القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 11
ماذا تريد من الدنيا تعانيها
ماذا تريد من الدنيا تعانيها / أما ترى كيف تفنيها عواديها
غدارة ما وفت عهداً وإن وعدت / خانت وإن سالمت فالحرب توريها
ما خالصتك وإن لانت ملامسها / ولا اطمأن إلى صدق مصافيها
سحر ومكر وأحزان نضارتها / فاحذر إذا خالست مكراً وتمويها
وانفر فديتك عنها أنها فتن / وإن دعتك وإن زانت دعاويها
كذابة في دعاويها منافقة / والشاهدات على قولي معانيها
تريك حسناً وتحت الحسن مهلكة / يا عاشقيها أما بانت مساويها
نسعى إليها على علم بسيرتها / ونستقر وإن ساءت مساعيها
أم عقوق وبئس الأم تحضننا / على غذاء سموم من أفاعيها
بئس القرار ولا ننفك نألفها / ما أعجب النفس تهوى من يعاديها
تنافس الناس فيها وهي ساحرة / بهم وهمهم أن يهلكوا فيها
يجنون منها على مقدار شهوتهم / وما جنوه ذعاف من مجانيها
من الذي لم ترعه من طوارقها / وأي نفس من البلوى تفاديها
كل البرية موتور لما فتكت / لا ثار يؤخذ لا أنصار تكفيها
تروعهم روعة للحسن مدهشة / وهي الحبائل تبديها وتخفيها
ما أغفل الناس فيها عن معائبها / وإنما راقهم منها ملاهيها
وللبصائر حكم في تقلبها / بأن عيشتها فيها سترديها
غول تغول أشكالاً حقيقتها / مكراً ولا يرعوي عنها مدانيها
نجري إلى غاية فيها فتصرعنا / لا بد من صرع جار في مجاريها
وإن داراً إلى حد نصاحبها / من أحزم الأمر إنا لا نصافيها
أنيَّ نصافي التي آباءنا طحنت / والآن تطحننا الانياب في فيها
أنستقر على لهو بلا ثقة / ولا أمان ولا نفس تعافيها
ما سالمت من نأى عنها وحاربها / ولا تسالم قطعاً من يداجيها
لا ترحم الطفل تردى عنه والده / ولا الثكالى ولو سالت مآقيها
لم تهدء الدور من نوح وصارخة / ولا المقابر من مستودع فيها
نمر بالطرق والايتام تملأها / ولا نفكر فيمن كان يؤويها
ونرسل الطرف والأبواب مغلقة / والدور فارغة والدهر يبليها
أين الذين غنوا فيها مقرهم / أظنهم في طباق الأرض تطويها
أين الذين عهدنا أين مكثهم / أين القرون لمن تبقى مغانيها
أين الحميم الذي كنا نخالطه / أين الأحبة نبكيها ونرثيها
أين الملوك ومن كانت تطوف بها / أو من ينازعها أو من يداريها
أين الأباعد أين الجار ما فعلت / بهم بنات الليالي في تقاضيها
لو أمكن القوم نطق كان نطقهم / ريب المنون جرت فينا عواديها
عظامهم نخرت بل حال حائلها / تربا لدى الريح تذروها عوافيها
لا شبر في الأرض إلا من رفاتهم / فخل رجلك رفقاً في مواطيها
نبني القصور وذاك الطين من جسد / بال ونحرث أرضاً مزقوا فيها
عواتق الناس لا ترتاح آونة / من النعوش ولا يرتاح ناعيها
ما بين غارة صبح تحت ممسية / يراقب الناس إذ نادى مناديها
تغدو وتمسي على الأرواح حاصدة / لا ينتهي الحصد أو تفنى بواقيها
ونحن في أثرهم ننحو مصيرهم / وجوعة اللحد تدعونا ونقريها
والعين جامدة والنفس لاهية / والزاد ذنب إلى عقبى نوافيها
ونهمة النفس فيما تشتهيه طغت / على الأزمة والآمال تطغيها
ما هكذا عمل الأكيَاس فانتبهوا / من غفلة وعمايات نواتيها
حقاً ولا سلك الأبرار مسلكها / ساروا خماصاً من الدنيا وما فيها
شدوا الحيازيم صبراً عن زخارفها / إذ كل ما زخترفته من مخازيها
لا تحسن الظن فيها أنها ملئت / غدراً ولا تتبعوها في دعاويها
