المجموع : 79456
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ / وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا
وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا / وَلَم يَترُكِ الدَهرُ مِنهُم عَميدا
فَيا دَهرُ قَدكَ فَأَسجِح بِنا / فَلَسنا بِصَخرٍ وَلَسنا حَديدا
لَيسَ طَعمي طَعمَ الأَرانِبِ إِذ قَل
لَيسَ طَعمي طَعمَ الأَرانِبِ إِذ قَل / لَصَ دَرُّ اللِقاحِ في الصِنَبرِ
وَرَأَيتَ الإِماءَ كَالجِعثِنِ البا / لي عُكوفاً عَلى قُرارَةِ قِدرِ
وَرَأَيتَ الدُخانَ كَالرَدَغِ الأَص / حَمِ يَنباعُ مِن وَراءِ السِترِ
حاضِرٌ شَرُّكُم وَخَيرُكُمُ دَرُّ / خَروسٍ مِنَ الأَرانِبِ بِكرِ
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا / أَزِمَ الشِتاءُ وَدوخِلَت حُجَرُه
وَدَنا وَدونِيَتِ البُيوتُ لَهُ / وَثَنى فَثَنّى رَبيعَهُ قَدَرُه
وَضَعَ المَنيحَ وَكانَ حَظَّهُمُ / في المُنقِياتِ يُقيمُها يُسُرُه
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً
كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً / فَسيطٌ لَدى الأُفُقِ مِن خِنصِرِ
فَلَو أَنَّ شَيئاً فائِتَ المَوتِ أَحرَزَت
فَلَو أَنَّ شَيئاً فائِتَ المَوتِ أَحرَزَت / عَمايَةُ إِذ راحَ الأَرَحُّ الموقِفُ
سَما طَرفُهُ وَاِبيَضَّ حَتّى كَأَنَّهُ / خَصِيٌّ جَفَّت عِندَ الرَحائِلِ أَكلُفُ
وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت
وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت / عَلى الأَصلِ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ / قَمَعتُ فَصاروا لِئاماً ذِلالا
قَد كانَ مَن غَسّانَ قَبلَكَ أَم
قَد كانَ مَن غَسّانَ قَبلَكَ أَم / لاكٌ وَمِن نَصرٍ ذَوو نِعَمِ
فَتَتَوَّجوا مُلكاً لَهُم هِمَمٌ / فَفَنوا فِناءَ أَوائِلِ الأُمَمِ
لا تَحسَبُنَّ الدَهرَ مُخلِدَكُم / أَو دائِماً لَكُمُ وَلَم يَدُمِ
لَو دامَ لِتُبَّعٍ وَذَوي ال / أَصناعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا / عِلاوَتَهُ يَومَ العَروبَةِ بِالدَمِ
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا / رُحنَ عَلى بَغضائِهِ وَاِغتَدَينَ
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى / فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامي
فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها / وَلَكِنَّما أَرمي بِغَيرِ سِهامِ
عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا / أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
إِن يَمسَ في خَفضِ عيشَةٍ فَلَقَد / أَخنى عَلى الوَجهِ طولَ ما سَلَما
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى / كَأَنَّ قُرونَ جَلَّتها عَصِيُ
إِذا ما قامَ حالِبُها أَرنَت / كَأَنَّها الحَيُّ صَبَحَهم نَعيُ
