القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 316
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي / ليرجع سري وهو غير مذاع
وإن عقتها عني لتصبح حجة / علي فقد عاملتني بخداع
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي / لنفثة مصدور وأنة موجع
وعي كل صوت تسمعين نداءه / فلا خير في أذن تنادى فلا تعي
تقاصر بي خطب الزمان وباعه / فقصر من ذرعي وقصر أذرعي
وأخرجني من موضع كنت أهله / وأنزلني بالجور في غير موضعي
بسيف ابن مهدي وأبناء فاتك / أقض من الأوطان جنبي ومضجعي
تيممت مصراً أطلب الجاه والغنى / فنلتهما في ظل عيش ممنع
وزرت ملوك النيل إذ زاد نيلهم / فأحمد مرتادي وأخصب مرتعي
وفزت بألف من عطية فائز / مواهبه للصنع لا للتصنع
وكم طوقتني من يد عاضدية / سرت بين يقظى في العيون وهجع
وجاد ابن رزيك من الجاه والغنى / بما زاد عن مرمى رجائي ومطمعي
وأوحى إلى سمعي ودائع شعره / فخبرته مني بأكرم مودع
وليست أيادي شاور بذميمة / ولا عهدها عندي بعهد مضيع
ملوك رعوا لي حرمة صار نبتها / هشيماً رعته النائبات وما رعي
ورُدَّتْ بهم شمس العطاء لوفدهم / كما قال قوم في علي ويوشع
مذاهبهم في الجود مذهب سنة / وإن خالفوني في اعتقاد التشيع
فقل لصلاح الدين والعدل شأنه / من الحكم المصغي إلي فأدعي
شكوت فقالت ناطقات ضرورتي / إذا حلقات الباب غلقن فاقرع
فأدللت إدلال المحب وقلت ما / أبالي بعفو الطبع لا بالتطبع
وعندي من الآداب ما لو شرحته / تيقنت أني قدر ابن المقفع
أقمت لكم ضيفاً ثلاثة أشهر / أقول لقلبي كلما ضاق وسع
أعلل غلماني وخيلي ونسوتي / بما صغت من عذر ضعيف مرقع
ثوابكم للوفد في كل بلدة / يفرق شمل النائل المتوزع
وكم من ضيوف الباب ممن لسانه / إذا قطعوه لا يقوم بإصبع
مشارع من نعماكم زرتها وقد / تكدر بالإسكندرية مشرعي
وضايقني أهل الديون فلم يكن / سوى بابكم منهم ملاذي ومفزعي
فيا راعي الإسلام كيف تركتها / فريقي ضياع من عرايا وجوع
دعوناك من قرب وبعد فهب لنا / جوابك فالباري يجيب إذا دعي
إلى الله أشكو من ليالي ضرورة / رجعنا بها نحو الجناب المرجع
قنعنا فلم نسألك صبراً وعفة / إلى أن عدمنا بلغة المتقنع
ولما أغص الريق مجرى حلوقنا / أتيناك نشكو غصة المتوجع
فإن كنت ترعى الناس للفقه وحده / فمنه طرازي بل لثامي وبرقعي
ألم ترعني للشافعي وأنتم / أجل شفيع عند أعلى مشفع
ونصري له في حيث لا أنت ناصر / بضرب صقيلات ولا طعن شرع
ليالي لا فقه العراق بسجسج / بمصر ولا ريح الشآم بزعزع
كأني بها من آل فرعون مؤمن / أصارع عن ديني وإن حان مصرعي
أمن حسنات الدهر أم سيئاته / رضاك عن الدنيا بما فعلت معي
ملكت عنان النصر ثم خذلتني / وحالي بمرأى من علاك ومسمع
فمالك لا توسع علي وتلتفت / إلي التفات المنعم المتبرع
فإما لأني لست دون معاشر / فتحت لهم ردن العطاء الموسع
وإما لما أوضحته من زعازع / عصفن على ديني ولم أتزعزع
وردي ألوف المال لم ألتفت لها / بعيني ولم أحفل ولم أتطلع
وإما لفن واحد من معارفي / هو النظم إلا إنه نظم مبدع
فإن سمتني نظماً ظفرت بمفلق / وأن سمتني نثراً ظفرت بمصقع
طباع وفي المطبوع من خطراته / غنى عن أفانين الكلام المصنع
سألتك في دين لياليك سقنه / وألزمتنيه كارهاً غير طيع
وهاجرت أرجو منك إطلاق راتب / تقرر من أزمان كسرى وتبع
وليتك ممن أطلع الشرق مطلعي / لتعلم نبعي إن عجمت وخروعي
وما أنا إلا قائم السيف لم يصن / بكف ودر لم يجد من مرصع
وياقوتة في سلك عقد مداره / على خرزات من عقيق مجزع
وكم مات نضناض اللسان من الظما / وقد شرقت بالماء أشداق ألكع
فيا واصل الأرزاق كيف تركتني / أمد إلى نيل المنى كف أقطع
