القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 275
يَا سَقَى اللَّهُ شَادِناً باتَ يَسْقِي
يَا سَقَى اللَّهُ شَادِناً باتَ يَسْقِي / ما حَكاه لَمَاهُ صِرفاً عَتِيقا
هَابَ وَارْتابَ لاتِّقادِ سَنَاه / أَرَحيقاً يَصُبُّهُ أَمْ حَرِيقا
حَمَّلتِ نَفْسِي مَا تَنُوءُ بهِ كَما
حَمَّلتِ نَفْسِي مَا تَنُوءُ بهِ كَما / مَزَّقتِنِي بالحُبِّ كُلَّ مُمَزَّقِ
فاسْودَّ مِن طولِ التذكُّرِ مُضْمَرِي / وابيَض مِنْ هَوْلِ التَّفرُّقِ مَفْرقي
أنُوحُ حَماماً كلَّما ذُكِرَ الشَّرقُ
أنُوحُ حَماماً كلَّما ذُكِرَ الشَّرقُ / وَأَبكِي غَمَاماً كُلَّمَا لَمَعَ البَرقُ
وَيَغْبِطُنِي فِي سَكْبِ أدْمُعِي الحَيا / وَتَحْسِدُنِي في نَدْبِ أربُعِيَ الورقُ
وَمَنْبَع سِلسالٍ حَبَاهُ بِطِيبِهِ
وَمَنْبَع سِلسالٍ حَبَاهُ بِطِيبِهِ / أغرُّ لغَايَات الأُلَى هُوَ سابِقُ
تَلاقَى انْهِلالٌ مِنْهُمَا وتَهَلل / فَيَا قُرْبَ ما لاحَ العُذَيْب وبَارِقُ
أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاً
أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاً / إنَّ السَّبِيلَ إلَى مَنْجاتِها دَرَسَا
وَهَبْ لهَا مِنْ عَزيزِ النَّصْرِ مَا الْتَمَسَتْ / فَلَمْ يَزَلْ مِنْكَ عزُّ النَّصْر مُلْتَمَسا
وَحاش مِمَّا تُعانِيهِ حُشَاشَتهَا / فَطَالَما ذَاقَتِ البَلوَى صَبَاحَ مَسَا
يَا للجَزيرَةِ أَضْحَى أَهلُها جَزَراً / لِلحَادِثَاتِ وأَمْسَى جَدُّهَا تَعَسا
في كُلِّ شارِقَةٍ إِلْمَامُ بَائِقَةٍ / يَعُود مَأتَمُها عِندَ العِدَى عُرُسا
وكُلِّ غَارِبَةٍ إِجْحَافُ نائِبَةٍ / تَثْنِي الأَمَانَ حِذاراً والسرُور أَسَى
تَقَاسَمَ الرومُ لا نَالَتْ مَقَاسِمُهُم / إِلا عَقَائِلَها المَحْجوبَةَ الأُنُسَا
وَفِي بَلَنْسِيةٍ مِنْها وَقُرْطُبَةٍ / ما يَنْسِفُ النَّفسَ أَو ما يَنزِفُ النَّفَسا
مَدائِنٌ حَلَّها الإشْرَاكُ مُبْتَسِماً / جَذْلانَ وارتَحَلَ الإِيمانُ مُبْتَئِسا
وَصَيَّرَتْها العَوادِي العَابِثاتُ بِها / يَسْتَوحِشُ الطَّرْفُ مِنْها ضِعْفَ ما أَنِسا
فَمِنْ دَسَاكِرَ كانَتْ دُونَهَا حَرَساً / وَمِنْ كَنَائِسَ كَانَتْ قَبْلَها كُنُسا
يَا للْمَساجِدِ عَادَتْ للعِدَى بِيَعاً / ولِلنِّداءِ غَدَا أَثْناءَها جَرَسا
لَهْفِي عَلَيها إلَى استِرجَاعِ فائِتِها / مَدارِساً لِلْمَثانِي أصبَحَتْ دُرُسا
وَأَربعا نمْنمَتْ يُمْنَى الرَّبيعِ لَها / ما شِئت مِنْ خِلَعٍ مَوْشِيَّةٍ وكُسى
كانَتْ حدَائِقَ للأَحْدَاقِ مؤنِقَةً / فَصَوَّحَ النَّضْرُ مِن أَدْواحِها وَعَسا
وَحَالَ ما حَوْلَهَا مِنْ منْظَرٍ عَجَبٍ / يَسْتَجْلِسُ الرَّكْب أَوْ يَسْتَرْكِبُ الجُلُسا
سُرْعَانَ ما عاثَ جَيْشُ الكُفْرِ واحَرَبا / عَيْثُ الدَّبَى في مَغَانِيهَا التِي كَبَسا
وَابْتَز بِزَّتَهَا مِمَّا تَحيَّفَها / تحَيفَ الأَسَدِ الضَّارِى لِما افتَرَسا
فأَيْنَ عَيْشٌ جَنَيْنَاهُ بِها خَضِراً / وَأيْنَ غُصنٌ جَنَيْناهُ بِها سَلِسا