فَتَملَأُ بَيتَنا أَقطاً وَسَمنا / وَحَسبُكَ مِن غِنى شَبعٌ وَرِيُ
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا / وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما / نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَرا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا / مَن كانَ مِن كِندَةَ أَو وائِلِ
وَالحَيُّ عِندَ القَيسِ حَيثُ اِنتَووا / مَن سَعفِ البَحرَينِ وَالساحِلِ
إِنّا وَإِيّاهُمُ وَما بَينَنا / كَمَوضِعِ الزَورِ مِنَ الكاهِلِ
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى / قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا / لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
أَأُمامُ غَيَّرَني وَأَنتِ غَريرَةٌ / حاجاتُ ذي أَرَبٍ وَهَمٌّ كَالجَوى
قالَت أُمامَةُ ما لِجَهلِكَ ما لَهُ / كَيفَ الصَبابَةُ بَعدَ ما ذَهَبَ الصِبا
وَرَأَت أُمامَةُ في العِظامِ تَحَنِّياً / بَعدَ استِقامَتِها وَقَصراً في الخُطا
وَرَأَت بِلِحيَتِهِ خِضاباً راعَها / وَالوَيلُ لِلفَتَياتِ مِن خَضبِ اللِحى
وَتَقولُ إِنّي قَد لَقيتُ بَلِيَّةً / مِن مَسحِ عَينِكَ ما يَزالُ بِها قَذى
لَولا اِبنُ عائِشَةَ المُبارَكُ سَيبُهُ / أَبكى بَنِيَّ وَأُمَّهُم طولُ الطَوى
إِنَّ الرُصافَةَ مَنزِلٌ لِخَليفَةٍ / جَمَعَ المَكارِمَ وَالعَزائِمَ وَالتُقى
ما كانَ جُرَّبَ عِندَ مَدِّ حِبالِكُم / ضَعفُ المُتونِ وَلا اِنفِصامٌ في العُرى
ما إِن تَرَكتَ مِنَ البِلادِ مَضِلَّةً / إِلّا رَفَعتَ بِها مَناراً لِلهُدى
أُعطيتَ عافِيَةً وَنَصراً عاجِلاً / آمينَ ثُمَّ وُقيتَ أَسبابَ الرَدى
أَلحَمدُ لِلّاهِ الَّذي أَعطاكُمُ / حُسنَ الصَنائِعِ وَالدَسائِعِ وَالعُلى
يا اِبنَ الخَضارِمِ لا يَعيبُ جُباكُمُ / صِغرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجَبا
لا تَجفُوَنَّ بَني تَميمٍ إِنَّهُم / تابوا النَصوحَ وَراجَعوا حُسنَ الهُدى
مَن كانَ يَمرَضُ قَلبُهُ مِن ريبَةٍ / خافوا عِقابَكَ وَاِنتَهى أَهلُ النُهى
وَاِذكُر قَرابَةَ قَومِ بَرَّةَ مِنكُمُ / فَالرِحمُ طالِبَةٌ وَتَرضى بِالرِضا
سَوَّستَ مُجتَمَعَ الأَباطِحِ كُلِّها / وَنَزَلتَ مِن جَبَلَي قُرَيشٍ في الذُرى
أَخَذوا وَثائِقَ أَمرِهِم بِعَزائِمٍ / لِلعالَمينَ وَلا تَرى أَمراً سُدى
يا اِبنَ الحُماةِ فَما يُرامُ حِماهُمُ / وَالسابِقينَ بِكُلِّ حَمدٍ يُشتَرى
ما زِلتُ مُعتَصِماً بِحَبلٍ مِنكُمُ / مَن حَلَّ نُجوَتَكُم بِأَسبابٍ نَجا
وَإِذا ذَكَرتُكُمُ شَدَدتُم قُوَّتي / وَإِذا نَزَلتُ بِغَيثِكُم كانَ الحَيا
فَلَأَشكُرَنَّ بَلاءَ قَومٍ ثَبَّتوا / قَصَبَ الجَناحِ وَأَنبَتوا ريشَ الغِنا
مَلَكوا البِلادَ فَسُخِّرَت أَنهارُها / في غَيرِ مَظلِمَةٍ وَلا تَبَعِ الرَيا
أوتيتَ مِن جَذبِ الفُراتِ جَوارِياً / مِنها الهَنِيُّ وَسائِحٌ في قَرقَرى
