البيع الدولي لفقرنا
قد تُقدِّم بعض من المنظمات اليابانية صورة غير واقعية وكامل الفقر لباكستان أمام شعبها دائماً، التي ربما يكون جزءَ مجتمعنا ولكن مجتمعنا كمجموع ليس مثل هذا، وتقول هذه المنظمات غير الحكومية رداً على ذلك أنه إذا قدمّنا طبقات المجتمع الغنية والوسطى من باكستان على وسائل الإعلام لدينا فلن يكون شعب اليابان مستعداً لتقديم مساعدات بملايين الدولارات التي تخصص الحكومة اليابانية لباكستان سنويا من ضرائبهم.
برسم صورة للفقر والإفلاس بهذه الطريقة‘يتأكدون من إستخدام أموال ضرائبهم على الموضع الصحيح. قد شكا باكستاني غيور إلى سفيرنا عن هذه القضية فأجاب بذكاء أن الذين يتكففون الناس لايسألون أسئلة ولا يشكون أو يتعجبون. منذ العقد السابق‘ السياسة التي تمتلك وسائل الإعلام اليابانية عن صورة باكستان تتألف من إظهار أن باكستان تعاني من الإرهاب أو أظهرت باكستان مليئة بالإرهابيين أو أن تقدم صورة الفقر للشعب الباكستاني في مثل طريقة أن أفقر اليابانيين أيضاً يضطرون إلى إعطاء المتسول .
هنا نريد أن نعرب حقائق حول بعض المنظمات غير الحكومية لليابان‘ ما محور كسب هؤلاء الأطفال الأبرياء والفقراء وتجمع ملايين الدولارات بعرض صورها ومقاطع الفيديوهات والملصقات. مع ذلك تصل خمسة إلى عشرة في المئة من هذا الكسب إلى هؤلاء الأطفال المستحقين فقط. وفي حين يستنفد جزءٌ كبيرٌ من الدخل في مرتبات المؤظفين الممتازة، وشراء السيارات وإيجار المكاتب في أماكن رائعة. ولكن في كل هذه العملية‘ لاتأتي الفضيحة إلا في نصيب باكستان وشعبها وليس أحد يسأل عن هذا الابتزاز. منذ سنوات عديدة ماضية‘ يُرى الرجال والنساء المنتمون إلى هذه المنظمات المحلية على بعض محطات السكك الحديدية المشغولة الهامة لطوكيو مشغولين في جمع التبرعات حملاً في أيديهم عدد من الصور والملصقات لباكستان. قد أوقف هؤلاء مؤظفو المنظمات أصدقائي الباكستانيين لعدة مرات وأسمعوهم عديدًا من القصص المحزنة عن باكستان فأثنوا على الجهود التي بذلوا في هذا المجال بعد الاستماع لهم وأعطوهم التبرعات.كان عمل هذه المنظمات اليابانية لباكستان مثيراً للإعجاب ولكن بالنظر إلى أدواتها الإعلامية‘ يُرى من الواضح أنها تبيع فقرنا أمام شعب اليابان.
قد حثها أصدقاؤنا على إدخال الطبقة الوسطى من باكستان في اليابان أيضاً. قد تخرج الملايين من مهندسي البرمجيات والأطباء في باكستان سنوياً ويزداد ميل الناس نحو التعليم. إن باكستان واحدة من أهم الدول الثلاثة في آسيا فيما يتعلق بذكاء.
المهندسون الباكستانيون والأطباء والعلماء قد يعملون في المؤسسات ذات السمعة الطيبة للعالم على مناصب هامة جداً ولكن هناك لا يوجد أحد من يفهّم هؤلاء اليابانيين حول الجوانب الإيجابية لباكستان. ولكن الملصقات فيما يجلس بعض الأطفال دون ملابس ويأكلون أخبازاً جافة جمعاً من القمامة والسيارة التي تقسم طعاماً في المناطق الفقيرة ويشغل مئات الأطفال الجياع الباكستانيين ورائها‘ تظهر في العروض التقديمية. أشرطة الفيديوهات لهذه المحنة قد تظهر على قنوات مختلفة للتلفزيون. أحد أصدقائنا قد ذهب إلى مكتب إحدى المنظمات غير الحكومية. كان مبني رائعا حيث تم تثبيته بعلَمي باكستان ويابان عند الباب. في ذلك اليوم‘ قد جرى معرض في مكتب هذه المنظمة وربما كان ينظّم هذا المعرض فيما يتعلق بباكستان. وعدد كاف من المواطنين اليابانيين كانوا حاضرين لمشاهدة هذا المعرض الصوريّ في ذلك الوقت وقُدّمت باكستان لهم من خلال هذه الصور المؤلمة. يمكن رؤية الدموع في عيون عديدة من السيدات اليابانيات اللواتي كنّ يساعدن المعونة الوسمة إلى المنظمة المذكورة قادمات. ومع ذلك‘ لم يصيّد نظر صديقنا إلا الشخص في الجزء الأخير للقاعة الذي كان رئيساً لجميع هذه الحملة أي رئيس هذه المنظمة غير الحكومية. أنه لم يفهم أيثني على شخصيته أو يشكوإليه ببيع فقر بلاده وشعبه في اليابان.مع ذلك قدّم صديقه الذي أتى به هنا لهذا الشخص الياباني. وقدّم العرض التقديميّ عن مساعدة الأطفال الباكستانين. وقد رد رئيس المنظمة اليابانية في الإستعلام منه أنّه يدير الحملة عن الفقر في باكستان خاصة عدم توفر التعليم والضروريات الأساسية للحياة للأطفال والإستغلال معهم على شبكة الإنترنت وبمساعدة العاملين في اليابان. بعد ذلك‘ نتلقى الأموال النقدية‘ والملابس القديمة وغيرها من السلع ليس فقط من الحكومة بل من جميع أنحاء اليابان مما ننفقها على الأطفال الفقراء بمساعدة ممثلينا في باكستان. السؤال التالي لصديقي قد أذهل ممدوحاً شيئاً وتطلّع صديقي تقلّباً أيضاً ولكن على الرغم من إسقاط سؤاله‘ أنه كرّر ذلك مرة أخرى "كم نسبة من الدخل الإجتماعي ينفق على هؤلاء الأطفال الفقراء من باكستان". أخيراً‘ رئيس هذه المنظمة قد أبلغ أنه مهما يكن الدخل‘بعد إقتطاع مجموع النفقات التي تُنفق في اليابان منه‘ الباقي يرسل إلى باكستان. طلب صديقي منه تفاصيل المصروفات الآن‘ بعد ردّه قد غرق صديقي في بحر الإستغراب. وهناك اثنا عشر موظفاً من ثلاثة آلاف دولار إلى ستة آلآف دولار‘ وإيجار مكتب هو أربعة آلاف دولار والنفقات الأخرى أيضاً في الآلاف من الدولارات. قد يسافر الموصوف في درجة رجال الأعمال من الإيرادات لهؤلاء الأطفال الفقراء ويتمّ الإرسال فقط خمسة إلى عشرة في المئة من هذه الأموال إلى باكستان لكفالتهم‘ ومن ثم يتمّ قضاؤها من نصفها على أعضاء المنظمات في باكستان ويقضون بقيتها على هؤلاء الأطفال. كان صديقي قلقاً جداً لأنه كان يبيع أعضاء المنظمات شرف بلادنا وفقر هؤلاء الأطفال الأبرياء على أسعارٍ عالية ويعيشون الحياة الفاخرة من هذا الدخل. مازال الفقر لبلدنا والأطفال على هذا النحو وأصبحنا متسولين والمتطرفين في أعين ملايين اليابانيين. رأي صديقي رئيس المنظمة جالساً أمامه بنظرٍ مشتك الذي كان يسترق نظره منه الآن.
ألطاف موتي، كراتشي، باكستان
altafmoti@gmail.com