المجموع : 7
نارٌ وما ادراكَ ناري ما هيا
نارٌ وما ادراكَ ناري ما هيا / نارٌ يؤَجِّجُها هواكَ يمانيا
لا تُنكِروا أن ذابَ قلبي دُونَها / لو أنَّهُ جَبَلٌ لأصَبحَ وادِيا
طالَ الزمانُ وما ظَفِرتُ بطائلٍ / وصبَرتُ حتى ملَّ صبري عاصيا
ورَضيِتُ بالطَّيْفِ المُلِمِّ فخانني / نومي فصرْتُ بذِكرِ طيفِكَ رَاضيا
يا كوكباً قد غابَ عنا أولاً / وَيلاهُ هل يُرجىَ طُلوعُكَ ثانيا
أهوَى لوَجِهكَ كلَّ نجمٍ طالعٍ / ويبيتُ طَرْفي للكواكبِ راعيا
إن كانَ ما بُلّغِتَ عني كاذِباً / فغداً سيصدُقُ ليسَ حَيٌّ باقيا
وفِراقُ من أَحبَبْتَ موتٌ عاجلٌ / للعاشِقينَ فلا تكذِّبْ ناعيا
أخافُ إذا أشارَ براحتَيه
أخافُ إذا أشارَ براحتَيه / لِعِلمي أنَّ رُوحي في يَدَيه
يَخفِقُ عِندَ نَظْرتهِ فُؤَادي / لأَنَّ سَوادَهُ من مُقلتَيهِ
رَشاً أَلِفَ النِّفارَ وليسَ بِدْعٌ / فقد خُلِقَ النِّفارُ لِمَعْطِفَيهِ
يُعاهِدُ كُلَّ يومٍ كلَّ عَهدٍ / ويَغدُرُ بالنبيِّ وصاحبيْهِ
أُريدُ سُلوَّهُ من كلِّ قلبي / وقلبي لا يُطاوِعُني عليهِ
وهيهاتِ السُلوُّ وقد ظَلِلْنا / وظَلَّ الغُنجُ يَعْقِدُ حاجبَيهِ
وما طُفنا البلادَ ولا رأَينا / مَقامَ المجدِ والدُّنيا لديهِ
لديهِ الفاضلُ البحريُّ بحرٌ / تَضيقُ بِحارُنا في جانبَيهِ
أَصَحُّ الكاتبينَ يداً وفكراً / وأَضبَطُ حاسِباً من كاتبَيهِ
وأَمضَى من ذُبابِ السيفِ رأُياً / وأَجملُ طَلعةً من صَفْحتَيهِ
بيَحيَى تَلهَجُ الفُضَلاءُ طُرّاً / كما لَهِجَ النُحاةُ بِسيبَويْهِ
وتُثنِي المكرُماتُ عليهِ ممَّا / يُعظّمُها وتَحمَدُ أَصغَرَيهِ
أقولُ لمُقلتي لمَّا رأَتهُ / أَهذا مَن رَجَونا أن تَرَيْهِ
لكِ البُشرَى بهِ فاهنَيْ وقِرّي / بمن يُنسِي المُسافرَ والدَيْهِ
دعوتُ من الطريقِِ أَبا سليمٍ / فلبَّاني وأَبرَزَ مِعْصَمَيهِ
فَرُحتُ وقد ضَرَبتُ الدَّهرَ صَفْحاً / وراحَ الدَّهرُ يَضرِبُ أَصدَرَيهِ
سيعلمُ أَهلُ لُبنانٍ بأنّي / فتىً وَطِئَ السِّماكَ بأَخمَصَيهِ
ويَحسُدُني الذينَ حَسَدتُ قبلاً / على وَطَرٍ نَزَلتُ بأَسوَدَيهِ
أَلِفتُ الصَّبرَ حتى صِرتُ صبراً / ولكن كُنتُ أطوَلَ شُقَّتيهِ
وشَيَّبَ عارضَيَّ وليسَ بِدعٌ / إذا شابَ الكريمُ بعارِضيهِ