وَالمَجدُ لِلزَندِ الَّذي أَورَيتُمُ / بَحرٌ يَمُدُّ عُبابُهُ جوفَ القِنى
سيروا إِلى البَلَدِ المُبارَكِ فَاِنزِلوا / وَخُذوا مَنازِلَكُم مِنَ الغَيثِ الحَيا
سيروا إِلى اِبنِ أُرومَةٍ عادِيَّةٍ / وَاِبنِ الفُروعِ يَمُدُّها طيبُ الثَرى
سيروا فَقَد جَرَتِ الأَيامِنُ فَاِنزِلوا / بابَ الرُصافَةِ تَحمَدوا غَبَّ السُرى
سِرنا إِلَيكَ مِنَ المَلا عيدِيَّةً / يَخبِطنَ في سُرُحِ النِعالِ عَلى الوَجى
تَدمى مَناسِمُها وَهُنَّ نَواصِلٌ / مِن كُلِّ ناجِيَةٍ وَنِقضٍ مُرتَضى
كَلَّفتُ لاحِقَةَ النَميلِ خَوامِساً / غُبرَ المَخارِمِ وَهيَ خاشِعَةُ الصُوى
نَرمي الغُرابَ إِذا رَأى بِرِكابِنا / جُلَبَ الصِفاحِ وَدامِياتٍ بِالكُلى
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ / لِطولِ تَبايُنٍ جَرَتِ الظِباءُ
فَمِنهُم مَن يَقولُ نَوىً قَذوفٌ / وَمِنهُم مَن يَقولُ هُوَ الجَلاءُ
أَحِنُّ إِذا نَظَرتُ إِلى سُهَيلٍ / وَعِندَ اليَأسِ يَنقَطِعُ الرَجاءُ
يَلوحُ كَأَنَّهُ لَهَقٌ شَبوبٌ / أَشَذَّتهُ عَنِ البَقَرِ الضِراءُ
وَبانوا ثُمَّ قيلَ أَلا تَعَزّى / وَأَنّى يَومَ واقِصَةَ العَزاءُ
سَنَذكُرُكُم وَلَيسَ إِذا ذُكِرتُم / بِنا صَبرٌ فَهَل لَكُمُ لِقاءُ
وَكَم قَطَعَ القَرينَةَ مِن قَرينٍ / إِذا اِختَلَفا وَفي القَرنِ اِلتِواءُ
فَماذا تَنظُرونَ بِها وَفيكُم / جُسورٌ بِالعَظائِمِ وَاِعتِلاءُ
إِلى عَبدِ العَزيزِ سَمَت عُيونُ ال / رَعِيَّةِ إِن تُخُيِّرَتِ الرِعاءُ
إِلَيهِ دَعَت دَواعيهِ إِذا ما / عِمادُ المُلكِ خَرَّت وَالسَماءُ
وَقالَ أولوا الحُكومَةِ مِن قُرَيشٍ / عَلَينا البَيعُ إِذ بَلَغَ الغَلاءُ
رَأوا عَبدَ العَزيزِ وَلِيَّ عَهدٍ / وَما ظَلَموا بِذاكَ وَلا أَساؤوا
فَزَحلِفها بِأَزفُلِها إِلَيهِ / أَميرَ المُؤمِنينَ إِذا تَشاءُ
فَإِنَّ الناسَ قَد مَدّوا إِلَيهِ / أَكُفَّهُم وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ
وَلَو قَد بايَعوكَ وَلِيَّ عَهدٍ / لَقامَ القِسطُ وَاِعتَدَلَ البِناءُ
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم / فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ
بَكَرَ الأَميرُ لِغُربَةٍ وَتَنائي
بَكَرَ الأَميرُ لِغُربَةٍ وَتَنائي / فَلَقَد نَسيتُ بِرامَتَينِ عَزائي
إِنَّ الأَميرَ بِذي طُلوحٍ لَم يُبَل / صَدعَ الفُؤادِ وَزَفرَةَ الصُعَداءِ
قَلبي حَياتي بِالحِسانِ مُكَلَّفٌ / وَيُحِبُّهُنَّ صَدايَ في الأَصداءِ
إِنّي وَجَدتُ بِهِنَّ وَجدَ مُرَقِّشٍ / ما بَعضُ حاجَتِهِنَّ غَيرُ عَناءِ
وَلَقَد وَجَدتُ وِصالَهُنَّ تَخَلُّباً / كَالظِلِّ حينَ يَفيءُ لِلأَفياءِ
بِالأَعزَلَينِ عَرَفتُ مِنها مَنزِلاً / وَمَنازِلاً بِقُشاوَةِ الخَرجاءِ
أَقري الهُمومَ إِذا سَرَت عيدِيَّةٍ / يُرحَلنَ حَيثُ مَواضِعُ الأَحناءِ
وَإِذا بَدا عَلَمُ الفَلاةِ طَلَبنَهُ / عَمِقُ الفِجاجِ مُنَطَّقٌ بِعَماءِ
