المجموع : 5
أَلا يا دارَ عَبلَةَ بِالطَويِّ
أَلا يا دارَ عَبلَةَ بِالطَويِّ / كَرَجعِ الوَشمِ في كَفِّ الهَدِيِّ
كَوَحيِ صَحائِفٍ مِن عَهدِ كِسرى / فَأَهداها لِأَعجَمَ طِمطِمِيِّ
أَمِن زَوِّ الحَوادِثِ يَومَ تَسمو / بَنو جُرمٍ لِحَربِ بَني عَدِيِّ
إِذا اِضطَرَبوا سَمِعتَ الصَوتَ فيهِم / خَفيّاً غَيرَ صَوتِ المَشرَفِيِّ
وَغَيرَ نَوافِذٍ يَخرُجنَ مِنهُم / بِطَعنٍ مِثلَ أَشطانِ الرَكِيِّ
وَقَد خَذَلَتهُمُ ثُعَلُ بنُ عَمروٍ / سَلامانيَّهُم وَالجَروَلِيِّ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الطُلولَ البَوالِيا
أَلا قاتَلَ اللَهُ الطُلولَ البَوالِيا / وَقاتَلَ ذِكراكَ السِنينَ الخَوالِيا
وَقَولَكَ لِلشَيءِ الَّذي لا تَنالُهُ / إِذا ما حَلا في العَينِ يا لَيتَ ذا لِيا
وَنَحنُ مَنَعنا بِالفَروقِ نِساءَنا / نُطَرِّفُ عَنها مُشعِلاتٍ غَواشِيا
حَلَفنا لَهُم وَالخَيلُ تَردي بِنا مَعاً / نُزايِلُهُم حَتّى يَهِرّوا العَوالِيا
عَوالِيَ زُرقاً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ / هَريرَ الكِلابِ يَتَّقينَ الأَفاعِيا
تَفادَيتُمُ أَستاهَ نيبٍ تَجَمَّعَت / عَلى رِمَّةٍ مِنَ العِظامِ تَفادِيا
أَلَم تَعلَموا أَنَّ الأَسِنَّةَ أَحرَزَت / بَقِيَّتَنا لَو أَنَّ لِلدَهرِ باقِيا
وَنَحفَظُ عَوراتِ النِساءِ وَنَتَّقي / عَلَيهِنَّ أَن يَلقينَ يَوماً مَخازِيا
أَبَينا أَبَينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكُم / عَلى مُرشِقاتٍ كَالظِباءِ عَواطِيا
وَقُلتُ لِمَن قَد أَخطَرَ المَوتَ نَفسَهُ / أَلا مَن لِأَمرٍ حازِمٍ قَد بَدا لِيا
وَقُلتُ لَهُم رُدّوا المُغيرَةَ عَن هَوى / سَوابِقِها وَأَقبِلوها النَواصِيا
وَإِنّا نَقودُ الخَيلَ تَحكي رُؤوسُها / رُؤوسَ نِساءٍ لا يَجِدنَ فَوالِيا
فَما وَجَدونا بِالفُروقِ أُشابَةً / وَلا كُشُفاً وَلا دُعينا مَوالِيا
تَعالَوا إِلى ما تَعلَمونَ فَإِنَّني / أَرى الدَهرَ لا يُنجي مِنَ المَوتِ ناجِيا
تَقولُ اِبنَةُ العَبسِيِّ قَرِّب جِمالَنا
تَقولُ اِبنَةُ العَبسِيِّ قَرِّب جِمالَنا / وَأَفراسَنا ثُمَّ اِنجُ إِن كُنتَ ناجِيا
فَقُلتُ لَها مَن يَغنَمِ اليَومَ نَفسَهُ / وَيَنظُر غَداً يَلقَ الَّذي كانَ لاقِيا
لَقينا يَومَ صَهباءٍ سَرِيَّه
لَقينا يَومَ صَهباءٍ سَرِيَّه / حَناظِلَةً لَهُم في الحَربِ نِيَّه
لَقيناهُم بِأَسيافٍ حِدادٍ / وَأُسدٍ لا تَفِرُّ مِنَ المَنِيَّه
وَكانَ زَعيمُهُم إِذ ذاكَ لَيثاً / هِزَبراً لا يُبالي بِالرَزِيَّه
فَخَلَّفناهُ وَسطَ القاعِ مُلقىً / وَها أَنا طالِبٌ قَتلَ البَقِيَّه
وَرُحنا بِالسُيوفِ نَسوقُ فيهِم / إِلى رَبَواتِ مُعضِلَةٍ خَفِيَّه
وَكَم مِن فارِسٍ مِنهُم تَرَكنا / عَلَيهِ مِن صَوارِمِنا قَضِيَّه
فَوارِسُنا بَنو عَبسٍ وَإِنّا / لُيوثُ الحَربِ ما بَينَ البَرِيَّه
نُجيدُ الطَعنَ بِالسُمرِ العَوالي / وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ المَشرَفِيَّه
وَنُنعِلُ خَيلَنا في كُلِّ حَربٍ / مِنَ الساداتِ أَقحافاً دَمِيَّه
وَيَومَ البَذلِ نُعطي ما مَلَكنا / مِنَ الأَموالِ وَالنِعَمِ البَهِيَّه
وَنَحنُ العادِلونَ إِذا حَكَمنا / وَنَحنُ المُشفِقونَ عَلى الرَعِيَّه
وَنَحنُ المُنصِفونَ إِذا دُعينا / إِلى طَعنِ الرِماحِ السَمهَرِيَّه
وَنَحنُ الغالِبونَ إِذا حَمَلنا / عَلى الخَيلِ الجِيادِ الأَعوَجِيَّه
وَنَحنُ الموقِدونَ لِكُلِّ حَربٍ / وَنَصلاها بِأَفئِدَةٍ جَرِيَّه
مَلَأنا الأَرضَ خَوفاً مِن سَطانا / وَهابَتنا المُلوكُ الكِسرَوِيَّه
سَلوا عَنّا دِيارَ الشامِ طُرّاً / وَفُرسانَ المُلوكِ اقَيصَرِيَّه
أَنا العَبدُ الَّذي بِدِيارِ عَبسٍ / رَبيتُ بِعِزَّةِ النَفسِ الأَبِيَّه
سَلوا النُعمانَ عَنّي يَومَ جاءَت / فَوارِسُ عُصبَةِ النارِ الحَمِيَّه
أَقَمتُ بِصارِمي سوقَ المَنايا / وَنِلتُ بِذابِلي الرُتَبَ العَلِيَّه
دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ
دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ / وَأَشرَبُ مِن كاسِ المَنِيَّةِ صافِيا
وَمَن قالَ إِنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍ / فَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا