المجموع : 21
تَدَيَّنَ مَغرِبيٌّ بِاِنتِحالٍ
تَدَيَّنَ مَغرِبيٌّ بِاِنتِحالٍ / وَعارَضَ بِالتَنَحُّلِ مَشرِقِيُّ
فَصَمتاً إِن أَرَدتُم أَو مَقالاً / فَما في هَذِهِ الدُنِّيا تَقِيُّ
نَقاءُ لِباسِنا فيها كَثيرٌ / وَلَيسَ لِأَهلِها عِرضٌ نَقِيُّ
وَإِن رُقِّيَ الفَتى رُتَبَ المعالي / فَمِثلُ هُبوطِهِ ذاكَ الرُقِيُّ
وَيَحسَبُ بَعضُنا أَن قد أَتاهُ / نَعيمٌ وَهوَ لَو يَدري شَقِيُّ
وَأَعوَزَنا بَياضُ العَيشِ فيها / وَلَم يُعوِز بَياضٌ مَفرِقِيُّ
أَرادوا الشَرَّ وَاِنتَظَروا إِماماً
أَرادوا الشَرَّ وَاِنتَظَروا إِماماً / يَقومُ بِطَيِّ مانَشَرَ النَبِيُّ
فَإِن يَكُ ما يُؤَمِّلُهُ رِجالٌ / فَقَد يُبدي لَكَ العَجَبَ الخَبِيُّ
إِذا أَهلُ الدِيانَةِ لَم يُصَلوا / فَكُلُّ هُدىً لِمَذهَبِهِم أَبِيُّ
وَجَدتُ الشَرعَ تُخلِقُهُ اللَيالي / كَما خُلِقَ الرِداءُ الشَرعَبِيُّ
هِيَ العاداتُ يَجري الشَيخُ مِنها / عَلى شِيَمٍ يُعَوِّدُها الصَبِيُّ
وَما عِندي بِما لَم يَأتِ عِلمٌ / وَقَد أَلوى بِأُنمُلِهِ الرَبِيُّ
مَضى مَلِكٌ لِيَخلُفَ بَعدُ مَلكٌ / حَبِيٌّ زالَ ثُمَّ نَمى حَبِيُّ
وَقَد يَحمي الأَرانِبَ مِن أُسودٍ / ضَراغِمَةٍ جِراءٌ ثَعلَبِيُّ
وَأَشوى الحَقَّ رامَ مَشرِقِيٌّ / وَلَم يُرزَقهُ آخَرُ مَغرِبِيُّ
فَذا عَمرٌ يَقولُ وَذا عَلِيٌّ / كِلا الرَجُلَينِ في الدَعوى غَبِيُّ
وَخَيرٌ لِلفُؤادِ مِنَ التَغاضي / عَلى التَثريبِ نَصلٌ يَثرِبِيُّ
فَإِن يُلحِق بِكَ البَكرِيُّ غَدراً / فَلَم يَتَعَرَّ مِنهُ التَغلِبِيُّ
أَذيتَ مِنَ الَّذينَ تَعُدُّ أَهلاً / وَجَنبَكَ الأَذاةَ الأَجنَبِيُّ
وَسَكنُ الأَرضِ كُلُّهُم ذَميمٌ / صَريحُهُمُ المُهَذَّبُ وَالسَبِيُّ
فَإِن سُمّوا بِأَرقَمَ أَو بِلَيثٍ / فَذِئبِيٌّ أَتاكَ وَعَقرَبِيُّ
صَفَرِيٌّ مِن بَعدِه رَجَبِيُّ
صَفَرِيٌّ مِن بَعدِه رَجَبِيُّ / فَاِنظُرَن أَينَ جادَ ذاكَ الحَبِيُّ
زَعَمَت أَنَّ نارَها ما خَبَت فا / رِسُ وَالدَهرُ فيهِ مَعناً خَبِيُّ
نامَ عَنّا رَبِيُّنا وَهَلاكُ ال / رَكبِ يُخشى إِن نامَ عَنهُ الرَبِيُّ
عَلِمَ الكائِناتِ في كُلِّ وَجهٍ / أَوَّلٌ عِندَهُ السِماكُ صَبِيُّ
خالِقُ النيرانِ ما يَتَغابى العَب / دُ لَكِنَّهُ ضَعيفٌ غَبِيُّ
أَيُّها الغِرُّ إِن خُصِصتَ بِعَقلٍ / فَاِسأَلنَهُ فَكُلُّ عَقلٍ نَبِيُّ
حَلَبوا دُرَّةَ الكُؤوسِ وَأَلغَوا / ما رَواهُ الكَرَخِيُّ وَالحَلَبِيُّ
وَشَرابي ماءٌ قَراحٌ وَحَسبي / لا يَهنَأُ شَرابُكَ العِنَبِيُّ
وَكَفاني مِمّا يُعَبُّ لُجَينِي / يٌ إِذا عُبَّ صِرفُكَ الذَهَبِيُّ
فَتَنَتكَ السَبِيَّتانِ فَبَيضا / ءُ وَحَمراءُ مِن كُرومِ سَبِيُّ
