المجموع : 13
أرادت جواراً بالعراق فلم تُطقْ
أرادت جواراً بالعراق فلم تُطقْ / هواناً فراحت تستفزُّ المواميا
كأن نَعاماَ صيح في أُخرياته / جوافلها لما مررنَ هوافيا
تجيش صدور الأرحبيات غضبةً / فما يدَّرِعْنَ الليل إلا رواغيا
وما كدن يعرفن النفار عن الدُّنى / ركابي لو لا ما رأت من إِبائيا
تقيَّلنَ أخلاق ابن عزمٍ مشمِّرٍ / على الهول لا يخشى الخطوب العواديا
يكفكف غرب القول عن ذي سفاهة / ويوسع حسن الاطِّراح الأعاديا
لئن جحدت بغداد حقي من العُلى / فما النجر مغموراً ولا الصبح خافيا
تركتُ بني آدابها غيرَ حافلٍ / رذايا سُرىً يستشبحون مكانيا
إذا طار بي قولٌ إلى ما أريدُه / كَبَتْ بهم أُقوالهم من ورائيا
تمطُّر فَتْخاء الجناحين غادرت / على النِّيق زغْباً لا تطيق التَّهافيا
وما نظمي الأشعار إلا تعلَّةً / تُريني أقصى ما أحاولُ دانيا
تضيقُ بأفكار المعالي جوانحي / فأودعُ وجدي والغرامَ القوافيا
وسربٍ كغزلان الصَّريم نوافر / عن الفحش يستشرفن نحوي عواطيا
إذا ما اعتجرن الليل كتمان زورةٍ / إليَّ غداً جرس من الحَلْي واشيا
تعفي فضول الريط سحباً على الخط / ويُخفي فشيب العبقريِّ الناجيا
تضوعُ الصِّبا من غير فضٍّ لطيمةٍ / إذا مِسْنَ ما بين البيوت تهادِيا
شموس وجوه في البراقع طلقةٍ / تقلُّ من الوحْف الأثيث لياليا
سَنَحْنَ وللكأس العقاري هدْرةٌ / تعيدُ حليم الحي صبوان لاهيا
فأعرضت كي لا أسترقَّ لصبوةٍ / وأغضيتُ كيما لا أغير المعاليا
تذامر قومي بالكُلاب فصافحتْ / سيوفهمُ هامَ العِدا والنَّواصيا
وذادوا عطاش النيب خمساً فأوردوا / صوارمهم ماء من الهام قانيا
وما جنحت سادات بكر بن وائل / إلى السلم حتى أقبلوها المذاكيا
وعندي يومٌ لو أبث حديثهُ / نقاد السنين الغُبْر عُدنَ ضواريا
قطوب إذا ما البيض ضاحكن شمسه / أعادَ ظُباها بالدماء بواكيا
إذا دعثرته الخيلُ سدَّ فُروجَه / عجاجٌ يعيد الصبح بالركض داجياً
يود ذوو التيجان لو أصبحوا به / نواصف شعثاً أو عذارى غوانيا
قذفت به في لهوة الموت مُهجةً / ترى كل شيءٍ ما خلا العمر فانيا
وأجحمتُ نار الحرب في جنباته / فأضحت به هام الكُماة صواليا
فأمَّا تريني استجم صوارمي / وأُحس في نزر الزهيد التقاضيا
وأرشف رشَّاح الأداوي ظماءةً / فأرجع موهون الأباء صاديا
أعالج مجهوداً من العيش مُدْنفاً / بعيد الأسى أعيا الطبيب المُداويا
