المجموع : 24
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا / وتجلىَّ جهرةً منيِّ إِليّ
لم يُشاهِد حسْنَه غيري ولم / يبْقَ في الدَّير سِوى المشهودِ فيّ
وجَلا عنيِّ حجاباً كُنْته / وتلاشى الكَون يا صَاح لديّ
أيُّ حُسن ما بدا إِلا لمن / قد طوَى العقْل معَ الأكوان طيّ
ورأى الأشْياء شيئَا واحداً / بل رأى الواحِد وتراً دون شيّ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ / سلْ متى ما ارتبت عنها كل شيْ
كل شِي سرُها فيه سَرَى / فلذا يثنى عليها كل شيْ
قال مَن أشهدَ معنى حُسنها / إِنه منتشرُ والكل طيْ
هي كالشمسِ تلالا نورها / فمتى ما إِن ترُمةُ عاد فيْ
هيَ كالمرآة تُبدي صوراً / قابَلَتْها وبها ما حل شيءْ
هي مثلُ العين لا لون لها / وبها الألوانُ تُبدي كل زَيْ
والهدى فيها كما أشقى بها / ولها الحجة في كشف الغُطَيْ
جورها عدل فاما عدلها / فهو فضلٌ فاستزد منه أخيْ
هِيْ في مربعها لا غيرُها / فلذا تُدْعى بلا شيء سُوَيْ
عجباً تنأى ولا أيْن لها / ثم تَدْنُو وصْلُها ملْ يَديْ
ولنا مِنْ وصلها جمعٌ ومِنْ / بُعْدِها فرقٌ هما حال إِليْ
فبحكم الجمع لا فرقَ لها / وبحكم الفرقِ تلبيس عِليّ
لَبْسُها ما أظهرتْ مِنْ لُبْسِها / فلها في كل موجودٍ مُريْ
أسْفرت يوماً لقيسٍ فانثنى / قائلاً يا قومْ لم أحْبِبْ سويْ
أنا ليلى وهِيَ قيسٌ فاعجبوا / كيْف مني كان مطلوبي إليّ
جِيتْ مِن البَدايا حَتى
جِيتْ مِن البَدايا حَتى / ريتْ أني عدتُ للنهَايا
لمَّا زالتْ استارِي / ريتْ بيَّا ليَّا
وارتفعْ حجابْ قلْبي / وشُغفتُ بِيَّا
وَانَا هُ محبُوبي / والجمالُ لِيَّا
قُولوا لِي هَنِيَّا / كَنزي بين عيْنيَّا
تُنْفِقُوا عليَّا /
لَسْ هذا الغنى محْدَثْ / مِن قَديمْ هُ عِنْدِي
نكروه عُذالي / ونِلْتو بَعْدي
مَن سَعَدْ مِن أولادِي / هُوَ يرثُه بَعْدي
مملَكهْ قوية / خبرتْني عَن آدَمْ
مَا أشبْهُوا ليَّا /
غِبْتُ لم نَغِب عنْكم / احْسبُوني معْكُمْ
ذَا الستار تحْجُبني / وأنا لسْتُ منْكم
ذا السكُونْ فيهِ رمْزِي / وأنا نعِظْكُم
سلِّمُوا عليَّا / كُلكُمْ تجُوا عِنْدي
للدّار السَّنيَّا /
نشرب بكاس الحميا / ومتى تقبل عليا
وليا نعشق بنيا /
لأني هو ذاتي / وروحي حقيقة
تملا وتسقيني / خمرة رقيقة
ولا نبالي / بقول الخليقة
فاطلُب علَيَّا لديَّا / واشْرب هَنيَّا مَريَّا
خمراً قديماً جَليَّا /
إشاراتي مِنِّي فيَّا فاعْلمْ /
ولا تردْ ليَّا ثاني فافْهم /
عينُ الجميعْ أنا كلِّي فالزَمْ /
فخلِّ هوَّ وَهِيَّا / واتركْ لزيْدٍ ومَيَّا
وطِبْ واعْشق بِنيَّا /
فالفَانِي يَفْنَى وتبْقى حَياتي /
ولاَ تُفارِق حَياتِي صفاتي /
فَذاتِي كُلِّي وكُلِّي ذاتِي /
وشمسُ ذاتِي مُضيَّا / ومِنِّي نُقْبل عَلَيَّا
وفيَّا نعشق إليَّا /
بوصْلِ حبي دَعْني
بوصْلِ حبي دَعْني / نَفْخَرُ يَا صَاحِبي
حَسَّنْتُ فيكَ ظَنِّي / وَقَضيْتَ مأرِبِي
أفْنَانِي عَنِّي بِيَّا / وهَذْي بُغْيَتي
صوَّرْتي مِنِّي فِيَّا / مِنْ وصْلِ حَضْرتي
وهَذِي هِيَ الرؤْيا / مِنْ عَيْن دَعْوتِي