أعندك أني كلما عطس امرؤ / بذي شمم أقنى عطست بأجدع
ظلامة مصدوع الفؤاد فهل له / سبيل إلى جبر الفؤاد المصدع
وأقسم لو قالت لياليك للدجى / أعد غارب الجوزاء قال لها اطلعي
غدا الأمر في إيصال رزقي وقطعه / بحكمك فابذل كيفما شئت وامنع
كذلك أقدار الرجال وإن غدت / بحكمك فاحفظ كيف شئت وضيع
فيا زارع الإحسان في كل تربة / ظفرت بأرض تنبت الشكر فازرع
فعندي إذا ما العرف ضاع غريبه / ثناء كعرف المسكة المتضوع
وقد صدرت في طي ذا النظم رقعة / غدا طمعي فيها إلى خير مطمع
أريد بها إطلاق ديني وراتبي / فأطلقهما والأمر منك ووقع
فبيني وبين الجاه والعز والغنى / وقائع أخشاها إذا لم توقع
وما هي إلا مدة نستمدها / وقد جفت الأرزاق من كل منبع
إلى ها هنا أنهي حديثي وأنتهي / وما شئت في حقي من الخير فاصنع
فإنك أهل الجود والبر والتقى / ووضع الأيادي البيض في كل موضع
قلب كفاه من الصبابة أنه
قلب كفاه من الصبابة أنه / لبى دعاء الظاعنين وما دعي
ومن الظنون الفاسدات توهمي / بعد اليقين بقاءه في أضلعي
أثمت يا من هجا السادات والخلفا
أثمت يا من هجا السادات والخلفا / وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا
جعلتهم صدفاً حلوات بلؤلؤة / والعرف مازال سكنى اللؤلؤ الصدفا
وإنما هي دار حل جوهرهم / فيها وشف فأسناها الذي وصفا
فقال لؤلؤة عجباً ببهجتها / وكونها حوت الأشراف والشرفا
فهم بسكانها الآيات إذ سكنوا / فيها ومن قبلها قد أسكنوا الصحفا
والجوهر الفرد نور ليس يعرفه / من البرية إلا كل من عرفا
لولا تجسمه فيهم لكان على / ضعف البصائر للأبصار مختطفا
فالكلب يا كلب أسنى منك مكرمة / لأن فيه حفاظاً دائماً ووفا
لبيك تلبية الحجيج إلى الصفا
لبيك تلبية الحجيج إلى الصفا / يا داعي الكرم المقيم بسندفا
جود تشرف ناظراه فزارني / كرماً ولم أك نحوه متشوفا
نزهته عن موعد يغدو الندى / بنجازه لي آملاً ومسوفا
وافى كباردة الغمام إذا سرت / فتقدمت عن رعدها وتخلفا
قل لي فداك الأكرمون ولا غدت / طير المنى إلا ببابك وكفا
أمن السماحة أن تبيت مقدماً / ثمن المدائح قبلها ومسلفا
وكتبت تسأل في قبول مثوبة / منها ببابك منعماً ومشرفا
من كل فدم ما يزال لسانه
من كل فدم ما يزال لسانه / مغرى بحرف الراء أو بالقاف
إن كان يحسب أن خسة أصله / تحميه من حمتي ومر ذعافي
فالأسد تفترس الكلاب إذا عدت / أطوارها والأسد غير ضعاف
دعني أثقل بالهجاء لجامه / إن البغال كثيرة الإخلاف
لا تأمنن أبا الرذائل بعدها / واحذر أمانة سارق خطاف
فالمرتجي عند اللئام أمانة / كالمرتجي ثمراً من الصفصاف
قل لابن دخان إذا جئته
قل لابن دخان إذا جئته / ووجهه يندى من القرقف
في است أمه جاري ولو أنه / أضعاف ما في سورة الزخرف
واصفع قفا الذل ولو أنه / بين قفا القسيس والأسقف
مكنك الدهر سبال الورى / فاحلق لحاهم آمناً وانتف
خلا لك الديوان من ناظر / مستيقظ العزم ومن مشرف
فاكسب وحصل وادخر واكتنز / واسرق وخن وابطش وخذ واخطف
واستغنم الفترة من قبل أن / يرتفع الإنجيل بالمصحف
هذا دخان الشعر أرسلته / إلى دخان المشعل الأسخف
من كان لا يعشق الأجياد والحدقا
من كان لا يعشق الأجياد والحدقا / ثم ادعى لذة الدنيا فما صدقا
في العشق معنى لطيف ليس يعرفه / من البرية إلا كل من عشقا
لا خفف الله عن قلبي صبابته / في الغانيات ولا عن طرفي الأرقا
يا حبذا غرر من فوقها طرر / تجلو على ناظري الصبح والغسقا
إذا سرقت إليهن الخطا سحبت / أذيالهن على آثاري السرقا
من كل شمس إذا قابلتها التثمت / كأنما أشفقت أن ألثم الشفقا
وكل فاترة الألحاظ فاتنة / إذا رمقن محباً فارق الرمقا