إذا ناهز الأفراق وصَبٍ به / تقهقر من لَيِّ المواعيدِ ناويا
فبرد الصبا عندي قشيبٌ وهمَّتي / فتاةٌ وأيامُ الزمان أمانيا
وما المرزمات يعتسفن تنوفةً / بواغمَ من حر الفِراق صَواديا
يكاد الصدى يهفو بهنَّ محلقاً / إلى كل وردٍ لو أمِيَّ المثانيا
براهن إدمان الرسيم من السُّرى / فجئن كأعواد القِسيِّ حوانيا
تمنيَّن جيراناً وروْضاً ومورداً / وأيُّ نعيمٍ لو بلغنَ الأمانيا
عشيَّة ما أنساعُهنَّ جواذَباً / لهن ولا أقرانُهنَّ ثوانيا
إذا ضاقت الأهب الفسيحة بالجوى / نشقن نسيماً أو تسمعن حاديا
بأوجدَ منه بالعُلى غير أنه / إذا ما وَنَتْ لم يلْفِه السير وانيا
ولا مطرق بالرمل يخفي اغبراره / رواءَ كعقِد الخيزرانة خافيا
يلعِّنُ مرهوباً كأن اعتْصابه / حباب مخيضٍ لاطم الوطب راغيا
يؤلِّل عُصْلاً لابُناهُنَّ هَيْنةً / ضِعافاً ولا أطرافهن نوابيا
تجنَّبه الرقش القواتلُ خيفةً / ويطويه مُعْتلُّ النسيم تفاديا
إذا اعتس سرَّاب الهوامِ لقوته / تودع خمْصاناً وأَصبحَ طاويا
بأنْفذَ من أقلامه في عدُوهِ / إذا رقشت فوق الطُّروس الدواهيا
بواسط أيدٍ لا تزال جريئة / تُحاربُ أحداثاً وتُولي أياديا
تعرف الهرقْليات حتى كأنما / تناوش من لمس النُّضارِ الأفاعيا
خزائنهم أيدي العُفاةِ لأنهم / رأوها على مرِّ الزمان بواقيا
عيك بعُلْويِّ السجايا فانها
عيك بعُلْويِّ السجايا فانها / تُعيد الدَّنيَّ الأصل صدراً مباهيا
ألم ترني بعض الحجارة لم يزلْ / بي الصدق حتى صرت في الناس قاضيا
أصوبُ غمامٍ أمْ نوالُ مُعَذَّلٍ
أصوبُ غمامٍ أمْ نوالُ مُعَذَّلٍ / أسالَ من النَّعماءِ نِهْياً وواديا
هَمى أرتقيَّ الجود تجلو بروقهُ / دُجى الحظِّ من أيامنا واللياليا
إِذا اندفعتْ من ماردين سُيولُه / غَدا الركب غرقى والوحوش طوافيا
تراكم لي حتى مشى بي عُبابُه / يحرِّك عِطفي للعُلى والقَوافيا
فأفرشت صحبي من أحاديث مجده / غرائبَ يُنسين العصورَ الخواليا
ثناءً حُساميا كأنَّ أريجَهُ / نسيمُ الخُزامى يستدرُّ الغَواديا
يُعَلِّمهُ المُدَّاحَ يَقظانُ واضح / إِذا راح للعلياءِ أصبحَ غاديا
فتى الخيل قُبْلاً في الأعنَّة شُزَّباً / تهزُّ ظَبىً مصقولةً وعواليا
تُغادر رأد الصُّبح ليلاً وتخْتلي / شكيرَ رؤوسٍ طُوِّحتْ ونواصيا
إِذا أعرضت عن جمَّةِ الماء قادَها / فأوردها ماءً من الهامِ قانيا
ترفَّع عن وطء الثَّرى فيَطابِها / مفارقَ من أعدائه وهَواديا