نَطْلُب كَمالِي فِيَّا / مِن وصْلِ جانِبي
نَعِش بِهِ هَنِيَّا / فافْهَمُ مَطالبي
احْضَرْ يا مَن هُوَ بَرَّا / واعْبُرْ لِدَيْرِنا
تُسْقى كُوسَ مسرَّا / مِن خَمْرةِ الْمُنى
لَسِ يَبْقى فِيها ذَرَّا / مِن وحْشَةِ الدُّنا
إِلاَّ كَضَوءِ شَمْسٍ / تُشْرِقْ لِشَارِبي
فاعْزِمْ عليْها اخْلَعْ / ثَوْبَ النَّجايْني
انْتَمَّ زَجَلْ سِمْسار / بالْبَيْع والشَّرِي
ومَن يَبِعْ ما يخْسرْ / لأنِّي مُشْترِي
غالِي في طَيّ أسْرَارْ / لَوْشى وشُشْتري
بقُربٍ مِن جمَالَكْ / تُشرِقْ كَواكِبي
فاغْتَنِمْ وِصَالكْ / مَعَ الحبايبِ
البُعْدُ عنْكَ يا ابْني
البُعْدُ عنْكَ يا ابْني / أكبرْ مصايبي
وحِينْ حصَل لِي قْرْبَكْ / سَيَّبتُ قاربي
يُوحشْني فيكْ ظُهوري مِن بَعْدِ غَيْبتي /
ونَذْكُرَكْ وتَدْهَشْ مِنْكَ قُلَيْبتي /
يُبْسُطْني فيكْ أنْسي يقْبِضْني هَيْبَتي /
لَو أنَّ بانْطباعي / واخراجْ قَوالِبي
وإِنْ صِبْتُ منكَ خَلوه / تنْشُبْ مَخالبي
سقَيتني عُبَيْبَة من خَيرِكَ القديمْ /
وكُنْتَ لِي موانس في السُّكر والنَّديمْ /
وصِرتُ بيكْ مُرَفّهْ ولم نَزلْ عَديمْ /
ولم يكُن شرَابَكْ / مِن قَرضِ شارِبي
وإِنّمَا بِفَضْلكْ / تَمّت مآرِبي
إِيَّاكَ لا تَنظُر اثْنين / لا تَسْمَع الغَلَطْ
ما ثمَّ إِلاَّ واحِدْ / أنْت هُوَت فقط
وافهمْ ذِيكَ الْمَعانِي / واحْذَر ذِيكَ النَّقطْ
وانجمعْ بذاتكْ / لَسْ ثمَّ طالبي
غَيْرَك على صفاتِكْ / مِن الأَقاربِي
يا من يقُل لي كثرة / فالناس هوم المِلاح
حقاً تُرى الكواكبَ / مَع بهجةِ الصَّباحْ
مُطْلَق تطرتُوا فاسمع / وارْجِعْ للاصطباح
ما ثمَّ إلاَّ واحد / فافهم يا صاحبي
والكثرْه مِثلُ كثرهْ / جَوْزِ العجايبي
تمَّ الزَّحَل في ساعه / وجاكما تَرَى
عمَل مُحِق جيِّد / لَوْشِي وشُشْتري
عارِض لزجَل عاشق / خَبرُوا لقد درِي
نَبْكي وكَيف لا نَبْكي / عَلَى جَبايبي
ودَّعْتُهُم وسارَت / عَنْهُم ركايبي
طابَت أوقاتي وَحياتِي
طابَت أوقاتي وَحياتِي / مُذْ بقيت مَجمُوع معَ ذاتي
أنا إِنسانِي يهْواني / لم يَزَل معِي يَرعانِي
وعنِ الفاني أفْنانِي / وبِتخليقِي أوْقاتِي
طَابت أوقاتي وحياتِي / مُذْ بقيْت مَجموع مع ذاتِي
يا مُديرَ الراحْ إِسْقيني / خمْرَةَ الأرواح تُحْييني
فيها الأفْراح تأتيني / وتَزَل عني رَوَعاتي
طابت أوقاتي وَحَياتي / مُذْ بقيت مَجمُوع معَ ذاتي
يا فقيه اسمعْ وافْهمْني / كُلُ من يقْنَعْ يسْتغْنِي
لاَ تكُن تطْمَعْ تصْحِبْني / وأنْت في بحْرِ الغفلات
طابت أوقاتِي وحَياتِي / مُذْ بقيت مَجمُوع معَ ذَاتي
يا عذولي روحْ كمَ تخْدَع / الفؤادْ مجْرُوح لم يسْمع
إِنْت ما فيك روح تتخدع / وتَهَيج نارْ شَهْواتِي
طابَت أوقاتِي وحياتِي / مُذْ بقيت مَجمُوع معَ ذاتِي
مُقْلتي تُبْدي
مُقْلتي تُبْدي / ما أخْفَيْتُ مِن وَجْدِي
كيْفَ بالكِتْمانْ / وقد نَمَّ بي دَمْعي
لِنْتُ لِلْهِجْران / وما اللَّيْنُ مِن طَبْعي
سطوةُ الأجفان / يضيقُ بها ذَرْعي
وحْدُها يُرْدِى / فكيْفَ معَ الصَّدِّ
يا غزالاً حالْ / عَلى الصَّبَّ في الْعَهْدِ
