القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
أَلا هَلْ إِلى أَرْضٍ بِها أُمُّ سالِمٍ
أَلا هَلْ إِلى أَرْضٍ بِها أُمُّ سالِمٍ / وُصولٌ لِطاوي شُقَّةٍ وَبَلاغُ
فَلَيْسَ لِماءٍ بَعْدَ لِينَةَ بِالحِمى / إِذا ذُقْتُه بَيْنَ الضُّلوعِ مَساغُ
أَصُدُّ عَنِ الواشِي كَأَنِّي طَريدَةٌ / تُراعُ بِمُسْتَنِّ الرَّدى وَتُراغُ
وَأَصْبُو وَيَلْحانِي على الحُبِّ عاذِلي / وَأَيْنَ فُؤادٌ لِلسُّلُوِّ يُصاغُ
وَمَنْ شَغَلَتْهُ بِالهَوى نَظَراتُها / فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى المَمّاتِ فَراغُ
وَبارِقَةٍ تَمَخَّضُ بِالمنايا
وَبارِقَةٍ تَمَخَّضُ بِالمنايا / صَخُوبِ الرّعْدِ دامِيَةِ الظِّلالِ
تُشيبُ ذَوائِبَ الأَيامِ رُعْباً / وَيَنْفُضُ رَوْعُها لِمَمَ اللَّيالي
إِذَا خَطَرَتْ رِياحُ النَّصْرِ فيها / تَلَقَّتْها خَياشِيمُ العَوالي
وَقَدْ شَامَتْ مَخيَلَتَها سُيوفٌ / تَلَمَّظُ في دمٍ سَرِبِ العَزالي
فَكمْ أَجَلٍ طَوَيْناهُ قَصيرٍ / وَآمَالٍ نَشَرْناهَا طِوالِ
بِيَوْمٍ خَاضَ جانِحَتَيْهِ عَمْروٌ / لَقَى حَرْبٍ تُلَقَّحُ عَن حِيالِ
وَلمَّا جَرَّتِ الظَّلْماءُ ذَيْلاً / يُوارِي مَسْلَكَ الأَسَلِ النِّهالِ
وَلاحَ كَجِلْدَة النَّمِرِ الثُّرَيّا / بِلَيْلٍ مِثْلِ ناظرَةِ الغزالِ
تَوَلَّى وَالظَّلامُ لَهُ خَفيرٌ / عَلى مُتَمَطِّرٍ خَذِمِ النِّعالِ
وَباتَ كَأَنَّ خَافِيَةَ النُّعَامَى / تَنوءُ بِهِ وَقادِمَةَ الشّمالِ
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كوفَنَ الغيثَ حَافِلاً
سَقَى اللهُ رَمْلَيْ كوفَنَ الغيثَ حَافِلاً / بِهِ الضَّرْعُ مِنْ جَوْنِ الرَّبابَيْنِ وَابلِ
وَفَضَّتْ نَسيماً يُعْبِقُ التُّرْبَ نَشْرُهُ / بِها رَكَضاتُ الرِّيحِ بَيْنَ الخَمائِلِ
وَلا زالَ فيها الظِّلُّ أَلْمَى تَلَفَّتتْ / إليهِ صَباً تَعتادُهُ بالأَصائِلِ
مَواقِعُ عَرّاصِ الشَّآبيبِ تَحْتَمي / بِأَسْمَرَ رَقّاصِ الأَنابِيبِ ذابِلِ
وَيَأْوي إِلَيْها كُلُّ أَروعَ يَرْتَقِي / إِلى المَجْدِ حُرِّ البَأْسِ حُلْوِ الشَّمائِلِ
لَبيقٍ بِتَصْريفِ القَناةِ إِذَا سَما / إِلى الحَرْبِ صُلْبِ العُودِ رِخْوِ الحَمائِلِ
نَماهُ إِلى فَرْعَيْ أُمَيَّةَ عُصْبَةٌ / تَذِلُّ لَها طَوْعاً رِقابُ القبائِلِ
بِأَيْديهمُ تَهْتَزُّ ناصِيَةُ العُلا / وَيَحْتَلبُ العافِي أَفاوِيقَ نائِلِ