بين الحدوج التي سارت محجبة / لولا فراقي لها لم أعرف الفرقا
يا هذه ولك الأمر المطاع صلي / ولا تسدي طريق الطيف إن طرقا
ما أطيب الريح تهديها وقد عبقت / منها بعرف يفوق العنبر العبقا
رفقاً على خاطر لولا حلولك في / أرجائه لم يخف وجداً ولا حرقا
لو كنت أملك روحي وارتضيت بها / بذلتها لك لازوراً ولا ملقا
وإنما الصالح الهادي تملكها / بفيض جود رعى آمالها وسقى
واقتادها الحظ حتى جاورت ملكاً / تمسي ملوك الليالي عنده سوقا
سامي المحل يبيت النجم يرمقه / ويستعير سناه كلما رمقا
تغدو المقادير أعواناً لقدرته / في الخلق إن فتق الأحكام أو رتقا
قد علمتنا سطاه أن عزمته / مخلوقة وحديد الهند ما خلقا
موسع الحلم لم تخفق أسنته / إلا على صدر خصم أضمر الحنقا
لا يهجر الرأس جسماً كان يحمله / إلا إذا عانقت أسيافه عنقا
إذا انتضين فكم روح تروح هبا / عند اللقاء وكم جسم تراه لقى
كأن هام الأعادي وهي تفلقها / ليل صبيب على ظلمائه فلقا
مزجي الكتائب إن تكتب أسنتها / كانت صدور أعاديه لها ورقا
جرد يريك سواد الليل عثيرها / ومرهفات تريك الصبح مؤتلقا
خوارق لصدور النقع لو صدمت / صدورها سد ذي القرنين لا نخرقا
ضاقت بهيبتها الآفاق واصطلمت / أهل النفاق فلم تترك لهم نفقا
كأنها من دخان النقع خارجة / موارق النبل ممن خان أو مرقا
تغزو ثغور العدى منها مسومة / تأبى العليق إلى أن تشرب العلقا
لا يشتكي بلد حلت به ظمأ / والركض يمطر من أعطافها عرقا
كم معرك عركت فرسان حومته / ومأزق تركت أبطاله مزقا
ينصها كل مغوار إذا سئمت / إعناقها السير زاد النص والعنقا
يسري إذا ترك النجم السرى فترى / جرد الجياد على آثاره حزقا
يجتاب صافية الأنهار صافنة / تلفى الشوارع منها مشرعاً رنقا
ملساء لولا التغالي قلت مختصراً / إذا النسيم مشى من فوقها زلقا
يا خالعاً ربقة الإملاق عن أملي / وملبسي من أيادي جوده ربقا
ليهنك العام قد دلت بشائره / على بقائك ألفاً بعده نسقا
مضت لملكك أعوام أعدت بها / شمل العلى ونظام الملك متسقا
سبع تليت على السبع الشداد بها / قواعداً للمعالي فاقت الأفقا
فالبس ثياب المعالي غضة جدداً / واخلع على الدهر منها كل ما خلقا
واستقبل العمر لازالت سعادته / موصولة لك في عز وطول بقا
وعشت للناصر المحيي الذي نطقت / أفعاله في علاه قبل من نطقا
المحرز السبق الأوفى ولا عجب / إذ كنت والده أن يحرز السبقا
لو سابقته إلى بأس ومكرمة / أسد الشرى وشآبيب الحيا سبقا
لا يخجل الغيث يوماً أن يقر له / ويرى الليث عاراً منه إن فرقا
بخدمة الصالح الهادي الكفيل / لي اتفاق سعيد قل ما اتفقا
علقت بالعروة الوثقى وعصمتها / لما غدوت بحبل منه معتلقا
أهديت أبكار أفكاري إلى ملك / بار المديح فلما زرته نفقا
أثني عليه وأقوالي مقصرة / والمرء يعطي على مقدار ما رزقا
يا ساقياً بكؤوس الحمد مسمعه / سقيت مصطحباً منها ومغتبقا
يا ناظم التاج والعقد الثمين أجد / فقد وجدت الجبين الطلق والعنقا
متوج من بني رزيك مذ جمعت / كفاه شمل الندى والبأس ما افترقا
ما هبت مجلسه إلا وآنسني / بحسن ملقى كفاني عنده الملقا
ولا استظل رجائي دوح نعمته / إلا وجدت لديه الظل والورقا
لحى الله مدحاً لا يرجى ثوابه
لحى الله مدحاً لا يرجى ثوابه / لديكم وهجواً لا يخاف ويتقى
عذرت عدي الملك إذ ليس عنده / من العرض شيء يتقي أن يمزقا
فمالك لا تخشى على عرضك الذي / يفوق الثريا والسماك المحلقا
أرى كل جمع بالردى يتفرق
أرى كل جمع بالردى يتفرق / وكل جديد بالبلى يتمزق
وما هذه الأعمار إلا صحائف / تؤرخ وقتاً ثم تمحى وتمحق
وإنك يا ابن الهالكين وصنوهم / ووالدهم في دوحة الموت معرق
وما العمر إلا رأس مال فلا تكن / مجازفة من رأس مالك تنفق
