القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 79456
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ / وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا
وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا / وَلَم يَترُكِ الدَهرُ مِنهُم عَميدا
فَيا دَهرُ قَدكَ فَأَسجِح بِنا / فَلَسنا بِصَخرٍ وَلَسنا حَديدا
لَيسَ طَعمي طَعمَ الأَرانِبِ إِذ قَل
لَيسَ طَعمي طَعمَ الأَرانِبِ إِذ قَل / لَصَ دَرُّ اللِقاحِ في الصِنَبرِ
وَرَأَيتَ الإِماءَ كَالجِعثِنِ البا / لي عُكوفاً عَلى قُرارَةِ قِدرِ
وَرَأَيتَ الدُخانَ كَالرَدَغِ الأَص / حَمِ يَنباعُ مِن وَراءِ السِترِ
حاضِرٌ شَرُّكُم وَخَيرُكُمُ دَرُّ / خَروسٍ مِنَ الأَرانِبِ بِكرِ
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا / أَزِمَ الشِتاءُ وَدوخِلَت حُجَرُه
وَدَنا وَدونِيَتِ البُيوتُ لَهُ / وَثَنى فَثَنّى رَبيعَهُ قَدَرُه
وَضَعَ المَنيحَ وَكانَ حَظَّهُمُ / في المُنقِياتِ يُقيمُها يُسُرُه
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً / فَسيطٌ لَدى الأُفُقِ مِن خِنصِرِ
فَلَو أَنَّ شَيئاً فائِتَ المَوتِ أَحرَزَت
فَلَو أَنَّ شَيئاً فائِتَ المَوتِ أَحرَزَت / عَمايَةُ إِذ راحَ الأَرَحُّ الموقِفُ
سَما طَرفُهُ وَاِبيَضَّ حَتّى كَأَنَّهُ / خَصِيٌّ جَفَّت عِندَ الرَحائِلِ أَكلُفُ
وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت
وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت / عَلى الأَصلِ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ / قَمَعتُ فَصاروا لِئاماً ذِلالا
قَد كانَ مَن غَسّانَ قَبلَكَ أَم
قَد كانَ مَن غَسّانَ قَبلَكَ أَم / لاكٌ وَمِن نَصرٍ ذَوو نِعَمِ
فَتَتَوَّجوا مُلكاً لَهُم هِمَمٌ / فَفَنوا فِناءَ أَوائِلِ الأُمَمِ
لا تَحسَبُنَّ الدَهرَ مُخلِدَكُم / أَو دائِماً لَكُمُ وَلَم يَدُمِ
لَو دامَ لِتُبَّعٍ وَذَوي ال / أَصناعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا / عِلاوَتَهُ يَومَ العَروبَةِ بِالدَمِ
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا / رُحنَ عَلى بَغضائِهِ وَاِغتَدَينَ
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى / فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامي
فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها / وَلَكِنَّما أَرمي بِغَيرِ سِهامِ
عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا / أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
إِن يَمسَ في خَفضِ عيشَةٍ فَلَقَد / أَخنى عَلى الوَجهِ طولَ ما سَلَما
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى / كَأَنَّ قُرونَ جَلَّتها عَصِيُ
إِذا ما قامَ حالِبُها أَرنَت / كَأَنَّها الحَيُّ صَبَحَهم نَعيُ
فَتَملَأُ بَيتَنا أَقطاً وَسَمنا / وَحَسبُكَ مِن غِنى شَبعٌ وَرِيُ
