المجموع : 19
مَن شَكا قَسوَةَ الزَّمانِ فإنِّي
مَن شَكا قَسوَةَ الزَّمانِ فإنِّي / شاكِرٌ رأفَةَ الزَّمانِ عَلَيَّا
إذ أرَتْني رِضاكَ عَنِّي وإقبا / لَكَ بالبِرِّ والتَّحَفِّي عَلَيَّا
فجزاهَا الإلهُ عَنِّيَ خَيْراً / صَيَّرَتْني شَيئاً ولم أكُ شَيَّا
تَوَقَّ مِنَ اللَّيالي واجْتَنِبْها
تَوَقَّ مِنَ اللَّيالي واجْتَنِبْها / فإنَّ نَعِيمَها دُونَ الرَّزايا
هُما غَرْسانِ لَيْلٌ أو نَهارٌ / ثِمارُهما البَلايا للِبَرايا
كَمْ مِنَّةٍ مِنهُ عَلى عَلِيِّ
كَمْ مِنَّةٍ مِنهُ عَلى عَلِيِّ / بلا بَلاءٍ قد مضى مُضِيِّ
ولا ولاءٍ سابِقٍ مَرْضِيِّ / إلاّ إلى تَهدِيَةِ الهَدِيِّ
فِعلَ الأبِ الحَفِيِّ بالصَّبِيِّ /
بَكَتْ إذ رأتْني مِنْ حُلى المالِ عارِيا
بَكَتْ إذ رأتْني مِنْ حُلى المالِ عارِيا / ومِنْ حُلَلِ الآداب والعِلمِ كاسِيا
وقالَتْ وقد أذْرَتْ جُمانً جُفونُها / أمِثلُكَ يُلفى بالخَصاصةِ راضِيا
تَعزَّيْ فَشَرٌّ من خَلاء خزانَتي / مِنَ المالِ أنْ أُمسي مِنَ الفَضلِ خالياً
على المَرءِ نَيْلُ العِلمِ فهو يُحُظُّهُ / وليسَ علَيهِ أن يَنالَ الأحاظِيا
عَجِبتُ لِلحَمْرِ تَرْوي حَرَّ غُلَّتِنا
عَجِبتُ لِلحَمْرِ تَرْوي حَرَّ غُلَّتِنا / وطَبعُها وكَذاكَ الفِعلُ نارِيُّ
فَهاتِ فارْوِ بِنار الخَمرِ غُلَّتَنا / فما لَدَيْنا إذا لم تَرْوِنا رِيُّ
أَنِسْتُ بأيّامِ الشَّبابِ وظِلَّها
أَنِسْتُ بأيّامِ الشَّبابِ وظِلَّها / وآنستُ دَهراً في جوارِ الجَوارِيا
فلما رأيْتُ الشَّيْبَ يبسِمُ ضاحِكاً / بكيتُ فأخْجلْتُ العُيونَ الجَوارِيا
وقلتُ غدا زَنْدي بشيبي كابياً / وكنتُ أراهُ يقدَحُ الثّلجَ وَارِيا
فظُنَّ ريا بالدُّموعِ سَفَحتُها / وما بدُموعٍ قد قراها الجوىَ رِيا
لا تَجزَعَنَّ لِدارٍ أقفرَتْ وخَلَتْ
لا تَجزَعَنَّ لِدارٍ أقفرَتْ وخَلَتْ / فليسَ في طَبعِها إلاّ أوارِيُّ
فالعِزُّ والمالُ والأهلونَ قاطِبَةً / والعُمرُ في هَذِهِ الدُّنْيا عَوَارِيُّ
وفي النِّطافِ الّتي يَسخُو الزَّمانُ بِها / لِمَنْ تَبَصَّرَ رُشْداً وارْعوى رِيُّ
أرى بَصَري يَعْيا ويبطُؤُ فِعلُهُ
أرى بَصَري يَعْيا ويبطُؤُ فِعلُهُ / إذا لم يُنَفِّذْهُ شُعاعٌ سَماوِيُّ
كَذَلِكَ عَقلي ليسَ يُمكِنُ فِعلُهُ / إذا لم يفِضْ نورٌ عَلَيهِ إلهِيُّ
