المجموع : 235
وَطالِبٍ حاجَةً بَعيداً
وَطالِبٍ حاجَةً بَعيداً / مَنالُها مِنْ يَدي مُرامهْ
عَرَّضَ بالإِقْتِضاءِ فيها / وَما انْقَضى مُنْتَهى كلامِه
كَغارِسٍ في الثَّرى نَواةً / لِيَأْكُلَ التَّمْرَ في مُقامِهْ
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى / بأَنَّ الفَتى لا يَسْتَحِلُّ دَمي ظُلْما
كَما أَقْصَدَ الرَّامي بسَهْمٍ رَميَّةً / فأَثْبَتَ فيها النَّصْلَ وَانْتَزَعَ السَّهْما
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ / وَحَرَمْتُموني طِيبَ أَمْسِكُمُ
إِنْ كُنْتُ لَمْ أَحْضُرُ لِعُرسْكُمُ / فَلَقَدْ حَضَرْتُ طلاقَ عِرْسكُمُ
ما تَرى في مُتَيَّمٍ مُسْتَهامِ
ما تَرى في مُتَيَّمٍ مُسْتَهامِ / حافظٍ لِلْهَوى قَليلِ الْكَلامِ
لَمْ يَبُحْ بالَّذي يَبُثْكَ إِلاَّ / لَكَ لا غَيْرَ مِنْ جَميعِ الأَنامِ
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري / فَلَمْ يَسْتَقْصِ واجِبَهُ كَريمُ
إِذا بَلَغَ الْكَريمُ إِلى مَداهُ / مُطالَبَةً فَلا يُلَمِ اللَّئيمُ
زِنَةُ الفِضَّةِ أَوْلى
زِنَةُ الفِضَّةِ أَوْلى / بِكَ مِنْ وَزْنِ الكَلامِ
فإِذا لَمْ تَزِنِ الْ / فِضَّةَ فاذْهَبْ بِسَلامِ
لِسانِيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
لِسانِيَ ماضٍ فَما يَنْثَني / وَوَجْهِيَ حَيٌّ فَما يَقْدُمُ
فأَصْبَحْتُ وَالشِّعْرَ مِثْلَ الْجَبانِ / يَفرُّ وَفي يَدِهِ مِخْذَمُ
وَكُنْتَ تَحَمَّلْتَ لي حاجَةً / وَقَدْرُك مِنْ قدْرِها أَعْظَمُ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَطِيَّةٍ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَطِيَّةٍ / فَسَمِعْتُ إِسْحاقَ بن إِبْراهِيمِ
حَتَّى كَأَنِّي في الْجَلالَةِ جَعْفَرٌ / وَكَأَنَّ هارُونَ الرَّشيدَ نَديمي
وَكأَنَّنا فرَحاً وَلَذَّةَ أَنْفُسٍ / نُسْقى بِعِلِّيِّيْنَ مِنْ تَسْنيمِ
إذا كُنْتَ تَهْوى اكْتِسابَ الثَّناءِ
إذا كُنْتَ تَهْوى اكْتِسابَ الثَّناءِ / وَلا تُنْفِقُ المَالَ خَوْفَ الْعَدَمْ
فَأَنْتَ كَعَذْراءَ رُعْبوبَةٍ / تُحِبُّ النِّكاحَ وَتَخْشَى الأَلَمْ
أَذا بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ
أَذا بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ / عَلَيْنا أَمْ تَناثَرَتِ النجومُ
إِذا أَتَتِ السَّماءُ بِمِثْلِ هذا / فما بالُ الْقِيامَةِ لا تَقُومُ
وَإِلاَّ فَهْيَ شُهْبٌ ثاقِباتٌ / وَكُلُّ النَّاسِ شَيْطانٌ رَجيمُ
رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ
رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ / رَشا ما دَرى قَدْرَ ما قَدْ رَمى
وَقَدْ كانَ قَدَّمَ إِحْسانَهُ / وَلكِنَّهُ قَدَّ ما قَدَّما
وَهَدَّمَ بُنْيانَ صَبْري بِهِ / فما أَحَدٌ هَدَّ ما هَدَّما
لَئِنْ كانَ حَرَّمَ مِنْ أُنْسِهِ / حَلالاً فَيا حَرَّ ما حَرَّما
وَإِنْ كانَ أَضْرَمَ نارَ الْجَوىَ / فَلا أَشْتَكي ضرَّ ما أَضْرَما
فَتَسْليمُ أَمْري بهِ لِلْقَضا / ذَخَرْتَ بِهِ أَجْرَ ما أَجْرَما
فَكَّرْتُ لَيْلَةٍ وَصْلِها في صَدِّها
فَكَّرْتُ لَيْلَةٍ وَصْلِها في صَدِّها / فَجَرَتْ بَقايا أَدْمُعي كالْعَنْدَمِ
فَطَفِقْتُ أَمْسَحُ مُقْلَتي في نَحْرِها / إِذْ عادَةُ الكافُورِ امْساكُ الدَّمِ
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ / فَقَدْ طالَ ما أَشْكُو وَما أَتَبَرَّمُ
فَلَمْ أَرَ مِثْلي بَيْنَ عَيْنَيْهِ جَنَّةٌ / وَبَيْنَ حَشاهُ والتَّراقي جَهَنَّمُ
لِمْ كَرِهَ التَّمَّامَ أَهْلُ الْهَوى
لِمْ كَرِهَ التَّمَّامَ أَهْلُ الْهَوى / أَساءَ إِخْواني وَما أَحْسَنُوا
إِنْ كانَ نَمَّاماً فَمَعْكُوسُهُ / مِنْ غَيْرِ تَكْذِيبٍ لَهُمْ مَأْمَنُ
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً / أَيادي بِيضاً ما لهُنَّ ثَمينُ
جَلاكَ عَلى عَيْنَيَّ عُرْيانَ حاسراً / فَرُحْتُ بِتَطْليقٍ وَأَنْت تَمينُ
وَطَهَّرَ قَلْبي مِنْ هَواكَ بِباردٍ / وسُخْنٍ فَقَرَّ الْجَفْنُ وَهْو سَخينُ
إذا ما خَفَفْتُ كَعَهْدِ الصِّبا
إذا ما خَفَفْتُ كَعَهْدِ الصِّبا / أَبَتْ ذَلِكَ الْخَمْسُ والأَرْبَعونا
وَما ثَقُلَتْ كِبَراً وَطْأَتي / وَلَكِنْ أجُرُّ وَرائي السِّنينا
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي / أَخافُ منَ الْجُلاَّسِ أَنْ يَفْطِنوا بِنا
وَقالَ إِذا كَرَّرْتَ لَحْظَكَ دُونَهُمْ / إِليَّ فَما يَخْفى دَليلُ مُريبِنا
فَقُلْتُ بُلِينا بالرَّقيبِ فَقال ما / بُلِينا وَلكِنَّ الرَّقيبَ بُلي بِنا
كَمْ كانَ فِيها منْ كِرامٍ سادَة
كَمْ كانَ فِيها منْ كِرامٍ سادَة / بِيضِ الْوُجوهِ شَوامخِ الإِيمانِ
مُتَعاوِنينَ على الدِّيانَةِ والتّقى / للهِ في الإِسْرارِ والإِعْلان
وَمُهَذَّبٍ جَمِّ الفَضائِلِ باذِلٍ / لِنَوالِهِ وَلعِرْضِهِ صَوَّانِ
وَأَئِمَّةٍ جَمَعُوا الْعُلُومَ وَهَذَّبُوا / سنَنَ الْحَديثِ وَمُشْكِلَ الْقُرْآنِ
عُلَماءَ إِنْ سَاءَلْتَهُمْ كشَفُوا الْعَمَى / بِفَقاهةٍ وَفَصاحَةٍ وَبَيانِ
وَإِذا الأْمُورُ اسْتَبْهَمَتْ وَاسْتَغْلَقَتْ / أَبْوابُها وَتَنازَعَ الْخَصْمانِ