بعْدما قد مال / عنِ الوصْلِ لِلْصَدِّ
ذَا الْجَفَا قد طال / وَقد جُرْتَ بالقصدِ
لمْ أُرِد بُعْدِي / ولكنَّهُ سَعْدي
بأبي أهْيَف / رجعت ككشْجِيّه
شادِنٌ أوْطَفْ / بَدَا وردُ خَدَّيْهِ
خافَ أن يُقْطَفْ / حَمَاهُ بِعَيْنَهِ
كَالْقَنَا الْمَلْذِي / يَحُومُ عَلى الْوَرْدِ
مُنْيَةَ الْقَلْبِ / عَبِيدُكُمْ هَيْمانْ
خَلِّ عَنْ عَتْبِ / وَدَعْ عَنْكَ ما قدْ كانْ
بُغْيَةَ الصَّبَّ / أنْ يَكْتَبْ مِن الْغِلمانْ
خَيْرَ ما عِنْدِي / إِذا صِحْتَي عَبْدِي
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ / مُذْ نَظَرْت عَيْني جَهْراً إِليّ
أنَا قَد فَشَاسِرِّي بِلاَ مَقالْ / وقد ظَهَرْ عيْني بِذَا الْمَثال
نَرَى وُجُودْ غَيْرِي مِنَ الْمُحال /
وكُلُ مَنْ دُونِي خَيالٌ فِيّ / مُتْحَدُ المعنى في كُلِّ حَيّ
أنا هُوَ المحبُوبْ وأنا الحبيبْ / والحبُّ لِي مِنِّي شيءٌ عجيبْ
واحِدْ أنا فافْهم سراً غريبْ /
فَمَن نَظَر سِرِّي رآنِي شَيْ / وفي حُلا ذَاتِه طَوانِي طَيْ
صِفاتِي لا تَخْفَى لِمنْ نَظَرْ / وذاتي معلومةُ تِلْكَ الصُّوَر
فافْني عنِ الإِحْساس ترى عِبَرْ /
بالسِّرِ والمعنى خِفيتُ طَيّ / لأنني مني سِرِّي عَلَيْ
يا لائمي جَهْلاً دَع الْحَفَا / الْحُبُّ أشْهَرَني بِلاَ خَفَى
فاطْرَحُوا عَني ثَوْبَ الْعَفَا /
عِريانْ نُريد نَمشِي أجَلَّ شَيْ / كما مَشَى قَبْلِي غَيْلانُ مَيْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ / تَحْسِبْهُ حَي
لَسْ يُشْبِهُ الفخَّار / مطْبُوخ لِنَيْ
تَرضابْ وما هُ النِي / كما عُجِن
وصَوَّرُوا الفَخَّار / على يَقِين
إِنِ انْكَسَرْ في الْحِين / يَرُدُّوا طِينْ
وإِن انْكَسِر مطْبُوخ / أهْنا شُوَيْ
لَسْ يَشبهُ الفَخَّار / مطبوخْ لِنَيْ
فَمنْ طَبخْ يَصْعَد / كما طُبِخْ
والنَّيْءُ في طينُوا / إِنْ عاد لُطِخ
وهلْ تَرَى المطبوخْ / يَرْجِع سُبِخ
فَمنْ رَطِبْ قِحْفُوا / يَحتاج لُو كَيْ
لَسْ يُشْبِهْ الفَخَّار / مطبوخْ لنِيْ
أربعْ هِيَ الأحكام / دونَ الْتِوَا
ماءٌ وطينْ خَضْخاض / بِهِ ثَوَا
والنَّارُ عَلى التَّحْقيق / ثَمَّ الْهَوَى
فِذِي الثَّلاثُ اشْيَا / رُدُّو سُوَىْ
لَسْ يُشْبهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
فالزَّوجْ هِيَ الجَنَّه / والنَّارْ فرِيدْ
فادْرُوا هذا المعنى / ياذَا الْعَبيدْ
ومَنْ دخَلْ بالِي / يَرْجِع جديد
ومَن فَهِم يَحْتاجْ / يَكُنْ فُتَيْ
لَسْ يَشْبِهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
وأكْثَرْ مَا يبْقَى / ثُمَّ مَنِ احْتَطَب
نَقْلُوا إِهْنَا بِيكْ / حَلَّ العَطَب
لو أنَّ لَيْكَ تطْلُب / فيكَ الطَّلَب
كانْ تَرْجِعُ النِّيرانْ / لَهُ مُوَيْ
لَسْ يُشْبِهُ الفَخَّار / مَطْبوحْ لِنَيْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ / قَى عِنْدكْ يا بْنِ في الْحَيِّ حَيْ
قُطْبْ مِنْ ذاتِك / اجْعلْ وعليْهِ الْمَدار
وإِذا رأيْتَ فَتْحَك / وقدْ أضَا واسْتَنارْ
وبَدَتْ لَكْ خفايا / كَنْزِ ذاكَ الْجَدار
