القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 4
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ / أَتَى يُروِي البَسِيطَةَ كَالأَتِيِّ
وَغُرَّتُهُ المُنِيرَةُ ما تَجَلَّى / لَنَا أَمْ غُرَّةُ الصُّبْحِ الجَلِيِّ
أَلا سِرُّ الهِدَايَةِ فيهِ بادٍ / لسَبَّاقِ العِنَايَةِ في البَدِيِّ
فَمَا أَحْبَبتَ مِنْ خُلُقٍ رَضِيّ / ومَا أحْبَبتَ مِنْ خَلْقٍ وَضِيِّ
عَلَى نَفَحاتِهِ تُبْنَى الأَمانِي / كَمَا يُبْنَى القَريضُ عَلَى الرَوِيِّ
تَطَلَّعَ مِنْ سَمَاحٍ واتِّضَاحٍ / بِنُورِ البَدْرِ فِي جُودِ الحَبِيِّ
وأَمّ ذَرى الإِمامَةِ نَحْوَ مَولىً / بِمِلْءِ الأَرْضِ مَعْدلةً مَلِيِّ
تَخَيَّرَهُ حِمىً لِلْمُلْكِ لَمَّا / جَلاهُ أَجَلَّ ذَا أَنْفٍ حَمِيِّ
وَأَبْصَرَهُ علَى التَّوْفِيقِ وَقْفاً / يُقَرْطِسُ حينَ يَنْزَعُ فِي الرَّمِيِّ
وَلَمْ يُؤْثِرْهُ بالتَّأْمِيرِ لكِنْ / بِهِ مُسْتَأثِرُ الأَمْرِ العَلِيِّ
تَسَنَّنَ ما اقْتَضَتْهُ لَهُ الْمَعَالِي / بِمَنْصِبِهِ ومَنْسِبِهِ السَّنِيِّ
وَنَادَى الْحَقُّ حَيْعَلا بِشَهْمٍ / تَحَقَّقَ بِالكَمَالِ اليَحْيَوِيِّ
إلَى الفارُوقِ تَنْمِيهِ السَّجَايَا / سَمِيُّ أَبِيهِ يَا لَكَ مِنْ سَمِيِّ
وَحَسْبُكَ ما هَداهُ مِنْ الوَصَايا / عَنِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ الوَصِيِّ
أَغَرُّ مِنَ الخِلافَةِ فِي مَحَلٍّ / تَبَحْبَحَ فِي الإنَافَةِ والرُّقِيِّ
كَفَى التَّوحيد ما أَنْحَى فَأَضْحَى / وَحِيداً فِي المُلوكِ بِلا كَفِيِّ
وَلَمْ يَكُ مَنْ أَبُو حَفْصٍ أَبُوهُ / لِيُلْفَى غَيْرَ شَيْحَانٍ أَبِيِّ
تَأَخَّرَ مَنْ تَقَدَّمَ حِينَ أَجْرَى / مِنَ العَلْيَا إِلَى الأَمَدِ القَصِيِّ
وَأَشْرَقَتِ الليَالِي مِنْ حُلاهُ / فَلاحَتْ كَالحَلائِلِ فِي الحُلِيِّ
مُبَارَكُ مَولِدٍ مَيْمُونُ سَعْي / مُؤَيَّدُ عزْمَةٍ مَعْدُومُ سِيِّ
وَمَا طِيبُ الأَرُومَةِ مِنْهُ بِدْعاً / زَكَاةُ الفَرْعِ لِلأَصْلِ الزَّكِيِّ
تَفُوزُ قِدَاحُ مَنْ يَأْوِي إِلَيْهِ / فَسيَّان المَرِيشُ مَعَ النَّضِيِّ
أَجَدَّ بَشَاشَةَ الأَيَّامِ نُصْبٌ / لأَوْحَدَ فِي النِّصابِ الأَوْحَدِيِّ