مَحَا مَحَاسِنَها طاغٍ أُتِيحَ لَها / مَا نامَ عَن هَضْمِهَا حِيناً وَلا نَعَسا
وَرَجَّ أَرْجَاءَهَا لمَّا أحاطَ بِها / فَغادَر الشُمَّ مِنْ أَعْلامِها خُنُسا
خلالَهُ الجوُّ فَامْتَدَّتْ يَداهُ إلَى / إِدْراك ما لَمْ تَطَأْ رِجْلاهُ مُخْتَلِسا
وأكْثَرَ الزَّعْمَ بالتَّثْلِيثِ مُنْفَرِداً / وَلَوْ رَأَى رأيَةَ التَّوحِيدِ مَا نَبَسا
صِلْ حَبْلَها أَيُّها المَوْلَى الرَّحيمُ فَما / أَبقَى المِراسُ لَها حَبْلاً وَلا مَرَسا
وَأَحْي مَا طَمَستْ مِنْهُ العُداةُ كَمَا / أَحيَيْتَ مِن دَعوَةِ المَهْدِيِّ ما طُمِسا
أَيَّامَ سِرْتَ لِنَصْرِ الحَقِّ مُسْتَبِقاً / وَبتَّ مِن نُورِ ذاكَ الهّدْي مُقْتَبِسا
وَقُمتَ فيها بِأَمْرِ اللَّهِ مُنتَصِراً / كَالصَّارِمِ اهتَزَّ أَو كالعارِضِ انبَجَسا
تَمحُو الذِي كَتَبَ التَّجْسيمُ مِن ظُلَمٍ / وَالصُّبْحُ مَاحِيةٌ أَنْوارُهُ الغَلَسا
وَتَقْتَضِي المَلِكَ الجبَّارَ مُهجَتَهُ / يَومَ الوَغَى جَهْرَةً لا تَرقُبُ الخُلَسا
هَذِي وَسائِلُها تَدْعوكَ مِنْ كَثَبٍ / وَأَنْتَ أفْضَلُ مَرجُوٍّ لِمَنْ يَئِسا
وَافَتْكَ جارِيَةً بالنُّجْحِ رَاجِيَةً / مِنكَ الأمِيرَ الرِّضَى والسَّيِّد النَّدِسا
خَاضَت خُضَارَةَ يُعْلِيهَا ويُخْفِضُها / عُبَابُهُ فَتُعانِي اللِّينَ والشَّرَسا
ورُبَّما سَبَحتْ والرِّيحُ عَاتِيَةٌ / كَمَا طَلَبْتَ بِأَقْصَى شَدِّه الفَرَسا
تَؤُمّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الوَاحِد بْنِ أَبِي / حَفْصٍ مُقَبِّلةً مِن تُربِهِ القُدُسا
مَلْكٌ تَقَلَّدتِ الأَمْلاكُ طَاعَتَه / دِيناً ودُنْيا فَغَشَّاها الرِّضَى لِبَسا
مِنْ كُلِّ غَادٍ عَلَى يُمنَاه مُستَلِماً / وَكُلّ صَادٍ إلَى نُعْمَاهُ مُلْتَمسا
مُؤَيَّدٌ لَو رَمَى نَجْماً لأَثْبَتَهُ / وَلَوْ دَعَا أفُقاً لَبَّى وَما احتَبَسا
تاللَّهِ إِنَّ الذِي تُرجَى السعودُ لَهُ / مَا جَالَ فِي خلَدٍ يَوماً وَلا هَجَسا
إِمارَةٌ يَحْمِلُ المِقْدَارُ رايَتَها / ودَوْلَةٌ عِزُّها يَسْتَصْحِبُ القَعَسا
يُبْدِي النَّهَارُ بِها مِنْ ضَوْئِهِ شَنَباً / ويُطْلِعُ الليلُ مِنْ ظَلْمَائِهِ لَعَسا
ماضِي العَزيمَةِ والأَيَّامُ قَدْ نَكَلَتْ / طَلْقُ المُحَيَّا ووَجْهُ الدَّهْرِ قَدْ عَبَسا
كَأَنَّهُ البَدْرُ والعَليَاءُ هالَتُهُ / تَحُفُّ مِن حَولِهِ شُهْبُ القَنَا حَرَسا
تَدْبِيرُهُ وَسِعَ الدُّنيا وَما وَسِعَتْ / وعُرْفُ مَعْرُوفِهِ وَاسَى الوَرَى وَأَسا
قَامَتْ عَلَى العَدلِ وَالإحسانِ دَعْوَتُهُ / وأَنْشَرَتْ مِنْ وُجُودِ الجُودِ ما رُمِسا
مُبَارَكٌ هَدْيُهُ بادٍ سَكينَتُهُ / مَا قامَ إِلا إلَى حُسْنَى وَلا جَلَسا
قَد نَوَّرَ اللَّهُ بِالتَّقوَى بَصِيرَتَهُ / فَمَا يُبالي طُروقَ الخَطْبِ مُلتَبِسا
بَرَى العُصاةَ وَرَاشَ الطائِعِينَ فَقُلْ / في اللَّيْثِ مُفْتَرِساً والغَيثِ مُرْتَجِسا
ولَم يُغَادِر علَى سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ / حَيَّا لقاحاً إِذا وَفَّيْتَهُ بَخَسا