احْتَفِظْ يا أخَيْ ورُسيْما لَك / احْذَر أنْ تَكُون بُوسُخَيْ
وامْشِ للدَّيْرِ مِن ثَمْ / وتَرَى فِيه فُنُون
مِنْ معانِي وفِيها / ما يُقِرُّ الْعُيُون
إِنَّمَا صاحِبُ الدَّيْرِ / فَهْوَ فَوْقَ الظُّنُون
إِنْ أعْطاكْ بالُّنمَىْ إِمْشِ خُودِ / الذي يُعْطِيك ثُمَّ رُدَّ الْوُعَيْ
أنَا حين جِئْتُ قاصِدْ / وسَمِعْتُ الْغِنَا
ورجَعْ ذُلِّي عِزًّا / وافْتِقارِي أِنَا
قُلْتُ لُو يا حَبيبي / أنْتَ واللهِ أنَا
قال لي اهنا شُوَيْ إِذا حَقَّقْتَ / تَحْمَقْ وتَشُقُّ القُبَيْ
إِمْشِ ركِّب وحَلِّل / وانْفِ واثْبِتْ وجِي
وادِّ كُلَّكْ وبَعْضَكْ / لِمَنْ تَلْتَجِي
وإِذا رأيْتَ دَيْرَكْ / يَنْظَرِبْ لِلْمَجِي
ورَجَعْ لَكْ مُرَيْ / أرْتَجَى السُّكْنَى عندي
قد تَركْتُ الكُرى /
تَمَّ هذا الزَّجيلْ / وجَا واللهْ حَسَنْ
سُقْتُ لكْ فيه ذِي الأسرارْ / ولاَ نَطْلبْ ثَمَنْ
وإِلى القاضِي نَدْعِيكْ / الفَقيهْ أبُو الْحَسَنْ
أو إِلى ابْنِ جُزَيْ / إِن لَم أيْشْ تدري قَدْرَك
أو نُسَمِّيك فُلَيْ /
سافِرْ ولا تَجْزَعْ
سافِرْ ولا تَجْزَعْ / واسْكُن إِليْ
ومُتْ وعِشْ واسْمَعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
يا سائِلاً مِنِّي / كَيْفَ الوصولْ
إِنْ كانْ تُصَدِّقْني / فيما نَقُول
أدْنُوا وخُذْ مِنِّي / بَعْضَ الأصُول
يَكُونْ سَبَب سَعْدَكْ / جَمْعَكْ عَلَيْ
وبَعْد ذَا نُعْطيك / شُرْب الدُّوَيْ
أنْظُر في مِرْآتك / تَرَى عَجَب
وَنزِّه أوْقاتَك / وانْفِ الرِّيَب
فالكُلُّ مِن ذاتَكْ / لا تَنحَجَب
وعِنْدَما يَصْفُو / عَيْشَكْ شُوَيْ
تَرى الوجودْ يبْدُو / نَشْراً وطيْ
قُل للعذولْ يَكْفيه / ما حَلَّ بِيهْ
لَوْ يَسْمَع التنبيه / مِنُّوا وفِيهْ
كانْ يَنْتَبِهْ / لكن وقع في التَّيهْ
عايِمْ في بَحْرِ الْغَيْ / لَم يَدْرِ أيْ
كَذَا الذي يَقْلَع / معَ الْهُويْ
أيْنَ الذي يفنى / في حُبَّنا
ويَفْهَمُ المعنى / مِنْ حَيّنَا
يقُلْ لِمنْ غَنَّى / يَنْشُد لَنَا
عُرْيانْ نُريدْ نَمْشِي / أجَلُّ شَيْ
كَمَا مَشَى قَبْلِي / غَيْلانُ مَيْ
تَرْكُك لِجِسْمِك
تَرْكُك لِجِسْمِك / وكَشْفُ الْغُطَيْ
فافْنَى ودَعْ حُبُّو / وتَبْقَى حَيْ
يُشْغِلَك عَن ذاتَك / وتَنْحَجَبْ
وَيجْعَلْ أوْقاتَكْ / كُلَّهَا شَغَب
فاصْقُل لمرآتَك / ترَى عَجب
يُريك أيْش ما ثَمْ / صَقْلُ الْمُرَي
مَنْ في القُبَا يَرجع / صَحْبَ الخَبَي
خُودِ الوجودْ كُلاَّ / يا ذَا الخليع
عُلْواً مع سفلاَ / رُدُّوا جميع
واجعل مِنَ الْجُمْلا / عرشاً رفيع
مَرْكَب في بَحْرِ اسْمَا / ما فِيهِ شيْ
على الْمُحَرَّك لُوا / دُرْ يا أُخَيْ
إِنْ كُنْتَ مِمَّن قال / تَمَّ الْوَسَط
قُلوا مالُوا إٍسْتِقلال / خَلِّ الْغَلط
واحِد هُوَ الفعَّال / في الْحَضْر قط
فازهَد في ذي الأغيار / واطْوِيها طَيْ
وأنْتَ في الْجُمْلَهْ / تَكُنْ فُتَى
مَنْ ذَا الذي يَزْهد / إِذَا فَنِيت
ومَن بقَى يَشْهد / كَيْتاً وكَيْتْ
وُجُودُوا ليْس يُجْحَد / كَما رأيْت
والرائي هُ المرئي / وَتَمْ شُوَيْ