بِكَ الليل استَنَار سَناً وَطِيباً / وَمِنْ وَرْدِ الضُّحَى وَرْسُ العَشِيِّ
نَتَائِجُ نَضْرَةٍ لِمُقَدّماتٍ / مُمَوَّهَةٍ بِمَنْظَرِهِ البَهِيِّ
تَخَالُ الأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ جِنَاناً / بِمَا الْتَحَفَتْ مِنَ الزَّهْرِ الجَنِيِّ
وَتَحْسَبُها إِذا يَغْزُو بِحَاراً / زَواخِرَ بِالخُيُولِ وبِالمَطِيِّ
يَضِيقُ الرَّحْبُ عَنهَا مِنْ هِضابٍ / لأَعْوَجَ أَو لأَحْدَبَ أَرْحَبِيِّ
حَياةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِكَفَّيْ / أَبِي يَحْيَى الهِزَبْرِ الهِبْرِزِيِّ
تَقَسَّمَتَا العُلا صَوْلاً وَطَوْلاً / أُعِدَّا لِلْعَدُوِّ وَلِلْوَلِيِّ
يُخافُ ويُرْتَجَى أَثْنَاءَ بَأسٍ / خُزيْمِيٍّ وبَذْلٍ خَازِمِيِّ
أَعَنْ سَدْويكِشٍ تَنْبَو ظُبَاهُ / وَمِنْ عَادَاتِها فَرْيُ الفَرِيِّ
إِذَا غَرِيَتْ وَقَدْ عَرِيَتْ بِحَيٍّ / تَجدَّفَ نَحْوَ مَصْرَعِهِ الدَّمِيِّ
عِبِدَّى غَرَّها حِلْمُ المَوالِي / فَعَرَّضتِ البِشَارَةَ للنَّعِيِّ
أَرَاغَتْ ضِلَّةً مَا عَنْهُ زَاغَتْ / وَزَأْرُ الليْثِ لَيْسَ مِنَ الصَّبِيِّ
وَعاذَتْ بِالذَّرَى تَأْوِي إِلَيْها / فَهَلْ وَجَدَتْ عَن السَّنَنِ السَّوِيِّ
وَلَمْ تَدَع التَّهَالُكَ في شَقَاهَا / لِتَهْلُكَةِ ابنِ إِسْحاقَ الشَّقِيِّ
تَحَرَّشَ بِالوَغَى دَهْراً فَدَهْراً / لِجَاحِمِها المُؤَجَّجِ فِي صُلِيِّ
وَأَحسَنُها ابتِدَاءً وانتِهاءً / كَسَاهُ الدِّرْعُ دُونَ الأَتْحَمِيِّ
ضَحُوكاً وَالحُسامُ العَضْبُ يَبْكِي / نَجِيعاً لانْقِصادِ السَّمْهَرِيِّ
وَقَدْ خَبأَتْ لهُ الأَقْدَارُ مِنْهُ / فَتىً وافَاهُ بالحَيْنِ الجَنِيِّ
فَمَا أَغْنَى ابنُ غَانِيَةٍ فَتِيلاً / وَمَا أَجْدَى ذوُوهُ بَنُو عَلِيِّ
وَأَحكَامُ الليالِي جَارِيَاتٌ / عَلَى المَنْخُوبِ قَلباً والجَرِيِّ
فَإِنْ كانَتْ لَهُ الهَيْجَاءُ شِرْباً / فَقَدْ ذادَتْهُ أَطرَافُ العَصِيِّ
وَإِنْ تَكُنِ الشَّقاوَةُ أَنْسَأَتْهُ / فَلَمْ يَكُ لِلسعَادَةِ بِالنَّسِيِّ
وَكَيْفَ رَجَا ابْنُ سَوَّاقٍ نَجَاةً / ولَيسَ لِما عَنَاهُ بِالنَّجِيِّ
إِذَا الإِقْصافُ بِالعِيدانِ أَوْدَى / فَمَا يَعْدُوهُ عَن قَصفِ الوَدِيِّ
