المجموع : 6
أَلا حَيّ بِالزُرقِ الرُسومَ الخَواليا
أَلا حَيّ بِالزُرقِ الرُسومَ الخَواليا / وَإِن لَم تَكُن إِلّا رَميما بَواليا
وَقَفنا بِها صُهبَ العَثانينِ تَرتَمي / بِنا وَبِها الحاجُ الغَريبُ المَراميا
فَما كِدنَ لأياً بَينَ جَرعاءِ مالِكٍ / وَبَينَ النّقا يُعرَفنَ إِلّا تَماريا
بِنُؤي كَلا نُؤيٍ وَأَزَرَقَ حائِلٍ / تَلَقَّطُ عَنهُ الآخِرونَ الأَثافيا
وَشاماتِ أَطلالٍ بِأَرضٍ كَريمَةٍ / تَراهُنَّ في جِلدِ التُّرابِ بَواقيا
عَفَت بُرهَة أَطلالُ مِيٍّ وَأَدَرَجَت / بِها الريحُ تَحتَ الغَيمِ قَطراً وَسافيا
رَجَعتُ إِلى عِرفانِها بَعدَ نَبوَةٍ / فَما زِلتُ حَتّى ظَنَّني القَومُ باكيا
هِيَ الدارُ إِذ مَيٍّ لأَهلِكَ جيرَةٌ / ليالي لا أمثالهن لياليا
تَحَمَّلَ مِنها أَهلُ مَيٍّ فَوَدَّعوا / بِها أَهلَنا لا يَنظُرون التَواليا
عَشيَّةَ جاءوا بِالجِمالِ وَبَينُهم / مخالجة لم يبرموها كما هيا
فَقالوا أَقيموا وَاِظعَنوا وَتَنازعوا / وَكُل عَلى عَيني وَسَمعي وَباليا
وَأَبصَرتُهُم حَتَّى رَأَيتُ قِيانَهُم / هَتَكنَ السُتورَ وَاِنتَزَعنَ الأَواخيا
فَأَيقَنتُ أَن البَينَ قَد جَدَّ جِدُّهُ / وَأَنَّ الَّتي أَرجو مِنَ الحَيّ لا هيا
عَلى أَمرِ مَن لَم يُشوِني ضَرُّ أَمرِهِ / وَلَو أَنَّني اِستَأوَيتُهُ ما أَوى ليا
وَقَد كُنتُ مِن مَيٍّ إِذ الحَيُّ جيرَةٌ / عَلى البُخلِ مِنها مَيّتَ الشَوقِ ساليا
أَقولُ لَها في السِرِّ بَيني وَبَينَها / إِذا كُنتُ مِمَّن عَينُهُ العَينُ خاليا
تُطيلينَ لَيّاني وَأَنتِ مَليَّةٌ / وَأُحسِنُ يا ذاتَ الوِشاحِ التَقاضيا
وَأَنتِ غَريمٌ لا أَظُنُّ قَضاءَهُ / وَلا العَنَزيَّ القارِظَ الدَهرَ حابيا
وَكُنتُ أَرى مِن وَجهِ مَيَّةَ لَمحَةً / فَأَبرَقُ مَغشيّاً عَلَيَّ مَكانيا
وَأَسمَعُ مِنها نَبأَةٍ فَكَأَنَّما / أَصابَ بِها سَهمٌ طَريرٌ فُؤاديا
وَأَنصِبُ وَجهي نَحوَ مَكَّةَ بِالضُحى / إِذا كانَ مِن فَرطِ اللَيالي بَدا ليا
أُصَلّي فَما أَدري إِذا مَا ذَكَرتُها / أَثَنتَينِ صَلَّيتُ الضُحى أَم ثَمانيا
وَإِن سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ حَسِبتُني / أُدارِئُ رَحلي أَن تَميلَ حِباليا
يَمينا إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن / شِمالاً يُنازِعني الهَوى عَن شِماليا