وهل خاطب الله الخليقة بالتقى / وخص ذوي الألباب إلا ليتقوا
ولم أر شيئاً مثل دائرة المنى / توسعها الآمال والعمر ضيق
ولا مثل خطب الموت شيئاً فإنه / جديد على تكراره ليس يخلق
وما كنت أدري قبل موت طلائع / بأن الليالي يعتريهن أولق
أتيت بها يا دهر وهي مذمة / صحيفتها مابين عينيك تلصق
وعرضت منها للحناجر غصة / أصم بها سمع وأخرس منطق
سعيت إلى ما فيه نقصك جاهداً / وغيرك في السعي المعان الموفق
قطعت بها يمنى يديك فلا تلم / سواك إذا أخنى ذراع ومرفق
سيلقى لفقد الصالح المجد حسرة / تغص بها منه اللها والمخنق
ويبكيه دست للوزارة لم يزل / به عن محل النجم يسمو ويسمق
ويبكي الندى والبأس أفعاله التي / لها لمم الأملاك تخلى وتحلق
ويندبه ماضي الغرارين صارم / تظل به الهامات تعلى وتفلق
وأجرد يحكي الطرف من نسل لاحق / تقر الصبا والبرق أن ليس يلحق
أديب عفت عنه لفقدك صهوة / فأصبح بعد اللين ينزو وينزق
وقافية كالعقد والتاج لم يزل / يحلى بها للدهر جيد ومفرق
فجيد بها قلدته وهو عاطل / ومجد بها قيدته وهو مطلق
وملمومة تحكي غوارب لجة / تظل بها الأبطال تطفو وتغرق
يلوح بها في كل ثغر ومخرم / مع الفلق الوضاح شعواء فيلق
يسح لها وبل من النبل لم تزل / قلوب العدى منه ترش وترشق
ولما تقضى الحول إلا ليالياً / تضاف إلى الماضي قريباً وتلحق
وعجنا بصحراء القرافة والأسى / يغرب في أكبادنا ويشرق
عقرنا على رب القوافي عقائلاً / تعز إذا هانت جياد وأينق
وقلنا له خذ بعض ما كنت منعماً / به وقضاء الحق بالحر أليق
عقود قواف من قوافيك تنتقى / ودر معان من معانيك تسرق
نثرنا على حصباء قبرك درها / صحيحاً ودر الدمع في الخد يفلق
وما الشعر إلا النفس ذابت وهذه / دماء لها في مهرق الطرس مهرق
لئن ذبلت منها رياض أنيقة / ففي قلبه روض من الوجد مونق
وإن قطبت حزناً فمن بعدما سرت / أسرتها حسناً تضيء وتشرق
مضيت بطيب العيش عنها فأصبحت / بأنفاسها شجواً تغص وتشرق
سقى الله والسقيا من رحمة الله / ثرى جاده منك الحيا المتدفق
وخلد ملك الناصر ابنك ما سرت / نجوم الثريا والسماك المحلق
وقد علم الإسلام بعدك أنه / على مهجة الإسلام يحنو ويشفق
وإن مقاليد الكفالة والهدى / بعاتقه أضحت تناط وتعذق
يصرف صرفيها عقاباً ونائلاً / ويفتق خطيبها سداداً ويرتق
سطى وعطا كالماء والنار لم يزل / لها مطفئ في كل قلب ومحرق
فنعمته وبل على الخلق مغدق / ونقمته على الملك محدق
يقلب ظهر الكف أو بطن راحة / تظل بها الأرواح ترزا وترزق
إذا طلعت في الدست غرة وجهه / رأيت وجوه الناس تعنو وتعنق
أقر عيون المكرمات بهمة / أقر بها قلب الهوى وهو يخفق
وأصبح للدنيا وللدين مقلة / بها ناظر الأيام يرنو ويرمق
وعلم أهل الشيب حسن وقاره / فلم زعموا أن الشبيبة أنزق
مناقب مجد لم يعوذ كمالها / بنقص وخلق لم يشنه التخلق
إذا كذب المثني على الليث والحيا / فمادحها بالجود والبأس يصدق
ملكت بها أسر القوافي بأسرها / فأضحت ومنها مسترق ومعتق
ولي كل يوم في علاك يتيمة / من الدر تنفي ما سواها وتنفق
سبائك من صفو الكلام وحره / أجاد التأني سبكها والتأنق
يظل بها شعر البليغ وفكره / على الظلم والإنصاف يسبى ويسبق
تغذى بها الألباب حتى كأنها / رحيق مصفى أو نمير مصفق
تلين متون القول منه بخاطري / فأغرب عند النزع منها وأغرق
فمنها لمن والاك برد مفوف / ومنها لمن عاداك سهم مفوق
إذا هدرت أشداقها كفها الحيا / فمالي وقد أحسنت إلا التشدق
ويسعدني علمي بأنك عالم / لما أدعي من فضلها متحقق
ولو لم تؤيد من لساني ولا يدي / لما كنت بين الناس أعطي وأنطق
وجدناكم يا آل رزيك خير من / تنص إليه اليعملات وتعنق
