المجموع : 194
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِنا
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِنا / وَقَد راقَ مَنظَرُهُ كُلَّ عَينِ
سُحالَةُ تِبرٍ إِذا ما عَلَت / فَإِمّا هَوَت فُفُتاتُ اللُجينِ
يا شادِناً غابَ وَجهُ الحُسنِ لَولاهُ
يا شادِناً غابَ وَجهُ الحُسنِ لَولاهُ / كَأَنَّ يُوسُفَ لَمّا ماتَ وَلّاهُ
وَلّاه رِقى ظَرفٍ في شَمائِلِهِ / فَاِشتَطَّ في الحُكمِ لَما أَن تَولّاهُ
اِرحَم فَتىً مُدنَفاً ما إِن يُخَلّصُه / مِن غَمرَةِ العِشقِ إِلّا أَنتَ وَاللَهُ
ما صُورٌ أَبدَعَ في
ما صُورٌ أَبدَعَ في / تَركيبِها أَصحابُها
مَركَبُها الأَيدي وَفي / هاماتِها أَذنابُها
ما شَبَحٌ يُعجِبُ مِن رَآهُ
ما شَبَحٌ يُعجِبُ مِن رَآهُ / صُفرَتُهُ تُخبِرُ عَن ضَناه
يَبكي بِجَفنٍ غائِبٍ كَراه / أَدمُعُه تَزيدُ في قُواه
مُعذّبُ اللَيلِ إِلى ضُحاهُ / تَلهبُ نارُ الشَوقِ في حَشاه
وَكَم حاسِدٍ ليَ اِنبَرى فَاِنثَنى
وَكَم حاسِدٍ ليَ اِنبَرى فَاِنثَنى / لِغُصَّةَ نَفسٍ شَجاها شَجاها
وَمِن أَينَ يَسمُو لِنَيلِ العُلا / وَما بَثَّ مالاً وَلا راشَ جاها
وَيحَ جِسمي مِن غَزالٍ
وَيحَ جِسمي مِن غَزالٍ / مُقلَتاه شَفَتاه
وَهوَ إِن جادَ بِلَثمٍ / شَفَتاه شَفَتاه
لَنا صَديقٌ يُجيدُ لَقماً
لَنا صَديقٌ يُجيدُ لَقماً / راحَتُهُ في أَذى قَفاه
ما ذاقَ مِن كَسبِهِ وَلَكِن / أَذى قَفاه أَذاقَ فاه
لَئن أَنتَ ناصَرتَ بَدرَ الدُجى
لَئن أَنتَ ناصَرتَ بَدرَ الدُجى / وَنازَعَت شَمس الضُحى أَوجَها
لَما كُنتَ أَفضَل في حالَةٍ / مِنَ الكَلبِ كَلّا وَلا أَوجَها
إِنَّ لي في الهَوى لِساناً كَتُوماً
إِنَّ لي في الهَوى لِساناً كَتُوماً / وَجَناناً يُخفي حَريقَ جَواه
غَيرَ أَنّي أَخافُ دَمعي عَلَيه / سَتَراهُ يُفشي الَّذي سَتَراه
نَبَت بِكَ عَن أَوطانِ عِزِّكَ غَيبَةٌ
نَبَت بِكَ عَن أَوطانِ عِزِّكَ غَيبَةٌ / فَكُنّا كَزندٍ عُطّلت مِن سِوارِها
وَكُنتَ الثُريّا حينَ عادَت وَأَشرَقَت / أَمِنّا بِها الآفاتِ بَعدَ حَذارِها
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ / يَصيدُ بِلَحظِهِ قَلبَ الكَميّ
مَلَكتَ الحُسنَ أَجمَع في قَوامٍ / فأَدِّ زَكاةَ مَنظَرِكَ البَهيّ