سرَاب هُوَ يا عطشان / يظْهَر مُرَيْ
رُدّ الوجُود واحد / وأنْتَ ذَاك
وليْسَ عليك زَايد / وما ثَمْ سِواك
كُن للسُّوي جاحِد / مَهْمي أتاك
وَهمك هُ يَطَّوَّر / ما تَحْتَ شَيْ
حِجاب هُ قُم مَزِّق / عَنْكَ الطُّلَيْ
فَنَّشْتُ مَن يَفْنَى / وايْش هُ الفَنَا
فلم أجِد معْنَى / إِلاَّ أنا
ما كُلُّ مَن غنَّى / يُنْشِد لنا
عُرْيان نُرِيد نمشِي / أجَلَّ شَيْ
كما مَشَى قَبْلِي / غَيْلان مَيْ
وهْمَكْ أزِل
وهْمَكْ أزِل / واسْكُن شُوَيْ
واشكرْ لِمَنْ يَصْقل / مِنْكَ الْمُرَيْ
شَيْخَك يُريك قَطْعَا / كَيْفَ السلوك
فاثْبُتْ عَسَى جَمْعاً / تَنْفِي الشُّكُوك
وقُلْ لِمَنْ يَرْعَى / سِرَّ المُلوك
ويْفُكْ لَك رَمْزَك / شَيَا فَشَيْ
تَبْقَى فَريدْ عَصْرَكْ / في الْحَيْ حَيْ
يا صاحِبَ الإمكانْ / قُلْ لِي نَراك
في حضْرَةِ الإحسانْ / لَس ثمَّ سواك
نَتِه على الأكوان / والْحَقْ ذَاكْ
أنتَ الوجودُ وحْدَك / نَطْوِيهِ طَيْ
والْكُلُّ فِيكْ جُمْلهْ / تحْتَ الْغُطَيْ
مُرْ يا عَذُول عَنِّي / باللهِ ورُوحْ
ولاَ تُعَنِفْنِي / دَعْني نَبُوحْ
فالسّر لِي مِنِّي / جانِي فُتُوح
وأنْتَ مَعَ نَفْسِك / تُغْوِيك غَيْ
ما تَبْرَا مِن جَرْحِك / إِلاَّ بِكَيْ
قُلْ للْحَكيم يَسْقِيك / مِن شِرْبِهْ
فإنهُ يُروِيك / حَتْماً بِهْ
فإن صَفَا عيْشُك / طِبْ يا أُخَيْ
ومتْ تعشْ واسمعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
إِنْ استقامَ حالَكْ / يا ذَا الحبيبْ
اجْعَلُه رأس مالَك / واحْذَر يغِيب
وجَرِّرْ أذيَالك / وافْرَح وطِيب
وقُلْ لِوَهْمِك / هِيَ غَطَّت عَلَيْ
تَرَكْتَنِي دايِم / صِفْرَ الْيَدَيْ
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي / حُلَهْ باشْ نَلْقاك نقِيَّا
كم لِي نَتَمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
كانْ نرِيد يا رَب حُلَه / وتُقِمْها ليَّا مِن جُود
ويكونُ حريرُها كَوْفِي / بِخِلافِ ما يَغْزل الْدُودْ
ونرِيد يَنْسُجْها صانِع / بِماعُونٍ مِن كُلِّ محمود
وتُقام لَها صنايِف / من الأعمال الْرَضِيَّا
كم لِي نَتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها ليَّا
ويكُون ذِي الثوبِ متاعُها / من أجلِ ما فِيه الأثْوابْ
وبما الوضوءِ مطهرٌ / أو بِدمعِ مَن هُو كيْف تاب
خالص من الشوائب / ومن الريا والإعجاب
حتى إذَا فاحَت وصارَت / بِنُور الْهُدَى مُضِيَّا
كم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريم لَبسْها لِيَّا
وِتْفَصَّل لِي يا ربِّي / بِمقَصِّ قَطْع العلائق
ويكُون صُومُ التطوع / الْبَدَن مَع الْبَنايِق
وتُخَاط على ما يَلْزَم / بِخُيُوطٍ مِنَ الْحَقائِق
ويكُنْ لَها وَظائِف / من الأخلاقْ الْرَضِيَّا
كم لِي نتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
ولْيَكُن كُمِي اليمينْ / فِيهِ زُهْدِي مع يقيني
ويكُن كُمِي الشِّمال / هُوَ صَفْوَتِي أميني
ولْيَكُن جِيبي مُعَمَّر / بالتُقى وأركانِ ديني