ونعم مُناخِ الطَّارقينَ بأزْمَةٍ / إِذا أكفأتْ غُبْرُ السنينَ المَقاريا
تضلُّ رقاب العيس في الغور والدجى / فيُمسي سَنا نيرانهِ العيسَ هاديا
كأنَّ الشتاء اليَبْسَ بين بيوتهِ / نضيرُ ربيعٍ يجعل الصَّلدَ كاسيا
كرُمْتَ ومُتباعٌ من القوم رابحٌ / اذا ما اشترى بالفانياتِ البواقيا
أصوبُ غمامٍ أمْ نوالُ مُعَذَّلٍ
أصوبُ غمامٍ أمْ نوالُ مُعَذَّلٍ / أسالَ من النَّعماءِ نِهْياً وواديا
هَمى أرتقيَّ الجود تجلو بروقهُ / دُجى الحظِّ من أيامنا واللياليا
إِذا اندفعتْ من ماردين سُيولُه / غَدا الركب غرقى والوحوش طوافيا
تراكم لي حتى مشى بي عُبابُه / يحرِّك عِطفي للعُلى والقَوافيا
فأفرشت صحبي من أحاديث مجده / غرائبَ يُنسين العصورَ الخواليا
ثناءً حُساميا كأنَّ أريجَهُ / نسيمُ الخُزامى يستدرُّ الغَواديا
يُعَلِّمهُ المُدَّاحَ يَقظانُ واضح / إِذا راح للعلياءِ أصبحَ غاديا
فتى الخيل قُبْلاً في الأعنَّة شُزَّباً / تهزُّ ظَبىً مصقولةً وعواليا
تُغادر رأد الصُّبح ليلاً وتخْتلي / شكيرَ رؤوسٍ طُوِّحتْ ونواصيا
إِذا أعرضت عن جمَّةِ الماء قادَها / فأوردها ماءً من الهامِ قانيا
ترفَّع عن وطء الثَّرى فيَطابِها / مفارقَ من أعدائه وهَواديا
ونعم مُناخِ الطَّارقينَ بأزْمَةٍ / إِذا أكفأتْ غُبْرُ السنينَ المَقاريا
تضلُّ رقاب العيس في الغور والدجى / فيُمسي سَنا نيرانهِ العيسَ هاديا
كأنَّ الشتاء اليَبْسَ بين بيوتهِ / نضيرُ ربيعٍ يجعل الصَّلدَ كاسيا
كرُمْتَ ومُتباعٌ من القوم رابحٌ / اذا ما اشترى بالفانياتِ البواقيا
شموس المواضي اِن بغيتَ الأمانيا
شموس المواضي اِن بغيتَ الأمانيا / وظِلَّ العوالي اِنْ أدرتَ المعَاليا
وعَدِّ عن الأرضِ التي لنعيمها / سواكَ ولو أدْركتَه كنتَ عانيا
لحى اللّه مجهود الفؤاد من الأذى / إِذا هو لم يستخلص العزمَ شافيا
فما أحرزَ الآمالَ مثلُ مُهاجرٍ / إِلَيْهَا وفاتَ النُّجْحَ من بات ثاويا
عصيتُ اِبائي اذْ أطعْتُ مطامعي / ولو كنت شهماً ما عصيتُ اِبائيا
وما زلت مقلاق الوضين إِلى السُّرى / جريئاً كصدر الهِندوانيِّ ماضيا
تُسابقُ همِّي بالخطوبِ رواحلي / الى نازحٍ يُضْحي عليهنَّ دانيا
إِلى أنْ تحاماني الظَّلومُ وأذعنت / لفضلي نفوسٌ لا تَودُّ القوافيا
وها أنا عند اليوم أرضي بخدْعةٍ / وأقنعُ أن اُدْعى لبيباً مُداريا
وأسترُ شيباً أسْرع الهمُّ زوْرَه / مخافة أن ألْفى من الدهر شاكيا
صموتٌ يضيق النُّطق عنه وباسمٌ / إِذا اخْتُبِرَتْ حالاتُه كان باكيا
وما مات مني العزمُ لكنْ أجَنَّهُ / من الحزم ما فاتَ الجهولَ المُجاثيا
وحُبُّ وزيرٍ من ذؤابةِ هاشمٍ / تَمَلَّكَ لُبِّي واسْترقَّ فؤاديا
أراني مرير العيش عَذْبأً بجوده / وأكدَرَهُ من خالص الودِّ صافيا
وقفتُ عليه شُرَّداً لم أزلْ لها / قؤولاً ووِدّاً لم أكُنْ منه خاليا
أغرُّ كرأدِ الصبح صلْتٌ جبينه / إِذا راح للعلياءِ أصبح غاديا
ويُعدي على صرف الخطوب فما يُرى / مدى الدهر اِلا واهباً أو محاميا
إِذا خذل الخطب الفتى كان ناصراً / واِنْ منع الجدبُ الحَيا كان هاميا
هو الطَّودِ اِن أحفظته كان راسياً / رزيناً واِنْ طاولْتَه كان ساميا
يفوق زُلال الماء لُطْفاً ولينةً / ويفْضل في البأس الحُسام اليمانيا
ويُسفرُ للخطب البَهيم بوجههِ / فيجلو دُجى أحداثهِ واللَّياليا
ويُغني إِذا ما أسعد الوجدُ جوده / فانْ هو لم يُسعده راحَ مواسيا
إِذا أخمد النيرانَ ريعانُ زعزعٍ / يُعيدُ ذكيَّ الجمر قَرَّانَ شاتيا
وخَزَّ على الأحفاضِ كلُّ مُعمَّدٍ / أطال الأواسي في الثَّرى والأواخيا
وجعجع قُرُّ الليل من فرط صرَّه / شِدادَ الصَّفايا والعِشار المَتاليا
وزوال راعي الذود عهدأً فلم يُطق / وفاءً ولم يبرحٍ أميناً ووافيا
وآوتْ إِلى الصِّرْم العزيب جوافلٌ / رأيْنَ اللقاح الجمَّ للذُّعر قاصيا
على حين غَبْراءُ المطالعِ أزْمةٌ / أعادتْ غنيَّ الحيِّ خمْصانَ عافيا
تساوى بها نينانُ لُجٍّ وكُنَّسٌ / بوجْرة يرْأمنَ الظِّباءَ الجوازيا
فأضحت وكُثبان الصَّري وعالجٍ / من المحل قد شاكهن نِهْياً وواديا
قرى شرف الدين الغِنى وأبتْ له / معاذرُه أن يحتبسْنَ الطَّواهيا
قِرى ظاعنِ بالحزم غادٍ مع الحجا / يفُلُّ الرَّزايا والخطوبَ العواديا
إِذا هدم الأموال بالبذل والنَّدى / غَدا للمعالي بالمحامدِ بانيا
من المالئين الدهر في السلم والوغى / ردىً حيثُما لاقيتهمْ وأياديا
غيوثُ نوالٍ أو ليوثُ كريهةٍ / إِذا شهدوا حَرَّ الوغى والمشاتيا
إِذا ضل عافيهم عن القصد في الدجى / أضاؤوه نيرانَ القِرى والمَجاليا
إِذا اخْترموا ألفيت جُلَّ تراثهم / كِرامَ المواضي والعِتاقَ المَذاكيا
ليهْنَ عليَّ الخيرِ أني جزيتهُ / بنُعْمى يديه الصَّالحاتِ البَواقيا
اذا اطَّباها الناضِرُ الحَزْنيُّ
اذا اطَّباها الناضِرُ الحَزْنيُّ / قد جادَهُ الوسْميُّ والوَليُّ
يأرَجُ منه الصُّبْحُ والعَشيُّ / مْنبتهُ الرِّمْثَةُ والنَّصيُّ