وَذَلِكَ أَن تَجودَ لِمُستَهامٍ / بِريقٍ مِن مُقبّلِكَ الشَهيّ
فَقالَ أَبو حَنيفَة لي إِمامٌ / فَعِندي لا زَكاةَ عَلى الصَبيّ
تَفاءَلتُ لِلمَولودِ في بَطنِ مُصحَفٍ
تَفاءَلتُ لِلمَولودِ في بَطنِ مُصحَفٍ / فَبَشِّر باِبنٍ قادِمٍ اِسمُهُ يَحيى
فَأًصدِق بِهِ مِن مُخبِرٍ وَمُبَشّرٍ / وَأَحرَ بِأَن أُسمّيهِ يَحيى لِكَي يَحيا
وَإِنّي لَأَرجُو اللَهَ يُسعِدُ جَدّه / فَيَحظَى بِفَوزٍ في المَماتِ وَفي المَحيا
وَيُكسى رِداءَ العِلمِ وَالحِلم وَالتُقى / فَيُدرِك عُقبى مَن تَعفّفَ وَاِستَحيا
وَممّا يَقوّي فيهِ ظَنّيَ أَنَّهُ / سَمِيُّ نَبيٍّ مُرسَلٍ شافَهُ الوَحيا
قَد كانَ مِن زَهَراتِ العَيشِ لي غُصُنٌ
قَد كانَ مِن زَهَراتِ العَيشِ لي غُصُنٌ / يَميسُ لُطفاً وَطُول الدَهرِ أَجنيهِ
إِذا خلوتُ فَرَيحانُ أُشمّمه / وَإِن خَلَوتُ فَقَمريٌّ أُناغَيهِ
وَإِن شَكَوتُ مِنَ الأَيّامِ نازلَةً / سَلَيتُ قَلبي بِهِ مِمّا أُقاسيهِ
أَضحى يَرفرفُ قَلبي حَولَهُ شَفقَاً / وَيُشفِقُ النَفسَ مِن سُوءٍ يُدانيهِ
مِن يَدي حَتّى شَوَى كَبدي / كيدٌ مِنَ الدَهرِ لا تَعدي مَراميهِ
لَم أَنسَه وَالرَدى يَمحُو مَلاحَتَهُ / وَلَحظُهُ قاصِدٌ طَرفي يُناجيهِ
حَيرانَ يَبغي دَواعي ما أَلَمّ بِهِ / وَلَيسَ بي حيلَةٌ فيهِ فَأَكفيهِ
وَقَد تَبدّلَ مِن سُكرِ الشَبابِ ضُحىً / بِسَكرَةِ المَوتِ تَعلو في تَراقيهِ
وَلِلحَياةِ وُجودٌ في جَوارِحِهِ / وَلِلوَسامَةِ ذَوبٌ في مَآقيهِ
تَحنُو المَنونُ إِلى حَوبائِهِ وَلَعاً / يهدّمُ الشَيءَ يَأبى أَن يُدانيهِ
مُبدٍ أَسرّتَهُ مِمّا يُساورُها / رَشحاً تُنافِسهُ حُسناً لآليهِ
ما زالَ في أَنَّةٍ مَوصولَةٍ بِشَجى / يديمُ لي نَفَساً تدمي مَجاريهِ
حَتّى خَبا نُورُ وَجهٍ لا خَفاءَ بِهِ / وَأَلهَبَت نارُ وَجدٍ كُنتُ أُخفيهِ
آليتُ لا أَقتَني عَلَقاً بِقاسمِه / أَيدي الرَدى قَسَماً يَوماً أُواليهِ
أَبا بِشر فَقَدتُ لَذيذَ عَيشي
أَبا بِشر فَقَدتُ لَذيذَ عَيشي / بِفَقدي طِيبَ عِشرَتِكَ الرَضِيّه
قَضى دَهرٌ بِتَفريقِ عَلَينا / خُؤونٌ شَأنُهُ جورُ القَضيّه
دَجت أَيّامُنا مُذ غِبتَ عَنّا / وَكانَت مِنكَ مُشرِقَةً مُضِيّه