهِ منْ بَخَرٍ به / إذا فاحَ أردى المسكَ في أرضِ تبّتِ
فَتَبّتْ يدا مِنْ يَصْبغُ الذَّقنَ حائلاً / صِباغَ خَرىً لا يَرْتَضيه وَتَبّتِ
وليلةَ زارَتني على غيرِ مَوعدٍ / سُعادٌ لِوَصلٍ كانَ غيرَ مُؤقَتِ
فَقُمْتُ إليها ناشطاً وكأنّني / فتى حَدُثٌ لولا دَيالي ورعشتي
فقالَتْ هَهَا أَمّا التصابي فظاهرٌ / وأَحسَبُه لولا أرتعاشٌ به فَتي
فَقُلتُ لها بي هِزَّهُ الوجد والهوى / ولم أرتَعشْ إلاَّ لِفَرطِ مَحبّتي
ولمّا أعتَنَقْنا لم تَجدْ أيَ نَهْضَةً / وأينَ على هجر الثمانينَ نَهْضتي
وَمَدَّتْ إلى تريد / فما وَجَدَتْ شيئاً سوى صُفرِ خِصيَتي
بَلَى ناحِلاً قد غيّرتهُ يدُ البِلى / يُعانِدني في صورة المُتَعَنِّتِ
تقلّصَ لمّا رمتُ منهُ قِيامَه / كَقُنفُذِ شَوكٍ في مَغابن
فقامَتْ إلى عُنقي بأدهمَ أعوج / صقيلٍ فقلتُ النّصرُ لِلْمُتَثبِّتِ
وَقُدِّمتُ نحوَ النّطعِ فارتعتُ قائلاً / ملكتِ قيادِي فاحسني اليومَ قِتلتي
تُرى ما الذي أَذنبتُ قالَتْ غرورُنا / بِصُبغَةِ ذَقنٍ كالهشيم المفتّتِ
حلى عنكِ باديِّ النّصولِ كَقلّةٍ / مِنَ الماءِ حُفّت بالشّعير المُنَبْتِ
إذا هي حلّتْ في يَدَي مُتَعَتّبٍ / أسُائِلُها أيَّ المواطنِ حَلّتِ
فآهاً لأَيّامِ الشّبابِ وطيبِها / وواهاً على أَيّام لهوي وَلَذَّتي
وَحُسنِ ليالٍ كنتُ فيها مُقَلِّداً / لِكُلِّ فتاةٍ كاعب الحسن غضّةِ
خَلَعْتُ عَذاري بعدَ لَبْسهِ في الصّبا / جَديداً ولا لِبسي لأَجملِ حُلُّهِ
إذا عَذَلتني فيهِ عاذِلةُ الصِّبا / يقل عندَها وقد أنعظَ اسكتي
وإذْ كنت دَبَاباً على كُلِّ أمردٍ / ثقيلٍ خفيف النّومِ بادي التّعفرُتِ
فكم بعد إيلاجٍ تشاهد نائماً / على ظهرِهِ كمَلتُهْ بِعُمْيرتي
ويا طيبَ أيامي بِجلد عميرةٍ / فكم حَفِظَتْ عِرضي لَدَيها وفِضّتي
وأيّامِ لهوٍ كنتُ من بها / أُعوِّجُ في الفراشِ
وما شاقني إلاَّ البدالُ وطيبُه / وحسنُ وفائي في صِحابي وَرِفقَتي
فهل بعدَ شيبِ العارِضَيْنِ لِذاذَةٌ / وقد أخلقَتْ تلكَ الثمانينُ جدَّتي
فإنْ أَلبسَ الشّيبُ السوادَ فإنّني / حزينٌ على أيامِ شرخ شبيبتي
ولستُ أُبالي باللواتي قَلينني / إذا رَضِيَتْ عنّي كرامُ عشيرتي
كأنّها الأرضُ من بَرْدِ الهواءِ بها
كأنّها الأرضُ من بَرْدِ الهواءِ بها / وَيَبْسِهِ تَسْتَمِدُّ البردَ منِ زُحَلِ
والشَمسُ في أولِ الأبراجِ قد خَرِفتْ / فليسَ تفرُقُ بين الجَدْي والحملِ
صَبٌّ لو أنّكَ تُسعِدُهُ
صَبٌّ لو أنّكَ تُسعِدُهُ / لم يَسْهَرْ ليلاً تَرْقُدهُ
قَد أَنحَلَهُ الهجرانُ أسىً / فالطّرفُ لِذاكَ مُسَهّدهُ