سَأَكْفيهمُ الخَطْبَ الجَسيمَ بِصارِمٍ / تَمَطَّى المَنايا بَيْنَ غَرْبَيْهِ ناحِلِ
وَأُلْثِمُ نَحْرَ القِرْنِ كُلَّ مُثَقَّفٍ / بَصيرٍ إِذا أَشْرَعْتُهُ بِالْمَقاتِلِ
فَقَدْ بَسَطتْ باعي بِهِ خُنْزُوانَةٌ / تَضمَّنُ يَوْمَ الرَّوعِ رِيَّ المَناصِلِ
أَلا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ
أَلا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ / وَيَرْفَضُّ عَن أَجْفانِهِ طارِقُ الحُلْمِ
وَيَلْمَعُ طاغِي الشَّفْرَتَيْنِ بِراحَتِي / وَراءَ عَجاجٍ راشِحٍ بِدَمٍ سَجْمِ
وَلي صاحِبٌ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ إِذا انْتَمى / تَسَنَّمَ أَعْلَى ذِرْوَةِ الشَّرَفِ الضَّخْمِ
نَأَى فَأَثارَ الحَرْبَ يَصْرِفُ نابَها / عَلَيَّ زَمانٌ كانَ يَجْنَحُ لِلسِّلمِ
فَلا زالَ يَرْويهِ الغَمامُ إِذا هَمى / بِما في ثُغورِ البارِقاتِ مِنَ الظَّلْمِ
بِأَبِي وَإِنْ عَظُمَ الفِداءُ فَتىً
بِأَبِي وَإِنْ عَظُمَ الفِداءُ فَتىً / لِلْهَمّ في جَنْبَيْهِ مُعْتَرَكُ
نَبَّهْتُهُ وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ / وَنُجومُهُ في الأُفْقِ تَشْتَبِكُ
وَمَشى على كَسَلٍ فَقُلتُ لَهُ / عَثَرَتْ بِكَ الوَخَّادَةُ الرُّتُكُ
أَرَضِيتَ أَمْراً لا يَزالُّ بِهِ / في الذُّلِ عِرْضُ أَخِيكَ يُنْتَهَكُ
وَالدَّهْرُ يَرْمُزُ بِالخُطُوبِ وفي / غُلَوائِها الأَيَّامُ تَنْهَمِكُ
ما نحْنُ مِنْ سُوَقٍ فَنُشْبِهَهُمْ / لَمْ يَنْمِنا إِلّا أَبٌ مَلِكُ
فَانْظُرْ إِلى الأَجْدادِ كَيْفَ سَعَوْا / لِلْمَكرُماتِ وأَيَّةً سَلَكُوا
هَلَّا أَخَذْتَ بِهَدْيِهمْ فَهُمُ / تَرَكُوا العُلا لَكَ فَارْعَ ما تَرَكُوا
وَاطْلُبْ مَداهُمْ إِنَّهُمْ نَفَرٌ / عَاشُوا بِذِكْرِهِمُ وَقَدْ هَلَكُوا
وَإِذا عَجَزْتَ وَلَمْ تُلِمَّ بِهِ / فَالعَجْزُ بَعْدَ طِلابِهِ دَرَكُ
هَلِ الحُبُّ إِلَّا عَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
هَلِ الحُبُّ إِلَّا عَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ / ولَوْعةُ وَجْدٍ بِالجوانِحِ تَعْلَقُ
وَكِلْتاهُما حَيثُ الصَّبابَةُ بَرّحَتْ / بِقَلْبٍ إِذا ما اعْتادَهُ الشَّوْقُ يَخْفُقُ
شَقيقَةَ نَفْسي بِالعَواذِلِ بَعْضُ ما / أُعانِي إِذا ناحَ الحَمامُ المُطَوَّقُ
أَما وَغَرامي حَلْفَةً أَسْتَلِذُّها / لَقَدْ كِدْتُ مِنْ ذِكْراكِ بِالرُّوحِ أَشْرَقُ
وَأَهْوَنُ مَا أَلْقى مِنَ الحُبِّ أَنّني / على النَّأْيِ أطْفُو في دُموعي وَأَغْرَقُ