وتَعْطِفها لِي يا الله / مِنْكَ بألطافٍ خَفِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كرِيم لَبِّسْها لِيَّا
ومن أدمعْ المحبهْ / يكُن الحبيب والْطَريقْ
ويكُن نَسْجُها جَيّد / وغَزْل صافِي رقِيق
كَيْ يِجِي عَمْلَها مطبوع / متناسب ودقيق
ويكُون يا ألله شَطَّهْ / ومِنَ العيوب نَقِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
ومِنَ الخشيهْ يا رب / يكُن الأمْر مؤكدْ
وتَطِيب عِنْدَ ذكركِ / وتَصيرُ أفْوَح من النَّدْ
ويَدُومُ على لِسانِي / الصلاةُ على مُحَمَّد
إِيشْ كانْ يفرَح الْعبِيدْ / لَوْ عَطالُوا ذِي الْعَطِيَّا
كَم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريمْ لَبِّسْها لِيَّا
فلِباسُ ذي الحُلَّه عِنْدي / للشُّقَا أفْخَرْ ما يُلْبَس
وأجَلُّ ما هُوَ يُطْلَب / وما يُنْتَخبْ ويُحْبَس
نَخْشَ نلْقاك أحَبِيبي / بالذنوبْ أسود مدنسْ
لَس هُ مِن فِعْلِ الانصاف / يا إِلهِي تبْ عليَّا
كم لِي نَتمنَى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
لِي مُدَّا نرتجِيها / فَعَسَى نبلغْ أمانِي
ويَطِيب حالِي ووَقْتي / بِوُصُولِي لِكَمالِي
فاليْك يا ربِّ نرغبْ / وعليكْ هُوَ أتكالِي
أن تِنَوَّر جسمي بِهَا / قَبْل أنْ تأتِي الْمَنِيَّا
كم لي نتمنى لِباسها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
مَن يَهِم في جمالِي
مَن يَهِم في جمالِي / ويُعَوِّلْ علَيَّا
لاَ يَرَى معي غَيْرِي / لَوْ يَذُوقُ الْمَنِيَّا
كُلُّ مَنْ هُ عاشق / ويُريدْ أنْ يَصِلْي
رُوحُو بالله يُفارِق / إِنْ أراد نظْرة مِنِّي
فاثْبُت إِن كنْتَ صادق / وارْض بالفعْلِ مِنِّي
لَيْسَ يدْرِك وِصالِي / كُلُّ مَنْ فِيه بَقِيَّا
إِنَّما نُفْشِي سِرِّي / لِلَّذي اخْتَصَّ بِيَّا
تَرْتَجِي أن تُقَرَّبْ / وتَرَى ما يَسُرَّك
ومن الصفْوِ تُكْتَب / وبهم يَبْدُوَ أمْرَك
مِنْ شَرابي إِشربْ / وتَنعَّمْ بِسُكْرَك
لاَ شَرابِ الدَّوالِي / إِنَّها أرضِيَّا
خَمْرُهَا غَيْرُ خَمْرِي / خَمْرَتِي أبْدِيَّا
عَطْفُه الحِبَّ عِنْدي / بَهْجَةٌ وسُرور
أضْرَمَتْ نارَ وَجْدي / فَعَلَيْها تَدورُ
جَنَّتي يا أهْلَ وُدِّي / قُرْبُهَا والْحُضورُ
فَمَتَى ما يَبِنْ لِي / زَالَتِ الْبَشَرِيَّا
وتَحَوَّلتُ غَيْرِي / في صِفَا رَوْحانِيَّا
مَن يُطيقْ إِنْ تَجَلَّى / نُورُ وجْهِ الحبيب
إِلاَّ قَلْباً تَمَلاَّ / بالْقَريب الْمُجيب
ما الْهَوَى إِلاَّ ذُلاَّ / دَاوِني يا طَبيب
فَشِفائِي وِصالِي / والْوِصال مِنِّي لِيَّا
وعَذابي هَجْري / وَيْحَ نفسي الشَّجِيَّا
يا أخِي افْنَا تُشاهد / كُلَّ سِرً عَجِيبِ
وتَجُلْ في مَشاهِد / أُنْسِ قرْبِ الْحَبيب
حيْثَ لايَبْقَى شاهِد / أو عَذُول أو رَقيب
يا لَها مِنْ مَجَالِي / حَضْرَةِ قدُوسِيَّا
يَبْدُو لِي فيها سِرِّي / فقُولُوا لِي هَنِيَّا
الْهَوَى قد مَلَكْني / وزِمَامِي بِيَدُّوا
والإشارَهْ تقُدْنِي / والْحَبيب بِيَّا يَحْدُوا
فَهُوَ قُرَّةُ عَيْنِي / وهْوَ مَوْلاي وَحْدُوا
إِنَّ خَلْفَ الظَّلالِ / أسْراراً قُدُوسِيَّا
قد تَجلَّت لِصَدْرِي / وسَرَى السَّرُّ فِيَّا
