المجموع : 17
بِروحي مُكارٍ ما جَفا جَفني الكَرى
بِروحي مُكارٍ ما جَفا جَفني الكَرى / وَلا ضَلَّ عَقلي في هَواه وَلا وَعي
هُوَ الظَبي في جِيدٍ وَعَينٍ وَنَفرَةٍ / وَإِن لا يَكُنهُ فَهوَ حَقاً أَخُو الظَبي
أَلَم تَرَ أَنَّ الظَبيَ يَنفِرُ ساعِياً / وَهَذا حَبيبي في نفارٍ وَفي سَعيي
حَكى الشَمسَ في التَسيارِ وَالبَدرَ في السُرى / فَبِاليَومِ في سَيرٍ وَبِاللَيلِ في سَري
وَفاتَهُما عَقلاً وَنُطقاً وَصُورَةً / وَلَيسَ جَمادٌ في الفَضائِلِ كَالحَيِّ
وَعابُوه بِالخلقان وَهيَ الَّتي غَدَت / عَلى جِسمِهِ الفضيِّ أَبهى مِن الحَلي
كَتَمتُ الهَوى عَنهُ فَكانَ مُطاوِعي / وَما مِن خلافٍ مِنهُ في الأَمرِ وَالنَهي
أَشاهدُ مِنهُ صورَةً مَلَكِيَّةً / تَنَزَّلُ مِنها سورَةُ الحُبِّ لا الوَحي
وأُبصِرُ مِنهُ البَدرَ في الأَرضِ ماشياً / وَمَن ذا الَّذي يَستخدِمُ البَدرَ بِالمَشي
نَتائِجُ هَذا كُلِّه الكَتمُ للهَوى / وَكَتمُ الهَوى مِن عادةِ الحازِمِ الرَأي
وَكُنت امرَأً أَهوى الجَمالَ وَلَم أَشُب / ودادِيَ يَوماً بِاتِّباعيَ لِلغِيِّ
إِذا كانَ للإِنسانِ عِندَكَ حاجَةٌ
إِذا كانَ للإِنسانِ عِندَكَ حاجَةٌ / أَتى رائِحاً فيها إِلَيكَ وَغاديا
فَإِن تَقضِها يَوماً فَلَيسَ مُسَلِّماً / عَليكَ وَيَهوى أَن يَرى لَكَ ناعيا
إِذا ما شَرِبتُ الراحَ يا صاحِ فاتَني
إِذا ما شَرِبتُ الراحَ يا صاحِ فاتَني / لأَرشِفَ مِن ذاكَ الرُضابِ بَقاياها
فَإِن فاتَني رَشفُ المُدامِ فَإِنَّني / سأقنَعُ مِنها بِانتِشاقِيَ رَيّاها
هِيَ الوَجنَةُ الحَمراءُ وَالشَفَةُ اللَميا
هِيَ الوَجنَةُ الحَمراءُ وَالشَفَةُ اللَميا / لَقَد تَرَكاني في الهَوى مَيِّتاً حَيّا
هُما أَلبَسا جسمي سَقاماً وَأَورَثا / فُؤادي غَراماً حِملُهُ الصَبَّ قَد أَعيا
فَمِن مُهجَتي نارٌ وَمِن مُقلَتي حَيا / مَتى اِشتعلَت هَذي تَزيد ذا جريا
وَبي مَن إِذا ناجَيته ذُبتُ هَيبَةً / وَجانَبتُهُ جَهراً وَهمتُ بِهِ خِفيا
مَليحٌ إِذا ما لاحَ أَبهتَ من رَنا / فَأَردى الَّذي أَنأى وَأَحيا الَّذي حيّا
عَليمٌ بنِيّاتِ النُفوسِ وَما حَوَت / كَأَنَّ لَهُ مِن نَحوِ أَسرارِها وَحيا
تَجَمَّعَت الأَضدادُ فيهِ مَحاسِناً / فَعبستُهُ مَوتٌ وَبَسمَتُه مَحيا
وَغُرَّتُهُ بَدرٌ وَطُرَّتُهُ دُجىً / وَأَعطافُه ظَمأى وَأَردافُه رَيّا
أَعارَ اِعتِدالاً كُلَّ غُصنٍ كَمثلِ ما / أَعارَ السَنى وَالناضِرَ الشَمسَ وَالظَبيا
