المجموع : 60
لا وخمر بابليَّه
لا وخمر بابليَّه / في ثنايا لؤلؤيَّه
لا رقى سفح دموعي / في هوى تلك الثنيَّه
ربع سلواني خراب / وشجوني عامريَّه
حرَبي من ذات حسن / باسمٍ تبكي البريَّه
غادة يروي لماها / عن صحاحٍ جوهريَّه
من بيوت الترك ترمي / عن قسيٍّ عربيَّه
رحلَّتني عن سلوي / بلغاتٍ فارسيَّه
لستُ أرضى يا عذولي / في هواها بالتقيَّه
ولقد أبذل روحي / في معانيها السنيَّه
لم أخف في عبلة السا / ق وفاها العنبريَّه
لا ولا أخشى من الدن / يا عواديها الجريَّه
حجبتني يد إسما / عيل عن كلِّ بليَّه
ملك أغنى عن السح / بِ بجدواه المليَّه
حاتميِّ الكف يثني / من أذى الدهر عديَّه
معرق الآباء باهي الش / خص وضَّاح السجيَّه
قد رعى الله ببقيا / ملكه هذي الرعيَّه
حبَّذا بحر بكفَّي / هِ الأماني والمنيه
ذو حسامٍ يكشف الخط / ب برؤياه المضيَّه
عادل يقسم في نا / زلة قسم السويَّه
شرَّف الأسياف حتَّى / سمِّيت بالمشرفيَّه
ويراع ناحل الجس / م له نفس قويَّه
ساهر في ظلم الخ / ير لتأمين البريَّه
جامع في الجودِ والع / لم صفات كوكبيَّه
هكذا تبنى المعالي / بمزايا هندسيَّه
يا مليكاً خصَّه الل / ه بأوصافٍ سنيَّه
لك عندِي صدقات / وإفادات خفيَّه
تقتضي المدح وإن كا / نت عن المدحِ غنيَّه
فابْق مخدوم السجايا / بتحايا عنبريَّه
واصل الملك بأسبا / بِ السعود الأبديَّه
أوجهك أم جنَّة عاليَة
أوجهك أم جنَّة عاليَة / قطوف لرائيها دانيه
ومبسمك العذب أم بارقٌ / تحثُّ سحائب أجفانيه
بروحيَ مالكة للحشا / دموعيَ من حلقِها جاريه
ووالية قد كدِّرت بالجفا / حياتي فيا ليتها القاضيه
معذّبة القلب في حبِّها / لتهنك عيشتك الراضيه
لأرخص دمعي غداة السرا / تأرِّج أنفاسك العاليه
فلله رائحة من شذاكَ / حياتيَ من أجلِها غاديه
غنَّيت بحسنك عن واصفٍ / وما كلُّ غانيه غانيه
ووافقني في طريق الردى / حسام لواحظك العاديه
وشقّ السهاد سما مقلتي / فيومئذ أضلعي واهيه
وزادت جنوني ذات الدلال / وليسَ المدامع بالرَّاقيه
ورُبَّ عذول على حبِّها / عصيت ملامته الناهيه
فقالَ وأحنقَ في غيظِهِ / أقوم فقلت إلى الهاويه
أطيع وقد قالَ لي باطلاً / وأين سلويَ والواشيه
فقدتك ناصية للوشاة / فاًنَّك كاذبة خاطيه
أرى الحبّ يا صاحبي خلَّة / تدلُّ على رقِّة الحاليه
فدع قلبي الصبّ يغشى الردى / وتقتله الفئة الباغيه
ذكرتُ الشباب وأقمارهُ / جوانح للمَّة الدَّاجيه
وروضاً كأنَّ سقاه المدام / تبتري سواقيه الجاريه
تولَّى الزمانُ بهذا وذا / فلم يبقَ ساقٍ ولا ساقيه
وطوَّح بي الدهرُ في غربةٍ / صُليت بنيرانِها الخاميه
كأنيَ خارج خط استواء / فما ليَ في ظلِّها زاويه
طروسيَ ناشرة فضلها / وبالجوعِ لي مهجة طاويه
أضيع وقد ضاعَ من منطقي / شذا ما بدا قبل في الباديه
عسى كرم الأفضل المرتجى / يوقع في قصَّتي الشاكيه
مليك له سورٌ في الثنا / تظلُّ السراة لها جافيه