طوتْهُ حتى وخْدُها رِيحِيُّ / إِلى مُناخٍ عيْشُه مَرِيٌّ
يمنحُه أبْلَجُ زَيْنبيُّ / مُطهَّرُ الأعْراقِ هاشميُّ
أغْلَبُ مَنَّاعُ الحمى أبيُّ / مُشيَّعُ الفؤاد شَمَّريُّ
يحْمَدهُ القريبُ والقَصيُّ / والحربُ والخَلْوةُ والنَّديُّ
مُستيقظُ العَزْمةِ ألْمَعيُّ / فعاشَ مجموعَ العُلى عليُّ
للهِ ما أكرمَها مطيَّا
للهِ ما أكرمَها مطيَّا /
حملنَ جلْدَ القلبِ درامِيَّا /
مُشَمِّراً للهوْلِ شَمَّريَّا /
يحْضُنُ بحراً من دجى لُجيَّا /
حتى وصلْنَ بالسُّرى عَليَّا /
أبْلجَ سمح الكفِّ هاشميَّا /
نَشْوانَ في الثَّناءِ أرْيحيَّا /
سهلَ القياد مُصْعَباً أبِيَّا /
يقظانَ في المُشْكلِ لوذعيَّا /
يفِلُّ مِنْ عزْمتهِ الهِنْديَّا /
يدقُّ من آرائهِ الخّطِّيَّا /
تلْقاهُ خِرقاً في النَّدى كميَّا /
اذا السَّحابُ أخْلفَ الظَّميَّا /
كان لنا الوسْميَّ والوليَّا /
حَظرْتُ على الحَيِّ نَظْمَ المَدي
حَظرْتُ على الحَيِّ نَظْمَ المَدي / حِ ومدْحُ الوزير أوْلى بِيَهْ
ومنْ كانَ فْخرَ أهلِ الزَّمانِ / فانَّ به تَفْخَرُ القافيهْ
لهُ في الوَغى مِنْعَةٌ يَبْسَةٌ / وعند المُحولِ يَدٌ هاميَهْ
يُحاذِرهُ الموتُ في سُخْطهِ / وتحْسُدهُ الدِّيمَةُ الغاديَهْ
نَميرٌ بَرودُ اذا تَعْتَفيهِ / ونارٌ اذا هِجْتَهُ حاميَهْ
يَهونُ عليه فَنا مالِهِ / وغُرُّ مَحامدهِ باقيَهْ
فلا زالَ مَحْمَدُ أفْعالهِ / يكونُ على نفسهِ واقيَهْ
وائِلوا بي إِلى أغَرَّ هِجانٍ
وائِلوا بي إِلى أغَرَّ هِجانٍ / من بني النَّضْر يخْضِبُ المشرفيَّةْ
عندَهُ للنِّزالِ والسَّلْمِ بأسٌ / يابِس فتْكُه وكَفُّ نَديَّهْ
يكتفي من بديهةِ القوْلِ عمَّا / خَمَّرَتْهُ أفكارُه والرَّويَّهْ
عزْمهُ والتُّقي اذا هَمَّ بالأمْ / رِ سِلاحٌ وجُنَّةٌ سابريَّهْ
فيه لينٌ على النِّدامِ فانْ سي / مَ دَنيّاً فَشمْخةٌ هاشميَّهْ
هو في الحِلْمِ شامخٌ ذو هِضاب / وبهِ في نَزالهِ خِضْرِمِيَّهْ
يزيدُ في عِزِّ الفتى ذُلُّهُ
يزيدُ في عِزِّ الفتى ذُلُّهُ / حيناً واِنْ كانَ لهُ آبيا
كسابقٍ قَصَّرَ عنْ غايةٍ / فكانَ بالسَّوْطِ لَها حاويا
أقمْتَ عِماد الدين حتى رفَعْتهُ
أقمْتَ عِماد الدين حتى رفَعْتهُ / ولو لاكَ أضْحى بالتَّجاذبِ واهيا
وحاميتُ عن مجدِ الاِمام بنجدةٍ / ورأي يفوقانِ الظُّبي والعَواليا
فأصبحت محيي الدين من بعده مجده / وما زلْتَ من وصفيهما الدهرَ حاليا
