القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 8
يا أنيسي ذرِ الحزينَ حزيناً
يا أنيسي ذرِ الحزينَ حزيناً / بعضَ ما سامهُ الهوى يكفيهِ
دعهُ يبكي فذو الهمومِ جديرٌ / أن ما في فؤادهِ يبكيهِ
تبلجَ صبحُ الهنا مشرقاً
تبلجَ صبحُ الهنا مشرقاً / ونورتِ الشمس افقَ السرايةْ
وقد زينَ السعدُ أبراجَها / على كلِ برجٍ ترفرفُ رايةْ
وقامتْ بناتُ العلى خادمات / فهذي تخيطُ وهاتيكَ دايةْ
وقالوا أبوها مثالُ الكمال / فقلنا الكمالُ مثالُ الهدايةْ
وما هي إلا عنايةُ ربك / فابق سعيداً بهذي العنايةْ
أتمنى وكيفَ لا أتمنى
أتمنى وكيفَ لا أتمنى / أن لي في الأنامِ خلاً وفيَّاً
وفؤاداً مطهراً يلمحُ الده / رَ وأهليهِ راضياً مرضيَّاً
ذاكَ المجدُ خافقاً بعدَ موتي / ونعيمُ الحياةِ ما دمتُ حيَّا
يعزِّي الناسُ بعضهمُ
يعزِّي الناسُ بعضهمُ / ولا يجديهمُ شيَّا
فذاكَ طويٌّ وهذا سو / فَ يطويهِ الردى طيَّا
يمينُ اللهِ لو عقلوا / لعزّى الميتُ الحيَّا
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً / لعلكَ تروي عندها بعضَ ما بيا
مكانكَ يا بدرٌ لأشكوَ حبّها / وتشهدُ عندَ اللهِ عن كنتَ رائيا
مكانكَ لا تعجلْ لتحضرَ ساعتي / فإني أرى ساعاتِ عمري ثوانيا
ويا بدرُ خذ عيني فذاكَ سريرُها / وتلكَ وإن لمْ أدعُها باسمِها هيا
أغارُ عليها أن تقابلَ وجهها / فتنقلَ عنهُ للوشاةِ معانيا
وأخشى عليها من شعاعكَ مثلما / يخافُ على النفسِ الجبانُ المواضيا
فإني أرى جسماً لو أن مدامعي / جرينَ عليهِ أصبحَ الجسمُ داميا
وما عجبي إلا من البدرِ يدعي / تمنع ليلى ثمَّ ألقاهُ عاريا
فيا بدرُ إني موضعُ الصنعِ فاتخذْ / يداً لكَ عندي تلقني الخيرَ جازيا
وذي قبلةُ مني إليها فألقها / على فمها وارجعْ بأنفاسها لِيا
وإن لم يكن في الحسنِ إلا عواذلٌ / فيا بدرُ كنْ خيراً عذولاً وواشيا
أذِع حسنَها في كلِّ أفقٍ تنيرُهُ / وأحصِ علينا ما حيينا اللياليا
كأنَّ الهوى قد خُطّ قبل وجودنا / كتاباً على ما يلبثُ الكونُ باقيا
لهُ البدرُ عنوانٌ وقد امستِ السما / صحائفُ فيهِ والحروفُ الدراريا
وإني قسمتُ الروعَ شطرينِ واحدٍ / بجسمي وشطرٍ عندها لا يرانيا
ولا بدَّ من يومٍ تعودُ لأصلها / فإمَّا بوصلٍ بيننا أو فنائيا
ولم أرَ غيري بعضُهُ خانَ بعضَهُ / فأصبحَ مشغولاً واصبحَ خاليا
بربّكِ يا نفسي وربُّكِ شاهدٌ / أتهنئةٌ كانَ الهوى أم تعازيا
وهلْ ذكرتني هندُ يوماً فأشفقتْ / لما بي وحاكتني بكا أو تباكيا
وهلْ حدثتها نفسُها أنني بها / شديدُ الهوى أو أنني بتُّ ساليا
يكادُ يفيضُ القلبُ من ذكرها دماً / لأكتبَ منهُ في هواها القوافيا
وتذهبُ نفسي حسرةً إن رأيتُها / وأُصرعُ وجداً كلما قالتْ آه يا
ولو أنني أرجو لهانتْ مصائبي / ولكن منها أنني لستُ راجيا
فيا من تجير النومَ مني جفونُها / أجيري إذنْ من ذي الجفونِ فؤاديا
تحرمُ عيني ما لعينيكِ مثلما / تَجَنَّبُ مولاها العبيدُ تحاشيا