أُحِيطَ بِهِ فَأَذْعَنَ عَن صغارٍ / يَذُمُّ عَواقِبَ المَرْعَى الوَبِيِّ
وأَلْحَفَ فِي الأَمانِ عَلَى اهْتِداءٍ / إِلَى اسْتِنقاذِ مَعْشَرِهِ الغَوِيِّ
وَهَانَ عَلَيْهِ أَنْ وَهَنَتْ قِوَاهُ / ليُمْسِكَ مِنْهُ بِالسَّبَبِ القَوِيِّ
أَفَاقَ وَكَانَ لا يَصْحُو فُوَاقاً / رُكُوناً مِنْ هَواهُ إِلَى الرَبِيِّ
وَخَوَّلَهُ الرِّضَى ما لَمْ يَخَلْهُ / وَكَمْ نَطِفٍ لهُ فَلَجُ البَرِيِّ
وَلَوْلا الصَّفْحُ أَسْقَتْهُ المَنَايَا / صِفَاحُ الهِنْدِ في يَوْمٍ قَسِيِّ
إِذا حَفَّ الحِمامُ بِمُستَمِيتٍ / فَلا يَيْأَسْ مِنَ اللطْفِ الخَفِيِّ
أَلا للَّهِ أَوَّاه مُطِيعٌ / يُدَوِّخُ كُلَّ جَبَّارٍ عَصِيِّ
تَسَامَى فِي مَراقِي الفَضْلِ حَتَّى / أَبَرَّ حُلىً مِنَ البَرِّ التَقِيِّ
وَأَقْسَمَ لا يُرَى إِلا مُكِبَّا / عَلَى الإِحْسَانِ لِلرَّجُلِ المُسِيِّ
وَمَا عَدِمَ اكْتِهَالاً واكْتِمَالاً / حِجَاهُ وهْوَ في حِجَجِ الصَّبِيِّ
رَبِيءُ الحَرْبِ أَوْسَعَها غَناءً / فأَغْنَتْهُ الخِزَامَةُ عَنْ رَبِيِّ
يَبينُ عَلَيْهِ مَيْلٌ لِلْعَوالِي / إِذَا لَحِظتهُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيِّ
وَيَسْتَدْعِي مُغَازَلَة المَوَاضِي / مُقنَّأةً كأَعْطافِ القِسِيِّ
وَلا يَدَعُ اقْتِنَاءَ العِلْمِ وَقْتاً / فَهَا هُوَ مِنهُ فِي شِبَعٍ وَرِيِّ
سَما لِلمَجْدِ فِي كَدْحٍ وَقَدْحٍ / بِزَنْدٍ مِنْ قَرِيحَتِهِ وَرِيِّ
وَأَحْرَزَ فِي المَعَالِي وَالمَعَانِي / وِرَاثَتَها عَنِ السَّلَفِ الرَّضِيِّ
تَسَلَّمَها بِحَقٍّ أَلْمَعِيّاً / نِقَاباً عَنْ نِقابٍ أَلْمَعِيِّ
يُشَرِّفُ ما تُصَرِّفُ راحَتاهُ / فَلِلْقَلَمِ افْتِخَارُ المَشْرَفِيِّ
ولايَتُهُ لَنا غَوثٌ وَغَيثٌ / عَلَى الوَسمِيِّ سامٍ والوَلِيِّ
وَمَثْواهُ بِدَارِ المُلْكِ فَوْزٌ / بِصَفْوِ العَيْشِ وَالبالِ الرَّخِيِّ
فَرِدْ بَحْرَ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً / وَطَالِعْ ناهِداً بَدْرَ النَّدِيِّ
وَفَيْتُ بِما استَطَعْتُ مِن امْتِدَاحٍ / فَهَلْ لِلْحُرِّ مَعْذِرَةُ الوَفِيِّ
وَأَرْجُو أَنْ يُسَوِّغَنِي قَبُولاً / بِهِ أُهْدِي المَدِيحَةَ كالهَدِيِّ
أَشِدْ بِالقَوَافِي ذِكْرَ علْوَةَ أَوْ عَلْيَا
