القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 347
أرى عقلي كساقيةٍ تُدارُ
أرى عقلي كساقيةٍ تُدارُ / وأنواعُ العلومِ لها بحارُ
ولي فكر كبستانٍ نضيرٍ / شهيُّ معارفي فيهِ ثمارُ
تناولتُ العلومَ وكانَ جهل / كمثلِ الليلِ فانشقَّ لنهارُ
ولاحَ ليَ الورى شيئاً عجيباً / وكلُّ فتى رأى عجباً يحارُ
فما الدنيا كما كنّا نراها / مُصَغَّرةً ونحنُ إذاً صغارُ
وإنَّ الجهلَ يسترُ كلَّ حسنٍ / كنورُ الشمسِ يحجبهُ الغبارُ
أرى لي موقفاً حرجاً كأني / ضللتُ وليسَ في بحري منارُ
سأفعلُ فعلَ أجدادي فإمَّا / كما نالوا وإمَّا حيثُ صاروا
وما أنا بالصغيرِ العقلِ حتى / تعزَّ على يدي الهمم الكبارُ
ولا أنا بالضعيفِ القلبِ حتى / تقيِّدُني المنازلُ والديارُ
سأضربُ في البلادِ فأيُّ فجٍّ / تلتاني فذلكَ لي قرارُ
ولا عارٌ على الساعي لمجدٍ / ولكنَّ التزامَ الدارِ عارُ
وما قدْرُ اللآلئ وْهيَ درٌّ / إذا لم ينفلقْ عنها المحارُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ /
وضلَّلتهم هذهِ الكؤوسُ /
فانقلبتْ في الأرجلِ الرؤوسُ /
وخُرِّبَ العقلُ بها والكيسُ /
فجلهم بينَ الورى بئيسُ /
النصحُ يا قومي هو النفيسُ /
والغيُّ تعمى عندهُ النفوسُ /
فبصِّروها فالهدى مطموسُ /
وقد ضربنا مثلاً فقيسوا /
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ / أكفهمُ على حجرٍ صلودِ
كما يمشي الجبانُ وعن يديهِ / صفوفُ الحارسينَ من الجنودِ
وكم من العالمينَ أخا ذكاء / يجرُّ بهِ الذكاءُ إلى الجحودِ
أرى للعقلِ حداً في التسامي / كمرمى الباصراتِ إلى حدودِ
وإنَّ السيفَ إن لم يلف غمداً / كساهُ من الصدا شبهُ الغمودِ
وكلُّ تطرفِ العلماءِ جهلٌ / وبعضُ الجهلِ بالعلماءِ يودي
إذا انحرفَ القطارُ براكبيهِ / فقد وجدوا المحطةَ في اللحودِ
وسيانَ البصيرُ وكلُّ أعمى / إذا نظرَا إلى شيءٍ بعيدِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ / ومن يؤمل قلبهُ يعلقِِ
يا نفسُ يعضَ اليأسِ لا / تقنطي من رحمةِ اللهِ ولا تحنقي
إن كانَ ما مرَّ من العمرِ لم / يحققِ الظنَّ ففيما بقي
والناسُ في الدنيا دلاءٌ فتا / يهوي إلى القاعِ وذا يرتقي
لا أعذلُ الدهرَ على
لا أعذلُ الدهرَ على / ما أفسدت لي يدُهُ
يسؤني اليومَ لكي / يرفض قدري غدُهُ
كالذهبِ الإبريزِ / من ينقدهُ يبردُهُ
لا تغترر بالناسِ فيما ترى
لا تغترر بالناسِ فيما ترى / فهمْ معَ الفاتِحِ في كلِّ بابْ
رأيتهمْ يعلونَ قدرَ الفتى / للسحبِ كي يستمطروهُ السحابْ
وما اعتلى الميتُ من عزةٍ / أعناقَ من يرمونهُ في التُّرابْ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ / وإنما الإسمُ ناسُ
تخاتلٌ وزحامٌ / وقسوةٌ ومراسُ
فاخشَ الضعيفَ وإن لا / نَ كم من الضعفِ باسُ
والماءُ ألينُ شيءٍ / لكنهُ لا يداسُ
أقلُّ الأعادي أذ
أقلُّ الأعادي أذ / لكَ الصاحبُ الأعوجُ
وللمرءِ بينَ الأنا / مِ متسعٌ يفرجُ
ومن يغنَ عن غيرهِ / فما غيرُهُ الأحوجُ
وأعدى أعادي الورى / نفوسٌ بها أُحرِجوا
وذا عالمٌ مظلمٌ / يحارُ بهِ المدلجُ
فيا من سعى للدنا / وأكفانهُ تنسجُ
طبختَ ولكنما / طعامكَ لا ينضجُ
حياتكُ كالطيبِ لا / يدومُ متى يأرجُ
وكم نفَسٍ في الهوا / بنفسِ الفتى يخرجُ
يا طالبَ العليا احترسْ
يا طالبَ العليا احترسْ / أن تصطفي عذالَها
إنَّ الأمورَ رجالُها / فاطلبْ لتلكَ رجالَها