فالكيس الحر من يقوى بعفوتها / على السلوك إلى دار تنافيها
تدعو حذاراً وتزهو من ملابسها / تذللاً لجهول ليس يدريها
والمدركون لمعناها رأوا أجلاً / ينعى الركون إليها في دواهيها
فشمروا الذيل واستاقوا نفوسهم / سوق القلاص سراعاً عن مراعيها
تعرضت لهم فاستبصروا جنفا / عنها سوى بلغة في ربهم فيها
ماذا يريدون منها وهي شاهرة / سيف الملاحم لا ترثي لأهليها
دست شباك هلاك تحت زخرفها / فما تورط فيها غير باغيها
تخفي الدسائس خدعاً في بشاشتها / لكنه بان للابصار خافيها
لم ينج منها سوى المستبصرين بها / ولا توهق فيها غير غاويها
تأثلوا صالح الأعمال وامتثلوا / بغضاً ولم يستقيموا نحو تاليها
وكان من شأنهم أن لا تغرهم / نضارة حشوها الحيات تغريها
فروا إلى اللّه من دنيا تجارتها / خسر وغم وآفات تصاليها
رأوا يقيناً بأن اللّه حقرها / فنابذوها ولم يصغوا لداعيها
وحاربوا النفس والشيطان واجتنبوا / ذل الحياة لري من سواقيها
تلكم هموم رجال نحو ضرتها / ليست غضارة دنياهم تناويها
أزكى بضاعتهم منها قناعتهم / على الكفاء وأن تبقى لأهليها
تلك البضاعة لا الأموال تجمعها / وعن قريب إلى الوراث تلقيها
تشقى بمكسبها والخصم يأكلها / صفواً يمتع نفساً ما يمنيها
دفنت من بعد اخراج الدفين لهم / وصار دفنك للأعداء ترفيها
وصرت في القبر مرهوناً بمأثمها / وفات نفسك في العقبى تلافيها
أعدد جوابك في حين الحساب إذا / نوقشت كيف أتت أو كيف تجريها
ما تبتغي من حطام أصله تعب / والمنتهى حسرة لا حد يقصيها
كم تخزن المال لا تعطى حقائقه / تلك المخازن ملأى من مكاويها
ماذا تريد بجمر عشت تركمه / جحيمه باشتداد الحرص تذكيها
هلا نجوت سليماً من معاطبها / فالنفس ميسور هذا العيش يكفيها
قرص وطمر وشكر فهي مملكة / عظيمة ملك كسرى لا يوازيها
هي السلامة لا كي الجباه بما / كنزت لا تتوخى فيه تنزيها
ارفق بنفسك لا تقوى على سقر / وافزع إلى اللّه من ذنب سيخزيها
ارحم عظامك أن تصلى بزفرتها / وخز البعوضة لو فكرت يؤذيها
ألا يهولك ما قدمت من خطأ / إن الذنوب ديون سوف توفيها
بادر إلى توبة تمحو الذنوب بها / فما سوى أوبة الاخلاص ماحيها
بادر لأوبة نفس كلما أدكرت / قبح الخطيئة نار الخوف تشويها
وحقق الصبر واعزم عزم مصطبر / في حربك النفس تغنيها وتطويها
واركب مطايا الليالي في العبادة لا / تنم على غفلة المغرور تقضيها
لطالما شحنتها منك منقصة / شغلاً بدنياك عن عقبى ستنهيها
يمر عمرك لا حسنى بها رمق / تجديك نفعاً ولا شنعاء تنفيها
ولا هوى يعقب الأهوال تدفعه / ولا مراشد تأتيها وتحويها
تمضي لياليك صفراً منك من حسن / وبالفظائع والحوبات تزجيها
جلال ربك لا تخشى وسطوته / وأخذة العدل حتماً أنت لاقيها
لزمت فعل معاصيه برحمته / أنعمة اللّه بالكفران تجزيها
تغذوك نعماه يا بطال نامية / بغير حولك فضلاً منه يوليها
وأنت تقوى ملياً في مساخطه / بنعمة منه لا مخلوق يحصيها
فافرغ الدمع إن الذنب منطبق / يا غمة ليس غير التوب يجليها
من مقلة ملأ العصيان ساحتها / دعها من الخوف منصباً عزاليا
عساك تغسل أدرانا بها اتسخت / صحيفة طالما اسودت نواحيها
واندب حياتك فالحدباء باركة / بعتبة الباب لا تردى براقيها
حامت عليك المنايا وهي واقعة / كيف الأمان ورأس الروح في فيها
لا تبعد الموت وارقبه باهبته / واهبة الموت بالتقوى توفيها