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا / وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما / نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَرا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا / مَن كانَ مِن كِندَةَ أَو وائِلِ
وَالحَيُّ عِندَ القَيسِ حَيثُ اِنتَووا / مَن سَعفِ البَحرَينِ وَالساحِلِ
إِنّا وَإِيّاهُمُ وَما بَينَنا / كَمَوضِعِ الزَورِ مِنَ الكاهِلِ
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى / قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا / لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
أَأُمامُ غَيَّرَني وَأَنتِ غَريرَةٌ / حاجاتُ ذي أَرَبٍ وَهَمٌّ كَالجَوى
قالَت أُمامَةُ ما لِجَهلِكَ ما لَهُ / كَيفَ الصَبابَةُ بَعدَ ما ذَهَبَ الصِبا
وَرَأَت أُمامَةُ في العِظامِ تَحَنِّياً / بَعدَ استِقامَتِها وَقَصراً في الخُطا
وَرَأَت بِلِحيَتِهِ خِضاباً راعَها / وَالوَيلُ لِلفَتَياتِ مِن خَضبِ اللِحى
وَتَقولُ إِنّي قَد لَقيتُ بَلِيَّةً / مِن مَسحِ عَينِكَ ما يَزالُ بِها قَذى
لَولا اِبنُ عائِشَةَ المُبارَكُ سَيبُهُ / أَبكى بَنِيَّ وَأُمَّهُم طولُ الطَوى
إِنَّ الرُصافَةَ مَنزِلٌ لِخَليفَةٍ / جَمَعَ المَكارِمَ وَالعَزائِمَ وَالتُقى
ما كانَ جُرَّبَ عِندَ مَدِّ حِبالِكُم / ضَعفُ المُتونِ وَلا اِنفِصامٌ في العُرى
ما إِن تَرَكتَ مِنَ البِلادِ مَضِلَّةً / إِلّا رَفَعتَ بِها مَناراً لِلهُدى
أُعطيتَ عافِيَةً وَنَصراً عاجِلاً / آمينَ ثُمَّ وُقيتَ أَسبابَ الرَدى
أَلحَمدُ لِلّاهِ الَّذي أَعطاكُمُ / حُسنَ الصَنائِعِ وَالدَسائِعِ وَالعُلى
يا اِبنَ الخَضارِمِ لا يَعيبُ جُباكُمُ / صِغرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجَبا
لا تَجفُوَنَّ بَني تَميمٍ إِنَّهُم / تابوا النَصوحَ وَراجَعوا حُسنَ الهُدى
مَن كانَ يَمرَضُ قَلبُهُ مِن ريبَةٍ / خافوا عِقابَكَ وَاِنتَهى أَهلُ النُهى
وَاِذكُر قَرابَةَ قَومِ بَرَّةَ مِنكُمُ / فَالرِحمُ طالِبَةٌ وَتَرضى بِالرِضا
سَوَّستَ مُجتَمَعَ الأَباطِحِ كُلِّها / وَنَزَلتَ مِن جَبَلَي قُرَيشٍ في الذُرى
أَخَذوا وَثائِقَ أَمرِهِم بِعَزائِمٍ / لِلعالَمينَ وَلا تَرى أَمراً سُدى
يا اِبنَ الحُماةِ فَما يُرامُ حِماهُمُ / وَالسابِقينَ بِكُلِّ حَمدٍ يُشتَرى
ما زِلتُ مُعتَصِماً بِحَبلٍ مِنكُمُ / مَن حَلَّ نُجوَتَكُم بِأَسبابٍ نَجا
وَإِذا ذَكَرتُكُمُ شَدَدتُم قُوَّتي / وَإِذا نَزَلتُ بِغَيثِكُم كانَ الحَيا
فَلَأَشكُرَنَّ بَلاءَ قَومٍ ثَبَّتوا / قَصَبَ الجَناحِ وَأَنبَتوا ريشَ الغِنا
مَلَكوا البِلادَ فَسُخِّرَت أَنهارُها / في غَيرِ مَظلِمَةٍ وَلا تَبَعِ الرَيا
أوتيتَ مِن جَذبِ الفُراتِ جَوارِياً / مِنها الهَنِيُّ وَسائِحٌ في قَرقَرى
وَالمَجدُ لِلزَندِ الَّذي أَورَيتُمُ / بَحرٌ يَمُدُّ عُبابُهُ جوفَ القِنى
