المجموع : 347
أرى عقلي كساقيةٍ تُدارُ
أرى عقلي كساقيةٍ تُدارُ / وأنواعُ العلومِ لها بحارُ
ولي فكر كبستانٍ نضيرٍ / شهيُّ معارفي فيهِ ثمارُ
تناولتُ العلومَ وكانَ جهل / كمثلِ الليلِ فانشقَّ لنهارُ
ولاحَ ليَ الورى شيئاً عجيباً / وكلُّ فتى رأى عجباً يحارُ
فما الدنيا كما كنّا نراها / مُصَغَّرةً ونحنُ إذاً صغارُ
وإنَّ الجهلَ يسترُ كلَّ حسنٍ / كنورُ الشمسِ يحجبهُ الغبارُ
أرى لي موقفاً حرجاً كأني / ضللتُ وليسَ في بحري منارُ
سأفعلُ فعلَ أجدادي فإمَّا / كما نالوا وإمَّا حيثُ صاروا
وما أنا بالصغيرِ العقلِ حتى / تعزَّ على يدي الهمم الكبارُ
ولا أنا بالضعيفِ القلبِ حتى / تقيِّدُني المنازلُ والديارُ
سأضربُ في البلادِ فأيُّ فجٍّ / تلتاني فذلكَ لي قرارُ
ولا عارٌ على الساعي لمجدٍ / ولكنَّ التزامَ الدارِ عارُ
وما قدْرُ اللآلئ وْهيَ درٌّ / إذا لم ينفلقْ عنها المحارُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ /
وضلَّلتهم هذهِ الكؤوسُ /
فانقلبتْ في الأرجلِ الرؤوسُ /
وخُرِّبَ العقلُ بها والكيسُ /
فجلهم بينَ الورى بئيسُ /
النصحُ يا قومي هو النفيسُ /
والغيُّ تعمى عندهُ النفوسُ /
فبصِّروها فالهدى مطموسُ /
وقد ضربنا مثلاً فقيسوا /
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ / أكفهمُ على حجرٍ صلودِ
كما يمشي الجبانُ وعن يديهِ / صفوفُ الحارسينَ من الجنودِ
وكم من العالمينَ أخا ذكاء / يجرُّ بهِ الذكاءُ إلى الجحودِ
أرى للعقلِ حداً في التسامي / كمرمى الباصراتِ إلى حدودِ
وإنَّ السيفَ إن لم يلف غمداً / كساهُ من الصدا شبهُ الغمودِ
وكلُّ تطرفِ العلماءِ جهلٌ / وبعضُ الجهلِ بالعلماءِ يودي
إذا انحرفَ القطارُ براكبيهِ / فقد وجدوا المحطةَ في اللحودِ
وسيانَ البصيرُ وكلُّ أعمى / إذا نظرَا إلى شيءٍ بعيدِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ / ومن يؤمل قلبهُ يعلقِِ
يا نفسُ يعضَ اليأسِ لا / تقنطي من رحمةِ اللهِ ولا تحنقي
إن كانَ ما مرَّ من العمرِ لم / يحققِ الظنَّ ففيما بقي
والناسُ في الدنيا دلاءٌ فتا / يهوي إلى القاعِ وذا يرتقي
لا أعذلُ الدهرَ على
لا أعذلُ الدهرَ على / ما أفسدت لي يدُهُ
يسؤني اليومَ لكي / يرفض قدري غدُهُ
كالذهبِ الإبريزِ / من ينقدهُ يبردُهُ
لا تغترر بالناسِ فيما ترى
لا تغترر بالناسِ فيما ترى / فهمْ معَ الفاتِحِ في كلِّ بابْ
رأيتهمْ يعلونَ قدرَ الفتى / للسحبِ كي يستمطروهُ السحابْ
وما اعتلى الميتُ من عزةٍ / أعناقَ من يرمونهُ في التُّرابْ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ / وإنما الإسمُ ناسُ
تخاتلٌ وزحامٌ / وقسوةٌ ومراسُ
فاخشَ الضعيفَ وإن لا / نَ كم من الضعفِ باسُ
والماءُ ألينُ شيءٍ / لكنهُ لا يداسُ
أقلُّ الأعادي أذ
أقلُّ الأعادي أذ / لكَ الصاحبُ الأعوجُ
وللمرءِ بينَ الأنا / مِ متسعٌ يفرجُ
ومن يغنَ عن غيرهِ / فما غيرُهُ الأحوجُ
وأعدى أعادي الورى / نفوسٌ بها أُحرِجوا
وذا عالمٌ مظلمٌ / يحارُ بهِ المدلجُ
فيا من سعى للدنا / وأكفانهُ تنسجُ
طبختَ ولكنما / طعامكَ لا ينضجُ
حياتكُ كالطيبِ لا / يدومُ متى يأرجُ
وكم نفَسٍ في الهوا / بنفسِ الفتى يخرجُ
يا طالبَ العليا احترسْ
يا طالبَ العليا احترسْ / أن تصطفي عذالَها
إنَّ الأمورَ رجالُها / فاطلبْ لتلكَ رجالَها