وما الليثُ اِلا دون بأسكَ بأسُهُ / وانْ راحَ مشبوحَ الذراعين عاديا
وهَبْهُ غدا في بأسه لكَ مُشْبهاُ / فاينَ له رأيٌ يَفُلُّ المَواضيا
وما زلتَ تقري الضيف والمحلُ عارقٌ / وعند الرزايا مانِعَ الجارِ حاميا
يلوذ بك العافونَ في كل أزْمةٍ / فتغدو لهمْ نُعْمي يديكَ غَواديا
اذا ما حَدابير السنين تتَابعتْ / تُعطِّلُ نيرانَ القِرى والطَّواهيا
يعودُ بها المُثْري ضَريكاً وينْثني / لها المُترفُ المجدودُ خصمانَ عافيا
ويُمْسي عميد الحيِّ بعد نَعيمهِ / إِلى الشُّخب عيمانَ الحشاشة صاديا
قَريْتَ وشيكاً غير طالب عُذرةٍ / فحُييَّتَ مِطْعاماً وحُييِّتَ قاربا
رآكَ اِمامُ سَيْفاً مُهَنَّداً / اذا كما انتضاهُ كان في الضرب ماضيا
فأدْناكَ منهُ والنَّصيرُ مُقَرَّبٌ / اذا كان بالجُلَّي نَهوضاً وكافيا
وقد كان عِزُّ الدين لي خير موئلٍ / أنازلُ أيامي به والأعاديا
وأوْرثني منكَ الكريمَ سَجيَّةً / فكُنْ لعهودي عندهُ لي وافيا
تُنيخُ منه مُعْمَلُ المَطِيِّ
تُنيخُ منه مُعْمَلُ المَطِيِّ / منْ أرْحبيَّاتٍ وأرْحَبيِّ
تَعومُ في بحرِ دُجىً لُجِيِّ / بين سَحيقِ الغورِ والنَّجْديِّ
مَعْروقَةً بالقَرَبِ الخِمْسيِّ / هاجِرَةَ الصَّمْعاءِ والنَّصِيِّ
طامحةً للرَّغَدِ الرِّيفِيِّ / إلى كريم النَّجْرِ خِنْدِفِيِّ
جَمِّ رَمادِ الموْقِدِ الذَّكِيِّ / ضارب رأس البطلِ الكَميِّ
ومُطْعِم الضِّيفانِ بالعَشِيِّ / وسَيِّدِ الهَيْجاءِ والنَّدِيِّ
ومُحْرِزِ المُمَنَّعِ القَصِيِّ / من كلِّ مَجْدٍ فاخِرٍ سَنِيِّ
بيْنَ حُروفِ الخطِّ والخَطِّي / بالبأسِ والعَزْمَةِ والرَّويِّ
إلى أبي جعفرٍ الأبيِّ / إلى الوزيرِ البطلِ السَّخيِّ
أبْلَجُ مثْلُ الكوكبِ الدُّرِيِّ / يجْلو الدُّجى بواضِحٍ مُضيِّ
بَنانُهُ مِنْ جودِهِ الوَبْليِّ / يُغْني عن الوسْميِّ والوَليِّ
فاسْتَبْشَرتْ بشبَعٍ ورِيِّ / وركْبُها بالرَّغَدِ الخُلْدِيِّ
أقولُ وقد تَولَّى الأمْرَ حَبْرٌ
أقولُ وقد تَولَّى الأمْرَ حَبْرٌ / وَليٌّ لم يَزلْ بَرّاً تَقِيَّا
وقد كُشِفَ الظَّلامُ بمسْتضيءٍ / غَدا بالنَّاسِ كُلِّهُمُ حَفيَّا
وفاضَ الجودُ والمَعْروفُ حتَّى / حَسِبْتُهُما عُباباً أو أتِيَّا
بلغْنا فوْقَ ما كُنَّا نُرَجِّي / هَنيئاً يابني الدُّنيا هَنِيَّا
سألْتُ اللّهَ يَرْزُقُنا إِماماً / نُسَرُّ بهِ فأعْطانا نَبِيَّا