المجموع : 9
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ / ويزعمُ أنّه للنارِ صالي
وحُدِّثَنا عن حارثِ الأَعورِ الذي
وحُدِّثَنا عن حارثِ الأَعورِ الذي / نُصدّقه في القولِ منه وما يَروي
بأنّ رسولَ الله نفسي فِداؤه / وأهلي ومالي باتَ طوى الحشا يَطوي
لِجوعٍ أَصابَ المصطفى فاغتدى إلى / كَريمتهِ والناسُ لاهونَ في سهوِ
فصادَفَها وابني عليٍّ وبعلَها / وقد أطرقوا من شدّة الجوعِ كالنضوِ
فقال لها يا فَطمُ قومي تناولي / ولم يك فيما قالَ يَنطِقُ بالهزوِ
هديَّةَ ربّي إنّه مُترحِّمٌ / فقامت إلى ما قال تُسرعُ في الخَطوِ
فجاءت عليها اللهُ صلّى بجفنةٍ / مكوّمةٍ باللحمِ جُزواً على جُزوِ
فَسمّوا وظلّوا يَطعَمون جَميعُهم / فَبخبِخْ لهم نفسي الفداءُ وما أحوي
فقال لها ذاك الطعامُ هديّةٌ / من اللهِ جبريلٌ أتاني به يَهوي
ولم يكَ منه طاعِماً غيرُ مرسلٍ / وغيرُ وصيٍّ خصّه اللهُ بالصَّفوِ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ أخو الهدى
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ أخو الهدى / وأفضلُ ذي نعلٍ ومن كان حافيا
أَسَرَّ إليه أحمدُ العلمَ جملةُ / وكان له دونَ البريّةِ واعِيا
ودوّنه في مجلس منه واحدٍ / بألفِ حديثٍ كلُّها كان هاديا
وكلُّ حديثٍ من أولئك فاتحٌ / له ألفَ بابٍ فاحتواها كما هيا
فبينا رسولُ الله يُملي أصابه / نعاسٌ فأَغفى ساعةً مُتجافِيا
فأملى عليهِ جبرئيلُ مكانَه / من الوحيِ آياتٍ بها كان آتيا
فلمّا انجلى عنه النعاسُ كأنّه / هلالٌ سرت عنه الغيومُ سَواريا
تلا بعض ما خَطَت من الخبرِ كفُّه / وكان لما أُوعي من العلمِ تاليا
فقال عليٌّ قال أنت محمد / بل الروحُ أملاه عليكَ مُباديا
أتاني به جبريلُ يُمليه معرِباً / عليكَ فلم يَغفلُ ولم يكُ ناسيا
وقامَ محمد بغديرِ خُمّ
وقامَ محمد بغديرِ خُمّ / فنادى معِلناً صوتاً نَديّا
لمن وافاه من عَرَب وعُجْمٍ / وحَفُّوا حولَ دوحتِه حَنِيّا
ألا مَنْ كنتُ مولاه فهذا / له مولى وان به حَفياً
إلهي عادِ من عادى عليّاً / وكن لوليِّه مولىًُ وليّا
فقالَ مخالفٌ منهم عُتُلّ / لأولاهم به قولاً خَفِيّا
لعمرُ أبيكَ لو يستطيع هذا / لصيَّر بعدهُ هذا نبيَّا
فنحن بسوء رأيهما نُعادي / بني فُعَلٍ ولا نَهوى عَدِيّا
وصيَّ محمدٍ وأبا بنيه / ووارثَه وفارسَه الوفيّا
وقد أوتي الهُدى والحُكمَ طِفلاً / كَيَحينى يومَ أوتيه صَبِيّا
ألم يؤتَ الهُدى والناسُ حَيرى / فوحَّد ربَّه الأحدَ العَليّا
وصلّى ثانياً في حال خوفٍ / سنينَ تحرَّمت سبعاً أسيّا
له شَهِدَ الكتابُ فلا تَخِرّوا / على آياته صُمّاً عُميّا
بتطهيرٍ أُميطَ الرِّجسُ عنه / وسُمي مؤمناً فيه زَكيّا
به وصَّى النبيُّ غداة خمٌّ
به وصَّى النبيُّ غداة خمٌّ / جميعَ الناسِ لو حَفظوا النبيّا
وناداهمْ ألست لكم بِمولى / عبادَ اللهِ فاستَمعوا إليّا
فقالوا أنتَ مولانا وأولى / بنا منّا فضمَّ لهُ عليّا
وقال لهم بصوتٍ جَهْوَرِيٍّ / وأسمع صوتُه من كان حيّا
فمن أنا كنت مولاهُ فإنّي / جعلتُ له أبا حسنٍ وليّا
فعادى اللهُ من عاداهُ منكم / وكان بمن تولاّه حَفِيّا
واذكُر تحمُّلَه الديارَ ولا تكنْ
واذكُر تحمُّلَه الديارَ ولا تكنْ / ليهودِ خيبرَ لا تكونَ نَسيّا
حملَ الرتاجَ رتاجَ باب قَموصِها / فحسبتَه يَمشي بها بُختيّا
ما ردَّهُ سبعونُ حتى أُلهثوا / سبعونُ مؤتنفَ الشبابِ قويّا
ادخل إلى أحبّ الخلقِ كلّهم
ادخل إلى أحبّ الخلقِ كلّهم / حبّاً إليكَ وكان ذاك عليّا
لما بدت لأخيه سِحنةُ وجهِه / ودنا فسلَّمَ راضياً مرضِيّا
حيّا ورحّب مَرحباً بأحبِّهم / حُبّاً إلى مَلِك العُلى وإِليَا
أوَ لم يقلْ للمشركينَ وكذّبوا / بالوحيِ واتّخذوا الهُدى سُخريّا
قوموا بأنفُسِنا وأنفسِكم معاً / ونسائِنا وبَنيكمُ وبَنيّا
نَدعو فنجعلَ لعنةَ الله التي / تَغشى الظلومَ العاندَ المشْنِيّا
نصبَ الكساءَ فكان فيه خمسةٌ / خيرُ البريّةِ كلِّها إنْسِيّا
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً / من الحَوض تجمع أمناً ورِيّا
إذا ما وَردنا غداً حوضَه / فأدنى السعيدَ وذادَ الشقيّا
متى يدنُ مولاهُ منه يَقُلْ / رِدِ الحوضَ واشرب هَنِيّاً مَريّا
وإن يدنُ منه عدوٌّ له / يَذُدْه عليٌّ مكاناً قصيّا
ويومَ الثَنّيةِ يوم الوَداع / وأزمع نحوَ تبوكِ المُضِيّا
تَنحّى يودِّعُهُ خالِياً / وقد أوقفَ المسلمونَ المطيّا
فظنّ أولو الشكِّ أهلُ النفاقِ / ظُنوناً وقالوا مَقالاً فَرِيّا
وقالوا يُناجيه دونَ الأنامِ / بل اللهُ أدناهُ منه نَجِيّا
على فمِ أحمدَ يُوحي إليهِ / كلاماً بَليغاً ووَحياً خفيّا
فكان به دونَ أَصحابِهِ / ما حثّ فيه عليهِ حفيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا / ولا أمنحُ الودَّ إلاّ عليّا
دعاني النبيُّ عليه السلامُ / إلى حُبّه فأجبتُ النبيّا
فعاديتُ فيه وواليتُه / وكنت لمولاهُ فيه وَليّا
أقام بخمٌّ بحيثُ الغديرُ / فقالَ فأسمع صوتاً نَديّا
ألا ذا إذا مِتُّ مولاكُم / فأفهمَهُ العُرْبَ والأعجميّا