صَفَتْ بِالهَوَى مِنّي وَمِنْكِ سَرائِرٌ / جَمَعْنَ قُلوباً في جُسومٍ تَفَرَّقُ
وَفيكِ سُكوتي وَالضَّمائِرُ تَنْتَجي / وَعَنْكِ إِذا ما سَاعَدَ القَوْلُ أَنْطِقُ
النّاسُ بِالعيدِ مَسْرورونَ غَيْرَ فَتىً
النّاسُ بِالعيدِ مَسْرورونَ غَيْرَ فَتىً / يَشُفُّهُ في إِسارِ الغُرْبَةِ الحَزَنُ
وَبَيْنَ جَنْبَيْهِ هَمٌّ لا يَبُوحُ بِهِ / فَفَرْحَةُ المَرْءِ حيْثُ الأَهْلُ وَالوَطَنُ
وَلا اغْتِرابَ عَلينا فَالبِلادُ لَنا / فُتوحُها وَبِنا يُسْتَرْحَبُ العَطَنُ
إِذْ لَمْ تَكُنْ قَبْلَنا بِالمَجْدِ حاليَةً / وَلا لَها مَنظَرٌ مِنْ بَعْدِنا حَسَن
وَالأرضُ تُزْهَى بِنا أَطْرافُها فَمتى / نَمِلْ إِلى الشَّامِ يَحْسُدْها بِنا اليَمَنُ
وَتِلْكَ دارٌ وَرِثْناها مُعاوِيَةً / لكِنَّ كُوفَنَ أَلْقانا بِها الزَّمَنُ
أَصْبو إِليها وَأَشْواقي تُبَرِّحُ بِي / وَتَمْنَعُ العَيْنَ أَنْ يَعْتادَها الوَسَنُ
فَلَيْتَ شِعْرِي وَلَيْتٌ غَيْرُ نافِعَةٍ / هَلْ يَبْدُوَنَّ لِعَيْنيْ مُنْجِدٍ حَضَنُ
وَهَلْ أُنِيخُ بِبابِ القَصْرِ ناجِيَةً / مُناخُها فيهِ مِنْ صَوْبِ الحَيا قَمِنُ
هُنالِكَ الهَضَباتُ الحُمْرُ لَو هَتَفَتْ / بِالمَيْتِ راجَعَ فيها رُوحَهُ البدَنُ
بَكَرَتْ وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ
بَكَرَتْ وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ / ساحِباتُ الرَّيْطِ مِنْ عَبْدِ مَنافِ
يَتَنَاجَيْنَ بِعَذْلي إِذ غَدَتْ / بِزَّتي دِرْعي وَأَلْقَيْتُ عِطافي
يا نِساءَ الحَيِّ ما في أُذُنِي / مَسْلَكٌ لِلَّوْمِ فَاتْرُكنَ خِلافي
إِنَّ ظِلَّ النَّقْعِ أَوْلَى بِالفَتَى / في طِلابِ العِزِّ مِنْ ظِلِّ الطِّرافِ
غَمَزَتْ مِنّي اللَّيالي صَعْدَةً / لَمْ يُقَوِّمْ دّرْءَها عَضُّ الثِّقافِ
وَلَنا قادِمَةُ المَجْدِ إِذا / عَلِقَ المُقْرِفُ مِنْها بِالخَوافي
وَالمُعاوِيُّ إِذا رامَ العُلا / نَعِرُ النِّيَّةِ نَسَّالُ القَوافي
أُقْسِمُ بِالجُرْدِ السَّراحِيبِ
أُقْسِمُ بِالجُرْدِ السَّراحِيبِ / وَالرُّمْحِ رَعّافَ الأَنابِيبِ
لَأّلْبَسَنَّ اليَوْمَ حِرْباؤهُ / مِنْ شَمْسِهِ تَحتَ شَآبِيبِ
أَطْوي على ظِلٍّ قَصيرِ الخُطا / مَناسِمَ العيسِ المَطارِيبِ
وَأقْتَفي حِينَ أَرُومُ العُلا / آثارَ آبَاءٍ مَناجِيبِ
وَكَيْفَ أَبْغيها وَفَقْدُ الغِنَى / يُذِلُّ أَعْناقَ المَصاعِيبِ
