القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 19
نحن سرُّ الأزليّ
نحن سرُّ الأزليّ / بالوجودِ الأبديّ
إذ ورثنا خُلق المظا / هر فينا الهاشميّ
واعتلينا واستوينا / بالمقامِ القدسيّ
ووهبنا ما وهبنا / سرّ بدرِ الحبشيّ
وبعثناه رسولاً / للرئيس الندسيّ
بكتاب رقمته / كفُّ ذاتِ الحكميّ
بعلومٍ وسمتها / موقع النجم العليّ
ومطالعُ هلا / لين بأفق قطبيّ
حرّضَ الناس على ني / ل الوجودِ العمليّ
ونهايات التلقي / بالمقام الخلقيّ
ومشت أسماءُ ذاتي / في وضيعٍ وعليّ
فالذي آمن منهم / لم يزل حّياً بحيّ
والذي أعرض منهم / لم يفز منا بشيّ
اختلسنا من كراما
اختلسنا من كراما / تِ الكيان الأبديّ
وجينا بمقاما / تِ العيان الأزليّ
ورفعنا عن تكالي / فِ الوجود العمليّ
لمضاهاة استواء / فوق عرشٍ فلكيّ
فرأينا من تعالى / بالوجود الخلقيّ
في لطيفٍ ملكيّ / وكثيف بشريّ
وسألناه بأسرا / رِ المقامِ القدسيّ
نيل ما قد نحن نل / ناه لبدرِ الحبشيِّ
أخاطبني عني
أخاطبني عني / بلسانِ أني
من انتقاضي إلى كمالي / من انحرافي إلى اعتدالي
ومن سناي إلى جمالي / ومن سنائي إلى جلالي
ومن شتاتي إلى اجتماعي / فمن صدودي إلى وصالي
ومن خسيسي إلى نفيسي / فمن حجارٍ إلى اللآلي
ومن شروقي إلى غروبي / فمن نهاري إلى الليالي
ومن ضيائي إلى ظلامي / فمن هداي إلى ضلالي
ومن حضيضي إلى استوائي / فمن زجاجٍ إلى العوالي
ومن دخولي إلى خروجي / فمن محاقي إلى هلالي
ومن طلابي إلى نفوري / فمن جوادي إلى غزالي
ومن نسيمي إلى غصوني / ومن غصوني إلى ظِلالي
ومن ظِلالي إلى نعيمي / ومن نعيمي إلى مِحالي
ومن مِحالي إلى مثالي / ومن مثالي إلى ممالي
ومن محالي إلى صحيحي / ومن صحيحي إلى اعتلالي
فما أنا في الوجودِ غيري / فما أُعادي وما أُوالي
وما أنادي على فؤادي / من أجل رام ماضي النصالِ
فإن رامي السهامِ جفنى / إلى فؤادي بلا نبالِ
فما أحامي على مقامي / وما أعالي فما أبالي
فإنني عشقتُ غيري / فعين فصلي هو اتصالي
فلا تلمني على هواي / فلست عن هاجري بسالي
إني لأقسم بالذي تدريه
إني لأقسم بالذي تدريه / في كل ما أمضيه أو أجريه
لو بيع من منع المشرع بيعة / لحق الخسار ببائع يشريه
وإن اقتدى فيه بإخوة يوسفَ / فلذاك حكمٌ كلنا ندريه
إنا تعبدنا بشرع محمدٍ / وكفاك هذا القدر من تنبيه
أنا لا أفضل أمّة قد أخرجت / للناسِ في تنزيه أو تشبيه
إن الذي قال الزمان بفضله / حكمُ القضاءِ بما يرضيه
فتراه واحدَ عَصرِه في حاله / في كلِّ ما يبغيه أو يمضيه
إني اتبعت لكلِّ صاحبِ علةٍ / استحكمت منه التي تشفيه
فإذا الخطاب لربنا من سرِّنا / أني لما أُبديه ما أخفيه
من ليس يقدر قدر ما أعطيته / في نفسه مني فما أبغيه
جهلَ الحقائقَ من يخلط أمرها / والعالمُ المسعودُ من يلغيه
إني جعلت لكلِّ حقِّ موطناً / يدري به الشخصُ الذي في فيه
دررُ البيانِ مسرَّحاً ومقيَّداً / فله التحكم من وجودي فيه
حَاز مَجداً سَنياً
حَاز مَجداً سَنياً / مَنْ غدا لله بَرّاً تقيَّا
بقديمِ العِنايهْ /
لرجالِ الوِلايهْ /
لاح نورُ الهِدايه /
لاحَ شَيّاً فَشيّاً / حين خرُّوا سجّداً وبكيا
يا منيرَ القلوب /
بشموسِ الغيوب /
نفحاتُ الحبيب /
تتوالى عَليّا / فيريني الحقَّ طلقَ المحيَّا
زلزلَتْ أرضُ حسّي /
وفنى عينُ نفسي /
وبدا نورُ شمسي /
وغدا الروحُ حيّاً / للكبيرِ المتعالي نجيّا
في الفنا عن فنائي /
يبدو سرُّ الرداءِ /
ذو السَّنا والسَّناء /
صَمَداً سَرْمديّاً / عن جميعِ الخلقِ غنيا
مَن لصبٍّ كئيب /
مُستهامٍ غريب /
يُدعى شمسَ القلوب /
واحدٌ بين ذَيَّا / قلتُ مني أخبروني عليا
