المجموع : 22
بَينَما نَحنُ بِالبَلاكِثِ بِالقا
بَينَما نَحنُ بِالبَلاكِثِ بِالقا / عِ سِراعاً وَالعيسُ تَهوي هُوِيّا
خَطَرَت خَطرَةٌ عَلى القَلبِ مِن ذِك / راكِ وَهناً فَما اِستَطَعتُ مُضِيّا
قُلتُ لَبَّيكِ إِذ دَعاني لَكِ الشَو / قُ وَلِلحادِيَينَ كُرّا المَطِيّا
فَكَرَرنا صُدورَ عيسٍ عِتاقٍ / مُضمِراتٍ طَوَينَ بِالسَيرِ طَيّا
ذاكَ ما لَقينَ مِن دَلَجِ السَي / رِ وَقَولِ الحُداةِ بِاللَيلِ هَيّا
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا / وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ / بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي / بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً / بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت / بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى / وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ / إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس / خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً / وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما / يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا / وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ / تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها / وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ / تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت / بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً / وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً / لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي / قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها / فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ / لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت / فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ / وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم / مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل / بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها / يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ / وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا / سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ / مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها / مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها / عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها / فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا / وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ / أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا
أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ / وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني / أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا
أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها / بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها / وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها / أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى / فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا
لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال / عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا
خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما / أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني / سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ / أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى / خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى / بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ / يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني / فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ / فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل / بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي / وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا
وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً / يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا
أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها / وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا
إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني / أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا
يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن / شِمالاً يُنازِعنِ الهَوى عَن شِمالِيا
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ / لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً / وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا / كَفا لِمَطايانا بِذِكراكِ هادِيا
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت / لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا / عَلَينا فَقَد أَمسى هَواناً يَمانِيا
أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا / وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما / عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا
وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن / أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا
وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا / بِلَحنَيكُما ثُمَّ اِسجَعا عَلَّلانِيا
فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما / لَحاقاً بِأَطلالِ الغَضى فَاِتبَعانِيا
أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا / وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى / إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا
لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ / فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى / فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها / فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ / وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا / لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا / وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
بِثَمدَينِ لاحَت نارَ لَيلى وَصَحبَتي / بِذاتِ الغَضا تَزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً / بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارَ لَيلى تَوَقَّدَت / بِعَليا تَسامى ضَوؤُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضا / وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَقُلتُ وَلَم أَملِك لِعَمروِ بنِ مالِكٍ / أَحتَفٌ بِذاتِ الرَقمَتَينِ بَدا لِيا
تَبَدَّلتِ مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ / وَساوِسَ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وِسادِيا
فَإِنَّ الَّذي أَمَّلتَ مِن أُمِّ مالِكٍ / أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا
فَلَيتَكُمُ لَم تَعرِفوني وَلَيتَكُم / تَخَلَّيتُ عَنكُم لا عَلَيَّ وَلا لِيا
خَليلَيَّ إِن بانوا بِلَيلى فَقَرِّبا / لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي / وَرُدّوا عَلى عَينَيَّ فَضلَ رِدائِيا
وَلا تَحسِداني بارَكَ اللَهُ فيكُما / مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
فَيَومانِ يَومٌ في الأَنيسِ مُرَنَّقٌ / وَيَومَ أُباري الرائِحاتِ الجَوارِيا
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتَ أَمامَنا / كَفى لِمَطايانا بِريحِكِ هادِيا
أَعِدَّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ / وَقَد عِشتُ دَهراً لا أُعِدَّ اللَيالِيا
