المجموع : 19
نحن سرُّ الأزليّ
نحن سرُّ الأزليّ / بالوجودِ الأبديّ
إذ ورثنا خُلق المظا / هر فينا الهاشميّ
واعتلينا واستوينا / بالمقامِ القدسيّ
ووهبنا ما وهبنا / سرّ بدرِ الحبشيّ
وبعثناه رسولاً / للرئيس الندسيّ
بكتاب رقمته / كفُّ ذاتِ الحكميّ
بعلومٍ وسمتها / موقع النجم العليّ
ومطالعُ هلا / لين بأفق قطبيّ
حرّضَ الناس على ني / ل الوجودِ العمليّ
ونهايات التلقي / بالمقام الخلقيّ
ومشت أسماءُ ذاتي / في وضيعٍ وعليّ
فالذي آمن منهم / لم يزل حّياً بحيّ
والذي أعرض منهم / لم يفز منا بشيّ
اختلسنا من كراما
اختلسنا من كراما / تِ الكيان الأبديّ
وجينا بمقاما / تِ العيان الأزليّ
ورفعنا عن تكالي / فِ الوجود العمليّ
لمضاهاة استواء / فوق عرشٍ فلكيّ
فرأينا من تعالى / بالوجود الخلقيّ
في لطيفٍ ملكيّ / وكثيف بشريّ
وسألناه بأسرا / رِ المقامِ القدسيّ
نيل ما قد نحن نل / ناه لبدرِ الحبشيِّ
أخاطبني عني
أخاطبني عني / بلسانِ أني
من انتقاضي إلى كمالي / من انحرافي إلى اعتدالي
ومن سناي إلى جمالي / ومن سنائي إلى جلالي
ومن شتاتي إلى اجتماعي / فمن صدودي إلى وصالي
ومن خسيسي إلى نفيسي / فمن حجارٍ إلى اللآلي
ومن شروقي إلى غروبي / فمن نهاري إلى الليالي
ومن ضيائي إلى ظلامي / فمن هداي إلى ضلالي
ومن حضيضي إلى استوائي / فمن زجاجٍ إلى العوالي
ومن دخولي إلى خروجي / فمن محاقي إلى هلالي
ومن طلابي إلى نفوري / فمن جوادي إلى غزالي
ومن نسيمي إلى غصوني / ومن غصوني إلى ظِلالي
ومن ظِلالي إلى نعيمي / ومن نعيمي إلى مِحالي
ومن مِحالي إلى مثالي / ومن مثالي إلى ممالي
ومن محالي إلى صحيحي / ومن صحيحي إلى اعتلالي
فما أنا في الوجودِ غيري / فما أُعادي وما أُوالي
وما أنادي على فؤادي / من أجل رام ماضي النصالِ
فإن رامي السهامِ جفنى / إلى فؤادي بلا نبالِ
فما أحامي على مقامي / وما أعالي فما أبالي
فإنني عشقتُ غيري / فعين فصلي هو اتصالي
فلا تلمني على هواي / فلست عن هاجري بسالي
إني لأقسم بالذي تدريه
إني لأقسم بالذي تدريه / في كل ما أمضيه أو أجريه
لو بيع من منع المشرع بيعة / لحق الخسار ببائع يشريه
وإن اقتدى فيه بإخوة يوسفَ / فلذاك حكمٌ كلنا ندريه
إنا تعبدنا بشرع محمدٍ / وكفاك هذا القدر من تنبيه
أنا لا أفضل أمّة قد أخرجت / للناسِ في تنزيه أو تشبيه
إن الذي قال الزمان بفضله / حكمُ القضاءِ بما يرضيه
فتراه واحدَ عَصرِه في حاله / في كلِّ ما يبغيه أو يمضيه
إني اتبعت لكلِّ صاحبِ علةٍ / استحكمت منه التي تشفيه
فإذا الخطاب لربنا من سرِّنا / أني لما أُبديه ما أخفيه
من ليس يقدر قدر ما أعطيته / في نفسه مني فما أبغيه
جهلَ الحقائقَ من يخلط أمرها / والعالمُ المسعودُ من يلغيه
إني جعلت لكلِّ حقِّ موطناً / يدري به الشخصُ الذي في فيه
دررُ البيانِ مسرَّحاً ومقيَّداً / فله التحكم من وجودي فيه
حَاز مَجداً سَنياً
حَاز مَجداً سَنياً / مَنْ غدا لله بَرّاً تقيَّا
بقديمِ العِنايهْ /
لرجالِ الوِلايهْ /
لاح نورُ الهِدايه /
لاحَ شَيّاً فَشيّاً / حين خرُّوا سجّداً وبكيا
يا منيرَ القلوب /
بشموسِ الغيوب /
نفحاتُ الحبيب /
تتوالى عَليّا / فيريني الحقَّ طلقَ المحيَّا
زلزلَتْ أرضُ حسّي /
وفنى عينُ نفسي /
وبدا نورُ شمسي /
وغدا الروحُ حيّاً / للكبيرِ المتعالي نجيّا
في الفنا عن فنائي /
يبدو سرُّ الرداءِ /
ذو السَّنا والسَّناء /
صَمَداً سَرْمديّاً / عن جميعِ الخلقِ غنيا
مَن لصبٍّ كئيب /
مُستهامٍ غريب /
يُدعى شمسَ القلوب /
واحدٌ بين ذَيَّا / قلتُ مني أخبروني عليا
