المجموع : 213
طوى المَنونُ الحَسَنا
طوى المَنونُ الحَسَنا / لذا طويتُ الشّجَنا
فالحمدُ للهِ الذي / أَذهبَ عنّا الحَزَنا
ألا سُقيتْ أَطلالُ ليلى وإنْ عَفَتْ
ألا سُقيتْ أَطلالُ ليلى وإنْ عَفَتْ / مَغاني غَوانيها وولّى زَمانُها
تُوفيتِ اللذاتُ في عَرَصاتِها / لذاك بكتْ نوَّاحةً ورشانُها
وعهدي بها من قبلُ حُمراً جِمالُها / وخُضراً مَراعيها وبيضاً حسانُها
فَطوراً بلَثْمِ النايِ يُعْني زِنامُها / وطوراً بضربِ العودِ يُغرى بَنانُها
وتَحسو عصيرَ السيل أَغصانُ دَوْحها / فتهتزُّ سكراً والطيورُ قيانُها
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النّوى
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النّوى / أَودَعْنَ منِّي في الجَنانِ جُنونا
لو لم يكُنَّ جآذراً ما سُمِّيتْ / شَعَراتُهُنَّ على الرُّؤوسِ قُرونا
يقولون سُعدى أساءَتْ إلي
يقولون سُعدى أساءَتْ إلي / كَ وهْيَ بهجرانِها مُحسٍنَه
لأني قدِ ازدَدْتُ عمراً بِهِ / فيوميَ شهرٌ وشَهري سَنَه
بعتُ عبداً كان لي سَكَناً
بعتُ عبداً كان لي سَكَناً / وَسكنتُ النارَ من مِحَنِهْ
فهو من مغنايَ مُرتحلٌ / وأنا الباكي على دِمَنِهْ
قذيتْ عيني مُذ قذيتْ / عينُ مِيزانِي من ثَمَنِهْ
البطنُ لا أسلكُهُ
البطنُ لا أسلكُهُ / فإنّني أحذرُ مِنْ
وأركب الظهرَ بَلَى / مَن ركبَ الظهرَ أَمِنْ
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّةٌ
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّةٌ / فانشَطْ لهُ وامسح عنِ العينِ السِّنَهْ
وإذا تلاسَنَ في ملامك حاسِدٌ / فالحَضْرميَّةُ في قَفاهُ مُلسّنَهْ
وفتِ السعودُ بوَعدِها المضمونِ
وفتِ السعودُ بوَعدِها المضمونِ / وترادفتْ بالطائر الميمون
وعلا لواءُ المسلمينَ وشافَهوا / تحقيقَ آمالٍ لهم وظنونِ
وأضاءتِ الدنيا وسُلُّ صباحُها / من بينِ جانحتي دُجىً ودُجون
واخضرَّ مُغبرُّ الثرى فنسيمُهُ / يُثني على سُقيا أجشَّ هَتونِ
بالفتحِ فتّحَ بابَه ذو عزَّةٍ / وَعَد الإِجابة حين قال ادعوني
إنَّ الحديثَ لذو شجونٍ فاستمعْ / أحلى حديثٍ بل ألذَّ شُجونِ
أمّا الممالكُ فالسُّرورُ مطنِّبٌ / في مستقرِّ سريرِها الموْضُونِ
شقّتْ عقيقَ شفاهِها مُفترَّةً / عن مَبَسمٍ كاللؤلؤِ المكْنونِ
بعدَ اعتراضِ اليأسِ نالَ مَحاقَهُ / قمرُ الرَّجاءِ فعادَ كالعُرجونِ
فضلٌ من اللهِ العزيزِ ونعمةٌ / كفّتْ فضولَ البغيِ من فَضْلون
لمّا اغتدى جارَ الغمامِ وغره / بالومْضِ بارقُ رأيِهِ المأفونِ
