المجموع : 419
تَذَكَّرتَ هِنداً وَأَعصارَها
تَذَكَّرتَ هِنداً وَأَعصارَها / وَلَم تَقضِ نَفسُكَ أَوطارَها
تَذَكَّرَتِ النَفسُ ما قَد مَضى / وَهاجَت عَلى العَينِ عُوّارَها
لِتَمنَحَ رامَةَ مِنّا الهَوى / وَتَرعى لِرامَةَ أَسرارَها
إِذا لَم نَزُرها حِذارَ العِدى / حَسَدنا عَلى الزَورِ زُوّارَها
قَد حانَ مِنكِ فَلا تَبعُد بِكِ الدارُ
قَد حانَ مِنكِ فَلا تَبعُد بِكِ الدارُ / بَينٌ وَفي البَينِ لِلمَتبولِ إِضرارُ
قالَت مَنَ نتَ عَلى ذِكرٍ فَقُلتُ لَها / أَنا الَّذي ساقَني لِلحَينِ مِقدارُ
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي / فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ
وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني / سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ
فَإِن جَمَحَت عَنّي نَواظِرُ أَعيُنٍ / رَمينَ بَأَحداقِ المَها وَالجَآذِرِ
فَإِنِّيَ مِن قَومٍ كَريمٍ نِجارُهُم / لِأَقدامِهِم صيغَت رُؤوسُ المَنابِرِ
إِنّي اِمرُؤٌ مولَعٌ بِالحُسنِ أَتبَعُهُ
إِنّي اِمرُؤٌ مولَعٌ بِالحُسنِ أَتبَعُهُ / لاحَظَ لي فيهِ إِلّا لَذَّةُ النَظَرِ
قالَت وَأَبثَثتُها سِرّي وَبُحتُ بِهِ
قالَت وَأَبثَثتُها سِرّي وَبُحتُ بِهِ / قَد كُنتَ عِندِيَ تَحتَ السَترِ فَاِستَتِرِ
أَلَستَ تُبصِرُ مَن حَولي فَقُلتُ لَها / غَطّى هَواكِ وَما أَلقى عَلى بَصَري
عَفا اللَهُ عَن لَيلى الغَداةَ فَإِنَّها
عَفا اللَهُ عَن لَيلى الغَداةَ فَإِنَّها / إِذا وَلِيَت حُكماً عَلَيَّ تَجورُ
أَأَترُكُ لَيلى لَيسَ بَيني وَبَينَها / سِوى لَيلَةٍ إِنّي إِذاً لَصَبورُ
لَعَمري لَقَد نِلتُ الَّذي كُنتُ أَرتَجي
لَعَمري لَقَد نِلتُ الَّذي كُنتُ أَرتَجي / وَأَصبَحتُ لا أَخشى الَّذي كُنتُ أَحذَرُ
فَلَيسَ كَمِثلي اليَومَ كِسرى وَهُرمُزٌ / وَلا المَلِكُ النُعمانُ مِثلي وَقَيصَرُ
بَعَثتُ وَليدَتي سَحرا
بَعَثتُ وَليدَتي سَحرا / وَقُلتُ لَها خُذي حَذرَك
وَقولي في مُلاظَةٍ / لِزَينَبَ نَوِّلي عُمَرَك
فَإِن داويتِ ذا سَقَمٍ / فَأَخزى اللَهُ مِن كَفرَك
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً / وَقالَت مَن بِذا أَمَرَك
أَهَذا سِحرُكَ النِسوا / نَ قَد خَبَّرنَني خَبَرَك
وَقُلنَ إِذا قُضى وَطَراً / وَأَدرَكَ حاجَةً هَجَرَك
أَبَتِ البَخيلَةُ أَن تَنولَني
أَبَتِ البَخيلَةُ أَن تَنولَني / فَأَظُنُّ أَنّي زائِرٌ رَمسي
لا خَيرَ في الدُنيا وَبَهجَتِها / إِن لَم تُوافِق نَفسُها نَفسي
لا صَبرَ لي عَنها إِذا بَرَزَت / كَالبَدرِ أَو قَرنٍ مِنَ الشَمسِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِأَةٍ / كَحلاءَ وَسطا جاذِرٍ خُنسِ