إِذا ما طَواكِ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ / فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
رُوَيداً لِئَلّا يَركَبَ الحُبُّ وَالهَوى / عِظامَكَ حَتّى يَنطَلِقنَ عَوارِيا
وَيَأخُذَكَ الوَسواسُ مِن لاعِجِ الهَوى / وَتَخرَسُ حَتّى لا تُجيبُ المُنادِيا
خَليلَيَّ إِن دارَت عَلى أُمِّ مالِكٍ / صَروفُ اللَيالي فَاِبغِيا لِيَ ناعِيا
وَلا تَترِكاني لا لِخَيرٍ مُعَجَّلٍ / وَلا لِبَقاءٍ تَطلُبانِ بَقائِيا
خَليلَيَّ لَيلى قُرَّةُ العَينِ فَاِطلُبا / إِلى قُرَّةِ العَينَينِ تَشفى سَقامِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ البُكا / إِذا عَلَمٌ مِن آلِ لَيلى بَدا لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي / قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها / فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرَ لَيلى اِبتَلانِيا
خَليلَيَّ لا تَستَنكِرا دائِمَ البُكا / فَلَيسَ كَثيراً أَن أُديمَ بُكائِيا
وَكَيفَ وَما في العَينِ مِن مُضمَرِ الحَشا / تُضَمِّنُهُ الأَحزانُ مِنها مَكاوِيا
فَيا رَبَّ سَوِّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها / يَكونُ كِفافا لا عَلَيَّ وَلا لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها / تَكُن نِعمَةً ذا العَرشِ أَهدَيتَها لِيا
أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضي / وَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
فَيا رَبِّ إِن زادَت بَقيَّةُ ذَنبِها / عَلى أَجرِها فَاِنقُص لَها مِن كِتابِيا
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا / وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا
فَإِن يَكُ فيكُم بَعلَ لَيلى فَإِنَّني / وَذي العَرشِ قَد قَبَّلتُ لَيلى ثَمانِيا
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم نَزَل / بِخَيرٍ وَأَجلَت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ نَغَّصتِ عيشَتي / وَإِن شِئتِ بَعدَ اللَهِ أَنعَمتِ بالِيا
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ / لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
وَإِنّي إِذا صَلَّيتُ وَجَّهتُ نَحوَها / بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها / كَعودِ الشَجى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمُها / وَشابَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
فَيا لَيلُ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٌ / إِذا جِئتَكُم يا لَيلُ لَم أَدرِ ما هِيا
أَخافُ إِذا نَبَّأتُكُم أَن تَرِدِّني / فَأَترُكَها ثِقلاً عَلَيَّ كَما هِيا
أُصَلّي فَما أَدري إِذا ما ذَكَرتُها اِث / نَتَينِ صَلَّيتُ الضُحى أَم ثَمانِيا
وَما جِئتَها أَبغي شِفائي بِنَظرَةٍ / فَأُبصِرُها إِلّا اِنصَرَفتُ بِدائِيا
دَعَوتُ إِلَهَ الناسِ عِشرينَ حِجَّةً / نَهاري وَلَيلي في الأَنيسِ وَخالِيا
لِكَي تُبتَلى لَيلى بِمِثلِ بَليَّتي / فَيُنصِفَني مِنها فَتَعلَمُ حالِيا
فَلَم يَستَجِب لي مِن هَواها بِدَعوَةٍ / وَما زادَ بُغضي اليَومَ إِلّا تَمادِيا
وَتَذنُبُ لَيلى ثُمَّ تَزعَمُ أَنَّني / أَسَأتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا
وَتُعرِضُ لَيلى عَن كَلامي كَأَنَّني / قَتَلتُ لِلَيلى إِخوَةً وَمَوالِيا
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ / يَرومُ سَلوّاً قُلتُ أَنّى بِهِ لِيا
بِيَ اليَومَ داءٌ لِلهِيامِ أَصابَني / وَما مِثلُهُ داءً أَصابَ سَوائِيا
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَحُسنَ حَديثِها / فَلَم تَمنَعوا عَنّي البُكا وَالقَوافِيا
يُلَوِّمُني اللوّامُ فيها جَهالَةً / فَلَيتَ الهَوى بِاللائِمينَ مَكانِيا
لَوَ أَنَّ الهَوى في حُبِّ لَيلى أَطاعَني / أَطَعتُ وَلَكِنَّ الهَوى قَد عَصانِيا
وَلي مِثلُ ما في شِعرِ مَن كانَ ذا هَوىً / يَبيتُ جَريحَ القَلبِ حَرّانَ ساهِيا