رَأَيتُ لَها ما لَم تَرَ العَينُ مِثلَهُ / لِشَيءٍ فَإِنّي قَد رَأَيتُ المَرائيا
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِّحرِ رُقيَةً / وَأَنّيَ لا أَلقى لِما بِيَ راقيا
تَقولُ عَجوزٌ مَدرَجي مُتَرَوِّحاً / عَلى بابِها مِن عِندِ أَهلي وَغاديا
وَقَد عَرَفَت وَجهي مَعَ اِسمٍ مُشَهَّرٍ / عَلى أَنَّنا كُنّا نُطيلُ التَنائِيا
أَذو زَوجَةٍ بِالمِصرِ أَم ذو خُصومَةٍ / أَراكَ لَها بِالبَصرَةِ العامَ ثاويا
فَقُلتُ لَها لا إِنَّ أَهلي لَجيرَةٌ / لأَكثِبَةِ الدَهنا جَميعا وَماليا
وَما كُنتُ مُذ أَبصَرتِني في خُصومَةٍ / أُراجِعُ فيها يا اِبنَةَ القَومِ قاضيا
وَلَكِنَّني أَقبَلتُ مِن جانِبي قَساً / أَزورُ اِمرَأً مَحضاً نَجيباً يَمانيا
مِن آلِ أَبي موسى تَرى الناسَ حَولَهُ / كَأَنَّهُمُ الكِروانُ أَبصَرنَ بازيا
مُرِمّينَ مِن لَيثٍ عَلَيه مَهابَةٌ / تَفادى الأُسودُ الغُلبُ مِنهُ تفاديا
وَما يُغرِبونَ الضِحكَ إِلّا تَبَسُّماً / وَلا يَنبِسونَ القَولَ إِلّا تَناجِيا
لَدى مَلِكٍ يَعلو الرِجالَ بِضَوئِهِ / كَما يَبهَرُ البَدرُ النُجومَ السَوارِيا
فَما الفُحشَ مِنهُ يَرهَبونَ وَلا الخَنا / عَلَيهِم وَلَكِن هَيبَةً هِيَ ما هِيا
بِمُستَحكِمٍ جَزلِ المُروءَةِ مُؤمِنٍ / مِنَ القَومِ لا يَهوى الكَلامَ اللَواغِيا
فَتى السِنِّ كَهلِ الحِلمِ تَسمَعُ قَولَهُ / يُوازِنُ أَدناهُ الجِبالَ الرَواسِيا
بِلالٍ أَبي عَمرٍو وَقَد كانَ بَينَنا / أَراجيحُ يَحسِرنَ القِلاصَ النَواجِيا
فَلَولا أَبو عَمرٍو بِلالُ تَزَغَّمَت / بِقُطرٍ سِواها عَن لَيالٍ رِكابِيا
إِذا ما مَطَوتُ النُسعَ في دَفِ حُرَّةٍ / يَمانِيَةٍ تَطوي البِلادَ الفَيافِيا
غَريرِيِّةٍ كَالقَرمِ أَو جَوشَنِيَّةٍ / سِنادٍ تَرى في مَرفَقَيها تَجافِيا
وَأَشمَمتُها أَعقارَ مَركُوِّ مَنهَلٍ / تَرى جَوفَه يَعوي بِهِ الذِئبُ خاوِيا
عَلَيها اِمرُؤٌ طاوي الحَشا كانَ قَلبُهُ / إذا هم منقاد القرينة ماضيا
أَبَيتَ أَبا عَمرٍو بِلالَ بنَ عامِرٍ / مِنَ العَيبِ في الأَخلاقِ إِلاّ تَراخِيا
تُقىً لِلَّذي فَوقَ السَماءِ وَنَجدَةً / وَحِلماً يُساوي حِلمَ لُقمانَ وافِيا
وَخَيراً إِذا ما الريحُ ضَمَّ شَفِيفُها / إِلى الشَولِ في دِفءِ الكَنيفِ المَتالِيا
إِذا اِنعَقَدَت نَفسُ النُجَيدِ بِمالِهِ / وَأَبقى عَنِ الحَقِّ الَّذي لَيسَ باقِيا