وألزمهمُ فلطالما / وقتَ اليمينِ شمالها
واجعلْ لنفسكَ غايةً / تهِبِ النفزسَ كمالها
وأمتْ أموركَ في الفؤا / دِ فموتها أحيى لها
واخشَ الدسائسَ من عدا / تكَ واحذرنَّ فعالها
تجدِ القنابلَ كالحجا / رِ وقدْ ترى أعمالها
والماءُ يطفي النارَ لكن / لا يطيقُ خيالها
لا ترقَ مدرجةَ الصعو
لا ترقَ مدرجةَ الصعو / دِ لأجلِ مهواةِ الهبوطِ
واجعلْ علاكَ عليكَ شر / طاً حينَ تؤخذُ بالشروطِ
واستفدْ من خزرِ الصحا / بِ فكم لآلٍ في السموطِ
أنَّ السفينةَ كلما / صغرتْ تراها في الشطوطِ
والعنكبوتُ إذا بنتْ / بيتاً فأهونُ بالخيوطِ
لغيري الدهرُ سلمُ
لغيري الدهرُ سلمُ / وعندي الدهرُ حربُ
وقد عييتُ بسعيي / إنَّ السوابقَ تكبو
وكلُّ نارٍ إذا لم / تصادفِ الريحَ تخبو
وكلُّ عضبٍ إذا لم / يقع على اللينِ ينبو
وكلُّ سهلٍ إذا لم / يوفقِ اللهُ صعبُ
هذا شراعي ولكن / من لي بريحٍ تهبُ
يا من سعى لغناهُ
يا من سعى لغناهُ / وعادَ بعدُ فقيرا
إن لم يكن لكَ حظٌّ / كانَ اليسيرُ عسيرا
أنَّى تطاولَ من طا / لَ إنْ خُلِقْتَ قصيرا
نصبتَ فخَّكَ لكنْ / سواكَ ذادَ الطيورا
كففتُ يدي عن الشرِّ
كففتُ يدي عن الشرِّ / وأصغيتُ لهُ أذني
لأعلمَ إنْ نبذتُ فتىً / سفيهاً كيفَ ينبذني
فلا بالمكرِ آخذهُ / ولا بالمكرِ يأخذني
تعلمْ من الختلِ ما تنقي
تعلمْ من الختلِ ما تنقي / به كيدَ كلِّ فتىً خاتلِ
وخذ لمشيبكَ مكرَ الشبابِ / ومن حادثِ العامِ للقابلِ
وإن كانَ جُلُّ الورى في جنونٍ / فما أنتَ وحدكَ بالعاقلِ
فكنْ عالماً عاملاً بينهم / فهم خدمُ العالمِ العاملِ
أصبحَ كلُّ منظرا
أصبحَ كلُّ منظرا / فاتركْ لهُ منظرهُ
وأغضبِ الصاحبَ إن / اردتَ أنْ تخبُرَهُ
فكلُّ ماءٍ كدرٍ / من هاجهُ عكَّرهُ
قد أتعبَ الهمُ قلبي
قد أتعبَ الهمُ قلبي / وشرّدَ الحزنُ نومي
وسامني عنتُ الده / رِ وبعضَ ما سامَ قومي
وقد أرى العيشَ لكن / إلى لقا اللهِ صومي
يخيفني الناسُ بالمو / تِ ما على الناسِ لومي
وكيفَ يخشى المنايا / من ماتَ في كلِّ يومِ
نشأتُ ولستُ أعرفُ لي عدوّاً
نشأتُ ولستُ أعرفُ لي عدوّاً / وها أنا لستُ أعرفُ من معيني
كأنَّ الناسَ ليسَ لهم قلوبٌ / تحركهنَّ أنفاسُ الحزينِ
إذا ما أبصروا ذا الهمِّ فرُّوا / فرارَ الروحِ من وجهِ المنونِ
وأكثرُ من تصاحبهمْ ديونٌ / ويا ويلَ الفقيرِ من الديونِ
دعِ الدنيا ترفعُ كلَّ وغدٍ / فإن الخمرَ قد سُدَّتْ بطينِ
دعوني إنَّ سري اليو
دعوني إنَّ سري اليو / مَ أن ليسَ لي سرُّ
وما يعجبُ من أمري / سوى أن ليسَ لي أمرُ
فعُوا ما قرأتْ عيني / فإنَّ كتابها الصدرُ
لقد عُلّمتُ أمرَ النا / سِ مذ علمني الدهرُ
وعندي أنَّ جهلَ الالشرِ / في الناسِ هو الشرُّ
وتركُ الفكرِ فيما تش / تهي النفسُ هو الفكرُ
حلا الموتُ لمن لم يد / رِ أنَّ مذاقهُ مرُّ
لقد أنحلَ الهمُّ جسمي فهل
لقد أنحلَ الهمُّ جسمي فهل / لذا الجسمِ من همهِ مخرجُ
ولم تكُ تسقمني الحادثاتُ / ولا كنتُ قبلُ بها أزعجُ
إذا طبخَ الدهرُ جسمَ امرئٍ / بنارٍ سوى الهمِّ لا ينضجُ
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي / يقدرُ الهمَّ لمن يعقلونْ
انقلبَ الدهرُ بأبنائهِ / لذا ترى العقلَ غدا في البطونْ
جنوننا ما دامَ في رأسنا / عقلٌ وهم من عقلهمْ في جنونْ
وما على الناسِ من الناسِ يا / ليتَ إذ لم يعرفوا يعرفونْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025