فَإِن يَكُ فيكُم بَعلَ لَيلى فَقُل لَهُ / تَصَدَّق بِلَيلى طَيِّبِ النَفسِ راضِيا
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَني أُحِبُّها / فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
خَليلَيَّ إِن أَغلَوا بِلَيلى فَأَغلِيا / عَلَيَّ وَإِن أَبقَوا فَلا تُبقِيا لِيا
وَإِن سَأَلوا إِحدى يَدَيَّ فَأَعطِيا / يَميني وَإِن زادوا فَزيدوا شِمالِيا
أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورُها / وَمُتَخِذٌ جُرماً عَلى أَن تَرانِيا
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت / لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ / لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت / فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
إِذا الحُبُّ أَضناني دَعوا لي طَبيبَهُم / فَيا عَجَباً هَذا الطَبيبَ المُداوِيا
وَقالوا بِهِ داءٌ قَدَ اَعيا دَواؤُهُ / وَقَد عَلِمَت نَفسي مَكانَ شِفائِيا
وَقَد كُنتُ أَعلو الحُبَّ حيناً فَلَم يَزَل / بي النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
لَإِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ / لَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
أَلا لَيتَنا كُنّا جَميعاً وَلَيتَ بي / مِنَ الداءِ ما لا يَعلَمونَ دَوائِيا
فَما هَبَّتِ الريحُ الجَنوبُ مِنَ اَرضِها / مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَميَّةٍ / مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
خَليلَيَّ أَمّا حُبَّ لَيلى فَقاتِلٌ / فَمَن لي بِلَيلى قَبلَ مَوتِ عَلانِيا
فَلَو كانَ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ / وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حِفظَهُم / مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حِبالِيا
وَمِن أَجلِها سُمّيتُ مَجنونَ عامِرٍ / فِداها مِنَ المَكروهِ نَفسي وَمالِيا
فَلَو كُنتُ أَعمى أَخبِطُ الأَرضَ بِالعَصا / أَصَمَّ فَنادَتني أَجَبتُ المُنادِيا
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني / أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ يا لَيلَ خالِيا
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا / سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
وَلا طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ / وَلا البَرقُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
بِنَفسي وَأَهلي مَن لَوَ أَنّي أَتَيتُهُ / عَلى البَحرِ وَاِستَسقَيتُهُ ما سَقانِيا
وَمَن قَد عَصَيتُ الناسَ فيهِ جَماعَةً / وَصَرَّمتُ خِلّاني بِهِ وَجَفانِيا
وَمَن لَو رَأى الأَعداءَ يَكتَنِفونَني / لَهُم غَرَضاً يَرمونَني لَرَمانِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنى / وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
وَلا نِسوَةٌ صَبَّغنَ كَبداءَ جَلعَداً / لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
حَلَفتُ لَإِن لاقَيتُ لَيلى بِخَلوَةٍ / أَطوفُ بِبَيتِ اللَهِ رَجلانَ حافِيا
شَكَرتُ لِرَبّي إِذ رَأَيتُكِ نَظرَةً / نَظَرتُ بِها لا شَكَّ تَشفي هُيامِيا
دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا
دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا / وَأَنضَجتُمُ جِلدي بِحَرِّ المَكاوِيا
دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً / أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا
دَعوني بِغَمّي وَاِنهَدوا في كَلاءَةٍ / مِنَ اللَهِ قَد أَيقَنتُ أَن لَستُ باقِيا
وَراءَكُمُ إِنّي لَقيتُ مِنَ الهَوى / تَباريحَ أَبلَت جِدَّتي وَشَبابِيا
بَرانِيَ شَوقٌ لَو بِرَضوى لَهَدَّهُ / وَلَو بِثَبيرٍ صارَ رَمساً وَشافِيا
سَقى اللَهُ أَطلالاً بِناحِيَةِ الحِمى / وَإِن كُنَّ قَد أَبدَينَ لِلناسِ ما بِيا