وَصَلتُ بهِ إلى وَطَرٍ كريمٍ / على الأَوطارِ يَعقِدُ خِنصِرَيهِ
كريمٌ من كريمٍ حين يبدو / تَرى الأَبصارَ شاخصةً إليهِ
رَفَعتُ إليهِ دعوَى الحُبِّ شَرْعاً / وهذي العينُ أَعدَلُ شاهدَيهِ
لا تلوميهِ في الهَوَى واعذرِيهِ
لا تلوميهِ في الهَوَى واعذرِيهِ / هل يُفيدُ المَلامُ مَن لا يَعيهِ
للهوى كالمَلام داعٍ فإنْ قُل / تِ بتركِ الداعي إذَنْ فاترُكيهِ
حَدَقُ الغيدِ فاتناتٌ وإلاّ / فَجَمادٌ فُؤادُ من تلتقيهِ
والهوى في القُلوبِ شَرْطٌ فإن لم / يَكُ بالمُشتَهى فبالمكروه
كُلُّنا يبتغي من العَيشِ ضَرْباً / وسُرورُ الفتى بما يبتغيهِ
إنما نحنُ في اختِلافِ عُقولٍ / مِثلَما نحنُ في اختلافِ وُجوهِ
رُبّما طابَ للفتَى ما كَرِهنا / وَهْوَ منّا وعافَ ما نشتهيهِ
لو تَساوى المذاقُ لم يَكُ في الد / دُنيا خسيسٌ ولم تَقُمْ بالنبيهِ
صُنتُ نفسي عن جاهلٍ صانَ عنّي / نفسَهُ يشكوني كما أشتكيه
وإذا لم ألقَ السفيهَ بحِلمٍ / ضاعَ حِلمي فكنتُ عينَ السفيهِ
كانَ للعلمِ دولةٌ عندَ قومٍ / عَرَفوهُ فأكرَموا عارفيهِ
ليسَ فينا من يَقبَلُ العلمَ عَفْواً / فإذا بِعتَهُ فَمن يشتريهِ
قد هجونا بني الزَمانِ فنِلنا / حَظَّ هجوٍ لأنّنا مِن بنيهِ
سيفُ أهل الشِعرِ الهِجاءُ ولكِنْ / قَلَّ من هذا السيفُ يقطعُ فيهِ
علّمتني تجاربُ الدَّهرِ ما لا / كنتُ أدرِي من آلهِ وذَويِهِ
وتركتُ القَرِيضَ أنتهِزُ الفُر / صةَ حتى رأيتُ من يقتضيهِ
صِفَةٌ أصْفَتِ القَريحةَ حتّى / سَهَّلت في البديعِ نظمَ البَديهِ
مُعجِزاتٌ في الفِعلِ مُمكِنةٌ في ال / قَولِ لكن بعيدةُ التشبيه
إنما نائبُ الوزير وزيرٌ / قامَ بالفضل وهْو لا يدَّعيهِ
عُمدةُ العاجزِ الكلامُ ولِلفَعْ / عَالِ فِعلٌ عن قولهِ يُغنيهِ
كَلَّفَ الناسَ وصفَهُ وهْوَ لو كُلْ / لِفَهُ ما استطاعَ أنْ يُحصيهِ
يَسَعُ المُلكَ صدرُهُ مثلَ عَينٍ / وَسِعتْ كُلَّ فَدفَدٍ تجتليهِ
كاتبٌ يقطعُ السُيوفَ يَراعٌ / في يديهِ وليسَ ضَرْبٌ يَليهِ
زاهدٌ يلبَسُ السوادَ ويمشي / في بَياضٍ لديهِ مِشْيةَ تِيهِ
وإذا غابَتِ الصحائفُ عنهُ / حَضَرَتْهُ صَفائحٌ تقتفيهِ
عَلِمَ السيفُ أنَّهُ يكِسبُ البِي / ضَ فِرِنْداً فجاءَهُ يجتديهِ
طالما أخجَلَ الكِرامَ كريمٌ / أكثرَ اللهُ في الوَرَى حاسِديهِ