وَأَخجلَ نورَ الشَمسِ لَما تَقابَلا / فَحُمرتُهُ إِذ غابَ من فَرط ما اِستَحيا
عَجِبتُ لِخالٍ حَلَّ في وَسطِ أَنفِهِ / وَعَهدي بِهِ وَسطَ الخُدودِ يرى وَشيا
وَلَكنَّما خَدّاهُ فيهِ تَغايَرا / هَوىً فَاِبتَغى مِن وَجهِهِ أَوسَطَ الأَشيا
وَحُسنُ الفَتى في الأَنف وَالأَنفُ عاطِلٌ / فَكَيفَ إِذا ما الخالُ كانَ لَهُ طَيا
أَيا باخِلا حَتّى بِتَقبيلِ كَفِّهِ / عَلى مَن سَخا حَتّى بِحوباه في الدُنيا
أَلَم تَدرِ أَنّي طوعُ حُسنِكَ دائِماً / وَقَلبيَ لا يَعصِيك أَمراً وَلا نَهيا
عِداتي لَهُم فَضلٌ عَليَّ وَمِنَّةٌ
عِداتي لَهُم فَضلٌ عَليَّ وَمِنَّةٌ / فَلا أَذهبَ الرَحمنُ عَنّي الأَعاديا
همُ بَحَثوا عَن زلَّتي فَاجتَنَبتُها / وَهُم نافَسُوني فَاكتَسَبت المَعاليا
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ / أَم أَحورٌ عادَنا مِن عَدن حُورِيُّ
مُوَحَّدُ الذاتِ لا تُحصى مَحاسِنُهُ / بالطَرفِ مُبتذلٌ بِالسَيفِ مَحمِي
سَناهُ وَالشَعرُ وَالهادي وَقامتُهُ / صُبحٌ وَلَيلٌ وَبِلّورٌ وَخِطّي
قلّدتُ طرسي مِن حُلاكَ جَواهِرا
قلّدتُ طرسي مِن حُلاكَ جَواهِرا / فَغَدا وَمَنظَرُهُ البَهيمُ بَهِيُّ
درَرٌ تَوَدُّ الغيدُ مِن شَغَفٍ بِها / لَو كانَ مِنها للنُحورِ حُلِيُّ
أَبهَتنَ لَما لُحنَ كُلَّ مُفَوَّهٍ / فَالطَرفُ مُعيٍ وَاللِسانُ عَيِيُّ
لِلِّهِ مِنها مُذهباتٍ شُرَّدٍ / للتاجِ يَنمى دُرُّها الصدفِيُّ
أَما أَنَّهُ لَولا ثَلاثٌ أُحِبُّها
أَما أَنَّهُ لَولا ثَلاثٌ أُحِبُّها / تَمَنَّيتُ أَني لا أُعَدُّ مِن الأَحيا
فَمِنها رَجائي أَن أَفوزَ بِتَوبَةٍ / تُكَفِّرُ لي ذَنباً وَتُنجِحُ لي سَعيا
وَمِنهُنَّ صَوني النَفسَ عَن كُلِّ جاهِل / لَئيم فَلا أَمشِي إِلى بابِهِ مَشيا
وَمِنهُنَّ أَخذي بِالحَديثِ إِذا الوَرى / نَسُوا سُنَّةَ المُختارِ وَاتَّبعوا الرَأيا
أَتَترك نَصّاً لِلرَسولِ وَتَقتدي / بِشَخصٍ لَقَد بَدَّلتَ بِالرَشدِ الغِيّا
يَقولُ ليَ العَذولُ وَلَم أُطِعهُ
يَقولُ ليَ العَذولُ وَلَم أُطِعهُ / تَسَلَّ فَقَد بَدَت لِلحبِّ لِحيَه
تَخيَّلَ أَنَّها شانَت حَبيبي / وَعِندي أَنَّها زَينٌ وَحِليَه
أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا
أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا / بعادُكِ لي مَوتٌ وَقُربُكِ لي مَحيا