وأقسمُ لو تبكينَ يوماً من الهوى / لما كنتُ إجلالاً لجفنيكِ باكيا
أما لي عذرُ في الغرامِ وأعيني / ترى كلَّ شيءٍ فيكِ للحبِّ داعيا
وقد رفعتكِ الناسُ حتى ظننتهم / لأجلكِ يدعونَ النجومَ جواريا
وكم أتصابى فيك حتى كأنما / وجدتكِ حسناً قد تحلتْ تصابيا
فلو سألوني عن أمانيَّ لم أزد / على أن تميتني وأخلقُ ثانيا
قد كانَ فيكَ غرامي
قد كانَ فيكَ غرامي / كالنارِ في مقلتيّا
وكنتَ لي في منامي / كالمالِ في راحيّا
ومذْ صحوتُ من ال / حبِّ إذ كواني كيّا
فتحتُ كفي ولكنْ / لم أُلْفِ من ذاكَ شيّا
وقد يموتُ هوى المر / ءِ وهو ما زالَ حيّا
دارتْ عليها للهوى راحةٌ
دارتْ عليها للهوى راحةٌ / فبتُّ أسقاها وأسقيهِ
من مهجةٍ تنسابُ من مهجةٍ / آخذها فيَّ إلى فيهِ
والقلبُ من ذلّي ومن دلّهِ / كقومِ اسرائيلَ في التيهِ
يا طولَ سقم القلبِ إما غدا / يمرضهُ من كانَ يشفيهِ
لو تنصفون لقلتُ آه / ماتَ العليلُ فما دواهُ
ماكادَ يطوي جانبيهِ / على الأسى حتى طواهُ
ورأى الهوى ناراً فلم / يخفِ الهوى حتى كواهُ
شيءٌ يسمى بالغرا / مِ وليسَ يدري الناسُ ماهو
بينَ السعادةِ والشقا / ءِ فكلما عرفوا تاهوا
يا مقلتيَّ إذا بقي / في الجفنِ دمعٌ فاسكباهُ
وإذا احتمى بكما الكرى / بعدَ التفرقِ فاطرُداهُ
أخذَ الحبيبُ عليَّ عهداً / أنَّ أعذبَ في هواهُ
ومن العجائبِ أنني / راضٍ وأسألهُ رضاهُ
ألحاظهُ كالنحلِ تحمي / ما أجنَّتهُ الشفاهُ
فإذا رنا لم يبقَ قل / باً سالماً إلا رماهُ
وإذا مشى وقعتْ على / كبدي وأحشائي خطاهُ
يا ربِّ هل ابدعتهُ / إلا ليفتنَ من رآهُ
أطلعتهُ قمراً فكا / نَ سوادَ حظّي من دجاهُ
وخلقتهُ رشأً فكا / نَ مراحَ أضلاعي حماهُ
وبريتهُ غصناً فروّ / ى دمع أجفاني ثراهُ
بعضُ الهوى عذ / بٌ وسائرهُ العذابُ لمن بلاهُ
يا ليل هيجت أشواقا أداريها
يا ليل هيجت أشواقا أداريها / فسل بها البدر إن البدر يدريها
رأى حقيقة هذا الحس غامضة / فجاء يظهرها للناس تشبيها
في صورة من جمال البدر ننظرها / وننظر البدر يبدو صورة فيها
يأتي بملء سماء من محاسنه / لمهجتي وأراه ليس يكفيها
وراحة الخلد تأتي في أشعته / تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها
وكم رسائلَ تلقيها السمالء به / للعاشقين فيأتيهم ويُلقيها
يقول للعاشق المهجور مبتسما / خذني خيالاً أتى ممن تسميها
وللذي أبعدته في مطارحها / يد النوى أنا من عينيك أدنيها
وللذي مضه يأس الهوى فسلا / أنظر إليّ ولا تترك تمنيها
أما أنا فأتاني البدرُ مزدهياً / وقال جئت بمعنى من معانيها
فقلت من خدها أم من لواحظها / أم من تدللها أم من تأبيها
أم من معاطفها أم من عواطفها / أم من مراشفها أم من مجانيها
أم من تفترها أم من تكسرها / أم من تلفتها أم من تثنيها
كن مثلها لي جذباً في دمي وهوى / او كن دلالا وكن سحراً وكن تيها
فقال وهو حزين ما استطعت سوى / أني خطفت ابتساماً لاح من فيها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025