من كان يبغيني وأبغيه
من كان يبغيني وأبغيه / ما زلت للإحسان أنعيه
حتى بدا للذوق ما قد بدا / منه إلى قلبي فألغيه
خوفاً على قلبي أن الردى / يلحقه إذ كان يطغيه
غار الإله لبيته وحريمه
غار الإله لبيته وحريمه / فلذاك ما حَصَبَ الذي يبغيه
بالسوءِ ثم تراه من إحسانه / بعباده يلغي الذي يلغيه
إن اللئيم الطبعِ إنْ أكرمتَه / لم يلتفتْ فبجورةِ يطغيه
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا / فيه مجالٌ إذا ما كنتُ أعنيه
إني لأشهدُه والحقُّ يشهدني / إني أشاهده بما أنا فيه
فليس للكونِ إلا ما يشاهده / وأما نُعتُّ بمعنى من معانيه
لذا أكون به في ظاهري علماً / وباطني ألم مما أعانيه
بيني وبينك عهدٌ منك قرَّره / شرعٌ أتانا فنوفيه وأوفيه
فما ترى العينُ من شيء تسربه / الإ وفي الحال يخفيه ويحميه
فلست أدرك من شيءٍ حقيقته / وكيفَ أدركه وأنتم فيه
بل عينه ولذا قامَ الدليلُ لكم / عليَّ قطعاً فتبديه وتخفيه
وما علمت بهذا الأمرِ من جهتي / بل الكلامِ الذي سمعتُ من فيه
فإنه عينُ نطقي إذ أكلمكم / مع اللسانِ وهذا القدرُ يكفيه
إني لأخفي أموراً من حقائقه / مبيناتٍ لأمرٍ كان يرضيه
عمن وما ثَمَّ إلا واحدٌ فلذا / أقاسي منه الذي مني يقاسيه
شوقي شديدٌ وشوقُ الحقِّ أعظمُ من / شوقي كذا جاء فيما كان يوحيه
إني خليفيه داود وأضوأ من / قد كان في قبضة الرحمن يبديه
هبَّت علينا رياحُ الجودِ من كَرَمٍ / أتتْ به رُسْله لدى تجلِّيه
فناله العارفُ النِّحرير من كتب / بما يكون عليه من تحليه
إنْ كان في ملأ فالحالُ يخجله / لذا يرى مائلاً إلى تخليه
إن الجهولَ الذي للغير يثبتها / وفيّ منكرها جَهراً يُباريه
وإنْ درى انني بالورث أملكها / لقامَ من حدٍّ للنورِ يطفيه
فما لنا حيلة نرجو الخلاصَ بها / إلا لنسألَ من أطغاه يهديه
جزاك الله خيراً من وليٍّ
جزاك الله خيراً من وليٍّ / عليمٍ بالخفيّ وبالجليِّ
رعاك الله من شخصٍ تعالى / عن الأمثال بالنعتِ العليِّ
صدوقُ الوعدِ أنزله كتاباً / فإسماعيل ذو الخُلق الرَّضيّ
لكيوان الثباتِ بغيرِ شكٍّ
لكيوان الثباتِ بغيرِ شكٍّ / كما للمشتري عِلمُ النبيّ
وللمريخ أرماحٌ طوالٌ / إذا اجتمع الكميُّ مع الكميّ
وللشمسِ الأمانة في مكانٍ / كما قال الإله لنا عليّ
وللزهراء ميلُ هوى وحب / فويلٌ للشجيِّ من الخليِّ
ونش عطارد مريِّخ لطف / يضم به العليِّ إلى الدنيّ
بأمر البدر يكتب ما أردنا / إلى الداني المقرَّبِ والقصيّ
ويقطع في بروجٍ معلماتٍ / يكنَّ لسيرها حرفَ الرويّ
فمن حَمَلٍ إلى ثورٍ ويعلو / إلى الجوزاءِ في الفلك البهيّ
إلى السرطانِ من أسد تراه / بسنبلةٍ لميزانِ الهويّ
وعقربٍ صدغه يرمي بقوسِ / من النيران من أجلِ الجدي
ليشويه فيطفيه بدلو / كحوتِ دلالةِ العبد النجيّ
وليس لهذه الأبراجِ عينٌ / من الأنوار في النظر الجليّ
ولكنَّ المنازلَ عينتها / من الفلكِ المكوكَب للخفيّ
فمنزلتان مع ثلث لبرجٍ / كتقسيمِ المراتبِ في النديّ
وبان لكل منزلةٍ دليلٌ / من الأسماء عن نظرٍ خفيّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا / إلى الدبران هقعته تحيّ
ذراعاً عند نثرة طرفِ شخصٍ / بجبهته زبرتْ على بنيّ
لتعلمه بصرفته فمالتْ / بعوَّاء السِّماكِ على وليّ
غفرن له زبانات بأمر / من الإكليل عن قلبٍ نقيّ
فجادت شَولةٌ صادت نعاماً / ببلدتها لكلِّ فتى تقيّ
وذابحها يخبرها بما قد / بدا في العجلِ من سرِّ الحليّ
فتبلعها السعودُ على شهودٍ / من أخبيةٍ وأدلاءِ الشقيّ
مقدَّمها مؤخرها لفرغٍ / يدليه الرَّشاءُ إلى الركيّ