يَردُدنَ إِذ لَحِقَ الثَمايِلَ مَرَّةً / وَيَخِدنَ وَخدَ زَمائِمِ الحِزباءِ
داوَيتَ بِالقَطِرانِ عَرَّ جُلودِهِم / حَتّى بَرَأنَ وَكُنَّ غَيرَ بِراءِ
قَرَّنتُهُم فَتَقَطَّعَت أَنفاسُهُم / وَيُبَصبِصونَ إِذا رَفَعتُ حُدائي
وَالمُجرِمونَ إِذا أَرَدتَ عِقابَهُم / بارَزتَهُم وَتَرَكتَ كُلَّ ضَراءِ
خَزِيَ الفَرَزدَقُ وَالأُخَيطِلُ قَبلَهُ / وَالبارِقِيُّ وَراكِبُ القَصواءِ
وَلَأَعوَرَي نَبهانَ كَأسٌ مُرَّةٌ / وَلِتَيمِ بَرزَةَ قَد قَضَيتُ قَضائي
وَلَقَد تَرَكتُ أَباكَ يا اِبنَ مُسَحَّبٍ / حَطِمَ القَوائِمِ دامِيَ السيساءِ
وَالمُستَنيرَ أَجيرَ بَرزَةَ عائِذاً / أَمسى بِأَلأَمِ مَنزِلِ الأَحياءِ
وَبَنو البَعيثِ ذَكَرتُ حُمرَةَ أُمِّهِم / فَشَفَيتُ نَفسي مِن بَني الحَمراءِ
فَسَلِ الَّذينَ قَذَفتُ كَيفَ وَجَدتُمُ / بُعدَ المَدى وَتَقاذُفَ الأَرجاءِ
فَاِركُض قُفَيرَةَ يا فَرَزدَقُ جاهِداً / وَاِسأَل قُفَيرَةَ كَيفَ كانَ جِرائي
وُجِدَت قُفَيرَةَ لا تَجوزُ سِهامُها / في المُسلِمينَ لَئيمَةَ الآباءِ
عَبدُ العَزيزِ هُوَ الأَغَرُّ نَما بِهِ / عيصٌ تَفَرَّعَ مُعظَمَ البَطحاءِ
فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَةِ كُلِّها / وَالأَبطَحُ الغَربِيُّ عِندَ حِراءِ
أَنجَحتَ حاجَتَنا الَّتي جِئنا لَها / وَكَفَيتَ حاجَةَ مَن تَرَكتُ وَرائي
لَحَفَ الدَخيلُ قَطائِفاً وَمَطارِفاً / وَقَرى السَديفَ عَشِيَّةَ العُرواءِ
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا / وَعَنّى طِلابُ الغانِياتِ وَشَيِّبا
وَأَجمَعنَ مِنكَ النَفرَ مِن غَيرِ ريبَةٍ / كَما ذَعَرَ الرامي بِفَيحانَ رَبرَبا
عَجِبتُ لِما يَفري الهَوى يَومَ مَنعِجٍ / وَيَوماً بِأَعلى عاقِلٍ كانَ أَعجَبا
وَأَحبَبتُ أَهلَ الغَورِ مِن حُبِّ ذي فَناً / وَأَحبَبتُ سُلمانَينَ مِن حُبِّ زَينَبا
يُحَيّونَ هِنداً وَالحِجابانِ دونَها / بِنَفسِيَ أَهلٌ أَن تُحَيّا وَتُحجَبا
تَذَكَّرتَ وَالذِكرى تَهيجُكَ وَاِعتَرى / خَيالٌ بِمَوماةٍ حَراجيجَ لُغَّبا
لَئِن سَكَنَت تَيمٌ زَماناً بِغِرَّةٍ / لَقَد حُدِيَت تَيمٌ حُداءً عَصَبصَبا
لَقَد مَدَّني عَمروٌ وَزَيدٌ مِنَ الثَرى / بِأَكثَرَ مِمّا عِندَ تَيمٍ وَأَطيَبا
إِذا اِعتَرَكَ الأَورادُ يا تَيمُ لَم تَجِد / عِناجاً وَلا حَبلاً بِدَلوِكَ مُكرَبا
وَأَعلَقتُ أَقراني بِتَيمٍ لَقَد لَقوا / قَطوعاً لِأَعناقِ القَرائِنِ مِجذَبا
وَلَو غَضِبَت يا تَيمُ أَو زُيِّلَ الحَصا / عَلَيكَ تَميمٌ لَم تَجِد لَكَ مَغضَبا
وَما تَعرِفونَ الشَمسَ إِلّا لِغَيرِكُم / وَلا مِن مُنيراتِ الكَواكِبِ كَوكَبا
فَإِنَّ لَنا عَمراً وَسَعداً عَلَيكُمُ / وَقَمقامَ زَيدٍ وَالصَريحَ المُهَذَّبا
سَأُثني عَلى تَيمٍ بِما لا يَسُرُّها / إِذا أَركُبٌ وافَوا بِنَعمانَ أَركُبا