في شامخٍ أيِستْ وفودُ الريح من / جرِّ الذُّيولِ بصحنِهِ المسكونِ
لم تفترعْه الحادثاتُ ولم تطُفْ / إلا بمحروسِ الجهاتِ مَصونِ
يَلقى برَوقَيْهِ النجومَ مُناطحاً / ويحكُّ بالأظلافِ ظهرَ النون
أَنْستْهُ بِطْنتُه أياديَ مُنعمٍ / سَدِكٍ بعادةِ لُطفِهِ مَفتونِ
في ضِمنِ بُرديهِ مَهيبٌ مُتّقىً / وعليهِ بِشرُ مؤَّملٍ مأمونِ
كالمَرْخِ يُبدٍي الاخْضرارَ غصونُه / والنارُ في جنبيْهِ ذاتُ كُمونِ
فبَغى وألسنةُ القَنا يُنْذرْنَهُ / برحىً لحِبّاتِ القلوب طَحونِ
وطَغى ومن يَستغْنِ يطغَ كما الثّرى / إنْ يرْوَ يوصَفْ نَبتُهُ بجُنونِ
وافْتنَّ في آرائهِ مُتلوِّناً / كأبي بَراقشَ أو أبي قَلَمونِ
طَوراً يجُرُّ فؤادُهُ رسَنَ المُنى / أيْ كيفَ أُلْحَقُ والمجرَّةُ دوني
ويقيسُ طَوراً حصْنَه بالسجنِ من / فَشِلٍ وراءَ إهابِهِ مَسجونِ
والحربُ تَنكِحُ والنفوسُ مهورُها / ما بينَ أبكارٍ تُزَفُّ وعُونِ
والبيضُ تَقمَرُ والغبارُ كأنه / خِرَقٌ شُقِقْنَ من الدآدي الجُونِ
والنّبلُ يُمطرُ وبْلَهُ من مُنْحنى / نبعٍ كمُرْتجِزِ الغَمام حَنونِ
رَشْقاً كألحاظِ الحسانِ رمى بها ال / عُشّاقَ قوسَ الحاجبِ المقرونِ
وتطيرُ أفلاذُ الجبالِ كأنّها / من كلِّ ناحيةٍ تقولُ خذُوني
صُمُّ رَواجعُ إنْ تزِنْ رَضْوى بها / تُخْبرْكَ عن كميِّةِ الكمّونِ
وترى الدماءَ على الجراحِ طَوافياً / فكأنّها رَمدٌ بنُجْلِ عُيونِ
حتى إذا نضِبَتْ بحارُ عُبابِه / عنهُ سِوى حَمَأٍ بها مَسْنونِ
ركبَ البحارَ سُحَيرَةً وتخايلَتْ / صُورُ النجاةِ لوهْمِهِ المظْنونِ
وتدبَّرتْ عُصْمُ الوُعولِ مكانَهُ / وغَدا كضَبٍّ بالعَراءِ مَكونِ
فإذا الطلائع كالدَّبا مَبْثوثةٌ / لفُّوا سهولاً خلْفَهُ بحُزونِ
يَطَؤونَ أعقابَ العُتاةِ كما هَوى / نجمٌ لرجْمِ المارِدِ الملْعونِ
كانوا التُّيوسَ ولا قُرونَ فكَلّلتْ / سُمْرُ الرماحِ رؤوسَهم بقُرونِ
وأتَوا بفضْلونَ الشّقيِّ كأنّهم / نَبَشوا به الغبراءَ عن مدْفونِ
في قدِّ رابي الأحْدَبَيْنِ أبانَهُ / عن سَرْجِ راسِي الوطْأتينِ حرونِ
أَعطى المقادَ بأرض فارسَ راجلاً / يَفْدي الدّماءَ بمالهِ المخزونِ
مُتدحْرجاُ من طَودِ نخوتهِ إلى / سفْحٍ من القدْرِ الدَّنِّي الدُّونِ
لولا عواطفُ رايةٍ رَضَويّة / عَقدتْ حُباهُ على دمٍ مَحْقونِ
وقَضيّةٌ من سيرةٍ عُمريّةٍ / حكمتْ بفكِّ لسانهِ المَرْهونِ
لتَضلّعتْ طيرُ الفلا وسباعُها / من شِلْوِه المُلْقى بدارِ الهُونِ
