المجموع : 6
لَعَمري لَقَد نَبَّهتِ يا هِندُ مَيِّتاً
لَعَمري لَقَد نَبَّهتِ يا هِندُ مَيِّتاً / قَتيلَ كَرىً مِن حَيثُ أَصبَحتُ نائِيا
وَلَيلَةَ بِتنا بِالجُبوبِ تَخَيَّلَت / لَنا أَو رَأَيناها لِماماً تَمارِيا
أَطافَت بِأَطلاحٍ وَطَلحٍ كَأَنَّما / لَقوا في حِياضِ المَوتِ لِلقَومِ ساقِيا
فَلَمّا أَطافَت بِالرِحالِ وَنَبَّهَت / بِريحِ الخُزامى هاجِعَ العَينِ وانِيا
تَخَطَّت إِلَينا سَيرَ شَهرٍ لِساعَةٍ / مِنَ اللَيلِ خاضَتها إِلَينا الصَحارِيا
أَتَت بِالغَضا مِن عالِجٍ هاجِعاً هَوى / إِلى رُكبَتَي هَوجاءَ تَخشى الفَيافِيا
فَباتَت بِنا ضَيفاً دَخيلاً وَلا أَرى / سِوى حُلُمٍ جاءَط بِهِ الريحُ سارِيا
وَكانَت إِذا ما الريحُ جاءَط بِبَشرِها / إِلَيَّ سَقَتني ثُمَّ عادَت بِدائِيا
وَإِنّي وَإِيّاها كَمَن لَيسَ واجِداً / سِواها لِما قَد أَنطَفَتهُ مُداوِيا
وَأَصبَحَ رَأسي بَعدَ جَعدٍ كَأَنَّهُ / عَناقيدُ كَرمٍ لا يُريدُ الغَوالِيا
كَأَنّي بِهِ اِستَبدَلتُ بَيضَةَ دارِعٍ / تَرى بِحَفافَي جانِبَيهِ العَناصِيا
وَقَد كانَ أَحياناً إِذا ما رَأَيتَهُ / يَروعُ كَما راعَ الغِناءُ العَذارِيا
أَتَيناكَ زُوّاراً وَسَمعاً وَطاعَةً / فَلَبَّيكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ داعِيا
فَلَو أَنَّني بِالصينِ ثُمَّ دَعَوتَني / وَلَو لَم أَجِد ظَهراً أَتَيتُكَ ساعِيا
وَما لِيَ لا أَسعى إِلَيكَ مُشَمِّراً / وَأَمشي عَلى جَهدٍ وَأَنتَ رَجائِيا
وَكَفّاكَ بَعدَ اللَهِ في راحَتَيهِما / لِمَن تَحتَ هَذي فَوقَنا الرِزقُ وافِيا
وَأَنتَ غِياثُ الأَرضِ وَالناسِ كُلِّهِم / بِكَ اللَهُ قَد أَحيا الَّذي كانَ بالِيا
وَما وَجَدَ الإِسلامُ بَعدَ مُحَمَّدٍ / وَأَصحابِهِ لِلدينِ مِثلَكَ راعِيا
يَقودُ أَبو العاصي وَحَربٌ لِحَوضِهِ / فُراتَينِ قَد غَمّا البُحورَ الجَوارِيا
إِذا اِجتَمَعا في حَوضِهِ فاضَ مِنهُما / عَلى الناسِ فَيضٌ يَعلُوانِ الرَوابِيا
فَلَم يُلقَ حَوضٌ مِثلُ حَوضٍ هُما لَهُ / وَلا مِثلُ آذِيٍّ فُراتَيهِ ساقِيا
وَما ظَلَمَ المُلكَ اِبنُ عاتِكَةَ الَّتي / لَها كُلُّ بَدرٍ قَد أَضارَ اللَيالِيا
أَرى اللَهَ بِالإِسلامِ وَالنَصرِ جاعِلاً / عَلى كَعبِ مَن ناواكَ كَعبَكَ عالِيا
سَبَقتُ بِنَفسي بِالجَريضِ مُخاطِراً / إِلَيكَ عَلى نِضوي الأُسودَ العَوادِيا