جُلِبَت هَذِهِ بِسُمرٍ وَهاتي / كَ بِصُفرٍ لَها أَبٌ لَهَبِيُّ
قَدَرٌ غالِبٌ وَأَمرٌ قَديمٌ / يَتَضاهى ذَليلُهُ وَالأَبِيُّ
وَاِختِلافٌ مِن عُنصُرٍ ذي اِتِّفاقٍ / وَتَساوى الزَنجِيُّ وَالعَرَبِيُّ
غَرَّكُم بِالخِلافِ أَصفَرُ قَيسٍ / بِرهَةً ثُمَّ أَصفَرٌ ثَعلَبِيُّ
لَعَمري لَقَد بِعنا القَناءَ نُفوسَنا
لَعَمري لَقَد بِعنا القَناءَ نُفوسَنا / بِلا عِوَضٍ عِندَ البِياعِ وَلا ثِنيا
وَلَو بَينَ دُنيانا الدَنيَّةِ خُيِّرَت / وَبَينَ سِواها ماءَرادَت سِوى الدُنِّيا
ساءَ بَريّاً مِنَ البَرايا
ساءَ بَريّاً مِنَ البَرايا / مَن لَبِسَ الدينَ سابِرِيّا
إِن كَسَّرَتني يَدُ المَنايا / فَما الأَطِبّاءُ جابِرِيّا
أَمَرتَ بِالغَدرِ أُمَّ دَفرِ / وَلَم أُطِع فيكَ آمِرِيّا
عَبَرتُ في عَيشَةٍ مَضيقاً / فَليوسِعِ الحَفرَ قابِرِيّا
مَفازَةٌ ما الضَبابُ فيها / وَلا عَقيلٌ بِحافِرَيّا
ما أَحوَجَتني إِلى وُرودٍ / لَمّا سَقَتني الخُمارَ رِيّا
قَد خَبِرَ اللَهُ مِن ضَميري / ما لَم يَكُن عِندَ خابِرِيّا
وَلَم يُطِل سامِري حَديثي / بَل عِشتُ في الدَهرِ سامِرِيّا
لَو عَلِمَ العاذِلونَ سِرّي / لَأَصبَحَ القَومُ عاذِرِيّا
يا أُمَّتي اِتَّقوا شُروراً / مِنّي وَبيتوا مُحاذِرِيّا
قامِرَةٌ كُلَّنا اللَيالي / فَما أُبالي بِقامِرِيّا
وارَتنِيَ الأَرضُ فَاِهجُروني / لا يَرهَبِ العَتبَ هاجِرِيّا
هَل كَرِهَ القُربَ مِن عِظامي / أَعظُمُ قَومٍ مُجوِرِيّا
ما بَهَشوا بِالسَلامِ نَحوي / وَلا أَراهُم مُحاوِرِيّا
غَنيتُ عَن زائِرٍ مُلِمٍّ / فَليَشغَلِ الخَيرُ زائِرِيّا
أَزَيَّلَ المُلكَ آلُ كِسرى / وَصارَ بِالشامِ عامِرِيّا
قَد خَفَّ جِرمي وَصارَ جُرمي
قَد خَفَّ جِرمي وَصارَ جُرمي / أَثقَلَ مِن هَضبَةٍ عَلَيّا
نَفسي أَولى بِما عَناها / مِن هَؤُلاءِ وَهَؤُلَيّا
لَولا تَقَضّي الشَبابِ عَنّي / عَصَيتُ في الغَيِّ عاذِلِيّا
فَهَل تَراني أَكونُ بَرّاً / لَو رُدَّ عَصرُ الصِبا إِلَيّا
إِيّاكَ وَالخَودَ أَن تُخَلّى / مُلبِسَةً جيدَها حُلِيّا
كَأَنَّها ظَبيَةٌ خَذولٌ / مُرضِعَةٌ بِالضُحى طُلَيّا
يا هِندُ كوني مَعَ الهَوافي / وَجانِبي الخَفضَ يا عُلَيّا
لَقَد أَمِنَتني الأَدماءُ أَضحَت
لَقَد أَمِنَتني الأَدماءُ أَضحَت / تُراعي في مَراتِعِها طُلَيّا
بَعُدتُ مِنَ الأَصادِقِ وَالأَعادي / فَما أَنا مِن أُلاكَ وَلا أَلَيّا
دَعا لي بِالحَياةِ أَخو وِدادٍ / رُوَيدَكَ إِنَّما تَدعو عَلَيّا
وَما كانَ البَقاءُ لِيَ اِختِياراً / لَوَ اِنَّ الأَمرَ مَردودٌ إِلَيّا
تَرومُ شِفاءَ ما الأَقوامُ فيهِ