وبأس تبيت عيون الجرا / ح لهيبته في الوغى داميه
وإيضاح رأي بنحوِ العلى / قضاياه شافية كافيه
وعفو يقول لساري الذنو / ب إلى جبلِ الحلم يا ساريه
ولفظ يقرِّط أسماعنا / بما لا رأت مثله ماريه
وجود ينقص جود الحيا / موازين أنعمه الوافيه
فخذْ من قواعد أكياسه / ودعْ لندى حاتم الماشيه
له الله من سائر المكرما / ت وأطواد سؤدده راسيه
متيَّمة بالعلى نفسهُ / وعين السهى تحتها ساهيه
وحاكمة بين حسَّاده / وقصَّادِه يدهُ الساميه
فهاتيك خائفة بأسها / وهذي لأنعمها راجيه
تظلّ على العسر أقلامه / فتأخذه أخذة رابيه
سمعنا محاسن قوم ولا / كمثل محاسنه البادِيه
من القومِ تمحى نجوم السما / وآثار سؤددهم باقيه
رياض محامدهم غضَّة / والسحب عوارفهم هاميه
أأزكى الورَى أسرة برّه / وأسعدهم همَّة عاليه
إليك بعثتُ وفود الرجا / ووجَّهت همَّتيَ القاصيه
وأمَّلت برّك دون الورَى / زمان يديْ عنهمُ نائيه
دعاني سواك لعين النوال / فقلت على عينك الرَّاقيه
وكانَ المؤيد ثمَّ انْقضى / فأيَّدَ مطالبي العانيه
وخذها عقلة مدح على / بني الشعر رتبتها عاليه
بحقِّ الركوب لمن قالها / على عنق الضِّدِّ بالغاشيه
يتيمة فكر امرئٍ يرتجي / كفالة أيامه الماضيه
بدا وقامته تختال بالتِّيه
بدا وقامته تختال بالتِّيه / فأيُّ شمس على رمحٍ تحاكيه
وقمتُ أذكره بالظبيِ ملتفتاً / فقالَ لي طرفهُ من غير تشبيه
أغنّ يبعد مشتاقاً ويرشقهُ / باللَّحظِ فهو على الحالين يرميه
ما للذي فتنت قلبي محاسنهُ / أضحى يعذِّب روحي وهي تفديه
وما لعاذل قلبي في محبَّته / تعبان يدخل فيما ليسَ يعنيه
ألفاظه الريح لكن في الحشا لهب / وربَّما كانَ مرّ الريح يُذكيه
والقلب قد أشكر الله الحبيب بهِ / فما الملام على حالي بمخليه
لا يختشي بيت قلبي غزوَ لائمه / فإنَّ للبيتِ ربًّا سوف يحميه
يا ثاني العطف من تيهٍ ومن غضبٍ / حتَّى كأنيَ قلت الغصن ثانيه
خفض قلاك وعلَّلني بوعدِ لقا / وخلّ عمري يقضي في تقاضيه
وابعث خيالاً تراني منه في جدلٍ / فالروح تثبته والجسم ينفيه
هيهات طال سهادي في هواك فلا / طيف أراه ولا سقم أواريه
أحيي اللياليَ تِسهاداً فيا لفتىً / يميته الليل حزناً وهوَ يحييه
لو كانَ للَّيلِ سلطان كما زعموا / لكانَ ينصف جفني من تشكِّيه
سقياً لوصلك والأيام عاطفة / تردُّ دمع المعنَّى من مآقيه
وصل تكنَّف روحي بعد ما جهدت / كمل تكنَّف دين الله محيِّيه
حامي حمى الملك بالأقلام مشرعة / على المنى والمنايا حول واديه
لو ألقيت كعصا موسى على حجرٍ / نفجَّر الماء من أقصى نواحيه
جاءت بيحيى معاليه مبشراً / فصدَّقت يده بشرى معاليه
يدٌ بأصلِ نداها فرع كلّ ندى / كالبحر ناقلة عنهُ سواقيه
سارت وراءَ خباها السحب وادعة / لا تأخذ الماء إلا من مجاريه
يا محسن الظنّ هذا نحو أنعمه / بمفرد الفضل قد نادى مناديه
يمَّم مغانيَهُ بالقصدِ محتكماً / إنَّ الغنى اشْتقَّ فينا من مغانيه