وفدنا إليكم نطلب الجاه والغنى / فأكرم ذو مثوى وأغني مملق
وعلمتمونا عزة النفس بالندى / وملقى وجوه لم يشنها التملق
وصيرتم الفسطاط بالجود كعبة / يطوف بركنيها العراق وجلق
فلا ستركم عن مرتج قط مرتج / ولا بابكم عن مغلق الحظ مغلق
وليس لقلب في سواكم علاقة / ولا ليد إلا بكم متعلق
بات يرعى السها بطرف مؤرق
بات يرعى السها بطرف مؤرق / وفؤاد من الغرام محرق
ليت أيامه السوالف يرجعن / ويجمعن طيب عيش مفرق
دمن أنبت الجمال ثراها / ورعى الشوق غصنها حين أورق
فتح الطل زهرها / وتولت نشره راحة النسيم الذي رق
فتوهمتها أعيرت سجايا / شرف الدولة السديد الموفق
عرف الجود كفه فاصطفاها / قبل أن يعرف السؤال ويخلق
فلها راحة تروح وتغدو / في عراص الرجا بنار المحلق
يا ابن جبر ولم أقل يا ابن جبر / جاهلاً أن ذكري النعت أليق
غير أن الألقاب كالعرض الزا / ئل والاسم جوهر متحقق
لست ممن يقول فيك جزافاً / مستحيلاً بل لا أقول سوى الحق
أنت تجري على سجية نفس / كل ساع لشأوها ليس يلحق
شفع الفضل وترها بسجايا / همها تخطب المهم ولو شق
شيم يقصر المخبر عنها / وسماع مثل العيان المحقق
شوق الشعر ذكرهن إليهن / وقلبي إلى لقائك أشوق
وعجيب أني بعثت القوافي / نحو مثر بفضلها يتصدق
فاتحاً باب وده بقواف / لم يزل بابها عن الناس مغلق
خاطباً عنده كريمة ود / يشرط المجد أنها لا تطلق
هل تعلمان طريقة لم تطرق
هل تعلمان طريقة لم تطرق / أو مورداً للشكر غير مرنق
فأقابل الكرم الذي سبق المنى / نحوي بشكر نحوه لم يسبق
من كل ناطقة المحاسن حرة / أجرى عليها الرزق حر المنطق
راحت شرود الذكر ينشر طيها / كرم يقيد بالثناء المطلق
واخترتها شكراً لمنة منعم / يختار للمنن الرجال وينتقي
تستعبد الأحرار منه صنائع / الحقن منهم عاطلاً بمطوق
نعم أقرتهم على طبقاتهم / وسقت جميعهم بنوء مطبق
من خاطب صلت المعاني مصقع / أو شاعر ثبت المباني مفلق
ملك إذا أسدى يداً حلت به ال / أيدي الجسام محل تاج المفرق
تحتل من غسان حيث تجمعت / شعب تفرق في الفخار لتلتقي
تقرأ المدائح من صحائف مجده / كرم الأصول من الفروع البسق
لما سعى نحو العلى فات المدى / عفواً وصفحة خده لم تعرق
مسحت بنو رزيك غيرة لاحق / ما أملوه بسابق لم يلحق
ونضت يمين الله منه صارماً / عاداته تفليق هام الفيلق
لم يلق نازلة بقلب خافق / أبداً ولم يرجع بسعي مخفق
داحي مجال الصبر أوسع ما ترى / صبراً وصدراً في المجال الضيق
تدري مواقفه الحميدة أنه / خرق له فيهن جرأة أخرق
تنهل في الأزمات حمة مشفق / منه وفي العزمات صولة محنق
كفل الجواد المستقل بسرجه / محراب عسكره وحصن المتقي
قد قلت للآمال وهي مسرة / عزاً يخاف مذلة المسترزق
الغاية القصوى أمامك فاحضري / جيش المنى واستوعبي واسترزقي
وتيقني أن قد وقعت بموقف / أدنى مراتبه العلى وتحققي
أعزيز مصر دعوة من واثق / نفست عنه خناق حظ موثق
أعتقه من رق الزمان وخله / وقف الثناء على ولاء المعتق
واسمع محاسن لفظه لا حسنه / كالدر بل أنقى من الدر النقي
ما شأن عقد نظامها ضيق ولا / أزرت عليها عقدة من منطق
إن أحسنت فلأجل إحسان سرت / آمالها في صورة المتألق
لولا ندى ماء السماحة ما غدا / ماء الفصاحة مهرقاً في مهرق
لما أدار مدامة الأحداق
لما أدار مدامة الأحداق / دبت حميا نشوة الأخلاق
جار المدير لها ولو عدل الهوى / في حكمه لامت جوار الساقي
ظبي أعار الليل طرة شعره / وأمد ضوء الصبح بالإشراق
وسنان ذاب السحر في آماقه / وأذاب ماء الروح في آماقي
كتب الجمال على صحيفة خده / عذر المحب وحجة المشتاق
ما كنت أدري قبل رؤية وجهه / أن الخدود مصارع العشاق
أشفقت من إعراضه وصدوده / فوقعت فيما خفت من إشفاقي