خذ فسحة العمر من أيدي بطالته / إن الأماني والتسويف يرديها
إن المنية لا تقدير يمنعها / لها جياد إلى الغايات تجريها
الوالدين ونسل الظهر قد أخذت / وأنت من فعلها فيهم تفاديها
كم قد دفنت وكم ترجو لتدفنه / وأنت نفسك بالآمال تغريها
كلا ستهجم عند الحد غايتها / فليس يفديك شاكيها وباكيها
فكر إذا قعقعت في الصدر حشرجة / هل أنت بالمال تلك الحال تكفيها
والروح تنساب من أقصى اكنتها / والعين شاخصة والكرب يعميها
ملقى صريعاً وعزرائيل ينزعها / وغصة النزع والحلقوم تلويها
تلك المصارع لا توقى بمقدرة / ولا يحاول أن يوقى ملاقيها
لا بد منها ولا أحكام تكشفها / وإنما الشأن في إحسان تاليها
قد بين اللّه للتقوى مراشدها / لم يخف عنك هداها من مناهيها
فاثبت على خطة التقوى تفز أبداً / لا تلق نفسك تهوي في مهاويها
لا تستخفنك الدنيا بزهرتها / فاخسر الناس في أخراه هاويها
فقد تبين منها فوز تاركها / كما تبين منها خسر غاويها
وارغب إلى اللّه في إحسان خاتمة / تلقى بها اللّه والرضوان يؤتيها
فإنما بالخواتيم الأمور عسى ال / رب الكريم بفضل منه يسديها
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا / وعزني الملجا وذل مقاميا
وأنت وسعت الكل علماً ورحمة / وربيت بالرحمى الخليقة كافيا
برحمتك العظمى تمسكت ضارعاً / أغوث ملهوفاً وأهتف عانيا
وبي شدة يا أرحم الراحمين ما / يقوم لها صبري تصب الدواهيا
فصب على ضعفي شآبيب رحمة / فقد غادرت أقوى التجلد واهيا
الهي تداركني بحرمتك التي اس / تقامت بها الأكوان بدءاً وتاليا
أغثني بما نجيت ذا النون بعد إذ / تعمق في أحشائه البحر ثاويا
أغشني يا رحمن بالرحمة التي / رحمت بها أيوب في الضر باليا
حنانيك يا رحمن عطفاً ورحمة / فغير خفي عنك سوء مكانيا
بما ترحم الطفل الصغير وترحم ال / بهائم أدرك ذلتي وافتقاريا
بما ترحم الأملاك في رهبوتها / وتسبيحها ارحم لهفتي وابتهاليا
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي / بلاءٌ عفى رسمي وآد احتماليا
وما أنا في شكواي ما لا أطيقه / غضوب على الأقدار أو لست راضيا
رضيت بما تقضي وآمنت أنه / قضاؤك عدل أي ما كنت قاضبا
ولكن قصارى العبد شكوى يبثها / إليك ودمع يستهل الماقيا
وتمزيقه في ظلمة الليل قلبه / وترجيعه غوثاه غوثاه فانيا
فأسر خفي اللطف بي في خصائصي / وذرات أطواري وحالي وحاجيا
فلطفك بي في عالم الذر شاهد / للطفك في أطوار كوني وشانيا
ولطفك بالمضطر أوحى إغاثة / وأسرع إدراكاً خفياً وباديا
ولطفك بالمضطر من حيث ضره / إذا كان تمحيصاً كلطفك كافياً
وما سريان اللطف إلا لحكمة / بمهما اقتضت ايراده كان ساريا
فإن يك ما أبليت منك محبة / فطوبى وبشرى لي رضيت مقاميا
على أنني عن حمل مثقال ذرة / بلاءً بعجزي شاهد وافتقاريا
وإن يك ابلاساً فإني عائذ / بوجهك أن أشقى عليك الهيا
أعوذ بما عاذت به الرسل منك في / بلائك من أن لا ترد بلائيا
بظهر اسم الذات عذت وكونه / بفردية التخصيص للجمع حاويا
وباسمك رب العالمين ومن يعذ / معاذي يوق المرديات الهواديا
وما عاذ بالرحمن ابلس عائذ / فابلسه منه ولو عاش عاصيا
وما سبحت باسم الرحيم وعوذت / لسان باخلاص فلم تلف كافيا
ولا اعتصمت نفسي وعاذت حقيقة / بما لك يوم الدين إلا كفانيا
الهي بسر الحمد فاتحة الكتا / ب والخمسة الأسماء عجل خلاصيا
