المجموع : 3
إِنَّكَ مِنِّي بِحَيثُ يَطَّرِدُ النَّا
إِنَّكَ مِنِّي بِحَيثُ يَطَّرِدُ النَّا / ظِرُ مِن تَحتِ ماءِ دَمعَتِيَهْ
وَلا وَمَن زادَني وَفَضَّلَني / عَلى صحابي بِفَضيلِ صُحبَتِيَهْ
ما أَحسَنَ الترك وَالخِلاف لما / تُريدُ مِنّي وَما وَتَقولُ لِيَهْ
وَصير الأَشقَر الخَبيث إِذا / عَقَدتُ وسطَ النَديّ حَبوَتِيَهْ
يُقِرُّ بِالذُلِّ وَالصَّغارِ وَبِالإِذ / عانِ في كُلِّ ما أَقولُ لِيَهْ
يا بابي أَنتَ ما نَسيتُكَ في / يَومِ دُعائي وَلا هديتِيَهْ
ناجَيتُ بِالذِّكرِ وَالدُّعاءِ لَكَ الْ / لَّهَ لَدى البَيت رافِعاً يَدِيَهْ
حَتّى إِذا ما ظَنَنتُ بِالملِكِ القا / دِرِ أَن قَد أَجابَ دَعوَتِيَهْ
قُمتُ إِلى مَوضِعِ النِّعالِ وَقَد / أَقَمتُ عِشرينَ صاحِباً مَعِيَهْ
وَقُلت لي صاحِب أَريدُ لَهُ / نَعلاً وَلَو مِن جلودِ راحَتِيَهْ
فَانقَطَع القَولُ عِندَ واحِدَةٍ / قالَ الَّذي اِختارَها لِشارَتِيَهْ
قُلتُ لَهُ عِندي البِشارَة وَالش / شُكْر وَقَلّا في جَنبِ حاجَتِيَهْ
ثُمَّ تَخَيَّرتُ بَعدَ ذاكَ مِنَ العَص / بِ فَوافى بِبَعضِ خِبرَتِيَهْ
موشيةً لَم أَزَل بِبايعِها / أَرغَبُ حَتّى زَها عَلَيَّ بِيَهْ
يَرفَعُ في سومِهِ وَارغبه / حَتَّى اِلتَقى زُهدُهُ وَرَغبَتِيَهْ
وَقَد أَتاكَ الَّذي أَمَرتَ بِهِ / فَاعذر بِكثر الإِنعامِ قلَّتِيَهْ
وَذاكَ مِن سَيِّدي بِنِعمَتِهِ / لَيسَ بِحَولي وَلا بقُوَّتِيَهْ
عَدِّيا عَن مَلامِيا
عَدِّيا عَن مَلامِيا / وَأَقِلَّا عِتابِيا
وَاِعذُرا إِن رَأَيتُما / ضاحِكَ السِنِّ باكِيا
قَد تَخَلّى مِنَ النَّدِي / مِ وَمَلَّ التَّصابِيا
كَيفَ أَصبو وَقَد مَضى / ما مَضى مِن شَبابِيا
وَرَأَيتُ المَشيبَ أَل / قى بِرَأسي المَراسِيا
وَاِنقَضَت شرَّتي وَفَل / لَ زَماني شَباتِيا
وَتَفَرَّدتُ حَجرَةً / موحِشاً مِن صَحابِيا
وَدَعاني إِلى النُّهى / فَأَجَبتُ المُنادِيا
داعِي الشَّيب إِن دَعا / قُلتُ لَبَّيكَ داعِيا
نَهجُ الرُّشدِ لي وَأَب / دَى لِعَيني المَساوِيا
فَتَجلَّى الغِطاءُ عَنْ / نِي وَأَبصَرت شانِيا
بَعدَ أَن عِشتُ أَعصُراً / أسدل الذَّيل غاوِيا
يا خَليلَيَّ أَنصِتا / وَأَجيبا دعائِيا
وَاصدقاني هُديتُما / إِنَّ في الصِّدقِ شافِيا
هَل يَزورُ الغَوانِيا / مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا
أَو تغنى بِغادَةٍ / مِثل سُعدى الأَغانِيا
أَو يُرى كُلَّما خَلا / يَتَمَنَّى الأَمانِيا
يَتَمَنّى بِأَن يَحو / ر مجاري زَمانِيا
قَبل أَن أَلبَسَ البَيا / ضَ وَأَلقى سَوادِيا
وَأَرى في قَوادِمي / صَلَعاً قَد بَدا لِيا
لَيتَ شِعري فَدَتكَ نَف / سي وَأَهلي وَمالِيا
أَيَّ شَيءٍ وَقَد جَمَعتُ / صِفاتي كَما هِيا
وَتَجَلبَبتَ حلَّةً / سَملَةً مِن لِباسِيا
تَرتَجيهِ لَدى الغَوا / نِيِّ لا زلت غانِيا
إِنَّ في دونِ ما رَما / نابه الدَهرُ كافِيا
فَزعِ النَّفس إِن صَبَت / وَاِعصِبَنها بَراسِيا
وَلِلنُّفوسِ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
وَلِلنُّفوسِ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ / مِنَ المَنِيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
وَالمَرءُ يَبسطها وَالنَّعشُ يَنشُرُها / وَالدَّهرُ يَقبِضُها وَالمَوتُ يَطويها