من كان يبغيني وأبغيه
من كان يبغيني وأبغيه / ما زلت للإحسان أنعيه
حتى بدا للذوق ما قد بدا / منه إلى قلبي فألغيه
خوفاً على قلبي أن الردى / يلحقه إذ كان يطغيه
غار الإله لبيته وحريمه
غار الإله لبيته وحريمه / فلذاك ما حَصَبَ الذي يبغيه
بالسوءِ ثم تراه من إحسانه / بعباده يلغي الذي يلغيه
إن اللئيم الطبعِ إنْ أكرمتَه / لم يلتفتْ فبجورةِ يطغيه
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا / فيه مجالٌ إذا ما كنتُ أعنيه
إني لأشهدُه والحقُّ يشهدني / إني أشاهده بما أنا فيه
فليس للكونِ إلا ما يشاهده / وأما نُعتُّ بمعنى من معانيه
لذا أكون به في ظاهري علماً / وباطني ألم مما أعانيه
بيني وبينك عهدٌ منك قرَّره / شرعٌ أتانا فنوفيه وأوفيه
فما ترى العينُ من شيء تسربه / الإ وفي الحال يخفيه ويحميه
فلست أدرك من شيءٍ حقيقته / وكيفَ أدركه وأنتم فيه
بل عينه ولذا قامَ الدليلُ لكم / عليَّ قطعاً فتبديه وتخفيه
وما علمت بهذا الأمرِ من جهتي / بل الكلامِ الذي سمعتُ من فيه
فإنه عينُ نطقي إذ أكلمكم / مع اللسانِ وهذا القدرُ يكفيه
إني لأخفي أموراً من حقائقه / مبيناتٍ لأمرٍ كان يرضيه
عمن وما ثَمَّ إلا واحدٌ فلذا / أقاسي منه الذي مني يقاسيه
شوقي شديدٌ وشوقُ الحقِّ أعظمُ من / شوقي كذا جاء فيما كان يوحيه
إني خليفيه داود وأضوأ من / قد كان في قبضة الرحمن يبديه
هبَّت علينا رياحُ الجودِ من كَرَمٍ / أتتْ به رُسْله لدى تجلِّيه
فناله العارفُ النِّحرير من كتب / بما يكون عليه من تحليه
إنْ كان في ملأ فالحالُ يخجله / لذا يرى مائلاً إلى تخليه
إن الجهولَ الذي للغير يثبتها / وفيّ منكرها جَهراً يُباريه
وإنْ درى انني بالورث أملكها / لقامَ من حدٍّ للنورِ يطفيه
فما لنا حيلة نرجو الخلاصَ بها / إلا لنسألَ من أطغاه يهديه
جزاك الله خيراً من وليٍّ
جزاك الله خيراً من وليٍّ / عليمٍ بالخفيّ وبالجليِّ
رعاك الله من شخصٍ تعالى / عن الأمثال بالنعتِ العليِّ
صدوقُ الوعدِ أنزله كتاباً / فإسماعيل ذو الخُلق الرَّضيّ
لكيوان الثباتِ بغيرِ شكٍّ
لكيوان الثباتِ بغيرِ شكٍّ / كما للمشتري عِلمُ النبيّ
وللمريخ أرماحٌ طوالٌ / إذا اجتمع الكميُّ مع الكميّ
وللشمسِ الأمانة في مكانٍ / كما قال الإله لنا عليّ
وللزهراء ميلُ هوى وحب / فويلٌ للشجيِّ من الخليِّ
ونش عطارد مريِّخ لطف / يضم به العليِّ إلى الدنيّ
بأمر البدر يكتب ما أردنا / إلى الداني المقرَّبِ والقصيّ
ويقطع في بروجٍ معلماتٍ / يكنَّ لسيرها حرفَ الرويّ
فمن حَمَلٍ إلى ثورٍ ويعلو / إلى الجوزاءِ في الفلك البهيّ
إلى السرطانِ من أسد تراه / بسنبلةٍ لميزانِ الهويّ
وعقربٍ صدغه يرمي بقوسِ / من النيران من أجلِ الجدي
ليشويه فيطفيه بدلو / كحوتِ دلالةِ العبد النجيّ
وليس لهذه الأبراجِ عينٌ / من الأنوار في النظر الجليّ
ولكنَّ المنازلَ عينتها / من الفلكِ المكوكَب للخفيّ
فمنزلتان مع ثلث لبرجٍ / كتقسيمِ المراتبِ في النديّ
وبان لكل منزلةٍ دليلٌ / من الأسماء عن نظرٍ خفيّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا / إلى الدبران هقعته تحيّ
ذراعاً عند نثرة طرفِ شخصٍ / بجبهته زبرتْ على بنيّ
لتعلمه بصرفته فمالتْ / بعوَّاء السِّماكِ على وليّ
غفرن له زبانات بأمر / من الإكليل عن قلبٍ نقيّ
فجادت شَولةٌ صادت نعاماً / ببلدتها لكلِّ فتى تقيّ
وذابحها يخبرها بما قد / بدا في العجلِ من سرِّ الحليّ
فتبلعها السعودُ على شهودٍ / من أخبيةٍ وأدلاءِ الشقيّ
مقدَّمها مؤخرها لفرغٍ / يدليه الرَّشاءُ إلى الركيّ