سيروا إِلى البَلَدِ المُبارَكِ فَاِنزِلوا / وَخُذوا مَنازِلَكُم مِنَ الغَيثِ الحَيا
سيروا إِلى اِبنِ أُرومَةٍ عادِيَّةٍ / وَاِبنِ الفُروعِ يَمُدُّها طيبُ الثَرى
سيروا فَقَد جَرَتِ الأَيامِنُ فَاِنزِلوا / بابَ الرُصافَةِ تَحمَدوا غَبَّ السُرى
سِرنا إِلَيكَ مِنَ المَلا عيدِيَّةً / يَخبِطنَ في سُرُحِ النِعالِ عَلى الوَجى
تَدمى مَناسِمُها وَهُنَّ نَواصِلٌ / مِن كُلِّ ناجِيَةٍ وَنِقضٍ مُرتَضى
كَلَّفتُ لاحِقَةَ النَميلِ خَوامِساً / غُبرَ المَخارِمِ وَهيَ خاشِعَةُ الصُوى
نَرمي الغُرابَ إِذا رَأى بِرِكابِنا / جُلَبَ الصِفاحِ وَدامِياتٍ بِالكُلى
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ / لِطولِ تَبايُنٍ جَرَتِ الظِباءُ
فَمِنهُم مَن يَقولُ نَوىً قَذوفٌ / وَمِنهُم مَن يَقولُ هُوَ الجَلاءُ
أَحِنُّ إِذا نَظَرتُ إِلى سُهَيلٍ / وَعِندَ اليَأسِ يَنقَطِعُ الرَجاءُ
يَلوحُ كَأَنَّهُ لَهَقٌ شَبوبٌ / أَشَذَّتهُ عَنِ البَقَرِ الضِراءُ
وَبانوا ثُمَّ قيلَ أَلا تَعَزّى / وَأَنّى يَومَ واقِصَةَ العَزاءُ
سَنَذكُرُكُم وَلَيسَ إِذا ذُكِرتُم / بِنا صَبرٌ فَهَل لَكُمُ لِقاءُ
وَكَم قَطَعَ القَرينَةَ مِن قَرينٍ / إِذا اِختَلَفا وَفي القَرنِ اِلتِواءُ
فَماذا تَنظُرونَ بِها وَفيكُم / جُسورٌ بِالعَظائِمِ وَاِعتِلاءُ
إِلى عَبدِ العَزيزِ سَمَت عُيونُ ال / رَعِيَّةِ إِن تُخُيِّرَتِ الرِعاءُ
إِلَيهِ دَعَت دَواعيهِ إِذا ما / عِمادُ المُلكِ خَرَّت وَالسَماءُ
وَقالَ أولوا الحُكومَةِ مِن قُرَيشٍ / عَلَينا البَيعُ إِذ بَلَغَ الغَلاءُ
رَأوا عَبدَ العَزيزِ وَلِيَّ عَهدٍ / وَما ظَلَموا بِذاكَ وَلا أَساؤوا
فَزَحلِفها بِأَزفُلِها إِلَيهِ / أَميرَ المُؤمِنينَ إِذا تَشاءُ
فَإِنَّ الناسَ قَد مَدّوا إِلَيهِ / أَكُفَّهُم وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ
وَلَو قَد بايَعوكَ وَلِيَّ عَهدٍ / لَقامَ القِسطُ وَاِعتَدَلَ البِناءُ
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم / فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ
بَكَرَ الأَميرُ لِغُربَةٍ وَتَنائي
بَكَرَ الأَميرُ لِغُربَةٍ وَتَنائي / فَلَقَد نَسيتُ بِرامَتَينِ عَزائي
إِنَّ الأَميرَ بِذي طُلوحٍ لَم يُبَل / صَدعَ الفُؤادِ وَزَفرَةَ الصُعَداءِ
قَلبي حَياتي بِالحِسانِ مُكَلَّفٌ / وَيُحِبُّهُنَّ صَدايَ في الأَصداءِ
إِنّي وَجَدتُ بِهِنَّ وَجدَ مُرَقِّشٍ / ما بَعضُ حاجَتِهِنَّ غَيرُ عَناءِ
وَلَقَد وَجَدتُ وِصالَهُنَّ تَخَلُّباً / كَالظِلِّ حينَ يَفيءُ لِلأَفياءِ
بِالأَعزَلَينِ عَرَفتُ مِنها مَنزِلاً / وَمَنازِلاً بِقُشاوَةِ الخَرجاءِ
أَقري الهُمومَ إِذا سَرَت عيدِيَّةٍ / يُرحَلنَ حَيثُ مَواضِعُ الأَحناءِ
وَإِذا بَدا عَلَمُ الفَلاةِ طَلَبنَهُ / عَمِقُ الفِجاجِ مُنَطَّقٌ بِعَماءِ