فَرُبَّ أَصْيَدَ لا تُلفِي بِهِ صَيَداً / وَرُبَّ أشْوَسَ لا تَلْقَى لَهُ شَوسا
إلَى المَلائِكِ يُنْمَى والمُلوكِ مَعاً / فِي نَبْعةٍ أَثْمَرَتْ لِلمَجْدِ ما غَرَسا
مِنْ سَاطِعِ النُّورِ صَاغَ اللَّهُ جَوهَرَهُ / وَصَانَ صِيغَتَهُ أنْ تَقْرُبَ الدَّنَسا
لَهُ الثَّرَى والثُّريَّا خُطَّتانِ فَلا / أَعَزّ مِنْ خُطَّتَيْهِ ما سَما وَرَسا
حَسْبُ الذِي بَاعَ في الأَخْطَارِ يَرْكَبُها / إلَيْهِ مَحْيَاهُ أنَّ البَيْعَ مَا وُكِسا
إِنَّ السَّعيدَ امْرُؤٌ أَلقَى بِحَضرَتِهِ / عَصَاهُ مُحْتَزِماً بالعَدْلِ مُحْتَرِسا
فَظَلَّ يُوطِنُ مِنْ أَرْجَائِها حرَماً / وبَاتَ يُوقِدُ مِنْ أضْوائِهَا قَبَسا
بُشْرَى لِعَبدٍ إلَى البَابِ الكَريمِ حَدَا / آمالهُ ومِنَ العَذْبِ المَعينِ حَسا
كأَنَّمَا يَمْتَطِي واليُمْنِ يَصحَبُه / مِنَ البِحارِ طَرِيقاً نَحْوَهُ يَبَسا
فاسْتَقْبَل السعدَ وضَّاحا أسرَّتُه / من صَفْحَةٍ غَاضَ مِنها النورُ فانعَكَسا
وَقَبل الجُودَ طفَّاحاً غَوارِبُهُ / مِن رَاحَةٍ غاصَ فيها البَحرُ فانغَمَسا
يَا أَيُّها المَلِكُ المَنْصُورُ أنْتَ لَهَا / عَليَاءُ تُوسِعُ أَعْداءَ الهُدَى تَعَسا
وقَدْ تَواتَرتِ الأَنْبَاء أَنَّكَ مَنْ / يُحْيِي بِقَتْلِ مُلوك الصُّفْرِ أَنْدَلُسا
طَهِّرْ بِلادَك مِنْهُم إِنَّهُم نَجَسٌ / وَلا طَهَارَةَ ما لَم تَغْسِل النَّجَسا
وَأَوْطِئ الفَيْلَقَ الجَرَّارَ أرضَهُمُ / حتَّى يُطَأطِئَ رَأْساً كُلُّ مَنْ رَأْسا
وانْصُر عَبِيداً بأَقْصَى شَرْقِها شَرِقَتْ / عُيُونُهم أدْمُعاً تهْمِي زَكاً وخَسا
هُمْ شِيعَةُ الأَمْرِ وَهْيَ الدَّارُ قَد نُهِكَتْ / دَاءً وَمَا لَمْ تُبَاشِرْ حَسْمَهُ انْتَكَسا
فَامْلأ هَنِيئاً لَكَ التَّمْكِينُ سَاحَتها / جُرْداً سَلاهِبَ أوْ خَطِّيَّةً دُعُسا
واضْرِب لهَا مَوْعِداً بِالفَتْحِ تَرْقُبُهُ / لَعَلَّ يوْمَ الأَعادِي قَدْ أَتَى وعَسَى
بَلَنْسِيَّةٌ يَا عَذْبَةَ المَاءِ وَالجَنَى
بَلَنْسِيَّةٌ يَا عَذْبَةَ المَاءِ وَالجَنَى / سُقِيتِ وَإِنْ أَشْقَيْتِ صَوْبَ الرَّواجِسِ
أحبُّ وأَقْلَى مِنْكِ حَالاً ومَاضِياً / بِمُوحِشَةٍ أَلوت بِعَهدِ الأَوَانِسِ
وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الدِّيارَ أَوَاهِلٌ / وَأنْدُبُها نَدْبَ الطلولِ الدَّوارِسِ
إنِّي وَإنْ كُنْتُ آبَنُوسِي
إنِّي وَإنْ كُنْتُ آبَنُوسِي / فَالكَتْم مِنْ شِيمَتي وَسُوسِي
والمِسْكُ لَوْنِي إليْهِ يُعْزَى / وَحَبَّذَا العِطْرُ للْعَرُوسِ
أَفْرطْنَ في بِرِّي الغَوانِي / كُلَّ نَفِيسٍ هَوَى النفُوسِ
فَمِن رُؤُوسٍ إِلى أَكُفٍّ / وَمِنْ أَكُفّ إِلَى رُؤُوسِ
أَرَانِي كُلَّما ذُكِّرتُ أَنْسَى
أَرَانِي كُلَّما ذُكِّرتُ أَنْسَى / فَهَلْ مِنْ وَحْشَتِي أَعْتَاض أُنْسا
وَقالوا مَا لِمِثْلِكَ ظَلَّ يَأْسَى / فَقُلتُ عَلَى رَجاءٍ عَادَ يَأسَى
حَفَّت بِحَضْرَتِكَ الفُتوحُ جُيوشَا