وَكُنتُ أَرى أَن قَد سَمِعتَ وَلَو نَأَت / عَلى أَثَري إِذ يُجمِرونَ بِدائِيا
بِخَيرِ أَبٍ وَاِسمٍ يُنادى لِرَوعَةٍ / سِوى اللَهِ قَد كانَت تُشيبُ النَواصِيا
تُريدُ أَميرَ المُؤمِنينَ وَلَيتَها / أَتَتكَ بِأَهلي إِذ تُنادي وَمالِيا
بِمُدَّرِعينَ اللَيلَ مِمّا وَرائَها / بِأَنفُسِ قَوماً قَد بَلَغنَ التَراقِيا
إِلَيكَ أَكَلنا كُلَّ خُفٍّ وَغارِبٍ / وَمُخٍّ وَجاءَت بِالجَريضِ مَناقِيا
تَرامَينَ مِن يَبرينَ أَو مِن وَرائَها / إِلَيكَ عَلى الشَهرِ الحُسومِ تَرامِيا
وَمُنتَكِثٍ عَلَّلتُ مُلتاثَهُ بِهِ / وَقَد كَفَّنَ اللَيلُ الخُروقَ الخَوالِيا
لَأَلقاكَ إِنّي إِن لَقيتُكَ سالِماً / فَتِلكَ الَّتي أُنهى إِلَيها الأَمانِيا
لَقَد عَلِمَ الفُسّاقُ يَومَ لَقيتَهُم / يَزيدُ وَحَوّاكُ البُرودِ اليَمانِيا
وَجاؤوا بِمِثلِ الشاءِ غُلفاً قُلوبُهُم / وَقَد مَنَّياهُم بِالضَلالِ الأَمانِيا
ضَرَبتَ بِسَيفٍ كانَ لاقى مُحَمَّدٍ / بِهِ أَهلَ بَدرٍ عاقِدينَ النَواصِيا
فَلَمّا اِلتَقَت أَيدٍ وَأَيدٍ وَهَزَّتا / عَوالِيَ لاقَت لِلطِعانِ عَوالِيا
أَراهُم بَنو مَروانَ يَومَ لَقوهُمُ / بِبابِلَ يَوماً أَخرَجَ النَجمَ بادِيا
بَكَوا بِسُيوفِ اللَهِ لِلدينِ إِذ رَأَوا / مَعَ السودِ وَالحُمرانِ بِالعَقرِ طاغِيا
أَناخوا بِأَيدي طاعَةٍ وَسُيوفُهُم / عَلى أُمَّهاتِ الهامِ ضَرباً شَآمِيا
فَما تَرَكَت بِالمَشرِعَينِ سُيوفُكُم / نُكوباً عَنِ الإِسلامِ مِمَّن وَرائِيا
سَعى الناسُ مُذ سَبعونَ عاماً لِيَقلَعوا / بِئالِ أَبي العاصي الجِبالَ الرَواسِيا
فَما وَجَدوا لِلحَقِّ أَقرَبَ مِنهُمُ / وَلا مِثلَ وادي آلَ مَروانَ وادِيا
أَلَم تَرَني نادَيتُ سَلماً وَدونَهُ
أَلَم تَرَني نادَيتُ سَلماً وَدونَهُ / مِنَ الأَرضِ ما يُنضي البِغالَ النَواجِيا
فَقُلتُ لَهُ هَب لي اِبنَ أُمّي فَلا أَرى / عَلى الدَهرِ يا سَلمَ المَكارِمِ باقِيا
فَقالَ نَعَم خُذهُ فَما أَقبَلَت بِهِ / يَمينِيَ حَتّى أَصرَخَتها شِمالِيا
لَعَمرُكَ ما تَجزي مُفَدّاةُ شُقَّتي
لَعَمرُكَ ما تَجزي مُفَدّاةُ شُقَّتي / وَإِخطارُ نَفسي الكاشِحينَ وَمالِيا
وَسَيري إِذا ما الطِرمِساءُ تَطَخطَخَت / عَلى الرَكبِ حَتّى يَحسَبوا القُفَّ وادِيا
وَقيلي لِأَصحابي أَلَمّا تَبَيَّنوا / هَوى النَفسِ قَد يَبدو لَكُم مِن أَمامِيا
وَمُنتَجِعٍ دارَ العَدُوِّ كَأَنَّهُ / نَشاصُ الثُرَيّا يَستَظِلُّ العَوالِيا