سكَنتِ فُؤاداً لَم يَزَل مِنكِ خافِقاً / وَصيَّرتِ حُلوَ العَيشِ يا مُنيتي شَريا
بِرُوحِي الَّتي زارَت بِليلٍ وَأَقبَلَت / تَجُرُّ عَلى آثارِها العُصبَ وَالوَشيا
هَداها سَناها نَحوَ طاوٍ ضُلوعَهُ / عَلى سَلوَةٍ ماتَت وَوَجد بِها حَيّا
تحلَّت بدُرٍّ فَوقَ لَبّاتِ نَحرِها / فَكانَ لِذاكَ الدُرِّ لَباتُها حليا
وَمَسَّت بِمِسواكٍ موشَّرَ ثَغرِها / فَذاقَت لَهُ مِسكاً وَمَجَّت بِهِ أَريا
وَأَلقَت بِهِ نَحوي لتُبرد غُلَّتي / بِرَشفِي لَهُ فازدادَ قَلبي بِهِ غَليا
مِن التُركِ ضاقَ العَينُ مِنها لِبُخلِها / وَلَيسَت مِن العِينِ الَّتي تُشبِهُ الظَبيا
سُمَيراءُ حاكى طائر السُمر قَدُّها / حَكاهُ وَلَكن أينَ أَردافُه الرَيّا
أَبى الدَمعُ إِلا نَشرَ حُبّي وَإِن غَدا / فُؤادي طَواه عَن جَميع الوَرى طَيّا
وَأَغيدَ مِن أَبناءِ خاقانَ قَد بَدا
وَأَغيدَ مِن أَبناءِ خاقانَ قَد بَدا / لَهُ وَجنَةٌ يَجلو سَناها الدَياجِيا
تعلَّم مِن عِينِ الظِباءِ نِفارَها / يَمرُّ وَيَأتي لاعِباً مثلَ ماهِيا
وَمَرَّ بِنا يَعدُو وَراءَ إِوَزّةٍ / وَقَد ذعِرَت مِنهُ كَذُعرِ فُؤادِيا
عَجِبتُ لهَذا الظَبيِ يَكسِرُ طائِراً / وَقَد كَسَرت عَيناه أُسداً ضَوارِيا
أَيَجهلُ هَذا الطَيرُ أَنَّكَ جارِحٌ / أَلم يَرَ أَكبادَ الرِجالِ دَوامِيا
أَنا مِشطٌ حُزتُ المَلاحةَ لَمّا
أَنا مِشطٌ حُزتُ المَلاحةَ لَمّا / سُرِّحت بي دَبوقَةٌ لِعَلِيِّ
كُلُّ قَلبٍ في حُبِّهِ قَد تَوالى / كَيفَ لا واسمُهُ سَمِيُّ الوَصِيِّ
غُذِيتُ بعلم النَحو إِذ دَرَّ لي ثَديا
غُذِيتُ بعلم النَحو إِذ دَرَّ لي ثَديا / فَجسمي بِهِ ينمى وَروحي بِهِ تَحيا
وَقَد طالَ تَضرابي لزيدٍ وَعَمرِهِ / وَما اِقتَرفا ذَنباً وَلا تَبعا غَيّا
وَما نِلتُ مِن ضَربيهما غَيرَ شُهرةٍ / بِفَنٍ وَما يُجدي اِشتهاري بِهِ شَيّا
أَلا إِنَّ علمَ النَحو قَد بادَ أَهلُهُ / فَما أَن تَرى في الحَي مِن بَعدهم حَيّا
سَأتركه تَركَ الغَزالِ لظله / وَأُتبِعُه هَجراً وَأُوسِعُه نَأيا
وَأَسمو إِلى الفِقه المُبارَكِ إِنَّهُ / ليُرضيكَ في الأُخرى وَيُحظيك في الدُنيا
وَما الفِقهُ إِلا أَصلُ دينِ محمدٍ / فَجَرِّد لَهُ عَزماً وَجَدِّد لَهُ سَعيا
وَكُن تابِعاً للشافعيّ وَسالِكاً / طَريقتَه تبلُغ بِه الغايةَ القُصيا
أَلا يا ابن إدريس قَد اتضحَ الهُدى / وَكَم غامضٍ أَبدى وَكَم دارسٍ أَحيا