كم أنشَدَ ليلاً طال بهِ / يا ليلُ الصّبُّ متى غَدُهُ
يُغريهِ العذلُ فَعاذِلهُ / لا يُصلِحهُ بل يُفسِدُهُ
مولايَ مُحِبُّكَ كم يدنو / في الحبِّ إليكَ وتُبعدُهُ
وَعلامَ تبوحُ مدامِعُهُ / وَجداُ بِهَواكَ وتَجْحَدُهُ
حاشاك وليسَ لهُ سَكَنٌ / عن بابِكَ يَوماً تَطرُدُهُ
لا تَحسبْ لائِمَهُ أبداً / بِملامٍ فيكَ يُفَندهُ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ / وَلَمْ يَكُن لي في هواهُ اصطبارْ
إنّي امرؤَ أهوى الخياليَّ في / رَفْضٍ ولا أهوى خيالَ الإزارْ
يا مَعشَرَ الناسِ خانني
يا مَعشَرَ الناسِ خانني / وَصِرْتُ منهُ كَلاً على
لا ذَنْبَ لي غير أنَّ لي ذَنَباً / فتورُه عندَ مُنيتي ذَنْبي
كأنّهُ والأكف تَلْمَسُهُ / خَريطةٌ فُرِّغَتْ مِنَ الكُتْبِ
يخونني كُلّما كَشَفْتُ بهِ / وكانَ أولى بِسَتْرِهِ عُبِّي
تقولُ أقرَفْتَنا بِلَعْوَصةٍ / منك بهذا المشومِ يا رَبِّي
شكوتُ ما بي وما أُكابِدُهُ / إلى الحكيمِ الموفّقِ القُطبي
فقالَ بردُ الوضوءِ قَلّصَهُ / وليسَ يَخفى هذا على طِبِّيْ
أرْطِلْهُ حتّى تراهُ مُخْتَلجاً / وادخِلْ به إن رأيتَ في
فَقُلتُ أَخشى عَلَيْهِ تَقتُلُهُ / فإنّه فاطِسٌ من الكرْبِ
مَن لي بأنْ ألتقيه عادته / كالرَمُّح يومَ الطعانِ في الحربِ
أو مثلِ فوارةٍ موتدةٍ / تروي عِطاشَ الأحراج في الجدْب
يا مَنْ رماني بِصَدِّهِ صَلَفاً / كُنْ آمناً إنْ رَقَدتَ في جنبي
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى / فَقَلَّ ذو التَنْبيش أنْ يُشْكرا
ولا تَكُنْ كا إذ لم يَجدْ / في النّبْشِ خَلْفَ النّاس إلاَّ خرا
ماذا يقولُ الشّيخُ في
ماذا يقولُ الشّيخُ في / تَنْدَقُّ في وفي
قد جاءها مُغتَصِبٌ آيرٌ / ليلاً وكانتْ حاملاً مُثْقَلَه
المولودُ في جَوفِها / تَحسَبُها زَلزَله
فماتَ سقطاً ليتَ لودقَها / في واستَغنى عن العُنْبُله
فما جزاءُ العلجِ منها فَقُلْ / موفّقاً في هذِهِ المسأله
أخوكَ هذا بديعٌ
أخوكَ هذا بديعٌ / مجاوزٌ كُلَّ وَصْف
لأَنّهُ أخُ أَخِّ / وَغَيْرُهُ أخُ نفِّ
يا عينُ جودي بِدَمعٍ منك مُنْسَجم / وابكي على فقدِ أكديشٍ لنا هَرِمِ
قضى لهُ الجوعُ أنْ يُقضى بلا سَبَبٍ / سواهُ لا مِنْ أذى داءٍ ولا أَلَمِ
ما زالَ يَستافُ زِبلاً إذْ يروثُ إلى / أنْ ماتَ من علّةِ الأمغاصِ والخَشَمِ
كم وقعةٍ لي عليهِ في الغزاةِ وَكَمْ / جَفَلْتُ من جَفلَةٍ كالنّوم في الحُلُمِ
يرجو الفِرارَ سِوى من كان راكِبُهُ / في الحَرْبِ فَهْوَ شَهيدٌ غيرُ مُنْهَزِمِ