كَثيرِ وَغى الأَصواتِ تَسمَعُ وَسطَهُ / وَئيداً إِذا جَنَّ الظَلامُ وَحادِيا
وَإِن حانَ مِنهُ مَنزِلُ اللَيلِ خِلتَهُ / حِراجاً تَرى ما بَينَهُ مَتَدانِيا
وَإِن شَذَّ مِنهُ الأَلفُ لَم يُفتَقَد لَهُ / وَلَو سارَ في دارِ العَدُوِّ لَيالِيا
نَزَلنا لَهُ إِنّا إِذا مِثلُهُ اِنتَهى / إِلَينا قَرَيناهُ الوَشيجَ المَواضِيا
فَلَمّا اِلتَقَينا فاءَلَتهُم نُحوسُهُم / ضِراباً تَرى ما بَينَهُ مُتَنائِيا
وَأُخبِرتُ أَعمامي بَني الفِزرِ أَصبَحوا / يُوَدّونَ لَو رَزجو إِلَيَّ الأَفاعِيا
فَإِن تَلتَمِسني في تَميمٍ تُلاقِني / بِرابِيَةٍ غَلباءَ تَعلو الرَوابِيا
تَجِدني وَعَمرٌ دونَ بَيتي وَمالِكٌ / يُدِرّونَ لِلنَوكى العُروقَ العَواصِيا
بِكُلِّ رُدَينِيٍّ حَديدٍ شَباتُهُ / فَأولاكَ دَوَّخنا بِهِنَّ الأَعادِيا
وَمُستَنبِحٍ وَاللَيلُ بَيني وَبَينَهُ / يُراعي بِعَينَيهِ النُجومَ التَوالِيا
سَرى إِذ تَغَشّى اللَيلُ تَحمِلُ صَوتَهُ / إِلَيَّ الصَبا قَد ظَلَّ بِالأَمسِ طاوِيا
دَعا دَعوَةً كَاليَأسِ لَمّا تَحَلَّقَت / بِهِ البيدُ وَاِعرَورى المِتانَ القَياقِيا
فَقُلتُ لِأَهلي صَوتُ صاحِبُ نَفرَةٍ / دَعا أَو صَدىً نادى الفِراخَ الزَواقِيا
تَأَنَّيتُ وَاِستَسمَعتُ حَتّى فَهِمتُها / وَقَد قَفَّعَت نَكباءَ مَن كانَ سارِيا
فَقُمتُ وَحاذَرتُ السُرى أَن تَفوتَني / بِذي شُقَّةٍ تَعلو الكُسورَ الخَوافِيا
فَلَمّا رَأَيتُ الريحَ تَخلِجُ نَبحَهُ / وَقَد هَوَّرَ اللَيلُ السِماكَ اليَمانِيا
حَلَفتُ لَهُم إِن لَم تُجِبهُ كِلابُنا / لَأَستَوقِدَن ناراً تُجيبُ المُنادِيا
عَظيماً سَناها لِلعُفاةِ رَفيعَةً / تُسامي أُنوفَ الموقِدينَ فَنائِيا
وَقُلتُ لِعَبدَيَّ اِسعِراها فَإِنَّهُ / كَفى بِسَناها لِاِبنِ إِنسِكَ داعِيا
فَما خَمَدَت حَتّى أَضاءَ وَقودُها / أَخا قَفرَةٍ يُزجي المَطِيَّةَ حافِيا
فَقُمتُ إِلى البَركِ الهُجودِ وَلَم يَكُن / سِلاحي يُوَقّي المُربِعاتِ المَتالِيا
فَخُضتُ إِلى الأَثناءِ مِنها وَقَد تَرى / ذَواتِ البَقايا المُعسِناتِ مَكانِيا
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّني اِختَرتِ لِلقِرى / ثَناءَ المَخاضِ وَالجِذاعَ الأَوابِيا
فَمَكَّنتُ سَيفي مِن ذَواتِ رِماحِها / غِشاشاً وَلَم أَحفَل بُكاءَ رِعائِيا
وَقُمنا إِلى دَهماءَ ضامِنَةِ القِرى / غَضوبٍ إِذا ما اِستَحمَلوها الأَثافِيا