يَردُدنَ إِذ لَحِقَ الثَمايِلَ مَرَّةً / وَيَخِدنَ وَخدَ زَمائِمِ الحِزباءِ
داوَيتَ بِالقَطِرانِ عَرَّ جُلودِهِم / حَتّى بَرَأنَ وَكُنَّ غَيرَ بِراءِ
قَرَّنتُهُم فَتَقَطَّعَت أَنفاسُهُم / وَيُبَصبِصونَ إِذا رَفَعتُ حُدائي
وَالمُجرِمونَ إِذا أَرَدتَ عِقابَهُم / بارَزتَهُم وَتَرَكتَ كُلَّ ضَراءِ
خَزِيَ الفَرَزدَقُ وَالأُخَيطِلُ قَبلَهُ / وَالبارِقِيُّ وَراكِبُ القَصواءِ
وَلَأَعوَرَي نَبهانَ كَأسٌ مُرَّةٌ / وَلِتَيمِ بَرزَةَ قَد قَضَيتُ قَضائي
وَلَقَد تَرَكتُ أَباكَ يا اِبنَ مُسَحَّبٍ / حَطِمَ القَوائِمِ دامِيَ السيساءِ
وَالمُستَنيرَ أَجيرَ بَرزَةَ عائِذاً / أَمسى بِأَلأَمِ مَنزِلِ الأَحياءِ
وَبَنو البَعيثِ ذَكَرتُ حُمرَةَ أُمِّهِم / فَشَفَيتُ نَفسي مِن بَني الحَمراءِ
فَسَلِ الَّذينَ قَذَفتُ كَيفَ وَجَدتُمُ / بُعدَ المَدى وَتَقاذُفَ الأَرجاءِ
فَاِركُض قُفَيرَةَ يا فَرَزدَقُ جاهِداً / وَاِسأَل قُفَيرَةَ كَيفَ كانَ جِرائي
وُجِدَت قُفَيرَةَ لا تَجوزُ سِهامُها / في المُسلِمينَ لَئيمَةَ الآباءِ
عَبدُ العَزيزِ هُوَ الأَغَرُّ نَما بِهِ / عيصٌ تَفَرَّعَ مُعظَمَ البَطحاءِ
فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَةِ كُلِّها / وَالأَبطَحُ الغَربِيُّ عِندَ حِراءِ
أَنجَحتَ حاجَتَنا الَّتي جِئنا لَها / وَكَفَيتَ حاجَةَ مَن تَرَكتُ وَرائي
لَحَفَ الدَخيلُ قَطائِفاً وَمَطارِفاً / وَقَرى السَديفَ عَشِيَّةَ العُرواءِ
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا / وَعَنّى طِلابُ الغانِياتِ وَشَيِّبا
وَأَجمَعنَ مِنكَ النَفرَ مِن غَيرِ ريبَةٍ / كَما ذَعَرَ الرامي بِفَيحانَ رَبرَبا
عَجِبتُ لِما يَفري الهَوى يَومَ مَنعِجٍ / وَيَوماً بِأَعلى عاقِلٍ كانَ أَعجَبا
وَأَحبَبتُ أَهلَ الغَورِ مِن حُبِّ ذي فَناً / وَأَحبَبتُ سُلمانَينَ مِن حُبِّ زَينَبا
يُحَيّونَ هِنداً وَالحِجابانِ دونَها / بِنَفسِيَ أَهلٌ أَن تُحَيّا وَتُحجَبا
تَذَكَّرتَ وَالذِكرى تَهيجُكَ وَاِعتَرى / خَيالٌ بِمَوماةٍ حَراجيجَ لُغَّبا
لَئِن سَكَنَت تَيمٌ زَماناً بِغِرَّةٍ / لَقَد حُدِيَت تَيمٌ حُداءً عَصَبصَبا
لَقَد مَدَّني عَمروٌ وَزَيدٌ مِنَ الثَرى / بِأَكثَرَ مِمّا عِندَ تَيمٍ وَأَطيَبا
إِذا اِعتَرَكَ الأَورادُ يا تَيمُ لَم تَجِد / عِناجاً وَلا حَبلاً بِدَلوِكَ مُكرَبا
وَأَعلَقتُ أَقراني بِتَيمٍ لَقَد لَقوا / قَطوعاً لِأَعناقِ القَرائِنِ مِجذَبا
وَلَو غَضِبَت يا تَيمُ أَو زُيِّلَ الحَصا / عَلَيكَ تَميمٌ لَم تَجِد لَكَ مَغضَبا
وَما تَعرِفونَ الشَمسَ إِلّا لِغَيرِكُم / وَلا مِن مُنيراتِ الكَواكِبِ كَوكَبا
فَإِنَّ لَنا عَمراً وَسَعداً عَلَيكُمُ / وَقَمقامَ زَيدٍ وَالصَريحَ المُهَذَّبا
سَأُثني عَلى تَيمٍ بِما لا يَسُرُّها / إِذا أَركُبٌ وافَوا بِنَعمانَ أَركُبا
فَإِنَّكَ لَو ضَمَّتكَ ياتَيمُ ضَمَّةً / مَناكِبُ زَيدٍ لَم تُرِد أَن تَوَثَّبا