قد كانَ عَوني على ضَعْفٍ بهِ زَمَناً / حتّى غدا زَمِناً بالوَيْلِ ثمَّ عَمي
وصارَ في عَرْصَةِ الإسطبلِ تُبصِرُهُ / كالخُلد يَبْحَثُ في الأَزبال والاكَمِ
وماتَ في آخرِ التّسعينَ ذا هَرَمِ / وذا خنان وذا مَغْلٍ وذا صَمَم
فَبِتُّ أَبكي لأَيّامٍ لنا سَلَفَتْ / لِحِفظِ عَهْدي وما بالعَهْدِ من قِدَم
إنَّ الرفيقَ لَيَبْكي للرَّفيقِ وَقَدْ / قالوا المعارفُ بينَ النّاس كالذِّمَمِ
قُلتُ لِمَنْ أبصَرَني ماشياً
قُلتُ لِمَنْ أبصَرَني ماشياً / بعدَ رُكوب المُهر والجَحْشِ
ما طَبعي الذُّلُّ ولكنّني / أمشي مَعَ الدَّهر كما يمَشي
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ / يُغنيكَ شاهدُ مَنْظَري عَنْ مَخبري
خارَتْ لسُكنى الخورِ قُوَّتي التي / كانَتْ تفوقُ على شجاعةِ عَنْتَرِ
نزَلَتْ بداري عُصْبَةٌ فَتَاكةٌ / هَتَكَتْ حِجابي بعدَ طولِ تَستُّرِ
من كُلِّ مُنْقَفلِ اللِّثامِ مُفَتِّح / أقفالَها بشَبا الحديدِ الأَخضرِ
وافى يُّكَوِّرني ولولا أنْ عرى / شَمسي الكسوفُ لَكانَ غيرَ مُّكَوَّري
بمُلَثَمٍ وَمُكَمّمٍ وَمُعَمّمٍ / ومخرَّصٍ وَمُوَشّحِ وَمُوَزَّرِ
مزجوا القَساوةَ بالجهالةِ وانبرى / كلٌّ يُهَدِّدُني بلَفظٍ حوتري
في صورَةِ المرِّيخ إلا أنّه / زُحَلٌ لهُ في كُلِّ سوقٍ مُشتَري
طَرَقوا بساطي بالطّوارقِ والقنا / متلاعبينَ بأبيضٍ وبأسمرِ
لم أنْتَبهْ إلاَّ بكوزَةِ رامحٍ / منهم أقامتني إلى ألحالِ الزَّري
وَبضَربةٍ من ذي حُسامٍ منتضى / يَفري الفريسة من جهولٍ مُفترى
صَفحاً بلا صَفْح فليتَ تبدَّلتْ / بالعينِ حاءً بالأديمِ الأَحمرِ
في شَر نوروزِ بَدالِي نَطعُهُ / بالسّيْفِ مُقْتَرِناً يُلاحِظُ مَنْخري
فَجُرِرتُ بعدَ الرَّفعِ في أيديهِم / وَنُصِبتُ ذا نَصب بِحالِ مُسَمّرِ
هذا يقولُ المالُ أين خَبَأتَهُ / فأجبتُهُ خوفاً جوابَ مُحَيِّر
وأقولُ مالي غير برذَوني وأث / وابي وَجُزءٌ من صِحاحِ الجّوهَري
وَمُسَوِّداتُ الشّعرِ مَدْحُكُمُ بها / قالوا سَبَالُكَ في أمِّ البحتري
فَبَكَتْ صِغاري إذْ رأوني بينَهم / مثلَ الأسير وما أنا بالموسِرِ
قالوا اقتلوهُ واطرَحوهُ إنّهُ / عينُ الأمير ويا لَهُ منْ مُخْبرِ
أو فأعصروهُ كالخراء فإنه / جَلدٌ وليسَ يقرُّ ما لَمْ يُعْصَر
عصروا كِعابي بالبَلاطِ وَشَوَّطوا / رأسي بِطاساتٍ حُمينَ بِمجمَرِ
ناديتُهم في السّطح عندي تاجرٌ / مُتَمَوِّكٌ مثلَ الخواجا الصّرصري
فَرَمى إلى طَبْيانَ أطولِهْم يداً / بِشَبا الظُّباةِ وَكُلِّ رمح سَمْهَري
فَبَدا خيفةً من كيدِهم / وَلَرُبّما وَجَدوهُ خَوْفاً قد