فَسَبَت فُؤادَكَ عِندَ نَظرَتِها / بِمَلاحَةِ الأَنيابِ وَالأُنسِ
جودي لِمَن أَورَثتِهِ سَقَماً / وَتَرَكتِهِ حَيرانَ في لَبسِ
لا تَحرِميهِ الوَصلَ وَاِتَّخِذي / أَجراً فَلَيسَ بِذاكَ مِن بَأسِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن يَكونُ بِهِ / مِن حُبَّكُم طَرَفٌ مِنَ المَسِّ
إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعوا أَمسِ
إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعوا أَمسِ / وَتَصَدَّعَت لِفِراقِهِم نَفسي
وَوَجَدتُ وَجداً كانَ أَهوَنُهُ / كَأَشَدِّ وَجدِ الجِنِّ وَالإِنسِ
وَتَشَتُّتَ الأَهواءِ يَخلِجُني / نَحوَ العِراقِ وَمَطلَعِ الشَمسِ
وَهُناكَ فَأتوني بِخَرعَبَةٍ / غَرّاءَ آنِسَةٍ مِنَ اللُعسِ
ما كانَ مِن سَقَمٍ فَكانَ بِنا / وَبِها السَلامُ وَصِحَّةُ النَفسِ
وَتَبيتُ عُوّادي وَقَد يَئِسوا / مِنّي وَأَصبِحُ مِثلَ ما أُمسي
فيمَ الوُقوفُ بِمَنزِلٍ خَلَقٍ
فيمَ الوُقوفُ بِمَنزِلٍ خَلَقٍ / أَو ما سُؤالُ جَنادِلٍ خُرسِ
عُجتُ المَطِيَّ بِهِ أُسائِلُهُ / أَينَ اِستَقَرَّت دارَةُ الشَمسِ
فَعَجِبتُ مِنها إِذ تَقولُ لَنا / يا صاحِ ما هاذي مِنَ الإِنسِ
مَيمونَةٌ وُلِدَت عَلى يُمنٍ / بِالطائِرِ المَيمونِ لا النَحسِ
مَقبولَةٌ لَبقَ القَبولُ بِها / لَيسَ القَبولُ بِها بِذي نُكسِ
غَرّاءُ واضِحَةٌ لَها بَشرٌ / كَالرَقِّ مُستَعِرٌ مِنَ الوَرسِ
زَمَّت فُؤادي فَهوَ يَتبَعُها / لِلغَورِ إِن غارَت وَلِلجَلسِ
وَمَن لِسَقيمٍ يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ
وَمَن لِسَقيمٍ يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ / لِزَينَبَ نَجوى صَدرِهِ وَالوَساوِسُ
أَقولُ لِمَن يَبغي الشِفاءَ مَتى تَجِئ / بِزَينَبَ تُدرِك بَعضَ ما أَنتَ لامِسُ
فَإِنَّكَ إِن لَم تُشفَ مِن سَقَمي / فَإِنِّيَ مِن طِبِّ الأَطِبّاءِ يائِسُ
فَلَستُ بِناسٍ لَيلَةَ الدارِ مَجلِساً / لِزَينَبَ حَتّى يَعلُوَ الرَأسَ رامِسُ
خَلاءً بَدَت قَمراؤهُ وَتَكَشَّفَت / دُجُنَّتُهُ وَغابَ مَن هُوَ حارِسُ
فَما نِلتَ مِنها مَحرَماً غَيرَ أَنَّنا / كِلانا مِنَ الثَوبِ المُوَرَّدِ لابِسُ
نَجِيَّينِ نَقضي اللَهوَ في غَيرِ مَأثَمٍ / وَلَو رُغِمَت مِلكاشِحينَ المَعاطِسُ
خَليلَيَّ ما بالُ المَطايا كَأَنَّما
خَليلَيَّ ما بالُ المَطايا كَأَنَّما / نَراها عَلى الأَدبارِ بِالقَومِ تَنكِصُ
وَقَد قُطِعَت أَعناقُهُنَّ صَبابَةً / فَأَنفُسَنا مِمّا يُلاقينَ شُخصُ
وَقَد أَتعَبَ الحادي سُراهُنَّ وَاِنتَحى / لَهُنَّ فَما يَألو عَجولٌ مُقَلِّصُ
يَزِدنَ بِنا قُرباً فَيَزدادُ شَوقُنا / إِذا زادَ طولُ العَهدِ وَالبُعدُ يَنقُصُ
