القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَمال الدِّين ابنُ النَّبِيه الكل
المجموع : 4
نَديميَ ماسَ الآسُ فِي سُنْدُسِيِّهِ
نَديميَ ماسَ الآسُ فِي سُنْدُسِيِّهِ / وَأظْهَرَ ما أَخفى لَنا مِن حُليِّهِ
وَلاَحَ بِجِيدِ الغُصْنِ والصُّبْحُ طالِعٌ / مِنَ الطَّلِّ عِقْدٌ ماسَ فِي جَوْهَرِيِّهِ
وَقَدْ ذاعَ سِرُّ الزَّهْرِ حينَ وَشى بِهِ / تَنَفُّسُ نَدِّيِّ النَّسيمِ نَدِيِّهِ
وَألقَى الضُّحى فِي فِضَّةِ النَّهْرِ تِبْرَهُ / فَأَثْرِى الثَّرَى بِالنَّورِ مِن عَسْجَدِيِّهِ
هُوَ السِّيفُ إِن أصداه ظل غصونه / تولى شعاع الشمس صقل صديه
وَساقٍ لَهُ وَجْهٌ وَكَأْسٌ تقارنَا / فَسقَّاكَ شَمْسِيَّاً عَلى قَمَرِّيهِ
وَأطْلَعَ شَمْسَ الطَّاسِ عِنْدَ ابْتِكارِها / وَشَعْشَعَ نَجْمَ الكَأْسِ عِندَ عَشِيّهِ
سَقَى الرَّاحِ مِثْلَ الرَّاحِ مِنْ رِيقِ ثَغْرِهِ / وَأَيْنَ حَبابُ الرَّاحَ مِن لُؤْلُؤِيِّهِ
حَدَدْتُ لَمى فِيهِ ثَمانينَ قُبْلَةً / لأِنّي شَمَمْتُ الْخَمْر مِنْ عَنْبَرِيَّهِ
وَلِلْحُسْنِ مَعْنىً واضِحٌ مِنْ جَبينِهِ / وَفِي خَصْرِهِ مَعْنىً دَقِيقُ خَفِيّهِ
إِذْا ما جَنتْ جَفْناهُ قاصَصْتُ خَدَّهُ / فَلا بُرْءَ لي إلاَّ بِلَثْمِ بَرِيِّه
لَهُ وَجْنَةٌ بَلْ جَنَّةٌ دَبَّ فَوْقَها / عِذارٌ رَبيعُ العَيْنِ فِي سُنْدُسِيَّهِ
بِوَجْهٍ بَهِيِّ الْمُجْتَلَى قَمَرِيِّهِ / وَثَغْرٍ شَهّيِ الْمُجْتَنى سُكَّرِيِّهِ
أَيا يُوسُفِيَّ الْحُسْنِ لَوْلاَكَ لَمْ يَهُنْ / فَتىً مُوسَوِيُّ الْمُنْتَمَى أشْرَفِيُّهُ
مَليكٌ لِشَمْلِ الْحَمْدِ وَالْمُلْكِ جامِعٌ / بِتَدْبيرِ وَقَّادِ الذّكا أَرْوَعِيِّهِ
لَهُ خُلُقٌ يُرْضِي الإِله وَخَلْقَهُ / فَلا ساخِطٌ فِي أرْضِهِ عَنْ رِضِيِّهِ
لَهُ رَوْنَقُ السَّيْفِ الصَّقيلِ وَفِعْلُهُ / وَأَيْنَ ظُباهُ مِنْ مَضاءٍ مُضِيِّهِ
إِذْا ما سَرَتْ فِي لَيْلِ نَقْعٍ جيادُهُ / حَمِدْنا بِصُبْحِ النَّصْرِ مَسْرى سَرِيِّهِ
فَنَظْمُ الكُلَى بِالطَّعْنِ يُرْوي لِرُمْحِهِ / وَنَثْرُ الطُّلَى بِالضَّرْبِ عَنْ مَشْرَفِيَّهِ
