المجموع : 17
أيُّها المُسهِرُ طَرفي
أيُّها المُسهِرُ طَرفي / نَم هَنيئاً نم هنيَّا
ما الذي ضَرّكَ لو كُن / تَ بما قلتَ وفِيَّا
يا مَلياً بالذي أه / واهُ بالحُسنِ مَليَّا
صِل فَقيراً كان لولا / سِحرُ عينيكَ غنيَّا
ولم أشكُ طولَ الليلِ حتَّى رأيتني
ولم أشكُ طولَ الليلِ حتَّى رأيتني / أقلِّبُ طرفاً يَرقُبُ النجمَ باكيا
وإنسانُ عيني أنحلَ الدَّمعُ جسمَهُ / خَميصَ الحشا من لذّةِ النَّومِ طاوِيا
وَقلباً أبى إلا التذكُّرَ فارتوَى / بسلوانهِ شَوقٌ وأصبحَ صادِيا
أناخَ إليهِ الهَمُّ فاعتاضَ زَفرةً / من الشَّوقِ لا تبلى وإن كان باكيا
أنا لا أمنعُ الدُّمو
أنا لا أمنعُ الدُّمو / عَ يَرِدنَ المآقيا
ذاك لو أنَّني وَجَد / تُ من الوجدِ واقيا
زَفَراتي تَصعَّدَت / حيثُ تجري السواقيا
كيفَ لا تُبقي شِدَّةُ ال / وَجدِ للقلبِ باقيا
جُد له بالشفاء يا مُبتَليهِ
جُد له بالشفاء يا مُبتَليهِ / هل تَرى السقمَ قد تبيَّنَ فيهِ
لا تقُل لم بكَى فعاتبه الدَّم / عُ فِراراً إليكَ من عاذِليهِ
كلُّ جزءٍ منهُ كئيبٌ حزينٌ / ليسَ يبكي إلا على ما يَليهِ
ما لَهُ حُجَّةً سِوى زَفرات / علموا أنَّها التي تُسليهِ
تحمَّلَ مَن حَياتي في يَديهِ
تحمَّلَ مَن حَياتي في يَديهِ / فوا أسَفي ويا شَوقي إليهِ
تعالى اللَه يا طوبى لعينٍ / تمتَّعَ طرفُها من وجنتيهِ
كأنَّ البينَ كان يُحبُّ فجعي / به أو كانَ يحسدُني عليهِ
سأبكي ما أطاعَ الدمعُ عيني / محاسنهُ وفترةَ مقلتيهِ
بأبي مَن لا يزالُ ال
بأبي مَن لا يزالُ ال / حُسنُ مَنسوباً إليهِ
والذي كلُّ بديعٍ / مُشرقٌ في وجنتيهِ
أينَ لا أينَ خلاصٌ / لِمُحبٍّ من يَديهِ
كيفَ لِلمملوكِ أن يَع / طفَ مَولاهُ عليهِ
جُد وعد مُغرماً هجرتَ مَليا
جُد وعد مُغرماً هجرتَ مَليا / وَكَذا من سلا وكانَ خَليا
يا مَلياً بالحُسنِ لبَّيكَ بالإح / سانِ والعطفِ حيثُ كنتَ مليا
وعليا عن مشبهٍ ونظيرٍ / قد كساهُ الإلَهُ حُسناً جَليَّا
بأبي أنتَ من بديعِ جمالٍ / صارَ مولىً له بهِ ووَليَّا
أعزِز عليَّ بأن أرى
أعزِز عليَّ بأن أرى / في ساحَتي خدَّيكَ شَيا
فلئن بلغتَ الحِنثَ يا / أملي لقد أبلغتَ كيَّا
ولئن بقيتَ ليبقيَنَّ / هواكَ مُقتدِراً عليا
خُذ فُؤادِي مباركا لك فيهِ
خُذ فُؤادِي مباركا لك فيهِ / نفِدَت عَبرتي فمَن يبكيهِ
ليسَ أني سلوت لكن بقلبي / مِن مُذابِ الدُّموعِ ما يَكفيهِ
أنا مَن يبذلُ الفؤادَ لِمَن يَه / وَى ويَعصي في حبِّهِ عاذليهِ
لا سلا لا سلا ولا عرَف الصَّب / ر ولا زالَ مِمَّا بهِ يَبليهِ
عدَّ شَوقي إليهِ ذنباً إليهِ
عدَّ شَوقي إليهِ ذنباً إليهِ / لو تيقنتُ لاعتذرتُ إليهِ