حَفَّت بِحَضْرَتِكَ الفُتوحُ جُيوشَا / تَسْبِي مُلُوكاً أَوْ تَثُلُّ عُرُوشا
وَثَوَتْ مَقِيلاً وَسْطَها وَمُعَرِّساً / أَبَداً لِتَبْرِيَ وفْقَها وَتَرِيشا
أَعْيَتْ عَلَى نَثْرِ الكَلامِ وَنَظْمِهِ / مِمَّا يَجِيشُ بِها الوُجود جُيوشا
فَظُهُورُها فِي كُلِّ عَصْرٍ آيَةً / مَنْقُوشَةً خَفِيَ العِدَاةُ نُقُوشا
فَلَكَم مِخَشٍّ أَو مِحَشٍّ قادَهُ / قَهْراً إِلَيكَ حِمَامُهُ مَخْشُوشا
وَلَكَمْ جِبَالٍ في مَجَالٍ صُيِّرَتْ / كالعِهْنِ تَسْفِيهِ الصَّبَا مَنْفُوشا
أَنْتَ المُؤَيَّدُ في الأَئِمَّةِ عزْمَةً / كالعَضْبِ ماضِيَةً وقَلْباً حُوشا
وَجَدَتْ بِكَ الأَيَّام مَا نَشَدتْ فَما / جَشَّمتَها بَحْثاً وَلا تَفْتِيشا
يا دَعْوَةً نُقِش الهُدى بِمَكَانِها / لا زالَ مَرْصُوصُ البِنَا مَنْقُوشا
ثَبَتَت بِيَحْيَى المُرْتَضَى فِي فَخْرِها / ما لاحَ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ خُمُوشا
قَدْ بَصَّرتْ حَتَّى الضَريرَ وأَسمعتْ / حتَى الأَصَمَّ صِماخُهُ الأُطْرُوشا
مَلِكٌ تَبَوَّأَ والكَواكِبُ دُونَهُ / بَيْتاً عَلَى أَفْلاكِها مَعْرُوشا
قَضَتِ السَّعادَةُ أنْ تَصونَ لَهُ المُنَى / بِيد المُنَى مُنْقَادَةً وَتَحُوشا
لاَ تَتَّقِي وَهُو المُبَارَكُ سُنَّةً / سنَةً لَحُوساً لِلنَّبَاتِ مَحُوشا
مَا بَيْنَ آراء تُدارُ ورَايَةٍ / نَلْقَاهُ حِلْفاً لِلْقِراعِ بَهُوشا
أَنْأَى الصوائِفَ لِلفَلاةِ تَقرُّباً / وَرأَى رَغيبَاتِ الكَلُومِ خُدُوشا
بِسُعُودِهِ يُضْحِي البَكِيُّ مُفَوَّهاً / وَبِيُمْنِهِ يُمْسِي النَّضِيُّ مَرِيشا
تَرَكَتْ كَتَائِبُهُ العِمَارَةَ بَلْقَعاً / وَالنَّجْدَ وَهْداً وَالجِبَالَ جَشِيشا
مِنْ كلِّ مَرْهوبِ الشَّكِيمَةِ مُتَّقىً / إِقْدَامُهُ يَلْقَى الكَمِيَّ كَمِيشا
مَتْنُ الجَوادِ النَّهد آثَرُ فُرْشِهِ / لا يُؤْثِرُ الخَوْدَ الكَعَابَ فَرِيشا
جَاءَتْ بِهِ العَليَا علَى حُكْمِ الوَغَى / ضَرْباً لِطَعْنِ كُمَاتِها مَنْهُوشا
فَلَها يَعِيب مَعَاشَهُ وَرِيَاشَه / أَلِفَ الفَلا فَيَرَى الأَنِيس وُحُوشا
وَإِذَا تَعُوجُ علَى امْتِشاش كَفُّهُ / تَخِذَتْ سَبيبَ الأَعْوَجِيِّ مَشُوشا
وَيَخُطُّ بالخَطِّيِّ ما لا تَدَّعِي / مَعهُ اليَراعُ الرَّقْمَ والتَّرْقِيشا
للَّهِ حِمْصُ وَفَوْزُها بِسَعادَةٍ / هَدَتِ الجَزِيرَةَ نَحْوَها وَشَرِيشا
وَالقَصرُ ساعَدَ عِنْدَها مَكْنَاسَةً / ليَفِيضَ غَوْرُ أَمَانِها وَيَجِيشا
أَمَّتْ إِمَامَ العَدْلِ خَالِعَة بِهِ / مَنْ أَعْمَلَ التَّأْرِيثَ وَالتَّحرِيشا
وَإلَيْهِ خَفَّت وَالرَّجَاحَةُ في الهَوى / أَنْ يَجْعَلَ الآوِي لَهُ وَيَطِيشا
دَارُ السَّلامِ دَعَتْ قَرَارَةَ مُلْكِهِ / لا تُونُساً عَرَفَتْ وَلا تَرشِيشا
وَبِحَبْلِهِ اعْتَصَمَتْ علَى حُبّ لَهُ / مُنْحَاشَةً لا تَبْتَغِي تَهْوِيشا
ثِقَةً بِأَنْ تَحيا جَمِيعاً أَمْرُها / فِي وَارِفَاتِ ظِلالِهِ وتَعيشا
أَعْيَا عَلَى الأَعْدَاءِ نَيْلُ نَجَاتِها