ذاك الذي يستمدُّ النيل أنعمه / فما الأصابع إلا من أياديه
حوت كنانة سهماً من براعته / لا تعرف اليمن إلا حينَ تحويه
بكفٍّ زاكي السجايا إن برى قلماً / يكاد ينطقُ تمجيداً لباريه
ذو السؤدد المحض لا طود يجاذبه / ثوب الوقار ولا نجم يساميه
ماضي شبا العزم كم حالٍ به علقت / تعلُّق الحال من فعلٍ بماضيه
في بيت فضلٍ على الجوزاء مرتفع / تعنو القصائد عن أدنى مبانيه
لم ندرِ ما فيه من وصفٍ فنحصره / وصاحب البيت أدرَى بالذي فيه
بيت ليحيى من الفاروق متَّصل / بخٍ لماضيه من بيتٍ وباقيه
قلْ للذي نهضت للمجدِ همَّتهُ / ضاهى السماك ويحيى لا يضاهيه
إنَّ السيادة قد نضَّت سوالفها / لواحد العصر يصبيها وتصبيه
مقسم الدين والدنيا على شيمٍ / قد أتْعبت في المعالي من يجاريه
أيامهُ للعلى والمجد قائمة / وللعفاف وللتقوى لياليه
ما زالَ يعمل آراء وأدعية / حتَّى اسْتوى الملك في أعلى صياصيه
واسْتوثق العدل في الدنيا فليسَ بها / جانٍ سوى راتع في الروضِ يجنيه
يا من له الفضل باديه وحاضرهُ / ومن لهُ القصد دانيه وقاصيه
دين الرجا قد تناهت لي مطالبهُ / على الزمانِ ولكن أنتَ قاضيه
أدعوك دعوة شاكي الحال معتقد / أن ليسَ غيركَ بعد الله يشكيه
إن لم تراع برأيٍ منك مقصده / يا ابن السراة فقل لي من تراعيه
في نظرةٍ منك تأميلي ومفترجي / ولفظة منك تنويلي وتنويهي
أقول والدمع قد سارتْ ركائبهُ / إلى حماكَ وقد طافتْ أمانيه
هذا نباتيُّ لفظٍ يشتكي عطشاً / لعلَّ أفقك بالأنواء يسقيه
نعم وهذا مقالٌ داثرٌ فعسى / يا من له قلم الإنشاء تنشيه
تبسّم عن حلو الرضاب شهيّه
تبسّم عن حلو الرضاب شهيّه / روينا صحيح الحسن عن جوهريّه
وأقبل وضّاح السنا متبسماً / فأفصح عن قمريه قمريه
وغنَّى وقد مالت به نشوة الصبا / نديمي ماس الغصن في سندسيّه
فلم أر أحلى منه غصناً ترنمت / على ورق الديباج وُرق حليّه
وبدراً له في العرب والترك نسبة / دعتني إلى داني الهوى وقصيّه
يهزّ عليّ الرمح من علويةٍ / قواماً ويرمي السهم من فحقيه
ويسكر عقلي خدّه بمدامةٍ / سقاها لغيثي من إنا عسجديه
فيا لك من دينار خدٍّ قد انتمى / يحاكيه من حسنى إلى يوسفيه
تطلبت بالإخلاص في الحب عدنه / وتبَّت يد العذَّال في لهبيّه
وإني لتصفو لي المدامة باسمه / ولائم سمعي فيه مثل صفيّه
وصبرني الواشي فيا لمصبر / قتيل بمسنون اللحاظ مشيه
وكيف يلذّ الصبر عن ثغر باسمٍ / جرى الريق بالذكرى على سكريّه
نأى ولمن لم يألف العشق غادر / فما عذر عذريّ الغرام وفيّه
وإن فاتني ماء الحياة بثغره / فكم نصبٍ لاقيت من دون ريه
ورُبّ مدام بيننا قد أدارها / بنان مداميّ اللماء عليّه
غزاني بخديه بياض وحمرة / فويلاه من قيسيه يمنيّه
وآهاً على سرّ الصبا بظلامه / فلا كانَ شيب فاضح بنقيه
ولا قيدت عن مصر قافية الحيا / ولا عطّلت أبياتها من رويه
هويت من الآثار آثار عمرها / ومن بيت فضل الله عليّه
وزير ملوك شدَّ بالرأي إزرهمُ / وحاتم دهر كفَّ بأس عديه