حَلُّوا غَوامِضَ كُلِّ أَمْرٍ مُشْكِلٍ / بِدليلِ حَقٍّ واضِحِ البُرْهانِ
هَجَروا المَضاجِعَ قانِتينَ لِرَبِّهِمْ / طَلباً لِخَيْرِ مُعَرَّسٍ وَمغانِ
وَإِذا دَجا اللَّيْلُ البَهيمُ رَأَيْتَهُمْ / مُتَبَتِّلينَ تَبَتَّلَ الرُّهْبانِ
في جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَكْرَمِ مَنْزِلٍ / بَيْنَ الْحِسانِ الْحُورِ وَالغِلْمانِ
تَجِرُوا بِها الفِرْدَوْسَ مِنْ أَربْاحِهِمْ / نِعْمَ التِّجارَةُ طاعَةُ الرَّحْمانِ
المُتَّقينَ اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ / وَالعارِفينَ مَكايِدَ الشَّيْطانِ
وَتَرى جَبابِرَةَ المُلوكِ لَدَيْهِمُ / خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَذْقانِ
لا يَسْتَطيعُونَ الكلامَ مَهابَةً / إلاَّ إِشارَةَ أَعْيُن وَبَنانِ
خافُوا الإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى / حَتَّى ضِراءُ الأُسْدِ في الْغِيلانِ
تُنْسيكَ هَيْبتُهُمْ شَماخَةَ كُلِّ ذي / مُلْكِ وَهَيْبَةَ كُلِّ ذي سُلْطانِ
أَحْلامُهُمْ تَزِنُ الْجِبِالَ وَفَضْلُهُمْ / كالشَّمْسِ لا تَخْفى بِكُلِّ مَكانِ
كانَتْ تُعَدُّ القَيْرَوَانُ بِهِمُ إِذا / عُدَّ المَنابِرُ زَهْرَةَ البُلْدانِ
وَزَهَتْ على مِصْرٍ وَحُقَّ لَها كَما / تَزْهُو بِهِمْ وَغَدتْ على بَغْدانِ
حَسُنَتْ فَلما أَنْ تَكامَلَ حُسْنُها / وَسَما إِلَيْها كُلُّ طَرْفٍ رانِ
وَتَجَمَّعَتْ فيها الفَضائلُ كُلَّها / وَغَدَتْ مَحَلَّ الأَمْنِ الإِيمانِ
نَظَرَتْ لها الأَيَّامُ نَظْرَةَ كاشِحٍ / تَرْنُو بِنَظْرَةِ كاشِحٍ مِعْيانِ
حَتَّى إِذا الأَقْدارُ حُمَّ وَقوعُها / وَدَنا القَضاءُ لِمُدَّةٍ وَأَوَانِ
أَهْدَتْ لَها فِتَاً كلَيْلٍ مُظْلِمِ / وَأَرادَها كالنَّاطِحِ العيدانِ
بِمَصائِبٍ مِنْ فادِعٍ وأَشائِبٍ / مَمَّنْ تَجَمَّعَ مِنْ بَني دَهْمانِ
فَتَكوا بأمَّةِ أَحْمَدِ أتُراهُمُ / أَمِنُوا عِقابَ اللهِ في رَمَضانِ
نَقَضُوا العُهُودَ المُبْرَماتِ وَأَخْفَرُوا / ذِمَمَ الإلهِ وَلَمْ يَفُوا بِضَمانِ
فاسْتَحْسنوا غَدْرَ الْجِوارِ وَآثَرُوا / سَبْيَ الْحَريمِ وَكَشْفَةَ النِّسْوانِ
سامُوهُمُ سُوءَ العَذابِ وَأَظْهَروا / مُتَعَسِّفينَ كَوَامِنَ الأَضْغانِ
وَالمُسْلِمونَ مُقَسَّمونَ تَنالُهُمْ / أَيْدِي العُصاةِ بِذِلَّةٍ وَهَوانِ
ما بَيْنَ مُضْطَرٍّ وَبَيْنَ مُعَذَّبٍ / وَمُقَتَّلٍ ظُلْماً وَآخَرَ عانِ
يَسْتَصْرِخُونَ فلا يُغاثُ صَريخُهُمْ / حَتَّى إِذا سَئِمُوا مِنَ الارْنانِ