أَعْيَا عَلَى الأَعْدَاءِ نَيْلُ نَجَاتِها / أَنَّى وَسَيْفُكَ سَافِكٌ مُهَجَاتِها
لا رَيْبَ في النَّصْرِ العَزِيزِ لِدَعْوَةٍ / آرَاؤُها فِي اليُمْنِ مِنْ رَاياتِها
حُمِّلتَ أنْبَاء الفُتُوحِ فَهَاتِها / لِتَخُطَّها الأَيَّامُ فِي صَفَحَاتِها
أَقْبَلتِ يا نَفْسُ القَبُول بِمَبْدَأ / مِنْها وَوَلَّيْتِ الصبَا غَايَاتِها
مَا إنْ يُحَيَّا المُرْتَضَى رِدْءُ الهُدَى / وَرَدَى العِدَى فَحَيَاتُهُ لِوَفَاتِها
وَفَّتْهُ حَقَّ النُّصْحِ فِي إِسْعَادِهِ / فِئَةٌ يَكُرُّ النَّصرُ فِي كَرَّاتِها
إِنْ أَوْرَقَتْ بِنَدى أَكُفِّهِمُ القَنَا / فَانْظُرْ إلَى الهَامَاتِ مِنْ ثَمَرَاتِها
أَمَّا الكثِيبُ فَمَا يُطَارُ حِمَاهُ
أَمَّا الكثِيبُ فَمَا يُطَارُ حِمَاهُ / مِنْ دُونِهِ تُجْرِي الدِّماءَ دُماهُ
لَوْلا حَيَاءُ الحَيِّ مِنْ أَكْفَائِهِ / لَكَفَاهُ سِحْرُ جُفونِهن عِدَاهُ
مَا بَالُهُ أَنهَى الأَسِنَّةَ وَالظُّبَى / وَعَلَى المَطيِّ ظِبَاؤُهُ وَمَهَاهُ
بِيضُ الأَنامِل قُنِّيتْ بِخِضَابِها / تُغْنِي غناءَ مُخَضَّبَاتِ قَناهُ
وَعُيُونُهُن السَّاجِياتُ قَوَاتِلٌ / ما لَيسَ تَقْتُلُ ماضِيَاتُ ظُبَاهُ
لِبَنِي هِلال فِي القِبَابَ أَهِلَّةٌ / مِنْها استَمَدَّ الصبْحُ فَضْلَ سَنَاهُ
شَحُّوا بهِنَّ وفيهِمُ حَطَّ النَّدَى / قِدْماً رِحالَتَهُ وَخَطَّ بِنَاهُ
يَقْرُونَ مَنْ رُفِعتْ لَهُ نِيرانُهُم / إِلا المُحِبَّ فَما يَرَوْنَ قِراهُ
لا يَنْظُرونَ لَهُ علَى غَيْرِ القِلَى / وَهَوَى فَتَاتِهُم النوارِ طواهُ
قَسَتِ القُلُوب عَليهِ حَتَّى قَلبُها / فإِذا رجَا لُطْفَ الحَبيبِ جَفاهُ
يَا وَيْحَ مَفْؤُودِ الفؤَادِ صَبابَةً / يَلْقَى الرَّدَى في الخَوْدِ لا تَلْقاهُ
خافَ النحولَ علَى نَحَافَةِ جِسمِهِ / فَبَراهُ حَتَّى لا تَكَادُ تَراهُ
سِرْبِي إلَى سِرْبٍ لحَربِي ناهِدٍ / لا هِنْدُهُ سَلْمٌ وَلا سَلْمَاهُ
مِنْ كُلِّ رِيمٍ لا يُرامُ خِباؤُهُ / أَنَّى لِتَبرِيحِ الصَّدَى بِلَمَاهُ
صالَتْ تُحَاوِلُ صَيْدُهُ لَحظَاتُهُ / وَرَمَاهُ مِنْ جَفْنَيِهِ ما أَصْمَاهُ
إنْ رُمْتُ سُلْواناً لَهُ عَجِب الهَوى / مِنِّي وَقَالَ سَلاهُ ما سَلاهُ
يَا أخْتَ مَنْ فَخَرَتْ عَمَائِرُ عامِرٍ / وَسَراتُها بِالقُربِ مِنْ قُرباهُ
لا أَنْتِ زُرْتِ وَلا خَيالُكِ في الكَرَى / حَتَّى لَقَد هَجَر العَمِيدَ كَراهُ
وَاهاً لِقَلبكِ لا يَرِقُّ ورُبَّما / رقَّ الجمَادُ بفَرْطِ ما عنَّاهُ
هَلا تَقَيَّلَتِ الإمَامَ المُرتَضَى / فيمَا استَرَقَّ الخَلْقَ مِنْ رُحْمَاهُ
مَلِكٌ أَجارَ مِن الزَّمَانِ جِوارُهُ / وَكَفَى البَرِيّةَ جَورَهُ وأَذَاهُ
قَعَدَ الهُدَى فأقَامَهُ بِمَضَائِهِ / وَمَضَى النَّدَى فأَعَادَهُ بِلُهاهُ
إنَّ الذِي سَوَّاهُ فَرْداً فِي العُلَى / لَمْ يَرضَ لِلحَقِّ المُبينِ سِواهُ
قَدْ كَانَ أَرْدَاهُ الغُواةُ وَإِنَّما / يَحْيَى بنُ عبدِ الوَاحِدِ اسْتَحْيَاهُ
