القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو تمّام الكل
المجموع : 4
أَيا وَيلَ الشَجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ
أَيا وَيلَ الشَجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ / وَبالي الرَبعِ مِن إِحدى بَلِيِّ
وَما لِلدارِ إِلّا كُلُّ سَمحٍ / بِأَدمُعِهِ وَأَضلُعِهِ سَخِيِّ
سَنَت عَبَراتُهُ الأَطلالَ حَتّى / نَزَحنَ غُروبَها نَزحَ الرَكِيِّ
سَقى الشَرَطانِ جَزعَكِ وَالثُرَيّا / ثَراكِ بِمُسبِلٍ خَضِلٍ رَوِيِّ
فَكَم لي مِن هَواءٍ فيكِ صافٍ / غَذِيٍّ جَوُّهُ وَهَوىً وَبِيِّ
وَناضِرَةِ الصِباحَينِ اِسبَكَرَّت / طِلاعَ المِرطِ في الدِرعِ اليَدِيِّ
تَشَكّى الأَينَ مِن نِصفٍ سَريعٍ / إِذا قامَت وَمِن نِصفٍ بَطِيِّ
تُعيرُكَ مُقلَةً نَطِفَت وَلَكِن / قُصاراها عَلى قَلبٍ بَرِيِّ
سَأَشكُرُ فَرجَةَ اللَبَبِ الرَخِيِّ / وَلينَ أَخادِعِ الدَهرِ الأَبِيِّ
وَإِنَّ لَدَيَّ لِلحَسَنِ بنِ وَهبٍ / حِباءً مِثلَ شُؤبوبِ الحَبِيِّ
أَقولُ لِعَثرَةِ الأَدَبِ الَّتي قَد / أَوَت مِنهُ إِلى فَيحٍ دَفِيِّ
أَميلوا العيسَ تَنفَح في بُراها / إِلى قَمَرِ النَدامى وَالنَدِيِّ
فَقَد جَعَلَ الإِلَهُ لَكُم لِساناً / عَلِيّاً ذِكرُهُ بِأَبي عَلِيِّ
أَغَرُّ إِذا تُمُرِّغَ في نَداهُ / تَمَرَّغنا عَلى كَرَمٍ وَطَيِّ
لَعَمرِ بَني أَبي دَيناً وَعَمري / وَعَمرِ أَبي وَعَمرِ بَني عَدِيِّ
لَقَد جَلّى كِتابُكَ كُلَّ بَثٍّ / جَوٍ وَأَصابَ شاكِلَةَ الرَمِيِّ
فَضَضتُ خِتامَهُ فَتَبَلَّجَت لي / غَرائِبُهُ عَنِ الخَبَرِ الجَلِيِّ
وَكانَ أَغَضَّ في عَيني وَأَندى / عَلى كَبِدي مِنَ الزَهرِ الجَنِيِّ
وَأَحسَنَ مَوقِعاً مِنّي وَعِندي / مِنَ البُشرى أَتَت بَعدَ النَعِيِّ
وَضُمِّنَ صَدرُهُ ما لَم تُضَمَّن / صُدورُ الغانِياتِ مِنَ الحُلِيِّ
فَكائِن فيهِ مِن مَعنىً خَطيرٍ / وَكائِن فيهِ مِن لَفظٍ بَهِيِّ
وَكَم أَفصَحتَ عَن بِرٍّ جَليلٍ / بِهِ وَوَأَيتَ مِن وَأيٍ سَنِيِّ
كَتَبتَ بِهِ بِلا لَفظٍ كَريهٍ / عَلى أُذُنٍ وَلا خَطٍّ قَمِيِّ
فَأَطلِق مِن عِقالِيَ في الأَماني / وَمِن عُقُلِ القَوافي وَالمَطِيِّ
وَفي رَمضاءَ مِن رَمَضانَ تَغلي / بِهامَةِ لا الحَصورِ وَلا التَقِيِّ
فَيا ثَلَجَ الفُؤادِ وَكانَ رَضفاً / وَيا شِبَعي إِذا يَمضي وَرِيِّ
