القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 17
بِروحي مُكارٍ ما جَفا جَفني الكَرى
بِروحي مُكارٍ ما جَفا جَفني الكَرى / وَلا ضَلَّ عَقلي في هَواه وَلا وَعي
هُوَ الظَبي في جِيدٍ وَعَينٍ وَنَفرَةٍ / وَإِن لا يَكُنهُ فَهوَ حَقاً أَخُو الظَبي
أَلَم تَرَ أَنَّ الظَبيَ يَنفِرُ ساعِياً / وَهَذا حَبيبي في نفارٍ وَفي سَعيي
حَكى الشَمسَ في التَسيارِ وَالبَدرَ في السُرى / فَبِاليَومِ في سَيرٍ وَبِاللَيلِ في سَري
وَفاتَهُما عَقلاً وَنُطقاً وَصُورَةً / وَلَيسَ جَمادٌ في الفَضائِلِ كَالحَيِّ
وَعابُوه بِالخلقان وَهيَ الَّتي غَدَت / عَلى جِسمِهِ الفضيِّ أَبهى مِن الحَلي
كَتَمتُ الهَوى عَنهُ فَكانَ مُطاوِعي / وَما مِن خلافٍ مِنهُ في الأَمرِ وَالنَهي
أَشاهدُ مِنهُ صورَةً مَلَكِيَّةً / تَنَزَّلُ مِنها سورَةُ الحُبِّ لا الوَحي
وأُبصِرُ مِنهُ البَدرَ في الأَرضِ ماشياً / وَمَن ذا الَّذي يَستخدِمُ البَدرَ بِالمَشي
نَتائِجُ هَذا كُلِّه الكَتمُ للهَوى / وَكَتمُ الهَوى مِن عادةِ الحازِمِ الرَأي
وَكُنت امرَأً أَهوى الجَمالَ وَلَم أَشُب / ودادِيَ يَوماً بِاتِّباعيَ لِلغِيِّ
إِذا كانَ للإِنسانِ عِندَكَ حاجَةٌ
إِذا كانَ للإِنسانِ عِندَكَ حاجَةٌ / أَتى رائِحاً فيها إِلَيكَ وَغاديا
فَإِن تَقضِها يَوماً فَلَيسَ مُسَلِّماً / عَليكَ وَيَهوى أَن يَرى لَكَ ناعيا
إِذا ما شَرِبتُ الراحَ يا صاحِ فاتَني
إِذا ما شَرِبتُ الراحَ يا صاحِ فاتَني / لأَرشِفَ مِن ذاكَ الرُضابِ بَقاياها
فَإِن فاتَني رَشفُ المُدامِ فَإِنَّني / سأقنَعُ مِنها بِانتِشاقِيَ رَيّاها
هِيَ الوَجنَةُ الحَمراءُ وَالشَفَةُ اللَميا
هِيَ الوَجنَةُ الحَمراءُ وَالشَفَةُ اللَميا / لَقَد تَرَكاني في الهَوى مَيِّتاً حَيّا
هُما أَلبَسا جسمي سَقاماً وَأَورَثا / فُؤادي غَراماً حِملُهُ الصَبَّ قَد أَعيا
فَمِن مُهجَتي نارٌ وَمِن مُقلَتي حَيا / مَتى اِشتعلَت هَذي تَزيد ذا جريا
وَبي مَن إِذا ناجَيته ذُبتُ هَيبَةً / وَجانَبتُهُ جَهراً وَهمتُ بِهِ خِفيا
مَليحٌ إِذا ما لاحَ أَبهتَ من رَنا / فَأَردى الَّذي أَنأى وَأَحيا الَّذي حيّا
عَليمٌ بنِيّاتِ النُفوسِ وَما حَوَت / كَأَنَّ لَهُ مِن نَحوِ أَسرارِها وَحيا
تَجَمَّعَت الأَضدادُ فيهِ مَحاسِناً / فَعبستُهُ مَوتٌ وَبَسمَتُه مَحيا
وَغُرَّتُهُ بَدرٌ وَطُرَّتُهُ دُجىً / وَأَعطافُه ظَمأى وَأَردافُه رَيّا
