المجموع : 294
حالَ عنِ العهدِ لمَّا أَحالا
حالَ عنِ العهدِ لمَّا أَحالا / وزالَ الأحبَّةُ عَنْهُ فزالا
مَحلٌّ تحُلُّ عُراها السَّحابُ / وتحكي الجنوبُ عليه الشَّمالا
فيا صاحِ هذا مَقامُ المحبِّ / ورَبعُ الحبيبِ فَحُطَّ الرِّحالا
سَلِ الرَّبعَ عن ساكِنيهِ فإنَّي / خَرسْتُ فما أستَطيعُ السُّؤالا
ولا تُعْجلنِّي هَداكَ المَليكُ / فإنَّ لكُلِّ مَقامٍ مَقالا
تحفُّ به جنّاتُ دنيا تَعطَّفتْ
تحفُّ به جنّاتُ دنيا تَعطَّفتْ / لصائغهِ في الحلْي شاتيةً عَطْلى
مُطبَّقَةُ الأفنانِ طيِّبةُ الثَّرى / مُحمَّلةٌ ما لا تُطيقُ لهُ حَمْلا
عناقدُها دُهٌمٌ تَنوَّطُ بينَها / وقد أشرقتْ عُلْواً كما أظلمتْ سُفْلا
كأنَّ بني حامٍ تدلَّتْ خِلالَها / فوافقَ منها شكلُها ذلك الشَّكلا
وإن عُصرتْ مجَّتْ رُضاباً كأنها / جَنَى النَّحلِ من طيبٍ وما تَعرفُ النَّحلا
ومَحجوبةٍ حَجمَ الثُّديِّ نواهدٍ / تميسُ بها الأغصانُ منْأدَّةً ثقْلا
كأنَّ مذاق الطعمِ مِنها وطعمُها / لِثاتُ عذارى ريقُها الشَّهدُ أو أَحلى
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا / وأخمدَ اللَّهُ كُفراً كان مُشتعلا
حكَتْ حُنيناً وبدراً وقعةٌ نزلتْ / بالمشركين أراحتْ منهمُ السُّبلا
لما أحاط ابنُ إلياسٍ بهم يئسوا / من الحياةِ وعِيضوا الحْتفَ والهَبلا
أبا عُبيدةَ ما المسؤولُ عن خَبرٍ
أبا عُبيدةَ ما المسؤولُ عن خَبرٍ / يحكيهِ إلا سُؤالاً للذي سألا
أبَيتَ إلا اعتِراضَاً عن جماعتِنا / ولم يُصبْ رأيُ من أرجا ولا اعْتَزلا
كذلكَ القِبلةُ الأولى مُبدَّلةٌ / وقد أبَيتَ فما تَبغي بها بَدَلا
زعمتَ بهرامَ أو بَيدَختَ يرزقُنا / لا بل عُطاردَ أو بِرجِيسَ أو زُحَلا
وقلتَ إنَّ جميعَ الخلقِ في فَلكٍ / بهمْ يحيطُ وفيهمْ يقسمُ الأجَلا
والأرضُ كورِيَّةٌ حفَّ السماءُ بها / فَوقاً وتحتاً وصارتْ نُقطةً مَثَلا
صَيفُ الجنوبِ شتاءٌ للشَّمَالِ بها / قد صارَ بَينهما هذا وذا دُوَلا
فإنَّ كانونَ في صَنعا وقُرطبةٍ / بردٌ وأيلولُ يُذكي فيهما الشُّعَلا
هذا الدليلُ ولا قولٌ غُرِرتَ بهِ / منَ القوانينِ يُجلي القولَ والعَمَلا
كما استمر ابنُ موسى في غوايتهِ / فوعَّرَ السهلَ حتى خِلتَهُ جَبَلا
أَبلِغْ معاويةَ المُصغي لقولهِما / أني كفرتُ بما قالا وما فَعلا
أَعطيتُهُ ما سأَلا
أَعطيتُهُ ما سأَلا / حَكَّمْتُهُ لوْ عَدَلا
وهَبتُهُ روحي فما / أَدري بهِ ما فَعلا
أسلَمْتُهُ في يدهِ / عَيشَهُ أَم قَتَلا
قَلبي بهِ في شُغُلٍ / لا مَلَّ ذاكَ الشُّغُلا
قيَّدهُ الحُبُّ كما / قَيَّدَ راعٍ جَملا
أَلا يا وَيحَ قَلبي للشْ
أَلا يا وَيحَ قَلبي للشْ / شَبابِ الغَضِّ إذْ وَلَّى
جَعلتُ الغَيَّ سِربالي / وكان الرُّشدُ بي أَوْلى
بِنَفْسي جائرٌ في الحك / مِ يُلفَى جَورُهُ عَدلا
وليسَ الشَّهدُ في فيهِ / بأحلى عندهُ منْ لا
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخَدِّهِ
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخَدِّهِ / خَطَّينِ هاجا لوعةً وبَلابِلا
ما صَحَّ عِندي أنَّ لحظَكَ صارمٌ / حتّى لَبِسْتَ بِعارِضَيكَ حَمائلا
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالَها
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالَها / وردَّتْ إلينا شمسَها وهِلالَها
عشيَّةَ يومِ السبتِ جاءت بنعمةٍ / منَ اللَّهِ لا يرجو العدوُّ زَوالَها
بها جبر اللَّهُ الكسيرَ من العُلا / وأدركَ منه عشْرةً فأَقالَها
فأشرقتِ الآفاقُ نوراً وبهجةً / ومدَّتْ علينا بالنَّعيمِ ظِلالَها
بتجديدِ عبد اللَّهِ أعظمَ دولةٍ / لمولاهُ عبدِ اللَّه كان أزالَها
ولما تولتْ نضرةُ العيشِ ردَّها / فآلتْ إلى العبدِ القديمِ مَآلها