أَشِدْ بِالقَوَافِي ذِكْرَ علْوَةَ أَوْ عَلْيَا / وَدَعْ لِلسَّوافِي دارَ مَيَّةَ بِالعَلْيَا
لِكُلٍّ مِنَ العُشَّاقِ رَأْيٌ يُجِلُّهُ / وَإِنْ جَالَ فِي الأَحدَاقِ مَا يُبْطِلُ الرَّأْيَا
أَلَمْ تَرَها عَيَّتْ جَواباً ولَمْ يَجِدْ / مُسائِلُها إِلا الأَوارِيَّ وَالنُّؤْيَا
بِحَسْبِ زيادٍ نَدْبُهُ طَلَلاً عَفَا / وَحَسْبِي اقْتِدَاحٌ للغَرامِ زَكَا وَرْيَا
إِذَا الأَثَرُ اسْتَهوَى فَما العَيْنُ صانِعٌ / بِمَنْ عَقْدُهُ لا يَقْبَلُ الوَهْنَ والوَهْيَا
أَوَيْتُ إلَى عَلْيَاءَ غَيْرَ مُنَهْنِهٍ / فُؤَاداً عَلَى الإِخفَاقِ يَسْتَنجِزُ الوَأْيَا
وَلَمْ أَرَ كَالأَحْيَاءِ تَزْحَف دُونَها / فَتُكْثِرُ في أَكْفَائِها القَتْل والسَّبْيَا
كَفَانِي بِهَا رِيَّا بِرَامَةَ شَدَّ ما / جَفَانِي فَلا بُقْيا عَلَيَّ وَلا لُقْيَا
جَزَتْنِي جَزَاء الوَشْيِ والحَلْيِ إذْ أَبَتْ / مَحَاسِنُهَا أَنْ تَلْبَسَ الوَشْيَ وَالحَلْيَا
كَأَنِّيَ ما نازَلْتُ آسَادَ قَوْمِها / وَغَازَلتُ مِنْها وَسْطَ أَخْيامِها ظَبْيَا
وَلَمْ أَدْرِ فِي هَصْرِي لِميَّادِ قَدِّها / أَرُمَّانَةً فِي النَّحْرِ أَقْطِفُ أَمْ ثَدْيَا
سَجَايَا الغَوَانِي مَا دَرَيْتُ فَشَأْنها / وَهجرَانها لا أُدرِك الهَجْر وَالنأْيَا
أَجِدَّكَ لا أَنْفَكُّ بِالغِيدِ مُغْرَماً / فَمَا أَنَا لِلأُخْرَى وَمَا أَنَا لِلدُّنْيَا
لقَلْبِيَ أوْحَى بالتَّصَابِي تَقَلُّبٌ / مِنَ الغُصْنِ مُخْضلاً ثَنَتْهُ الصَّبا ثَنْيَا
وَلا بُدَّ لِلْوَافِي النُّهَى مِن نِهَايَةٍ / يُوَفِّي ارْعِواءً عِنْدَها الأَمْرَ وَالنَّهْيَا
أَلَيْسَ مَشِيبِي مُنْذِراً وَمُبَشِّراً / فَمَا لِيَ وَيلِي أُشْبِهُ الصُّمَّ وَالعُمْيَا
وَشُكْرُ أَبِي يَحْيَى الأَميرِ أَحَقُّ بِي / وَإِنْ عَزَّنِي شُكْرُ الأَميرِ أَبِي يَحْيَى
هُمام إِذَا ابتَاعَ الثَّناءَ بِمَا حَوَتْ / يَدَاهُ فَمَا يَخْشَى مُبَايعُه ثُنْيَا
تَرَعْرَعَ بَيْنَ البَأْسِ والجُودِ مِثْلَما / تَبَحْبَحَ فِي المَجْدِ المُؤَثَّلِ وَالعَلْيَا
مُجِيلاً قِداحَ الفَوْزِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ / بِما يُقْتَضَى سَعْداً وَمَا يُرتَضَى سَعْيَا