وصاحب تدبيرين عن فاضليّه / تحدَّثت العليا وعن أفضليه
بكف روت أقلامه عن تميرها / وزند روت آراؤه عن وريه
وذو النسب المرفوع عن محبوبه / إلى عمريّ المنتمى عدويه
وذو القلم الخطيّ إما بدرجه / وإما بما يختال من سمهريه
يراع بتأثير الحروف حمى الحمى / فكان ابتداء النصر من إلفيّه
سطا في الوغى حدًّا وأينع في الندَى / فلله جاني فرعه وجنيه
وصاغ بديعاً حفَّه بمكارمٍ / فلم تخل في الحالين من ذهبيّه
براحة من أولى الورَى كل راحة / بما سار من سرّ العطا وجليه
ويمنى لها في الحظ والجود والتقى / ملأت صفات لم تحد عن وليه
إذا استخدمت مداحها استخدموا لها / بديع الثنا من محضه عربيّه
ترقى ابن فضل الله في الفضل غاية / قضت ذلَّ شانيه وعزّ صفيه
فيا فوز قوم آمنوا تحت رقه / ويا ويح من لا آمنوا برقيه
هو البحر في تيَّاره وحيائه / أو السيل في إروائه وأتيه
إذا قيل من أسمى جلالاً ونسبة / حلفنا لوصفيه على عمريه
إذا سار سار النصر تلو يراعه / وإن حلّ حلّ الفضل صدر دنيه
إذا حفّ في نادي السعود بقومه / فما البدر في بيت السما بكفيّه
علوتم به يا آل يحيى بشامخ / إلى أن نظرتم للسها من عليّه
فإن شئتمُ ورد الغمام بأفقكم / أطلتم خيال المستقي لركيّه
أخا العلم والعلياءِ علّمت منطقي / غرائب من ساري الكلام سريه
بإنشائك المهدي إلى العقل نشوة / وإن كانَ من طهر المقال زكيّه
وشعر بكرنا قبله متنبئاً / وكدنا نقول الآن شعر نبيّه
بمعجز نظم الدرّ غير منقَّب / وإخراج ما أعيى الورَى من جنيّه
نشرت قريضي بعد ما قد طويته / وأغديته بعد امتناع طويّه
وقد كانَ عافي البيت أنشد رسمه / هو الربع جارته دموع وليّه
إلى أن أعاد العطف لي منك عاتياً / بشعريَ طلاَّعاً على معنويّه
يفوح على رغم العدى عنبريه / ويخبر آرائ الرضا عن بريّه
أتى لك ما محض العلى وسميها / فخذ من حداقيّ الثنا عيشميه
وعش يا ابن يحيى ذا حياة سعيدة / وعيشٍ هنيّ المستطاب مريه
تقابلك الأعوام ذا في قدومه / بسعد وذا بالحمد عنه مضيّه
كأن هلال العام زورق قادم / عليك بمملوك الثناء مليّه
فهنئته ألفاً وألفاً ومثلها / إلى أن يتيه العقل في عدديّه
لكل امرئٍ والاك حظُّ سعيده / وكلُّ امرئٍ عاداك حظُّ شقيه
جاءت العاذلات شيئاً فريا
جاءت العاذلات شيئاً فريا / وظمئنا إلى لقاكَ فريّا
يا قريباً من المحبِّ بعيداً / وعذاباً إلى المحبِّ شهيّا
وغزالاً لناظريه فتورٌ / تركا القلب كالزناد وريّا
غلب الصبر في هوى ناظريه / وضعيفان يغلبان قويّا
وعلى وجنتيه نارٌ أراني / إن تسلَّيتُ عن هواها شقيّا
يا خليليّ عندها خلِّياني / أنا أولى بوجنتيه صليّا
أنا أدري بأنَّ لي من سناها / في الجبينِ طالعاً قمريّا
لا أدري حينَ حلَّ عقرب صدغ / سفر القلب في هواها رديّا
بأبي غصن معطفيه على القر / بِ وفي البعدِ جانياً وجنيّا
ويتيم من لؤلؤِ الثغر حلوٌ / راح في مثله الرشيد غويّا