مَنازِلُ لَو مَرَّت عَلَيها جَنازَتي / لَقالَ الصَدى يا حامِلَيَّ اِنزِلا بِيا
فَأُشهِدُ بِالرَحمَنِ مَن كانَ مُؤمِناً / وَمَن كانَ يَرجو اللَهَ فَهوَ دَعا لِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا / وَجَدنا الهَوى في النَأيِ لِلصَبِّ شافِيا
فَما بالُ قَلبي هَدَّهُ الشَوقُ وَالهَوى / وَأَنضَجَ حَرُّ البَينِ مِنّي فُؤادِيا
أَلا لَيتَ عَيني قَد رَأَت مَن رَآكُمُ / لَعَلِّيَ أَسلو ساعَةً مِن هُيامِيا
وَهَيهاتَ أَن أَسلو مِنَ الحُزنِ وَالهَوى / وَهَذا قَميصي مِن جَوى البَينِ بالِيا
فَقُلتُ نَسيمَ الريحَ أَدِّ تَحِيَّتي / إِلَيها وَما قَد حَلَّ بي وَدَهانِيا
فَأَشكُرَهُ إِنّي إِلى ذاكَ شائِقٌ / فَيا لَيتَ شِعري هَل يَكونُ تَلاقِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ هائِماً / أَبيتُ سَخينَ العَينِ حَرّانَ باكِيا
مُعَذِّبَتي قَد طالَ وَجدي وَشَفَّني / هَواكِ فَيا لِلناسِ قَلَّ عَزائِيا
مُعَذِّبَتي أَورَدتِني مَنهَلَ الرَدى / وَأَخلَفتِ ظَنّي وَاِحتَرَمتِ وِصالِيا
خَليلَيَّ هَيّا أَسعِداني عَلى البُكا / فَقَد جَهَدَت نَفسي وَرُبَّ المَثانِيا
خَليلَيَّ إِنّي قَد أَرِقتُ وَنِمتُما / لِبَرقٍ يَمانٍ فَاِجلِسا عَلِّلانِيا
خَليلَيَّ لَو كُنتُ الصَحيحَ وَكُنتُما / سَقيمَينِ لَم أَفعَل كَفِعلِكُما بِيا
خَليلَيَّ مُدّا لي فِراشِيَ وَاِرفَعا / وِسادي لَعَلَّ النَومَ يُذهِبُ ما بِيا
خَليلَيَّ قَد حانَت وَفاتِيَ فَاِطلُبا / لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
وَإِن مِتُّ مِن داءِ الصَبابَةِ أَبلِغا / شَبيهَةَ ضَوءِ الشَمسِ مِنّي سَلامِيا
هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني
هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني / أَراها وَأُعطى كُلَّ يَومٍ ثِيابِيا
وَيا لَيتَها تَدري بِأَنّي خَليلُها / وَإِنّي أَنا الباكي عَلَيها بُكائِيا
خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُماني وَأَهلُها / لَدَيَّ حُضورٌ خِلتُماني سَوائِيا
وَلَمّا دَخَلتُ الحَيَّ خَلَّفتُ موقِدي / بِسِلسِلَةٍ أَسعى أَجُرُّ رِدائِيا
أَميلُ بِرَأسي ساعَةً وَتَقودُني / عَجوزٌ مِنَ السُؤالِ تَسعى أَمامِيا
وَقَد أَحدَقَ الصِبيانُ بي وَتَجَمَّعوا / عَلَيَّ وَشَدّوا بِالكِلابِ ضَوارِيا
نَظَرتُ إِلى لَيلى فَلَم أَملِكِ البُكا / فَقُلتُ اِرحَموا ضَعفي وَشِدَّةَ ما بِيا
فَقامَت هَبوباً وَالنِساءُ مِنَ اَجلِها / تَمَشَّينَ نَحوي إِذ سَمِعنَ بُكائِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ سائِلاً / أَدورُ عَلى الأَبوابِ في الناسِ عارِيا
وَقائِلَةٍ وارَحمَةً لِشَبابِهِ / فَقُلتُ أَجَل وارَحمَةً لِشَبابِيا
أَصاحِبَةَ المِسكينِ ماذا أَصابَهُ / وَما بالُهُ يَمشي الوَجى مُتَناهِيا
وَما بالُهُ يَبكي فَقالَت لِما بِهِ / أَلا إِنَّما أَبكي لَها لا لِما بِيا
بَني عَمِّ لَيلى مَن لَكُم غَيرَ أَنَّني / مُجيدٌ لِلَيلى عُمرُها مِن حَياتِيا
فَما زادَني الواشونَ إِلّا صَبابَةً / وَما زادَني الناهونَ إِلّا أَعادِيا
فَيا أَهلَ لَيلى كَثَّرَ اللَهُ فيكُمُ / مِنَ اَمثالِها حَتّى تَجودوا بِها لِيا
فَما مَسَّ جَنبي الأَرضَ حَتّى ذَكَرتُها / وَإِلّا وَجَدتُ ريحَها في ثِيابِيا
لَقَد لامَني في حُبِّ لَيلى أَقارِبي
لَقَد لامَني في حُبِّ لَيلى أَقارِبي / أَبي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ خالي وَخالِيا
يَقولونَ لَيلى أَهلُ بَيتِ عَداوَةٍ / بِنَفسِيَ لَيلى مِن عَدوٍّ وَمالِيا
أَرى أَهلَ لَيلى لا يُريدُنَني لَها / بِشَيءٍ وَلا أَهلي يُريدونَها لِيا
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا / وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا
قَسَمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها / فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا
أَلا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني / عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ بُكائِيا
يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ / فَيا لَيتَني كُنتُ الطَبيبَ المُداوِيا
فَشابَ بَنو لَيلى وَشابَ اِبنُ بِنتِها / وَحُرقَةُ لَيلى في الفُؤادِ كَما هِيا
عَلَيَّ لَإِن لاقَيتُ لَيلى بِخَلوَةٍ / زِيارَةُ بَيتِ اللَهِ رَجلانِ حافِيا
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى / فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها / فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
يَلومونَ قَيساً بَعدَ ما شَفَّهُ الهَوى / وَباتَ يُراعي النَجمَ حَيرانَ باكِيا
فَيا عَجَباً مِمَّن يَلومُ عَلى الهَوى / فَتىً دَنِفاً أَمسى مِنَ الصَبرِ عارِيا
يُنادي الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ / لِيَكسِفَ وَجداً بَينَ جَنبَيهِ ثاوِيا
يَبَيتُ ضَجيعَ الهَمِّ ما يَطعَمُ الكَرى / يُنادي إِلَهي قَد لَقيتُ الدَواهِيا
بِساحِرَةِ العَينَينِ كَالشَمسِ وَجهُها / يُضيءُ سَناها في الدُجى مُتَسامِيا
أَلا يا طَبيبَ الجِنِّ وَيحَكَ داوِني
أَلا يا طَبيبَ الجِنِّ وَيحَكَ داوِني / فَإِنَّ طَبيبَ الإِنسِ أَعياهُ دائِيا
أَتَيتُ طَبيبَ الإِنسِ شَيخاً مُداوِيا / بِمَكَّةَ يُعطي في الدَواءِ الأَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ يا عَمُّ حُكمُكَ فَاِحتَكِم / إِذا ما كَشَفتَ اليَومَ يا عَمِّ ما بِيا
فَخاضَ شَراباً بارِداً في زُجاجَةٍ / وَطَرَّحَ فيهِ سَلوَةً وَسَقانِيا
فَقُلتُ وَمَرضى الناسِ يَسعَونَ حَولَهُ / أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِنكَ مُداوِيا
فَقالَ شِفاءُ الحُبِّ أَن تُلصِقَ الحَشا / بِأَحشاءِ مَن تَهوى إِذا كُنتَ خالِيا
فَإِن كانَ فيكُم بَعلُ لَيلى فَإِنَّني
فَإِن كانَ فيكُم بَعلُ لَيلى فَإِنَّني / وَذي العَرشِ قَد قَبَّلتُ فاها ثَمانِيا
وَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي رَأَيتُها / وَعُشرونَ مِنها إِصبَعاً مِن وَرائِيا
أَلَيسَ مِنَ البَلوى الَّتي لا شَوى لَها / بِأَن زُوِّجَت كَلباً وَما بُذِلَت لِيا
أَلا لا أُحِبُّ السَيرَ إِلّا مُصَعِّداً
أَلا لا أُحِبُّ السَيرَ إِلّا مُصَعِّداً / وَلا البَرقَ إِلّا أَن يَكونَ يَمانِيا
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ / وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
إِذا ما تَمَنّى الناسُ رَوحاً وَراحَةً / تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ يا لَيلَ خالِيا
أَرى سَقَماً في الجِسمِ أَصبَحَ ثاوِياً / وَحُزناً طَويلاً رائِحاً ثُمَّ غادِيا
وَنادى مُنادي الحُبِّ أَينَ أَسيرُنا / لَعَلَّكَ ما تَزدادُ إِلّا تَمادِيا
حَمَلتُ فُؤادي إِن تَعَلَّقَ حُبَّها / جَعَلتُ لَهُ مِن زَفرَةِ المَوتِ فادِيا
أَلا أَيُّها الطَيرُ المُحَلِّقُ غادِياً
أَلا أَيُّها الطَيرُ المُحَلِّقُ غادِياً / تَحَمَّل سَلامي لا تَذَرني مُنادِيا
تَحَمَّل هَداكَ اللَهُ مِنّي رِسالَةً / إِلى بَلَدٍ إِن كُنتَ بِالأَرضِ هادِيا
إِلى قَفرَةٍ مِن نَحوِ لَيلى مَضَلَّةٍ / بِها القَلبُ مِنّي موثَقٌ وَفُؤادِيا
أَلا لَيتَ يَوماً حَلَّ بي مِن فِراقِكُم / تَزَوَّدتُ ذاكَ اليَومَ آخِرَ زادِيا
أَلا إِنَّما أَفنى دُموعي وَشَفَّني
أَلا إِنَّما أَفنى دُموعي وَشَفَّني / خُروجي وَتَركي مَن أُحِبُّ وَرائِيا
وَمالِيَ لا يَستَنفِدُ الشَوقُ عَبرَتي / إِذا كُنتُ مِن دارِ الأَحِبَّةِ نائِيا
إِذا لَم أَجِد عُذراً لِنَفسي وَلُمتُها / حَمَلتُ عَلى الأَقدارِ ما كانَ جارِيا
بِيَ اليَومَ ما بي مِن هَيامٍ أَصابَني
بِيَ اليَومَ ما بي مِن هَيامٍ أَصابَني / فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
كَأَنَّ دُموعَ العَينِ تَسقي جُفونَها / غَداةَ رَأَت أَظعانَ لَيلى غَوادِيا
غُروبٌ أَثَرَّتها نَواضِحُ مُغرَبٍ / مُعَلَّقَةٌ تُروي نَخيلاً صَوادِيا
أُمِرَّت فَفاضَت مِن فُروعٍ حَثيثَةٍ / عَلى جَدوَلٍ يَعلو فِناً مُتَعادِيا