تَرومُ شِفاءَ ما الأَقوامُ فيهِ / رُوَيدَكَ إِنَّ داءَ القَومِ أَعيا
فَحاذِر عَقرَباً غَشِيَتكَ لَسباً / وَأُمَّ أَراقِمٍ وافَتكَ سَعيا
وَأَلقَت هَذِهِ الأَيّامُ عِلماً / إِلَيكَ فَلَم تُصادِفُ مِنكَ وَعيا
وَدينُكَ ما عَلَيَّ الحُكمُ فيهِ / فَأَبغِيَ لِلَّذي أَخفَيتَ بَغيا
إِذا الإِنسانُ كَفَّ الشَرَّ عَنّي / فَسُقياً في الحَياةِ لَهُ وَرَعيا
وَيَدرُسُ إِن أَرادَ كِتابَ موسى / وَيُضمِرُ إِن أَحَبَّ وَلاءَ شَعيا
وَفَرتُ العارِضَينِ وَلَم يُعارِض
وَفَرتُ العارِضَينِ وَلَم يُعارِض / مَشيبي إِذ تَناثَرَ مَلقَطايا
وَإِنَّ البيضَ مِثلَ السودِ عِندي / فَكَيفَ يَخُصُّ تِلكَ مُسَلَّطايا
مَطايَ عَلَيهِ لِلأَيّامِ عِبءٌ / كَأَنّي لِلأَذاةِ مِنَ المَطايا
مَحَلّي إِن جَلاني عَنكَ خَطبٌ / فَمِن خَطَأي تُراحُ وَمِن خَطايا
وَما شَعرٌ بِرَأسِكَ في عِدادٍ / بِأَكثَرَ مِن ذُنوبِكَ وَالخَطايا
عَطايا الناسِ مُمسَكَةٌ فَحاوِل / ثَوابَ مَليكِنا الجَزلِ العَطايا
كُفيتُكَ أَن تُرابَ الدَهرَ مِنّي / وَلَم تَكفُف بُزاتَكَ عَن قَطايا
كُلُّ اِمرُؤٍ يُضحي مَرِيّا
كُلُّ اِمرُؤٍ يُضحي مَرِيّا / وَالدَهرُ لا يُبقي سَريّا
فَتَرَوَّ مِن هَذي الحَيا / ةِ لِكَي تَموتَ النَفسُ رَيّا
ما لِلثُرَيّا قيمَةٌ / عِندَ الَّذي خَلَقَ الثُرَيّا
صارَ الأَميرُ أَبا مَريّ / ثُمَّ أَورَثَها مُرَيّا
وَالحَيُّ لِلنَكباتِ يَس / تَقري وَيَرجِعُ لِلقَرِيّا
ما عَريتُ مِمّا يَخا / فُ عَمايَتانِ وَلا عُرِيّا
أَصبَحتُ أَلحى خَلَّتَيّا
أَصبَحتُ أَلحى خَلَّتَيّا / هاتيكَ أُبغِضُها وَتَيّا
وَدُعيتُ شَيخاً بَعدَ ما / سُمّيتُ في زَمَنٍ فُتَيّا
وَكَفَيتُ صَحبِيَ إِلَّتَيّا / بَعدَ اللُتَيّا وَاللُتَيّا
سَقياً لِأَيّامِ الشَبابِ / وَما حَسَرتُ مُطيَتَيّا
أَيّامَ آمُلُ أَن أَمُسَّ / الفَرقَدَينِ بِراحَتَيّا
وَأَفيضُ إِحساني عَلى / جارَيَّ ثَمَّ وَجارَتَيّا
فَالآنَ تَعجِزُ هِمَّتي / عَمّا يُنالُ بِخُطوَتَيّا
أَوصى اِبنَتَيهِ لَبيدٌ ال / ماضي وَلا أوصي اِبنَتَيّا
لَستُ المُفاخِرَ في الرِجا / لِ بِعَمَّتَيَّ وَخالَتَيّا
لَكِن أُقِرُّ بِأَنَّني / ضَرعٌ أُمارِسُ دارَتَيّا
وَاللَهُ يَرحَمُني إِذا / أودِعتُ أَضيَقَ ساحَتَيّا
لا تَجعَلَن حالي إِذا / غُيِّبتُ أَيأَسَ حالَتَيّا
ما بالُها ناوِيَةً شُقَّةً
ما بالُها ناوِيَةً شُقَّةً / تودي بِشَخصِ الناقَةِ الناوِيَه
لَم تَأوِ لِلعيسِ وَلا بُّدَّ مِن / قَبرٍ إِلَيهِ أَوَت الآوِيَه
وَتَقدَمُ الأَرضَ نُفوسٌ أَتَت / مَخلوقَةً مِن أَنفُسٍ تاوِيَه
وَالدَهرُ كَالحَيّوتِ في / إِهلاكِهِ ما حَوَتِ الحاوِيَه