وهيىء لنا من أمرنا رشداً بها / ونج من الكرب العظيم حياتنا
وطهر بها قلبي وأودعه حكمة / ونوراً وعلماً نافعاً منك هاديا
ويسر بها الأرزاق من كل وجهة / ولا تبق عسراً في المعيشة كاليا
ورد بها الأعداء عني وفلهم / فلست جليداً أن أرد الأعاديا
وسلط عليهم غضبة منك لا تذر / على الدهر منهم في البسيطة باقيا
وعجل عليهم منك صمصام نقمة / تحزبه أكبادهم والتراقيا
ولا تلق بالمظلوم فيهم مذللاً / وقد مد بالشكوى إليك الأياديا
وتلك مساعيهم على الحق غصة / فيا قاصم اقصم من سعى والمساعيا
ولا تيؤسني من شئون علمتها / وإن سكتت عن ذكرهن لسانيا
وإني لراج بعد كون وسيلتي / إليك اسمك الأعلى تمام رجائيا
وصل وسلم حسب ما ترتضي على / محمد المبعوث للخلق هاديا
صلاة أنال الخير من بركاتها / تفتح أبواب السما لدعائيا
واطهار أهل البيت والصحب واج / عل السعادة ختماً لي وأسنى مراميا
بكاف الكمال وكون الكريم
بكاف الكمال وكون الكريم / كفيل الكلاءة لي والكفايه
بهاء الهوية والهور منا / وهيبته والهوى والهدايه
بياء اليقين وأواره / ويمن يمينك يا مشتكايه
بعين العلوم وأعيانها / وعين العليم وعون العنايه
بصاد الصفاء بصيمودية / بصدقك في مقتضى كل آيه
بحاء المحبة والحكمة والحك / م والحمد منا وحجب الحمايه
بميم معارفك المشرقا / ت وأسرار مبدئها والنهايه
بعين أعنابها يا معين / بعطفك للمعتنى بالرعايه
بسين السلام وسبحانه / سريع العطاء سميع الشكايه
بقاف القوي بقهر القدير / بقيوم قلبي بقدر الوقايه
سألتك صل على المصطفى / الهي وسهل ويسر منايه
لقد طرقتني يا رحيم قوارع
لقد طرقتني يا رحيم قوارع / غواشٍ كثيفاتٍ تبثُّ غواشيا
وشؤم ذنوبي سامني خطط الردى / ومزق أطواري وانأى صلاحيا
لم أرفع الشكوى فيكشف كربتي / ويرحم تضراعي سواك الهيا
وأنت الرحيم الحق عطفك شامل / مطيعاً ولياً أو عصياً معاديا
وإني وإن أسرف على النفس جانيا / فإني ما زايلت حسن رجائيا
وزاد رجائي إنني بك مؤمن / وإني لم أقنط وإن كنت عاصيا
تباركت فرج كل كرب وغمة / وهم ونفس كل ضيق عرانيا
تعاليت انعشني بروحك واكفني / برحمتك الباساء والطف بحاليا
وحقك لم أيأس من الرحمة التي / رزقت بها النعاب في الوكر خاويا
ولا تقنطوا من رحمة اللّه دلني / ولا تيأسوا من روحه ما دعانيا
وفي الرحموت السابق الغضب انتهت / ظنوني فقابل يا رحيم انتهائيا
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً / أزل حظ نفسي لا تدع منه باقيا
وخذني بنور اللّه عن بشريتي / إلى عالم التقديس من شهواتيا
ومزق حجاب القبض بيني وبين ما / توليت عنه من بسيط حياتيا
واشعل وجودي من بارق فيضه / بلامعة تمحو ظلام صفاتيا
وحقق بلاهوتية الاسم ذلتي / لتلبس ناسوتيتي العز واقيا
وجرد وجودي حيث لا أحديتي / وجود وجوداً آمراً بك ناهيا
يفيض عليه اسم الجلالة فيضة / فيسطو جلالي قاهراً متعاليا
ومن عالم التقديس منك مآخذي / بتأثيره في عالمي حسب حاليا
ومن بسطة الألطاف هب لي بسره / بسائط يفنى الكون وهي كما هيا
وقو شهودي بعد تحقيق ما أنا / بما هو واكشف لي به جهل ما بيا
وجلّ به ظلمات جهلي وغفلتي / فتسطع بالأنوار مشكاة ذاتيا
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ / عبوديتي إذ لا تعاف المساويا
وخذ بيدي يا رب لا يربني / هواي فأردى في المهالك هاويا