أُرْفُضِ الْخَلْق وارْقَى / وانْتَفِي عَنْ ظِلالِك
واسْبق الْكَوْنَ سَبْقَا / ثُمَّ غِبْ عن فِعالِك
وافْنَ في الحِبِّ عِشْقَا / فالْمُراد في زَوالِك
عِنْدَ قُرْبِ الزَّوالِ / يَسْري سِرُّك ليَّا
ونُشاهِدْك أمْري / وتَكُن لِي نَجِيَّا
إِدْنُ منَّا واتْرُك / كُلَّ شيءٍ سِوانَا
قُل لِي أشْ ما تَمْلِك / هذِي عينُ الخِيانَا
ناقِض العهدْ تُدْرِك / أيْنَ حَمْلُ الأمانا
هل تَرَى غَيرُ فِعْلِي / ونفودِ الْمَشِيَّا
كِفْ هِ في الْخَلْقِ تَسْري / هَذِي عيْنُ القَضِيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا / نَرْتَشِف كاسَ الْحُمَيَّا
واعْطِي للْخَمارَ دَلْقِي / والثيابَ إِليْ عَلَيَّا
ثُمَّ نَقْطع الْعَمايِم ونُمَزق الطيالِس /
ونَدَقْ الْدُيُور ونَصْحب الشَّمامِس /
ونَدور في الصوامع عَلى لباسِ القَلانِس /
كَيْ أرى مَرْبَحْ مُدامِي / بجملتِ كَفْ الثريَّا
ونَعِشْ في الخانِ خَليعاً / لا إلفَ لِي أو عَلَيَّا
ما نجِد خليعاً مِثْلي حَرَّقَتْهُ الْكاساتُ والأذْنان /
مُعْتَكِف في جامع أزْهَر مُخْتلِي في شَقِّ تِعْبان /
وبَقيتْ عاشِق مُهَتَك نَنْظِمْ الزَّجل والأوزان /
وفي مِحْرابي إِبْريقْ / فيه خَمْرَهْ مَعْنَوِيَّا
وجَعَلْتُ السُّكْرَ دأبي / وهَوَيتُ الْعِشْقَ غيَّا
مَن يَكُن مِثْلِي مُحَقق ويرى جَمْعَ الْمَشاهِد /
يَنْظُرِ الكاساتِ والأدْنان والشراب والْكُل واحد /
ولا يَنْهَل ذَا الْمَناهِل ويَرَى ذِي الْمَوارِد /
إِلا مَن أفْنَى وُجُودُه / ولاَ خَلَّى فِيه بَقِيَّا
ونَفَى عنْهُ الْخَواطِر / وجَلاَ صَقْلَ الْمُرَيَّا
مُذْفنى عنيُ وُجُودي / وفناي عين بقاي
وانْجَلَت لِي الحقيقه / وانْكَشَف عنِّي غِطايْ
وارتَفَع عَنِّي حِجابِي / ما رَأيْت في الْكَون سِوَاي
ورأيْتُ وجْهِي بِوَجْهِي / وانْجَلَت مِنِّي عَلَيَّا
وسَقيتْ ذاتِي بذاتِي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / وهَوَتْ ذاتِي لذاتِي
وَتجَلت لِي الحقيقه / بِنُعُوتِي وصِفاتِي
كُلَّما نادَيْتُ الأكْوان / جاوَبَتْنِي بِلُغَاتِي
قَبْلَ هذا كُنْتُ كَنْزاً / في وُجُودِي مُخْتِفيَّا
فَتعرفتُ لِذَاتِي / وتتكرتُ عَلَيَّا
شَربْنا مدامةً بِلاَ آنِيَهْ
شَربْنا مدامةً بِلاَ آنِيَهْ / فلا تَحْسَبُوا عَيْنَها آنيهْ
فَيا حَبذَا سُكْرُنا حِينَ نَمْ /
بِسرِّ الندامى وما كانَ ثَمْ /
سمِعْنا بها نغمَاتِ الْقِدَامْ /
تَجَدَّدْ مِنْ خَمْرَةٍ باليهْ / فلم يَلْتَفِتْ غيْرُها باليهْ
بها الجِنُ والْبِنُ قد عَرْبَدُوا /
وساقِيهم حاضِرٌ يَشْهَدوا /
وللدَنِ أمْلاكُها سَجَدُوا /
فأصْبحَ شانُهُم شانِيهْ / يقُولُ هَجَرْتُ فما شانِيَه
وادْرِيسُ نادَمَها في الْعُلاَ /
بها ناحَ نُوحٌ ونادى إِلى /
حِمَى ديْرِها نَجْلَهُ الْمُبْتَلاَّ /
فقالَ لهُ إِرْكَبْ الجاريهْ / لِتَشْرَبَ مِنْ عَيْنِها الْجاريهْ
ولَمَّا تجَوْهَرَ مِنها الْخَليلْ /
فقالَ ذَروني فإني عليل /
أُقربُ ابني وذَاكَ قليلْ /
وبالأبِ والأمِ مع خالَيْهِ / دَعُوا مَزْجَها واشْرَبُوا خالَيْهِ