بِرَاحَتِهِ زَنْدُ المَكَارِمِ كُلَّما / أَرَانا بِهِ قَدْحاً رَأَينَا لَهُ وَرْيَا
أَعَدَّ لأَدْواءِ الليالِي دَوَاءَها / وَهَلْ يُخْطِئُ الإصَمَاءَ مَنْ يُحْسِنُ الرَّمْيَا
مَسَاعِيهِ في أعْدَائِهِ وَوُلاتِهِ / تَمرُّ لَهُمْ شَرْياً وَتَحْلُو لَنَا أَرْيَا
يُديرُ مِن الحَرْبِ الضَّروسِ حَدِيقَةً / وَإِنْ لَم يَرِدْ فِيها سِوَى لامَةٍ مَهْيَا
ويَحْسبُ أَجْنَاسَ القَوَافِي عُفَاتهُ / فيَحيَا لَها مَن هامَ أَقْتَالَهَا حَيَّا
تَأَلَّى هُدَاه لا تَأَتَّى مُناجِزاً / صُنوفَ العِدَى أَو يَمْحُوَ الغَيَّ والبَغْيا
فَلا شَكَّ أَنَّ السُّمْرَ شَكّاً تُبيتُهُم / وَلا رَيْبَ أَنَّ البِيضَ تُفْنِيهِمُ بَرْيَا
كَأَنَّ عَلَيهِ لِلقِرَاعِ ولِلْقِوَى / نُذُوراً فَلا صُبْحاً تُضَاعُ وَلا مَسْيَا
يَرُوحُ وَيَغدُو مَنزِلاً وَمُنازِلاً / فَمِن مُعتَدٍ يردَى وَمِن معتفٍ يَحْيَا
هُوَ المُقْتَفِي مَا سنَّ للناسِ آلَه / وَهَلْ يَقْتَفِي إِلا السَّكِينَةَ وَالهَدْيَا
أَئِمَةُ عَدلٍ يَمَّمَ الحَقُّ نَصْرَهُم / فَمَا عَدَلُوا عَنهُ دِفاعاً وَلا حَمْيَا
هُمُ فَرَّجُوا غَمَّ الدَّواهِي وَضِيقَها / بِمَا وَسِعَ الدُّنْيَا وأَبْنَاءَها دَهْيَا
وَهُمْ نَصَرُوا الدينَ الحَنيفَ وَبَصَّروا / مَعَالِمَهُ والنَّاسُ فِي فِتْنَة عَمْيَا
وَهُمْ أَحْرَزُوا دُونَ المُلوكِ مَنَاقِباً / مَتَى مَا وَلوا إِخفاءَها بَهَرَتْ خَفْيَا
تَنَاهَوا مِنَ العَلْيَا إلَى غايَةٍ نَأَتْ / فَقَصَّرَ عَنْها كُلُّ مَدْحٍ وَإنْ أَعْيَا
أَعِدْ نَظَراً لِلدَّهْرِ تُبْصِرهُ ناضِراً / وَمَا رُؤْيَةُ الأَشْياءِ حَقّاً مِن الرُّؤْيَا
فَلا يَوْمَ إِلا إِضْحِيانٌ بِنُورِهم / وَلا لَيْلَة إِلا بِأَسْعُدِهِمْ ضَحْيَا
لآلِ أَبِي حَفْصٍ وَسائِلُ نُصْرَةٍ / إلَى الدِّينِ وَالدنْيا هيَ النّسْبَةُ الدُّنْيَا
فَبُشْرَى لِمَنْ لَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ حُبِّهِم / عَتاداً وزَاداً لِلمَمَاتِ وَلِلحَيَا
لَقَدْ أَعْرَقُوا فِي المُلكِ لَكِنْ تَعدَّدُوا / فيَا رُشْدَهُم رَأْياً وَيا حُسْنَهُم رُؤْيَا
أَعَزُّ المَبانِي مَا أَقامُوا علَى القَنَى / لَدَيْهم وَخَيرُ الخَيْلِ مَا رَكَضُوا عُرْيَا