فَإِنَّكَ لَو ضَمَّتكَ ياتَيمُ ضَمَّةً / مَناكِبُ زَيدٍ لَم تُرِد أَن تَوَثَّبا
فَوَدَّت نِساءُ الدارِمِيِّنَ لَو تَرى / عُتَيبَةَ أَو عايَنَّ في الخَيلِ قَعنَبا
أَزَيدَ بنَ عَبدِ اللَهِ هَلّا مَنَعتُمُ / أُمامَةَ يَومَ الحارِثِيِّ وَزَينَبا
أَخَيلُكَ أَم خَيلي تَدارَكنَ هانِئً / يُثِرنَ عَجاجاً بِالغَبيطَينِ أَصهَبا
فَهَل جَدعُ تَيمٍ لا أَبالَكَ زاجِرٌ / كَنانَةَ أَو ناهٍ زُهَيراً وَتَولَبا
فَلا يَضغَمَنَّ اللَيثُ عُكلاً بِغِرَّةٍ / وَعُكلٌ يَشِمّونَ الفَريسَ المُنَيَّبا
وَأُخبِرتُ تَيماً نادِمينَ فَسَرَّني / مَلامَةُ تَيمٍ أَمرَها المُتَعَقَّبا
سَإِمتُ مِنَ المُواصَلَةِ العِتابا
سَإِمتُ مِنَ المُواصَلَةِ العِتابا / وَأَمسى الشَيبُ قَد وَرِثَ الشَبابا
غَدَت هوجُ الرِياحِ مُبَشِّراتٍ / إِلى بَينٍ نَزَلتِ بِهِ السَحابا
لَقَد أَقرَرتِ غَيبَتَنا لِواشٍ / وَكُنّا لا نُقِرُّ لَكَ اِغتِيابا
أَناةٌ لا النَمومُ لَها خَدينٌ / وَلا تُهدي لِجارَتِها السَبابا
تَطيبُ الأَرضُ إِن نَزَلَت بِأَرضٍ / وَتُسقى حينَ تَنزِلُها الرَبابا
كَأَنَّ المِسكَ خالَطَ طَعمَ فيها / بِماءِ المُزنِ يَطَّرِدُ الحَبابا
أَلا تَجزينَني وَهُمومُ نَفسي / بِذِكرِكِ قَد أُطيلُ لَها اِكتِئابا
سُقيتُ الغَيثَ حَيثُ نَئيتِ عَنّا / فَما نَهوى لِغَيرِكُمُ سِقابا
أَهَذا البُخلُ زادَكِ نَأيَ دارٍ / فَلَيتَ الحُبَّ زادَكُمُ اِقتِرابا
لَقَد نامَ الخَلِيُّ وَطالَ لَيلي / بِحُبِّكَ ما أَبيتُ لَهُ اِنتِحابا
أَرى الهِجرانَ يُحدِثُ كُلَّ يَومٍ / لِقَلبي حينَ أَهجُرُكُم عِتابا
وَكائِن بِالأَباطِحِ مِن صَديقٍ / يَراني لَو أُصِبتُ هُوَ المُصابا
وَمَسرورٍ بِأَوبَتِنا إِلَيهِ / وَآزِرَ لا يُحِبُّ لَنا إِيابا
دَعا الحَجّاجُ مِثلَ دُعاءِ نوحٍ / فَأَسمَعَ ذا المَعارِجِ فَاِستَجابا
صَبَرتَ النَفسَ يا اِبنَ أَبي عَقيلٍ / مُحافَظَةً فَكَيفَ تَرى الثَوابا
وَلَو لَم يَرضَ رَبُّكَ لَم يُنَزِّل / مَعَ النَصرِ المَلائِكَةَ الغِضابا
إِذا سَعَرَ الخَليفَةُ نارَ حَربِن / رَأى الحَجّاجَ أَثقَبَها شِهابا
تَرى نَصرَ الإِمامِ عَلَيكَ حَقّاً / إِذا لَبَسوا بِدينِهِمِ اِرتِيابا
تَشُدُّ فَلا تُكَذِّبُ يَومَ زَحفٍ / إِذا الغَمَراتُ زَعزَعَتِ العُقابا
عَفاريتُ العِراقِ شَفيتَ مِنهُم / فَأَمسَوا خاضِعينَ لَكَ الرِقابا
وَقالوا لَن يُجامِعَنا أَميرٌ / أَقامَ الحَدَّ وَاِتَّبعَ الكِتابا
إِذا أَخَذوا وَكَيدُهُمُ ضَعيفٌ / بِبابٍ يَمكِرونَ فَتَحتَ بابا
وَأَشمَطَ قَد تَرَدَّدَ في عَماهُ / جَعَلتَ لِشَيبِ لِحيَتِهِ خِضابا
إِذا عَلِقَت حِبالُكَ حَبلَ عاصٍ / رَأى العاصي مِنَ الأَجَلَ اِقتِرابا
بِأَنَّ السَيفَ لَيسَ لَهُ مَرَدٌّ / إِذا أَفرى عَنِ الرِّئَةِ الحِجابا
كَأَنَّكَ قَد رَأَيتَ مُقَدِّماتٍ / بِصينِ اِستانَ قَد رَفَعوا القِبابا
جَعَلتَ لِكُلِّ مُحتَرَسٍ مَخوفٍ / صُفوفاً دارِعينَ بِهِ وَغابا