فجعت مصر يوم نعي عليِّ
فجعت مصر يوم نعي عليِّ / بالأديب الفهّامة الألمعيِّ
شاعرٌ لازم القريض إلى أن / كان يوم الفراق حرف رويّ
وقضى واجبين يوم قضى نحبا / وأعظم بالواجب المقضيّ
واجب الشعر والوفاء مدى / العمر فطوبى لشاعر ووفيّ
إن جهد الرثاء لوعة راث / في مضامين شعره مرثيّ
لست أوفيه وصفه إنّ وصفاً / لعليٍّ يغني غناء السميّ
علم في الديار صنّاجة في الحفل / ركن في المجمع اللغويّ
وسراج في مفرق الرأي هاد / وجمال وبهجة في النديّ
وزميل سمح الزمالة برّ / وأخ بالإخاء جد حفيّ
ذلك الشاعر الذي ثكلته / مصر في يوم مأتم وطنيّ
لم تزل تسمع المراثي حتى / سمعت في الرثاء صوت نعيّ
تتنزى على زعيم أمين / وأديب جزل البيان سريّ
لستُ أوفيه حقّه إنه حقّ بي / ان عن البيان غنيِّ
وارثُ الأصمعيّ في لغة الضا / د وفي الشعر وارث البحتريّ
والأديبُ الذي له فطنة المصر / يّ زانت سليقة البدويّ
والمربي الذي تعهّد جيلاً / عهد علمٍ منه وعهد رقيّ
وأخو النشأتين شرقاً وغربا / من قديمٍ باقٍ ومن عصريّ
كم شهدناه في شواهد نص / ورأيناه في تعارض رأي
وسطا بين ممعن في وقوف / عند ماض وممعن في مضيّ
قائلاً ناقلاً سميعاً مجيبا / حسن تبيانه كحسن الصفيّ
يا عليّاً له مان عليٌّ / بين دانٍ من جيله وقصيّ
إن شعراً سمعته يوم ودّع / ت سيملي وداع حيّ فحيّ
سوف يبقى مستشهداً بمعانيه / وفاء لكل حرّ أبيّ
ولك القول حيث قلت غذاء / ودواء شاف لقلب الشجيّ
سوف يبقى لمنشدٍ وطروبٍ / وفخورٍ وناصحٍ ونجيّ
سوف يبقى مجدّداً لك ذكرا / حيث يُروي في العالم العربيّ
أنت أحييته تراثاً على الده / ر فعش في تراثه الأبديّ