أَعارَ اِعتِدالاً كُلَّ غُصنٍ كَمثلِ ما / أَعارَ السَنى وَالناضِرَ الشَمسَ وَالظَبيا
وَأَخجلَ نورَ الشَمسِ لَما تَقابَلا / فَحُمرتُهُ إِذ غابَ من فَرط ما اِستَحيا
عَجِبتُ لِخالٍ حَلَّ في وَسطِ أَنفِهِ / وَعَهدي بِهِ وَسطَ الخُدودِ يرى وَشيا
وَلَكنَّما خَدّاهُ فيهِ تَغايَرا / هَوىً فَاِبتَغى مِن وَجهِهِ أَوسَطَ الأَشيا
وَحُسنُ الفَتى في الأَنف وَالأَنفُ عاطِلٌ / فَكَيفَ إِذا ما الخالُ كانَ لَهُ طَيا
أَيا باخِلا حَتّى بِتَقبيلِ كَفِّهِ / عَلى مَن سَخا حَتّى بِحوباه في الدُنيا
أَلَم تَدرِ أَنّي طوعُ حُسنِكَ دائِماً / وَقَلبيَ لا يَعصِيك أَمراً وَلا نَهيا
عِداتي لَهُم فَضلٌ عَليَّ وَمِنَّةٌ
عِداتي لَهُم فَضلٌ عَليَّ وَمِنَّةٌ / فَلا أَذهبَ الرَحمنُ عَنّي الأَعاديا
همُ بَحَثوا عَن زلَّتي فَاجتَنَبتُها / وَهُم نافَسُوني فَاكتَسَبت المَعاليا
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ / أَم أَحورٌ عادَنا مِن عَدن حُورِيُّ
مُوَحَّدُ الذاتِ لا تُحصى مَحاسِنُهُ / بالطَرفِ مُبتذلٌ بِالسَيفِ مَحمِي
سَناهُ وَالشَعرُ وَالهادي وَقامتُهُ / صُبحٌ وَلَيلٌ وَبِلّورٌ وَخِطّي
قلّدتُ طرسي مِن حُلاكَ جَواهِرا
قلّدتُ طرسي مِن حُلاكَ جَواهِرا / فَغَدا وَمَنظَرُهُ البَهيمُ بَهِيُّ
درَرٌ تَوَدُّ الغيدُ مِن شَغَفٍ بِها / لَو كانَ مِنها للنُحورِ حُلِيُّ
أَبهَتنَ لَما لُحنَ كُلَّ مُفَوَّهٍ / فَالطَرفُ مُعيٍ وَاللِسانُ عَيِيُّ
لِلِّهِ مِنها مُذهباتٍ شُرَّدٍ / للتاجِ يَنمى دُرُّها الصدفِيُّ
أَما أَنَّهُ لَولا ثَلاثٌ أُحِبُّها
أَما أَنَّهُ لَولا ثَلاثٌ أُحِبُّها / تَمَنَّيتُ أَني لا أُعَدُّ مِن الأَحيا
فَمِنها رَجائي أَن أَفوزَ بِتَوبَةٍ / تُكَفِّرُ لي ذَنباً وَتُنجِحُ لي سَعيا
وَمِنهُنَّ صَوني النَفسَ عَن كُلِّ جاهِل / لَئيم فَلا أَمشِي إِلى بابِهِ مَشيا
وَمِنهُنَّ أَخذي بِالحَديثِ إِذا الوَرى / نَسُوا سُنَّةَ المُختارِ وَاتَّبعوا الرَأيا
أَتَترك نَصّاً لِلرَسولِ وَتَقتدي / بِشَخصٍ لَقَد بَدَّلتَ بِالرَشدِ الغِيّا
يَقولُ ليَ العَذولُ وَلَم أُطِعهُ
يَقولُ ليَ العَذولُ وَلَم أُطِعهُ / تَسَلَّ فَقَد بَدَت لِلحبِّ لِحيَه
تَخيَّلَ أَنَّها شانَت حَبيبي / وَعِندي أَنَّها زَينٌ وَحِليَه
أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا
أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا / بعادُكِ لي مَوتٌ وَقُربُكِ لي مَحيا