ليسقي زرعه كرماً وجوداً / ليقري بالغداةِ وبالعشيّ
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا / إذا خفيت لذي الرصد الذكيّ
نجومُ الرجمِ أرسلها إلهي / لتحرقَ كلَّ شيطانٍ غويّ
وتظهر بالأثيرِ من اشتعالٍ / فتهوي بالهواء إلى الغبيّ
فتحرقه فيذهبُ ما لديه / من العلمِ المحققِ بالهويّ
هي النيران في الأبصارِ نورٌ / كماء شرابِ ظمآن شقي
فسبحانَ العليمِ بكلِّ شيءٍ / وموحيه إلى قلبِ الوليّ
حاز مجداً سنيِّاً
حاز مجداً سنيِّاً / مَن غدا لله بَراً تقيّاً
بقديم العنايه /
لرجالِ الولايه /
لاح نورُ الهدايه /
لاحَ شياً فشيا / حين خَرُّوا سُجدَّاً بكيّا
زلزلتْ أرضُ حسِّي /
وفنى عينُ نفسي /
وبدا نورُ شمسي /
وغدا الروحُ حيّاً / للكبير المتعالي نجيَّا
يا منير القلوبِ /
بشموسِ الغيوب /
نَفَحاتِ الحبيب /
تتوالى عليّا / فتريني الحقَّ طلقَ المُحيّا
يا لطيفاً بعبده /
وكريماً برِفده /
وفنى عينُ نفسي /
أعط عبداً رزيا / أنه ما جاء شيّاً فريا
في الفنا عن فنائي /
يبدو سرُّ الرداء /
والسنا والسناء /
صَمدَاً سر مَدِيّاً / أحدياً أزلياً عليّا
من لصَبِّ كئيب /
مُستهامٍ غريب /
يدعو شمسَ القلوب /
لو أُنادي إليا / قلبَ عبدٍ لم يزل بي غنيا
ضاع قلبي لديه /
مرَّ عقلي إليه /
مُستغيثاً عليه /
وأخذ من يديَّا / قلتَ مني فأخبروا عليا
يلبي نداء الحقِّ من كان داعياً
يلبي نداء الحقِّ من كان داعياً / جزاء لما يدعو أجابَ المناديا
يقول تذكر ما أتى في خطابه / وما أودعَ الله السنين الخواليا
يرى حضرةً لم تشهدِ العينُ مثلها / يناديه أيّاماً بها ولياليا
يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به / من الله لم يدعو له الله داعيا
يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه / لذاك تراه في المحاريب تاليا
يمين له مدَّتْ لبيعة مالك / هو العبد إلا أنه كان واليا
يوليه أمرَ الكونِ فهو خليفته / وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا
ينزله في الأرض عبداً مسوداً / سؤوساً عليماً بالأمور وراعيا
يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه / من الهمة العليا خفيّاً وخافيا
يناديه من ولاه أنت خليفتي / على الكل مهديّ المقام وهاديا
إنما الماءُ من الماءِ روى
إنما الماءُ من الماءِ روى / والذي مذهبُه ذا ما روي
قد روتْ ناسخةٌ عائشةٌ / عند قومٍ جهلوا ما قد روي
إنما زادتْ بما قد ذكرت / عين حكم وهو برهانٌ قوي
غرضي والله يوماً أن أرى / الذي بي من جواه يرتوي
وإذا أبصرته لم أره / وهو ذو شوقٍ عليه يحتوي
ما أنا في ظاهر الحرف به / بل أنا عينُ الوجودِ المعنوي
ما يرى ما قام بي من كَلَفٍ / غيرُ شخصٍ عربيّ نبوي
هو رمزٌ فارسيٌّ غامضٌ / وهو نصٌّ عند شخصٍ علوي
إني رأيتُ بظني
إني رأيتُ بظني / من كان كلباً ظَبياً
وكان شخصاً كريماً / من الأناسي سويا
ولم أجىء بالذي قل / ت فيه شياً فرِيّا
ولا تقل فيه مسخ / تكن فتى عَرَبياً
إنَّ سري هو روح كلِّ شي
إنَّ سري هو روح كلِّ شي / وهو الظاهر في ميتٍ وحي
فإذا قام بحيٍّ فأب / وإذا قام بميتٍ فبنى
إنه جَلَّ عن إدراك الذي / قال فيه إنه في كلِّ شي
إنما هو عينه فاعتبروا / تجدوا ما قلت في نشر وطي
ما تغالي كونه عن حالة / ظهرتْ في مدِّ ظلِّ ثم في
إنما الأمر الذي يسعدكم / أو نقيض السعد في رشد وغي
إنما خص بقوم للذي / كان فيهم من ذُكاء ثم عيّ
قد أكلناه طبيخاً ولقد / جاءني لحماً طرياً وهوني
فأبينا أكله حين بدتْ / صورةُ الإيمان فيه من قصي
يا أخي فاعلم الأمر الذي / قلته فيه بحقٍّ يا أخي