وَالعُسْرُ قَيْدُ المَرْءِ لكِنَّني / أَقْرَعُ للْمَجْدِ ظَنابِيبي
أَمْشِي على ظَلْعِي إِلى شَأْوِهِ / تَعَجْرُفاً فِعْلَ الأَعارِيبِ
وَلَيْلٍ طَويلِ الباعِ فَرَّقْتُ شَمْلَهُ
وَلَيْلٍ طَويلِ الباعِ فَرَّقْتُ شَمْلَهُ / بِخِرْقٍ جَميعِ الرَّأْيِ غَيْرِ شَتيتِهِ
أَهَبْتُ بِهِ وَالعِيسُ مِيلٌ رِقابُها / لِيَبْعُدَ مَسْرَى هَمِّهِ بُعْدَ صِيتِهِ
فَنَفَّضَ عَن أَجْفانِهِ غُبَّرَ الكَرى / وقد مالَ تَرْنيقُ النُّعاس بِلِيتهِ
وَما ظَنُّهُ وَالنَّجْمُ واهٍ نِطاقُهِ / بِأَرْوَعَ مُحْيي لَيْلِهِ وَمُميتِهِ
هَفا مَرَحَاً وَالدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ / وَخاضَ حَشاهُ وَالقطا في مَبيتهِ
أَبا خالدٍ طالَ المُقامُ على الأذى
أَبا خالدٍ طالَ المُقامُ على الأذى / وَضاقَ بِما تَسْمو لَهُ هِمَمي باعي
فَحُلَّ عِقالَ الأَرْحَبِيِّ وَلا تُقِمْ / بِحيثُ تُناجي الذُّلَّ صاحَ بِكَ النّاعي
خُذِ الكَأْسَ مِنّي أيُّها الرَّشَأُ الأَحْوى
خُذِ الكَأْسَ مِنّي أيُّها الرَّشَأُ الأَحْوى / وَشِمْ نَظَراً يَصْحو مِنَ المُقْلَةِ النَّشْوى
فَلِلْأَمَدِ الأَدْنى سَمَتْ بِكَ هِمَّةٌ / وَلي هِمَّةٌ تَسْمو إِلى الغايَةِ القُصْوى
أَنا ابْنُ سُراةِ الحَيِّ مِنْ فَرْعِ غالبٍ / أَرى فيهِمُ مِنْ تالدِ المَجْدِ ما أَهْوى
وَأَطْلُبُ أَمْراً حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ / زَمانٌ نَباني وَامْتَعَضْتُ مِنَ الشّكْوى
فَيا سَعْدُ ناولني السُّرَيْجِيَّ إِنَّهُ / شَكا ظَمَأً بَرْحاً وقد حان أَنْ يَرْوَى
وَقَرِّبْ جَوادي وَانْشُرِ الدِّرْعَ إِنَّها / إِذا الحَرْبُ حَكَّتْ بَرْكَها بِيَ لا تُطْوى
سَتَعْلَمُ إِنْ قَرَّطْتُ طِرْفِي عِنانَهُ / مَنِ الأَشِرُ الرَّوَّاعُ وَالمَرِسُ الألْوى
خَليلَيَّ خُوضَا غَمْرَةَ اللَّيلِ إِنَّني
خَليلَيَّ خُوضَا غَمْرَةَ اللَّيلِ إِنَّني / لَبِسْتُ الدُّجَى وَالخَيْلُ تَنْضو مِراحَها
فَرُبَّ نهارٍ قاتِمٍ كُنْتُ شَمْسَهُ / وَكَمْ ليلةٍ لَيْلاءَ كنْتُ صَباحَها
وَتَحْتِيَ طَيّارُ العِنانِ كَأَنَّهُ / خُدارِيَّةٌ هَزَّتْ لِصَيْدٍ جَناحَها
وَإِنّي لَتَسْمو بِي إِلى المَجْدِ هِمَّةٌ / تَوَدُّ الثُّرَيّا أَنْ تَكون وشاحَها
فَلي مِنْ قُرَيْشٍ أَطْيَبوها وَغامِدٌ / تُعاوِنُ مِنْ يَرْبوعَ فيَّ رِياحَها
كِرامٌ يُهينُونَ العِشارَ إِذا شَتَوْا / وَقَدْ أَخَذَتْ كُومُ المَطايا سِلاحَها