سكَنتِ فُؤاداً لَم يَزَل مِنكِ خافِقاً / وَصيَّرتِ حُلوَ العَيشِ يا مُنيتي شَريا
بِرُوحِي الَّتي زارَت بِليلٍ وَأَقبَلَت / تَجُرُّ عَلى آثارِها العُصبَ وَالوَشيا
هَداها سَناها نَحوَ طاوٍ ضُلوعَهُ / عَلى سَلوَةٍ ماتَت وَوَجد بِها حَيّا
تحلَّت بدُرٍّ فَوقَ لَبّاتِ نَحرِها / فَكانَ لِذاكَ الدُرِّ لَباتُها حليا
وَمَسَّت بِمِسواكٍ موشَّرَ ثَغرِها / فَذاقَت لَهُ مِسكاً وَمَجَّت بِهِ أَريا
وَأَلقَت بِهِ نَحوي لتُبرد غُلَّتي / بِرَشفِي لَهُ فازدادَ قَلبي بِهِ غَليا
مِن التُركِ ضاقَ العَينُ مِنها لِبُخلِها / وَلَيسَت مِن العِينِ الَّتي تُشبِهُ الظَبيا
سُمَيراءُ حاكى طائر السُمر قَدُّها / حَكاهُ وَلَكن أينَ أَردافُه الرَيّا
أَبى الدَمعُ إِلا نَشرَ حُبّي وَإِن غَدا / فُؤادي طَواه عَن جَميع الوَرى طَيّا
وَأَغيدَ مِن أَبناءِ خاقانَ قَد بَدا
وَأَغيدَ مِن أَبناءِ خاقانَ قَد بَدا / لَهُ وَجنَةٌ يَجلو سَناها الدَياجِيا
تعلَّم مِن عِينِ الظِباءِ نِفارَها / يَمرُّ وَيَأتي لاعِباً مثلَ ماهِيا
وَمَرَّ بِنا يَعدُو وَراءَ إِوَزّةٍ / وَقَد ذعِرَت مِنهُ كَذُعرِ فُؤادِيا
عَجِبتُ لهَذا الظَبيِ يَكسِرُ طائِراً / وَقَد كَسَرت عَيناه أُسداً ضَوارِيا
أَيَجهلُ هَذا الطَيرُ أَنَّكَ جارِحٌ / أَلم يَرَ أَكبادَ الرِجالِ دَوامِيا
أَنا مِشطٌ حُزتُ المَلاحةَ لَمّا
أَنا مِشطٌ حُزتُ المَلاحةَ لَمّا / سُرِّحت بي دَبوقَةٌ لِعَلِيِّ
كُلُّ قَلبٍ في حُبِّهِ قَد تَوالى / كَيفَ لا واسمُهُ سَمِيُّ الوَصِيِّ
غُذِيتُ بعلم النَحو إِذ دَرَّ لي ثَديا
غُذِيتُ بعلم النَحو إِذ دَرَّ لي ثَديا / فَجسمي بِهِ ينمى وَروحي بِهِ تَحيا
وَقَد طالَ تَضرابي لزيدٍ وَعَمرِهِ / وَما اِقتَرفا ذَنباً وَلا تَبعا غَيّا
وَما نِلتُ مِن ضَربيهما غَيرَ شُهرةٍ / بِفَنٍ وَما يُجدي اِشتهاري بِهِ شَيّا
أَلا إِنَّ علمَ النَحو قَد بادَ أَهلُهُ / فَما أَن تَرى في الحَي مِن بَعدهم حَيّا
سَأتركه تَركَ الغَزالِ لظله / وَأُتبِعُه هَجراً وَأُوسِعُه نَأيا
وَأَسمو إِلى الفِقه المُبارَكِ إِنَّهُ / ليُرضيكَ في الأُخرى وَيُحظيك في الدُنيا
وَما الفِقهُ إِلا أَصلُ دينِ محمدٍ / فَجَرِّد لَهُ عَزماً وَجَدِّد لَهُ سَعيا
وَكُن تابِعاً للشافعيّ وَسالِكاً / طَريقتَه تبلُغ بِه الغايةَ القُصيا
أَلا يا ابن إدريس قَد اتضحَ الهُدى / وَكَم غامضٍ أَبدى وَكَم دارسٍ أَحيا
سمي الرَسول المُصطفى وابن عَمه / فَناهيك مَجداً قَد سَما الرتبة العليا