إِن تَعمَرِ الدُنيا فَلا بُدَّ مِن / يَومِ رَدىً يَترُكُها خاوِيَه
فَاِهرُب مِنَ الإِنسِ إِلى الوَحشِ كَي / تَسكُنَ في الدَوِيَّةِ الداوِيَه
إِن يَسمَعوا شَرّاً تَوافَوا لَهُ / حِفظاً وَمِثلُ الشاعِرِ الراوِيَه
ما أَنفَعَ السَيفَ لِمَن شامَهُ / أَخضَرَ ما رَوَّضَتهُ ذاوِيَه
ذُبابُهُ إِن يَشدُ يَحدُث لَهُ / جِدٌّ يُوازي لَعِبَ الغاوِيَه
يَقتَسِرُ الدُنيا لِأَخلافِهِ / مُحتَلِباً أَخلافَها الصاوِيَه
أَلوى نَباتُ الأَرضِ وَهوَ الَّذي / لَم يُلوِ بَل أَلوَت بِهِ اللاوِيَه
هاوِيَةٌ نَفسُكَ ما ساءَها / فَلتَخشَ أَن تُلقى إِلى الهاوِيَه
مَنِ اِتَّقى اللَهَ فَأُسدُ الشَرى / لَدَيهِ مِثلُ الأَكلُبِ العاوِيَه
نَحنُ شِئنا فَلَم يَكُن ما أَرَدنا
نَحنُ شِئنا فَلَم يَكُن ما أَرَدنا / وَتَمَّت لِلَّهِ فينا المَشيَّه
وَثُرَيّا النُجومِ تَلقى حِماماً / كَالثُرَيّا في رَهطِها القِرشِيَه
قَد طَرِبنا إِلى المَهاري تَبارى / بِالأَصاحيبِ غَدوَةً وَعَشِيَّه
مَلَأَتها البَياضَ سُحمٌ مِنَ الدُجنِ / وَبُهمى غَضيضَةٌ حَبَشِيَّه
إِرمِنا يا ظَلامُ في كُلِّ فَجٍّ
إِرمِنا يا ظَلامُ في كُلِّ فَجٍّ / فَالمُنى لَم تَزَل تَجُرُّ المَنايا
وَحَنى بائِسٌ عَلى القُربِ جيداً / لِوَداعٍ وَالعَيسُ مِثلُ الحَنايا
وَدُنّا يَعَذولُ أَنّا سَلِمنا / مِن هَوانا وَلَم نُدانِ الدَنايا
إِنَّ جَهلاً سَلمي لِآل سُلَيمى / وَثَنائي عَلى عِذابِ الثَنايا
لَيسَ يَبقى الضَربُ الطَويلُ عَلى الدَهرِ
لَيسَ يَبقى الضَربُ الطَويلُ عَلى الدَهرِ / وَلا ذو العَبالَةِ الدَرحايَه
يا أَبا القاسِمِ الوَزيرَ تَرَحَّلتَ / وَخَلَّفتَني ثِفالَ رَحايَه
وَتَرَكتَ الكُتبَ الثَمينَةَ لِلنا / سِ وَما رُحتَ عَنهُم بِسَحايَه
لَيتَني كُنتُ قَبلَ أَن تَشرَبَ المَو / تَ أَصيلاً شُرَّبتُهُ بِضُحايَه
إِن نَحَتكَ المَنونُ قَبلي فَإِنّي / مُنتَحاها وَإِنَّها مُنتَحايَه
أُمُّ دَفرٍ تَقولُ بَعدَكَ لِلذا / ئِقِ لا تَعمَ لي فَأَينَ فَحايَه
إِن يَخُطَّ الذَنبَ اليَسيرَ حَفيظا / كَ فَكَم مِن فَضيلَةٍ مَحّايَه
مَجوسيَّةٌ وَحَنيفيَّةٌ
مَجوسيَّةٌ وَحَنيفيَّةٌ / وَنَصرانَةٌ وَيَهوديَّه
نُفوسٌ تَخالَفُ أَديانُها / وَلَيسَت مِنَ المَوتِ بِمَفديَّه
تُراقِبُ مُهدِياً أَن يَقومَ / فَتُلفى إِلى الحَقِّ مَهدِيَّه
فَيا سَعدُ كَم خَرَجَت ظَبيَةٌ / تَرودُ بِخَضراءَ سَعدِيَّه
فَتُضحي مِنَ المَردِ مَردِيَّةً / وَتُمسي مِنَ الرَدى مَردِيَّه
لَقَد كانَ أَبدى إِلَيها الزَما / نُ ثُمَّ هِيَ الآنَ مَبدِيَّه
وَيا هِندُ ما عَصَمَت أَهلَها / قَواضِبُ في الضَربِ هِندِيَّه
وَلا وَردُ غابٍ لَهُ حُلَّةٌ / مِنَ الدَمِ في الغيلِ وَردِيَّه