يا سائقَ الأضعانِ يَسري في الفَلا
يا سائقَ الأضعانِ يَسري في الفَلا / مُغرَى بِكُسثبانِ العقيقِ واللوى
دَعْ عَنْك ذِكْرَِ الواخِداتِ البزْل في / مهامةٍ تُسَلّي أربابَ النُّهى
لا تبكيَنْ على أَثافٍ قَدْ خَلا / واقِدُها فَهْيَ كأحجار الخلا
ولا على نوىً كأنَّ رَسْمَها / دارِسُ رسمِ الرَّوثِ من بَغْلِ الرحى
مَنازِلٌ لَمْ يَرَها مُسافِرٌ / إلاَّ إذا ما ضَلَّ عَنْ طُرْق الهُدَى
واسمَعْ وَصَايا حاذِقٍ مُجَرِّبٍ / يُصغي إلى أقواله ذوو الهوى
أُخَيِّ قَولي كُلُّهُ حقٌ فَلا / تَقِسْ مَقالي وَهْوَ حقٌ بالهدى
واعَملْ بما أقولُهُ واطّرح ال / جَهلَ فإنَّ الجهلَ يَزْري بالفَتى
إذا وَجَدْتَ في الشِّتاءِ عارياً / مُرْتَعِداً ناد عَلَيْكَ بالدِّفا
مَنْ قَتَلَ الحيّة في هاجرةٍ / عرَّضَ نَفْسَهُ يقيناً لِلبِلى
وَكُلُّ مَنْ يَشكو صُداعَ رأسِهِ / فليسَ يَشْفي ما به كحل الجلا
وليسَ مَن يسكُنُ قاعاً صَفْصَفا / مثلَ الذي يسكُنُ بيتاً بالكُرى
والقِطُّ قد يَخْدِشُ مَنْ لاعَبَهُ / والكلبُ إنْ أوجَعَه الضّرْبُ عوى
والطّفلُ قَد يَضْحَكُ إنْ أطعَمْتَه / الحلوى وإنْ أخذْتَها منهُ بكى
والخُبْزُ للجائعِ أدمٌ كُلُّهُ / والصّيْفُ أدْفا زَمناً منَ الشتا
وَيَشْبعُ الجائِعُ بالخُبزِ وَلا / يَشْبَعُ مَنْ مَصَّ مِنَ الجوعِ النّوى
والقُطنُ إذْ يُضْرَبُ لا صَوْتَ لهُ / وإنْ ضَرَبْتَ الطّبْلَ بالسّوط دوى
وَيُظلِمُ البيتُ بِغَيْرِ كُوَّةٍ / ويستنيرُ إنْ تَكُنْ به كُوَى
والماءُ لا يَسْكَرُ مَنْ يَشْرَبُه / والخمرُ قد يَشْرَبُها مَنِ انتَشَى
مَنْ مَسكوهُ وَهْوَ في سُكْرَته / وَضَرَبوهُ الحدَّ لا شَكَّ صَحَا
مَن عامَ في الحَشِّ ولا يَغْسِلُ ما / علاهُ أعمى النّاشِقَينِ
من غرس البقل على ساقيةٍ / بطالةٍ في شَهْرِ تموزَ ذَوَى
مَنْ طَلَبَ المعشوقَ مِنْ عاشقهِ / عادَ وباتَ تَحْتَ النّدى
وَمَنْ ثنى فَيْشَتَهُ / وبالَ سالَ بولُهُ إلى وَرا
منْ صاحَِ في سَفْحِ الجبال وَحْدَهُ / جاوَبَهُ في ذلكَ الوقت الصّدى
مَن أكَلَ الفِجْلَ تجشّى بعدما / يأكُلُه بِساعة مثلَ
مَن تَرك النّاسَ وَلم يسْتجدهم / ظنّوا بأنّه يطيرُ في الهوا
والشّاعرُ المُفْلِقُ في زَمانِنا / لو جاءَ بالحِكْمةِ قالوا قد هذى
منْ لَمْ يَكُنْ في النّاسِ ذا أذيّةِ / تخافُ منها أو قعوهُ في الأذى
كم صَوَّبَ النّاسُ خَطا ذوي الغنى / وزَعَموا ما قالَ ذو الفقر الخطا
وَمَنْ يَكُنْ في النّاسِ لا حَظَّ لهُ / راحَ وجاءَ بَيْنهُمْ مِثلَ
لا تَطْلُبَنَّ الرِّزْقَ مِن طالبه / واطلُبُه منْ خالقه رَبِّ السّما