بادوا نُفُوسَهُمُ فَلَّما أَنْفَذُوا / ما جَمَّعوا مِنْ صامتٍ وَصوانِ
وَاسْتَخْلَصوا مِنْ جَوْهَرٍ وَمَلابِسٍ / وَطرائِفٍ وَذَخائِرٍ وَأَوانِ
خَرَجُوا حُفاةً عائِذينَ بِرَبِّهِمْ / مِنْ خَوْفِهِمْ وَمَصائِبِ الأَلْوانِ
هَرَبُوا بِكُلِّ وَليدَةٍ وَفَطيمَةٍ / وَبِكُلِّ أَرْمَلَةٍ وَكُلِّ حَصانِ
وَبِكُلِّ بكْرِ كالمَهاةِ عَزيزَةٍ / تَسْبي الْعُقولَ بِطَرْفِها الفَتَّانِ
خُودٍ مُبَتَّلةِ الوِشاحِ كأَنَّها / قَمَرٌ يَلوحُ على قَضيبِ الْبانِ
وَالمَسْجِدُ المَعْمُورُ جامِعُ عُقْبَةٍ / خَرِبُ المعاطِنِ مُظْلِمُ الأَرْكانِ
قَفْرٌ فَما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَةٌ / لِصلاةِ خَمْسٍ لا ولا لأَذانِ
بَيْتٌ بِهِ عُبِدَ الإِلَهُ وَبُطِّلتْ / بَعْدَ الْغُلُوِّ عِبادَةُ الأَوْثانِ
بَيْتٌ بِوَحْي اللهِ كانَ بِناؤُهُ / نِعْمَ البِنا وَالمُبْتَنى وَالْباني
أَعْظِمْ بِتِلْكَ مُصيبَةً ما تَنْجَلي / حَسَراتُها أَوْ يَنْقضي المَلَوانِ
لَو أَنَّ ثَهْلاناً أُصيبَ بِعُشْرِها / لَتَدَكْدَكتْ مِنْها ذُرا ثَهلان
حَزِنَت لها كُوَرُ الْعِراقِ بأَسْرِها / وَقُرى الشَّآمِ وَمِصرُ والْخُرسانِ
وَنَزْعَزعَت لمصابها وَتَنَكَّدَتْ / أَسَفاً بلادُ الْهِنْدِ والسِّندانِ
وَعَفا مِنَ الأَقْطارِ بَعْدَ خَلائِها / ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إِلى حُلْوانِ
وَأَرى النُّجومَ طَلَعْنَ غَيْرَ زَواهِرٍ / في أُفْقِهِنَّ وَأَظْلَمَ الْقَمَرانِ
وَأَرى الْجِبالَ الشُمَّ أَمْسَتْ حُشَّعا / لِمُصابِها وَتَزَعْزَعَ الثَّقلانِ
وَالأَرْضُ مِنْ وَلَهٍ بِها قَدْ أَصْبَحَتْ / بَعْدَ الْقَرارِ شَديدَةَ المَيَلانِ
أَتَرَى اللَّيالي بَعْدَ ما صَنَعَتْ بِنا / تَقْضي لَنا بِتَواصُلٍ وَتَدانِ
وَتُعيدُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ كَعَهْدِها / فيما مَضى مِنْ سالِفِ الأَزْمانِ
مِنْ بَعْدِ ما سَلَبَتْ نَضائِرَ حُسْنِها الْ / أَيْامُ وَاخْتَلَفَتْ بها فئَتانِ
وَغَدَتْ كأَنْ لَمْ تَغْنَ قَطُّ وَلم تَكُنْ / حَرَماً عَزيزَ النَّصْرِ غَيْرَ مُهانِ
أَمْسَتْ وَقَدْ لَعِبَ الزَّمانُ بأَهْلِها / وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ عُرا الأَقْرانِ
فَتَفَرَّقُوا أَيْدي سَبا وَتَشَتَّتُوا / بَعْدَ اجْتِماعِهِمُ على الأَوْطان
غُلْفٌ تَمَنَّوا في الْبُيُوتِ أَمانِياً
غُلْفٌ تَمَنَّوا في الْبُيُوتِ أَمانِياً / وَجَميعُ أَعْمارِ اللِّئامِ أَماني