المجموع : 6
عبثَتْ بالغصونِ فانعطَفَتْ غيْ
عبثَتْ بالغصونِ فانعطَفَتْ غيْ / داءَ لاحَتْ من الثّمارِ حُليّا
واستطالَتْ على الأزاهرِ حتى / سلَبَتْها نسيمَها العنبَريّا
وأرادَ الإلهُ أن سيَراها / صُوراً كُمِّلَتْ فكانت عليّا
أرسلتَ لي سطرين قد جَمعا
أرسلتَ لي سطرين قد جَمعا / حُمقاً يحرّم عندك البُقْيا
وكسَوْتني خِلَعَ المحال على / أني كسوتُك مَلبسَ العُليا
فعدِمْتُها من رقعةٍ وردَتْ / ولو أنها هي رقعةُ الدُنيا
قدَرُ الأثيرِ على الأثيرِ عليُّ
قدَرُ الأثيرِ على الأثيرِ عليُّ / فهو السماء وجوده الوسميُّ
يُزْهى به سرجٌ إذا حضر الوغى / ويضيءُ في يوم العطاءِ نديُّ
دع عنك عمروَ البأس أو كعبَ النّدى / لا يستوي المسموعِ والمرثيّ
لله منزلُهُ الفسيحُ كصدْره / فثَراهُ بالجودِ العَميمِ ثريُّ
ولربّ ساداتٍ به لو أنصفوا / قدراً لقيلَ العالمُ العُلويُّ
فوجوهُهمْ دريّةٌ يهدى بها / باغي النوالِ ولفظُهُمْ دُريُّ
دارٌ بها ما تَشتَهيهِ نفوسُنا / شِبَعٌ كما شاءَ السّماحُ وريُّ
يا حسنَ مائدةٍ تُميد بثِقْلِها / ذكرُ الخلودِ لما حوَتْ مَنسيُّ
لو ملّك اللهُ المسيحَ مِثالَها / لأطاعه الإنسيُّ والجِنيُّ
هي مَيْدةٌ كثُرَت صنوفُ طعامِها / فاحتلّها القيسيُّ واليَمنيُّ
ولقد حضرتُ بها ورُمْتُ صفاتِها / عجِلاً فساعدَ خاطرٌ ورويُّ
وظننتُ عبدَ الله يسمحُ فكرُه / فيها بشيءٍ فاعتراهُ العِيُّ
عجزٌ ثَناهُ عن الجوابِ فعذرُه / خافٍ وعُذْري في الهِجاءِ جَليُّ
ويقولُ عندي من فلانٍ شاغلٌ / هذا مُسيلمةٌ وذاكَ عليُّ
وتراهُ يعبثُ بالخليلِ وإنّهُ / لا شكّ من فضلِ الخليلِ خليُّ
يروي كتابَ العينِ لكنْ نونُه / محذوفةٌ فاسلَمه فهو خفيُّ
ويخوضُ في بحرِ العروضِ ورِجْلُه / لم تبْتَلِلْ بالماءِ فهو نبيُّ
طالَ الطّويلُ نهاهُ وامتدّتْ له / دون المديدِ الحُجْبُ فهو قصيُّ
وطوى البسيطَ العجزَ عنه ونقّلت / رُتَبُ الخفيفِ عليه فهو أبيُّ
وإذا نحا نحواً نحاهُ تخلُّفٌ / عنه وحاشى ذهنَهُ حوشيُّ
واسمُ الأديبِ إذا نظرتَ مصَحَّفُ / فابحثْ فمعناهُ الخفيُّ دَنيُّ
قالوا فتى الروميّ يقصُرُ دونَه / قلتُ اللّكانةُ أصلُها روميّ
قل للأثيرِ النّدبِ أية آيةٍ / ظهرَتْ لديهِ شاعرٌ أمّيُّ
ويقولُ قولي حجةٌ وكلامُه / لولا امتداحُك كلّهُ مَخْطيُّ
وجوابه يا عمرو يعني نفسَهُ / فيما يقولُ وإنّني لسَريُّ
هذي قضيّةُ حالِه فتلطّفوا / في العُذْرِ عنه الآن فهو صبيُّ
علِمنا وقد ماتَ الكمالُ التّساويا
علِمنا وقد ماتَ الكمالُ التّساويا / فيا حسناتِ الدّهرِ عُدّتْ مُساوياً
وقُمنا نرجّي في المُصابِ مُواسياً / فأعوزَنا لمّا عدِمنا مُوازِيا
فكانتْ حُلى الأيامِ منهُ لآلئاً / فوا أسفي كيفَ استحالتْ لَياليا
وكنا لبِسْناها قلوباً ضواحكاً / فكيف نزَعْناها عيوناً بواكيا