يا بَرقُ أَبرِقَ مِن قُرَي
يا بَرقُ أَبرِقَ مِن قُرَي / بَةَ مُستَكِفّاً لي نَشاصُه
ذا هَيدَبٍ دانٍ يَحِن / نُ إِلى مَناصِفِهِ قِلاصُه
جَونٍ تَخُذُّ سُيولُهُ / في الأَرضِ مُنساحاً فِراصُه
أَمَّت غَداةَ رَحيلِها / وَالبَينُ ذو شُرُكٍ شِصاصُه
فَبَدَت تَرائِبُ شادِنٍ / وَمُكَرَّسٌ فيهِ عِقاصُه
وَأَغَرُّ كَالإِغريضِ عَذ / بٌ لا يُغَيِّرُهُ اِنتِقاصُه
فَلا وَأَبيكَ ما صَوتَ الغَواني
فَلا وَأَبيكَ ما صَوتَ الغَواني / وَلا شُربَ الَّتي هِيَ كَالفُصوصِ
أَرَدتُ بِرِحلَتي وَأُريدُ حَظّاً / وَلا أَكلَ الدَجاجِ وَلا الخَبيصِ
قَميصٌ ما يُفارِقُني حَياتي / أَنيسٌ في المَقامِ وَفي الشُخوصِ
أَصبَحَ القَلبُ مَريضاً
أَصبَحَ القَلبُ مَريضاً / راجَعَ الحُبَّ غَريضا
وَأَجَدَّ الشَوقَ وَهناً / إِذ رَأى بَرقاً وَميضا
ثُمَّ باتَ الرَكبُ نُوّا / ماً وَلَم يَطعَم غُموضا
ذاكَ مِن هِندٍ قَديماً / وَدَّعَ القَلبَ مَهيضا
إِذ تَبَدَّت لي فَأَبدَت / واضِحَ اللَونِ نَحيضا
وَعِذابَ الطَعمِ غُرّا / كَأَقاحي الرَملِ بيضا
أَرسَلَت سِرّاً إِلَينا / وَثَنَت رَجعاً خَفيضا
أَن تَلَبَّث لي إِلى أَن / نَلبَسَ اللَيلَ العَريضا
وَكَأَنَّ الشَهدَ وَالإِس / فِنطَ وَالماءَ الفَضيضا
باشَرَ الأَنيابَ مِنها / بَعدَما ذُقتَ غُموضا
يا سُكنَ قَد وَاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ
يا سُكنَ قَد وَاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ / أَقصَدتِ قَلبِي بِالدَلالِ فَعَوِّضي
وَتَحَرَّجي مِن قَتلِ مَن لَم يَبغِكُم / هَجراً وَلا صَرما وَلَم يَتَبَغَّضِ
يا سُكنَ لَستُ وَإِن نَأَت بِكِ دارُكُم / بِالسالِ عَنكِ وَلا المَلولِ المُعرِضِ
يا سُكنَ كَم مِمَن تَوَدَّدَ عِندَنا / أُقصي وَكَم مِن كاشِحٍ مُتَعَرِّضِ
وَصَرَمتُ فيكِ أَقارِبي وَعواذِلي / وَوَصَلتُ عَمداً فيكِ حَبلَ المُبغِضِ
وَحَفِظتُ فيكِ أَمانَةً حُمَّلتُها / وَعَصيتُ كُلَّ مُحَرِّشٍ وَمُعَرِّضٍ
يا سُكنَ حُبُّكِ إِذ كَلِفتُ بِحُبِّكُم / غَرَضاً أَراهُ وَرَبِّ مَكَّةَ مُمرِضي
يا سُكنَ كانَ العَهدُ فيما بَينَنا / وَيَمينُ صَبرٍ مِنكِ أَن لا تَنقُضي
مِنّا العُهودَ وَلا يَكونَ وِصالُكُم / مَذقَ الحَديثِ بِلَطِّ دَينِ المُفرِضِ
فَلَبِستُ ذَلِكَ مِنكِ بَعدَ جَديدِهِ / ظُلماً لَعَمري كَاللِباسِ العَرمَضِ
وَوَجَدتِ حَبلَكِ مِن حِبالِ مُحافِظٍ / سُجُعِ الخَلائِقِ في الوِصالِ مُعَرِّضِ
يا صاحِبَيَّ قِفا نُقَضِّ لُبانَةً
يا صاحِبَيَّ قِفا نُقَضِّ لُبانَةً / وَعَلى الظَعائِن قَبلَ بَينِكُما اِعرِضا
لا تُعجِلاني أَن أَقولَ بِحاجَةٍ / وَقِفا فَقَد زُوِّدتُ داءً مُحرِضا