رِسالَةَ مَن تَمَتَّعَ بَعدَ حينٍ / وَمَتَّعَنا مِنَ الأَدَبِ الرَضِيِّ
لَئِن غَرَّبتَها في الأَرضِ بِكراً / لَقَد جُلِيَت عَلى سَمعٍ كَفِيِّ
وَإِن تَكُ مِن هَداياكَ الصَفايا / فَرُبَّ هَدِيَّةٍ لَكَ كَالهَدِيِّ
بَيانٌ لَم تَرِثهُ تُراثَ دَعوى / وَلَم تُنبِطهُ مِن حِسيٍ بَكِيِّ
عَشَوتُ عَلى عِداتِكَ فيهِ حَتّى / خَطَوتُ بهِ عَلى أَمَلٍ مُضِيِّ
فَناهِض بي مِنَ الأَسفارِ وَجهاً / مَهاريهِ ضَوامِرُ كَالحَنِيِّ
فَلَستَ تَرى أَقَلَّ هَوىً وَنَفساً / وَأَلزَمَ لِلدِنُوِّ مِنَ الدَنِيِّ
نَبَتُّ عَلى خَلائِقَ مِنكَ بيضٍ / كَما نَبَتَ الحَلِيُّ عَلى الوَلِيِّ
فَمِن جودٍ تَدَفَّقَ سَيلُهُ لي / عَلى مَطَرٍ وَمِن جودٍ أَتِيِّ
وَمِن جودٍ لَهُ حَولي صَريفٌ / بِنابَيهِ وَمِن عُرفٍ فَتِيِّ
وَمَحدودِ الذَريعَةِ ساءَهُ ما / تُرَشِّحُ لي مِنَ السَبَبِ الحَظِيِّ
يَدِبُّ إِلَيَّ في شَخصٍ ضَئيلٍ / وَيَنظُرُ مِن شَفا طَرفٍ خَفِيِّ
وَيُتبِعُ نِعمَتي بِكَ عَينَ ضِغنٍ / كَما نَظَرَ اليَتيمُ إِلى الوَصِيِّ
رَجاءً أَنَّهُ يوري بِزَندي / إِلَيكَ وَأَنَّهُ يَفري فَرِيّي
وَذاكَ لَهُ إِذا العَنقاءُ صارَت / مُرَبَّبَةً وَشَبَّ اِبنُ الخَصِيِّ
أَرى الإِخوانَ ما غُيِّبتَ عَنهُم / بِمَسقَطِ ذَلِكَ الشَعبِ القَصِيِّ
وَمَردودٌ صَفاؤُهُمُ عَلَيهِم / كَما رُدَّ النِكاحُ بِلا وَلِيِّ
وَهُم مادُمتَ كَوكَبَهُم وَساروا / بِريحِكَ في غُدُوٍّ أَو عَشِيِّ
فَحينَئِذٍ خَلا بِالقَوسِ بارٍ / وَأُفرِغَتِ الأَداةُ عَلى الكَمِيِّ
وَإِنَّ لَهُم لَإِحساناً وَلَكِن / جَرى الوادي فَطَمَّ عَلى القَرِيِّ
وَهَل مَن جاءَ بَعدَ الفَتحِ يَسعى / كَصاحِبِ هِجرَتَينِ مَعَ النَبِيِّ
لَقَد أَقامَ عَلى بَغدادَ ناعيها
لَقَد أَقامَ عَلى بَغدادَ ناعيها / فَليَبكِها لِخَرابِ الدَهرِ باكيها
كانَت عَلى ما بِها وَالحَربُ موقَدَةٌ / وَالنارُ تُطفِئُ حُسناً في نَواحيها
تُرجى لَها عَودَةٌ في الدَهرِ صالِحَةٌ / فَالآنَ أَضمَرَ مِنها اليَأسَ راجيها
مِثلَ العَجوزِ الَّتي وَلَّت شَبيبَتُها / وَبانَ عَنها كَمالٌ كانَ يُحظيها
لَزَّت بِها ضَرَّةٌ زَهراءُ واضِحَةٌ / كَالشَمسِ أَحسَنُ مِنها عِندَ رائيها
لا تَرثِ لِاِبنِ الأَعمَشِ الكَشخانِ مِن
لا تَرثِ لِاِبنِ الأَعمَشِ الكَشخانِ مِن / رُخصِ الإِجارَةِ وَالبَغاءِ لَدَيهِ