وَقَد بَعُدوا وَاِستَطرَدوا الآلَ دونَهُم / بِدَيمومَةٍ قَفرٍ وَأَنزَلتُ جادِيا
لَقَد طُفتُ سَبعاً قُلتُ لَمّا قَضَيتُها
لَقَد طُفتُ سَبعاً قُلتُ لَمّا قَضَيتُها / أَلا لَيتَ هَذا لا عَلَيَّ وَلا لِيا
يُسائِلُني صَحبي فَما أَعقَلُ الَّذي / يَقولونَ مِن ذِكرٍ لِلَيلى اِعتَرانِيا
إِذا جِئتَ بابَ الشِعبِ شِعبَ اِبنِ عامِرٍ / فَأَقرِ غَزالَ الشِعبِ مِنّي سَلامِيا
وَقُل لِغَزالِ الشِعبِ هَل أَنتَ نازِلٌ / بِشِعبِكَ أَم هَل يُصبِحِ القَلبُ ثاوِيا
لَقَد زادَني الحُجّاجُ شَوقاً إِلَيكُمُ / وَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ لِلحَجِّ قالِيا
وَما نَظَرَت عَيني إِلى وَجهِ قادِمٍ / مِنَ الحَجِّ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
عَسى اللَهُ أَن يُجري المَوَدَّةَ بَينَنا
عَسى اللَهُ أَن يُجري المَوَدَّةَ بَينَنا / وَيوصِلَ حَبلاً مِنكُمُ بِحِبالِيا
فَكَم مِن خَليلَي جَفوَةٍ قَد تَقاطَعا / عَلى الدَهرِ لَمّا أَن أَطالا التَلاقِيا
وَإِنّي لَفي كَربٍ وَأَنتِ خَلِيَّةٌ / لَقَد فارَقَت في الوَصفِ حالُكِ حالِيا
عَتِبتُ فَما أَعتَبتِني بِمَوَدَّةٍ / وَرُمتِ فَما أَسعَفتِني بِسُؤالِيا
فَأَصبَحتُ في أَقصى البِيوتِ يَعُدنَني
فَأَصبَحتُ في أَقصى البِيوتِ يَعُدنَني / بَقِيَّةَ ما أَبقَينَ نَصلاً يَمانِيا
تَجَمَّعنَ مِن شَتّى ثَلاثٌ وَأَربَعٌ / وَواحِدَةٌ حَتّى كَمُلنَ ثَمانِيا
يَعِدنَ مَريضاً هُنَّ هَيَّجنَ ما بِهِ / أَلا إِنَّما بَعضُ العَوائِدِ دائِيا
وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرى
وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرى / خَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا
فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍ / وَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا
فَلَو كانَ في لَيلى شُداً مِن خُصومَةٍ
فَلَو كانَ في لَيلى شُداً مِن خُصومَةٍ / لَلَوَّيتُ أَعناقَ المَطيِّ المُلاوِيا
فَإِن كانَ مَقدوراً لِقاها لَقيتُها
فَإِن كانَ مَقدوراً لِقاها لَقيتُها / وَلَم أَخشَ فيها الكاشِحينَ الأَعادِيا
وَلا شَوقَ حَتّى يَلصَقَ الجِلدُ بِالحَشا
وَلا شَوقَ حَتّى يَلصَقَ الجِلدُ بِالحَشا / وَتَصمُتَ حَتّى لا تُجيبُ المُنادِيا
أَلا يا غُرابَ البَينِ ما لَكَ كُلَّما
أَلا يا غُرابَ البَينِ ما لَكَ كُلَّما / تَذَكَّرتُ لَيلى طِرتَ لي عَن شَمالِيا
أَعِندَكَ عِلمُ الغَيبِ أَم أَنتَ مُخبِري / عَنِ الحَيِّ إِلّا بِالَّذي قَد بَدا لِيا
فَلا حَمَلَت رِجلاكَ عُشّاً لِبَيضَةٍ / وَلا زالَ عَظمٌ مِن جَناحَكَ واهِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها / أَوَ اَشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
وَما ذُكِرَت عِندي لَها مِن سُمَيَّةٍ / مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
سَلي الناسَ هَل خَبَّرتُ سِرَّكِ مِنهُمُ / أَخا ثِقَةٍ أَو ظاهِرَ الغِشِّ بادِيا
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني / أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ في السِرِّ خالِيا
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ / لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
أَقولُ إِذا نَفسي مِنَ الوَجدِ أَصعَدَت / بِها زَفرَةٌ تَعتادُها هِيَ ما هِيا
أَشَوقاً وَلَمّا يَمضِ لي غَيرُ لَيلَةٍ / رُوَيدَ الهَوى حَتّى تَغِبَّ لَيالِيا
تَمُرُّ اللَيالي وَالشُهورُ وَلا أَرى / غَرامي لَكُم يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
وَقَد يَجمَعِ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَ ما / يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا
تَساقَطُ نَفسي حينَ أَلقاكِ أَنفُساً / يَرِدنَ فَما يَصدُرنَ إِلّا صَوادِيا
فَإِن أَحيَ أَو أَهلِك فَلَستُ بِزائِلٍ / لَكُم حافِظاً ما بَلَّ ريقٌ لِسانِيا