للَّهِ مِنْهُ خَلِيفَةٌ فِي أرْضِهِ / يَقْفُو الخَلائِقُ هَدْيَهُ وَهُدَاهُ
وَلاهُ أَمْرَ عِبَادِهِ وَبِلادِهِ / لَمَّا ارْتَضَاهُ لِحَمْلِ ما وَلاهُ
واخْتَارَهُ حَكَماً لِبَالِغِ حِكْمَةٍ / بِصُدُورِها بَلَغَ الصَّلاح مَدَاهُ
هَذِي البَسيطَةُ فِي خِفَارَةِ بَأسِهِ / وَنَدَاهُ مِنْ هَذَا الذِي تَخْشَاهُ
لا خِيفَةٌ مَع سَيْفِهِ لا ضِيقَةٌ / مَع سَيْبِهِ وكَفَاكَ مِنْ عَلياهُ
لِلشَّرقِ والغَربِ اسْتِبَاقٌ نَحْوَهُ / كُلّ قُبَيْلَ دُعَائِهِ لَبَّاهُ
وَبِدَارِ سَبْتَةَ والمَرِيَّة مُخْبِر / أنْ سَوفَ تَحْوِي الخافِقَين يَداهُ
اللَّهُ أَيَّدَ أَمْرَهُ بِمُؤَيَّدٍ / قوَّاهُ مَا يُخْفِيهِ مِنْ تَقْواهُ
عُقِدَتْ حُبَاهُ علَى الأَنَاةِ كأَنَّما / ثَهْلانُ ما عُقِدتْ علَيهِ حُباهُ
لَيْثُ الحِفَاظِ تَعَلَّمَتْ إِقْدَامَهُ / أَشْبَالُ أَبْنَاء لَهُ أَشْباهُ
وَحَيا السَّماحِ إِذا السَّحائِبُ لَم تَجُد / يَحْيَى كَفَى استِسْقَاءهَا كَفَّاهُ
فَضْلُ المُلُوكِ سَجَاحَةً وسَمَاحَةً / أَدْنَى فَواضِلُها الغِنَى والجَاهُ
أَهْلاً بِعَصْرٍ زَانَهُ سُلْطَانُهُ / لا حُسْنُهُ خافٍ وَلا حُسْنَاهُ
وَبِعِيدِ فِطْرٍ للفُتوحِ مُعَقِّبٍ / كاليَوْمِ أَعْقَبَ صُبْحَهُ بِضُحاهُ
يَجْلُو الدُّجُونَ بِنُورِهِ فَكَأنَّما / سِيمَا الأَمِير المُرتَضَى سِيماهُ
وَيُطيلُ فِي حُلَلِ الجَمَالِ تَخايُلاً / فَتَخالُهُ حَلاهُ بَعْضَ حُلاهُ
بُشْرَايَ باشَرتُ الغِنَى بِجَنابِهِ / وَظَفِرتُ مِنْ غَرْس المُنَى بِجَنَاهُ
تاللَّهِ مَا أَمْلَقْتُ مِنْ بُؤسِي بِهِ / إِلا وَقَدْ أَثْرَيْتُ مِنْ نُعْمَاهُ
هَذِي الثرَيَّا فِي ارتِقاء مَكانِها / باتَت تُنافِسُنِي حلولَ ثراهُ
ولَطَالَمَا أَذْرَتْنِيَ الآمَالُ عَنْ / صَهواتِها لَمَّا حُمِيتُ ذَراهُ
قَد عَزَّزَ العِيدَينِ عِنْدِيَ ثَالِثٌ / الفِطْرُ والأَضْحَى وَيَوْمُ رِضاهُ
وَسَوْسَناتٍ أَرَتْ مِنْ حُسْنِها بِدَعاً
وَسَوْسَناتٍ أَرَتْ مِنْ حُسْنِها بِدَعاً / وَلَمْ يَزَلْ عَصْرُ مَولانا يُرَى بِدَعَهْ
شَبِيهَةٌ بِالثّرَيَّا فِي تَألُّقِها / وفِي تَأَلُّقِها تَلْتَاحُ مُلْتَمِعَهْ
هَامَتْ بِيُمناهُ تَبْغِي أَنْ تُقَبّلَها / وَاستَشْرَفَتْ تَجْتَلِي مَرْآهُ مُطَّلِعَهْ
ثُمَّ التَقَى بَعْضُها مِنْ بَعضِها غَلَباً / عَلَى البِدارِ فَوَافَتْ وَهْيَ مُجْتَمِعَهْ
فَواتِحُ الفَتْحِ تُنْبِي عَنْ تَوَالِيهِ
فَواتِحُ الفَتْحِ تُنْبِي عَنْ تَوَالِيهِ / لَقَدْ تَمَهَّدَ مُلْكٌ أَنْتَ وَالِيهِ
في ذِمَّةِ الغَيْبِ مِنها ما تُشاهِدُهُ / يَهْدِيهِ صُبْحٌ وإِمْسَاءٌ يُنَاغِيهِ
تَزْدَادُ حُبّاً وَلَمْ تَجْعَل زِيَارَتَها / غِبّاً وكَمْ زائِرٍ يُقْلَى تَمَادِيهِ
أمَّتْ إمَامَ الهُدى غُرّاً مُحجَّلَةً / كَأَنَّمَا في تَبَارِيها مَذاكِيهِ
يَغْشَى البَسِيطَةَ مِنْ أَنْوارِها وَضَحٌ / مِلءُ الزَّمانِ بِها تُجْلَى غَوَاشِيهِ
قَادَ الخَليقَةَ مِنْ بُعْدٍ ومِن كَثبٍ / نَحْوَ الخَلِيفَةِ إِسجَاحٌ يُوالِيهِ
