"غَــــــــزَّة "
آلام ومصائب ، صيحات الأطفال وصرخات النساء، من جديد في أرض فلسطين المباركة ، في ساعات رمضان السعيدة المعطرة ،إن اليهود والصهاينة يُمطرون القنابل وأدوات القتل والدمار على غزة وماجاورها من المناطق ، زاد العدد في الأيام الثلاثة على مأة شهيد ، ومآت الجرحى والمنكوبين، وقد دُمّرت المنازل والمرابع حتى المستشفيات تدميراً هائلاً، فرئيس دولة فلسطين محمود عباس وزعيم حماس إسماعيل هنية يستغيثان الأمة الإسلامية، لكن لا من مجيب،لأن الأمة بنفسها في جراحات وإهلاك وتدمير داخلياً وخارجياً، فمن يغيثهم؟ومن يجيبهم؟ومن يساعدهم؟
باكستان والعراق وأفغانستان وشيشان والقرم والشام واليمن وصوماليا و أفريقيا الوسطى حتى مصر وسودان وليبيا كلها تنزف دماءً، ودول الخليج محاطة بمؤامرات الأعداء ومخططات المنافقين، فهي كلها في اضطراب.
المشكلة أن الزعامة والقيادة فُقدت في العالم الإسلامي، فكل حزب استقل برأيه وفكره وقيادته المنحصرة فيه ،فالسعودية تفهم الأموروتعرف لعبة الأعداء الاستعماريين،لكن المشكلة أن الروافض تغلغلوا في الأمة، فهم ينتقدون قيادة السعودية مركز الحرمين الشريفين، والجماعات التى تنتسب إلى الإسلام كإيدلوجيا أولاً والدين ثانياً، مثل الإخوان والجماعة الإسلامية وأشباهها يخالفون الملوك العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية الشقيقة وينشرون أفكاراً مضادةً لها في المسلمين، ويؤيدهم في ذلك أهل ندوة العلماء وأهل البدع والخرافات في شبه القارة الهندية، وهم لايعرفون أن هناك مخططا ت لتقسيم الإسلام من جديد بعد تقسيمٍ سني شيعي إلى إسلامٍ ديني وإسلام نظامي أو فكري أو إيديولوجي ،وهذا التقسيم الأخير أخطر من الأول وهو من أكبر الدواهي والمصائب للإسلام والمسلمين .
ألا ترون أن حماس المنتمية إلى الإخوان قد جعلوا غزة كدولة مستقلة من الضفة الغربية في عهد مرسى كتقسيم لخريطة فلسطين من جديد إلى فلسطين الضفة الغربية وفلسطين غزة، بعد تقسيمها إلى فلسطين وإسرائيل. فلا ندري اليوم أن المصائب التي أصابت وتصيب الإخوة الأشقاءالفلسطينيين، أهي أساساً من الأعداء أم نحن نتسبب في جرّها إلينا لأجل انقساماتنا وتقسيماتنا وتحليلاتنا الخاطئة للأمور والشؤن البينية والعالمية .
أما آن لنا أن نتوحّد ونجمع شملنا ونترك خلافاتنا واختلافاتنا في هذا الزمن العصيب الحالك، وأن يعرف كل منا مستواه، ليفوّض الأمور إلى أهلها من تحتها إلى أعلاه، ويُذعن للأهل، وينقاد له، أم لانزال نستبدّ هكذا بآرائنا وانتماءاتنا وتفرقاتنا حتى نتفانى؟
اللهم ارحم.