ذو ابْتسامٍ بالسهدِ أرمدَ عيني / مع أنِّي اكْتحلتهُ لؤلؤيّا
تارةً في بضائعِ الحسنِ يأتي / جوهريًّا وتارةً سكَّريّا
فتنة الحسن فوقَ خدَّيه لا تب / رح قيسيّ رأيه يمنيّا
أنظم الشعر وهو يبسم عجباً / ولهذا أتى به جوهريّا
عامريًّا من التغزُّل فيه / ومن المدحِ بعده قرشيّا
حبَّذا من قريش في الشامِ فرع / أبطحيّ أكرم به بهنسيّا
شمس عليا عمَّت منافعها الخ / لق قريباً من الورَى وقصيّا
وكريمُ زاكي الأصول هززنا / منه للمكرماتِ فرعاً زكيّا
فإذا ما دعى رسول رجاء / فضل أبوابه دعى خزرجيّا
وإذا ما سقى نداهُ نباتي / طابَ مدحي في الحالتين رويّا
كم سبرنا لهُ تقىً ونوالاً / فوجدنا في الحالتينِ وليّا
كم ثناءً والى لعلياه مدحاً / حسناً في الورَى وقدراً عليّا
ومعانٍ يحيى لها فلقد أو / تي حكم الفخار فيها صبيّا
تالياً في العلى وزيراً شهدنا / ه لآمالنا وفيًّا حفيّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً / وزكاة منه وكانَ تقيّا
حبَّذا تلو ذاك شمساً تلونا / مدح أيامه جليلاً جليّا
خطبته مناصب الدِّين والدن / يا كما قد نرى فكانَ الكفيّا
عن تفاريق يمنه فاسأل الجا / مع تسئل لسان صدق عليّا
يا له في الورَى فتىً قرشيًّا / عمَّ بالخيرِ جامعاً أمويّا
ورئيساً نجا ذوو القصد لما / قرَّبت منها الملوك نجيّا
ورأوا عزمه لدينٍ ودنيا / شافياً كافياً غنيًّا مليّا
سائرات أقلامه يوم حفظ / وعطاءً على الصراطِ سويّا
فترى الحقّ كالصباح رواءً / وترى الخير كالغمام رويّا
وترى اليراع يجري بجودٍ / وبيان جواده العربيّا
صانَ وجهي عن الورَى بأيادٍ / وأيادٍ غيَّرن حالي الزريّا
فأنا اليوم والزمان بخير / ها كأن السعيد كانَ شقيّا
جنَّة من دمشق نرتعُ فيها / ولنا الرزق بكرةً وعشيّا
يا كريماً يخفي أياديهِ لو كا / نَ شذا المسك والصباح خفيّا
أصلح الباطن افْتقادك والظا / هر إذ كنت جائعاً وعريّا
فابْقَ ما شئت كيف شئت مرجى / مستفاض النعمى سنيًّا سريّا
يلتقيكَ الثنا ويزداد طيباً / مثلما يلتقي الرياض الوليّا
ودعا وجهك السعيد فما كا / نَ حمى مصر بالدعاء شقيّا
أنتَ بين السادات كالذهب الخا / لص لا غَرْوَ أن يرى مصريّا
أنتَ أولى مدير ومشير / قرَّبته الملوك منها نجيّا
أنتَ ترعى الأمور والله يرعا / كَ فلا زلت راعياً مرعيّا
حبَّذا منكَ للسيادةِ كفؤٌ / وافر الفضل والثناء وفيّا
عرف الملك منه أصلاً عريقاً / بين أوطانه وفرعاً عليّا
وحوى من علاه كوكب رأيٍ / طالع السعد بكرةً وعشيّا
ناظراً ساهراً على الملك يدري / كيف يهدي له المرام الخفيّا
إن أردنا التقى لديه أو الجو / د وجدنا في الحالتينِ وليّا
باهر المطلعين رأياً ومرأًى / حبَّذا الفضل لامعاً ألمعيّا
حاملاً في مواطنِ السلم والحر / ب يراعاً يردِي الزمان الردِيّا
قلماً جائلاً إذا خطَّ حرفاً / حمدَ الناسُ رمحه الخطّيّا
يانع الغصن كلَّما هزَّه أس / قطَ مال البلاد منه جنيّا