ما أَنسَ لا أَنسَ الَذي بَذَلَت لَنا / مِنها عَلى عَجلِ الرَحيلِ لِتُمرِضا
وَمَقالَها بِالنَعفِ نَعفِ مُحَسِّرٍ / لِفَتاتِها هَل تَعرِفينَ المُعرِضا
هَذا الَّذي أَعطى مَواثِقَ عَهدِهِ / حَتّى رَضيتُ وَقُلتِ لي لَن يَنقُضا
وَزَعَمتِ لي أَن لا يَحولُ فَإِنَّهُ / ساعٍ طَوالَ حَياتِهِ لي بِالرِضا
وَاللَهُ يَعلَمُ إِن ظَفِرتُ بِمِثلِها / مِنهُ لَيَعتَرِفَنَّ ما قَد أَقرَضا
فَأَصَختُ سَمعي نَحوَها فَكَأَنَّما / أَورَيتُ بَينَ جَوانِحي جَمرَ الغَضا
فَعَطَفتُ راحِلَتي وَقُلتُ لِصاحِبي / أُنظُر بِعَمرِكَ نَحوَها أَن تومِضا
قالَ الجَري قَد أَومَضَت قُلتُ اِئتِها / وَاِحذَر حَريذَ مَقالِها أَن يُعرِضا
قالَت لَهُ بِاللَهِ رَبِّكَ قُل لَهُ / قَولاً يُحَرِّكُهُ عَسى أَن يَمعَضا
حَمَّلتَها وَجداً لَوَ مسى مِثلُهُ / يَوماً عَلى جَبَلٍ إِذاً لَتَقَضقَضا
وَتَنَظَّرَت مِنّي الجَزاءَ لِوَعدِها / حَولاً تَجَرَّمَ كُلَّهُ حَتّى اِنقَضى
فَأَجَبتُها إِن قُلتُ فَاِعفوا وَاِصفَحوا / فَأَنا الَّذي لا عُذرَ لي فيما مَضى
زَعَمَت بِأَنّي قَد سَلَوتُ وَلَو دَرَت / أَن لَم أَجِد مِن حُبِّها مُتَعَرَّضا
ما عُدتُ أُرضي الكاشِحينَ بِهَجرِها / أَبَداً وَإِن قَلَ النَصيحُ وَعَرَّضا
وَأَطَعتُ فيها الكاشِحينَ فَأَكثَروا / فيها المَقالَةَ شامِتاً وَمُعَرِّضا
طاوَعتُ فيها واشِياً فَكأَنَّني / في صَرمِ ذاتِ الخالِ كُنتُ مُغَمِّضا
وَسَفاهَةً بِالمَرءِ صَرمُ صَديقِهِ / يُرضي بِهِجرَتِهِ العَدوَّ المُبغِضا
اِرجِع فَعاوِدها المَساءَ فَإِنَّني / أَخشى مِنَ العادي بِها أَن يَعرِضا
أَلا يا حَبَّذا نَجدٌ
أَلا يا حَبَّذا نَجدٌ / وَمَن أُسكِنها أَرضا
وَحَيّا حَبَّذا ما هُم / وَلو لي حَقِدوا البُغضا
وَمِن أَجلِ الهَوى أُدنى / لِمَن لَم أَرضَهُ مَعضا
عَلِقتُكِ ناشِئاً حَتّى / رَأَيتُ الرَأسَ مُبيَضّا
فَإِن تَتَعاهَدي وُدّي / إِذاً تَجِدينَهُ غَضّا
عَلى بُخلٍ وَتَصريدٍ / وَقَبضِ نَوالِكُم قَبضا
أَهيمُ بِذِكرِكُم لَو أَن / نَ خَيراً مِنكُمُ بَضّا
فَيا عَجَباً لِمَوقِفِنا / يُعاتِبُ بَعضُنا بَعضا
طالَ مِن آلِ زَينَبَ الإِعراضُ
طالَ مِن آلِ زَينَبَ الإِعراضُ / لِلتَعَدّي وَما بِنا الإِبغاضُ
وَوَليدَينِ كانَ عُلِّقَها القَل / بُ إِلى أَن عَلا الرُؤوسَ البَياضُ
حَبلُها عِندَنا مَتينٌ وَحَبلي / عِندَها واهِنُ القِوى أَنقاضُ
نَظَرَت يَومَ فَرعِ لَفتٍ إِلَينا / نَظرَةً كانَ رَجعَها إِيماضُ
حينَ قالَت لِمَوكِبٍ كَمَها الرَم / لِ أَطاعَت لَهُ النَباتَ الرِياضُ
عُجنَ نَحوَ الفَتى البِغالَ نُحَيِّي / هِ بِما تَكتُمُ القُلوبُ المِراضُ
وَأُحَدِّثهُ ما تَضَمَّنتُ مِنهُ / إِذ خَلا اليَومَ لِلمَسيرِ المَراضُ