وافقته مذ كان وهو مخالفي / فأعجب لطول خلافه ووفاقي
خلق من الأيام معروف لها / مازال يجزي طاعة بشقاق
وافقتها زمن الشباب فأقسمت / لا كان رفق العيش بعض رفاقي
وصحبتها بعد المشيب فأخفقت / منها المطامع أيما إخفاق
ولقد كشفت لها قناع قناعة / خلعت رداء العجز والإملاق
وركبت أعجاز القوافي طالباً / بصدورها شرف الحياة الباقي
وإلى أبي الغارات واهنت الخطا / أيدي جيادي بالثناء رباقي
مولى الملوك الصالح الهادي إلى / شرع الندى ومكارم الأخلاق
يممت ساحته التي لاقى الغنى / فيها كساد مدائحي بنفاق
ولثمت راحته التي قسمت بها / معلومة الآجال والأرزاق
أحيا بها وأمات حتى خلتها / جمعت زعاف السم والدرياق
والغيث ينبوع الحياة وطالما / وافى مع الإغراق بالإحراق
ملك أصوغ مديحه من شعره / فصلاته عندي بلا استحقاق
لما علقت به وثقت بمنعم / أمسى كريم العهد والميثاق
أعتقت من رق الملوك مطامعي / ورميت عصمة ودهم بطلاق
أما وقد أصبحت من خدامه / فالشام شامي والعراق عراقي
فإذا حنت مصر علي وربها / فالأرض داري والسماء رواقي
من مبلغ اليمن الذي فارقته / ما غاب عنه من حديث فراقي
إني وردت الجود يفهق بحره / وشربت من كأس الغنى بدهاق
في ظل فياض المواهب أبلج / حلت يداه من الزمان وثاقي
أنسيت حين وردت غمر نواله / ما اعتدت من ثمد ومن رقراق
للناصر بن الصالح الشرف الذي / فاقت به مصر على الآفاق
ملك إذا استثنى أباه وجده / فضل الورى طرأً على الإطلاق
أنظره أو فانظر أباه تجدهما / سيين في شرف وفي أخلاق
من آل رزيك الذين سما بهم / شرف لنيل العز والأعراق
من دوحة المجد التي أغصانها / مجحدية الثمرات والأوراق
آساد حرب لم ترع بكريهة / وبدور مجد لم تشن بمحاق
أضحى بمحيي الدين كل معاند / وفؤاده كلوائه الخفاق
عضد الإمام ومجد الإسلام الذي / يرمي عيون عداه بالإطراق
الفارس المزري بكل منازل / في يوم معركة ويوم سباق
والواضع الأرماح بعد نباله / في الدرع بين ترائب وتراق
من لا يروعه الهياج إذا التقى / والتف ساق في الجلاد بساق
شاهدت في الميدان مثل فعاله / في الحرب بين ذوابل ورقاق
يرمي ويطعن جامعاً في حالة / عمل النصال الزرق والأفواق
بموارق من نبله شبهتها / برماحه في المعشر المراق
في ظهر وردي الأديم كأنه / برق تألق في متون براق
ملك إذا جادت سماء نواله / أزرت بصوب الوابل الغيداق
لا أشتكي ظمأ الأماني بعدما / روت سحائبه ثرى إملاقي
من شاكر عني نداه فإنني / عن شكر ما أولاه ضاق نطاقي
منن تخف عليه إلا أنها / نقلت مؤونتها على الأعناق
قد كنت حراً قبل أنعمه التي / حكمت عوارفهن باسترقاقي
فالله يبقيه ووالده فقد / سادا ملوك الأرض باستحقاق
ما هاج مزنة دمعه المترقرق
ما هاج مزنة دمعه المترقرق / إلا تألق بارق بالأبرق
برق يذكرني وميض مباسم / يسري الهوى في ضوئها المتألق
من كل ثغر مثل ثغر مخافة / خاف طريق رضابه لم يطرق
نسج العفاف عليه ثوب صيانة / هم الخيانة عندها لا يرتقي
سقياً لأيام الشباب فإنها / روض الحياة وزهرة المستنشق
أيام يصطحب الغواني والغنى / في ظل أغصان الشباب المورق
ومواطن اللذات حالية الثرى / تثني على نعم السحاب المغدق
والليل يخضب فرقه بممسك / والصبح يمسح لونه بمخلق
ويد النعيم تخط فوق عراصها / من لم يقض بك الحياة فقد شقي
واللوم يفرق أن يلم بمسمعي / برق متى ما لم يلاطف يبرق
تندى أسرة وجهه فكأنه / ريان من ماء النضارة قد سقي
كالبدر إلا أنه مستوهب / نور المحيا من سواد المفرق
عبث الفراق بشمله فتمزقت / أثواب ذاك العيش كل ممزق
واعتاض بعد نمارق مصفوفة / حر الهواجر وافتراش النمرق
مستبدلاً بلذيذ عيش مونق / وصدور أندية ظهور الأنيق