فَكَمْ فَلَقَتْ حَمْلاتُهُ بَحْرَ جَحْفَلٍ / وَلَيْسَ عَصا موسى سِوى سَمْهَريِّهِ
كَريمٌ لَوَ أنَّ الْغَيْثَ طَلْقٌ كَوَجْهِهِ / لأَغْنى الْوَرى وَسْمِيُّه عَنْ وَلِيِّهِ
بِثَغْرِ خِلاَطٍ غُلَّةٌ بَعْدَ بُعْدِهِ / وَإنْ هُوَ يَوْماً عادَ عادَ بِرِيِّهِ
وَسُكَّانُهُ كالرَّوْضِ فِي خِلَعِ الرّضى / فَهُم فِي مَريِّ الْعَيْشِ أَو فِي هَنِيِّهِ
أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ
أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ / وَسُمْرَةِ مِسْكَةِ اللَّعَسِ الشَّهِيِّ
وَرُمَّانٍ مِنَ الْكافورِ تَعْلُو / عَلَيْهِ طَوابِعُ النَّدِّ النَّدِيِّ
وَقَدِّ كالْقَضِيبِ إِذْا تَثَنَّى / خَشِيتُ عَلَيْهِ مِن ثِقْلِ الْحُلِيِّ
لَقَدْ أَسْقَمْتِ بِالْهِجْرانِ جِسْمي / وَأَعْطَشَني وِصالُكِ بَعْدَ رِيِّ
إِلى كَمْ أكْتُمُ الْبَلْوَى وَدَمْعي / يَبُوحُ بِمُضْمَرْ السِّرِّ الْخَفِيِّ
وَكَمْ أشْكو لِلاهِيَةٍ غَرامي / فَوَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الْخَليِّ
مُمَنَّعَةٌ لَها جَفْنٌ سَقيمُ / شَديدُ الأخْذِ لِلْقَلْبِ الْبَرِيِّ
تُغازِلُني وَتَزْوِرني حاجِبَيْها / كمَا انْبَرَتِ السِّهامُ عَنِ الْقسِيِّ
وَتَخْتَرِقُ الصُّفوفَ برَوْقِ فِيها / وَهَلْ يَخْفى شَذى الْمِسْكِ الذَّكِيَّ
وِشاجاها عَلى خَصْرٍ عَديمٍ / وَمِئْزَرُها عَلى رِدْفٍ مَلِيِّ
وَمِعْجَرُها عَلى لَيْلِ بَهِيْمٍ / وَبُرْقُعُها عَلى قَمَرٍ سَنِيِّ
يَذودُ شَبا القَنا عَنْ وَجْنَتَيْها / كَمَنْعِ الشَّوْكِ لِلْوَرْدِ الْجَنِيِّ
إِذْا ما رُمْتُ أقْطِفُهُ بِعَيْنيْ / يَقولُ حَذارِ مِنْ مَرْعىً وَبِيِّ
لَسانُ السَّيْفِ مِنْ أَدْنى وُشاتِي / وَمِنْ رُقَبايَ طَرْفُ السَّمْهَرِيِّ
كَأَنَّ لِجَفْنِها فِي كُلِّ قَلْبٍ / فِعالَ الْمَشْرَفِيِّ الأَشْرَفِيِّ
حُسامٌ جاءَ مُنْتَقِلاً لَهُ عَن / أميرِ الْمُؤمِنينَ عَنِ النَّبيِّ
سَنَسْمَعُ عَنْهُما ما قَدْ سَمِعْنا / بِهِ عَن ذِي الْفَقارِ وَعَن عَلِيِّ
إِذْا يَدُهُ الْكَرِيمَةُ صافَحَتْهُ / فَقُلْ فِي لاَمِعٍ أو أَلْمَعيِّ
يَقولُ النَّاسُ أَيُّهُما حُسامٌ / إِذْا اسْتَبَقْقا إلى هامِ الْكَمِيِّ