بِأَيْدٍ إِذَا ما أَنْكَرَ الكَلْبُ أَهْلَه / عَرَفْتُ لَها طَعْناً يُشَظِّى رِماحَها
وَها أَنا أَسْعَى لِلْمعالي فَطالَما / أَجَالَتْ جُدودِي في مَعَدٍّ قِداحَها
فَإِنْ نِلْتُها اسْتَخْلَصْتُ حَقِّي وَإِنْ أَخِبْ / فَخُطْوَةُ سَاعٍ لَمْ تُصادِفْ نجاحَها
لِلَّهِ أَيُّ فَتى مَجْدٍ تَناوَشَهُ
لِلَّهِ أَيُّ فَتى مَجْدٍ تَناوَشَهُ / مِنّي نَوائِبُ عَنْ أَْنيابِها كُشُرُ
أُرْخِي عِطافِي وِأُضْحِي غَيْرَ مُحْتَفِلٍ / بِها وَقَدْ شُدَّ مِنْ غَيْري لَها الأُزُرُ
وَلا أُخيضُ المَطايا وَهْيَ ظامِئَةٌ / سُؤْرَ المَوارِدِ حَتّى تَصفُوَ الغُدُرُ
وَبَيْنَ جَنْبَيَّ سِرٌّ لا تَبوحُ بِهِ / إِلّا الأَسِنَّةُ وَالمأْثُورَةُ البُتُرُ
فَعَنْ قَليلٍ تَئِّنُّ الأَرْضُ مِنْ خَبَبي / إِلي المَعالي إِذَا ما ابْتَلَّتِ العُذُرُ
يا ضُلُوعي تَلَهَّبي في اكْتِئابِ
يا ضُلُوعي تَلَهَّبي في اكْتِئابِ / يا دُموعي تَأَهَّبي لِانْسِكابِ
إِنَّ بَرْحَ الغَرامِ يَنْزِفُ دَمْعاً / راضَ شَوْقي إِباءَهُ في التَّصابِي
وَكَذا الماءُ لَيْسَ يُجْريهِ إِلَّا / وَهَجُ النارِ مِنْ غُصونٍ رِطابِ
وَبلائِي ثَلاثَةٌ طَرَقَتْنِي / بِسُهادٍ وَلَوْعَةٍ وَانْتحابِ
حَنّةٌ بَعْدَ صَيْحَةٍ وَنَعيبٌ / مِنْ مَطِيٍّ وَسَائِقٍ وَغُرابِ
فَتَقَضَّتْ شَبيبَتِي بَيْنَ شَكْوَى / وَتَجَنٍّ وَهِجْرَةٍ وَعِتابِ
والْتِفاتي إِلى سِنِيَّ يُريني / عَددَاً لَيْسَ يَقْتَضي غَدْرُها بي
شَابَ رَأْسِي وَلَمْ تَمَسَّ يَميني / ذَنَبَ الأَرْبَعِينَ عِنْدَ حِسابي
وَرَأَتْ شَيْبيَ الرَّبابُ فَقالتْ / ما جَناهُ فُقُلتُ حُبُّ الرَّبابِ
مَلَكَتْ رِقِّيَ الصَّبابَةُ حَتّى / خاضَ صُبْحُ المَشيبِ لَيْلَ الشَّبابِ
طَوَيْتُ رَجائي عَنْكَ يا دَهْرُ إِنَّني
طَوَيْتُ رَجائي عَنْكَ يا دَهْرُ إِنَّني / أَلوذُ بِظِلٍ مِنْ وَفائِكَ قالصِ
وَيَرْميكَ ذَمِّي بِالتي لا شَوَى لَها / وَلَيْسَ يَسُوءُ الوَغْدَ لَذْعُ القَوارِصِ
وكُلُّ كَريمٍ أَنْتَ آخِرُ رِزْقِهِ / على عُقَبٍ الحِرْمانِ أَوَّلُ ناكِصِ
تَهيمُ بِمَنْفِيِّ السُّحالَةِ زائِفٍ / وَتُعْرِضُ عَن صَافي السَّبيكَةِ خالِصِ
فَلَمْ تَعْلَقِ البَأْسَاءُ إِلّا بِكامِلٍ / وَلا عَثَرَ النَّعْماءُ إِلّا بِناقِصِ
أَيا صاحِبَيْ رَحْلي خُذا أُهْبَةَ النَّوَى
أَيا صاحِبَيْ رَحْلي خُذا أُهْبَةَ النَّوَى / فَهذا مُناخٌ لا أُريدُ بِهِ مُكْثا