ومما شجا أنّ المعاليَ جُدِّلت / ولم تنتصِرْ فيها الكماةُ العَواليا
سألتُ فقالوا مصرعٌ لو علمتُه / فأيقنتُ لكنّي خدعتُ فؤاديا
فحين احتوَتْ كفُّ المنونِ على المُنى / تقلّصَ عن يأسٍ جَناحُ رَجائيا
ومن يسألِ الرُكبان عن كلِّ غائبٍ / فلا بدّ أن يلقى بَشيراً وناعيا
ولما سرى بي نحوَه الوجدُ قاعِداً / ولم أستطِعْ عَقْراً عقرتُ القوافيا
وقمتُ بها بين السِّماطين مُعوِلاً / لعلّ المراثي أن تسُدّ المرازِيا
وسيّرتُ منها بالوادي نوادباً / شوائدَ للذكرِ الجميلِ شَوادِيا
وعضْبِ جدالٍ فلّلَ الدهرُ حدَّهُ / وما كان إلا قاضب الجدِّ قاضيا
وباعثُ روحِ الحمدِ في مِعطفِ العُلى / إذا ما ارتقى يوماً فحاز التّراقيا
وماسحُ أعطافِ الإمام إذا التوَتْ / أفاعيهِ حتى لا يُلائمُ راقيا
وبحرٌ من المعروفِ لم يبقِ ظامياً / فلم تُبقِه أيدي الحوادثِ طاميا
ونورٌ من الإحسانِ ما كان ذاوياً / ولا كان مَنتابُ الحَيا منه ضاويا
ونورٌ هدىً أسرى به خابطُ الهَوى / فلمّا خبَتْ أضواؤهُ عاش عاشِيا
لِمَعْناهُ قامَ الجوّ بالرّعدِ نائحاً / وبالبرقِ مَلْطوماً وبالغيثِ باكيا
وأسبلتِ الظلماءُ سُودَ غدائرٍ / عليهِ أشابَ الصّبحَ منها النّواصيا
تخرّمَهُ الدهرُ المُخاتِلُ صائداً / فخلّف حتى الرِّيَّ في الماءِ صاديا
وطار إليه الموتُ يُزجي حوَافيا / يطيرُ بها نحو النفوسِ حَوافيا
ولو رامَه شاكي السِلاحِ مُحسَّداً / لراح كما لا يشتهي عنه شاكيا
تظلّمَ ديوانُ المظالمِ بعدَه / وأظلمَ حتى عاد أسحمَ داجيا
ولم يقعِ التوقيعُ فصْلَ قضيّةٍ / وإن كان فيها الحكمُ للعين باديا
له قلَما حكمِ البديعِ وحكمةٍ / يكفّان عُدواناً به وأعاديا
يَبيتُ وقد نامتْ عيونٌ كثيرةٌ / لأمرٍ سِواهُ راعياً ومراعيا
جديرٌ بأن يلقى الملمّات وادعاً / ويرجعها عنه تذمّ التّلاقيا
تخيّر منه الدهر أغلبَ أغلبٍ / وصارمُه العضب الجراز اليمانيا
يُجيبُ الدواعي والعوادي وإنّما / يُجيبُ الدواعي من يكفّ العواديا
وهيهاتَ جرّ الدهر من قبل جُرهماً / وشدّ على عادٍ وشدّادَ عاديا
وكدَّر نُدْماني جَذيمةُ بعدَما / أقاما زماناً يشربانِ التّصافيا
وعطّلَ حُلواناً وكانت نحورُها / من النخلتَيْنِ التوأمينِ حواليا
وردّد زيداً حين أمسى ابنَ أمِّه / صريعاً سريعاً ليس يُمكِنُ آسيا
فدعْ هرَمَيْ مصرٍ فيا رُبّ قائلٍ / لقد هرِما حتى أُعيداً بواليا
وأمّا افتراقُ الفرقدينِ فإنّهُ / يكونُ افتراقاً لا يحولُ تلاقيا
كذا شيمةُ الأيامِ ما بين أهلِها / تُديرُ التّنائي تارةً والتّدانيا
جليس أميرِ المؤمنينَ أقَمْتها / لفَقْدِكَ فاسمعْ صالحاتٍ بواقيا
وقد كنتُ أجلوها عليكَ تهانياً / فها أنا أجلوها عليك تعازيا
ولولا سليلاكَ اللذانِ توارثا / عُلاكَ ملأتُ الخافقَيْنِ مَراثيا
هُما ألبساني عنك ثوبَ تصبُّرٍ / وأعلاقُ وجْدي باقياتٍ كما هيا