تَخَيَّرَهُ وَعافَ سِواهُ خُبْراً / بِأَخْذِ الْجَيْدِ أَو رَدِّ الرَّدِيِّ
رَمَى أعْداءَهُ مِنْهُ بِسَهْمٍ / يُصِيبُ نِهايَةَ الْغَرَضِ الْقَصِيِّ
أبَا الْفَتْحِ افْتَخِر وَابْدَأ بِنَفْسٍ / لَها شَرَفٌ عَلى الفَلَكِ الْعَلِيِّ
لَكَ الْكَرَمُ الّذي فَضَحَ الْغَوادي / فَحُمْرَةُ بَرْقِها خَجَلُ الدَّعِيِّ
تُخصُّ بِمائِها فِي الْحِينِ أَرْضاً / وَمالُكَ لِلْفَقيرِ وَلِلْغَنيِّ
لَكَ الْجَيْشُ الّذي إن جاسَ أرْضاً / دَحا الهَضَباتِ كالسَّيْلِ الأتيِّ
تَحُفُّ بِهِ الْمُلوكُ الصِّيدُ فِيهِ / إِحاطَةَ هالَةِ الْقَمَرِ السَّنِيِّ
إِذْا عَطِشَتْ جِيادْ الْخَيْلِ فِيهِ / سَقاها مِنْ دَمِ البَطَلِ الأبِيِّ
وَكَيْفَ ثَبَتَّ طَوْداً مُشْمَخِرّاً / وَأنتَ أَخَفُّ مِن أَسَدٍ جَرِيِّ
وفِي تِلْكَ اليَدِ الْبَيْضاءِ عَضْبٌ / يُحَقِّقُ كُلَّ فِعْلٍ موسَوِيِّ
إِذْا اشْتَجَرَ الْقَنا أَفْناهُ حَطْماً / كَمَلْتَقِفِ الْحِبالِ مَعَ الْعِصِيَّ
سُلَيْمانِيُّ مُلْكٍ لاَ يُضاهَى / تزَيَّنَ بِالْجَمالِ الْيُوسُفِيِّ
قَهَرْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ اقْتِداراً / وَأَنْصَفْتَ الضَّعيفَ مِنَ القَوِيِّ
فَإِنْ تَكُ كالْجَحيمِ عَلى عَدُوٍ / فَإِنَّكَ كالْجِنانِ عَلى الْوَلِيِّ
بَقِيتَ لِهذِهِ الدُّنْيا جَمالاً / سَعيدَ الْجَدِّ فِي عُمُرٍ هَنِيِّ
تَهَنَّ بِأَشْهَبَ مِثلَ الشِّهابِ
تَهَنَّ بِأَشْهَبَ مِثلَ الشِّهابِ / يَسُرُّكَ إِنْ قُلْتَ فِي الجَرْيِ هَيَّا
تَخُطُّ مَعارِفُهُ فِي الثَّرَى / وَيَرْفَعُ راكِبَهُ فِي الثُّرَيَّا
هذا هُوَ الرَّبْعُ ما يُغْنيكَ مَغْناهُ
هذا هُوَ الرَّبْعُ ما يُغْنيكَ مَغْناهُ / بَعْدَ الحَبيبِ وَلا يُرْوِيكَ رَيَّاهُ
كَأَنَّهُ الحَرَمُ المَحُجُوجُ وَالعَلَمُ الْ / مَنْصُوبُ يَهْوي لَهُ مَنْ كانَ يَهْواهُ
شَوقي لِمَنْ يَدُ موسى مِثْلُ مَبْسِمِهِ / إِذْا رَشَفْتُ بَياضاً مِنْ ثَناياهُ
وَيْحَ العَذُولِ أَلَمْ يُبْصِرْ فَفِيهِ لنا / مِنْ يوسُفِ الأُمَمِ الماضِينَ أشْباهُ
دعْني فَلَمْ يَسْلُ قَلْبي عَنْ هَوَى صَنَمٍ / لِفِتْنَةِ النَّاسِ رَبُّ النَّاسِ سَوَّاهُ