فيا مَنْ يُرَوِّي الحائِمينَ بجُودِهِ / أغِثْنا وأدْرِكْنا فما عِندَنا رِيُّ
لا تَجفُوَنَّ أخاً إذا أبصرْتَهُ
لا تَجفُوَنَّ أخاً إذا أبصرْتَهُ / لكَ جافِياً ولِما تُحِبُّ مُنافِيا
فالغُصنُ يذبُلُ ثمَّ يُصبِحُ ناضِراً / والماءُ يكدرُ ثمّ يرجِعُ صافيا
رأوا بِزَّتي فقَضَوا أنَّني
رأوا بِزَّتي فقَضَوا أنَّني / مِنَ المالِ في حالَةٍ مُثرِيَهْ
فقلْتُ لهمْ ليسَ ما قِستُمُ / سَوِيّاً لدى العَدلِ والتَّسويَهْ
فقد يكتسي المَرءُ خَزَّ الثِّيابِ / ومِن دُونِها حالَةٌ مضنيَهْ
كَمنْ يَكْتَسي خَدُّهُ حُمرَةً / وعِلَّتُهُ ورَمٌ في الرِّيَهْ
أبا أحمدٍ شِعْري قَتيلُ مواعِدٍ
أبا أحمدٍ شِعْري قَتيلُ مواعِدٍ / مطلْتَ بِها والدِّين يُلزِمكَ الدِّيهْ
منحتُكَ مِن مَدحي صلاةً ورحمةً / فلا تَجعَلَنَّ رفدي مُكاءً وتَصدِيَهْ
إنّي على ما بي من قُوَّةٍ
إنّي على ما بي من قُوَّةٍ / عِندَ الخُطوبِ الصَّعبةِ الوافِيَهْ
أجبنُ بل أرعَدُ من خيفَةٍ / أيّامَ ألقى فِئَة القَافِيَهْ
تأنَّ في الشَّيء إذا رُمتَهُ
تأنَّ في الشَّيء إذا رُمتَهُ / لِتعرفَ الرُّشْدَ مِنَ الغيِّ
لا تَتْبَعَنْ كُلّ دُخانٍ ترى / فالنَّارُ قدْ توقَدُ لِلكَيِّ
وقِسْ على الشَّيءِ بأشكالِهِ / يدلُّكَ الشَّيءُ على الشَّيءِ
إذا اللَّيمُ مَطَّ حاجبِبَيْهِ
إذا اللَّيمُ مَطَّ حاجبِبَيْهِ / وذادَ عَن حَريمِ دِرهَمَيْهِ
فاتركْ عِنانَ البُخْلِ في يَديْهِ / وقُمْ إلى السَّيفِ وشَفْرَتَيْهِ
واستنزِلِ الرِّزقَ بمضربيهِ / إنْ قعَدَ الدَّهرُ فقُمْ إلَيهِ
سقى الله امرأً إن كفَّ دارَتْ
سقى الله امرأً إن كفَّ دارَتْ / صُروفُ زمانِنا مِمّا يَليهِ
فلم أرَ مِثلَهُ حُرّاً تولَّى / فولَّى ما يَليهِ ما يَليهِ
قلْ لذي العِزِّ والمَحَلِّ النِّبيهِ
قلْ لذي العِزِّ والمَحَلِّ النِّبيهِ / لأبي رَوْحٍ الفَقيهِ الوَجيهِ
مَن دعاهُ إخوانُهُ فتباطا
مَن دعاهُ إخوانُهُ فتباطا / لا لِعُذْرٍ عنهمُ ففيهِ وَفيهِ
أعنفُ أقواماً بلومي ولا أرى
أعنفُ أقواماً بلومي ولا أرى / ملامي وتعنيفي يحذرُهُم غيا
وذاك لأن الجهلَ والموتَ واحدٌ / ولن يألمَ الإنسانُ ما لم يكن حيّا
إذا استشرتَ امرأ فاسبر له أبداً
إذا استشرتَ امرأ فاسبر له أبداً / ثلاثة كملَت فيه معانيها
رأيٌ وثيقٌ وإخلاصٌ ومعرفةٌ / بجُلِّ أحوالكَ اللاّتي تقاسيها