ومِنْ نُورِها كانْ نُورُ الكليم /
وعيسى بها صارَ يُبْرِي السقِيمْ /
وللمصطفى صِرْفُها مِنْ قَديمْ /
فماذا أقولُ وأقوالَيْهِ / يَقْصُرْن فالْصَمْتُ أقْوى إِليه
حدِّثني عن لِبسِ ذا الخِرقَه
حدِّثني عن لِبسِ ذا الخِرقَه / وعَن مَعَاني الشّاِشيَّه
يا فقَرا يا كلُ من رُبيِّ / وفي خلوه وفي زاوِيّه
يا أستاذْ انا نريدْ نرجعْ / منكم وندخل للحمى
كي نسعدْ بالمذاهبْ الأربعْ / وبالمقام الأكرما
شوقي زادْ ومقلتي تَدمَعْ / دمعاً مشوبْ بالالما
اسقني ما يطفي هذا الحرقه / من الخمره الصفيَّا
كي نبري من لوعة الحبْ / ونعيش عيشه رضيَّا
أش قال لي ذا الشيخ يا مشتاق / اسمع كلامي وافهموا
ما يسرّي قلبك م الأشواق / إِلا حديثا تكتمو
كونْ مثلي هِمْ في الملِيح واعشاق / وانظر لحسنوا واخدموا
افهمني وِمَنْ فهم يرقى / في وجلِ حضره عليَّا
وأيْ حضره تدنيك م القربِ / وترى المعاني الشاشيَّه
إِن تسألْ عن سِر باسي / والشاشيه يا ذا المريدْ
قمْ اجعل يَدّكَ على راسي / يَبدو لَكْ السّرْ المفيدْ
اتأمل في كسْى أمياسي / لأن الدنيا تْبيد
يُغْنَى رمزي في الطريقه / عن القميص والشاشِيَّه
ذا الهجرُ يا ثمرة قلبي / لم يبقِ مني بقيَّه
يا نديم أملا الأواني
يا نديم أملا الأواني / واسقني كأس حميّا
أنا محبوبي دعاني / نغتنم ساعه هنيا
اسقني من شراب صافي / زدني من خمر العباره
داوني بها يا شافي / حتى نخلع العذاره
ويكون بها اعترافي / حتى يظهر لي جهاره
سريِّ من علم الغيوب / لاحت الانوار عليّا
ويكون حاضر وغائب / حتى نسكر بالحميّا
ذا الشرابْ لِهْ أواني / لايذقه من هُ جاهِلْ
إِلاّ من يَدِر المعاني / ويكن في الحب واصِلْ
فافنا وارقي عن كل فانِ / حتى تأتيك الرسائلْ
افرح يا روحي بروحي / لاحت الأنوارُ عليَّا
أنا محبوبي دعاني / نغتنم ساعه هنيّا
نظمي من جوهر مرصَّعْ / يفهمه أهل المعاني
من عسل صافي مرفَّعْ / في المذاق حلو وغالي
من يريد الوصل يخضعْ / في الطريق ولا يبالي
افهموا قولي ورمزي / لا تلوم في المشيّا
أنا محبوبي دعاني / نغتنم ساعة هنياَ
يا جماعه ياجماعه / الخليعْ بيعوا ثيابو
هذا هو فصل الخلاعه / الملاحْ سكروا وطابو
اطرحوا الجاهل سراعه / من شطح فرّح شبابو
اسعدْ يا روحي بروحي / لاحت الأنوارُ عليّا
أنا محبوبي دعاني / نغتنمْ ساعه هنيَّا
هِمْ بذاتي سَنيَّا
هِمْ بذاتي سَنيَّا / لمْ تَزلْ أبديَّاً
جَلَّ مَنْ ذاتي بذاتو / وحياتي بحياتو
وصفاتي بصفاتو /
أنا به وَهوَ ليّا / حضرةً قُدُوسيَّا
كِفْ هِ في الخلق تسري / هذا معنى القضيَّا
جَلَّ ربي بِطوْرِي / وظهر في سُطُوري
واعتراني بنوري /
وتجلَّى إِليّا / آيةً معنوية
كِفْ هِ في الخلق تسري / هذا معنى القضيا
قال لسْ ثمَّ كشاني / لا ترى مَعي ثاني
ثبِّتْ قَلبكَ مكاني /
في ظهورِ البريَّا / ثبتتْ الوحَدانيا
كِف هُ في الخلق تسري / هذا معنى القَضيَّا
يا حبيبي وَصِلَني / وَصِلْ الروحَ مِّني
كم وكم ذا أغنى /
ظهر حُبهُ فيَّا / في معاني خَفيّه
كِفْ هِ في الخلق تسري / هذا معنى القضيَّا