سمي الرَسول المُصطفى وابن عَمه / فَناهيك مَجداً قَد سَما الرتبة العليا
هُوَ استنبط الأصول فاكتسى بِهِ ال / فقهَ مِن ديباجِ إِنشائِه وَشيا
وَأَوصاني الرَضِيُّ وَصاةَ نُصحٍ
وَأَوصاني الرَضِيُّ وَصاةَ نُصحٍ / وَكانَ مُهَذّباً شَهماً أَبيّا
بِألا تُحسنَن ظَناً بِشخصٍ / وَلا تَصحَب حَياتَكَ مَغرِبيا
وَما اسمٌ خُماسيٌّ إِذا ما فَكَكتَه
وَما اسمٌ خُماسيٌّ إِذا ما فَكَكتَه / يَصيرُ لَنا فِعلينِ أَمراً وَماضيا
بِعَكس وَهوَ كُلّ وَجزء جَمعه / بإبدالِ عَين حازَ فيهِ التَناهيا
وَمَع كَونِهِ فَرداً وَجَمعاً فَأولٌ / وَآخرهُ أَضحى لشخص مُعادِيا
وَفي عَكسِهِ صَوتٌ فَتبنيه صيغةً / وَتَبني بِمَعناه وَما أَنتَ بانيا
فَكَم فيهِ مِن مَعنى خفي وَإِنَّما / عنيت بذكري لِلّذي لَيسَ خافيا
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه / وَصَيَّر دُورَ العدا عافيَه
إِذا لاحَ مِن بَدرِكُم نورُه / فَكُلُّ النُجومِ بِهِ خافِيَه
تَخِذتَ كَلامَ الإِله الدَوا / فَآياتُهُ كانَت الشافيَه
تَشوَّف ناسٌ لِمنصِبِكُم / وَرتبتُهُم للعُلا نافيَه
فَأَين العُلومُ وَأَينَ الحُلومُ / وَخُلقٌ مَوارِدُه صافِيَه
هُمُ عُصبَةٌ لا تَنالُ العُلا / وَلو أَنها قَد سَعَت حافِيَه
إِذا كانَ خَرقٌ تَدارَكتَه / وَلَيسَت لما مَزَّقت رافِيَه
فَإِن عَنَّ خَطبٌ ثَبَتّ لَهُ / وَآراؤُهُم عِنده هافيَه
سَجاياك لِينٌ وَرِفقٌ بِنا / وَأَخلاقُهُم كُلُّها جافِيَه
تصلي عَلى سَبعةٍ مِنهُم / وَثامِنُهُم نَفسُهُ طافيَه
يُقيمون في تُربِهم هُمَّداً / وَتَسفي عَلى قَبرهم سافِيَه
فَلا زِلتَ في صحةٍ دائِماً / تجر ذُيولَ السَنى ضافيَه
وَيوردك اللَهُ عَينَ الحَياة / فَتَحيا بِها مائةً وافيَه
فَإِن زادَ عَشراً فَذاكَ المُنى / وَعشرونَ أَيضاً هِيَ الكافيَه
وَهذي القَوافي أَتَت كُمَّلاً / فَلم تَبقَ لي بَعدها قافيَه
أعاذِلَ ذَرني وَاِنفِرادي عَن الوَرى
أعاذِلَ ذَرني وَاِنفِرادي عَن الوَرى / فَلَستُ أَرى فيهم صَديقاً مصافِيا
نَداماي كُتبٌ أَستفيدُ علومَها / أَحبّايَ تُغني عَن لِقائي الأَعادِيا
وَآنَسُها القُرآنُ فَهوَ الَّذي بِهِ / نَجاتي إِذا فَكَّرتُ أَو كُنتُ تالِيا
لَقَد جُلتُ في غَربِ البِلادِ وَشَرقِها / أُنَقِّبُ عَمن كانَ لِلّهِ داعِيا
فَلم أَرَ إِلا طالِباً لرياسةٍ / وَجمّاعَ أَموالٍ وَشَيخاً مرائِيا
قبَضتُ يَدي عَنهُم وَآثرتُ عُزلةً / عَن الناسِ وَاستغنيت بِاللَهِ كافِيا