فتىً نشأتْ من كفِّه ديَمُ النَّدى / فظلَّتْ سِجالُ الرزق تجري خلالَها
ترى الجودَ يجري من فرندِ يمينهِ / كصفحةِ هنديٍّ أرتْكَ صِقالَها
ولو نِيطَ من نجمِ السماءِ فضيلةٌ / لمد إليها الكفَّ حتى ينالَها
وكأنَّما تَرنو بعينِ غزالةٍ
وكأنَّما تَرنو بعينِ غزالةٍ / فَقدتْ بأعلى الرَّبْوتينِ غزالَها
بيضاءُ تُستَرُ بالحجالِ ووَجْهُها / كالشمسِ يستُرُ بالضياءِ حِجالَها
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبّعتْ
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبّعتْ / عليَّ شعابُ العيشِ وهْيَ حوافلُ
وألبسني ثوبَ الغنى بعد فاقةٍ / فأنضرَ عودي بعدَ إذْ هو ذابلُ
فأَذهلني شُكري له وامتنانُهُ / فعقلي من هذا وذلك ذاهلُ
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلةً
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلةً / وكلُّ طاسٍ من الإبريز مُمتثِلُ
كأَنّها أنجمٌ يجري بها فلكٌ / للراحِ لا أسدٌ فيها ولا حَمَلُ
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجاريةٍ
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجاريةٍ / للبحرِ حاملةٍ بالبحرِ تُحتَملُ
كأنها جبلٌ في الماء منتقلٌ / يا مَن رأى جبلاً في الماءِ يَنْتقِلُ
تحكي العروسَ تَهادَى في تَأوُّدِها / وقد أطافَتْ بها الدّاياتُ والخَوَلُ
تطامَن للزَّمان يَجُزْكَ عَفواً
تطامَن للزَّمان يَجُزْكَ عَفواً / وإن قالوا ذليلٌ قلْ ذليلُ
للَّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ
للَّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ / يَقتلُ مَن يشاءُ ولا يُقتلُ
بانُوا بمن أهواهُ في ليلةٍ / ردَّ على آخرها الأَوَّلُ
يا طُولَ ليلِ المُبتلى بالهَوى / وصُبحُهُ من ليلهِ أطْولُ
فالدارُ قد ذكَّرني رسمُها / ما كِدتُ عن تَذكارِهِ أَذْهَلُ
هاجَ الهوى رسمٌ بذاتِ الغَضى / مُخْلولقٌ مُسْتعجمٌ مُحْوِلُ
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ / يُنيل وإِنْ لم يُعتَمَدْ لنَوالِ
وما الجُودُ مَن يُعطي إذا ما سألتَهُ / ولكنَّ مَن يُعطي بغَيرِ سُؤالِ
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا / يَعُبُّ عُبوباً من قَناً وقنابلِ
فتنزلُ أُولاهُ وليسَ بنازلٍ / وترْحلُ أُخراهُ وليسَ براحلِ
ومُعتَركٍ ضَنْكٍ تَعاطَتْ كُماتُهُ / كؤوسَ دِماءٍ من كُلىً ومَفاصلِ
يديرونَها راحاً من الروحِ بينَهم / ببيضٍ رقاقٍ أو بِسُمْرٍ ذَوابِلِ
وتُسمِعُهُم أُمُّ المَنِيَّةِ وسْطَها / غناءَ صَليلِ البيضِ تحتَ المناصلِ
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي / والجودُ يُعرفُ فَضلُهُ للمُفْضِلِ
نَوَّهْتَ بالخلفاءِ بل أَخْمَلتَهم / حتى كأنَّ نَبيلَهُم لم يَنْبُلِ
أَذكرتَ بل أَنْسَيتَ ما ذَكرَ الأُلى / في فِعلهم فَكأنَّهُ لم يُفعلِ
وأَتيتَ آخِرَهُم وشأوُكَ فائتٌ / للآخِرين ومُدرِكٌ للأوَّلِ
الآنَ سُمِّيَتِ الخلافَةُ باسْمِها / كالبدْرِ يُقرَنُ بالسِّماك الأَعزلِ
تأبَى فَعالُكَ أَنْ تُقرَّ لآخِرٍ / منهمْ وجودُكَ أن يكونَ لأَوَّلِ
وَيحي قَتيلاً ما لَهُ مِنْ عَقلِ
وَيحي قَتيلاً ما لَهُ مِنْ عَقلِ / مِن شادنٍ يهتزُّ مثلَ النَّصلِ
مُكحَّلٍ ما مسَّهُ من كُحلِ / لا تَعذُلاني إِنَّني في شُغلِ
يا صَاحِبَي رَحلي أَقِلَّا عَذْلي /
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً / يُقلِّبُ صَفْحتَي سَيفٍ صَقيلِ
وشادنٍ ذي دلالِ
وشادنٍ ذي دلالِ / مُعصَّبِ بالجمالِ
يَضنُّ أَنْ يَحتويهِ / مَعي ظلامُ الليالي
أَوْ يَلتقي في مَنامي / خيالُهُ معْ خَيالي
غُصنٌ نَما فوقَ دِعصٍ / يختالُ كلَّ اخْتيالِ
البطنُ منها خَميصٌ / والوجهُ مثلُ الهلالِ