وما زلتُ ألْقى الأسعد الجدّ مُسعِداً / وأرجعُ دون المرتضى الذكرِ راضيا
سقى الرائحُ الغادي ضريحَك صوبَه / وإن كان يسقي الرائحاتِ الغَواديا
ولا برِحَتْ فيه القلوبُ عقيرةً / تُسيلُ بأسرابِ الدِّماءِ المآقيا
تولى سقيَ دارهمُ الوليُّ
تولى سقيَ دارهمُ الوليُّ / فقد مجّ النّدى ذاك النّديُّ
ولاعبتِ الصَّبا أعطافَ دوحٍ / أدارتْهُ زجاجتُه العشيُّ
وغنّت في الأراكةِ ذاتُ شجوٍ / يتيهُ على الخليِّ به الشّجي
ورُبّ خمائلٍ للزهرِ فيه / كأنّ النّهرَ فيه مَشرفيُّ
هو الكنُف الوطيّ كما عهِدْنا / فأجدرُ أن تُناخَ به المطيُ
وكيف يموت شجوٌ أو شجونٌ / وذاك الحيُّ بالأهواءِ حيُّ
ليَمْضي الأرّجيُّ فلا رحيلٌ / وقد ضحِكَ الثّرى وبكى الحبيُّ
وفاتنةٍ لها طرفٌ مُطيعٌ / ولكن خلفَه قلبٌ أبيُّ
رنتْ فرمتْ بسهمٍ من فُتورٍ / يُليحُ له شواكلَهُ الرميُّ
أتلكَ لواحظٌ هي أم نِبالٌ / وتلك حواجبٌ هي أم قِسيُّ
تجلّتْ بالمحاسنِ وهي عُطْلٌ / وكم من عاطلٍ ولها حُليُّ
كخَوْطِ البانِ يُجْنى من ذُراهُ / على من يَجتَني وردٌ جنيُّ
فثغرٌ أقحوانيٌّ وخدّ / شقيقيٌّ وطرفٌ نرجسيُّ
ودونَ منالِها تلَفٌ لديه / تلفُّ على الحسامِ السّمهَريُّ
ولو شاءَتْ لأغناها كمينٌ / يثورُ فيَبْلُلُ البطلُ الكميُّ
أعدلاً أنّ قربَك ليس يُجْدي / لأنّ وراءَهُ أملٌ قصيُّ
ولي سُقْمٌ عليكَ ومنك بُرْءٌ / وبي ظمأٌ إليك وفيك رِيُّ
أسأت إليّ والأيام جِدٌّ / فأحسن لي أبو حسنٍ عليُّ
فقابلَني له خُلُقٌ رضيُّ / يصدّق بشْرَهُ خَلقٌ وضيُّ
وعارضني له عِرضٌ نقيُّ / يخبّرُ أنهُ بَرُّ تقيُّ
وأتانيَ من الإحسانِ مالاً / يكادُ ومثلُه يأتي الأتيُّ
وطوّل جودَه فأردتُ وصفاً / لغايتِه فقصّرَ بي الرّويّ
سحائبُهُ ثِقالٌ مسرعاتٌ / وسيرُ السُحبِ مثقلةً بطيُّ
بمرعاها الشِّفاءُ وثمّ مرعىً / وبيلٌ مع نضارتِه وبيُّ
أقولُ لسائلي عنه كأنْ لم / يصافحْ سمعَهُ الخبرُ الجليُّ
مَريعُ جوانبٍ ومُريعُ بأسٍ / ذُكائيٌّ محيّاهُ ذكيُّ
زففتُ إليه أبكارَ القوافي / لعلمي أنّه البَعلُ الكَفيُّ
وما ولّيتُه إلا ثناءً / هديّتُه لمن يُهْدى هديُّ
فيا صِهْرَ النبيّ اسماً ورسماً / شرُفتَ به وشرّفَكَ النبيُ
وحسبُك يا عليُّ من امتداحٍ / مقالةُ عائدٍ بك يا عليُّ
وقلّد نحرَ عيدَ النحرِ عيداً / من الأفضالِ أنت به حريُّ
فمثلُك زَنْدُ همّتِهِ طويلٌ / هُناك وزند عزمَتِه وريُّ
ولا سيّما ونحوَكَ كلّ عينٍ / يسارقُ لحظَها نظرُ خفيُّ
وفي لحظِ اليتيمِ سطورُ ضغْنٍ / تدرّبَ في قراءتها الوصيُّ
إذا الوادي جرى صبَباً وقرّتْ / به عيني فلا سالَ القُريُّ
ورُبّ عدوِّ يومٍ ليس يُرضي / على حالٍ يسيرُ به عشيُّ
إحسانُ شِعري فيكمو مُخبرٌ
إحسانُ شِعري فيكمو مُخبرٌ / أنكمو حسّنتُمُ حاليا
فالأفْقُ ما انهلّتْ شآبيبُه / إلا انْثَنى الروضُ به حاليا