ويا رب إن جاوزت طوري وغرني / بك الجهل مفتوناً بما لست راضيا
فما أسلمت وجهاً ولا أخلصت دعا / عبوديتي إلا لوجهك صافيا
ولا عرفت ربا إذا أخبتت له / سواك ونادته أجاب المناديا
وتلك خلال العبد يبطر ناعماً / ويجزع أما مسه الشر عافيا
أقم لي كمالي بالخضوع لعزة ال / ربوبية العظمى على نقص حاليا
فكوني عبداً فيك ذلي خالص / وسائر أطواري مقام فخاريا
وكوني عبداً قاهراً بك شهوتي / خلاصي واخلاصي وتحرير ذاتيا
بحولك ملكني تدابير عالمي / ولا تلق تدبيري لسوء اختياريا
على أنه لا حول عندي لذرة / لك الحول تقضي ما علي وما ليا
منازل النفس لا تُدرى حقائقها
منازل النفس لا تُدرى حقائقها / واخطأ الزعمَ منَ قد قالَ يُدريها
العين تُدرك إلا ذاتَها نظراً / والكف تقبض إلا معصماً فيها
يباعد النفس عن إدراكها مَلَقٌ / والنفس مغرورة ممن يداجيها
إن التملق للالباب يجبهها / مثل الغشاوة للأبصار يُعميها
قد أخلص الحب من أهداك عيبك لا / مُطرٍ مداج على العوراء تمويها
واعقل الناس من أبدى تواضعَه / من نفسه لانتقاد الخِل ما فيها
والحمق في سد باب الانتقاد بما / للنفس من عنفوان في دعاويها
رأيت ما لا ترى في النفس لو سمعَتْ / مغتابها وقَلَت خلاّ يدانيها
ورب رأي عدو فيك أجمل من / ذي خلة قارض للنفس يغريها
فغض طرفك اكباراً لو انكشفت / لك السرائر عن أشياء تطويها
ولتعذرنهمُ من حيث تُنصفهم / في رأيهم فيك من آراءَ تخفيها
وانبذ غرورك بالنفس التي عجبت / بغير شيء واقلع من تماديها
وأسعد الناس حظاً من فضيلته / ذو الانتقاد إلى التفضيل يهديها
ومن رأى نفسه مَرءىً رآه بهِ / سواه فالنفس في أسنى مقاليها
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا / ء والمجد والآلاء والحمد وافيا
ومن يملك الأملاك في جبروتها / وما ملكت من ملكه ليس فانيا
ومن سبح العرش العظيم بحمده / وما فيه من خلق جهاراً وخافيا
ومن حكمة الأقدار تجري بحكمه / فما شاء من مقدوره كان جاريا
ومن حكمه عدل وفضل منزه / عن الظلم قطعاً كلما كان قاضيا
ومن ملكه لا ينقص المن شأنه / ولا تدرك الأوهام منه تناهيا
بطولك ملكني غنى غير نافد / وهب لي ملكاً مدة العمر كافيا
ووفر لي النعماء وافتح خزائن ال / مواهب وابسط لي ووسع ثرائيا
وصن بالغنى يا مالك الملك والرضا / صحيفة وجهي عن ذليل مثاليا
ولا تلق حاجاتي إلى غير قادر / على النزع والايتاء ما دمت باقيا
فلا خير إلا من يديك ولا غنى / لك الملك تؤتي الفضل تولي الأياديا
حملوا العصي فكنت أحمل سبحةً
حملوا العصي فكنت أحمل سبحةً / كسرت رماحاً أشرعت وعصيا
خانتهم عند الهياج عصيهم / ولكم قصمتُ بما حملت عَصياً
لا يجتلي النور إلا من مشارقه
لا يجتلي النور إلا من مشارقه / ويجتني الدر إلا من مجانيه
إذا تولى كمال عنصراً كملت / فروعه وسرت فيه معانيه
ومن تكن نفسه بحراً فلا عجب / أن يجتني الجوهر المكنون من فيه
أصل تجسم من نور الكمال فمن / إشراق أوله إشراق تاليه
حسب الملوك بني سلطان من حسب / أن تحسب الشمس ركناً من مبانيه
أبقوا لأعقابهم ما ليس تدركه / سيارة الشهب من مجد وتنزيه
رمى حمود مراميهم فما انفلتت / أكرومة لم تقيدها معاليه
أقيمُ في حمده نفسي وأقعدها / جل القضية حمد لست أحصيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025