هُوَ استنبط الأصول فاكتسى بِهِ ال / فقهَ مِن ديباجِ إِنشائِه وَشيا
وَأَوصاني الرَضِيُّ وَصاةَ نُصحٍ
وَأَوصاني الرَضِيُّ وَصاةَ نُصحٍ / وَكانَ مُهَذّباً شَهماً أَبيّا
بِألا تُحسنَن ظَناً بِشخصٍ / وَلا تَصحَب حَياتَكَ مَغرِبيا
وَما اسمٌ خُماسيٌّ إِذا ما فَكَكتَه
وَما اسمٌ خُماسيٌّ إِذا ما فَكَكتَه / يَصيرُ لَنا فِعلينِ أَمراً وَماضيا
بِعَكس وَهوَ كُلّ وَجزء جَمعه / بإبدالِ عَين حازَ فيهِ التَناهيا
وَمَع كَونِهِ فَرداً وَجَمعاً فَأولٌ / وَآخرهُ أَضحى لشخص مُعادِيا
وَفي عَكسِهِ صَوتٌ فَتبنيه صيغةً / وَتَبني بِمَعناه وَما أَنتَ بانيا
فَكَم فيهِ مِن مَعنى خفي وَإِنَّما / عنيت بذكري لِلّذي لَيسَ خافيا
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه / وَصَيَّر دُورَ العدا عافيَه
إِذا لاحَ مِن بَدرِكُم نورُه / فَكُلُّ النُجومِ بِهِ خافِيَه
تَخِذتَ كَلامَ الإِله الدَوا / فَآياتُهُ كانَت الشافيَه
تَشوَّف ناسٌ لِمنصِبِكُم / وَرتبتُهُم للعُلا نافيَه
فَأَين العُلومُ وَأَينَ الحُلومُ / وَخُلقٌ مَوارِدُه صافِيَه
هُمُ عُصبَةٌ لا تَنالُ العُلا / وَلو أَنها قَد سَعَت حافِيَه
إِذا كانَ خَرقٌ تَدارَكتَه / وَلَيسَت لما مَزَّقت رافِيَه
فَإِن عَنَّ خَطبٌ ثَبَتّ لَهُ / وَآراؤُهُم عِنده هافيَه
سَجاياك لِينٌ وَرِفقٌ بِنا / وَأَخلاقُهُم كُلُّها جافِيَه
تصلي عَلى سَبعةٍ مِنهُم / وَثامِنُهُم نَفسُهُ طافيَه
يُقيمون في تُربِهم هُمَّداً / وَتَسفي عَلى قَبرهم سافِيَه
فَلا زِلتَ في صحةٍ دائِماً / تجر ذُيولَ السَنى ضافيَه
وَيوردك اللَهُ عَينَ الحَياة / فَتَحيا بِها مائةً وافيَه
فَإِن زادَ عَشراً فَذاكَ المُنى / وَعشرونَ أَيضاً هِيَ الكافيَه
وَهذي القَوافي أَتَت كُمَّلاً / فَلم تَبقَ لي بَعدها قافيَه
أعاذِلَ ذَرني وَاِنفِرادي عَن الوَرى
أعاذِلَ ذَرني وَاِنفِرادي عَن الوَرى / فَلَستُ أَرى فيهم صَديقاً مصافِيا
نَداماي كُتبٌ أَستفيدُ علومَها / أَحبّايَ تُغني عَن لِقائي الأَعادِيا
وَآنَسُها القُرآنُ فَهوَ الَّذي بِهِ / نَجاتي إِذا فَكَّرتُ أَو كُنتُ تالِيا
لَقَد جُلتُ في غَربِ البِلادِ وَشَرقِها / أُنَقِّبُ عَمن كانَ لِلّهِ داعِيا
فَلم أَرَ إِلا طالِباً لرياسةٍ / وَجمّاعَ أَموالٍ وَشَيخاً مرائِيا
قبَضتُ يَدي عَنهُم وَآثرتُ عُزلةً / عَن الناسِ وَاستغنيت بِاللَهِ كافِيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025