فَلِلْمغَارِب مِنْ تأمِيلِ دَوْلَتهِ / ما لِلمَشَارِقِ مِنْ نُعْمَى لِراجِيهِ
لا أُفْقَ إِلا أَقاصِيهِ وَإِنْ شَحَطَتْ / فِي دينِها بِهُداه مِنْ أَدَانِيهِ
عَلَى خلافَتِهِ الإِجْمَاعُ مُنْعَقدٌ / فحَاضِرُ الخَلقِ طَوعاً مِثلُ بَادِيهِ
كُلٌّ يُلَبِّي نِدَاءَ الرشْد مِنْ أمَمٍ / كَمَا أهَابَ لنَادِيهِ مُنَادِيهِ
مُسْتَولِياتٍ بِمَولانَا الأحَقِّ عَلَى / غَاياتِ كُلِّ نَجاحٍ مِنْ مبَادِيهِ
بُشْرَى سِجِلماسَة أعْطَتْ مَقَادَتَها / يَدَيْ إِمامٍ مُعَاطِيها أَيَادِيهِ
وفِي الدِّيانَةِ أَسبَابُ القِيامِ بِها / فأَقْبَلَتْ عِنْدَها الدنْيا تُوافِيهِ
عَلَيهِ للَّهِ في حُكْمِ الإمَامَةِ أَن / يَرعَى مَحارِمها واللَّه راعِيهِ
أَفاضَ رَحمَتَهُ فَانفَضَّ مَعشَرُها / إِلَيهِ مِن حَولِ فَظِّ القَلبِ قاسِيهِ
تَضِجُّ مِنْهُ نَواحِيهِ بِآيَةِ مَا / تَضُخُّ فِي الغَيْثِ أَنْسَافاً مَنَاحِيهِ
وَقَدْ تَيَقَّنَ أَنَّ الحَقَّ غَالِبُهُ / لمَّا تَبَيَّنَ مَيْناً فِي دَعَاوِيهِ
مَا أَصْبَحَ القَائِمُ المَهْدِيُّ نَاشِرَهُ / مِنَ الهِدَايَةِ أَمْسَى وَهْوَ طاوِيهِ
بِالرُّومِ رَامَ انتِصَاراً في مَذَاهِبهِ / أَلَيْسَ ما قَدْ رآهُ مِنْ تَعَامِيهِ
لا حَيّ وادِيهِ عَنْ وِدٍّ يُواكِبُهُ / وَلا الحَياةُ بِمَا يُنْجِي تُنَاجِيهِ
وَحِكْمَةُ اللَّهِ لَيْسَتْ غَيرَ مُحْكَمَةٍ / مَا الجَورُ مُوجِبُهُ فالعَدْلُ نَافِيهِ
وَاللَّيْلُ إِنْ جَلَّلَ الآفاقَ ظُلْمَتُهُ / وَرَاءهُ نُورُ إِصْباح يُوارِيهِ
للَّهِ ثُمَّ لِيَحيَى المَنُّ متَّسِقاً / عَلَى الأَنامِ بِما تُولِي مَسَاعِيهِ
أَمَا المَمَالِكُ شَتَّى مِنْ غَنَائِمهِ / أَما المُلوك جَميعاً مِنْ مَوالِيهِ
يُقَابِلُ السَّعْدُ عَنْهُ مَنْ يُنَاصِبُهُ / فَما صَوارِمُهُ أَو مَا عَوالِيهِ
بَنَى لَهُ اللَّهُ سُلطَاناً وَشَيَّدَهُ / مَنْ ذا يُضَعْضِعهُ واللُّهُ بَانِيهِ
لِلْمُلكِ بِالمُرتَضَى الهَادِي مُفاخَرةٌ / لَمْ تَبْدُ مِنهُ بِهَادِيهِ ورَاضِيهِ
إيهٍ عَن الشَّرفِ العَادِي أحْرَزَهُ / فَما ادَّعَتْهُ وَلا كَادَتْ أَعَادِيهِ
كَفَاهُ أَنَّ أَبَا حَفْصٍ لهُ سَلَفٌ / وَأَنَّ سَالِفَ نَصْرِ اللَّهِ كَافِيهِ
إِمامُ عَدْلٍ تَدَانَى مِنْ تَواضُعِهِ / والنَّجْمُ في مُرْتقَاهُ لا يُدانِيهِ
رَاقِي الرِّواقِ علَى الأَفْلاكِ صَاعِدُهُ / فَمَنْ يُعَالِيهِ فَرداً في مَعَالِيهِ
مُذْ قَامَ للدِّينِ والدنْيَا بِنَصْرِهِما / قَامَت علَى الشِّرْكِ تَنْعَاهُ نَواعِيهِ
الفَتْحُ ثَالِثُ مَا تُمْضِي إِرَادَتُهُ / وَالحَزْمُ أَوَّلُه والعَزْمُ ثَانِيهِ
صادٍ إِلَى الحَربِ لَكِنْ سَيْفُهُ أَبَداً / رَيَّانُ مِن دَمِ قالِيهِ بِقَانِيهِ
إِذَا تَراءى العِدَى رَاياتِهِ نَخِبَتْ / قُلوبُهُم بِبَئِيسِ القَلبِ مَاضِيهِ
وَإنْ تَوَخَّى رَداهُم فَالقَضاءُ لَهُ / إِلَى انقِضَائِهِم رِدْءٌ يُؤاخِيهِ