وَلَوْلا العُلا لَمْ أَسْلُبِ العِيسَ هَبَّةً / تَهُزُّ على الأَكْوارِ أَغْلِمَةً شُعْثا
تَرَفَّعُ عَمَّنْ يَأَلَفُ اللَّوْمَ هِمَّتي / وَلَمْ أَتَكَلَّفْ عَنْ مَعائِبِهِ بَحْثا
فَلا خَيْرَ في مَنْ لا يَلينُ لِذِكْرِهِ / جِماحُ القَوافي حينَ يُمْدَحُ أَوْ يُرْثَى
وَكَمْ عَلِقتْ كَفُّ امْرِئٍ ذيَ حفيظَةٍ / بِحبْلي فَما أًوْهَيْتُ مِرَّتَهُ نَكْثا
إذا قَصُرَتْ عَما أُحاولُهُ يَدي / بِأَرْضٍ فَإِنِّي لا أُطيلُ بِها لَبْثا
أُفَارِقُها والفَجْرُ في حِجْرِ أُمِّهِ / وَلَمْ يَلْفِظِ الوَكرُ الخُدارِيَّةَ الغَرْثى
وَعَلِيلَةِ الأَلْحاظِ تَرْقُدُ عَنْ
وَعَلِيلَةِ الأَلْحاظِ تَرْقُدُ عَنْ / صَبٍّ يُصافِحُ جَفْنَهُ الأَرَقُ
فَفُؤادُهُ كِسوارِهَا حَرِجٌ / وَوِسادُهُ كوِشَاحِها قَلِقُ
عانَقْتُها وَالشُّهْبُ ناعِسَةٌ / وَالأُفْقُ بِالظَّلْماءِ مُنْتَطِقٌ
فَلَثَمْتُها وَاللَّيْلُ مِنْ قِصَرٍ / قَدْ كادَ يَلْثِمُ فَجْرَهُ الشَّفَقُ
بِمَضاجِعٍ أًلِفَ العَفافَ بها / كَرَمٌ بِأَذْيالِ التُّقَى عَلِقُ
ثُمَّ افْتَرَقنا حِينَ فَاجَأنَا / صُبْحٌ تَقاسَمَ ضَوءَهُ الحَدَقُ
وَبِنَحْرِها مِنْ أَدْمُعي بَلَلٌ / وَبِراحَتي مِنْ نَشرِها عَبَقُ
وَمُرْتَدٍ بِالُّدجَى رَوَّحْتُ صَهْوَتَهُ
وَمُرْتَدٍ بِالُّدجَى رَوَّحْتُ صَهْوَتَهُ / بَعْدَ اخْتِلاسِ ذَماءِ الرِّيحِ بِالعَنَقِ
فَما مَسَحْتُ بِعُرْفِ الصُّبْحِ حافِرَهُ / وَلا فَلَيْتُ عَلَيْهِ لِمَّة الغَسَقِ
وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مَنْ يَطْوي إِليهِ فَلاً / يَجْلو لَمَى اللَّيْلِ فيها مَبسِمُ الفَلَقِ
وَخُطَّةٍ مِنْ بُيوتِ الحَيِّ زُرْتُ بِها
وَخُطَّةٍ مِنْ بُيوتِ الحَيِّ زُرْتُ بِها / بِيضاً يَهُزُّ الصِّبا مِنْهُنَّ أَعْطافَا
هِيفاً تَخِفُّ إِذا حَاوَلْنَ مُنْتَهَضاً / خُصُورُهُنَّ وَيَسْتَثْقِلْنَ أَرْدافا
وَهُنَّ يَبْسِمْنَ عَنْ غُرٍّ كَشَفْنَ بِها / عَنِ اللَّآلِئِ لِلرَّائِينَ أَصْدافا
وَيَرْتَمينَ بِنَبْلٍ يَتِّخِذْنَ لَها ال / قُلوبَ عِنْدَ اسْتِراقِ اللَّحْظِ أَهْدافا
وَالشَّيْبُ خَيَّطَ في فَوْدي كَما نَشَرَتْ / يَدُ الصَّبا لِرياضِ الحَزْنِ أَفْوافا
فَلَمْ يَرُعْني سِوى أَيْدٍ أَنامِلُها / مَخْضُوبَةٌ مِنْ دَمِ العُشّاقِ أَطْرافا
بَسَطْنها لِوَداعِي حينَ فارَقَني / لَيْلُ الشَّبابِ وَصُبْحُ الشَّيبِ قَدْ وافَى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025