تَفيضُ يِداكَ الخَيرَ مِن كُلِّ جانِبٍ / كَما فاضَ عَجّاجُ يُرَوّي التَناهِيا
وَكانَت أَبَت أَخلاقُ جَدِّكَ وَاِبنُهُ / أَبيكَ الأَغَرُّ القَرمُ إِلاّ تَعالِيا
وَأَنتُم بَني قَيسٍ إِذا الحَربُ شَمَّرَت / حُماةُ الوَغى وَالخاضِبونَ العَوالِيا
وَإِن وَضَعَت أَوزارَها الحَربُ كُنتُمُ / مَصيرَ النَدى وَالمُترَعينَ المُقارِيا
تَكُّبونَ لِلأَضيافِ في كُلِّ شَتوَةٍ / مِحالاً وَتَرعيباً مِنَ العُبطِ وارِيا
إِذا أَمسَتِ الشِعرى العَبورُ كَأَنَّها / مَهاةٌ عَلَت مِن رَملِ يَبرينَ رابِيا
فَما مَربَعٌ الجيرانِ إِلاّ جِفانُكُم / تُبارونَ أَنتُم وَالرِياحُ تَبارِيا
لَهُنَّ إِذا أَصبَحنَ مُنهُم أَحِفَّةٌ / وَحينَ تَرونَ اللَيلِ أَقبَلَ جائِيا
رِجالٌ تَرى أَبناءَهُم يَخبِطونَها / بِأَيديهِمُ خَبطَ الرِباعِ الجَوابِيا
بُحورٌ وَحُكّامٌ قُضاةٌ وَسادَةٌ / إِذا صارَ أَقوامٌ سِواكُم مَوالِيا
وَذا الشَنءِ فَاِشنَأهُ وَذا الوُدِّ فَاِجزِهِ
وَذا الشَنءِ فَاِشنَأهُ وَذا الوُدِّ فَاِجزِهِ / عَلى وُدِّهِ وَاِزدَدِ عَلَيهِ الغَلانِيا
أَلا حَبَّذا أَهلُ المَلا غَيرَ أَنَّهُ
أَلا حَبَّذا أَهلُ المَلا غَيرَ أَنَّهُ / إِذا ذُكِرَت مَيٌّ فَلا حَبَّذا هِيا
عَلى وَجهِ مَيٍّ مَسحَةٌ مِن مَلاحَةٍ / وَتَحتَ الثِيابِ الخِزيُ إِن كانَ بادِيا
أَلَم تَرَ أَنَّ الماءَ يَخلُفُ طَعمُهُ / وَإِن كانَ لَونُ الماءِ أَبيَضَ صافِيا
إِذا ما أَتاهُ وارِدٌ مِن ضَرورَةٍ / تَوَلّى بِأَضعافِ الَّذي جاءَ ظامِيا
كَذَلِكَ مَيٌّ في الثِيابِ إِذا بَدَت / وَأَثوابُها يُخفينَ مِنها المَخازِيا
فَلَو أَنَّ غيلانَ الشَقِيَّ بَدَت لَهُ / مُجَرَّدَةً يَوماً لَما قالَ ذا لِيا
كَقَولٍ مَضى مِنهُ وَلكِن لَرَدَّهُ / إِلى غَيرِ مَيٍّ أَو لأَصبَحَ سالِيا
فَيا ضَيعَةَ الشِعرِ الَّذي لَجَّ فَاِنقَضى / بِمَيًّ وَلَم أَملِك ضَلالاً فُؤادِيا
وَحلَّت سَوَادَ القَلبِ لا أَنا باغِياً
وَحلَّت سَوَادَ القَلبِ لا أَنا باغِياً / سِواها وَلا في حُبِّها مُتَراخِيا
أَلا هَل إِلى مَيٍّ سَبِيلٌ وَساعَةٌ
أَلا هَل إِلى مَيٍّ سَبِيلٌ وَساعَةٌ / تُكَلِّمُني فيها شِفاءٌ لِما بِيا
فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ
فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ / وَإِلاّ فَإِنّي لا إِخالُكَ ناجِيا