يا رئيساً دعا الزمان لهُ الوف / د وقال الرجاء حثُّوا المطيّا
دامَ للقاصدين شخصكَ غوثاً / وغماماً للواردين رويّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً / وزكاةً منه وكانَ تقيّا
ما للندى لا يلبِّي صوت داعيه
ما للندى لا يلبِّي صوت داعيه / أظنَّ أنَّ ابن شاد قامَ ناعيه
ما للرجاءِ قد اشْتدَّت مذاهبه / ما للزمانِ قد اسْودَّت نواحيه
ما لي أرى الملك قد فضَّت مواقفه / ما لي أرى الوفد قد فاضت مآقيه
نعى المؤيدُ ناعيه فيا أسفي / للغيثِ كيف غدت عنَّا غواديه
واروعتا لصباحٍ عند رؤيته / أظنُّ أنَّ صباح الحشر ثانيه
واحسرتاه لنظمِي في مدائحه / كيفَ اسْتحالَ لنظمي في مراثيه
أبكيه بالدُّرِّ من جفني ومن كلمي / والبحر أحسن ما بالدُّرِّ أبكيه
أروي بدمعِي ثرى ملك له شيمٌ / قد كانَ يذكرها الصَّادِي فترويه
أذيل ماء جفوني بعدهُ أسفاً / لماء وجهي الذي قد كانَ يحميه
جادٍ من الدمعِ لا ينفكُّ يطلقهُ / من كانَ يطلقُ بالإنعامِ جاديه
ومهجة كلَّما فاهت بلوعتها / قالت رزيَّة مولاها لها إيه
ليتَ المؤيد لا زالت عوارفه / فزاد قلب المعنَّى في تلظِّيه
ليت الحمام حبا الأيام موهبةً / فكانَ يفني بني الدنيا ويبقيه
ليتَ الأصاغر تفدى الأكبرون بها / فكانت الشهب في الآفاقِ تفديه
أعزز عليَّ بأن ألقى عوارفه / ملءَ الزمان وإنِّي لا ألاقيه
أعزز عليَّ بأن تبلى شمائله / تحتَ التراب وما تبلى أياديه
أعزز عليَّ بأن ترعى النجوم على / سرحٍ من الملك قد خلاَّهُ راعيه
هلاّ بغيرِ عماد الدِّين حادثة / ألقت رداه وأوهت من مبانيه
هلاّ ثنى الدهر غرباً عن محاسنِهِ / فكان كوكب سعدٍ في لياليه
ترى درى الدهر مقدار الذي فقدت / من فيضِ أدمعه أحوال أهليه
ترى درى الدهر ما معزى سماحته / فجاءَ مهجته في زيِّ عافيه
لا أعتب الزمن المودي بسيِّدهِ / يكفيه ما قد تولَّى عنه يكفيه
لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ / بات الغمامُ على الآفاقِ يبكيه
لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ / كسى الزمان حداداً من دياجيه
لهفي على الملك قد أهوت سناجقه / إلى التراب وقد حُطَّت غواشيه
لهفي على الخيلِ قد وفَّت صواهلها / حقّ العزا فهو يشجيها وتشجيه
لهفي على ذلك السلطان حينَ قضى / من الحمام عليهِ حكمُ قاضيه
لهفي عليهِ لممتار ومطَّلب / بالمالِ يقريه أو بالعلم يقريه
لهفي عليهِ لجودٍ كانَ يعجبه / فيه الملام كأنَّ اللَّوم يغريه
لهفي عليهِ ابن عليّ من ذخائرِهِ / إلا ثناً أضحتْ الدنيا تواليه
لهفي عليهِ لحلمٍ كانَ يبسطهُ / على العفاةِ ومدحٍ كانَ يجنيه
كانَ المديح له عرساً بدولتِهِ / فأحسن الله للشعرِ العزا فيه
كانَ الفقير إذا أمرَ الزمان بغى / عليه قامَ إلى السلطانِ يُنهيه
كانَ المؤيد في يومي ندى وردَى / غيثاً لراجيه أو غوثاً للاجيه
تروى صحاح القضايا عن براعتِهِ / والنصر في الحربِ يروي عن عواليه