بِحرمِكَ العُرفُ وَالعِرْفانُ مُعتَلِجٌ / إِنْ يَسْتَشِطْ غَضَباً فَالحِلمُ شَاطِيهِ
بِاللؤلُؤِ الرطبِ والمرجَانِ يقْذِفُ مِنْ / أَسْجاعِهِ نَاثِراً أَوْ مِنْ قَوافِيهِ
ثَنَتْ قَلائِدُهُ الأَيَّامَ حَالِيَةً / حَتَّى الليالِي حُلِيٌّ مِنْ لآلِيهِ
لِدَهْرِهِ حَبْرَةٌ ممَّا يُحَبِّرُهُ / فَمِنْ أمَانيهِ أَنْ تُتْلَى أَمَالِيهِ
فيهِ البَدِيعُ فَلَوْ عادَ البَديعُ رَأَى / حَتْماً علَى مِثْلِهِ خَتْماً علَى فِيهِ
ولَوْ تُسامِحُنِي العَليَاءُ قُلتُ صَبا / سحْرُ البَيَانِ إلَيْهِ دُونَ صَابِيهِ
هَيْهاتَ مَا فِي المُلوكِ الصِّيدِ مُشْبِهُهُ / أَنَّى تَرَاهُم وَإنْ حَاكَوْا مُحَاكِيهِ
لَمْ يَشْرُف الشِّعر إِلا حِينَ شَرَّفَهُ / نَظْماً لِعَالِيهِ أَوْ سَمعْاً لِغَالِيهِ
وَمَا عَسَى تَبْلُغُ الأَمْداحُ مِنْ مَلِكٍ / أَقْصَى نِهَايَتِها أَدْنَى تَنَاهِيهِ
تَقَيَّلَ الدهْرُ مَنْحاهُ الكَرِيمَ فَقَد / رَاقَتْ حُلاهُ وَقَد رَقَّتْ حَوَاشِيهِ
للَّهِ عَهْدٌ لِلرُّصافَةِ سالِفٌ
للَّهِ عَهْدٌ لِلرُّصافَةِ سالِفٌ / يَصِفُ الشَّبيبَةَ وَهيَ فِي رَيْعانِها
أَبْقَى بِقَلبِي لَوْعَةً لَوْ لَمْ يَكُنْ / يَسْقِيهِ مَاءٌ ذَابَ مِنْ نِيرَانِها
يا شَوقَ أَحْداقِي هَفَتْ لِحَدائِقٍ / تُفْضِي جَداوِلُها إِلَى غُدرَانِها
كَالأُمَّهاتِ أَوَتْ إِلَى أَطْفَالِها / فَرَمَت عَلَيْها الرِّزْقَ مِنْ قُمصَانِها
اُنْظُر إِلَى الدَّبَرانِ فَوْقَ المُشْتَرِي
اُنْظُر إِلَى الدَّبَرانِ فَوْقَ المُشْتَرِي / قَدْ ضُمَّ أَعْلاهُ وَفُتِّح أَسْفَلُه
فَكَأَنَّهُ قَدْ هَابَ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى / لَفْحاً فَأَلقَاهُ عَلَيْهِ يُظَلِّلُه
سَوْسَنَةٌ مُزِّقَتْ غَلائِلُها
سَوْسَنَةٌ مُزِّقَتْ غَلائِلُها / أَمْ رَاحَةٌ فُتِّحَتْ أنَامِلُها
كَأَنَّها لِلصَّبَا مُلاعِبَةً / هَيْفَاءُ تَهفُو بِها شَمَائِلُها
قَدْ رُكِّزَتْ وَسْطَها نَيَازِكُها / لَوْ لَمْ تَغُلها قَطْفاً غَوائِلُها
بِنَفْسِيَ مَنْ أَوْمَأَتْ مُقْلَتَاها
بِنَفْسِيَ مَنْ أَوْمَأَتْ مُقْلَتَاها / بِمَا لِي مِنَ الحُب فِي نَفْسِها
يُعينُ عَلى وَصْلِها أَنَّنِي / أعِنُّ لَها فِي حِلَى نَفْسِها
فَإِنْ مِلْتُ لَثْماً إِلَى كَفِّها / جَزَتْنِيَ حَمْلاً عَلَى رَأْسِها
أَمَّا الَّتِي أَهْوَى فَلِي شَطْرُ اسْمِها
أَمَّا الَّتِي أَهْوَى فَلِي شَطْرُ اسْمِها / وَإذَا يُصَحَّفُ لَمْ يَكُنْ إِلا لَها
وتَفُوهُ بِالبِاقي إِذَا قَلَّبْتَه / غَضْبَى فَأَلقَى بِالرِّضَى إِذْلالَها
جَارَ مَن أَهْوَى عَلَى لُبْ
جَارَ مَن أَهْوَى عَلَى لُبْ / نَى كَمَا جَار مسَمَّى
وَإِذا صُحِّفَ بَعْدَ ال / قَلْبِ لَمْ يَخْفَ مُعَمَّى
عَاجَ لَهُ دَهْرهُ فَعَاجَلَهُ
عَاجَ لَهُ دَهْرهُ فَعَاجَلَهُ / بِمُنكَرٍ مِنْ خُطُوبِهِ عَرَفَهْ
فَإِنْ يَكُنْ ذَنْبُهُ القُعُود هُنا / فَالتَّوْبُ مِنْهُ الوُقُوفُ فِي عَرَفَهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025