أُنظُر إِلى اِبنِ الزانِيَينِ تَجِدهُما / قِرنَينِ يَصطَرِعانِ في عَينَيهِ
قَطَعَ الطَريقَ عَلى فِياشِ عَجوزِهِ / وَأَمالَ وَفدَ النايِكينَ إِلَيهِ
ما فِكرَتي فيهِ وَلَكِن فِكرَتي / في أَيرِ جَيّافٍ يَقومُ عَلَيهِ
أَلَم يَأنِ تَركي لا عَلَيَّ وَلا لِيا
أَلَم يَأنِ تَركي لا عَلَيَّ وَلا لِيا / وَعَزمي عَلى ما فيهِ إِصلاحُ حالِيا
وَقَد نالَ مِنّي الشَيبُ وَاِبيَضَّ مَفرِقي / وَغالَت سَوادي شُهبَةٌ في قَذالِيا
وَحالَت بِيَ الحالاتُ عَمّا عَهِدتُها / بِكَرِّ اللَيالي وَاللَيالي كَما هِيا
أُصَوِّتُ بِالدُنيا وَلَيسَت تُجيبُني / أُحاوِلُ أَن أَبقى وَكَيفَ بَقائِيا
وَما تَبرَحُ الأَيّامُ تَحذِفُ مُدَّتي / بِعَدِّ حِسابٍ لا كَعَدِّ حِسابِيا
لِتَمحُوَ آثاري وَتُخلِقَ جِدَّتي / وَتُخلِيَ مِن رَبعي بِكُرهٍ مَكانِيا
كَما فَعَلَت قَبلي بِطَسمٍ وَجُرهُمٍ / وَآلِ ثَمودٍ بَعدَ عادِ بنِ عادِيا
وَأَبقى صَريعاً بَينَ أَهلي جَنازَةً / وَيَحوي ذَوو الميراثِ خالِصَ مالِيا
أَقولُ لِنَفسي حينَ مالَت بِصَغوِها / إِلى خَطَراتٍ قَد نَتَجنَ أَمانِيا
هَبيني مِنَ الدُنيا ظَفِرتُ بِكُلِّ ما / تَمَنَّيتُ أَو أُعطيتُ فَوقَ أَمانِيا
أَلَيسَ اللَيالي غاصِباتي بِمُهجَتي / كَما غَصَبَت قَبلي القُرونَ الخَوالِيا
وَمُسكِنَتي لَحداً لَدى حُفرَةٍ بِها / يَطولُ إِلى أُخرى اللَيالي ثَوائِيا
كَما أَسكَنَت ساماً وَحاماً وَيافِثاً / وَنوحاً وَمَن أَضحى بِمَكَّةَ ثاوِيا
فَقَد أَنِسَت بِالمَوتِ نَفسي لِأَنَّني / رَأَيتُ المَنايا يَختَرِمنَ حَياتِيا
فَيا لَيتَني مِن بَعدِ مَوتي وَمَبعَثي / أَكونُ رُفاتاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
أَخافُ إِلَهي ثُمَّ أَرجو نَوالَهُ / وَلَكِنَّ خَوفي قاهِرٌ لِرَجائِيا
وَلَولا رَجائي وَاِتِّكالي عَلى الَّذي / تَوَحَّدَ لي بِالصُنعِ كَهلاً وَناشِيا
لَما ساغَ لي عَذبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ / وَلا طابَ لي عَيشٌ وَلا زِلتُ باكِيا
عَلى إِثرِ ما قَد كانَ مِنّي صَبابَةً / لَيالِيَ فيها كُنتُ لِلَّهِ عاصِيا
فَإِنّي جَديرٌ أَن أَخافَ وَأَتَّقي / وَإِن كُنتُ لَم أُشرِك بِذي العَرشِ ثانِيا
وَأَدَّخِرَ التَقوى بِمَجهودِ طاقَتي / وَأَركَبَ في رُشدي خِلافَ هَوائِيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025