ليسقي زرعه كرماً وجوداً / ليقري بالغداةِ وبالعشيّ
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا / إذا خفيت لذي الرصد الذكيّ
نجومُ الرجمِ أرسلها إلهي / لتحرقَ كلَّ شيطانٍ غويّ
وتظهر بالأثيرِ من اشتعالٍ / فتهوي بالهواء إلى الغبيّ
فتحرقه فيذهبُ ما لديه / من العلمِ المحققِ بالهويّ
هي النيران في الأبصارِ نورٌ / كماء شرابِ ظمآن شقي
فسبحانَ العليمِ بكلِّ شيءٍ / وموحيه إلى قلبِ الوليّ
حاز مجداً سنيِّاً
حاز مجداً سنيِّاً / مَن غدا لله بَراً تقيّاً
بقديم العنايه /
لرجالِ الولايه /
لاح نورُ الهدايه /
لاحَ شياً فشيا / حين خَرُّوا سُجدَّاً بكيّا
زلزلتْ أرضُ حسِّي /
وفنى عينُ نفسي /
وبدا نورُ شمسي /
وغدا الروحُ حيّاً / للكبير المتعالي نجيَّا
يا منير القلوبِ /
بشموسِ الغيوب /
نَفَحاتِ الحبيب /
تتوالى عليّا / فتريني الحقَّ طلقَ المُحيّا
يا لطيفاً بعبده /
وكريماً برِفده /
وفنى عينُ نفسي /
أعط عبداً رزيا / أنه ما جاء شيّاً فريا
في الفنا عن فنائي /
يبدو سرُّ الرداء /
والسنا والسناء /
صَمدَاً سر مَدِيّاً / أحدياً أزلياً عليّا
من لصَبِّ كئيب /
مُستهامٍ غريب /
يدعو شمسَ القلوب /
لو أُنادي إليا / قلبَ عبدٍ لم يزل بي غنيا
ضاع قلبي لديه /
مرَّ عقلي إليه /
مُستغيثاً عليه /
وأخذ من يديَّا / قلتَ مني فأخبروا عليا
يلبي نداء الحقِّ من كان داعياً
يلبي نداء الحقِّ من كان داعياً / جزاء لما يدعو أجابَ المناديا
يقول تذكر ما أتى في خطابه / وما أودعَ الله السنين الخواليا
يرى حضرةً لم تشهدِ العينُ مثلها / يناديه أيّاماً بها ولياليا
يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به / من الله لم يدعو له الله داعيا
يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه / لذاك تراه في المحاريب تاليا
يمين له مدَّتْ لبيعة مالك / هو العبد إلا أنه كان واليا
يوليه أمرَ الكونِ فهو خليفته / وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا
ينزله في الأرض عبداً مسوداً / سؤوساً عليماً بالأمور وراعيا
يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه / من الهمة العليا خفيّاً وخافيا
يناديه من ولاه أنت خليفتي / على الكل مهديّ المقام وهاديا
إنما الماءُ من الماءِ روى
إنما الماءُ من الماءِ روى / والذي مذهبُه ذا ما روي
قد روتْ ناسخةٌ عائشةٌ / عند قومٍ جهلوا ما قد روي
إنما زادتْ بما قد ذكرت / عين حكم وهو برهانٌ قوي
غرضي والله يوماً أن أرى / الذي بي من جواه يرتوي
وإذا أبصرته لم أره / وهو ذو شوقٍ عليه يحتوي
ما أنا في ظاهر الحرف به / بل أنا عينُ الوجودِ المعنوي
ما يرى ما قام بي من كَلَفٍ / غيرُ شخصٍ عربيّ نبوي
هو رمزٌ فارسيٌّ غامضٌ / وهو نصٌّ عند شخصٍ علوي
إني رأيتُ بظني
إني رأيتُ بظني / من كان كلباً ظَبياً
وكان شخصاً كريماً / من الأناسي سويا
ولم أجىء بالذي قل / ت فيه شياً فرِيّا
ولا تقل فيه مسخ / تكن فتى عَرَبياً
إنَّ سري هو روح كلِّ شي
إنَّ سري هو روح كلِّ شي / وهو الظاهر في ميتٍ وحي
فإذا قام بحيٍّ فأب / وإذا قام بميتٍ فبنى
إنه جَلَّ عن إدراك الذي / قال فيه إنه في كلِّ شي
إنما هو عينه فاعتبروا / تجدوا ما قلت في نشر وطي
ما تغالي كونه عن حالة / ظهرتْ في مدِّ ظلِّ ثم في
إنما الأمر الذي يسعدكم / أو نقيض السعد في رشد وغي
إنما خص بقوم للذي / كان فيهم من ذُكاء ثم عيّ
قد أكلناه طبيخاً ولقد / جاءني لحماً طرياً وهوني
فأبينا أكله حين بدتْ / صورةُ الإيمان فيه من قصي