عَجِبوا من صَغيرِ ما لاحَ من أفْ / عالهِ والكبيرُ لا يُرضيهِ
ليسَ يكفي الأميرَ ما قد كفى الرا / جي فيُعطيه فوقَ ما يرتجيهِ
ذاكَ يرجو بحَسْبِ مِقدارِهِ وَهْ / وَ عَلى قَدْرِ نفسِهِ يُعطيهِ
يَفخَرُ الغيثُ إذ يُشَبَّهُ في الجُو / دِ بهِ مُنكِراً على واصفِيهِ
ذاك يجري بالماء حيناً وهذا / بِنُضارٍ يَدومُ للسائليهِ
من لزَهرِ الرُّبى بحُسنِ مُحيّا / هُ وزُهرُ النُجومِ لا تَحْكيهِ
يُطبَعُ السيفُ من مَضاءِ يديهِ / وتُصاغُ الحُلِيُّ من لَفْظِ فيهِ
يا عِماداً لدَولةٍ مَن تُصافي / هِ تُصَفيّهِ قبلَ أن تَصطفيهِ
أنتَ مَن ينبغي لهُ الشِعرُ لكنْ / لكَ حَقٌّ ما كُلُّ شِعرٍ يَفيهِ
رسالةُ فاضلٍ وَرَدتْ فكانتْ
رسالةُ فاضلٍ وَرَدتْ فكانتْ / أحَبَّ إليَّ من تُحفِ الهَدايا
أبانَتْ عن مَوَدَّتهِ صريحاً / وعمَّا فيهِ من كَرَم السَّجايا
فَضَضتُ خِتامها فلِقيتُ منهُ / لطائفَ أبرزَتْ سعدَ الخَبايا
وأبدَى طَيُّها سِرّاً بديعاً / يُنادي كم خَبايا في الزوايا
لئنْ تَكُ غيرَ صادقةٍ بمدحي / لقد صَدَقَتْ بإخلاصِ الطَّوايا
وحقَّ لهُ الثَّناءُ على صِفاتٍ / فَضائلها مُسلَّمةُ القَضايا
أنا كالآلِ يُحسَبُ عينَ ماءٍ / فتَتَّخِذُ العِطاشُ لهُ الرَّوايا
وقد يُغني التَّوهُّمُ عن يقينٍ / وحُسنُ الصِّيتِ عن حُسن المزايا
مَضَى مَن كان للتَّقريظ أهلاً / وأدبَرَ كُلُّ طَلاّع الثَّنايا
وقد عاد التُرابُ إلى تُرابٍ / وأصبحَتِ المُنَى بيَدِ المَنايا
أتى مَن قبلنا دُنياهُ بِكراً / فأدرَكَ عندها بِكْرَ العَطايا
فكان القومُ في الدُّنيا ملوكاً / ونحن اليومَ من بعضِ الرَّعايا
بابٌ تَزاحَمَ فيهِ الوَفدُ وازدَحمَتْ
بابٌ تَزاحَمَ فيهِ الوَفدُ وازدَحمَتْ / مَواكِبُ الخَوفِ قبلاً والرَّجا فيهِ
لا تَطلُبوا وصفَهُ بل أرِّخوهُ كفَى / أنَّ الأميرَ خليلَ اللهِ بانيهِ
لضريحِ إبراهيمَ نخلةَ رحمةٌ
لضريحِ إبراهيمَ نخلةَ رحمةٌ / مِن ربهِّ الرَّحمنِ وَهْوَ صَفيُّهُ
وإذا سُئلتَ لهُ عن التاريخِ قُلْ / في حِضن إبراهيمَ باتَ سَميُّهُ
سَعدُ غندورَ الصَّالحُ اليومَ أمسَى
سَعدُ غندورَ الصَّالحُ اليومَ أمسَى / في ضريحٍ بحُكمِ ربِّ البرايا
إن تكنْ مِن مؤرِّخيهِ فحرِّرْ / صارَ سعدُ السُّعودِ سَعدَ الخَبايا