يا حادي القلص النواجي قل لها / نصي إلى صدر الزمان واعنقي
وتجنبي ثمد النطاف وأوردي / هيم المنى بحر الموفق تستقي
وخذي أماناً من يديه ففيهما / شعب السلامة والمهالك تلتقي
يجد المسائل والرسائل ربها / من علمه ونواله المتدفق
وتروع أفئدة الملوك يراعه / في كفه كالأفعوان المطرق
تمضي إذا نبت الظبي وتطول إن / قصر القنا وتفل غرب الفيلق
يخشى ويرجى بؤسها ونعيمها / فالدهر مجموع بها في مهرق
كم أطلقت من أسر كل بلاغة / في الخافقين وقيدت من مطلق
وتقلدت منها الطروس محاسناً / تحكي بجوهرها نطاق المنطق
أهدت له طوق الثناء مناقب / أعربن في تقليل كل مطوق
حجت أبا الحجاج نحوك همة / تختار أفراد الزمان وتنقي
جعلتك جنتها وجنتها التي / ضمنت أمان المنتقى والمنتقي
ترتاد روض الورد لا روض الندى / رفعاً لها عن وبله المترقرق
فاجعل قبولك للمديح ثوابه / وانشر مطارفه على العرض النقي
يا رب نفس خناقي
يا رب نفس خناقي / وحل عقد وثاقي
واستر علي فإني / أخاف هتك خلاقي
وامنن بتأليف شمل / مبدد بالفراق
وقد ضرعت إلى من / أقام سبع طباق
ومن إذا شاء أطفا / بالعفو نار احتراقي
مولى غداً وعليه / توكلي واعتلاقي
يا كاشفاً كل غم / يرقى فويق التراقي
عجل بتفريج همي / وكشفه بالتلاقي
فؤاد بجمر الشوق والوجد يحرق
فؤاد بجمر الشوق والوجد يحرق / أراق كرى الأجفان فهو مؤرق
دع العين تغرق بالمدامع خده / فخاطره في لجة الوجد مغرق
وفي خد ذات الخال حمرة جمرة / على نارها ماء الصبا يترقرق
أسيرة حجيلها على أي مذهب / أبيت أسير القلب والجسم مطلق
ولم أدر لما زار طيفك في الكرى / أغار علينا أم أغار التفرق
ذكرت مناط العقد منك بأورق / على ورقات الغصن وهو مطوق
يميل إذا مال النسيم كأنما / أدير عليه البابلي المعتق
بكى وهو ذو إلف قريب وبيننا / وبينك بون لا يرام وسملق
مجاهل ما فيها من الطرق معلم / وعذراء لا يمسي لها الركب يطرق
ركبنا إلى نيل الغنى كاهل العنا / على سعة الأرزاق والرزق ضيق
عجبت من الأرزاق أمتص ثمدها / وتروى بصافيها رجال وتغرق
وما تجهل الأيام أن جمالها / وزينتها في منطقي حين أنطق
ولكن أظن الرزق يهوى تحرقي / عليه وطيب العود حين يحرق
وأحسب أن الجود إما حكاية / مضى أهلها أو صورة ليس تخلق
وإلا فما بالي كسدت وفي فمي / معادن در سوقها الدهر ينفق
لعل بني أيوب إن علموا بما / تظلمت منه أن يرقوا ويشفقوا
وإن ينقذوني من تملك عبدهم / وخادمهم وهو الزمان ويعتقوا
ملوك حموا سرب الهدى بعزائم / بها بفتح الله البلاد ويغلق
غزو عقر دار المشركين بغزوة / جهاراً وطرف الشرك خزيان مطرق
وزاروا مصلى عسقلان بأرعن / يفيض إناء البر منه ويفهق
وكانت على ما شاهد الناس قبلكم / طرائق من شوك القنا ليس تطرق
وما عصمتهم منك إلا معاقل / تأنوا على تحصينها وتأنقوا
جلبت لهم من سورة الحرب ما التقى / بوادره سور عليهم وخندق
وأخربت من أعمالهم كل عامر / يمر به طيف الخيال فيفرق
أضفت إلى أجر الجهاد زيارة ال / خليل فأبشر أنت غاز موفق
وهيجت للبيت المقدس لوعة / يطول بها منه إليك التشوق
تنشق من ملقاك أعطر نفحة / تطيب على قلب الهدى حين تنشق
وغزوك هذا معلم نحو فتحه / قريباً وإلا رائد ومطرق
هو البيت إن تفتحه والله فاعل / فما بعده باب من الشام يغلق
تركت قلوب المشركين خوافقاً / وبات لواء النصر فوقك يخفق
لئن سكن الإسلام جأشاً فإنه / بما قد تركتم خاطر الكفر يقلق
سمت بصلاح الدين سنة أحمد / فطائرها فوق السماك محلق
وطلعت مولود كريم تطلعت / إليه عيون للممالك ترمق
لك الخير قد طال انتظاري وأطلقت / لغيري أرزاق ورزقي معوق
كأنك لم يسمع بجودك مغرب / ولم يتحدث عن عطائك مشرق