فالبدرُ قد يَنْقُصُ بعدَ تَمِّهِ / وَقَدْ يعودُ نورُهُ كما بَدا
يشيرُ بِأُذْنيهِ إليَّ مُخاطِباً
يشيرُ بِأُذْنيهِ إليَّ مُخاطِباً / فأفَهمُ فَهْمَ الخُرس فَحواهُ والطُّرشِ
وأقسِمُ إنّي ما تَوَخّيْتُ لَزِّهُ / بِمِقْرَعةٍ تنكيهِ بالضّربِ والخَدْشِ
سَلوا عنهُ أَصحابَ المراغةِ إنّهُمْ / رأوه معي ما زالَ يُحْبَبُ كالكبشِ
إذا نامَ فوقَ الرَّمِاْلِ واختَبَط الثرى / لهُ الذَّنَبُ الذَّيالُ أَبدى سَطا قَرْشِ
وَكَمْ مَوْقفٍ نَقّيتُ فيهِ ذُبابَهُ / مُفَرِّقُه منْ ذلكَ الدَّنِّ والنّشِّ
وَكُنتُ كَجَنيْ الياسمينِ نَثَرتَهُ / على المخزنِ المعمورِ بالكنس والرَّشِّ
وما زالَ يُلهيني بترجيعِ صّوْتهِ / نَهيقاً عنِ الورقاءِ تهتفُ في العُشِّ
كما كانَ يُلهيني بِسَيْرِ عِذارهِ / الصَقيلِ إذا ما لاحَ عن لَعَطِ الحُبْشِ
عِذارٌ به قد قامَ عُذري بِحُبِّهِ / فيا حُسْنَهُ في عُصْبَةِ القُشُب الرُّقْشِ
فيا لَيْتَهُمْ إذْ حمّلوهُ متاعَهُمْ / حُمِلتُ ولا عاينتُ ذاك على النّعشِ
وما ساءَني لمّا نطقتُ بِبَيْعهِ / سِوَى وَحْشَتَي من ذلكَ المنظَرِ الهَشِّ
وقد سالَ من همي الغداةَِ وَعَينه / منَ الدِّمْعِ ما يُعمي المتّيمَ أو يَعسي
ولم أنسَهُ إذْ حَنَّ نَحوي وَكُلّما / تَجافاهُ مولاهُ تشاغَلَ بالقُشِّ
لَقَد كانَ ذُخري في الدَّواب وَعُمدَتي / وَمَوْثل آمالي وَعَوْني على بَطْشي
إخالُ بهِ الأَرضينَ يُطوى بَعيدُها / فَوا أَسفي إذْ صرْتُ منْ بَعْدِهِ أمشي
وما بالَ تحتي قَطُّ مذْ كُنْتُ أَغتَدى / عليهِ ولم يَبْحَثْ عن الأَكلِ بالنَبشِ
وما كانَ ذا جُبْنٍ على أنَّ بولَهُ / تراهُ إذا ما بالَ أبيضَ كالمشِّ
وما كانَ ممّنْ يَنْشُقُ البولَ كالذي / يتوقُ إذا لاحَتْ أتانٌ إلى الفُحش
وما كانَ يُدلي قَطُّ يوماً بحُجَة / إلى القَفْزِ إلاَّ خَلتُهُ نابلاً أَقْشِ
وما كانَ ممَنْ يُسرعُ الخطوَ نَهمةً / ولا يَتَمَطّى إلاَ كلَ للْحَبِّ إذْ عُشتي
ولا كانَ رفَاساً ولا كانَ شامساً / ولا كانَ كَدَّاماً يُكَلِّمُ بالنّهْشِ
ولا كنَ همّازاً ولا كانَ غامزاً / ولا بأحصَّ أزعَنَ واسعِ الكَرِشِ
وقد كانَ مَهما حُشَّ فَرْطاً أو دلُّو / أُشارِكُهُ في ذلكَ الأًَكلِ للْحش
وَهَلْ من ندِيمٍ مثلهِ وَهْوَ إن جَفَا / تغاضى ولا يومي بسرِّيْ ولا يُفْشي
وأصعَبُ ما لاقيتُ بعدَ فِراقه / مقالَ الذي إن قلتُ آه يَقُلْ مَشِّي
تَراني أكَلْتُ البنجَ يوم ابتياعه / وأصبحتُ يَكَاً إذْ غُلِبتُ بِشاسِشِّي
ضَرَبْتُ عليهِ بالشَعيرِ فقيلَ لي / يُردُّ ودُوِّي لو يَرُدُّوهُ بالأرش
سأشكو وقد صَرَّمْتُ أيّامَ هجرِهِ / بموقفِ أحزاني إلى ساكن العرش
بُليتُ بخَطّافِ العمائمِ بُرهَةً
بُليتُ بخَطّافِ العمائمِ بُرهَةً / يُحَرِّقُ بالمهماز منهُ ضُلوعي
وأمسَيْتُ في حَبْسِ الولايةِ مودَعاً / تَسيلُ على قضمِ الشَعيرِ دُموعي
وَقُلتُ لَعَلِّي بالحكيمِ إذا رأى / سَقامي يداوي علَتي وخضوعي
فأمسى عليقي نهبَ غلمانِ دارِه / فَضوعفَ همِّي عندَهُ وقطوعي
وَورَّطَ شَعري قلَةُ المسح عنْدَهُ / إلى أنْ دَعا بالحلِّ منهُ جميعي
وَقَدْ جئتُ قَصْداً للأميرِ فإنّهُ / سَيَرْسُمُ لي من فَضلهِ برَبيعي
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ / وعلى جَهْلهِ يقومُ الدَّليلُ
إنْ يَكُنْ سائرُ البَريّة جُلها / لا فلا شَكَّ أنت أيضاً جَهولُ
إنْ تَمَيّزتَ عَنْهُمُ فَبجَهْلٍ / لا بفَضلٍ إذْ فَنّكَ التّعطيل
وَذَمَمْتَ النُّجومَ والفقْة والطِّبَّ / وخالفتَ مَن لهُ المعقولُ
وَلَكَ المدخَلُ الذي كُلّما شئ / تَ بهِ من صناعَةٍ مَدْ خولُ
طالما قد رَشَقْتَ شاقولَ شَمْسٍ / في ارتفاعٍ إذْ شاقَكَ الشّاقولُ
وأَخَذْتَ الجذورَ بألضّرْبِ والقسْ / مةِ لمّا زَكَتْ لَدَيْكَ الأُصولُ
وَعُلومُ الفقهِ الشّريفِ فَلَوْلا / ها لأُدي التّحريمُ والتّحليلُ
وأبقراطُ في العلاجِ وجالي / نوس سلوهُ والفصولُ فُصول
كم تَمَلْمَلْتَ في الدُّجى طالباً / وريحُ القلولنج فيكَ تَجول
ثمَّ ناديتَ بي فَلطتكَ أو غا / دَرْتَ منك بلَيْلٍ يسيلُ
والمعاني ميزانُها المَنْطقُ الوا / ضحُ فيهِ لكُلِّ معنى دَليلُ
إنْ تُجادِلْ فأنتَ لا شَكَّ موضو / عٌ وبطني لظَهْرِكَ المحمولُ
وكذا النّحوُ للكلامِ مُفيدٌ / فاعلٌ منهُ أَنتَ والمفعولُ
عَدِّ عَنْ ذا وَعُدْ إلى صَنْعَة الشْع / رِ التي أنتَ في حماها دَخيلُ
ثُمَّ سَلْني عَنْ لَحْنكَ الفاضح الفا / حشِ بحرِ الخفيفِ وهو ثَقيلُ
وَتَخَطِّيكَ في مُتابعةِ الوَزْ / نِ مراراً وأَنت عنهُ غفولُ
فاعلاتُنْ مُسْتَفعلُنْ فاعلاتُنْ / فاعلاتُنْ مُسْتَفْعلُنْ مَفْعولُ
ما الذي عَلَكَ الأخيرَ من الاج / زاءِ قُلْ لي يا أيُّها المعلولُ
واقعُدَنْ منهُ فوقَ ما شئتَ من ودِّ / مديدٍ والقُرنُ منك طويلُ
لستَ تَدري بحراً سوى بحرِ دميا / طَ الذي في عَرابهِ الأُسطولُ
أنتَ لا شَكَّ في الحقيقةِ كَلْبٌ / أو كَتَيْسٍ لم تَدْرِ ماذا تقولُ
حبّيَ ما عابَهُ أصفرارُ
حبّيَ ما عابَهُ أصفرارُ / كلاَّ ولا شانَهُ انسطال
وما أرتعى الحشيش إلاَّ / لتَعلموا أنّه غَزالُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025