أنا أذنبتُ أو فتورٌ بجفنَي / هِ دَعا مُقلتي إلى مُقلتيهِ
عينُهُ أذنبت وعيني أساءَت / بفؤادٍ أضحى أسيرَ يديهِ
أيُّها اللائِمون فيهِ أفِيقوا / أنا عبدٌ لهُ ووقفٌ عليهِ
وقَفنا وثالثنا عبرةٌ
وقَفنا وثالثنا عبرةٌ / ويشكو إليَّ وأشكُو إليهِ
وقد زايلتنا الوشا بالفراق / عليَّ واني مُبلا عليهِ
وَولَّى يَخوضُ دُموعاً جَرَي / نَ من مُقلتيَّ ومن مقلتيهِ
ويستودعُ اللَهَ ما في يَديَّ / وأستَودعُ اللَهَ ما في يَديهِ
الخَلقُ تَحسدُني عليهِ
الخَلقُ تَحسدُني عليهِ / أو كيفَ آمنهُم عليهِ
يَبدو فتفضَحُهم عُيو / نُهُمُ إذا نَظروا إليهِ
كَم من أسيرٍ في الأنا / مِ لمُقلتيهِ ووَجنَتيهِ
إن كانَ أصبحَ في يدي / يَ فإنَّ قلبي في يَديهِ
أصدُّ عنه حذاراً من أعاديهِ
أصدُّ عنه حذاراً من أعاديهِ / وفي فُؤادي من حبيّهِ ما فيهِ
شَمسٌ من الحُسنِ لا شَمسٌ ولا قَمرٌ / يَجِلُّ عن كلِّ تمثيلٍ وتَشبيهِ
يُستغرَقُ الوَصفُ في أدنى مَحاسِنهِ / فأيُ شَيءٍ من الأشياءِ يَحكيهِ
جِسمٌ من النورِ إلا أنهُ بَشَرٌ / فَردٌ وما شئتَ من كِبر ومن تِيهِ
كيفَ يُهنَّى العيش من إلفُهُ
كيفَ يُهنَّى العيش من إلفُهُ / باعدَهُ وهو مشوقٌ إليهِ
وصِرتُ لا أملأُ عَينيَ من / هُ حذراً من عينِ غيرِي عليهِ
وا بِأبي من كلّ طرفٍ غَضي / ضٍ أخذَ الفَترةَ من مُقلتيهِ
وكلُّ من أبصرَهُ عالمٌ / بأنَّهُ رهن معي في يديهِ
تُفاحةٌ خَرَجت بالدُّرِّ من فيها
تُفاحةٌ خَرَجت بالدُّرِّ من فيها / أشهَى إليَّ من الدُّنيا وَما فيها
بيضاءُ في حُمرةٍ علَّت بغالبةٍ / كأنَّما قُطِفَت من خَدِّ مُهديها
جاءَت بها قَينةٌ من عند غانِية / روحي من السّوء والمكروه تَفديها
لو كنتُ مَيتاً ونادَتني بِنغمتِها / إذاً لأسرعتُ مِن لَحدي ألبيها
بأيِّ ذنبٍ إليهِ
بأيِّ ذنبٍ إليهِ / أطالَ حُزني عليهِ
قالوا نَراكَ سَقيماً / فقلتُ من مُقلتيهِ
في النارِ قَلبي وَعَيني / في الرَّوضِ من وجنَتَيهِ
زَمُّوا المَطايا غداةَ البينِ وارتحلوا
زَمُّوا المَطايا غداةَ البينِ وارتحلوا / وخلَّفوني على الأطلالِ أبكيها
أتَهجُرونَ فتىً أغري بكُم تيهاً / حقاً لدعوة صَبٍ أن تُجيبوها
أهدى إليكم على نأيٍ تَحيتَهُ / حيُّوا بأحسنَ منها أو فردُّوها
شيَّعتُهم فاسترابوني فقلتُ لَهُم / إنِّي بُعثتُ معَ الأجمالِ أَحدوها
قالوا فَما نفسٌ يعلوكَ ذا صُعُدٍ / وما لعينكَ لا ترقى مآقيها
قلتُ التنفسُ من تدآب سَيركم / والعينُ تذرفُ دَمعاً من قذىً فيها
حتَّى إذا ارتحلُوا والليلُ معتكِرٌ / خفضتُ في جنحهِ صَوتي أُناديها
يا من بها أنا هيمانٌ ومختبلٌ / هل لي إلى الوَصلِ من عقبى أرجِّيها
نفسي تساقُ إذا سيقَت ركابكم / فإن عزَمتم على قتلي فسوقُوها