من للعلومِ وللأعلامِ ينشرها / وللوغَى ورداء الخوف يطويه
من للكسيرِ من الأهوالِ يجبرهُ / وللطريدِ من الأيامِ يأويه
من للتصانيفِ أمثال الكواكب في / ليلِ المداد لساري الفكر يهديه
مضَى وقد كانَ عضباً للزمانِ فيا / لهفي على مغمدٍ في التربِ ماضيه
لو أمكنَ الصبر عنهُ ما أنستُ به / فكيفَ والحزنُ من أحشاي ينعيه
آهاً لأحمر دمعٍ بعد أشهبه / أجراهُ حتَّى لقد أفناه مجريه
أفنى المؤيد تبر الدمع من بصرِي / وتلكَ عادته في التبرِ يفنيه
كيفَ السلوُّ وحولِي من صنائعه / ما يمنع الصخر من أدنى تسلّيه
هذي حماة أغصَّ الهمُّ وادِيها / وطاوعَ الحزن فيه دمع عاصيه
كأنَّه اسْتشعر الأحزان من قدمٍ / فللنواعيرِ نوح في نواحيه
هذي المنازل والدنيا معطلة / كأنها اللفظ خالٍ من معانيه
جادَ الحيا قبرهُ الزاكي فلا برحت / سحائب العفو والرضوان تسقيه
نعم السحائب تسقي صوب وابلها / نعم الضريح ونعم المرء ثاويه
مهنَّأ بجنانِ الخلد دانيه / ونحنُ نصلى بنارٍ من تنائيه
من كانَ يتعب في المعروف راحته / فهو المنى بترحيبٍ وترفيه
يا آل أيوب صبراً إنَّ إرثكمو / من اسم أيوب صبر كانَ ينجيه
هي المنايا على الأقوامِ دائرة / كلٌّ سيأتيه منها دورُ ساقيه
هيَ المقادير هذا الأصل تنزعه / بعد النموِّ وهذا الفرع تنميه
كأنني بسليلِ المكرمات وقد / سعى بحقِّ تراث الملك ساعيه
محمد وهو اسمٌ عنه مشتهر / ولى به بيت إسماعيل ينشيه
يا ناصر الدِّين أنتَ الملك قد قرأت / علائم الملك فيه عين رائيه
ومن أبيكَ تعلَّمت الثباتَ فما / تحتاج تذكُّر أمراً أنتَ تدريه
لا تخشَ بيتكَ أن يلوِي الزمان بهِ / فإنَّ للبيتِ ربًّا سوفَ يحميه
لو أنَّ شكوى الأسى يا عزّ يغنيه
لو أنَّ شكوى الأسى يا عزّ يغنيه / لكانَ بثّ لسان الدمع يكفيه
فيا له دمع عين كلّ غاديه / لا تأخذ الماء إلاَّ من مجارِيه
كأنَّ جود علاء الدِّين صارَ لهُ / رواية فهو يرويها وترويه
ذو اللفظ والفضل لو قالَ البحار طمت / قالت فواضله من غير تشبيه
يا من أطارح منك البيت أسكنهُ / آوي إليه كما أرضى وأنشيه
ما أحسن البيت من نعماك أسكنهُ / بكلِّ بيتٍ من الأمداح يعنيه
مثلي ومثلك يدرِي فضل ذاك وذا / وصاحب البيت أدرَى بالذي فيه
إمام المسلمين تعزّ عمَّن
إمام المسلمين تعزّ عمَّن / فقدت وعش تفدى بالبرايا
ودم لمدائح وصفا أجور / لك المرباع منها والصفايا
فقيدتكَ التي صغرت كبير / قضاء عزائها بينَ القضايا
فيا لك طفلةٌ من بيتِ علم / عليها قد تطفَّلت المنايا
ويا لك زهرة من دوحِ قومٍ / سرت بجدودها مسرى البجايا
يقد وضعَ الأسى دمعاً عليها / وقد طلعت شجون من ثنايا
ولم أعرف لها اسماً ولكن / أقول الآن فاطمة الرزايا
أعربت يا مقلتي الغافيه
أعربت يا مقلتي الغافيه / عن زورةٍ كافيه شافيه
طيف كرى ما زال إلا غدت / ما الشرط للأحزان ما النافيه
كما نفت وافر خوف الورَى / عافية من سيِّدي وافيه