وإني من تأريخ أيامك التي / بها سابق التأريخ يمحى ويمحق
صدقتك فيما قلت أو أنا قائل / بأنك خير الناس والصدق أوثق
وحسبي أن أنهي إليك وأنتهي / وأحسن من ظني وأنت تحقق
كتبي إليك على مقدار ما اتفقا
كتبي إليك على مقدار ما اتفقا / مثل الحوادث لا صفواً ولا رنقا
فاصفح بفضلك عنها في تصفحها / فما تروقك لا ملقاً ولا ملقا
مرحباً مرحباً قدومك بالسع
مرحباً مرحباً قدومك بالسع / د فقد أشرقت بك الآفاق
لو فرشنا الأحداق حتى تطاهن / لقلت في حقك الأحداق
إن قلت قد خرست خلاخل ساقها
إن قلت قد خرست خلاخل ساقها / فاسمع لما يوحيه نطق نطاقها
هيفاء حابى الحسن صورة وجهها / حتى كأن الحسن من عشاقها
تلقى اللثام بوردة شفقية / تشتق عند اللثم من إشفاقها
عجب الهوى لثلاثة لم تتفق / إلا لها فاعجب لحسن وفاقها
السقم من ألحاظها والسحر من / ألفاظها والضعف من ميثاقها
لولا سكون السكر في أجفانها / ما نابت الأقداح عن أحداقها
شمس إذا شرق الدجى بجبينها / حيث بأخت الشمس في إشراقها
بكر إذا عقد الزلال نكاحها / فألهم أول خائف لطلاقها
وإذا الدجى حيتك حية همه / بزعافها فأفزع إلى ترياقها
كرمية تسقي العروق مجاجة / كرم الثرى قد مج في أعراقها
كالنار يكتب نورها بشعاعه / أمناً على الوجنات من إحراقها
كالبرق مازجه الغمام بمزنة / تتلهب الجمرات من رقراقها
أخلاق حضرة أحمد بن محمد / أحلى وأعذب من مدار مذاقها
هو رحلة الدنيا التي عقدت له / فوق الهدى ما انحل من أصفاقها
وكأنما الإسكندرية مكةٌ / والرفق والتوفيق زاد رفاقها
من مشرق الدنيا ومغربها إلى / يمنيها مع شامها وعراقها
وفد إليك وطالبون ودائعاً / قيدت ما جهلوه من إطلاقها
هجروا الديار وكل واضحة الطلى / ذاقوا افتراق العيش يوم فراقها
وتعوضوا عنها بقصدك زلفة / فكوا بها الأعناق من أرباقها
بيض الركائب والوجوه كأنما / خلع الأنوق عليه لون نياقها
يتزاحم الركبان في أكوارها / كتزاحم الأعناق في إعناقها
عصب إذا خفقت ملائكة السما / من فوقها لم أخش من إخفاقها
قصرت خطا الإسناد عنك ولم تطل / ونقلت ما تطويه عن حذاقها
درجوا وجئت من الرواية عنهم / بطرائق قربت على طراقها
فالمستقي بين النبي وبينها / داني الرشاء لواردي أعماقها
ولقد طويت السابقين بهمة / سيان خاطف برقها وبراقها
وحملت أوساق الرياسة عالماً / أن الفحول تضج من أوساقها
وأبى كمالك أن يحوز نقيصة / حاز الرجال جذاعها بحقاقها
وكأنها فرض يرد بردة / ألزمتهم بعقالها وعناقها
ولرب غامضة إذا ما استقبلت / كشفت بالبرهان من إغلاقها
ويد من المعروف لما استبهمت / أبوابها فتحت من أغلاقها
أحرزت دينك خلف ظهرك والتقى / يمتاز أهل الصدق عن مذاقها
ورقعت نفسك أن تبيت مزاحماً / لمناكب الأخلاط في أسواقها
وتنافست في الرزق أنفس معشر / كان اليسير يكف من أرزاقها
أطفا تكاثرها سنا أنوارها / فأضاء نور تقاك عند محاقها
وإذا تعقدت النوائب والتوت / أشطانها حللت عقد وثاقها
وعظيمة يشكو المخنق ضيقها / وسعت منه بعد ضيق خناقها
هذا ارتجال روية يعنو لها / عصف الرياح الهوج يوم سباقها
لو راهنت خطراتها طيف الكرى / لا عتاق في المضمار دون عتاقها
تفنى على الإنفاق كل ذخيرة / وكنوزها تنمو على إنفاقها
وهني الإماء عقيدة دينية / إن لم ترع أسماعها بعتاقها
وهي الحرائر إن برمت برقها / متفضلاً وبخلت باسترقاقها
وصداقها صدق المودة وحده / إن المودة من أجل صداقها
وإذا دعوت لها فقد وفيتها / بل زدتها شرفاً على استحقاقها
لا تحسبن أني هجو
لا تحسبن أني هجو / تك فالهجاء يجل عنكا
لكن صفعت بك الذي / نفثاته يعرفن منكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025