كَفَاهُمْ مِنَ القَصرِ السُّرادِقُ بِالفَلا / وَأَنْساهُمُ اليَنْبُوعَ ذِكْرُهُمُ الحِسْيَا
قَدِ اخْشَوشَنُوا إِلا حَواشِيَ أُرْهِفَتْ / رِقاقاً وآداباً صَغَتْ نَحْوَهُم صَغْيَا
وَقَدْ هَجَرُوا حتَّى اليَراعَ فَإِنَّمَا / يَخُطُّون بِالخَطِيِّ مَا يَفْضَحُ الوَشْيَا
تَحَلَّى وَلِيُّ العَهْدِ زُهْرَ حُلاهُمُ / فَحِلْمٌ إلَى بُقْيَا وَعِلْمٌ إلَى فُتْيَا
سَمَتْ دَعْوَةُ التَّوحِيدِ مِنْهُ بِأَوْحَدٍ / مآثِرَ أَعْيَتْ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ العلْيَا
تَرَى الفَلكَ الدَّوَّارَ مِنْ خدَمَائِهِ / فَمَا لا يَرَى إيجَابُهُ سامَهُ نَفْيَا
مُجِيرٌ علَى الأَيَّامِ مِنْ جَوْرِ بُؤْسِها / بِنُعْمَى علَى نُعْمَى وَحُذْيَا علَى حُذْيَا
لَهُ اللُّهُ ما نَدَّى يَميناً بِمِنَّةٍ / وَإِنْ هِيَ ذَاعَتْ فِي النَّدَيِّ فَمَا أَعْيَا
كَأَنَّ لُهاهُ لِلثُّرَيَّا وَيَوْمِهِ / فَعُودِي بِها نَضْرٌ وَأَرْضِي بِها ثَرْيَا
سَقَانِيَ رِيّاً بَعْدَ رِيٍّ سَمَاحُهُ / فَيَا حَبَّذا السَّاقِي وَيَا حَبَّذَا السُقْيَا
وَصَيَّرَ لِلتَّجوِيدِ جَدْوَاهُ مبدَأ / وَقَدْ بَلَغَ الإفحَامُ غَايَتَهُ القُصْيَا
وَخَوَّلَنِي رُعْياً بِها وَكلاءةً / فَخَوَّلَهُ اللَّهُ الكَفاءةَ وَالرَّعْيَا
بَدَا المُشْتَرِي بِالأُفْقِ لِلبَدْرِ تَالِياً
بَدَا المُشْتَرِي بِالأُفْقِ لِلبَدْرِ تَالِياً / فَأَشْرَقَ مِنْ نُورَيْهِما فَلَكُ الدُّنْيَا
وَلاحَا كَما قامَ الأَمِيرُ وَنَجْلُهُ / تَقَدَّمَ يَحْيَى واقْتَفَاهُ أَبو يَحْيَى
نصحتُكَ لا تبع رشداً بغيّ
نصحتُكَ لا تبع رشداً بغيّ / وبع طلب الرضى بالرشد غيّا
وليّ الشيب بالإقلاع ظلمٌ / فكم ذا تتبعُ التسويف ليّا
ألم تر ما يسوم الناس نشراً / من الآمال كيف يغالُ طيّا
إذا فاء الفتى لنهاه يوماً / رأى الأعمار للآجال فيّا
يبيد الخلق من شيخ وشرخٍ / وهل ترك الردى في الحي حيّا
محت قيساً وليلاهُ الليالي / وغال الموت غيلاناً وميّا
مرامُ الفوز في دنياك دانٍ / بما ترجوه من ريّ وريّا
وخير الزاد تقوى اللّه حقا / فلا تعدل بتقوى اللّه شيّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025