وألزمهمُ فلطالما / وقتَ اليمينِ شمالها
واجعلْ لنفسكَ غايةً / تهِبِ النفزسَ كمالها
وأمتْ أموركَ في الفؤا / دِ فموتها أحيى لها
واخشَ الدسائسَ من عدا / تكَ واحذرنَّ فعالها
تجدِ القنابلَ كالحجا / رِ وقدْ ترى أعمالها
والماءُ يطفي النارَ لكن / لا يطيقُ خيالها
لا ترقَ مدرجةَ الصعو
لا ترقَ مدرجةَ الصعو / دِ لأجلِ مهواةِ الهبوطِ
واجعلْ علاكَ عليكَ شر / طاً حينَ تؤخذُ بالشروطِ
واستفدْ من خزرِ الصحا / بِ فكم لآلٍ في السموطِ
أنَّ السفينةَ كلما / صغرتْ تراها في الشطوطِ
والعنكبوتُ إذا بنتْ / بيتاً فأهونُ بالخيوطِ
لغيري الدهرُ سلمُ
لغيري الدهرُ سلمُ / وعندي الدهرُ حربُ
وقد عييتُ بسعيي / إنَّ السوابقَ تكبو
وكلُّ نارٍ إذا لم / تصادفِ الريحَ تخبو
وكلُّ عضبٍ إذا لم / يقع على اللينِ ينبو
وكلُّ سهلٍ إذا لم / يوفقِ اللهُ صعبُ
هذا شراعي ولكن / من لي بريحٍ تهبُ
يا من سعى لغناهُ
يا من سعى لغناهُ / وعادَ بعدُ فقيرا
إن لم يكن لكَ حظٌّ / كانَ اليسيرُ عسيرا
أنَّى تطاولَ من طا / لَ إنْ خُلِقْتَ قصيرا
نصبتَ فخَّكَ لكنْ / سواكَ ذادَ الطيورا
كففتُ يدي عن الشرِّ
كففتُ يدي عن الشرِّ / وأصغيتُ لهُ أذني
لأعلمَ إنْ نبذتُ فتىً / سفيهاً كيفَ ينبذني
فلا بالمكرِ آخذهُ / ولا بالمكرِ يأخذني
تعلمْ من الختلِ ما تنقي
تعلمْ من الختلِ ما تنقي / به كيدَ كلِّ فتىً خاتلِ
وخذ لمشيبكَ مكرَ الشبابِ / ومن حادثِ العامِ للقابلِ
وإن كانَ جُلُّ الورى في جنونٍ / فما أنتَ وحدكَ بالعاقلِ
فكنْ عالماً عاملاً بينهم / فهم خدمُ العالمِ العاملِ
أصبحَ كلُّ منظرا
أصبحَ كلُّ منظرا / فاتركْ لهُ منظرهُ
وأغضبِ الصاحبَ إن / اردتَ أنْ تخبُرَهُ
فكلُّ ماءٍ كدرٍ / من هاجهُ عكَّرهُ
قد أتعبَ الهمُ قلبي
قد أتعبَ الهمُ قلبي / وشرّدَ الحزنُ نومي
وسامني عنتُ الده / رِ وبعضَ ما سامَ قومي
وقد أرى العيشَ لكن / إلى لقا اللهِ صومي
يخيفني الناسُ بالمو / تِ ما على الناسِ لومي
وكيفَ يخشى المنايا / من ماتَ في كلِّ يومِ
نشأتُ ولستُ أعرفُ لي عدوّاً
نشأتُ ولستُ أعرفُ لي عدوّاً / وها أنا لستُ أعرفُ من معيني
كأنَّ الناسَ ليسَ لهم قلوبٌ / تحركهنَّ أنفاسُ الحزينِ
إذا ما أبصروا ذا الهمِّ فرُّوا / فرارَ الروحِ من وجهِ المنونِ
وأكثرُ من تصاحبهمْ ديونٌ / ويا ويلَ الفقيرِ من الديونِ
دعِ الدنيا ترفعُ كلَّ وغدٍ / فإن الخمرَ قد سُدَّتْ بطينِ
دعوني إنَّ سري اليو
دعوني إنَّ سري اليو / مَ أن ليسَ لي سرُّ
وما يعجبُ من أمري / سوى أن ليسَ لي أمرُ
فعُوا ما قرأتْ عيني / فإنَّ كتابها الصدرُ
لقد عُلّمتُ أمرَ النا / سِ مذ علمني الدهرُ
وعندي أنَّ جهلَ الالشرِ / في الناسِ هو الشرُّ
وتركُ الفكرِ فيما تش / تهي النفسُ هو الفكرُ
حلا الموتُ لمن لم يد / رِ أنَّ مذاقهُ مرُّ
لقد أنحلَ الهمُّ جسمي فهل
لقد أنحلَ الهمُّ جسمي فهل / لذا الجسمِ من همهِ مخرجُ
ولم تكُ تسقمني الحادثاتُ / ولا كنتُ قبلُ بها أزعجُ
إذا طبخَ الدهرُ جسمَ امرئٍ / بنارٍ سوى الهمِّ لا ينضجُ
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي / يقدرُ الهمَّ لمن يعقلونْ
انقلبَ الدهرُ بأبنائهِ / لذا ترى العقلَ غدا في البطونْ
جنوننا ما دامَ في رأسنا / عقلٌ وهم من عقلهمْ في جنونْ
وما على الناسِ من الناسِ يا / ليتَ إذ لم يعرفوا يعرفونْ