جَهولٍ كَجَوفِ الفيلِ لَم يُرَ مِثلُها / تَرى الزَورَ فيها كَالغُثاءَةِ طافِيا
أَنَخنا إِلَيها مِن حَضيضِ عُنَيزَةٍ / ثَلاثاً كَذَودِ الهاجِرِيِّ رَواسِيا
فَلَمّا حَطَطناها عَلَيهِنَّ أَرزَمَت / هُدوءً وَأَلقَت فَوقَهُنَّ البَوانِيا
رَكودٍ كَأَنَّ الغَليَ فيها مُغيرَةً / رَأَت نَعَماً قَد جَنَّهُ اللَيلُ دانِيا
إِذا اِستَحمَشوها بِالوَقودِ تَغَيَّظَت / عَلى اللَحمِ حَتّى تَترُكَ العَظمَ بادِيا
كَأَنَّ نَهيمَ الغَليِ في حُجُراتِها / تَماري خُصومٍ عاقِدينَ النَواصِيا
لَها هَزَمٌ وَسطَ البُيوتِ كَأَنَّهُ / صَريحِيَّةٌ لا تَحرِمُ اللَحمَ جادِيا
ذَليلَةِ أَطرافِ العِظامِ رَقيقَةٍ / تَلَقَّمُ أَوصالَ الجَزورِ كَما هِيا
فَما قَعَدَ العَبدانِ حَتّى قَرَيتُهُ / حَليباً وَشَحماً مِن ذُرى الشَولِ وارِيا
وَمَرَّ بِنا المُختارُ مُختارُ طَيِّئٍ
وَمَرَّ بِنا المُختارُ مُختارُ طَيِّئٍ / فَرَوّى مُشاشاً كانَ ظَمآنَ صادِيا
أَقَمنا لَهُ صَهباءَ كَالمِسكِ ريحُها / إِقامَتَهُ حَتّى تَرَحَّلَ غادِيا
فَسارَ وَقَد كانَت عَلَيهِ غَباوَةٌ / يَخالُ حُزونَ الأَرضِ سَهلاً وَوادِيا
غَدَوتُ وَقَد أَزمَعتُ وَثبَةَ ماجِدٍ
غَدَوتُ وَقَد أَزمَعتُ وَثبَةَ ماجِدٍ / لِأَفدِيَ بِاِبني مِن رَدى المَوتِ خالِيا
غُلامٌ أَبوهُ المُستَجارُ بِقَبرِهِ / وَصَعصَعَةُ الفَكّاكُ مَن كانَ عانِيا
وَكُنتَ اِبنَ أَشياخٍ يُجيرونَ مَن جَنى / وَيُحيُونَ بِالغَيثِ العِظامَ البَوالِيا
يُداوُونَ بِالأَحلامِ وَالجَهلِ مِنهُمُ / وَيُؤسى بِهِمصَدعُ الَّذي كانَ واهِيا
رَهَنتُ بَني السيدِ الأَشائِمِ موفِياً / بِمَقتولِهِم عِندَ المُفاداةِ غالِيا
وَقُلتُ أَشِطّوا يا بَني السيدِ حُكمَكُم / عَلَيَّ فَإِنّي لا يَضيقُ ذِراعِيا
إِذا خُيِّرَ السيدِيُّ بَينَ غَوايَةٍ / وَرُشدٍ أَتى السيدِيُّ ما كانَ غاوِيا
وَلَو أَنَّني أَعطَيتُ ما ضَمَّ واسِطٌ / أَبى قَدَرُ اللَهِ الَّذي كانَ ماضِيا
وَلَمّا دَعاني وَهوَ يَرسُفُ لَم أَكُن / بَطيئاً عَنِ الداعي وَلا مُتَوانِيا
شَدَدتُ عَلى نِصفَي إِزاري وَرُبَّما / شَدَدتُ لِأَحداثِ الأُمورِ إِزارِيا
دَعاني وَحَدُّ السَيفِ قَد كانَ فَوقَهُ / فَأَعطَيتُ مِنهُ اِبنَي جَميعاً وَمالِيا
وَلَم أَرَ مِثلي إِذ يُنادى اِبنُ غالِبٍ / مُجيباً وَلا مِثلَ المُنادي مُنادِيا