قاضي قضاة الدِّين ما شهبه / خائفة القطع ولا خافيه
ذو العلم والجدوى التي شردت / محلاً وجهلاً عينها الصافيه
ماذا جرى للخلقِ خوفاً على / مهجته من أدمعٍ طافيه
فالآن أحزان الورَى قد عفت / فالحمد لله على العافيه
لستُ أنسَى ابْتسامها اللؤلؤيا
لستُ أنسَى ابْتسامها اللؤلؤيا / ملبساً خدِّي الدموع حليا
وخدوداً حمريَّة اللون أشكو / من جفاها وناظراً مستحيا
لشذور الأغزال مع مدح تاج الد / ين أصبحت صائغاً جوهريَّا
إنَّ عبد الوهاب قاضي قضاة الدي / ين أوفى الورَى ندى أو نديَّا
هبة للعلى من الله ما زا / لَ لدى النسك والعطاء وليَّا
يا إماماً تهوي الغمائم من خل / ف عطاياه سجَّداً وبكيَّا
ما فقدنا أما خلَفتَ جنايا / كانَ للمعتفي وكانَ تقيَّا
يا إماماً له مقام سنيّ
يا إماماً له مقام سنيّ / وثناء في الخافقين وفيّ
ما اسم شيء فيه لقوم طعام / ولكلِّ الورَى بخمسيهِ ريّ
وهو مستضعف العيان ولكن / فيه للسامعين بأس قويّ
لا تقل لي في اللّغز بالفتح ريب / فهو لغزٌ إذا نظرت جليّ
سائر الذكر إن عكست وإن أس / قطت حرفاً كذاك منه السريّ
يا محسناً إن أساءَ الزمانُ وإن
يا محسناً إن أساءَ الزمانُ وإن / مزّق حال الفتى فمر فيه
ينشد من ودِّك الجميل ومن / مدحكَ في صدرِهِ وفي فيه
أرضى لمن غابَ عنكَ غيبتهُ / فذاكَ ذنبٌ عقابه فيه
تعشقته غصناً ناضراً
تعشقته غصناً ناضراً / يميل به السكر من ناظريه
تحجب دون القنا شخصه / فصفرة لونيَ شوقاً إليه
وكم ذا أدور على خصرهِ / وما وقعت ليَ عينٌ عليه
سألت قلبي عن ذوي العشق وعنْ
سألت قلبي عن ذوي العشق وعنْ / ما أوْتيته منْ فنون الحسن ميْ
فقالَ لي إنِّي وجدتُ امرأة / تملكهم وأوتِيت منْ كلِّ شيْ
لقد أدَّى تلاوته ووفى
لقد أدَّى تلاوته ووفى / قراءته لمولانا بنيّ
صغيرٌ وهو إذ يتلو كبيرٌ / فما أدرِي بنيّ أو أبيّ
عجبتُ لها مدحة ضاع لي
عجبتُ لها مدحة ضاع لي / شذاها وإن لم يكن في وفيْ
فضاعت ولكن على أوجهٍ / ثلاث لديَّ ومنِّي ومنْ
ومخدومة أتبعت مدح نبيها
ومخدومة أتبعت مدح نبيها / بخادمة أتبعتها بوليِّها
لعلَّك يا جاه الشفيع محمد / توصِّي بها عطف الوصيِّ عليّها
يا وزيراً شملَ الآفا
يا وزيراً شملَ الآفا / ق بالنعمى الحفيّه
قالَ تنويركَ في الجا / معِ للشهبِ حكيه
أنجمي عندك سعد / وقناديل مضيّه
كيفَ لا وهي بنورِ الل / ه أعمال زكيّه
ليسَ يخشى من نجمِ سعدٍ سقوطا
ليسَ يخشى من نجمِ سعدٍ سقوطا / من رأى قاضي القضاة عليّا
سارَ قاضي القضاة للشامِ غيثاً / فله الله سارياً وسريَّا
إن وجدنا وسميّ جدواهُ في الدن / يا وجدنا في الدين منه وليَّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً / وزكاةً منهُ وكانَ تقيَّا
يا مليكاً يجبر قصَّادهُ
يا مليكاً يجبر قصَّادهُ / جبراً له الله مكافٍ عليه
شكراً لها في الجودِ مخفية / يبسط ضيف الباب فيها يديه
إذا أتته وهوَ في صحبهِ / صارَ مضافاً ومضافاً إليه