نَسبوا إلى الشيخِ الأجلِّ إباقَهُ / عنتاً وعُونيَ فيهِ ما قد عُوني
فالذنْبُ ذنبُ السامريِّ وعجْلِهِ / والعَتْبُ من موسى على هارونِ
ولذاك أَرسى كَلْكَلاً خشعتْ لهُ / شُمُّ الحصونِ فسُوِّيتْ بصُحونِ
ليثٌ تواضعَ في الفريسةِ فاجْتَرى / بالتّيسِ ذي القرنينِ والعُثْنونِ
أهلاً بأخلاقِ الوزيرِ كأنها / دَمَثُ الحُزونِ وفَرحةُ المحزونِ
قد شالَ عبءَ الملك منه بازلٌ / لا يستطيعُ صيالَهُ ابنُ لَبون
لم يرعَ أكنافَ الهُوَيْنى مُمْرِجاً / نعمَ الرَّفاهةَ في رياض هُدون
ولهُ وحُقَّ لهُ لدى السطانِ إحْ / مادٌ وأجرٌ ليس بالمنون
خِلعٌ كما ارتدت الفرندَ صفيحةٌ / أَهدى الصقالَ لها أكفُّ قُيونِ
واسْمٌ طوتْ ذكراهُ كلَّ مسافةٍ / في الأرضِ نائيةِ المزارِ شَطونِ
يفْشي ثَناهُ كاتبٌ أو راكبٌ / من بطنِ قرطاسٍ وظهرِ أَمونِ
ولعلَّ كرْمانَ المَرُوعةَ ترتدي / منهُ بأمنٍ شاملٍ وسكونِ
فقدِ اغْتَدى كالزِّيرِ نضْواً بَمُّها / وأحسَّ أهلوها برَيب مَنونِ
نكبتهمُ الأيامُ حتى إنَّهم / مَرِنُوا على النكباتِ أيَّ مرُونِ
أَهوِنْ بحرِّ وطيسها لو أَنّهُ / نادى بها يا نارُ برداً كوني
فلينتظرْ غَدَهُ لأنّ نصيبَهُ / من يَومِه كعُجالةِ العُربونِ
ولْيسْترحْ من طعنِ لَبّاتِ العدا / بمُجاجِ لبَّةِ دَنِّهِ المطْعونِ
من كفِّ أغيدَ ما لكفّيْ ربِّهِ / إذ يشتريه وصفقةُ المغْبونِ
وليسمحَنَّ بصَبْرةٍ من عجدٍ / مُكتالةٍ لكلاميَ الموْزون
فقدِ اسْتذلَّنيَ الزمانُ وقبلَ ذا / ما كانَ يَسمحُ للزَّمانِ قُرونِي
وليملكنَّ كنوزَ قارونٍ كما / ورثتْ عداهُ الخسفَ من قارونِ
ولتَبقَ دَوحةُ عزِّهِ مُلتفّةً / في خُضرِ أوراقٍ ومُلدِ غُصونِ
إنسانُ عَيني قطُّ ما يَرتوي
إنسانُ عَيني قطُّ ما يَرتوي / من ماء وَجهٍ مَلُحَتْ عَينُهُ
كذلك الإنسانُ ما يَرتوي / من شُربِ ماءٍ ملُحَتْ عينُهُ
عجبتُ من دَمعتي وعَيني
عجبتُ من دَمعتي وعَيني / من قبلِ بَينٍ وبعد بَيْنِ
قد كانَ عَيني بغَيرِ دمعٍ / فصارَ دَمعي بغَير عَيْنِ
ما نُطفةٌ من حَبِّ مزنِ
ما نُطفةٌ من حَبِّ مزنِ / قَد بيّتوها جوفَ شَنِّ
وسُلافةٌ من قَلْبِ دنِّ / قد نَحَروهُ بقّلبِ دَنِّ
وتصافحٌ بعدَ القلى / وتصالحٌ غِبَّ التّجنِّي
إلاّ كشعرِ صَديقي الْ / فيّاضِ فاشدُد بهِ وغنِّ
مجلسَ الاستاذِ عبدِ الْ
مجلسَ الاستاذِ عبدِ الْ / له روضُ العارِفينا
أَلحقَ الفخرَ بنا بعْ / دَ احْتكامِ العارِ فينا
تلكَ الجنانُ قطوفهنَّ دَوانِ
تلكَ الجنانُ قطوفهنَّ دَوانِ / تَشدو حَمائمُها على الأغصانِ