مَنْ لَمْ يُضَمْ وَيُذِلَّ الحُبُّ عِزَّتَهُ / فَما يُصَحِّحُ قاضِي الحُبِّ دَعْواهُ
بَدَا فَقالَ مَنِ المَظْلُومُ قُلْتُ فَتىً / مَنَعْت ظَلْمَكَ أَنْ يُرْوي بِهِ فَاهُ
لَمْ يَعْتَصِمْ بِسُلُوٍّ عَنْهُ عاشِقُهُ / كأَنَّما قُيِّدَتْ بِالحُسْنِ عَيْناهُ
يا مَنْ إِذْا قِيسَ بِالبَدْرِ المُنِيرِ فَقَدْ / جَنَى عَلَيْهِ الَّذِي بِالبَدْرِ سَاواهُ
إِنْ كانَ قَدْ ظَلَمَ المُشْتاقَ إِنَّ لَهُ / مَوْلىً يَكُفُّ الأَذى عَنْهُ وَيَأْباهُ
موسى الكَرِيمُ وشَانِيهِ الكلِيمُ فَما / تَقُولُ وَاللَّهُ نَجَّاهُ وَناجَاهُ
يُعْطِي الجَزِيلَ وَيَعْلُوُه حَيا كَرَمٍ / كَأَنَّهُ سَائِلٌ مَنْ كانَ أَعْطَاهُ
نِيطَتْ سَعادَةُ دُنْياهُ بِأُخْرَاهُ / فَهْوَ السَّعيدُ وَدُنْياهُ كَأُخْرَاهُ
عَلى العُفاةِ بَهاءٌ حِينَ بادَأَهُمُ / مِنْهُ نَوَالٌ فَما كَفَّاهُ كَفَّاهُ
مَهابَةٌ وَسَنا نُورٍ يُحَجِّبُهُ / عَنِ العُيونِ فَيا موسى لَكَ اللَّهُ
انْظُرْ تَرَ كُلَّ مَنْ فِي الأرْضِ فِي رَجُلٍ / اللَّهُ أَكْبَرُ لَيْسَ النَّاسُ إِلاَّهُ
بَيْتُ الخِلاَفَةِ وَالإِحْسانُ أَوْجَدَهُ / رَبُّ العِبادِ لَنا لا لا عَدِمْناهُ
أَذْكَى لِحَاظَ المَواضِي عِزُّ عَزْمَتِهِ / فَما غَزَتْ وَسَبَتْ إِلاَّ سَراياهُ
يا مَنْ إِذْا مَا عَدِمْنا الدُّرَّ أَوْجَدَنَا / لَفْظاً يُرَخَّصُ بَيْنَ النَّاِس أَغْلاهُ
كَمِ اصْطَنَعْتَ وَكَمْ أَوْلَيْتَنِيَ حَسَناً / فَلَيْسَ يَبْلُغُ أَقْصَى الشُّكْرِ أَدْناهُ
دامَتْ عَلَيْنا بِهِ النُّعْمَى وَأَمَّنَنا / مِمَّا نَخَافُ أَدامَ اللَّهُ نعْماهُ
وَالِهْ تَنَمْ فِي هَنِيءِ العَيْشِ فِي رَغَدٍ / وَلاَ تَكُنْ كَالشَّقِيِّ الحَظِّ عَاداهُ
وَرِثْتَ نُوحاً نَبِيَّ اللَّهِ فِي عُمُرٍ / يَجوزُ حَدَّ مَدَى الأَيَّامِ أَقْصاهُ
أَرْجُو لِقَاءَكَ لا مالاً وَمَنْزِلَةً / فَأَنْتَ لِي سَبَبٌ وَالرَّازِقُ اللَّهُ
فَأَغْنِني يَابْنَ ذِي الْمَجْدِ العَلِيِّ وَكُنْ / لِي مُسْعِداً فِي الَّذِي أَرجو وَأَخْشَاهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025