فَوَدَّت نِساءُ الدارِمِيِّنَ لَو تَرى / عُتَيبَةَ أَو عايَنَّ في الخَيلِ قَعنَبا
أَزَيدَ بنَ عَبدِ اللَهِ هَلّا مَنَعتُمُ / أُمامَةَ يَومَ الحارِثِيِّ وَزَينَبا
أَخَيلُكَ أَم خَيلي تَدارَكنَ هانِئً / يُثِرنَ عَجاجاً بِالغَبيطَينِ أَصهَبا
فَهَل جَدعُ تَيمٍ لا أَبالَكَ زاجِرٌ / كَنانَةَ أَو ناهٍ زُهَيراً وَتَولَبا
فَلا يَضغَمَنَّ اللَيثُ عُكلاً بِغِرَّةٍ / وَعُكلٌ يَشِمّونَ الفَريسَ المُنَيَّبا
وَأُخبِرتُ تَيماً نادِمينَ فَسَرَّني / مَلامَةُ تَيمٍ أَمرَها المُتَعَقَّبا
سَإِمتُ مِنَ المُواصَلَةِ العِتابا
سَإِمتُ مِنَ المُواصَلَةِ العِتابا / وَأَمسى الشَيبُ قَد وَرِثَ الشَبابا
غَدَت هوجُ الرِياحِ مُبَشِّراتٍ / إِلى بَينٍ نَزَلتِ بِهِ السَحابا
لَقَد أَقرَرتِ غَيبَتَنا لِواشٍ / وَكُنّا لا نُقِرُّ لَكَ اِغتِيابا
أَناةٌ لا النَمومُ لَها خَدينٌ / وَلا تُهدي لِجارَتِها السَبابا
تَطيبُ الأَرضُ إِن نَزَلَت بِأَرضٍ / وَتُسقى حينَ تَنزِلُها الرَبابا
كَأَنَّ المِسكَ خالَطَ طَعمَ فيها / بِماءِ المُزنِ يَطَّرِدُ الحَبابا
أَلا تَجزينَني وَهُمومُ نَفسي / بِذِكرِكِ قَد أُطيلُ لَها اِكتِئابا
سُقيتُ الغَيثَ حَيثُ نَئيتِ عَنّا / فَما نَهوى لِغَيرِكُمُ سِقابا
أَهَذا البُخلُ زادَكِ نَأيَ دارٍ / فَلَيتَ الحُبَّ زادَكُمُ اِقتِرابا
لَقَد نامَ الخَلِيُّ وَطالَ لَيلي / بِحُبِّكَ ما أَبيتُ لَهُ اِنتِحابا
أَرى الهِجرانَ يُحدِثُ كُلَّ يَومٍ / لِقَلبي حينَ أَهجُرُكُم عِتابا
وَكائِن بِالأَباطِحِ مِن صَديقٍ / يَراني لَو أُصِبتُ هُوَ المُصابا
وَمَسرورٍ بِأَوبَتِنا إِلَيهِ / وَآزِرَ لا يُحِبُّ لَنا إِيابا
دَعا الحَجّاجُ مِثلَ دُعاءِ نوحٍ / فَأَسمَعَ ذا المَعارِجِ فَاِستَجابا
صَبَرتَ النَفسَ يا اِبنَ أَبي عَقيلٍ / مُحافَظَةً فَكَيفَ تَرى الثَوابا
وَلَو لَم يَرضَ رَبُّكَ لَم يُنَزِّل / مَعَ النَصرِ المَلائِكَةَ الغِضابا
إِذا سَعَرَ الخَليفَةُ نارَ حَربِن / رَأى الحَجّاجَ أَثقَبَها شِهابا
تَرى نَصرَ الإِمامِ عَلَيكَ حَقّاً / إِذا لَبَسوا بِدينِهِمِ اِرتِيابا
تَشُدُّ فَلا تُكَذِّبُ يَومَ زَحفٍ / إِذا الغَمَراتُ زَعزَعَتِ العُقابا
عَفاريتُ العِراقِ شَفيتَ مِنهُم / فَأَمسَوا خاضِعينَ لَكَ الرِقابا
وَقالوا لَن يُجامِعَنا أَميرٌ / أَقامَ الحَدَّ وَاِتَّبعَ الكِتابا
إِذا أَخَذوا وَكَيدُهُمُ ضَعيفٌ / بِبابٍ يَمكِرونَ فَتَحتَ بابا
وَأَشمَطَ قَد تَرَدَّدَ في عَماهُ / جَعَلتَ لِشَيبِ لِحيَتِهِ خِضابا
إِذا عَلِقَت حِبالُكَ حَبلَ عاصٍ / رَأى العاصي مِنَ الأَجَلَ اِقتِرابا
بِأَنَّ السَيفَ لَيسَ لَهُ مَرَدٌّ / إِذا أَفرى عَنِ الرِّئَةِ الحِجابا
كَأَنَّكَ قَد رَأَيتَ مُقَدِّماتٍ / بِصينِ اِستانَ قَد رَفَعوا القِبابا
جَعَلتَ لِكُلِّ مُحتَرَسٍ مَخوفٍ / صُفوفاً دارِعينَ بِهِ وَغابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025