رماني وليلى الأخيليةَ قومُها
رماني وليلى الأخيليةَ قومُها / بأشياء لم تُخلقْ ولم أدرِ ما هيا
فليتَ الذي تلقى ويُحزنُ نفسَها / ويُلقونهُ بيني وبينَ ثِيابيا
فهل يبدرنَّ البابَ قومُكَ إنني / قد أصبحتُ فيهم قاصيَ الدارِ نائيا
تمسَّكْ بحبلِ الأخيليةِ واطَّرحْ / عدا النَّاسِ فيها والوشاةَ الأدانيا
فإنْ تمنعوا ليلى وحسنَ حديثها / فلن تمنعوا مني البُكا والقوافيا
ولا رَمَل العِيسِ النوافخ في البُرى / إذا نحنُ رّفعنا لهنَّ المثانيا
فهلاّ منعتمْ إذ منعتمْ كلامَها / خيالاً يُوافيني على النأي هاديا
ولو كنتُ مولى حَّقها لمنعتُها / ولكنَّ مِنْ دوني لليلى مواليا
يلومُكَ فيها اللائمونَ نصاحةً / فليتَ الهوى باللائمينَ مكانيا
ولو أنَّ الهوى عن حُبِّ ليلى أطاعني / أطعتُ ولكنَّ الهوى قد عصانيا
وكم مِن خليلٍ قد تجاوزتُ بذَلَهُ / إليكِ وصادٍ لو أتيتُ سَقانيا
لعمري لقد سهّدتِني يا حمامةَ / العَقيقِ وقد أبكيت مَنْ كانَ باكيا
وكنتُ وقورَ الحِلم ما يستهشُني / بكاءُ الصدى لو نُحتُ نوحاً يمانيا
ولو أنَّ ليلى في بلاد بعيدةٍ / بأقصى بلاد النّاس والجنِّ واديا
لكانتْ حديثَ الرَّكبِ أو لا نتحى بها / إذا أعلنَ الركبُ الحديثَ فؤاديا
تَربّع ليلى بالمُضيّح فالحِمى / وتقتاظُ من بطنِ العَقيقِ السَّواقيا
ذكرتُكَ بالغَورِ التِّهامي فأصعدتْ / شجونُ الهوى حتى بلغنَ التَّراقيا
فما زلتُ أُزجي العيسَ حتى كأنما / ترى بالحصى أخفافها الجمرَ حاميا
بثمدين لاحتْ نار ليلى وصُحبتي / بفرعِ الغَضا تُزجي قِلاصاً نواجيا