فَما كانَ ذَنبي في المَنِيَّةِ إِن عَصَت / وَلَم أَتَّرِك شَيئاً عَزيزاً وَرائِيا
أَلَم تَرَ أَنّي يَومَ جَوَّ سُوَيقَةٍ
أَلَم تَرَ أَنّي يَومَ جَوَّ سُوَيقَةٍ / بَكَيتُ فَنادَتني هُنَيدَةُ مالِيا
فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌ / بِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِيا
قِفي وَدِّعينا يا هُنَيدُ فَإِنَّني / أَرى الحَيَّ قَد شاموا العَقيقَ اليَمانِيا
قَعيدَكُما اللَهَ الَّذي أَنتُما لَهُ / أَلَم تَسمَعا بِالبَيضَتَينِ المُنادِيا
حَبيباً دَعا وَالرَملُ بَيني وَبَينَهُ / فَأَسمَعَني سَقياً لِذَلِكَ داعِيا
فَكانَ جَوابي أَن بَكَيتُ صَبابَةً / وَفَدَّيتُ مَن لَو يَستَطيعُ فَدانِيا
إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ أَسبَلَ مِنهُما / إِلى أَن تَغيبَ الشِعرَيانِ بُكائِيا
لِذِكرى حَبيبٍ لَم أَزَل مُذ هَجَرتُهُ / أَعُدُّ لَهُ بَعدَ اللَيالي لَيالِيا
أَراني إِذا فارَقتُ هِنداً كَأَنَّني / دَوى سَنَةٍ مِمّا اِلتَقى في فُؤادِيا
فَإِن يَدعُني بِاِسمي البَعيثُ فَلَم يَجِد / لَئيماً كَفى في الحَربِ ما كانَ جانِيا
وَما أَنتَ مِنّا غَيرَ أَنَّكَ تَدَّعي / إِلى آلِ قُرطٍ بَعدَما شِبتَ عانِيا
تَكونُ مَعَ الأَدنى إِذا كُنتَ آمِناً / وَأُدعى إِذا غَمَّ الغُثاءُ التَراقِيا
عَجِبتُ لِحَينِ اِبنِ المَراغَةِ أَن رَأى / لَهُ غَنَماً أَهدى إِلَيَّ القَوافِيا
وَهَل كانَ فيما قَد مَضى مِن شَبيبَتي / لَهُ رُخصَةٌ عِندي فَيَرجو ذَكائِيا
أَلَم أَكُ قَد راهَنتُ حَتّى عَلِمتُمُ / رِهاني وَخَلَّت لي مَعَدٌّ عَنانِيا
وَما حَمَلَت أُمُّ اِمرِئٍ في ضُلوعِها / أَعَقَّ مِنَ الجاني عَلَيها هِجائِيا
وَأَنتَ بِوادي الكَلبِ لا أَنتَ ظاعِنٌ / وَلا واجِدٌ يا اِبنَ المَراغَةِ بانِيا
إِذا العَنزُ بالَت فيهِ كادَت تُسيلُهُ / عَلَيكَ وَتَنفي أَن تَحُلَّ الرَوابِيا
عَلَيكُم بِتَربيقِ البِهامِ فَإِنَّكُم / بِأَحسابِكُم لَن تَستَطيعوا رِهانِيا
بِأَيِّ أَبٍ يا اِبنَ المَراغَةِ تَبتَغي / رِهاني إِلى غاياتِ عَمّي وَخالِيا
هَلِمَّ أَباً كَاِبنَي عِقالٍ تَعُدُّهُ / وَواديهِما يا اِبنَ المَراغَةِ وادِيا
تَجِد فَرعَهُ عِندَ السَماءِ وَدارِمٌ / مِنَ المَجدِ مِنهُ أَترَعَت لي الجَوابِيا
بَنى لي بِهِ الشَيخانِ مِن آلِ دارِمٍ / بِناءً يُرى عِندَ المَجَرَّةِ عالِيا