أم صُدغُ مَعشوقٍ تَصَوْلَجَ مسكُهُ / من وردِ وَجنَتهِ على ميدانِ
أم روضةٌ بيدِ السحابِ مَروضةٌ / لنسيمها لَعِبٌ بغُصنِ البانِ
أم شعرُ أظرفِ مَن مَشى فوق الثّرى ال / حسنِ بنِ عبد اللهِ ذي الإحسانِ
وشادنٍ ليسَ يَهواني وأهواهُ
وشادنٍ ليسَ يَهواني وأهواهُ / والمُستعانُ على هجرانهِ اللهُ
فالنّحلُ يشتارُ شهداُ من مُقبّلهِ / والشّمسُ تقبسُ نوراً من مُحيّاهُ
إذا اقتبسَ الهلالُ النورَ منْهُ
إذا اقتبسَ الهلالُ النورَ منْهُ / زَوى عنه الجبينَ وقالَ مَن هُو
أيطمَع أنْ يكونَ غلامَ وَجْهي / وليسَ لكاذبِ الأطماعِ وَجْهُ
فأمّا إذ ألحَّ عليَّ حتىّ / يكونَ شراكَ نَعليَ فليكُنْهُ
وأقرعَ طيّاشِ الدماغِ سَفيهِ
وأقرعَ طيّاشِ الدماغِ سَفيهِ / يتيهُ معَ الداءِ المُركَبِ فيهِ
أُعيرَ منَ الغربانِ أسوأَ عادةٍ / فباتَ يُواري سَوأَةً لأخيهِ
رُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُ
رُويدَكَ يا مَن أغضبتْهُ هناتُهُ / تربَّصْ به الأيّامَ سوفَ تَراهُ
فما هُوَ فيما رامَ إلا كباسطٍ / إلى الماءِ كفّيْهِ ليبلغَ فاهُ
دارُ خُداشٍ جَنّةٌ ما لَها
دارُ خُداشٍ جَنّةٌ ما لَها / في طيبها أو حسنها كُنْه
وهو من البُلهِ وفيما رَوَوا / أكثرُ أهلِ الجنّةِ البُلُه
ألا ربّ مولىً غرَّني من عُهودِهِ
ألا ربّ مولىً غرَّني من عُهودِهِ / يمينٌ علَيْها صافَحَتْني يَمينُهُ
أَكابدُ منه ضدَّ ما أَستحقُّهُ / فأَصدُقُ في ودِّي لهُ ويَمينُ هُوْ
عجبتُ لأخلاقِ اللئامِ كأنّهم / عنِ الكرمِ المَعْجونِ في شيمي نُهوا
يا شمسُ والشمسُ لها حاجبٌ
يا شمسُ والشمسُ لها حاجبٌ / حاجِبُكَ الطّلقُ لماذا انزوى
أإنْ هَفا لُبِّي من نَشوةٍ / لَظاتُها نَزّاعةٌ للشَّوى
فانْوِ ائْتلافاً فلكلِّ امرئٍ / قال النبيُّ المصطفى ما نَوى
حتى إذا قيلَ صَحا وارعَوى / عادَ كذا عادةُ أهلِ الهَوى
دبَّ في خاطرِه ثانيا / ذكرُ اللوى سَقياً لعهدِ اللوى
مَرعىً نضيرٌ لم نُصبْ بعدَهُ / نظيرَهُ مذ أَزعجتْنا النّوى
تَدعو حَماماهُ ولو لم يُجِب / نوحُهُما المطربُ لن يَدعُوَا
ما شئتَ من خَيرٍ ومَيرٍ ومن / كافٍ وهاءٍ وصلا بالفَوا
فالآن قد أكسف من بالهِ / بِلىً طوى رونقَهُ فانطَوى
كأنّهُ لم يَغْنَ بالأمسِ وإ / كآبتَا منهُ ولم تُغْنِ وا
ذوى فإن قيلَ لماذا أقُلْ / غابَ ذَووهُ فلهذا ذَوى
كانوا إذا اجتَزتُ بهم رقّعوا / بالمُقَلِ الدُّعجِ خروقَ الكُوى
طابَ بهم عَيشي سوى أنَّهُ / طارَ معَ العنقاءِ نحوَ الهَوى