فخذوه أسَداً أو حَمَلا / واتركوا السنبلَ يرعاه الجدي
إنما الأمر عظيمٌ قدرُه / جلَّ عندي حين جلاه إلي
قلت ضمني ذاتي وأنا / أوصل المقدار مني وعلى
قال لا يمكن إلا هكذا / هو فعل الشيخِ لا فعلُ صبي
لو أراد الأمر أن يخرجه / لم يكن يمكن هذا من يدي
لي منه الشرب مادام وما / دمتُ ما عندي لشربي منه ري
لستُ أدري إنني عبد هوى / إذ تجلى لي في شكلٍ رشي
فتغزلت وما أضمره / وبدا يغشى سناه ناظري
جمعتُ همي عليّا
جمعتُ همي عليّا / فما برحتُ لديّا
إليَّ يا من تعالى / عن الكيان النيّا
فلم أجد غير ذاتي / لما بسطتُ يديّا
فأسفلُ الكونِ يعلو / وقتا بربي عليّا
انظر جديثَ هبوطٍ / تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي / عن الإله فريَّا
هذا حديثُ رسولٍ / قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي / إني بربي نسيّا
لما سريتُ إليه / خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي / ربي ناءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي / وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي / إيّاك ربِّ شقيّا
أنت الوليّ الذي قد / صيرت قلبي وليّا
فاجعلن ربي إماما / واجعلن ربي رضيا
فقد ضعفت لما بي / وذبتُ شيّاً فشيا
سألتُ ربي أن لا / يجعل لذاتي سميّا
قد كنتُ عبداً مطيعاً / إذ كنتُ ملكا سَريّا
أجرى لي الله جودا / من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا / عليّ رطبا جنيّا
فكان منه غذائي / وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكان بي لُطف ربي / لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها / يقومُ شخصاً سويّا
هذا مُحال ولكن / شاهدتُ أمراً نديّا
رأيته عينَ نفسي / من حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ / بل كنتُ منه بريّا
بل لم أجد منه بدًّا / لما هجرتُ مليّا
وخرّ جمعي إليه / عند الشهودِ بكيّا
فكنت أولى بنار / للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليه / لما اقتربتُ نجيّا
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني / وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولاي ما كنت في سرٍّ أسرُّ به / عن الحبيبِ الذي يدرون لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له / إذا تجلّى لنا بدارِ دنيانا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه / إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقد علمتْ / نفسي بأنَّ كثيبِ الزور مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكان لنا / ملكا نصرِّفه فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه / أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد / سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا / وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني / ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منه على / ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور / شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه / والشرعُ ينقض ما الأفكار تبنيه
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه / فإنَّ ذلك فيهم من تحليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه / رأيتُ ما كنتُ أبغيه وأنفيه
فما رأيتُ وجوداً كنت أظهره / إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به / علمت أن له عهداً يوفيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025