يا أخي فاعلم الأمر الذي / قلته فيه بحقٍّ يا أخي
فخذوه أسَداً أو حَمَلا / واتركوا السنبلَ يرعاه الجدي
إنما الأمر عظيمٌ قدرُه / جلَّ عندي حين جلاه إلي
قلت ضمني ذاتي وأنا / أوصل المقدار مني وعلى
قال لا يمكن إلا هكذا / هو فعل الشيخِ لا فعلُ صبي
لو أراد الأمر أن يخرجه / لم يكن يمكن هذا من يدي
لي منه الشرب مادام وما / دمتُ ما عندي لشربي منه ري
لستُ أدري إنني عبد هوى / إذ تجلى لي في شكلٍ رشي
فتغزلت وما أضمره / وبدا يغشى سناه ناظري
جمعتُ همي عليّا
جمعتُ همي عليّا / فما برحتُ لديّا
إليَّ يا من تعالى / عن الكيان النيّا
فلم أجد غير ذاتي / لما بسطتُ يديّا
فأسفلُ الكونِ يعلو / وقتا بربي عليّا
انظر جديثَ هبوطٍ / تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي / عن الإله فريَّا
هذا حديثُ رسولٍ / قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي / إني بربي نسيّا
لما سريتُ إليه / خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي / ربي ناءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي / وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي / إيّاك ربِّ شقيّا
أنت الوليّ الذي قد / صيرت قلبي وليّا
فاجعلن ربي إماما / واجعلن ربي رضيا
فقد ضعفت لما بي / وذبتُ شيّاً فشيا
سألتُ ربي أن لا / يجعل لذاتي سميّا
قد كنتُ عبداً مطيعاً / إذ كنتُ ملكا سَريّا
أجرى لي الله جودا / من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا / عليّ رطبا جنيّا
فكان منه غذائي / وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكان بي لُطف ربي / لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها / يقومُ شخصاً سويّا
هذا مُحال ولكن / شاهدتُ أمراً نديّا
رأيته عينَ نفسي / من حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ / بل كنتُ منه بريّا
بل لم أجد منه بدًّا / لما هجرتُ مليّا
وخرّ جمعي إليه / عند الشهودِ بكيّا
فكنت أولى بنار / للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليه / لما اقتربتُ نجيّا
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني / وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولاي ما كنت في سرٍّ أسرُّ به / عن الحبيبِ الذي يدرون لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له / إذا تجلّى لنا بدارِ دنيانا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه / إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقد علمتْ / نفسي بأنَّ كثيبِ الزور مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكان لنا / ملكا نصرِّفه فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه / أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد / سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا / وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني / ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منه على / ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور / شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه / والشرعُ ينقض ما الأفكار تبنيه
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه / فإنَّ ذلك فيهم من تحليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه / رأيتُ ما كنتُ أبغيه وأنفيه
فما رأيتُ وجوداً كنت أظهره / إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به / علمت أن له عهداً يوفيه