تَشَبَّهَ بَعضٌ بِبَعضٍ فَما / تَزالُ الشَمائِلُ فَردِيَّه
قَدِ اِمتَزَجَ العالَمُ الآدَمِيُّ / فَغورِيَّةٌ مَعَ نَجدِيَّه
وَأُمُ النُمَيرِيِّ تُركِيَّةٌ / وَأُمُّ العُقَيلِيِّ صُغدِيَّه
وَزَوجُ الكِلابِيَّةِ الكاسِكِيُّ / وَعِرسُ الكِلابِيِّ كُردِيَّه
أَلَم تَرَ أَنَّني حَيٌّ كَمَيتٍ
أَلَم تَرَ أَنَّني حَيٌّ كَمَيتٍ / أُداري الوَقتَ أَو مَيتٌ كَحَيِّ
أُحاذِرُ عالَمي وَأَخافُ مِنّي / وَأَلحى الناسَ بَلَهَ بَني لُحَيِّ
وَهُم لي مِثلُ ما كانَت قَديماً / لِقَيسِ بنِ الخَطيمِ بَنو دُحَيِّ
أَلَيسَ أَبوكُم آدَم إِن عُزيتُمُ
أَلَيسَ أَبوكُم آدَم إِن عُزيتُمُ / يَكونُ سَليلاً لِلتُرابِ إِذا عُزي
يُوَدُّ الفَتى لَو عاشَ آخِرَ دَهرِهِ / سَليماً مُؤَتّى لا أُميتَ وَلا رُزي
أَنامٌ لَعَمري لَيسَ فيهِ مُوَفَّقٌ / لِرُشدٍ وَلا يَحظى بِخَيرٍ إِذا جُزي
وَبازٍ يُغادي الطَيرَ مُهتَضِماً لَها / فَهَل يَرتَجي النَصفَ الضَعيفُ إِذا بُزي
وَجَدتُ سَفيهَ القَومِ مِن سوءِ رَأيِهِ / إِذا قيلَ خَف مِن قادِرٍ فَوقَنا هَزي
وَرَدنا إِلى الدُنيا بِإِذنٍ مَليكِنا / لِمَغزىً وَلَسنا عالِمينَ بِما غُزي
ذَوُ النُسكِ خَيرُ الناسِ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَزِيُّهُم بَينَ المَعاشِرِ خَيرُ زي
وَهَل يَنفَعُ الوَشيُ السَحيبُ مُضَلَّلاً / وَإِن ذُكِرَت في القَومِ شيمَتُهُ خُزي
وَمِن عَجبٍ دَعواكَ عِلماً وَحِكمَةً / وَعِلمُكَ شَيءٌ قيلَ بِالظَنِّ أَو حُزي
وَجِئتَ بِنَمِيٍّ إِلى مُتَعَصِّبٍ / فَناداكَ دينارٌ بِكَفِّكَ هِبرِزي
تَوَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي
تَوَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي / أَقولُ إِذا نَأَيتِ وَلا تَعالي
وَإِمّا كُنتِ يا نُوَبي وَلاءً / فَإِنّي لا أُحاذِرُ أَن تُوالي
تَعالى القَومُ في طَلَبِ المَعالي / فَيا قَمَراً بِذي كَلَإٍ تَعالى
وَلَو أوتيتُ في الأَيّامِ لُبّاً / تَقارَضَتِ الوِدادَ وَلَم تُقالي
الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ
الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ / تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ
تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها / وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ
إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل / فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ
خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا / وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